نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا لكل من مسؤولة برنامج الرد على قضايا الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية "أمنستي إنترناشونال" دوناتيلا روفيرا، والباحث الذي يتعاون مع المنظمة الحقوقية بنجامين وولسبي، عن رحلة لهما إلى مدينة الرقة.
ويشير الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن البحث والتقرير اللذين صدرا يوم أمس عن المنظمة، كشفا عن دمار كبير ارتكبته قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.
ويلفت الكاتبان إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا شنت في أثناء الهجوم لاستعادة المدينة السورية من حكم تنظيم الدولة، آلافا من الغارات الجوية، وعشرات الآلاف من الطلقات المدفعية، حيث ضربت تقريبا كل شارع في المدينة.
ويقول الكاتبان: "ربما لن نعرف عدد المدنيين الذين قتلوا، رغم تأكيد قادة التحالف العسكريين على الدقة في اختيار الأهداف، لكن الدقة في الغارات الجوية هي دقيقة مثل الأهداف التي ضربت، ثم هناك حجم القنابل التي ألقيت".
ويضيف الباحثان: "شاهدنا مرة تلو الأخرى بنايات دمرت بالكامل في الرقة، حيث تم استخدام قنابل كبيرة الحجم، قادرة على تدمير بناية بكاملها، ومع الأثر الذي تركه القصف المدفعي فإن أي مزاعم حول تقليل الضحايا بين المدنيين لا يمكن دعمها أو الدفاع عنها".
وينوه الكاتبان إلى ما قاله القادة العسكريون والعمق في بحث كل هدف من أجل تجنب قتل المدنيين، الذين عرضوا صورا التقطتها الطائرات الاستطلاعية للأهداف في غرف قيادتهم على بعد 1200 ميل، التي قالوا إنهم شاهدوها 90 مرة قبل إعطاء الأمر بالغارات.
ويعلق الكاتبان قائلين: "يبدو أن هذه الرقابة لم تؤد لاستكشاف الآلاف من المدنيين الذين تجمعوا وهم يرتعدون في الغرف الخلفية أو الأرضية، حيث اعتقدوا أنهم في مأمن من الغارات، وبأن لديهم فرصة للنجاة، ولم يكن المختبئون كلهم من مقاتلي تنظيم الدولة، وأخبرنا السكان أنهم بقوا داخل بيوتهم ولم يخرجوا منها إلا بحثا عن الطعام والماء، وهذا ما يفعله المدنيون في أنحاء العالم كله عندما يعلقون في الحرب، وهو ما نفعله أيضا".
ويضيف الباحثان: "كل من تحدثنا إليه في الرقة وافق على أن تنظيم الدولة هزم، لكنهم تساءلوا عن سبب قتل عائلاتهم وتدمير بيوتهم، ولا يزال التحالف مرتبطا، وبعناد، بفكرة دقة الغارات الجوية التي أدت إلى هزيمة تنظيم الدولة، وبعدد قليل من الضحايا المدنيين، وهذا تعلل بالأماني، كما أظهر بحث (أمنستي) في الرقة، التي تعرضت قبلها الموصل للدمار".
ويذكر الكاتبان أن "التحالف رفض النتائج التي تم التوصل إليها من خلال البحث، وقال إن فريق (أمنستي لا يفهم وحشية الحرب)، وهم مخطئون فإننا نفهم، فقد زرنا في الرقة عددا من المواقع، وعملنا مع خبراء عسكريين لفحص أشكال الدمار، وقمنا بمقارنة المواد بشهادات الناجين، وكان على التحالف عمل هذا، ويجب عليهم ذلك".
ويرى الكاتبان أن "التقليل من عدد الضحايا ليس ممارسة جيدة، فزيارة المواقع والمقابلات مع الناجين وشهود العيان ضرورية في أي عملية تحقيق، ودون تحقيقات فإن الالتزام بقوانين الحرب مستحيل".
ويقول الباحثان: "في الرقة لم نلتق بناج أو أقاربه قام التحالف بمقابلته، أو اتصل به، ولم يتحدث أحد عن معرفة بزيارة المسؤولين الحلفاء من فرنسا أو بريطانيا أو أمريكا".
