شهد مؤتمر ميونخ للأمن 2025 حضورًا سوريًا رسميًا بارزًا، حيث شارك وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في فعاليات المؤتمر الذي يعد أحد أهم المنصات الدولية لمناقشة القضايا الأمنية والدبلوماسية. شكلت هذه المشاركة خطوة هامة في إعادة انخراط سوريا بالمشهد السياسي العالمي، بعد التحولات الكبيرة التي شهدتها البلاد خلال الأشهر الماضية.
في إطار المؤتمر، عقد الوزير الشيباني سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين دوليين، في خطوة تهدف إلى توطيد العلاقات الخارجية وتعزيز الاستقرار في سوريا. كان لقاؤه مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، من أبرز هذه اللقاءات، حيث ناقش الطرفان آفاق التعاون بين البلدين في المرحلة الانتقالية، وسبل دعم الاستقرار الأمني والسياسي في سوريا. كما بحثا ملف مكافحة الإرهاب وإعادة تأهيل المناطق المتضررة، في ظل انفتاح تركيا على دعم العملية السياسية السورية الجديدة.
التقى الشيباني أيضًا بوزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، حيث ركز اللقاء على ضرورة تمثيل جميع المكونات السورية في عملية الحوار الوطني. أكدت بيربوك أن هناك توافقًا دوليًا متزايدًا حول مستقبل سوريا، مشددة على أن بلادها تدعم استقرار سوريا وإعادة بناء مؤسساتها بشكل يعزز التعددية السياسية.
وفي لقاء آخر، اجتمع الوزير الشيباني مع نظيره البريطاني، ديفيد لامي، حيث تباحثا في سبل دعم الانتقال السياسي في سوريا، وناقشا إمكانية تقديم الدعم لبرامج إعادة الإعمار، بما يضمن عودة الحياة إلى المناطق المحررة. كما أكد وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، خلال اجتماعه مع الشيباني، على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية، داعيًا إلى النظر في تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، لتمكينها من استعادة نشاطها الاقتصادي.
ملفات إقليمية ودولية على الطاولة
شهد المؤتمر أيضًا لقاءً مهمًا جمع الوزير الشيباني مع السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، والسيناتورة جين شاهين، والسيناتور مايكل ماكول ،حيث ناقش الطرفان مستقبل العلاقات السورية-الأميركية، وأهمية استمرار الحوار بين دمشق وواشنطن لضمان انتقال سياسي ناجح.
هذا اللقاء يعد الأول من نوعه بين الإدارة السورية الجديدة وقيادات بارزة في الكونغرس الأميركي، وهو ما يعكس توجهًا أميركيًا نحو التعامل مع المتغيرات الجديدة في سوريا بواقعية أكبر.
لم تقتصر لقاءات الشيباني على المسؤولين الأوروبيين، بل شملت أيضًا لقاءً مع رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، حيث ناقشا مستقبل التعاون بين الإدارة السورية الجديدة والإقليم، مع التركيز على أهمية دعم استقرار المناطق الشمالية في سوريا، وضمان حقوق المكونات الكردية ضمن إطار الدولة السورية.
وفي لقاء آخر، التقى الشيباني بممثل إمارة ليشتنشتاين لدى الأمم المتحدة، فينافيسير، حيث تمت مناقشة سبل دعم العملية السياسية في سوريا ضمن الأطر القانونية الدولية. كما أجرى مباحثات مع فولكر تورك، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، تناولت ملف المعتقلين والمفقودين، وسبل تعزيز العدالة الانتقالية في سوريا.
في إحدى الجلسات الحوارية بالمؤتمر، أكد الشيباني أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا تعيق جهود إعادة الإعمار، داعيًا المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في هذه الإجراءات، لتمكين الشعب السوري من استعادة حياته الطبيعية.
وأوضح أن الإدارة السورية الجديدة ورثت اقتصادًا هشًا وبنية تحتية مدمرة، مما يتطلب دعمًا دوليًا لضمان استقرار البلاد.
وأشار في كلمته إلى أن الحكومة السورية الانتقالية تسعى إلى بناء علاقات دولية قائمة على المصالح المشتركة، بعيدًا عن سياسات العزلة التي كانت مفروضة في العقود الماضية. كما شدد على ضرورة العمل المشترك لمكافحة الإرهاب، مع التأكيد على أن سوريا لن تكون ساحة للصراعات الدولية، بل طرفًا فاعلًا في تحقيق الأمن الإقليمي.
حملت مشاركة سوريا في مؤتمر ميونخ للأمن دلالات واضحة على انفتاح البلاد على المجتمع الدولي، وسعيها لاستعادة موقعها في الساحة السياسية العالمية. اللقاءات التي عقدها الوزير الشيباني خلال المؤتمر كشفت عن اهتمام متزايد من قبل الدول الكبرى بالشأن السوري، وإدراكها لأهمية دعم استقرار البلاد في هذه المرحلة الحساسة.
رغم التحديات، فإن مؤتمر ميونخ شكل فرصة للحكومة السورية الانتقالية لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية، والتأكيد على التزامها بعملية إعادة الإعمار وتحقيق العدالة الانتقالية. الأيام القادمة ستكشف مدى تأثير هذه اللقاءات على مسار العلاقات الدولية لسوريا، وما إذا كانت ستسهم في فتح آفاق جديدة لمستقبل البلاد.
شهدت محافظة درعا حملة تبرعات مجتمعية كبيرة لإعادة تأهيل مشفى درعا الوطني، الذي يعاني منذ سنوات من تراجع حاد في خدماته بسبب تعطل العديد من الأجهزة الطبية ونقص الموارد.
المبادرة التي أطلقها أبناء حوران حظيت بتفاعل واسع من رجال الأعمال والمغتربين، إضافة إلى مساهمات سخية من الأهالي داخل سوريا وخارجها، حيث بلغ إجمالي التبرعات حتى الآن مليون دولار.
كان لهذه الحملة زخم كبير بفضل تبرعات عدد من رجال الأعمال البارزين من أبناء حوران الذين قدموا مبالغ كبيرة دعماً للمبادرة، ومن بينهم فؤاد مصطفى الأبازيد، موفق قداح، وليد الزعبي، رمضان مشمش، خالد المحاميد، ومحمد أمين المحاميد.
إضافة إلى ذلك، قدم العديد من أبناء المحافظة تبرعات كبيرة لكنهم فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، كما شارك عدد كبير من المدنيين بمساهمات مالية متفاوتة دعماً للمشروع، في تأكيد واضح على تضامن المجتمع المحلي مع المبادرة وأهميتها في تحسين الخدمات الصحية في درعا.
يعاني مشفى درعا الوطني من تدهور كبير في الخدمات الصحية بسبب تعطل العديد من الأجهزة والمعدات الطبية، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على المرضى وأجبر الكثير منهم على السفر إلى دمشق أو اللجوء إلى المشافي الخاصة، مما زاد من أعبائهم المالية.
