استشهد "معاذ رحمة" الذي رفض الخروج من بلدته كفربطنا في الغوطة الشرقية، بقصف الطيران الحربي والمدفعية التابعة للنظام على بلدته بالأمس، وهو شقيق خطيب المسجد الأموي "مأمون رحمة" الذي حللت فتاواه للنظام قتل المدنيين وقصفهم.
وسبق أن استشهد ابن معاذ رحمة بقصف لطيران النظام الحربي على منزلهم في كفربطنا عام 2015، ليسجل اليوم استشهاد الأب وابنه بيد مجرم واحد، ومع ذلك لايزال شقيق معاذ الشيخ مأمون رحمة يفتي للأسد قتل المدنيين ويناصره ضد أهله وأقربائه في الغوطة الشرقية.
ولطالما حملت الخطب التي يلقيها مأمون رحمة في المسجد الأموي التمجيد والتعظيم لبشار الأسد وللرئيس الروسي بوتين وحتى للميليشيات الانفصالية التي تقاتل الشعب السوري جميعاً، ولم يتوانى ليوم واحد في إظهار الولاء والطاعة للنظام ولرؤساء أجهزة المخابرات في سوريا.
نقلت وزارة الخارجية الروسية عن الوزير سيرجي لافروف قوله يوم الخميس إن موسكو مستعدة لدراسة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في سوريا بشرط ألا يشمل ذلك "تنظيم الدولة وجبهة النصرة والجماعات الأخرى" التي تقصف المناطق السكنية في دمشق.
وكان قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، إن روسيا ليست مسؤولة عن الوضع في الغوطة الشرقية، مضيفاً ”من يدعمون الإرهابيين هم المسؤولون... لا روسيا ولا سوريا أو إيران ضمن هذه الفئة من الدول حيث أنهم يشنون حربا شاملة على الإرهابيين في سوريا“.
بدورها أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس قتل المدنيين في سوريا ووصفته بأنه مذبحة وأضافت أن برلين ستتواصل مع روسيا في إطار جهودها لوقف العنف.
وقالت ميركل ”ما نراه الآن... الأحداث المروعة في سوريا من نظام يقاتل ليس الإرهابيين بل شعبه وقتل للأطفال وتدمير للمستشفيات كل هذا مذبحة يجب إدانتها“، بحسب "رويترز"، وأضافت أن برلين ستبحث الوضع في سوريا مع موسكو. وقالت ”يجب أن نفعل ما في وسعنا لإنهاء هذه المذبحة“.
ويعقد مجلس الأمن الدولي ظهر اليوم الخميس بتوقيت نيويورك جلسة مفتوحة بناء على طلب روسيا لمناقشة "الوضع في الغوطة الشرقية".
ودعت هيئة التفاوض السورية للمباشرة بإعلان هدنة فورية في سوريا تترافق مع مفاوضات جدية لتثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل المسارين الإنساني و السياسي، وبينت الهيئة أنها ترى النظر في إعلان هدنة فورية لمدة ٣٠ يوماً في سورية واجبا على المجتمع الدولي.
قال د نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السوري، إن الحلول الدولية المقترحة حول وقف الإبادة في الغوطة، تدل على عدم وجود رغبة حقيقية في إنهاء ما يحصل في سورية إلى الأبد، إضافة إلى التساهل بمصير المدنيين.
وأكد الحريري أن أي مبادرة تتجاهل القضة الأساسية المسببة للمذبحة في الغوطة الشرقية وتقضي بإخراج الأهالي من منازلهم هي عمليات تهجير قسري وهي مخالفة للقوانين الدولية باعتبارها جريمة حرب.
وبين أن الحل هو في تنفيذ القرارات الدولية التي تنص على الوقف الفوري لكافة أنواع القصف والجلوس على طاولة المفاوضات وتحقيق الانتقال السياسي الكامل.
بدوره قال "يحيى العريضي" صحيح أن روسيا تبادر الى عقد جلسة لمجلس الأمن لمناقشة القضية السورية، ولكن ذلك يجب ألا يكون كحركة استباقية لإجهاض موقف ردعي فاعل للمجلس، و على روسيا ان تتوقف عن أخذ مجلس الأمن رهينة لحماية الاجرام في سوريا".