ويختم الكاتبان مقالهما بالقول إن "أمنستي" تحث التحالف على الحياد والتحقيق بعمق في حوادث قتل المدنيين، التي يقال إنها حدثت، والاعتراف بحجم وخطورة خسارة المدنيين وتدمير ممتلكاتهم في الرقة، مشيرين إلى أن ما هو أقل من هذا هو حرمان للضحايا من العدالة والتعويضات، ما يهدد بمخاطر تكرار الأخطاء في أماكن أخرى.
تتواصل المواجهات بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وعناصر تنظيم الدولة بريف الحسكة الجنوبي الشرقي، وسط إحراز قوات "قسد" تقدم على حساب التنظيم في مواقع عدة، مع تصاعد حدة القصف الجوي على مناطق سيطرة التنظيم من قبل التحالف الدولي.
وأكدت مصادر إعلامية من المنطقة الشرقية أن قوات "قسد" تمكنت يوم أمس من التقدم والسيطرة على قرية "الفكة" وعدد من المزارع المحيطة بها، وسط سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
وبهذه السيطرة تمكنت قوات "قسد" من الاقتراب أكثر من قرية "الدشيشة" من المحور الشمالي، حيث تواجه القوات حقول ألغام عديدة زرعها تنظيم الدولة في المنطقة.
وفي الرابع مع حزيران الجاري، أعلنت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، بدء العمليات العسكرية للسيطرة على بلدة الدشيشة في ريف مدينة الحسكة، والخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، في إطار المرحلة الثانية من حملة "عاصفة الجزيرة" التي تقودها بدعم من التحالف الدولي.
قالت العضو السابق في لجنة التحقيق حول سوريا التابعة للأمم المتحدة، كارلا ديل بونتي، إن اللجنة فشلت في فعل أي شيء في سوريا.
وأضافت بونتي التي استقالت من اللجنة في يوليو/ تموز الماضي، لمجلة الجمهورية التي تنشر بالألمانية من سويسرا، "لقد فشلت. لسوء الحظ لا بد لي من الاعتراف بذلك. اللجنة لم تفعل شيء من أجل تحقيق العدالة في سوريا وإنصاف الضحايا".
وأشارت أن عذرها الوحيد أنها كانت مجرد عضو في اللجنة، وأنها لو كانت رئيسة اللجنة لجربت فعل شيء ما، وتابعت "بصفتي مدعية عامة للمحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة (أواخر عام 1999)، أشعر بخيبة أمل مما حدث في سوريا".
ولفتت بونتي بحسب "الأناضول" أن مجلس الأمن لا يريد إنشاء محكمة جنائية دولية من أجل سوريا، قائلة، "الدول الكبرى لا تريد السلام لسوريا لكنها لا تصرح بذلك".
وشددت أن "الدول العظمى تريد استمرار الحرب والمجازر والصراع حتى تتدمر سوريا تمامًا"، مؤكّدة حزنها العميق على ضحايا الأسلحة الكيميائية التي استخدمها نظام بشار الأسد ضد المدنيين.
وفيما يخص تصدير شركة سويسرية مواد كيميائية (الأيزوبروبانول) تستخدم في إنتاج غاز السارين إلى سوريا، قالت، "على مسؤولي وزارة الاقتصاد الذين وافقوا على هذه الصفقة أن يخجلوا من أنفسهم".
وأواخر أبريل/ نيسان الماضي، أعلن المتحدث الصحفي باسم أمانة الدولة للاقتصاد في الوزارة الاتحادية للاقتصاد والتعليم والعلوم في سويسرا، فابيان مايينفيش، تصدير سويسرا إلى شركة خاصة في سوريا عام 2014، 5 أطنان من مادة "الأيزوبروبانول" التي تستخدم في إنتاج غاز السارين .
رأى خبراء أتراك أن "خارطة الطريق حول منبج" والتي جرى الاتفاق عليها بين الولايات المتحدة وتركيا مطلع الأسبوع الحالي، تعتبر انتصارًا دبلوماسيًا لأنقرة على الساحة الدولية.