• توقف جهاز تفتيت الحصى الوحيد في المحافظة عن العمل منذ ثلاث سنوات، مما اضطر المرضى للبحث عن العلاج في أماكن أخرى بتكاليف مرتفعة.
• تعطل جهاز المرنان المغناطيسي الذي لم يتم استبداله حتى الآن رغم الحاجة الماسة إليه.
• خروج جهاز البانوراما السنية عن الخدمة، حيث تجاوز عمره التشغيلي عشرين عامًا، ما أثر على تقديم الخدمات الطبية في قسم الأسنان.
• نقص حضانات الأطفال في قسم حديثي الولادة، حيث يضطر المشفى إلى وضع أكثر من طفل في الحاضنة الواحدة بسبب قلة الأجهزة المتوفرة.
رغم التحديات التي تواجه المشفى، فإن هذه الحملة تعكس حجم التكاتف والتضامن بين أبناء درعا، الذين يسعون لإعادة إحياء المنشآت الصحية في محافظتهم.
ومع استمرار تدفق التبرعات، يأمل الأهالي أن تكون هذه المبادرة خطوة أولى نحو تحسين واقع الخدمات الطبية، ورفع المعاناة عن المرضى الذين يعتمدون على المشفى الوطني كمرفق صحي رئيسي في المحافظة.
وشهد القطاع الصحي في سوريا تدهورًا كبيرًا خلال السنوات التي سبقت سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024. فقد تعرضت المستشفيات والمرافق الصحية لدمار واسع نتيجة العمليات العسكرية، مما أدى إلى نقص حاد في الكوادر الطبية والمعدات الأساسية. أفادت التقارير بأن 60% من السوريين تأثروا بشكل مباشر بتدمير مراكز الرعاية الصحية، مع تعرض 33% منهم لهجمات مباشرة.
كما غادر حوالي 70% من العاملين في القطاع الصحي البلاد، مما أدى إلى وجود طبيب واحد لكل 10,000 سوري.
بعد سقوط النظام، ورغم التحديات الكبيرة، بدأت جهود إعادة بناء القطاع الصحي. تسعى الحكومة الانتقالية إلى تحسين الخدمات الصحية، مع التركيز على مكافحة الفساد المتجذر ونقص الكوادر الطبية. ومع ذلك، لا تزال العقوبات الاقتصادية تشكل عائقًا أمام استيراد المعدات الطبية الحديثة، مما يؤثر على جودة الرعاية الصحية المقدمة.
يواجه النظام الصحي السوري تحديات كبيرة تتطلب تعاونًا دوليًا ومحليًا لإعادة بناء البنية التحتية الصحية وتوفير الكوادر والمعدات اللازمة لضمان تقديم رعاية صحية فعّالة للمواطنين.
في اجتماع جمع الرئيس السوري أحمد الشرع مع وجهاء وأهالي منطقة عفرين شمالي حلب، ألقى أحمد حسن، رئيس مجلس محلية عفرين التابع للمجلس الوطني الكردي، كلمة عبّر فيها عن معاناة سكان المنطقة وما يواجهونه من تحديات، رغم التغيير السياسي الذي شهدته البلاد بسقوط نظام الأسد.
استهل حسن كلمته بالإشادة بالتغيرات التي شهدتها سوريا بعد سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول 2024، مؤكدًا أن هذا الحدث كان بمثابة انتصار لكل السوريين، بما فيهم أهالي عفرين الذين عانوا من القمع والانتهاكات خلال سنوات حكم النظام. وأعرب عن أمل الأهالي في أن يشكل هذا التغيير بداية لمرحلة جديدة يسود فيها العدل والمساواة، وتتحقق فيها تطلعاتهم في حياة كريمة وآمنة.
ورغم التقدم السياسي، شدد حسن على أن أهالي عفرين ما زالوا يواجهون العديد من التحديات التي تتطلب تدخلاً حكوميًا عاجلًا. ولفت إلى أن الغابات في مناطق جنديرس، شيخ الحديد، ميدان أكبس وميدانيات تتعرض لعمليات قطع جائر، حيث يتم تدمير مساحات واسعة من الأشجار باستخدام المناشير الكهربائية لأغراض تجارية، ما أدى إلى تدهور البيئة وتغير المناخ في المنطقة، فضلًا عن أزمة شح المياه التي تفاقمت نتيجة هذه الممارسات.
كما أشار إلى أن السجون في عفرين لا تزال مليئة بالمعتقلين، رغم قرارات الإفراج التي شملت معظم أنحاء البلاد بعد سقوط الأسد، مما أثار تساؤلات حول استمرار هذه الممارسات وعدم امتثال الفصائل المسلحة للقرارات الصادرة عن الحكومة الانتقالية.
إلى جانب ذلك، تحدث حسن عن العراقيل التي تواجه العائدين إلى ديارهم، إذ يتعرض العديد من الأهالي القادمين من حلب ودمشق ولبنان وتركيا للاعتقال والابتزاز المالي فور وصولهم، كما أن بعضهم اختفى قسرًا أثناء توجههم إلى عفرين، ليتم احتجازهم لاحقًا في سجون الراعي، مارع، اعزاز، وحوار كلس.
لم تتوقف الانتهاكات عند الاعتقالات، بل امتدت لتشمل التعدي على ممتلكات العائدين. وأوضح حسن أن العديد من المنازل التي كانت مأوى للنازحين تعرضت للنهب، حيث تم خلع الأبواب والنوافذ وخزانات المياه لاستخدامها أو بيعها في مناطق أخرى، في ظل غياب أي رادع قانوني يمنع هذه التجاوزات.
أما بالنسبة للفصائل المسلحة، فلا تزال بعض المجموعات مثل “الحمزات” و”العمشات” تفرض الضرائب على السكان، وتجبرهم على دفع مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالبقاء في منازلهم، أو تفرض مبالغ ضخمة بالدولار لاستعادة البيوت التي صادرها المسلحون. هذه السياسات، وفقًا لحسن، جعلت الكثير من الأهالي يترددون في العودة إلى ديارهم خوفًا من الابتزاز والمضايقات.
في ختام كلمته، وجّه حسن نداءً للرئيس أحمد الشرع وحكومته الانتقالية للتدخل السريع ووضع حد للحالة الفصائلية التي تعيشها المنطقة، مطالبًا ببسط سلطة الدولة وإنهاء حكم المجموعات المسلحة التي تعمل خارج إطار القانون. وأكد أن أهالي عفرين يتطلعون إلى العيش في ظل دولة تحترم مبادئ الثورة السورية، وتحقق العدالة والحرية، وتضمن كرامة جميع المواطنين دون تمييز.
