أعلن وزير الإدارة المحلية والبيئة، المهندس "محمد عنجراني"، أنه سيتم استئناف العمل بنقل الملكيات في المصالح العقارية بعد عطلة عيد الأضحى المبارك، وذلك بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والمالية.
وأكد "عنجراني"، في تغريدة نشرها عبر حسابه على منصة "إكس"، أن هذه الخطوة تُعد نقلة مهمة في سياق دعم الحراك الاقتصادي، وتعزيز الثقة بالسجل العقاري، ولفت إلى أنها ستُسهم في إعادة الحيوية إلى السوق السورية، وفتح المجال أمام التمويل والاستثمار ضمن بيئة قانونية واضحة ومنظّمة.
وأوضح أن عودة العمل بنقل الملكيات تُعد خطوة على طريق تفعيل المؤسسات الخدمية، بما يعكس التوجه الحكومي نحو تحريك عجلة الاقتصاد وتسهيل الإجراءات أمام المواطنين والمستثمرين.
وكان أصدر وزير المالية في الحكومة السورية "محمد يسر برنية"، قراراً يقضي بإلغاء ضريبة البيوع العقارية المحتسبة وفقاً للقيمة الرائجة في حال العدول عن البيع وعدم إتمامه، شريطة موافقة البائع والشاري.
وطلب من مديريات المالية في المحافظات اعتبار عملية "النكول" أو التراجع عن المبيع مقبولة مالياً في جميع الحالات، سواء كانت الضريبة مسددة أم غير مسددة، طالما أن العملية بقيت ضمن نطاق الدائرة المالية ولم يتم إجراء الفراغ في دوائر التوثيق العقاري.
واشترط القرار تقديم إقرار خطي من قبل أصحاب العلاقة (البائع والشاري) يوضح نيتهم العدول عن البيع وإلغاء التنازل، على مسؤوليتهم الشخصية، على أن تُرد الضريبة أصولاً في حال كانت قد سُدّدت سابقاً.
وأوضح وزير المالية أن هذه الخطوة تُعد إجراءً بسيطاً يعكس حرص الوزارة على تسهيل المعاملات والحد من الظلم الذي قد يتعرض له المواطن، مؤكداً أن الضريبة كانت تُستحق في السابق حتى وإن لم تُستكمل إجراءات البيع لدى الدوائر العقارية.
وطلبت وزارة المالية السورية في تعميم صادر عن الهيئة العامة للضرائب والرسوم من مديرياتها في المحافظات إعادة تقديم الجداول الخاصة بالقيم الرائجة للوحدات العقارية، وذلك في إطار تطبيق القانون رقم 15 لعام 2021 المتعلق بضريبة البيوع العقارية.
وبحسب التعميم الصادر بتاريخ 5 أيار 2025، فإن الوزارة طلبت من المديريات إرسال الجداول المعتمدة لديها سابقاً، مرفقة بتاريخ إعادة التقييم، وهذه الخطوة تأتي في ضوء المتابعة المستمرة لأعمال اللجان الفرعية والرئيسية المختصة بتحديد القيمة الرائجة للعقارات.
وشددت الهيئة على ضرورة إنجاز هذه المهمة خلال مهلة لا تتجاوز شهراً واحداً من تاريخ التعميم، تمهيداً لدراسة الجداول ومقارنتها بالمؤشرات المالية المعتمدة لدى الإدارة المركزية.
ويُشار إلى أن القانون رقم 15 أحدث تغييرات جوهرية في آلية احتساب ضريبة البيوع العقارية، حيث باتت تستند إلى القيمة الرائجة للعقارات بدلاً من القيم التخمينية القديمة، ما اعتبرته الوزارة خطوة باتجاه عدالة ضريبية أكبر ومكافحة التهرب الضريبي.
من جانبه الخبير العقاري "عمار يوسف"، أن سوق العقارات في سوريا يشهد حالة جمود شبه تام، نتيجة إغلاق السجل العقاري وسجلات الفراغ والإسكان، وتحويل عمليات البيع والشراء إلى مسارات قضائية غير مضمونة النتائج.
وأشار إلى أن بعض العقارات، لا سيما العائدة لـ"فلول النظام"، تخضع لموافقات أمنية معقدة تحول دون إمكانية بيعها، ما أسهم في تراجع الطلب وتريّث المشترين حتى تتضح الرؤية.
وأضاف أن انخفاض سعر الصرف فاقم حالة الركود في السوق، وأوضح أن الحركة العقارية تتركز حالياً في مناطق المخالفات، نظراً لانخفاض التعقيدات الإدارية والأمنية فيها، مشيراً إلى أن أسعار العقارات انخفضت بنحو 20%، لكنه اعتبر هذا التراجع "وهمياً" لعدم حدوث تغير فعلي في الخريطة العقارية.
ولفت إلى أن سندات الملكية (الطابو) لم تتعرض لأي أذى، ولا تزال محفوظة بدقة وباستخدام تقنيات خاصة، في حين تتركز المشكلات في تزوير الوثائق والتلاعب بالسجلات، وهي قيد المتابعة من قبل الجهات المختصة لضبطها ومعالجتها.
ويشهد سوق العقارات في سوريا، ودمشق خصوصاً، حالة من الجمود غير المسبوق في حركة البيع والشراء، في وقت تتزايد فيه مخالفات البناء بشكل لافت، ما يفاقم الضبابية في واحد من أهم القطاعات الاقتصادية في البلاد.
اتخذت الهيئة العامة للدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، قراراً بالإجماع خلال الاجتماع السنوي الذي عقد في دمشق بتاريخ 1 حزيران 2025، بانضمام الدفاع المدني السوري إلى الحكومة السورية ضمن "وزارة الطوارئ والكوارث"، تأتي هذه الخطوة انسجامًا مع الميثاق التأسيسي لعام 2014، وتهدف إلى تعزيز التنسيق وتحسين الاستجابة الطارئة على المستوى الوطني.
وعقدت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) اجتماعها السنوي العاشر في العاصمة دمشق خلال يومي السبت 31 أيار والأحد 1 حزيران، في حدث تاريخي يُعد الأول من نوعه منذ تأسيس المنظمة، حيث اجتمعت الهيئة العامة، أعلى هيئة تشريعية في المنظمة، لمناقشة تقييم المرحلة الحالية ودور المنظمة ومستقبلها.