وقال الأستاذ في جامعة الثقافة بإسطنبول الدكتور حسن كوني، إن الاتفاق الذي تم بين وزيري الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الأمريكي مايك بومبيو عقب محادثات في واشنطن، تضمن إخراج "قسد" من منبج بريف حلب وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
وأضاف كوني لـ"الأناضول" أن هذا الاتفاق يعبر عن انتصارٍ للدبلوماسية التركية مثلما يعبر عن تراجع قوة الولايات المتحدة في الدفاع عن وجهة نظرها، مشيرًا أن الولايات المتحدة فضلت التخلي عن إدارة منبج لصالح الأتراك، لخلق توازن في علاقاتهم مع روسيا.
أما السفير التركي السابق أوغوز جليك قول، فقال إن التطورات في منبج، ينبغي اعتبارها جزءًا من سياسة تركية عامة في سوريا، وأن هذه الدبلوماسية، وهي جزء من سياسة عسكرية، معتبرًا الاتفاق أنه سوف يؤثر بصورة إيجابية على العلاقات التركية -الأمريكية.
وأضاف جليك قول الذي شغل منصب سفير الجمهورية التركية لدى دمشق سابقاً، أن عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات شكلتا وجه الانتصار العسكري التركي في سوريا فيما شكل الاتفاق حول منبج وجه الانتصار الدبلوماسي.
واعتبر جليك قول، أن الاتفاق حول منبج يثبت أهمية وقوة الدبلوماسية التركية ودورها في المنطقة، ويمهد الطريق أمام إعادة أجواء الثقة بين أنقرة وواشنطن وتبديد الأجواء السلبية من أجل إقامة تعاون يستند إلى أسس متينة في سوريا.
فيما أكّد الأخصائي في السياسات الأمنية مته يارار، أن النجاح العسكري جلب معه نجاحًا دبلوماسيًا؛ وأن تركيا حرصت منذ البداية على إقناع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالتطورات التي تشهدها سوريا.
وشدد يارار أن زيادة النشاط التركي في سوريا وكذلك العراق، وقيامها بمكافحة نشطة وأكثر فعالية لحزب "بي كي كي" الإرهابية، سوف يقلل من أوراق الضغط التي قد تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك تساهم في إيجاد أرضية مشتركة مع الولايات المتحدة في سوريا.
والاثنين الماضي، عقد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مباحثات مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو، بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في العاصمة واشنطن، استغرقت حوالي ساعة.
وتركزت المباحثات بشكل كبير على وضع خارطة طريق حول "منبج" شمالي سوريا لإخراج عناصر "واي بي جي/بي كي كي" الإرهابيين منها، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية تركية للأناضول.
كشفت مصادر إعلامية كردية، عن بدء قوات التحالف الدولي التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، بإنشاء مراكز رصد ومراقبة في مناطق شرق الفرات شمالي سوريا بدعم سعودي، وذلك تمهيداً لانسحاب القوات الأمريكية.
وقال موقع "باسنيوز" الكردي، إن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على إنشاء (مراكز رصد ومراقبة) بدعم من دول عربية في مناطق شرق الفرات، بعد انسحابها من سوريا، بدعم من دول خليجية وعربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وفي هذا الصدد، يرى عضو الائتلاف الوطني السوري السابق حسين البسيس، أن الولايات المتحدة في الوقت الحالي من أولوياتها تقزيم المشروع الإيراني في المنطقة وتفكيكه، والحد من تهديدات إيران لدول تعتبر حليفة لأمريكا في الشرق الأوسط.
واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن إنشاء الولايات المتحدة مراكز رصد ومراقبة في شرق الفرات لمراقبة تحركات إيران والقوى الموالية لها في المنطقة يعطي انطباعا عن مدى قوة تحالفات أمريكا مع دول المنطقة، والضغط بقوة باتجاه تعديل اتفاقية الملف النووي وتحقيق مصالح أمريكا الحيوية في المنطقة.