وأعرب عن ثقته بأن الشرع سيستجيب لهذه المطالب، وسيتخذ إجراءات جادة لضمان حقوق أهالي عفرين، وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، حتى يتمكن جميع النازحين من العودة إلى منازلهم دون خوف أو تهديد، ويبدأوا مرحلة جديدة من البناء والإعمار في سوريا الحرة.
تراجع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، بنحو 10%، خلال تعاملات سوق الصرف، وذلك على وقع أنباءٍ عن قرب ضخ سيولة جديدة من الليرة في الأسواق السورية.
كان شح السيولة من الليرة في الأسبوعين الأخيرين قد تسبب بارتفاع كبير في سعر صرف الليرة السورية، وتراجع الدولار، لكن ذلك لم ينعكس إيجاباً على معيشة السوريين.
بل أدى إلى تراجع القوة الشرائية في ظل ركود كبير في حركة الإنتاج والبيع والشراء في البلاد، وكان المصرف المركزي قد أعلن تلقيه مبالغ مالية من فئة الليرة السورية جاءت من روسيا عبر مطار دمشق الدولي.
وعلى وقع هذا الخبر، خسر سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، 9.7%، أمس السبت، وارتفع “دولار دمشق” بنحو 1000 ليرة، ليُغلق ما بين 11,000 ليرة شراءً، و11,300 ليرة مبيعاً.
وسجّل الدولار نفس هذه الأسعار، أو قريباً منها بهامش 300 ليرة، في معظم المدن السورية، فيما تراوح اليورو ما بين 11,560 ليرة شراءً، و11,860 ليرة مبيعاً.
وتراوح سعر صرف الليرة التركية مقابل الليرة السورية ما بين 302 ليرة للشراء، و312 ليرة سورية للمبيع، وتراوح سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار ما بين 35.24 ليرة للشراء، و36.24 ليرة تركية للمبيع.
هذا وسجلت الليرة السورية تراجعاً ملحوظاً مقابل العملات الأجنبية في السوق الموازية، خلال افتتاح الأسبوع الحالي، بعد التحسن النسبي الذي حققته مؤخرًا.
وبلغ سعر الدولار 11.3 ألف ليرة سورية في السوق الموازية، بارتفاع نحو 13% عن السعر المسجل أمس، وفق موقع “الليرة اليوم”، في حين لا يزال السعر الرسمي الصادر عن المصرف المركزي عند 13.2 ألف ليرة للدولار.
وتشهد الأسواق السورية شحًّا حادًا في السيولة، حيث يحتفظ مصرف سوريا المركزي باحتياطيات كبيرة من العملة المحلية لتغطية التزامات الدولة، مثل الرواتب، دون ضخ كميات كافية في السوق.
ويذكر أن الكثير من آراء الخبراء الاقتصاديين طرحت حول سبل زيادة المعروض النقدي مع الحفاظ على استقرار الليرة ومنع التضخم.
ويرى الخبراء أن تراجع العرض النقدي مقابل ارتفاع الطلب، إلى جانب انفتاح سوريا خارجيًا وتخفيف العقوبات الغربية، عوامل رئيسية وراء الأزمة، لكن هناك تفسيرات أخرى تستحق التوقف عندها.
زار رئيس الجمهورية العربية السورية "أحمد الشرع" يوم السبت 15 شباط، محافظة إدلب، ضمن وفد يضم عدداً من المسؤولين في الحكومة السورية الانتقالية، في أول زيارة محلية له عقب توليه رئاسة الجمهورية العربية السورية، أعقبها التوجه إلى مدينة حلب، ومن ثم إلى مدينة عفرين، عقد خلالها لقاءات مع فعاليات أهلية في المنطقة.
وزار "الشرع" مخيمات النازحين في إدلب والتقى عدداً من الأهالي واستمع لهم، مؤكداً العمل على إعادتهم جميعاً إلى منازلهم وتأمين حياة كريمة لهم، خلت الزيارة من حشود ومسيرات مؤيدة أو رفع صور الرئيس أو الهتاف بالروح والدم وفق ماعلق نشطاء.
وتوجه "الشرع" إلى مدينة حلب، حيث التقى فيها محافظة حلب "عزام الغريب" حيث عقد جلسة حوارية مفتوحة، جمعت عدداً من وجهاء وأعيان حلب وريفها رجالاً ونساء، للحديث عن واقع البلد وبحث سبل النهوض بسوريا وحلب على مختلف المستويات.
وفي جولته الثالثة، زار رئيس الجمهورية، مدينة عفرين برفقة وفد رسمي، حيث التقى بوجهاء المنطقة وممثلي المجلس الوطني الكردي ونشطاء وشخصيات وطنية وحشد من الأهالي.
استمع الشرع إلى شكاوى السكان بشأن الانتهاكات، خاصة ما يتعلق بالمعتقلين لدى الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا والمخاوف الأمنية العامة، وتعهد بالعمل على استعادة الأمن والاستقرار بالتعاون مع سكان المنطقة، مع اتخاذ إجراءات فورية لوقف الانتهاكات.
كما دعا أهالي عفرين المتواجدين في مناطق مختلفة في سوريا إلى العودة إلى قراهم وأملاكهم، مؤكداً التزام الحكومة بتوفير بيئة آمنة ومستقرة لهم. وفي خطوة عملية، تم تزويد المواطنين بأرقام طوارئ للإبلاغ عن أي اعتداءات، ما يعكس حرص الحكومة على حماية المدنيين.
وتعتبر هذه الزيارة هي الأولى محلياً للرئيس "الشرع" منذ توليه رئاسة الجمهورية، وكان خرج في زيارتين دوليتين إلى تركيا والسعودية، وأجرى خلالها مشاورات ومباحثات سياسية مع رؤساء الدولتين، علاوة عن سلسلة لقاءات ومشاورات مكثفة خلال الأشهر الماضية في دمشق مع عشرات الوفود الدولية العربية والأجنبية.
"أحمد الشرع" رئيساً للجمهورية العربية السورية
وأعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية "العقيد حسن عبدالغني"، تولية السيد القائد "أحمد الشرع" رئاسة البلاد في المرحلة الانتقالية، ويقوم بمهام رئاسة الجمهورية العربية السورية، ويمثلها في المحافل الدولية
وأعلن الناطق، تفويض السيد رئيس الجمهورية بتشكيل مجلس تشريعي مؤقت للمرحلة الانتقائية، يتولى مهامه إلى حين إقرار دستور دائم للبلاد ودخوله حيز التنفيذي، عقب إعلانه انتصار الثورة السورية العظيمة، واعتبار الثامن من كانون الأول من كل عام يوماً وطنياً.
حل الفصائل ومجلس الشعب وحزب البعث وإلغاء الدستور
كما أعلن المتحدث، حل جميع الفصائل العسكرية، والأجسام الثورية السياسية والمدنية، وتدمج في مؤسسات الدولة، إلغاء العمل بدستور سنة 2012، وإيقاف العمل بجميع القوانين الاستثنائية، وحل مجلس الشعب المشكل في زمن النظام البائد، واللجان المنبثقة عنه، وحل جيش النظام البائد، وإعادة بناء الجيش السوري على أسس وطنية.