وبعد مداولات مكثفة، وبالتفويض القانوني الممنوح لها، اتخذت الهيئة العامة قرارًا تاريخيًا بأغلبية الأعضاء لدمج منظمة الدفاع المدني السوري بالكامل ضمن الحكومة السورية. بموجب هذا القرار، سيتم نقل برامج الاستجابة الطارئة إلى وزارة الطوارئ والكوارث السورية، بهدف توحيد الجهود وتطوير الاستجابة الوطنية للطوارئ ضمن إطار حكومي مؤسساتي. كما ستنتقل باقي برامج المنظمة وملفات عملها، بما في ذلك ملفات العدالة والمحاسبة والمناصرة، إلى الوزارات والهيئات المختصة.
يأتي هذا القرار ضمن تحقيق المصلحة العليا للسوريين، ويجسد الالتزام العميق بميثاق المبادئ الذي وقّعته المنظمة قبل عشر سنوات، والذي يؤكد أن مهمة الخوذ البيضاء الإنسانية لا تقتصر على إنقاذ الأرواح في زمن الحرب، بل تمتد لتشمل المساهمة في بناء سوريا مستقرة، مزدهرة، وحرة، تحقق تطلعات شعبها في الحرية والعدالة والتنمية ودولة المؤسسات.
وسيتم تنفيذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية المتعلقة بالاندماج خلال فترة انتقالية تُدار بأعلى معايير المهنية، مع الالتزام بالقوانين السورية والدولية. وقد تم تشكيل لجان قانونية وتقنية متخصصة لقيادة هذه المرحلة الانتقالية.
وتوجهت المنظمة بجزيل الشكر والتقدير لجميع شركائها وداعميها وكوادرها، وكل من آمن برسالة الخوذ البيضاء ووقف إلى جانبها طوال السنوات الماضية. مؤكدة أن إرث الخوذ البيضاء سيظل خالداً، وأن هذا الاندماج يمثل بداية جديدة تتحول فيها المنظمة من إطار المجتمع المدني إلى العمل المؤسسي ضمن الحكومة، حاملة معها قيم التضحية والتفاني والكرامة الإنسانية ورسالتها الخالدة.
وكانت أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري في بيان رسمي، أن رئيسها "رائد الصالح" قدّم استقالته من منصبه ومن جميع المناصب التي يشغلها في مجالس إدارة المنظمة، بعد سنوات من قيادة منظمة "الخوذ البيضاء"، وذلك عقب قبوله تولي منصب وزير في وزارة "الطوارئ والكوارث والبيئة" المستحدثة في إطار حكومة وطنية جديدة متعددة الأطياف، تهدف لخدمة جميع السوريين وتحقيق تطلعاتهم.
وأوضح البيان أن نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس الشؤون الإنسانية، منير مصطفى، سيتولى مهام قيادة المنظمة بشكل مؤقت وفقًا للنظام الداخلي، حتى انتخاب رئيس جديد خلال المؤتمر السنوي المقبل. وأشاد البيان بتاريخ "مصطفى" في العمل الإنساني، مؤكدًا أنه كان من أوائل رجال الإطفاء الذين انشقوا عن نظام الأسد، وأسّس أول مركز للدفاع المدني في حلب.
وأثنت المؤسسة في بيانها على جهود وإنجازات المنظمة تحت قيادة رائد الصالح، مشيرة إلى أنها استطاعت، بفضل تضحيات الشهداء والمتطوعين والمتطوعات، إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح، ودعم صمود المجتمعات المتضررة، وإيصال صوت السوريين إلى العالم، وتأسيس نموذج فريد من العمل الإنساني المؤسساتي الذي يُشرف كل السوريين.
وبيّن البيان أن رائد الصالح مثل كل سوري ومتطوع في المنظمة، حيث قاد المؤسسة في أصعب الظروف التي مرّت بها سوريا، وظل مدافعًا قويًا عن العدالة وحقوق الشعب السوري، ممثلاً صوتهم في المحافل الدولية.
وأكد البيان أن انتقال الصالح لمنصبه الوزاري الجديد يُعتبر إنجازًا للمجتمع المدني السوري، ويعزز آمال السوريين في حكومة تقنية قادرة على مواجهة تحديات المرحلة الحالية، كما يعكس قوة وحيادية واحترافية منظمة الخوذ البيضاء.
وكشفت المنظمة عن عزمها نقل جزء من مهام الدفاع المدني إلى الوزارة الجديدة بشكل تدريجي، مع تشكيل لجنة خاصة لوضع آلية واضحة وشفافة لتنفيذ هذا الانتقال خلال فترة انتقالية مدروسة، انطلاقاً من التزامها التاريخي بإعادة بناء سوريا كدولة مستقرة ومزدهرة بعد توقف الحرب.
وتعطي الحكومة السورية الجديدة، بارقة أمل لملايين السوريين، للنهوض بالبلاد وتحقيق الإذدهار على كافة الأصعدة، والعمل على إعادة الحياة وإعمار مادمرته الحرب التي شنها نظام بشار الأسد على السوريين على مدار 14 عاماً، لتكون هذه الحكومة متعددة الأطياف والكفاءات بداية مرحلة جديدة في بناء سوريا الحرة الموحدة.
وانضمام مؤسسة الدفاع المدني السوري إلى وزارة الطوارئ والكوارث في الحكومة السورية الجديدة يعني دمج هذه المؤسسة ضمن الهيكل الرسمي للدولة السورية، مما يعني توحيد جهود الدفاع المدني مع خطط الطوارئ والكوارث الحكومية، ما يسهل التنسيق بين مختلف الجهات الرسمية في مواجهة الأزمات والكوارث بشكل أكثر تنظيمًا وفعالية.
ويعكس هذا الانضمام اعتراف الحكومة السورية الجديدة بالدور الحيوي الذي يلعبه الدفاع المدني في تقديم المساعدات الطارئة والإنقاذ، ما يمنح المؤسسة إطارًا قانونيًا ورسميًا للعمل، كما أن الانخراط في الوزارة يمكّن الدفاع المدني من الحصول على دعم أكبر من حيث الميزانيات، المعدات، والتدريب، مما يعزز قدرته على أداء مهامه بشكل أفضل.
ويسهم الانضمام في توحيد وتنسيق آليات الاستجابة الوطنية لحالات الطوارئ، سواء كانت ناتجة عن النزاعات أو الكوارث الطبيعية، مع تحسين الخطط والإجراءات المتبعة، كما أن وجود الدفاع المدني تحت إشراف رسمي موحد يعزز من استقرار العمليات الإنسانية في البلاد، ويخفف من التداخل أو التعارض مع مؤسسات أخرى، ما يدعم جهود الحكومة في بناء مؤسسات قوية وموثوقة.