وأشار البسيس إلى أن المتتبع للتحركات السعودية في منطقة شرق الفرات وتحديدا بعد زيارة السبهان للمنطقة يرى أنه يبدو أن السعودية أصبح لديها أولويات لدعم إنشاء مراكز الرصد والمراقبة التي تعمل بمواجهة المشروع الإيراني الذي يمتد من طهران لبيروت مرورا بسوريا.
وأضاف أنه من المحتمل مستقبلا تواجد بعض القوات العربية فيما يسمى التحالف الإسلامي سيما وأن السعودية عموده الفقري، وبالتالي هذا يعتبر مقدمة لتواجدها في المنطقة ورسالة لبعض الدول الإقليمية المحيطة بسوريا.
من جهته، أوضح نائب رئيس التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة محمود الماضي، أن إنشاء مراكز مراقبة ورصد في الشمال السوري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تمهيدا لانسحابها ليس جديدا فمنذ فترة أعلن عن دخول قوات عربية إلى المنطقة.
ويرى في حديثه لـ"عربي21"، أنّ كلّ هذه الأمور تسير وفق تفاهمات دولية أمريكية تركية بالمرتبة الأولى لأنّ المنطقة الشرقية وخصوصا الجزيرة لا يمكن أن يسوّى أمرها بدون موافقة الدولة التركية ويبدو أنّ الصورة لم تتضح بعد.
ولفت الماضي إلى أن هناك مشروعا أمريكيا لحرس الحدود الذي أعلن عنه منذ بداية العام والذي تقوده ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية وكان محدودا ومقتصرا على منطقة المالكية في المثلث العراقي السوري التركي وهناك أخبار عن نيّة أمريكية لتعزيز هذا المشروع ورفده بقوات إضافية من المنطقة بدعم لوجستي سعودي إماراتي.
كما أكد أن إنشاء مراكز الرصد والمراقبة هي بالتأكيد ستكون باتفاق تركي أمريكي وليس عربيا وما تم الاتفاق عليه في منبج مؤخّرا بين الطرف الأمريكي والتركي لا يخرج عن هذا المشروع.
كما يعتقد الماضي أنّ كلّ محاولات التفاهم الدولية للخروج بتسوية لمنطقة الجزيرة تخصّ بالذات تصفية ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية وتفكيك منظومتها استجابة للمطلب التركي الذي لا يمكن أن تتجاهله أمريكا ومن ثمّ إيجاد مخرج لمحاولة النظام السوري بإعادة السيطرة على الجزيرة.
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الشهري الخاص بتوثيق الانتهاكات بحق الكوادر الطبيَّة وكوادر الدفاع المدني والمنشآت العاملة لهما، من قبل جميع الأطراف في سوريا.
وسجّل التقرير مقتل 73 من الكوادر الطبية وكوادر الدفاع المدني والهلال الأحمر منذ بداية عام 2018 على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا، كان 43 منهم على يد قوات النظام.
وثَّق التقرير مقتل 6 من كوادر الدفاع المدني في أيار، قتل أحدهم على يد قوات النظام، بينما قتل الخمسة الباقون على يد جهات أخرى.
كما وثَّق 3 حوادث اعتداء على مراكز حيوية طبية ومراكز للدفاع المدني ومنظمة الهلال الأحمر -واحدة على كل منها-، جراء تفجيرات وإطلاق رصاص من قبل جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها حتى لحظة إصداره.
بحسب التقرير فإنَّ النِّظام ارتكب معظم الجرائم بحق الكوادر الطبيَّة والمراكز العاملة لها، فقد اقتحمت قواته المشافي واختطفت الجرحى، كما استهدفَ المشافي والنِّقاط الطبيَّة بالقذائف والصواريخ والبراميل المتفجرة، وقصفَت قواته بشكل مُتكرِّر مراكز الدفاع المدني والشارات الإنسانية الخاصة وقتلَت العديد من كوادرها.
وطالب التَّقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرارين رقم 2139 و2254 وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.