وأكد حل جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام البائد، بفروعها وتسمياتها المختلفة، وجميع الميليشيات التي أنشأها، وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة تحفظ أمن المواطنين، وحل حزب البعث العربي الاشتراكي، وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان، ويحظر إعادة تشكيلها تحت أي اسم آخر، على أن تعود جميع أصولها إلى الدولة السورية.
انعقاد مؤتمر النصر في 29 كانون الثاني 2025
وكانت عقدت الإدارة السورية الجديدة، بمشاركة واسعة لجميع المكونات العسكرية والمدنية، في دمشق، اليوم الأربعاء 29 كانون الثاني 2025، "مؤتمر النصر"، لتعلن فيه خطوات بناء سوريا الجديدة، عقب سقوط نظام الأسد الذي حكم سوريا بالحديد والنار لمدة 54 عاماً، ليكون هذا المؤتمر، بمثابة إعلان انتهاء حقبة الاستبداد، والبدء بحقبة جديدة في سوريا الحرة.
أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يوم السبت، أهمية ضمان وحدة أراضي سوريا وسيادتها السياسية، مع التأكيد على ضرورة تشكيل حكومة شاملة في المرحلة المقبلة، وذلك خلال ندوة بعنوان "فجر جديد لدمشق: آفاق الانتقال في سوريا"، التي أقيمت على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في نسخته الـ61 بمدينة ميونيخ الألمانية.
وأشار فيدان إلى أن دول المنطقة اجتمعت بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث تم مناقشة تطلعاتها من الإدارة الجديدة في دمشق. وأضاف أن الفرصة باتت متاحة أخيرًا لحل المشكلات المتعلقة بالملف السوري الذي تسبب في اضطرابات كبيرة بالمنطقة لأكثر من 10 سنوات.
توافق بين دول المنطقة بشأن سوريا
ولفت وزير الخارجية التركي إلى وجود توافق في الآراء بين دول المنطقة حول عدة قضايا تتعلق بسوريا. وأوضح أن المبادئ التي تم الاتفاق عليها تشمل ضمان عدم وجود تهديدات موجهة ضد الدول المجاورة لسوريا، والتصدي لتطور الإرهاب في المنطقة، وكذلك حماية الأقليات من أي سوء معاملة. كما أكد على ضرورة ضمان وحدة أراضي سوريا وسيادتها السياسية، بالإضافة إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع الأطياف السورية.
وشدد فيدان على أن الإدارة السورية الجديدة تتجاوب بشكل جيد مع مطالب المجتمعين الدولي والإقليمي، مشيرًا إلى أنه لم يتلق شكاوى كبيرة من نظرائه أو المسؤولين الآخرين بشأن الإدارة السورية. وأضاف أن المسؤولين يدركون التحديات التي يجب على سوريا تجاوزها في المرحلة القادمة.
توحيد الفصائل المسلحة لتحقيق الاستقرار
بيّن فيدان أن إحدى القضايا المهمة التي يجب التركيز عليها لتحقيق الاستقرار في سوريا هي توحيد الفصائل المسلحة، مشيرًا إلى أن الإدارة السورية الجديدة تتعامل مع هذه القضية بشكل شامل. وأوضح أن تركيا ترى ضرورة وجود قوة مسلحة قانونية واحدة في سوريا، وأكد أنه لا يمكن التسامح مع أي فصيل مسلح في البلاد، مشددًا على أن التجربة أثبتت أن التسامح مع الفصائل المسلحة يؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأعرب فيدان عن أهمية توحيد الفصائل المسلحة تحت راية الجيش الوطني السوري لضمان النظام وأمن المواطنين في البلاد. وأكد أن تركيا تعطي الأولوية الآن لكيفية مساعدة سوريا في عملية إعادة الإعمار، بما في ذلك إعادة بناء الاقتصاد وإعادة مؤسسات الدولة إلى طبيعتها.
التعاون في مكافحة الإرهاب
وأشار فيدان إلى أن تركيا تتوقع من الحكومة السورية الجديدة التعاون في مكافحة التنظيمات الإرهابية. وذكر أن تنظيم "بي كي كي/واي بي جي" الإرهابي يشكل تهديدًا كبيرًا ليس فقط لسوريا، بل للمنطقة بأسرها، على غرار تهديد تنظيم "داعش".
ولفت إلى أن الإرهابيين القادمين من تركيا والعراق وإيران يتجمعون الآن في شمال سوريا، ويخفون أنفسهم تحت ذريعة الحرب ضد داعش. وأوضح أن هؤلاء الإرهابيين يسيطرون على أجزاء من الأراضي السورية، ويستغلون موارد النفط والغاز لصالحهم، مما يعوق استفادة الشعب السوري من هذه الموارد.
وأضاف فيدان أن تركيا أكدت ضرورة إنهاء هذا الوضع، مشيرًا إلى أن هذا يشكل تهديدًا للأمن القومي التركي وأمن المنطقة بشكل عام. وأكد أن تركيا ناقشت هذه القضية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأنها تأمل في التوصل إلى اتفاق مع الإدارة الأمريكية الحالية حول هذه القضية.
ثقافة التعاون والاحترام المتبادل
وأوضح فيدان أن الدعم الذي قدمته تركيا في المنطقة طوال 14 عامًا لا يعني أن أنقرة تسعى إلى فرض إرادتها على سوريا أو التدخل في سيادتها. وأكد أن تركيا تتجنب أي انطباع قد يوحي بمحاولة الهيمنة على المنطقة.
وشدد الوزير التركي على أهمية التعاون والاحترام المتبادل بين الدول. وأوضح أن تركيا تؤمن بضرورة تعزيز ثقافة التعاون والالتزام بسيادة جميع الدول في المنطقة، وهو ما يعكس الدروس التي استخلصتها تركيا من الأحداث التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
وفي ختام حديثه، أعرب وزير الخارجية التركي عن تفاؤله بمستقبل سوريا، مشيرًا إلى أن الوضع في المنطقة يشهد تحولات إيجابية، وأن التعاون بين الدول المعنية سيعزز الاستقرار في سوريا والمنطقة ككل.
وكان بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مع نظيره السوري أسعد الشيباني، إعادة إعمار سوريا، وعملية تشكيل الحكومة، ومكافحة التنظيمات الإرهابية، جاء ذلك خلال لقاء جرى بينهما، السبت، على هامش الدورة الـ61 لمؤتمر ميونيخ للأمن، التي انطلقت أعمالها الجمعة في مدينة ميونيخ الألمانية، وتنتهي الأحد.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية التركية، إن فيدان بحث مع الشيباني، قضايا تخص إعادة إعمار سوريا، والمسار المستمر بشأن تشكيل الحكومة في سوريا، وأكدت المصادر، للأناضول، أن فيدان والشيباني، بحثا أيضا في اللقاء مكافحة التنظيمات الإرهابية في سوريا، مثل "داعش"، و"بي كي كي/ واي بي جي".