بشكل عام، يُعد هذا الانضمام خطوة مهمة في دمج المنظمات الإنسانية والإنقاذية ضمن هيكل الدولة لتعزيز الأداء وتحقيق أفضل النتائج لصالح المواطنين في سوريا. هل ترغب في توضيح أكثر حول دور الدفاع المدني أو أثر هذا الانضمام؟
الدفاع المدني السوري: قصة كفاح وإنقاذ بين ركام الحرب
برزت مؤسسة الدفاع المدني السوري كأول منظمة إنسانية انبثقت من رحم الثورة السورية، لتصبح رمزاً عالمياً لحماية الأرواح وتقديم المساعدة. نالت المؤسسة أكثر من 40 جائزة دولية تقديراً لجهودها في إنقاذ السوريين، وباتت اسماً متداولاً في كل بيت، حاملة أمانة الدفاع عن حق السوريين في الحياة.
مع اندلاع الحراك الشعبي عام 2011، واشتداد القصف الجوي والأرضي، غابت طواقم الإسعاف الرسمية، فتشكلت فرق تطوعية لتحل مكانها، تحملت عبء إنقاذ مئات آلاف الأرواح وسط آلة القتل التي استهدفت المدنيين. بدأت الفرق العمل بشكل تطوعي وتنظيمي، مستهدفةً إنقاذ الأرواح رغم الظروف القاسية.
في 25 تشرين الأول 2014، تأسست مؤسسة الدفاع المدني السوري رسميًا في اجتماع بمدينة أضنة التركية، حاملة رسالة سلام وإنسانية رفضت القتل ودعت إلى الحياة. ارتبط شعار المؤسسة "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" بقصص إنقاذ لا تُحصى، حيث ساهمت في إنقاذ أكثر من 128 ألف إنسان حتى نهاية 2024.
على مدى أكثر من 13 عامًا، استجابت فرق الدفاع المدني لآلاف الهجمات الجوية والكيميائية، وكوارث طبيعية مثل زلزال شباط 2023، بالإضافة إلى الحرائق وحوادث السير، وقدمت الإسعافات الأولية والرعاية الصحية، وشاركت في إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة.
تعمل المؤسسة أيضاً على إعادة تأهيل البنى التحتية، مع التركيز على المدارس والمستشفيات والطرقات وشبكات المياه في المناطق المحررة، رغم تعرضها لقصف ممنهج أودى بحياة العشرات من متطوعيها.
تضم "الخوذ البيضاء" أكثر من 3000 متطوع ومتطوعة، يواجهون مخاطر الموت يومياً في سبيل إنقاذ المدنيين، بما في ذلك الاستهداف المتكرر من طيران النظام والمدفعية، حيث تُستهدف فرق الإسعاف عمداً فور وصولها إلى مواقع القصف.
تلعب المرأة دورًا حيوياً في المؤسسة، فهي شريك أساسي في عمليات الإسعاف والرعاية الصحية، تساهم بقوة في الحفاظ على المجتمعات من خلال عملها وتضحياتها.
نالت المؤسسة اعترافاً عالمياً، وحصلت على جوائز مرموقة تقديراً لجهودها الإنسانية في إنقاذ المدنيين السوريين، من أبرزها (جائزة نوبل البديلة (Right Livelihood Award) في عام 2016، جائزة الأوسكار (Academy Award) في فبراير 2017، جائزة إيلي فيزل (Elie Wiesel Award) في 1 مايو 2019، جائزة غاندي للسلام (Gandhi Peace Award) في 28 مارس 2020، جائزة تيبراري الإيرلندية الدولية للسلام (Tipperary International Peace Award) في 9 يونيو 2017، جائزة نساء العام (Women of the Year Award) في 16 نوفمبر 2017"، جائزة أيبر البلجيكية (Ypres Peace Prize) في 11 نوفمبر 2017، جائزة مكين للقيادة (McCain Leadership Award) في 30 أبريل 2018، جائزة ديزموند توتو الخاصة بالسلام (Desmond Tutu Peace Prize) في نوفمبر 2016).
تتبنى المؤسسة مبدأ العدالة الانتقالية، وتمتلك آلاف الأدلة على جرائم الحرب المرتكبة من النظام وميليشياته، مع التزام بتقديمها للجهات الحقوقية بعد سقوط النظام.
ومع نهاية القصف، تواجه "الخوذ البيضاء" تحديات جديدة منها التعامل مع آلاف الألغام والذخائر غير المنفجرة، والمشاركة في إعادة البناء والتعافي، وتدريب السكان المحليين على بناء حياة مستدامة، والاستجابة للكوارث الطبيعية، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين، لا سيما الأطفال.
تظل مؤسسة الدفاع المدني السوري دعامة وطنية أساسية في إعادة الحياة للمناطق المدمرة، وتواصل مسيرتها البطولية، معتمدة على ثقة السوريين وحبهم، لتكون سنداً لهم في رحلة العودة والبناء.
أدانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، في بيان لها، الهجوم الجوي الإسرائيلي الذي استهدف مواقع بريفَيْ اللاذقية وطرطوس في 30 أيار/مايو 2025، وأسفر عن سقوط مقتل مدني وجرح أخرين.
وقالت الشبكة إنه في مساء يوم الجمعة 30 أيار/مايو 2025، حوالي الساعة 22:08 بالتوقيت المحلي، نفّذ طيران ثابت الجناح تابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات جوية متتالية استهدفت مواقع عسكرية في ريفي محافظتي اللاذقية وطرطوس. وأسفرت الهجمات عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين بجروح في ريف اللاذقية، كما تسببت بأضرار مادية واسعة في البنية التحتية العسكرية. وتخضع المناطق المستهدفة لسيطرة الحكومة الانتقالية.
ووفقًا لما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان عبر مصادر محلية موثوقة، فقد قُتل الشاب أحمد نبيل أبو نظام، وهو من أبناء قرية البويتات القطيلبية بريف اللاذقية، إثر إصابته بشظية في الرأس أثناء مروره مستقلًا دراجته النارية قرب موقع “اللواء 107” في محيط قرية زاما بريف جبلة، لحظة تنفيذ غارة جوية بعدة صواريخ استهدفت الموقع ومحيطه. كما أُصيب ثلاثة مدنيين آخرين بجراح في موقع قريب ضمن محيط اللواء.