دعا الرئيس اللبناني، ميشال عون، اليوم الأربعاء، دول الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة بلاده عبر الاقتناع بالعمل على عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
جاء ذلك خلال استقبال عون، اليوم، في قصر بعبدا شرق بيروت، روبيرتو فيوري، رئيس "التحالف من أجل السلام والحرية" (يميني متطرف يضم أحزابا أوروبية بينها من ألمانيا واليونان)، ووفد برلماني أوروبي ضم النواب أودو فويت (ألمانيا)، وجان مورا (سلوفاكيا).
كما ضمّ الوفد أيضا ماريام كوتليبا (سلوفاكيا)، وزيجكو غلاسونوفيتش (كرواتيا)، وهيرفيه فان لايتم (بلجيكا)، ورافقت الوفد ليا عاقوري، رئيسة مؤسسة المقدم الشهيد صبحي عاقوري، وهي مؤسسة لبنانية غير حكومية.
ونقل بيان صدر عن الرئاسة اللبنانية عن عون قوله إن "نتائج هذه الحرب (السورية) انعكست عبئا على لبنان، وخصوصا من خلال النزوح السوري الكثيف الذي بات يشكّل مع اللاجئين الفلسطينيين، 50 % من سكان لبنان، وأدى إلى تضخم هائل للكثافة السكانية".
واعتبر عون أنّ "هذه الأزمة طال أمدها، وزادت من معاناة لبنان اقتصاديا، وفي حال تطورت واستفحلت، فقد يندفع النازحون نحو أوروبا".
من جهته، لفت فيوري إلى أن "الحزب الذي يرأسه يضم عددا من الأحزاب القومية الأوروبية، ويخضع للقانون الأوروبي".
وقال إن "زيارتنا إلى لبنان نابعة من قناعتنا بأنّه يمكن تحقيق السلام في أوروبا إذا ما تحقق السلام في لبنان والشرق الأوسط".
ومتوجّها للرئيس عون، شدد فيوري على ضرورة "التعاون معكم على مكافحة الإرهاب، وبفضل ذكائكم وصبركم وقيادتكم الحكيمة، تمكنتم من الحفاظ على السلام في بلادكم خلال السنوات الماضية، وهو مثال يحتذى به في العالم."
وأردف: "بعد زيارتنا إلى سوريا واطلاعنا على ما يجري هناك، أصبحنا أكثر قناعة بأنكم، يا فخامة الرئيس ولبنان، تشكلون المثال الأفضل من أجل السلام".
ووفق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 997 ألف لاجئ، وذلك حتى نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، دون اعتبار عدد آخر منهم غير مسجلين لدى المفوضية.
قال مسؤولان في التحالف الإقليمي الداعم لنظام الأسد، إن نشر عسكريين روس في سوريا قرب الحدود اللبنانية هذا الأسبوع أثار خلافا مع قوات مدعومة من إيران ومنها جماعة "حزب الله" الإرهابي التي عارضت هذه الخطوة "غير المنسقة".
وقال أحد المسؤولين وهو قائد عسكري - في تصريح لرويترز شريطة عدم نشر اسمه- إنه جرى حل الموقف أمس الثلاثاء عندما سيطر جنود من جيش الأسد على ثلاثة مواقع انتشر بها الروس قرب بلدة القصير في منطقة حمص يوم الاثنين، لكن المسؤول أكد أن مقاتلي "حزب الله" لا يزالون في المنطقة.
ورجح أن يكون التحرك الروسي مجرد "حركة طمأنة لإسرائيل"، مضيفا أنه لا يمكن تبرير الخطوة بأنها جزء من الحرب على "جبهة النصرة أو تنظيم الدولة" لأن "حزب الله" وجيش الأسد هزما التنظيمين في منطقة الحدود اللبنانية السورية.
وكانت "إسرائيل" قد دعت الحكومة الروسية لكبح جماح إيران في سوريا، حيث شن الجيش الإسرائيلي هجمات متعددة على مواقع "حزب الله" وغيره من الأهداف التي وصفها بأنها مدعومة من إيران.
وتريد إسرائيل ابتعاد الإيرانيين والقوات المدعومة من إيران عن المناطق القريبة من الحدود، وخروجهم من سوريا بوجه عام.