نفذ شاب يحمل الجنسية السورية، اليوم السبت، هجومًا بسكين في أحد شوارع مدينة نمساوية، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة عدة آخرين. وقالت الشرطة النمساوية إن الشاب، وهو طالب لجوء سوري يبلغ من العمر 23 عامًا، قام بطعن عدة أشخاص في أحد شوارع مدينة فيلاخ، عاصمة كارينثيا في النمسا.
وفي تفاصيل الهجوم، أوضح الناطق باسم الشرطة النمساوية، راينر ديونيسيو، أن "رجلًا هاجم بشكل عشوائي مارة بسكين" في المدينة، مما أدى إلى مقتل فتى يبلغ من العمر 14 عامًا. وأضاف أن اثنين من الرجال أصيبا بجروح خطيرة، بينما أصيب شخصان آخران بجروح طفيفة. وقع الهجوم بعد الظهر في وسط المدينة، حيث تجمعت أعداد كبيرة من المارة.
وفي وقت لاحق، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالوا إنها تعود للشاب السوري وهو يظهر مبتسمًا أمام شرطية نمساوية تحاول توقيفه بعد الهجوم. من جانبه، أوضح الناطق باسم الشرطة أن عامل توصيل شهد الهجوم وقام بإلقاء دراجته على المهاجم، مما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة، وقد تم إيقافه فور وقوع الحادث.
وأفادت الشرطة النمساوية بأن المهاجم يحمل أوراقًا نظامية كطالب لجوء سوري، وأنه ليس معروفًا لدى الشرطة النمساوية. ولم تكشف الشرطة بعد عن دوافع الهجوم، التي ما تزال مجهولة في الوقت الحالي.
تأتي هذه الحادثة بعد يومين من هجوم دهس بسيارة في مدينة ميونيخ الألمانية، والذي أسفر عن مقتل طفلة تبلغ من العمر سنتين ووالدتها البالغة 37 عامًا، بالإضافة إلى إصابة 37 آخرين. وأعلنت الشرطة الألمانية أن المهاجم هو طالب لجوء أفغاني يبلغ من العمر 24 عامًا، وأنه تصرف بدوافع "متطرفة".
يعاني السكان في مناطق شرق الفرات، لا سيما في القرى الواقعة بالقرب من خطوط الاشتباك مع الجيش الوطني، أوضاعًا مأساوية نتيجة لسياسة القتل والتهجير والاعتقال التي تنتهجها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضدهم. وتتهم قسد هؤلاء السكان بالتعاون مع الجيش الوطني، وهو ما يجعلهم عرضة للاضطهاد والملاحقة المستمرة.
تخضع العديد من القرى والبلدات، مثل جسر قره قوزاق شرقي منبج، ومنطقة صرين جنوبي عين العرب، ومنطقة سد تشرين، لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وهي تشهد مواجهات مستمرة بين الجيش الوطني وقسد.
يقول أبو علي، أحد سكان قرية بير حسو الواقعة بالقرب من جسر قره قوزاق شرقي منبج، إنهم يتعرضون يوميًا للقصف من قبل الجيش الوطني بعد أن تقوم قسد باستهدافهم من بين منازلهم. وأوضح أبو علي أن هذا القصف أسفر عن تدمير العديد من المنازل وسقوط العديد من الضحايا المدنيين منذ تحرير مدينة منبج في ديسمبر 2024.
تابع أبو علي أن السكان يتبعون روتينًا يوميًا من مغادرة منازلهم في الليل والعودة إليها في النهار، حيث يتم نقل العوائل إلى القرى القريبة أو إلى مدينة منبج بسبب الخوف المستمر من القصف. ولفت إلى أن التهمة الجاهزة من قبل قسد لأي شخص يشتبه بتعامله مع الجيش الوطني هي "التعامل مع الجيش الوطني"، مما يزيد من معاناة المدنيين في هذه المناطق.
من جهة أخرى، أكد محمد الفراتي، أحد سكان منطقة صرين، أن قسد اعتمدت في الآونة الأخيرة سياسة القمع والتخويف ضد السكان، حيث يتم اعتبار الشخص الذي يظهر أي دعم للثورة السورية أو يشارك في مواقع التواصل الاجتماعي كخائن ومتعاون مع الجيش الوطني.
كما نقل الفراتي حادثة تعرض أحد الشبان، المدعو حسين الدناوي، للمطاردة والاعتقال من قبل دوريات قسد بسبب إجراء مكالمة هاتفية قرب أحد المقرات، حيث انتهت المطاردة بصدمه بسيارة دورية قسد، مما أدى إلى إصابته بنزيف في الدماغ.
وفيما يخص المناطق القريبة من سد تشرين، قال خليل الحاج حسين، أحد السكان في المنطقة، إنهم اضطروا للنزوح بسبب القصف العشوائي من قبل قسد. وأضاف أن القصف أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرين آخرين في الهجمات التي استهدفت تجمعات المدنيين بالقرب من سد تشرين.
تستمر معاناة المدنيين في هذه المناطق، حيث يواجهون تحديات أمنية وإنسانية كبيرة في ظل القصف المستمر وسياسة القمع التي تنتهجها قسد. وفي الوقت ذاته، لا يبدو أن هناك أي تحرك حكومي أو من قبل المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للتعامل مع تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في هذه المناطق.
كشف وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عن تلقيه دعوة رسمية لزيارة العراق، حيث أكد أنه سيكون في بغداد قريباً. في ذات الوقت أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، توجيه دعوة رسمية للرئيس السوري "أحمد الشرع" لحضور القمة العربية المقرر عقدها في بغداد في مايو/أيار المقبل.
وفي ظل هذه التطورات، اعتبر مراقبون أن زيارة "الشيباني" للعراق تحمل دلالات كبيرة، خاصة وأن الرغبة العراقية في إتمام هذه الزيارة كانت قائمة منذ فترة طويلة. في هذا السياق، كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، عن موقف بلاده الرسمي خلال حديثه لموقع "الجزيرة نت"، مؤكدًا أن العراق لا يضع أي شروط على سوريا الجديدة.
صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين
وأوضح العوادي في حديثه أن العراق وحكومته رحبتا بالواقع السوري الجديد، وأبديا استعدادهما للتعاون مع سوريا، مع التأكيد على احترام إرادة الشعب السوري في اختيار قيادته، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية.
وأضاف العوادي أن "رغبة العراق في إتمام زيارة الشيباني كانت كبيرة، لكن بغداد فضلت التريث قليلاً لتبديد مخاوف بعض الدول العربية ولإعطاء الفرصة للإدارة السورية الجديدة لترسيخ مؤسساتها، وهو ما تحقق في الأسابيع الماضية".