وسجلت الشبكة تنفيذ القوات الإسرائيلية غارات متتالية استهدفت مواقع عسكرية أخرى، من بينها موقع قرب قرية البلاطة الغربية، وآخر في معامل الوهيب بريف طرطوس الشمالي، دون تسجيل خسائر بشرية في تلك المواقع.
وقالت الشبكة إن القصف الجوي الإسرائيلي داخل الأراضي السورية يمثّل خرقًا واضحًا للمادة 2(4) من ميثاق الأمم المتحدة، التي تحظر التهديد باستخدام القوة أو استعمالها ضد وحدة أراضي أي دولة عضو. ولا ينطبق في هذه الحالة مبدأ الدفاع عن النفس (المادة 51)، نظرًا لعدم وجود تهديد وشيك أو هجوم مسلح سوري على إسرائيل يُبرر هذه الضربات.
واعتبرت أن استهداف مواقع عسكرية داخل سوريا، دون وجود حالة نزاع مسلح بين الطرفين، ودون قرار من مجلس الأمن أو تفويض قانوني، يُعدّ عملاً عدائيًا غير مشروع. فحتى لو كانت المواقع المستهدفة ذات طابع عسكري، فإن شنّ غارات جوية عليها خارج إطار قانوني واضح يُخالف المبادئ الأساسية للقانون الدولي، ويُعتبر انتهاكًا صريحًا لحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية.
ولفتت إلى أن عدم إصدار القوات الإسرائيلية أي تحذير مسبق للسكان المدنيين قبل الهجوم يُخالف الواجب القانوني باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتقليل الخسائر المدنية، وفقًا للمادة 57 من البروتوكول ذاته.
وشددت الشبكة على أن استمرار الغارات الإسرائيلية، في ظل غياب مبررات استراتيجية أو قانونية واضحة، وبعد انسحاب الميليشيات الإيرانية وسقوط نظام الأسد، يُشير إلى وجود سياسة ممنهجة لترهيب السكان وفرض واقع أمني بالقوة، ما يُهدد السلم والأمن الدوليين، وقالت إن هذه الغارات الجوية تعد انتهاكًا لاتفاق فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل، والذي ينص على وقف العمليات العسكرية المباشرة وتجنّب التصعيد.
وأكدت أن الهجوم ينتهك قواعد القانون الدولي الإنساني، التي تلزم جميع أطراف النزاع باتخاذ الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين، وفي هذا السياق توصي الشبكة السورية لحقوق الإنسان بما يلي:
وطالبت مجلس الأمن الدولي بالدعوة لعقد جلسة طارئة لإدانة هذا الهجوم بوصفه خرقًا لميثاق الأمم المتحدة وانتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، والمطالبة بوقف جميع الهجمات الإسرائيلية غير المشروعة على الأراضي السورية.
وطالبت الشبكة، لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا والآلية الدولية المستقلة (IIIM) بتوثيق هذا الحادث ضمن سجل الانتهاكات المتعلقة باستخدام القوة خارج إطار القانون الدولي، وطالبت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) بتقديم تقرير حول الأثر الأوسع لتصعيد الهجمات الجوية الإسرائيلية على الأمن الإقليمي، رغم أن المناطق المستهدفة تقع خارج نطاق انتشار القوة، إلا أن عليها .
يُصادف اليوم الثالث من شهر حزيران لعام 2025، الذكرى السنوية الرابعة عشرة لمجزرة "جمعة أطفال الحرية" في مدينة حماة والتي ارتكبتها قوات الأسد في 3 حزيران/يونيو 2011، وقد شكّلت هذه المجزرة جزءاً من نمط ممنهج من الجرائم التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن إحياء الذكرى واجب أخلاقي وقانوني، والمحاسبة ضرورة لتحقيق العدالة ومنع تكرار الانتهاكات، وبينت أنه في 3 حزيران/يوينو 2011، ارتكبت قوات نظام بشار الأسد واحدة من أكبر المجازر التي استهدفت الحراك المدني السلمي بشكل مباشر، وذلك في مدينة حماة. راح ضحيتها ما لا يقل عن 65 مدنياً بينهم 7 أطفال، حيث قامت عناصر من الأمن بإطلاق النار بشكل مباشر على متظاهرين أثناء محاولتهم الوصول إلى ساحة العاصي وسط المدينة.
وقد امتازَ الحراك بتنظيم تظاهرات شعبية رئيسة في يوم الجمعة من كل أسبوع ويُطلق على كل منها اسم يُعبر عن الشعارات التي ستنادي بها التظاهرات على امتداد المحافظات السورية، واستمرَّ النظام السوري في قمعه هذا الحراك باستخدام الرصاص الحي وعمليات الاعتقال والتعذيب، التي أخذت طابعاً منهجياً وواسع النطاق وبلغت حدَّ الجرائم ضدَّ الإنسانية.
وفي مدينة حماة، كان توسَّع الحراك الشعبي الذي انطلق في منتصف شهر آذار/ 2011 ليشمل أعداداً أكبر من المواطنين السوريين، على الرغم من التهديد بالقتل والاعتقال والإخفاء القسري من قبل قوات النظام السوري لكلِّ من يتجرأ على الخروج في مظاهرات مناهضة لحكم عائلة الأسد.
ووفق الشبكة فقد اختار النظام البائد مواجهة الحراك الشعبي المطالِب بالحرية والكرامة والانتقال من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، اختار مجابهته بالحديد والنار منذ اللحظات الأولى، وبحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان فقد قتل منذ 15/ آذار/ 2011 حتى 15/ نيسان/ 2011 “يوم الجمعة العظيمة” ما لا يقل عن 277 مدنياً، واعتقل 1437 آخرين.
انطلقت التظاهرات الشعبية في سوريا منتصف آذار 2011، حيث انضم الآلاف في محافظة حماة إلى الحراك مطالبين بالحرية والكرامة والانتقال إلى الديمقراطية، رغم التهديدات والاعتقالات والإخفاء القسري من قبل قوات النظام، وكانت مظاهرات يوم الجمعة في حماة تجمعاً ضخماً شارك فيه نحو 60 ألف متظاهر، نظموا أنفسهم حاملي وردة كرمز للسلام، وعبروا عن رفضهم للحكم الاستبدادي.