ودعت هيئة التفاوض السورية للمباشرة بإعلان هدنة فورية في سوريا تترافق مع مفاوضات جدية لتثبيت وقف إطلاق النار وتفعيل المسارين الإنساني و السياسي، وبينت الهيئة أنها ترى النظر في إعلان هدنة فورية لمدة ٣٠ يوماً في سورية واجبا على المجتمع الدولي.
تواصل فصائل الجيش السوري الحر اليوم 22 شباط، توسعها بريف عفرين، معلنة تحرير قرية "علي جارو" ومعسكر بالقرب منها في محور بلبل، وقريتي "الصفراء والرحمانية" في محور الشيخ حديد بريف عفرين بعد اشتباكات مع وحدات حماية الشعب YPG بريف عفرين.
وحررت الفصائل الأمس 21 قرية "فيركان" وقرية خربة سلوكي على محور راجو، كما تمكنت فصائل الحر في 20 شباط، من تحرير 14 قرية والعديد من التلال الاستراتيجية الراصدة في المنطقة على محاور جنديرس وبلبل وشران، محررة قرية الدفلة على محور راجو وبلدة دير صوان الاستراتيجية، لتتمكن من وصل مناطق سيطرتها في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي مع المناطق المحررة حديثاً في ناحيتي بلبل وشران شمالي عفرين، بعد سيطرتها اليوم على عدة قرى وتلال في المنطقة.
وسجل مقتل العشرات من عناصر الوحدات خلال الاشتباكات مع فصائل الجيش السوري الحر والقوات التركية، في حين تتعرض مواقعها لقصف يومي من المدفعية التركية، وسط اشتباكات مستمرة على عدة محاور.
ويواصل الجيش السوري الحر والقوات التركية منذ 20 كانون الثاني، عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف المواقع العسكرية لوحدات حماية الشعب YPG في منطقة عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
أعلن المقدم علي عبدالباقي رئيس هيئة الأركان في جيش الإسلام عن إستهداف قواته مواقع قوات الأسد في مطار الضمير العسكري بعدد من الصواريخ.
وقال عبد الباقي في تغريدة له على صفحته في تويتر يوم أمس أن من يظنّ أنّه سيرتكب كلّ هذه المجازر الهتلرية وهو آمن، فهو واهم، وهدد أن الرد سيكون موجعاً، وقبل ساعات قليلة نشر صورا تظهر إطلاق صاروخ أرض ارض أطلقت من منطقة يعتقد أنها من القلمون الشرقي واستهدفت مطار الضمير العسكري.
عبد الباقي أكد أن المرحلة الأولى قد بدأت بقصف مطار الضمير العسكري برشقات من الصواريخ والمدافع، وقال أن الباب مفتوح لفصائل الجيش السوري الحر لتشارك في شرف هذا الردّ.
ولم تتأخر قوات الأسد بردها الجبان والمعتاد واستهدفت منازل المدنيين في مدينة جيرود دون وقوع أي اصابات، وأيضا استهدفت مواقع الثوار في جبل البترا والجبل الشرقي دون تحقيق أي إصابة.
وفي سياق متصل فقد ارتفع عدد شهداء مدينة دوما في المجزرة التي وقعت صباح اليوم جراء القصف الجوي والصاروخي العنيف إلى أكثر من 24 شهيدا وعشرات الجرحى، ووقعت مجزرة أخرى في مدينة حمورية راح ضحيتها 5 شهداء ( 4 نساء ورجل) جراء غارة جوية من الطيران الحربي الروسي، وسجل سقوط 4 شهداء في بلدة الأفتريس وشهيدين في بلدة مسرابا وشهيد في بلدة جسرين جراء الغارات الجوية.
عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية اليابانية "نوريو ماروياما"، عن قلق بلاده إزاء ارتفاع حدة التوتر العسكري في سوريا، والأوضاع في الأجزاء الشمالية والجنوبية من البلاد، ويشكل خاص الوضع الجاري في منطقة الغوطة الشرقية.
وبين المتحدث في بيان اليوم أن حدة الغارات الجوية والقصف ازدادت وأدت إلى العديد من الضحايا والإصابات بين المدنيين، مؤكدة أن حل الأزمة السورية لا يمكن بالسيل العسكرية وأن علينا الاستمرار بالسعي إلى حل سياسي۔
ودعت حكومة اليابان جميع الأطراف إلى وقف أية أعمال عسكرية لإفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية وبهدف بذل أقصى الجهود لتحقيق تقدم في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، مبدية عزم حكومة اليابان التنسيق مع المجتمع الدولي لإيقاف كافة أشكال العنف.