وأشار إلى أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد تأتي لتفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين الشقيقين، حيث ستكون قائمة على التعاون والاحترام المتبادل. وستتناول الزيارة العديد من الملفات المهمة، وعلى رأسها الملف الأمني، إذ يسعى العراق إلى تعزيز التعاون مع سوريا في هذا المجال، وفقًا لما أكده العوادي.
وأكد العوادي أن العراق لا يفكر بمنطق فرض الشروط على سوريا، بل يسعى إلى التعاون الجاد في مختلف المجالات، مثل التعاون الاقتصادي والاستثماري والأمني. وأضاف أنه بالرغم من القلق الأمني الذي كان موجودًا في العراق بشأن الوضع السوري، فإن هذا القلق بدأ يتراجع تدريجيًا مع وجود تعاون أولي بين البلدين في المجال الأمني. وأوضح أن اكتمال تشكيل المؤسسات السورية الجديدة سيعزز هذا التعاون، مما سيسهم في تحقيق الأمن والاستقرار لكل من العراق وسوريا.
التباين في المواقف
من جانبه، رجح المحلل السياسي صباح العكيلي أن زيارة وزير الخارجية السوري ستكون محورية في بحث تفاصيل القمة العربية المقبلة التي ستعقد في بغداد. وقال العكيلي إنه من المتوقع أن تشكل هذه الزيارة فرصة تاريخية لإعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي، خصوصًا في ظل تباين وجهات النظر داخل العراق بشأن العلاقة مع سوريا. بينما يرى البعض أهمية إقامة علاقات متوازنة مع دمشق، يرفض آخرون ذلك، معتبرين أن النظام السوري الحالي يفتقر إلى الشرعية.
وأشار العكيلي إلى أن بعض الجهات في العراق ترى أن "عدم قطع العلاقات مع سوريا ضروري بسبب الملفات المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب، حيث يعتبر معبر سوريا نقطة عبور رئيسية للجماعات الإرهابية".
وتوقع العكيلي أن العراق يسعى إلى تنسيق علاقات متوازنة مع سوريا في إطار الظروف الحالية، مشيرًا إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت فتورًا في الفترة الأخيرة بسبب الانقسام في المواقف السياسية داخل العراق تجاه الوضع السوري الجديد. ولفت إلى أن هذا التباين دفع العراق إلى التريث في إعلان موقف رسمي من التطورات في سوريا.
أهداف العراق من إعادة العلاقات مع سوريا
وفي سياق تحليله لأهداف العراق من إعادة العلاقات مع سوريا، أوضح رئيس مركز العراق، صلاح بوشي، أن ما يهم العراق في المقام الأول هو تطوير العلاقات الثنائية مع سوريا وتأمين الحدود المشتركة بين البلدين. واعتبر بوشي أن فتح المعابر بين العراق وسوريا يعد أمرًا ذا أهمية خاصة للعراق. وأضاف أن زيارة وزير الخارجية السوري إلى بغداد تهدف إلى تعزيز هذه العلاقة الثنائية الجديدة بين البلدين.
وأكد بوشي لموقع "الجزيرة نت" أن العراق يسعى إلى استقرار الوضع السياسي والأمني في البلاد والمنطقة بشكل عام، وهو حق مشروع له، مشيرًا إلى أن تعزيز العلاقات مع سوريا يساعد في دعم هذا الهدف. وأوضح أن تقديرات الموقف الأمني والسياسي ستكون محور أي حوار بين البلدين في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل الظروف الأمنية التي يمر بها كل من العراق وسوريا.
اتفق المشاركون في منتدى الجزيرة الـ16 في الدوحة على أن سقوط نظام الأسد يعد فرصة لبناء مشروع عربي مشترك يمكن أن يحقق الأمن القومي العربي ويفيد الشعب السوري، ورأى المشاركون أن عملية إعادة بناء سوريا الجديدة وتحقيق الاستقرار في البلاد لن تكون عملية سهلة، خاصة في ظل تعدد مكونات الشعب السوري وتباين المصالح الإقليمية والدولية.
شدد المشاركون على أن القوى الإقليمية سيكون لها دور كبير في تحديد شكل النظام السياسي الجديد في سوريا، وأيضًا في فرض الحلول السياسية التي قد تسهم في تشكيل المستقبل السوري. وأشاروا إلى أن التعدد في المصالح الإقليمية يمكن أن يتحول إلى تحدي كبير لعملية التحول، فقد تصبح هذه القوى الإقليمية، إذا لم يتم الأخذ في الاعتبار بعض مصالحها، بمثابة وقود لإشعال الصراع في البلاد.
وفي النقاشات التي دارت خلال المنتدى تحت عنوان "من الحرب على غزة إلى التغيير في سوريا: الشرق الأوسط أمام توازنات جديدة"، أكد المشاركون على أن إسقاط النظام السوري يعد مرحلة من مراحل طويلة ومعقدة، وأن التحدي الأكبر يكمن في إعادة بناء سوريا بشكل يتناسب مع تطلعات الشعب السوري ويراعي التنوع الداخلي. وأشاروا إلى أن الدولة السورية التي خلفها النظام السابق دمرت تمامًا في جميع الجوانب، بما في ذلك الجانب الاقتصادي والأمني والسياسي والاجتماعي.
وفي الجلسة الثانية من أعمال المنتدى التي حملت عنوان "تغيير النظام في سوريا: آثاره في الداخل وأبعاده الإقليمية"، أكد الأمين العام لملتقى العدالة والديمقراطية والقيادي بالجماعة الإسلامية في لبنان، عزام الأيوبي، على أهمية إيجاد قاعدة مشتركة بين الدول العربية التي تتعلق بالأمن القومي العربي، وكيفية التعاطي مع المشاريع المختلفة في المنطقة. من بينها المشروع الإسرائيلي التوسعي، والمشروع الإيراني الذي يستفيد من الفراغ الحاصل في العالم العربي.
وأضاف الأيوبي في حديثه للجزيرة نت أنه في حال غياب المشروع العربي الموحد، فإن الفراغ الذي سيتركه ذلك قد يفسح المجال أمام مشاريع إقليمية ودولية أخرى للتمدد في المنطقة، ما سيشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن العربي بشكل عام. لذلك شدد الأيوبي على ضرورة استغلال سقوط نظام الأسد كفرصة للجلوس معًا من أجل بناء مشروع عربي موحد يحقق أمن العرب ويفيدهم.
كما أشار الأيوبي إلى أهمية هذا المشروع العربي، خاصة في ظل "الابتزاز الواضح والصريح" الذي يمس أمن العالم العربي، مثل المقترح الأمريكي الذي يدعو إلى تهجير الفلسطينيين. وهو مشروع صهيوني يرى الأيوبي أنه يهدد بقاء بعض الأنظمة العربية مثل الأردن ومصر.