أما المسؤول الثاني فقال لرويترز إن ما اسماه "محور المقاومة"، في إشارة إلى إيران وحلفائها، "يدرس الموقف" بعد التحرك الروسي.
وتقول رويترز إن روسيا تعاونت مع قوات مدعومة من إيران كحزب الله ضد فصائل المعارضة، لكن اختلاف أجندات الطرفين في سوريا أصبح أكثر وضوحا في ظل ضغوط إسرائيل على روسيا لضمان عدم توسع نفوذ إيران العسكري وحلفائها في سوريا.
نقلت مصادر إعلامية نبأ قيام هيئة الإصلاح في حوران بزيارة لمناطق سيطرة تنظيم الدولة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي بهدف إيصال مبادرة حول إنهاء القتال الحاصل، وسط تباين في الآراء حول المبادرة، ورفض الفصائل لها.
وبحسب المكتب الإعلامي لغرفة عمليات صد البغاة العاملة في بلدة حيط بريف درعا، فإن الهيئة قامت بإيصال المبادرة للفصائل ودار العدل دون أن تتبناها، مؤكدا أنه لم يتم توكيل أي أحد للقيام بالمفاوضات وإنما كانت عبارة عن طرح من قبل تنظيم الدولة، وقامت هيئة الإصلاح بنقلها فقط.
وأضاف المكتب في حديث خاص لشام أن غرفة العمليات جاهزة لمفاوضة التنظيم على حل واحد وهو الاستسلام ولا شيء غيره، مشددا على أن الغرفة ضد فكرة المفاوضات إلا في حال الاستسلام، مؤكدا أن الغرفة قامت بإصدار العديد من البيانات التي تعطي الأمان لكل من يسلم نفسه من قبل التنظيم ويستسلم، حيث تم خروج عدة عناصر من التنظيم وتأمينهم من قبل فصائل غرفة عمليات صد البغاة.
ولفت "قيصر حبيب" الناطق باسم المكتب الإعلامي لحوض اليرموك إلى أن تنظيم الدولة طلب التفاوض عدة مرات على مدار الـ 4 أشهر الماضية، وعبر إثنين من وجهاء بلدة تسيل، وحظر الاجتماع الأخير ممثلين عن هيئة الإصلاح كلا من (أبو محمود الحوامده - أبو عبدالله المسالمة - ياسين الرفاعي أبو رائد - الشيخ عبد الوهاب المحاميد - أبو جميل الزعبي - أبو محمد شباط - أبو أحمد كنعان - أبو علاء عنتر)، أول أمس الإثنين، حيث تم الاجتماع مع المدعو أبو صالح الجحدلي ذو الجنسية السعودية والذي يعد أمير العلاقات العامة لدى التنظيم ببلدة تسيل.
ونوه "حبيب" إلى أن "أبو صالح" وضع بنودا عدة، وأشار من خلالها إلى أن التنظيم لن يقاتل الفصيل الذي لا يقاتله بشرط أن يسحب جميع نقاط رباطه من على تخوم قرى وبلدات منطقة حوض اليرموك، على أن يتم فتح طريق لبلدة حيط ودخول الماء والغذاء والدواء، بشرط سحب جميع نقاط الرباط للخلف، وسيتم التفاوض عسكريا مع الفصائل في حال أراد التنظيم الخروج من منطقة حوض اليرموك.
وأوضح حبيب أن انتشار خبر المبادرة تسبب بحالة استياء بين المدنيين وخاصة الأهالي المهجرين من منطقة حوض اليرموك، فبعد خروج الوفد بساعات قام التنظيم بمهاجمة مواقع الجيش الحر على اطراف بلدة حيط، والتي أسفرت عن استشهاد ثلاثة عناصر من الحر، فيما تم استشهاد عنصران على الحاجز الرباعي يوم أمس بهجوم أخر.
هذا ويتمركز تنظيم الدولة في عدة قرى في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، حيث يبلغ عددهم الكامل بين إداريين ومصابين ومقاتلين ما بين الـ 900 وال 1000 شخص يقودهم حاليا المدعو أبو عبدالله الشامي من القلمون.