بدورها أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس قتل المدنيين في سوريا ووصفته بأنه مذبحة وأضافت أن برلين ستتواصل مع روسيا في إطار جهودها لوقف العنف.
وقالت ميركل ”ما نراه الآن... الأحداث المروعة في سوريا من نظام يقاتل ليس الإرهابيين بل شعبه وقتل للأطفال وتدمير للمستشفيات كل هذا مذبحة يجب إدانتها“، بحسب "رويترز"، وأضافت أن برلين ستبحث الوضع في سوريا مع موسكو. وقالت ”يجب أن نفعل ما في وسعنا لإنهاء هذه المذبحة“.
يعقد مجلس الأمن الدولي ظهر اليوم الخميس بتوقيت نيويورك جلسة مفتوحة بناء على طلب روسيا لمناقشة "الوضع في الغوطة الشرقية".
أعلن المجلس المحلي في بلدة جسرين اليوم، المدينة منكوبة نظرا لاستهدافها بجميع أنواع الأسلحة من قبل ألة القتل الإجرامية ممثلة بالنظام وروسيا ضمن الحملة الهمجية المتواصلة على بلدة جسرين ليل نهار خلال 72 ساعة الماضية والتي خلفت ارتقاء عدد من الشهداء والعديد من الجرحى بين المدنيين.
وأكد المجلس أن القصف استهداف المركز الطبي الوحيد في البلدة بغارتين جويتين أخرجته عن الخدمة تماما، إضافة إلى استنزاف المخزون الطبي بشكل كبير، و توقف عمل جميع مكاتب المجلس المحلي بشكل كامل وخاصة مكتب الخدمات القائم على نظافة البلدة وإيصال المياه إلى منازل أهلها.
وبين المجلس أن النظام وحلفائها يتعمدون استهداف البنى التحتية والمراكز الحيوية والمستودعات الاحتياطية والأسواق الشعبية، إضافة لاستهداف الحقول والأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، سبب توقف الحركة في البلدة بشكل تام بسبب القصف العشوائي والمكثف.
وأوضح أن أكثر من 3000 عائلة في بلدة جسرين تعيش ظروفا مأساوية في ظل الخوف والجوع والبرد القارس، إضافة إلى تفشي الأمراض، بسبب فقدان المياه الصالحة للاستعمال وانعدام وجود ملاجئ صحية معدة للسكن.
ووجه المجلس نداء استغاثة عاجل إلى جميع الهيئات الإنسانية والمنظمات الحقوقية لوقف المذبحة التي تتعرض لها الغوطة الشرقية عموما وبلدة جسرين خصوصا، حيث تتبع روسيا وإيران وقوات الأسد سياسة الأرض المحروقة وتقوم بإرهاب المدنيين، كما ناشد كل إنسان في العالم بذل ما يستطيعه لإيقاف هذه المحرقة ومساعدة المنكوبين في الغوطة الشرقية.
أعلن مجلس محافظة ريف دمشق والمجالس المحلية والمديريات التنفيذية في الغوطة الشرقية، عجزها عن تأمين المتطلبات الضرورية لحياة المدنيين، في ظل الاستنزاف الكبير لمخزون المواد الغذائية والتموينية ومخزون المواد الطبية والأدوية في الغوطة الشرقية.
وقال المجلس "أيها الصامتون ما زال بإمكانكم الاستجابة لنداء الإنسانية، لأن أطفال ونساء الغوطة ينتظرون منكم التدخل الفوري لحمايتهم من الإجرام الروسي و وحشية نظام الأسد الذين يرتكبون المجازر والفظائع والتجويع الممنهج بحقهم، قبل استفحال الكارثة الإنسانية في الغوطة الشرقية إن أهالي الغوطة الشرقية الذين يريدون الحياة بسلام على أرضهم مازالوا ينتظرون إيقاف إرهاب الدولة وتدمير مرافق الحياة وقهر الإنسان.
وجه مجلس محافظة ريف دمشق في بيان اليوم، رسالة إلى الإنسانية التي فقدت معناها على أرض الغوطة الشرقية، و الصامتين الذين يراقبون القصف الوحشي لنظام الأسد وحليفه الروسي بكافة أنواع الأسلحة التي تنهال ليلا ونهارا فوق رؤوس المدنيين ولاسيما النساء والأطفال، و المجتمع الدولي الذي نصب نفسه لحماية العدالة والحريات في كل بقاع الأرض، والدفاع عن حقوق الانسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أو دينه.