تعرض المتظاهرون السلميون لإطلاق رصاص مباشر من قبل قوات النظام المنتشرة في عدة نقاط عسكرية وحواجز أمنية حول ساحة العاصي، حيث استخدمت قوات النظام قناصة متنقلة على أسطح المباني الحكومية لاستهداف المتظاهرين بدقة.
ونقلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير سابق لها، شهادات حية من ناجين وشهود عيان تحدثوا عن استهداف المتظاهرين بالرصاص الحي بشكل مكثف وممنهج، واصفين حالة الرعب التي شهدوها، بالإضافة إلى وقوع إصابات بليغة في الرأس والصدر، وعدم تمكن الفرق الطبية من إسعاف الضحايا بسبب استمرار إطلاق النار.
كشف مسؤول أمريكي عن قيام الولايات المتحدة بسحب نحو 500 جندي من سوريا خلال الأسابيع الماضية، وإغلاق قاعدتين على الأقل، وتسليم قاعدة ثالثة إلى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). وأكد المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن عملية إعادة تموضع القوات تتم بأسلوب آمن ومدروس، معتمدين على ظروف ميدانية محددة.
وفي مقابلة مع قناة "العربية"، كشف السفير الأمريكي في أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن خطة لتقليص عدد القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا من ثماني قواعد إلى قاعدة واحدة فقط، كجزء من سياسة جديدة تختلف عن السياسات التي اتبعت خلال المئة عام الماضية، والتي وصفها بالفاشلة.
وأشار باراك إلى أن دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية هو دعم لحليف مهم، وضرورة توجيه هذا الدعم نحو دمج هذه القوات ضمن الجيش السوري الجديد، مع التأكيد على أن التوقعات يجب أن تكون واقعية، مشدداً على أهمية إدماج وحدات حماية الشعب ضمن البنية العسكرية السورية المستقبلية.
ورداً على تقارير إعلامية تحدثت عن تقليص القوات الأمريكية إلى النصف، نفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وجود قرار نهائي بهذا الشأن، موضحة أن تحركات إعادة توزيع القوات تتم بشكل دوري وفقًا للاحتياجات والظروف المتغيرة، وتؤكد على الطبيعة المرنة للسياسة الدفاعية الأمريكية وقدرتها على الانتشار السريع استجابة للتهديدات الأمنية.
وكانت تقارير وكالة رويترز قد أشارت إلى دراسة لخفض عدد القوات الأمريكية في سوريا من حوالي 2000 إلى 1000 جندي، مع تقليص عدد القواعد في إطار "إعادة التموضع العسكري" في المنطقة. كما أكدت قناة CBS News أن الخطة تشمل تقليص القواعد في شمال شرق سوريا وتركيز الجهود على تهديدات أخرى في الإقليم.
رغم هذه التقارير، لم يصدر البنتاغون أي تأكيد رسمي مباشر على تنفيذ خطة الانسحاب أو تقليص القوات حتى الآن، مكتفياً بالتأكيد على أن العمليات العسكرية الأمريكية تتسم بالمرونة والتكيف مع المتغيرات.
وتنتشر حالياً حوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا، معظمهم في شمال شرق البلاد ضمن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش"، ويتعاونون بشكل وثيق مع قوات سوريا الديمقراطية.
منذ سقوط نظام بشار الأسد وتشكيل الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع في ديسمبر الماضي، لم توضح واشنطن موقفها النهائي بشأن استمرار وجود قواتها في سوريا، وسط تباين في وجهات النظر داخل الإدارة الأمريكية حول طريقة التعامل مع الحكومة السورية الجديدة.
أطلق برنامج "سبل العيش" التابع لمنظمة "بيتي أنا بيتك" مشروعه الجديد "تمكين" بالشراكة مع مؤسسة عين الزمان للتنمية الاجتماعية، مستهدفاً دعم المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر في مجال التصنيع الغذائي بمحافظة السويداء. يقدّم المشروع منحاً إنتاجية، تدريبات متخصصة، ودعماً فنياً مباشراً لتعزيز قدرات هذه المشاريع.
وفي تصريح له، أكد سامر دانون، مدير مشروع "تمكين"، أن المشروع يتجاوز الدعم المؤقت ليعمل على تطوير سلاسل الإنتاج الزراعية والغذائية، وتهيئة بيئة تساعد في الانتقال من حالة الهشاشة الاقتصادية نحو فرص العمل اللائق، مع التركيز على الاعتماد على الذات وتحقيق تنمية مستدامة.
وأضاف دانون: "يمثل مشروع تمكين صوت العائلات التي تصنع خبزها بأدوات بسيطة وتحلم بتحويلها إلى مشاريع مستقرة، فنحن نرافق هذه المشاريع في مسيرتها نحو الاستقلال الاقتصادي، ونبني شراكات تعكس التحول من الإغاثة إلى التمكين الحقيقي."
ويأتي المشروع في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة التي تواجه محافظة السويداء، مما يجعل دعم هذه المشاريع ضرورة استراتيجية للحفاظ على استقرار الأسر وضمان استمرارية المجتمع.
ويستهدف "تمكين" نساءً ورجالاً يملكون مشاريع إنتاجية صغيرة ويرغبون في توسيعها وتطويرها، سعياً لتعزيز فرص العيش الكريم وتحقيق استقلالية اقتصادية مستدامة.
كانت لحظات الإفراج عن الموقوفين من سجون "قسد" محمّلة بالمشاعر الجياشة والمواقف المؤثرة التي لامست قلوب السوريين، لا سيما بعد فترات من الظلم والانتهاكات. فقد وثّقت مقاطع الفيديو المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي مشاهد لا تُنسى، حيث العناق الدافئ بين المعتقلين وذويهم، والدموع المنهمرة من فرط الفرح والحنين، في لحظات كأنها تحاول تعويض شهورٍ من الغياب والعذاب.
أحد المشاهد التي هزّت مشاعر المتابعين كانت لشابٍ عاجز عن الكلام بعد أن سمع صوت والدته لأول مرة منذ اعتقاله، لم يتمكن من إتمام حديثه معها من شدة بكائه وتأثره، فقد فُكّ أسره أخيراً بعد شهور من القهر والحرمان.
