فرح الأتاسي تدعو القيادة السورية للحذر من الوعود الغربية وتحث على تحصين الجبهة الداخلية
فرح الأتاسي تدعو القيادة السورية للحذر من الوعود الغربية وتحث على تحصين الجبهة الداخلية
● أخبار سورية ٢٧ يوليو ٢٠٢٥

فرح الأتاسي تدعو القيادة السورية للحذر من الوعود الغربية وتحث على تحصين الجبهة الداخلية

حذّرت المستشارة في الشؤون الخارجية والرئيسة التنفيذية لمجموعة "ACT" الدولية في الولايات المتحدة، فرح الأتاسي، من خطورة الانجرار وراء التصريحات الغربية والأمريكية التي تُظهر دعماً مفاجئاً وسريعاً للقيادة السورية الجديدة، واصفة ذلك بـ"المحبة الفائضة" التي قد تحمل في طيّاتها أثماناً باهظة لا تستطيع سوريا تحملها في الوقت الراهن.

وقالت الأتاسي، في منشور لها على صفحتها على فيسبوك، إنّ ما يجري هو "عملية تخدير سياسي دولي" تهدف إلى التسلل إلى مفاصل الدولة السورية عبر رسائل دبلوماسية مُضلِّلة، مؤكدة ضرورة عدم الانبهار بالتصريحات الجميلة القادمة من واشنطن أو العواصم الأوروبية.

مطالبة بتفكير استراتيجي واستعداد دائم
وأوضحت الأتاسي، التي تملك خبرة سياسية طويلة تمتد لأكثر من 25 عاماً في العاصمة الأمريكية، أن صانعي القرار في سوريا مطالبون بالتفكير خارج الصندوق، وبتنمية حس استراتيجي دائم، لأن "الحرب لم تنته بعد، لا داخلياً ولا إقليمياً ولا دولياً"، على حد تعبيرها.

وشددت على أن السياسة الدولية لا تحكمها الثوابت أو المبادئ، بل تتقاطع فيها المصالح والحسابات المعقدة، ما يتطلب بناء دوائر قرار مدروسة تضم خبراء في العلاقات الدولية، والأمن، والدبلوماسية، يتمتعون بالمصداقية والمعرفة بخبايا السياسات العالمية، وخصوصًا ملف الصراع العربي – السوري – الإسرائيلي.

التحذير من فتن السويداء والإعلام التحريضي
وفيما يتصل بالأحداث الدامية التي شهدتها محافظة السويداء، أدانت الأتاسي ما وصفته بـ"الانتهاكات والمجازر"، محمّلة المسؤولية لرجل قالت إنه "أحمق وعنيد" يُستغل لأجندات خارجية ويقود طائفته إلى الهاوية، في إشارة غير مباشرة إلى الشيخ حكمت الهجري.

كما حذّرت من الحملات التحريضية الممنهجة التي تُبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أن المعلومات المضللة وخطاب الكراهية المتصاعد أخطر من جميع الأطراف المتطرفة على الأرض، وأشد تأثيراً من خطاب قادة مثل نتنياهو أو وئام وهاب أو فلول نظام الأسد.

دعوة لبناء مؤسسات حكم حقيقية ووحدة وطنية
وأكدت الأتاسي أن الحل لن يأتي من الخارج، مشيرة إلى أن التصريحات الدولية تبقى أقرب إلى "الكتابة على الماء"، وأن الضامن الحقيقي لمستقبل سوريا هو وحدة الشعب، والحوار الوطني الشامل، وبناء مؤسسات حكم ترتكز على الكفاءة، وتطبيق العدالة الانتقالية، وإشراك أهل الاختصاص في صناعة القرار.

وختمت الأتاسي حديثها بالتحذير من المصير المشترك، مؤكدة أن "الشعب السوري، بكل طوائفه وأعراقه، يركب زورقاً واحداً وسط بحر من التحديات"، ولا خيار أمامه سوى الالتفاف حول الدولة الجديدة بحكمة ومسؤولية، وإلا فإن الغرق سيكون مصيراً جماعياً لا ينجو منه أحد.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