كذلك إلى الذين لم يحركهم الاستخفاف المستمر بالقرارات الدولية والانتهاك السافر لقوانين حقوق الإنسان، بالقول: أيها السادة إن خمس سنوات من الحصار اللاأخلاقي وغير القانوني الذي يفرضه نظام الأسد على الغوطة الشرقية أدت لإنهاك المجتمع المحلي ونقص شديد في الموارد وسبل العيش، وتركت آثارة كارثية على الناس و خاصة النساء والأطفال.
قالت وحدات حماية الشعب YPG اليوم الخميس إن مئات المقاتلين الموالين للنظام انتشروا على الخطوط الأمامية في عفرين لمواجهة عملية "غصن الزيتون"، في وقت أفادت فيه مصادر ميدانية وصول عناصر للميليشيات التابعة للوحدات من أحياء حلب إلى عفرين.
وقال نوري محمود المتحدث باسم الوحدات لرويترز ”جاءت مجموعات تابعة للجيش السوري على عفرين ... لكن ليس بالقدر الكافي لإيقاف الاحتلال التركي“، وأضاف ”يجب أن يقوم الجيش السوري بواجبه. نحن نرى بأن من واجب الجيش السوري أن يحمي حدود سوريا“، نافياً في الوقت ذاته دخول أي قوات للنظام إلى أحياء خاضعة لسيطرة الأكراد في مدينة حلب.
بدأت قوات الأسد والميليشيات المحلية التابعة لها في مدينة حلب، بالدخول للأحياء الخاضعة لوحدات حماية الشعب YPG، مقابل تسهيل وصول عناصر الوحدات إلى منطقة عفرين، وذلك ضمن اتفاق بين الطرفين لتسليم النظام كامل الأحياء الخاضعة لها ضمن المدينة.
وبينت مصادر ميدانية أن قوات الأسد دخلت إلى أحياء "الاشرفية والشيخ مقصود والحيدرية" بمدينة حلب بعد خروج عدة أرتال عسكرية من هذه الأحياء إلى منطقة عفرين لمشاركة الوحدات في القتال ضد فصائل الجيش السوري الحر والقوات التركية.
وكان أكد "نوري محمود" الناطق الرسمي لوحدات حماية الشعب YPG في بيان رسمي 20 شباط، بدء دخول قوات تابعة لقوات الأسد وجاء في بيان الوحدات "فقد لبت الحكومة السورية الدعوة واستجابت لنداء الواجب وأرسلت وحدات عسكرية هذا اليوم الثلاثاء 20 شباط 2018 وذلك للتمركز على الحدود و المشاركة في الدفاع عن وحدة الأراضي السورية وحدودها".
ويواصل الجيش السوري الحر والقوات التركية منذ 20 كانون الثاني، عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف المواقع العسكرية لوحدات حماية الشعب YPG في منطقة عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
أصدرت مديرية الصحة في ريف دمشق بيانا تحدثت فيه عن حجم الأضرار التي تعرضت لها المنظومة الطبية في الغوطة الشرقية، وأعداد الضحايا من المدنيين خلال ثلاثة أيام من الحملة العسكرية لقوات النظام على الغوطة.
وقالت المديرية "خروج العديد من المنشآت الطبية من مراكز رعاية أولية واسعاف ومشافي عن الخدمة وتراوحت الاضرار بشكل جزئي أو كلي لغالبية المراكز، ورغم ذلك ما زالت الكوادر الطبية تعمل بالرغم من الظروف الأمنية الصعبة والاستهداف المباشر للمنشآت الطبية".
وقالت المديرية أن حصيلة الضحايا في الغوطة الشرقية خلال فترة 19 و20 من شهر شباط الحالي بلغ 211 شهيد بينهم 43 امرأة و35 طفل وطفلة، بالإضافة إلى 697 جريح من رجال وأطفال ونساء، و199 عمل جراحي فيها ثلاث حالات بتر أطراف علوية بينها امرأة، وعملية عينية فيها ثلاث حالات تفريغ عين.