وفي مشهد آخر، ظهر الشاب ياسين الذي روى قصته أمام الكاميرا، قائلاً إنه قضى أكثر من خمسة أشهر في سجون قسد، بينهم شهران في الحبس الانفرادي. وأوضح أنه اُعتقل بخدعة، إذ ادّعى الخاطفون أنهم من جهاز الأمن العام، وكانوا يرتدون زِيَّه الرسمي، فاستغلوا ثقته بهم ليسلبوه سلاحه ويقتادوه مع مجموعة من الشبان.
ياسين، الذي لم يتمالك نفسه من البكاء عند خروجه، قال إن أصعب ما مر به لم يكن فقط الحبس بل الإذلال النفسي. وفي فيديو آخر، تحدث شاب آخر عن الضرب المتواصل والإهانات الجسدية والمعنوية التي طالتهم، وروى مأساة معتقلٍ آخر فقد القدرة على الكلام نهائياً بعد تعرّضه لضربات متكررة على رأسه.
الناجون أكدوا أن ما حدث لم يكن اعتقالاً قانونياً، بل اختطافاً تم بوسائل خبيثة لا تمتّ للقانون أو الإنسانية بصلة، وكان يكفي أن يُمسك أحدهم برغيف خبز إضافي حتى يتعرض لعقوبة قاسية.
أنباء الإفراج أدخلت الفرحة على قلوب الأهالي، لكنها في الوقت ذاته فجّرت مشاعر الغضب والحزن على من لا يزالون خلف القضبان، وسط مطالبات متصاعدة من النشطاء والحقوقيين بضرورة إطلاق سراح جميع المعتقلين. فشهادات الناجين تؤكد أن أعداد المعتقلين في سجون قسد كبيرة، وأن أوضاعهم مأساوية إلى حد لا يُوصف.
هذا الكابوس، الذي عاشه السوريون خلال سنوات الحرب، يعيد إلى الأذهان ممارسات نظام المجرم بشار الأسد، الذي استخدم الاعتقال وسيلة انتقام ممن خالفوه الرأي، فحوّل السجون إلى أدوات للقمع والإذلال الجماعي. فاختفى عشرات الآلاف ودخلت المأساة إلى بيوت العديد من العوائل، هناك زوجة فقدت زوجها، وأم مرضت من شدة القهر على ابنها، وغيرها من الصور الموجعة.
واليوم، لا يريد السوريون تكرار نفس الجريمة تحت مسميات مختلفة. الاعتقال القسري كان وما زال أحد أكثر أدوات التدمير النفسي والاجتماعي فتكاً، لم يُعذّب الضحايا فقط، بل مزّق أسرهم وأحلامهم. ولهذا، فإن الإفراج عن المعتقلين ليس مجرد لحظة فرح، بل بداية نضال جديد لاسترداد العدالة، ومنع تكرار المأساة، وكشف حقيقة من يستخدمون سطوتهم لقهر الأبرياء باسم الأمن.
أصدر "قسم الدراسات والأبحاث" في مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا، تقريراً مفصلاً يحمل عنوان "طريق الموت"، يوثق مجازر بشعة ارتُكبت في يناير 2014 على شارع علي الوحش جنوب دمشق، حيث اختفى أكثر من 1500 شخص بينهم نساء وأطفال، ولم ينجُ سوى 11 ناجياً فقط.
التقرير الذي يمتد على 103 صفحات، يكشف عن واحدة من أبشع الانتهاكات خلال الحرب السورية، ويتهم قوات النظام السابق والميليشيات المساندة لها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تشمل اعتقالات تعسفية وتعذيب وإعدامات ميدانية منظمة.
ويشير التقرير إلى أن النظام فرض حصاراً خانقاً على مخيم اليرموك والمناطق المحيطة منذ يوليو 2013، ما تسبب في مجاعة خلفت مئات القتلى. وفي يناير 2014، انتشرت شائعات حول فتح "ممر إنساني" عبر شارع علي الوحش، فاندفع آلاف المدنيين إليه بحثاً عن النجاة، إلا أن الطريق تحول إلى فخ أودى بحياة كثيرين.
ويضم التقرير شهادات مؤلمة من ناجين، من بينهم "مريم السويداني" التي فقدت زوجها وطفليها، ووصفت كيف تم فصل الرجال عن النساء والأطفال، والاعتداء عليهم بالضرب والتنكيل، إضافة إلى تعرض بعض النساء للاغتصاب، وتوثيق حالات إعدام رضّع أمام ذويهم وحرق جثث الضحايا.
ودعا التقرير المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم، ومحاسبة مرتكبيها، وكشف مصير المفقودين، وضمان حقوق أسر الضحايا في العدالة والمعلومات.
وجاء هذا التقرير في الذكرى الحادية عشرة للمجزرة، بهدف كسر صمت المأساة وتسليط الضوء على معاناة الضحايا، مع توثيق أدلة على تورط النظام السوري والميليشيات التابعة له في هذه الانتهاكات الجسيمة.
جدّد المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في ختام دورته الرابعة والستين بعد المائة، تأكيده على احترام سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة أراضيها، مع رفضه التام لأي تدخلات خارجية في شؤونها الداخلية، مشدداً على أن استقرار سوريا يشكل ركيزة أساسية لأمن المنطقة بأسرها.
وأعرب المجلس عن دعمه الكامل لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، خصوصاً المتعلقة بسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، إضافة إلى تعزيز مبادئ حسن الجوار وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية، بما يعزز السلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد المجلس على ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف والتحريض، مع احترام التنوع الديني، معبراً في الوقت ذاته عن إدانته لأعمال العنف التي تهدف إلى زعزعة استقرار سوريا، كما رحب بتشكيل الحكومة السورية الجديدة، وباندماج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي البلاد ضمن مؤسسات الدولة، مديناً الهجمات التي تنفذها المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون، وداعياً إلى ضبط النفس، ومؤكداً دعمه الكامل للحكومة السورية في جهودها لحفظ الأمن والاستقرار الداخلي.
وأعرب المجلس عن تقديره لاستجابة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب لطلب السعودية برفع العقوبات عن سوريا، واعتبر هذه الخطوة دعماً مهماً لمساعي إعادة الإعمار، مشيداً أيضاً بقرارات المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات، لما لها من أثر إيجابي على دعم الاقتصاد السوري وتعزيز ثقة المواطنين في مستقبل بلادهم.