وأكد الأيوبي أن بعض الأنظمة العربية ما زالت تسير في الاتجاه المعاكس لمصلحة النظام العربي وللشعوب العربية نفسها، حيث تحقق مصالح المشاريع الإقليمية الأخرى، كما كان الحال مع النظام السوري الذي كان يعمل لصالح المشروع الإيراني. وأضاف الأيوبي أن التوصل إلى مشروع عربي مشترك يمكن أن يكون حلاً للحد الأدنى من التحديات والمخاطر التي قد تأتي من المشاريع الإقليمية الأخرى في المنطقة.
وعن بناء سوريا الجديدة وتحقيق الاستقرار، قال الأيوبي إن ذلك لن يكون بالأمر السهل، خصوصًا أن الشعب السوري يتكون من مكونات متنوعة ومتعددة. كما أن الإدارة السورية الحالية لا تسيطر على جميع الأراضي السورية، حيث هناك مناطق خاضعة لسيطرة تنظيمات الأكراد المدعومة من الولايات المتحدة في الشرق السوري، ومناطق أخرى في الجنوب السوري تحت سيطرة قوى خارج إطار الإدارة المركزية. وأوضح الأيوبي أنه لا يمكن بناء سوريا جديدة دون أخذ جميع التحديات بعين الاعتبار، بما في ذلك البنية التحتية المدمرة، والظروف الاقتصادية المتدهورة، والأوضاع الأمنية الهشة.
من جانبه، شدد الأكاديمي والمحامي والدبلوماسي السابق حسام حافظ على أهمية أن يكون هناك مشروع عربي موحد تجاه سوريا الجديدة، يساعد في ضمان سلمية عملية التحول والاستقرار في البلاد على كافة الأصعدة. وأكد حافظ أن الاستقرار في سوريا هو مصلحة عربية عامة، ويجب الحفاظ على بعض الأسس أثناء بناء الدولة السورية الجديدة، مثل العدالة الانتقالية وإعلان دستوري يحدد ملامح المرحلة المقبلة. وأضاف أن تحقيق هذا الاستقرار يتطلب استغلال التجربة السورية بأفضل طريقة ممكنة، بما يساهم في ضمان التحول السلمي في البلاد.
وأشار حافظ إلى أن التحدي الأكبر يكمن في ضمان عملية التحول السلمي، وأن هذا يتطلب تعاونًا كبيرًا من الشعب السوري الذي يضم مكونات وقوى مختلفة. وأضاف أن الوصول إلى دولة ديمقراطية وانتقالية ما زال بعيدًا، ما يستدعي رهانًا كبيرًا على الشعب السوري لضمان نجاح هذه التجربة. وأوضح أنه من الصعب أن يحكم مكون واحد سوريا في المرحلة المقبلة، في ظل الوضع الحالي الذي يعاني فيه الشعب السوري من التشتت.
أما محمد سرميني، مؤسس ومدير مركز جسور للدراسات، فقد أشار إلى أن سوريا تمر بمرحلة تغيير جذري بعد إسقاط نظام دكتاتوري استمر لمدة 50 عامًا. ورأى سرميني أن التحديات أمام الشعب السوري ما زالت كبيرة جدًا، حيث يحتاج الأمر إلى توافق عربي شامل لإنجاح هذه التجربة. وأوضح سرميني أن أكبر تحدٍ يواجه سوريا اليوم هو إعادة الحياة الاقتصادية، حيث لا يقتصر الأمر على الحكومة فقط، بل يشمل أيضًا المواطنين السوريين سواء داخل البلاد أو خارجها. وأضاف أن العقوبات المفروضة على النظام السوري تشكل عائقًا كبيرًا أمام عملية إعادة الإعمار.
وتوقع سرميني أن تتحول سوريا من نظام حكم الفرد إلى التعددية والديمقراطية، إلا أنه شدد على أن هذا الانتقال سيواجه تحديات ضخمة، من بينها الوضع الأمني الهش. وأكد أن التحدي الأساسي يكمن في جمع القوات العسكرية المختلفة تحت مؤسسة واحدة تابعة للدولة، فضلاً عن ضرورة بناء تحالفات إقليمية جديدة تسهم في تسريع عملية التحول السلمي.
وفي هذا السياق، أشار إسماعيل نعمان تلجي، الأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس، إلى أن الدول العربية، وخاصة دول الخليج بمواردها الاقتصادية، سيكون لها دور مهم في إعادة بناء سوريا. وذكر تلجي أن قطر والسعودية مهتمتان بدعم الإدارة السورية الجديدة، وأن هناك مجالات عديدة للتعاون، خاصة في الجوانب الاقتصادية التي تمثل حاجة ملحة للسوريين حاليًا. وأضاف أن الملف الأمني سيكون محوريًا في الفترة المقبلة، بالنظر إلى وجود فلول لتنظيم الدولة الإسلامية في بعض المناطق، وبالتالي يجب أن تتم مواجهته بطريقة فعالة لضمان نجاح تجربة سوريا الجديدة.
كما شدد تلجي على أن تركيا ستواصل دعمها لسوريا في ظل تطورات الأوضاع، وأنها ستسعى إلى مساعدة سوريا في الوصول إلى الحوكمة والديمقراطية مع الاستفادة من التجربة التركية في بناء المؤسسات وتعزيز التعددية، وهو ما سيجعل سوريا أكثر اندماجًا في المنطقة.
كشف مصدر في جهاز الاستخبارات السوري لوكالة سانا، عن تمكن الأجهزة الأمنية من القبض على "أبو الحارث العراقي"، القيادي البارز في تنظيم "داعش"، والذي شغل عدة مناصب مهمة في ما يسمى "ولاية العراق"، أبرزها مسؤولية ملف الوافدين ونائب مسؤول التجهيز، حيث كان يعد مسؤولاً عن تجهيز الهجمات الإرهابية.
أضاف المصدر أن "أبو الحارث العراقي" كان يقف وراء التخطيط لعدة عمليات إرهابية، من أبرزها اغتيال القيادي ميسر الجبوري، بالإضافة إلى عدد من الاغتيالات الأخرى التي نفذها التنظيم.
وفي سياق آخر، أشار المصدر إلى أن الخلية التي تم إحباط مخططها لاستهداف مقام السيدة زينب في محيط العاصمة دمشق كانت تعمل بتوجيه من القيادي "أبو الحارث العراقي". وقد تمكنت الاستخبارات السورية من تعطيل المخطط الإرهابي، مما حال دون وقوع الهجوم.
وكان أعلن "جهاز الاستخبارات العامة" في سوريا اليوم السبت 11 كانون الثاني، بالتعاون مع "إدارة الأمن العام" في ريف دمشق، إحباط محاولة لتنظيم داعش تنفيذ تفجير داخل مقام السيدة زينب في محيط العاصمة دمشق.