وأوضحت مديرية الصحة أن بتاريخ 21 شباط ازداد عدد الوفيات لأكثر من 80 من رجال ونساء واطفال، وأكثر من 300 جريح بيوم واحد فيما لم يتم إحصاء العمليات الجراحية حتى اللحظة، فيما أدى هذا الاستهداف والتصعيد العسكري إلى ثلاثة وفيات من الكادر الطبي، وهم ممرض في مدينة سقبا، وممرضة وابنتها في مدينة عربين، وفني تخدير في مدينة الشيفونية ومتطوع في الدفاع المدني، بالإضافة إلى استهداف سيارتي اسعاف من منظومة الإسعاف المركزي، ووجود 280 حالة استشفاء و234 حالة عناية مركزة".
في سياق متصل دعت منظمة أطباء بلا حدود الحكومة السورية وجميع الأطراف المتحاربة وعلى وجه الاستعجال، أن يجعلوا في إدخال إمدادات من المواد الطبية فوراً للمنشآت الطبية التي تحتاج إليها لإنقاذ الأرواح، وتحييد العاملين في القطاع الصحي والمرضى والمنشآت الطبية عن الصراع المستمر، وضرورة السماح بعمليات الإجلاء الطبي وإخراج الإصابات الحرجة من الغوطة الشرقية.
وعبرت المنظمة في تقرير لها عن إدانتها لجرائم النظام ضد المدنيين في الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق، خلال الأيام القليلة الماضية، والتي راح ضحيتها المئات من المدنيين بين شهيد وجريح، وأن الخسائر البشرية مرتفعة جداً في الغوطة الشرقية منذ بداية هذا العام، حيث أبلغت المستشفيات والعيادات التي تدعمها منظمة أطباء بلا حدود -بشكل منتظم أو حسب الاحتياج- عن وصول عدد الجرحى لما يزيد عن 1600 جريح و180 قتيلاً حتى الـ18 من فبراير الجاري، ولكن وتيرة القصف الجوي والمدفعي ازدادت بعد ذلك، وجرى الإبلاغ خلال اليومين ونصف الماضيين، عن 1285 جريحاً و237 قتيلاً في 10 منشآت طبية تدعمها منظمة أطباء بلا حدود بشكل كامل وفي ثماني منشآت تزودها المنظمة بالدعم الطبي الطارئ".
يذكر أن قوات الأسد وحليفها الروسي كثفا من قصفهما بشكل كبير على مدن وبلدات الغوطة الشرقية بريف دمشق خلال الثلاثة أيام الماضية، مما تسبب بسقوط مئات الضحايا، غالبيتهم من المدنيين، وخروج أكثر من 13 منشأة طبية عن الخدمة بشكل كامل نتيجة استهدافها المباشر من طيران الأسد وروسيا.
تجددت المواجهات بين فصيلي هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا في ريف إدلب اليوم 22 شباط، وسط استمرار عمليات التحشيد وتعزيز الحواجز وتسير الأرتال ضمن المناطق المحررة من قبل الهيئة، وانحياز لفصيل التركستان الذي عزز مواقعه في منطقة بسنقول على أطراف جبل الزاوية لصالها.
وأفادت مصادر ميدانية لـ شام أن اشتباكات تجددت فجراً بين الطرفين في مرعيان والرامي بجبل الزاوية وكفرشلايا وأطراف حاس ومنطقة كرسعة في جبل شحشوا، في محاولة لهيئة تحرير الشام للتقدم باتجاه مواقع تحرير سوريا، في وقت أخلت فيه عناصر الهيئة مدينة معرة النعمان بعد مواجهات بالأمس والتوصل لاتفاق بخروجها بضمانات جند الملاحم.
وبينت المصادر أن فصيل التركستان الذي عزز مواقعه في منطقة حرش بسنقول بالأمس، تحرك صبح اليوم باتجاه مواقع جبهة تحرير سوريا في قرية كفرشلايا وأوم الجوز التي تعتبر الخط الأول لقرى جبل الزاوية من الجهة الشمالية الغربية، وسط محاولتها التقدم باتجاه قرية الرامي، في دعم واضح لهيئة تحرير الشام.
وفي حلب انسحبت عناصر هيئة تحرير الشام من بلدة كفرناصح بعد اشتباكات مع جبهة تحرير سوريا، فيما يسود الهدوء في المنطقة اليوم، مع استمرار تدفق التحشيدات العسكرية للهيئة باتجاه ريف حلب الغربي، وتعزيز مواقعها بالأسلحة الثقيلة التي تستخدمها في استهداف المناطق الخاضعة لسيطرة تحرير سوريا.