وعلى صعيد الأوضاع الأمنية، أدان المجلس بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، ومنها الغارة الجوية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق بتاريخ 2 مايو 2025، بالإضافة إلى الهجمات التي استهدفت محافظة درعا وبلدة كويا في مارس 2025، مشيراً إلى الأضرار البشرية والمادية التي خلفتها تلك الهجمات.
وشدد المجلس على أن هضبة الجولان أرض سورية عربية، معبراً عن إدانته للتوسع الاستيطاني الإسرائيلي واحتلال المنطقة العازلة، مطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ووقف هذه الانتهاكات، مؤكداً ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2766 الصادر في 20 ديسمبر 2024، والمتعلق بالالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
وأشار المجلس إلى الجهود التي تبذلها السعودية وقطر لسداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي لدعم تعافي الاقتصاد، مرحباً بنتائج مؤتمر المانحين التاسع الذي انعقد في بروكسل في 17 مارس 2025، والذي تعهد بتقديم 5.8 مليارات يورو لدعم الحكومة السورية.
وأكد المجلس استمرار دعمه لجهود الجامعة العربية والأمم المتحدة والدول الشقيقة والصديقة لتحقيق عملية سياسية يقودها السوريون، بالإضافة إلى رعاية اللاجئين والنازحين، وختم البيان بالتأكيد على أهمية دعم عودة اللاجئين والنازحين السوريين طوعياً وبشكل آمن وفق المعايير الدولية، مع رفض محاولات التغيير الديموغرافي، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة إلى إنشاء بعثة دعم للعملية الانتقالية في سوريا.
وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، برفقة وفد حكومي رفيع إلى العاصمة القطرية الدوحة، بناءً على توجيهات من الرئيس أحمد الشرع، في زيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين وفتح مجالات جديدة للتعاون والاستثمار.
وغرّد الشيباني عبر منصة "إكس": "بتوجيه من فخامة الرئيس أحمد الشرع نصل إلى قطر (الحليف الكفو) مع نخبة من الوزراء، لنواصل 14 عاماً من الأخوة والدعم ونفتح آفاق التعاون والاستثمار في جميع المجالات".
ويضم الوفد عدداً من الوزراء والمسؤولين السوريين من وزارات الاتصالات، الصحة، المالية، الاقتصاد، السياحة، والطاقة، لمناقشة ملفات التعاون المشترك وتوسيع مجالات الشراكة الاقتصادية.
وفي الدوحة، التقى وزير الاقتصاد والصناعة محمد نضال الشعار ووزير الاتصالات عبد السلام هيكل وزير التجارة والصناعة القطري الشيخ فيصل بن ثاني آل ثاني، لبحث تعزيز التعاون والاستثمار في مختلف القطاعات.
وكانت شهدت دمشق توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية بين وزارة الطاقة السورية ومجموعة UCC القطرية العالمية بحضور الرئيس الشرع، في خطوة اعتُبرت نقطة تحول هامة لإعادة بناء قطاع الطاقة والبنية التحتية في سوريا.
وكانت السعودية وقطر قد أعلنتا في بيان مشترك عن تقديم دعم مالي للعاملين في القطاع العام السوري لمدة ثلاثة أشهر، في إطار دعم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ويأتي ذلك ضمن مبادرات تهدف إلى تسريع تعافي الاقتصاد السوري، بما في ذلك المساهمة في تسديد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي.
وأكد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن الشعب السوري يستحق حياة كريمة، مشيراً إلى أن رفع العقوبات عن سوريا خطوة ضرورية للمضي قدماً، مشدداً على أهمية المشاركة البناءة لتخفيف معاناة السوريين الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الحرب المستمرة.
وأضاف في مقابلة مع شبكة "CNN" أن استمرار العقوبات يعرقل جهود مساعدة السوريين، معتبراً أن هناك أسئلة كثيرة حول الحكومة السورية الجديدة، لكنها لا يجب أن تعرقل الحلول العملية لتحسين أوضاع السوريين.
ورحبت وزارة الخارجية القطرية بقرار رفع العقوبات، معتبرةً إياه خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار والتنمية في سوريا، ومجددة دعمها الكامل لسيادة سوريا ووحدة أراضيها وتطلعات شعبها، ومنذ انطلاق الثورة السورية في 2011، برزت قطر كدولة داعمة لتطلعات الشعب السوري، رافضة القمع، ومستعدة لتقديم الدعم السياسي والإنساني رغم التغيرات الإقليمية والدولية.
تفاعل الأهالي بشكل واسع مع فيديو المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس السوري "أحمد الشرع" مع مجموعة من الحجاج السوريين المتواجدين في المملكة العربية السعودية، لما اتسمت به هذه المكالمة من بساطة وعفوية وصدق المشاعر، حيث حرص الرئيس على الاطمئنان شخصياً على أوضاع الحجاج والتأكد من أن جميع الترتيبات تسير على خير ما يرام.
وقد ضمت المجموعة عدداً من الحجاج الذين توجهوا إلى الديار المقدسة ضمن المنحة التي قدمها الشرع لذوي الهمم وأهالي الشهداء، تقديراً لتضحياتهم وتكريماً لصبرهم، الأمر الذي لاقى صدى واسعاً في الشارع السوري، وأعاد التأكيد على الروح الإنسانية التي تسعى القيادة السورية إلى تعزيزها.
خلال المكالمة، أعرب الرئيس الشرع عن فخره بالحجاج السوريين، ودعاهم إلى اغتنام فرصة وجودهم في هذه البقاع الطاهرة للإكثار من العبادة والدعاء، مؤكداً أنهم يمثلون سوريا أمام إخوتهم في المملكة العربية السعودية. وقد رد الحجاج بأنهم يفعلون ذلك بكل صدق، وأن دعواتهم لا تنقطع لسوريا وشعبها وقائدها.
كما أشار الشرع إلى العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع بين الشعبين السوري والسعودي، داعياً الحجاج إلى أن يعكسوا أفضل صورة عن الأخلاق والسلوك السوري الأصيل، وقد أكد أحد الحجاج أن استقبالهم كان في غاية الكرم، حتى أن أحد السعوديين قبّل جواز سفره فقط لأنه يحمل الجنسية السورية، في لفتة مؤثرة تعكس عمق المحبة بين الشعبين.