وأوضح الجهاز أن العملية أسفرت عن اعتقال عدد من الأشخاص المتورطين في هذه المحاولة التي كانت تهدف إلى تنفيذ عمل إجرامي كبير يهدد حياة الشعب السوري. وأضاف أن المتورطين كانوا يخططون لاستهداف مقام السيدة زينب، الذي يعد موقعاً ذو رمزية دينية هامة.
وأكد "جهاز الاستخبارات العامة" أن جميع إمكانياته متاحة لمواجهة أي محاولات تستهدف الشعب السوري بكل أطيافه، مشدداً على أن تلك العمليات تأتي في إطار جهود الأجهزة الأمنية السورية لتوفير الأمن والسلام في البلاد.
قُتل القيادي السابق في هيئة تحـ ـرير الشـ ـام "أبو ماريا القحـ ـطاني"، مساء يوم الخميس 4 نيسان 2024، جراء تعرضه لاستهداف مباشر، من قبل انتحاري يرتدي حزام ناسف، قالت المصادر إنه دخل مكان تواجده مع مرافقته في مضافته مدينة سرمدا شمالي إدلب.
وجاءت عملية الاغتيال لـ "القحطاني" رفيق درب الجولاني في تأسيس "جبهة النصرة" بعد أقل من شهر، على الإفراج عنه من قبل قيادة "هيئة تحرير الشام" بعد ضغوط كبيرة تعرضت لها من الجناح العسكري في الهيئة، وكن اعتقال بتهمة التعامل مع التحالف الدولي إضافة لقرابة 800 عنصر آخر وقيادي من كوادر الهيئة، أفرج عنهم جميعاً.
وقالت مصادر "شام" إن استهداف القيادي تم عبر انتحاري بحزام ناسف، دخل مضافته في منطقة سرمدا، حيث كان القيادي وعدد من مرافقته وزواره في داخل المضافة، ووفق المعلومات فإن القيادي أصيب بجروح بالغالة حولت جسده لأشلاء مع مرافقه وأصيب سبعة آخرين، حيث نقل على إثرها للمشفى في منطقة باب الهوى، ليتم الإعلان عن مقتله من قبل معرفات رديفة في وقت لاحق.
وسبق أن قال "أنس خطاب" رئيس جهاز الاستخبارات العامة في الإدارة السورية الجديدة، يوم السبت 28 كانون الأول، في أول تصريح رسمي بعد توليه منصبه، إن الإدارة العسكرية السورية الجديدة ستعيد تشكيل المؤسسة الأمنية من جديد بعد حل كافة أفرعها.
وأكد "خطاب" أن هيكلة المؤسسة الأمنية ستتم بصورة تليق بالشعب السوري وتضحياته وتاريخه العريق في بناء الأمم، مؤكداً أن الأفرع الأمنية لدى النظام السابق تنوعت وتعددت واختلفت أسماؤها وتبعياتها، إلا أنها اشتركت جميعا في أنها سلطت على رقاب الشعب المكلوم لأكثر من 5 عقود من الزمن.
ولفت إلى أن الأفرع الأمنية لم تقم أي منها بدورها المنوة بعهدتها، وهو حفظ الأمن وإرساء الأمان، مشدداً على أنهم لن يدخروا جهدا في سبيل حفظ أمن السوريين ورعاية حقوقهم على أكمل وجه، وأن الإدارة الجديدة ستقف في وجه العابثين والمجرمين الذين يحاولون ليلا نهارا النيل مما وصلوا إليه.
وأشار رئيس جهاز الاستخبارات، إلى أن الشعب السوري بمختلف أطيافه وفئاته عانى الكثير من ظلم وتسلط النظام السابق عبر أجهزته الأمنية المتنوعة التي عاثت في الأرض فسادا وأذاقت الشعب المآسي والجراح، وتعهد بأن تكون كل المؤسسات والوزارات يدا واحدة للبدء بمسيرة البناء والتطوير.
وكانت أعلنت القيادة العامة لـ "إدارة العمليات العسكرية"، في 26 كانون الأول، تعيين "أنس خطاب"، رئيسا لجهاز الاستخبارات العامة للجمهورية العربية السورية، وهو أحد القيادات العسكرية والأمنية في "هيئة تحرير الشام" ويعرف سابقاً باسم "أبو أحمد حدود".
أعلنت وزارة الدفاع البريطانية يوم السبت أنها تابعت خلال الأيام الأخيرة ست سفن روسية عسكرية وتجارية تحمل ذخائر كانت تستخدم في سوريا، أثناء مرورها عبر القناة الإنجليزية.
ووفقًا للبيان الصادر عن الوزارة، فإن هذه السفن غادرت سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد، الحليف المقرب لروسيا، في ديسمبر الماضي.
وأكدت أن القوات البحرية والجوية الملكية البريطانية قامت بمراقبة السفن الروسية أثناء عبورها، مشيرة إلى أن موسكو تعمل على إجلاء أصولها العسكرية من سوريا بعد سقوط الأسد، وهو ما اعتبرته “ضربة للطموحات الروسية في الشرق الأوسط”.
انسحاب روسي تدريجي من سوريا
قال وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، إن السفن الروسية كانت تنسحب من سوريا محملة بالذخائر والأسلحة، مضيفًا أن ذلك يعكس ضعف روسيا رغم استمرارها في تشكيل تهديد.
وأشار إلى أن أولوية روسيا للحرب في أوكرانيا أثرت على قدرتها في الحفاظ على نظام الأسد، مما دفعها إلى إعادة تقييم وجودها العسكري في سوريا.
موسكو تسعى للحفاظ على قواعدها العسكرية
ورغم الانسحاب العسكري الجزئي، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن روسيا تأمل في الحفاظ على استخدام قواعدها الجوية والبحرية في سوريا تحت حكم الحكومة الجديدة، التي وصفتها بـ”القيادة الإسلامية” التي تولت السلطة بعد فرار الأسد إلى موسكو.
في سياق متصل، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، وهو الأول منذ سقوط الأسد. وخلال المحادثة، دعا بوتين وزير الخارجية السوري الجديد إلى زيارة موسكو، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لإعادة النظر في الاتفاقيات الثنائية التي تم توقيعها في عهد الأسد.
ما الذي تعكسه هذه التحركات؟
يشير المراقبون إلى أن روسيا بدأت تفقد نفوذها في سوريا تدريجيًا منذ سقوط النظام السابق، إذ كانت تعتمد على الأسد كحليف استراتيجي للحفاظ على مصالحها في المنطقة. ويأتي انسحاب السفن المحملة بالذخائر بمثابة خطوة تعكس تقليص الحضور العسكري الروسي في سوريا، خصوصًا مع تزايد انشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا.
في المقابل، تراقب الدول الغربية، وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة، كيفية إدارة روسيا للوضع الجديد في سوريا، وما إذا كانت ستنجح في الحفاظ على نفوذها في ظل التحولات السياسية الجارية.