وكانت اندلعت اشتباكات عنيفة بالأمس بين الطرفين في جبل الزاوية ومعرة النعمان وترملا ووادي الضيف، تمكنت فيها جبهة تحرير سوريا من التقدم في أريحا والريف الجنوبي وجبل الزاوية على حساب الهيئة، فيما تقدمت الهيئة في تقاد ووجمعية الفرقان الأولى وجمعية الكهرباء بريف حلب الغربي.
وشهدت مناطق الاشتباكات حالة شلل كاملة للحياة وحظر للتجوال للمدنيين، مع إغلاق كامل للأسواق ومنع تحرك السيارات المدنية في الطرقات العامة خوقاً من تعرضها للاستهداف من أي طرف، وسط استمرار التحشيد للطرفين على الحواجز في عموم ريف المحافظة.
وكانت بدأت عناصر هيئة تحرير الشام في 20 شباط، بهجوم كبير على مواقع "جبهة تحرير سوريا" في أورم الكبرى والسعدية بريف حلب الغربي، أسفرت عن استشهاد مدني، وجرح أخرين في ريف حلب الغربي، وسط حالة هلع كبيرة في أوساط المدنيين.
و تأتي الاشتباكات بين الطرفين بعد أن اتهمت هيئة تحرير الشام، حاجز لحركة نور الدين زنكي بإطلاق النار بشكل مباشر على سيارة تقل "أبو أيمن المصري" مسؤول التعليم في إدارة شؤون المهجرين ما أدى لمقتله وإصابة زوجته بجروح قرب قرية الهوتة بريف حلب أثناء مروه من المنطقة، في وقت فشلت فيه مشاعي العلماء والشرعيين للتدخل والحل بين الطرفين بعد لقاء "الجولاني وشهاب الدين" كلاً على حدى ورفض تحرير الشام الجلوس لمحكمة لحل الخلاف الحاصل.
قال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين في مؤتمر صحفي اليوم الخميس، إن روسيا ليست مسؤولة عن الوضع في الغوطة الشرقية، مضيفاً ”من يدعمون الإرهابيين هم المسؤولون... لا روسيا ولا سوريا أو إيران ضمن هذه الفئة من الدول حيث أنهم يشنون حربا شاملة على الإرهابيين في سوريا“.
بدورها أدانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس قتل المدنيين في سوريا ووصفته بأنه مذبحة وأضافت أن برلين ستتواصل مع روسيا في إطار جهودها لوقف العنف.
وقالت ميركل ”ما نراه الآن... الأحداث المروعة في سوريا من نظام يقاتل ليس الإرهابيين بل شعبه وقتل للأطفال وتدمير للمستشفيات كل هذا مذبحة يجب إدانتها“، بحسب "رويترز"، وأضافت أن برلين ستبحث الوضع في سوريا مع موسكو. وقالت ”يجب أن نفعل ما في وسعنا لإنهاء هذه المذبحة“.
يعقد مجلس الأمن الدولي ظهر اليوم الخميس بتوقيت نيويورك جلسة مفتوحة بناء على طلب روسيا لمناقشة "الوضع في الغوطة الشرقية".
وفي وقت متأخر الأربعاء، دعت واشنطن، مجلس الأمن الدولي للتحرك السريع من أجل "إنقاذ حياة الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للهجوم في الغوطة الشرقية من قبل نظام الأسد البربري"، جاء ذلك في بيان صادر عن نيكي هيلي المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، اطلعت عليه الأناضول.
وقالت المندوبة الأمريكية "هجمات الأسد وداعميه ضد هؤلاء المدنيين تزداد سوءا يوما بعد يوم، بالإضافة إلى قصف أهداف مدنية مثل المستشفيات ومنع السكان من الحصول على المساعدات الإنسانية، وتركهم دون طعام وماء ودواء".
وتواجه بلدات ومدن الغوطة الشرقية بجميع بلداتها حملة قصف جوية وصاروخية غير مسبوقة منذ 18 شباط، شاركت فيها بشكل واسع الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام الحربية والمروحية لأول مرة منذ عامين، إضافة لراجمات الصواريخ الثقيلة والمتوسطة والمدفعية الثقيلة، في حملة إبادة شاملة ضد 350 ألف مدني محاصر.