استشهد ثلاثة أطفال وجرح آخرون اليوم، بانفجار صاروخ من مخلفات قصف طيران الأسد على قرية تل حلاوة بريف إدلب الشرقي والخاضعة لسيطرة قوات الأسد في الوقت الحالي.
وقالت مصادر من أبناء المنطقة أن صاروخ من مخلفات قصف جوي سابق على أطراف قرية تل حلاوة بريف منطقة سنجار، انفجر خلال تواجد عدة أطفال كانوا يلعبون في المنطقة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة منهم وجرح أخرين.
وسيطرت قوات الأسد في أواخر العام الماضي على منطقة سنجار وأبو الظهور بريف إدلب الشرقي بعد قصف جوي وعنيف استهدف المنطقة لأشهر عدة أجبر غالبية سكان تلك المناطق على النزوح منها هرباً من القصف.
أكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن بلاده تمكنت من القضاء على الإرهاب على حدودها مع سوريا انطلاقا من غربي نهر الفرات حتى البحر المتوسط، وذلك في كلمة له أمام انصار حزبه "العدالة والتنمية"، في ولاية "أغري" اليوم الأربعاء.
وقال يلدريم: "قضينا على الإرهاب بالكامل على طول حدود بلادنا مع سوريا انطلاقا من غربي نهر الفرات حتى البحر المتوسط عبر عمليتي "غضن الزيتون" و"درع الفرات" والاتفاقية الحالية مع الولايات المتحدة حيال منبج.
وأشار إلى أن العمليات المستمرة ضد الإرهاب على مدار السنتين الماضيتين داخل وخارج البلاد، تكللت بالنجاح إلى حد كبير.
وتمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر خلال عملية "درع الفرات"، من تطهير مناطق واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي بينها الباب وجرابلس، من تنظيم الدولة في الفترة أغسطس/ آب 2016 - مارس/ آذار 2017؛ ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.
كما تمكنت القوات التركية والجيش السوري الحر في 24 مارس/آذار الماضي من تحرير منطقة عفرين شمالي سوريا، بالكامل من الإرهابيين، في إطار عملية "غصن الزيتون".
قالت القيادة العامة لمجلس منبج العسكري التابع لـ "قسد" إن المجلس قادرا على متابعة التدريب والحماية لمدينة منبج دون وجود من أسماهم المستشارين العسكريين في وحدات الحماية الشعبية "واي بي جي"، وأنه يمتلك القادة والخبرة الكافية في مجالات التدريب والقتال، وبناء عليه تم الاتفاق مع "واي بي جي" على سحب من تبقى من مستشاريها العسكريين من منبج على أن تجري عملية الانسحاب في الأيام القادمة.
ويحاول المجلس في بيانه نفي أي تواجد للوحدات أو لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يتبع لها أصلاً، ويوهم المجتمع الدولي أن تواجد الوحدات الشعبية يقتصر على المستشارين فقط خلافاً للواقع، في محاولة للالتفاف على الاتفاق الموقع بين "تركيا وأمريكا" بما يخص خارطة طريق منبج.
وزعم المجلس في بيانه أنه أتم بناء مؤسسات المدينة وتأمين حمايتها، ملمحاً لرفض أي تدخل تركي في المدينة على أنه قادر وحيداً إدارتها وحفظ الأمن فيها ضد أي تهديدات خارجية حسب وصفه.
وعبر المجلس صراحة عن رفض ما أسماه "التدخل" التركي وسياستها في المنطقة، ملمحاً لأن المناطق التي تقع تحت إشرافها في درع الفرات عفرين تعيش حالة من الفوضى.
وفي وقت سابق، زعمت وحدات الحماية الشعبية في بيان لها أن قواتها انسحبت من مدينة منبج بعد المشاركة في الحملة العسكرية بمساندة التحالف الدولي في حزيران 2016 للسيطرة على المدينة، وأنها سلمت مجلس منبج العسكري زمام الأمور بتاريخ 16 / 11 /2016، إلا أن هذه الادعاءات كانت منافية للواقع إذ أنها لاتزال حتى اليوم تسيطر على المدينة، كما أن مجلس منبج يتبع رسيماً لها.