وخلال الاتصال، وجّه أحد الحجاج من ذوي الهمم شكره العميق للرئيس الشرع قائلاً: "سيدي الرئيس، سعادتنا بهذه المنحة أنستنا آلام السنين وجراحها، ونسأل الله أن يمدّكم بالقوة والعافية"، ليجيبه الرئيس: "أنتم تستحقون عيوننا، وسنردّ الجميل ليس بالحج فقط، بل بإعادة الإعمار، وتحقيق الأمن، وتوفير الرزق بإذن الله".
تفاعل السوريون بشكل كبير مع المكالمة، لم يكن مجرد تجاوب مع محتوى إعلامي، بل كان انعكاساً لشعورهم بالاحتضان والرعاية المباشرة من قبل الرئيس، الذي حرص على التواصل الشخصي مع مواطنيه في مناسبة دينية عظيمة، وتُعدّ هذه المكالمة رسالة رمزية قوية، تؤكد أن الحجاج، وخاصة ذوي الهمم وأهالي الشهداء، ليسوا مجرد أرقام في قوائم السفر، بل أولوية في ضمير القيادة.
كما أن الطابع الإنساني والعفوي في الحوار، بعيداً عن الرسمية والبروتوكول، لامس قلوب الناس وأعاد لهم شعور الأمان والانتماء، في وقت ما زالت فيه سوريا تمرّ بتحديات متعددة. لقد جاءت هذه المكالمة بمثابة نافذة أمل وتأكيد على قيم الوفاء، والارتباط الحقيقي بين القيادة والشعب.
ومن اللافت أن السوريين لم يعتادوا خلال سنوات حكم بشار الأسد على مثل هذه المبادرات المباشرة والوجدانية، إذ أن تواصله مع المواطنين، خصوصاً في مناسبات دينية عظيمة كالحج، كان شبه معدوم. فبشار، الذي اشتهر بتجاهله للشعائر الدينية وعدم احترامه لقدسيتها، لم يُعرف عنه أي اهتمام حقيقي بأمور الدين أو بتقدير رمزية الحج وأهميته في وجدان السوريين. لذلك، فإن خطوة الرئيس أحمد الشرع اعتُبرت تحولاً كبيراً في شكل العلاقة بين القيادة والمواطن، تقوم على الاحترام والمشاركة الروحية، وهو ما خلق هذا التفاعل الشعبي الواسع.
قال توماس باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا والسفير الأمريكي لدى تركيا، في مقابلة مع قناة NTV التركية، إن سياسة الولايات المتحدة الحالية تجاه سوريا لن تكون مشابهة لسياساتها خلال المئة عام الماضية، مؤكداً أن تلك السياسات لم تحقق النجاح.
وردًا على سؤال حول موعد إعلان الولايات المتحدة عدم حاجتها لوحدات حماية الشعب الكردية (قسد) وما إذا كان سيأتي يوم كهذا، أكد بَرَّاك أن دعم قسد يُقدّم لحليف، وهو أمر يحظى بأهمية كبيرة لدى الكونغرس. وأشار إلى ضرورة توجيه قسد نحو الاندماج في الحكومة السورية الجديدة، داعياً الجميع إلى تبني توقعات واقعية ومنطقية.
وأضاف توماس باراك أن الرئيسين الأمريكي السابق دونالد ترمب والتركي رجب طيب أردوغان قاما بخطوة مذهلة بإعطاء الحكومة السورية الجديدة فرصة لم يكن أحد يتوقعها، وختم بالإشارة إلى أن تقليص عدد القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا يمثل أولوية، مع خطة لخفضها من ثماني قواعد إلى قاعدة واحدة في النهاية.
وكانت كشفت وكالة “رويترز” في تقرير حصري، أن الولايات المتحدة أعطت موافقتها المبدئية لخطة تقدّمت بها القيادة الجديدة في سوريا، تقضي بدمج آلاف المقاتلين الأجانب السابقين في صفوف “هيئة تحرير الشام” ضمن تشكيل جديد في الجيش السوري، تحت اسم “الفرقة 84”، وذلك شريطة تنفيذ الخطة بشفافية تامة.
ونقل التقرير عن توماس باراك، السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، قوله من دمشق: “يمكنني القول إن هناك تفاهماً، بشرط الشفافية”، مضيفاً أن إبقاء هؤلاء المقاتلين ضمن مشروع دولة هو أفضل من استبعادهم، لاسيما وأن العديد منهم “مخلصون جداً” للإدارة السورية الجديدة.
وسبق أن اعتبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرجل الأعمال اللبناني الأصل توم باراك، سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، مبعوثًا خاصًا إلى سوريا، تمثل “تحوّل لافت في السياسة الأميركية بالشرق الأوسط”، وقد تثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة، في تقرير للكاتب بن صموئيلز، إن توسيع دور باراك، وهو حليف قديم لترامب، يعكس توجهًا أميركيًا متصاعدًا نحو تعزيز التعاون مع تركيا في الملف السوري، مقابل تراجع نفوذ إسرائيل في معادلة صناعة القرار الأميركي بشأن سوريا.
ورأت هآرتس أن تعيين باراك يأتي بعد لقاء ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في منتصف مارس الماضي، وإعلانه الرسمي عن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وهو ما يؤكد أولوية “الاستقرار السوري” في استراتيجية واشنطن الجديدة، حتى لو جاء ذلك على حساب التحالفات التقليدية، ومنها إسرائيل.
وسبق أن أعلن عضو اللجنة المكلفة بإتمام الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، العميد زياد العايش، أنه تم خلال لقاء مع وفد من القوات الاتفاق على عدد من الملفات المهمة، ولفت إلى أن الاجتماع عُقد في أجواء إيجابية اتسمت بروح المسؤولية والحرص المتبادل على المصلحة الوطنية.
وأضاف أن التوافق شمل تشكيل لجان فرعية تخصصية لمتابعة تنفيذ اتفاق 10 مارس، الموقع بين الرئيس أحمد الشرع والجنرال مظلوم عبدي، كما تم الاتفاق على السعي لحل المشاكل العالقة المتعلقة بالامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التعليمية. وناقش الطرفان أيضاً آليات تسهيل عودة المهجّرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعترض طريق هذه العودة.
وأكد العايش التوافق على إعادة تفعيل اتفاق حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، والعمل على معالجته بما يعزز الاستقرار والسلم الأهلي، وأشار إلى تأكيد الطرفين التزامهما بالحوار البناء والتعاون المستمر، لخدمة وحدة سوريا وسيادتها، وتحقيق تطلعات الشعب في الأمن والاستقرار. وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر قريباً لاستكمال النقاش ومتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.