• "تركيا تقر بأنه لا يمكن وقف تدفق الجهاديين المتطوعين إلى سوريا"، تحت هذا العنوان تبرز صحيفتا الإندبندنت والتايمز تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو للصحيفتين بعد محادثات أجراها مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن، ولعل أبرز ما جاء في تلك التصريحات هو تأكيد رئيس الوزراء التركي على استحالة ضبط الحدود مع سوريا بما يوقف تدفق المقاتلين الأجانب للالتحاق بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأشار أوغلو - بحسب تصريحاته للصحيفتين - إلى أن تركيا لا تستطيع إغلاق حدودها مع سوريا التي يتجاوز طولها 510 أميال وهي مليئة بالنقاط التي يمكن عبورها، ويعبرها الآلاف المتطوعين الأجانب للقتال، قائلا إنه لا يمكن لبلاده نشر جنود بطول الحدود، وأضاف أوغلو أن تركيا التي تتهم بالتقصير في منع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا لا تريد بشار الأسد ولا لتنظيم "الدولة الإسلامية" الانتصار في هذه المعركة، ويضيف أوغلو أنه إذا لم يكن المجتمع الدولي مستعدا لإرسال قوات على الأرض لسوريا، فإن البديل الوحيد هو تدريب وتسليح المعارضة "المعتدلة"، وبحسب الإندبندنت فقد أكد داوود أوغلو أن تنظيم "الدولة الاسلامية" صنيعة الحرب على العراق والاحتلال الأمريكي بعد عام 2003 معتبرا أن بلاده التي تتهم بالتقصير في منع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا لا علاقة لها بصعود التنظيم، وتقول الإندبندنت إن الرئيس الأمريكي أوباما أعلن أن الولايات المتحدة ستقوم بتوفير الدعم الجوي للجيش العراقي عندما يقوم بمهاجمة قوات تنظيم "الدولة الاسلامية"، لكن المصادر العراقية تقول إن الجيش الذي هزمته قوات التنظيم هزيمة شديدة الصيف الماضي، غير قادر على إعادة تكوين نفسه بالرغم من الجهود الأمريكية في الحفاظ عليه، وتعلق الاندبندنت بالقول إن هذا يعني أن تنظيم "الدولة الإسلامية" سيواصل الاحتفاظ بالمناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا مادام أعداؤه غير قادرين على توحيد صفوفهم والتحرك بشكل حاسم.
• نقرأ في صفحة الرأي لصحيفة الديلي تليغراف البريطانية تقريرا لريتشارد سبنسر بعنوان "النصر الكارثي للربيع العربي"، ويقول سبنسر إن كلمة مأساة كلمة تعاني الاستخدام المفرط، ولكنها تبدو ملائمة لوصف الربيع العربيأ ويضيف أن أحداثا مثل الزلازل والأعاصير هي أحداث كارثية، ولكنها تفتقر إلى ما يسمى مأساة وفقا لمفهوم المسرح الإغريقي، ويضيف الكاتب أن يوم الأحد تمر الذكرى الرابعة لبدء الاحتجاجات التي أدت إلى إطاحة الرئيس المصري حسني مبارك، وأن الاحداث التي تبعتها تتضمن قادة وساسة وحركات سياسية واحتجاجات قيل لها من جهات مختلفة ألا تفعل ما فعلته، ولكنها تصر على مواقفها والنتيجة الحتمية هي المأساة، كما يقول سبنسر إن مئات الآلاف من السوريين قتلوا وإن مئات الآلاف آخرين سيقتلون قبل أن ينتهى الصراع في سوريا، أما ليبيا فتعاني الانقسامات بين القوميين والاسلاميين والفيدراليين وغيرهم، أما في اليمن، يقول سبنسر إن ميليشيات شيعية سيطرت على القصر الرئاسي بينما تسيطر القاعدة على بقية البلاد، ويخلص الكاتب إلى أن الأوضاع في مصر استقرت نوعا ما، ولكن على حساب الآلاف الذين قتلوا والآلاف الذين عذبوا في السجون، ويقول إنه في الذكرى الرابعة للخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني لن يحتفل بذكراها سوى عدد محدود بينما يقبع الكثير ممن أشعلوا الشرارة الأولى للثورة في مصر في السجون، أما ميدان التحرير الذي انبثقت منه تلك الشرارة فسيبقى تحت حراسة مشددة من قوات الأمن التابعة للنظام السلطوي الجديد في مصر.
• أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن إسرائيل كانت على علم بوجود الجنرال الإيراني محمد الله دادي في الغارة الإسرائيلية على مزرعة الأمل بمحافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، وذلك وسط جدل كبير بشأن هذا الأمر، ووفق هآرتس فإن قادة الهجوم في إسرائيل عرفوا بوجود دادي بالقافلة التي استهدفت بالقصف، وأن العملية كانت تهدف إلى إحباط سلسلة من النشاطات المعادية من قبل "حزب الله" وإيران ضد إسرائيل، وأضافت أن ما أطلقت عليها "الدورية الإيرانية اللبنانية المشتركة" كانت تُعد الخطط لتحرير المنطقة من أيدي من دعتهم بالمتمردين السوريين، وذكرت الصحيفة أن جهاد مغنية نجل القائد البارز بـ"حزب الله" والذي قضى بالهجوم قد تم وضعه في هضبة الجولان ربيع 2014 بناءً على قرار مشترك للحرس الثوري الإيراني وقيادة "حزب الله"، في حين وضع المعتقل السابق سمير قنطار بوحدة أخرى بالجولان، بهدف فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل، وسردت هآرتس عمليات قالت إن هذه الوحدات نفذتها، ومنها وضع عبوات ناسفة بالمنطقة الإسرائيلية، وإطلاق صواريخ مضادة للدبابات بالنصف الأول من عام 2014، مضيفة أنه تم وضع بنية تحتية أساسية مؤهلة للتدريب والتوجيه من قبل خبراء لتنفيذ سلسلة من العمليات النوعية، ووفق الصحيفة فإن الشبكة الجديدة لـ"حزب الله" كانت مسؤولة عن أربع حالات إطلاق صواريخ من سوريا إلى الجانب الإسرائيلي خلال الحرب على غزة في الصيف الماضي، ونسبت إلى أجهزة استخبارات غربية أن مغنية عمل منذ زمن على إجراء استعدادات متقدمة لتنفيذ عمليات.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لأمير طاهري تحت عنوان "أربعة لاعبين ونتيجة واحدة في سوريا"، أشار فيه إلى وجود أربعة لاعبين أساسيين في المعادلة السورية، التي اكتسبت بالفعل وصف "المأساة العظمى في القرن الجديد"، وأوضح أن أول هؤلاء اللاعبين هما روسيا وإيران، بصورة فردية ومن خلال تعاونهما معا، لافتا إلى أن المعارضة الديمقراطية السورية لديها اهتمام بفتح قنوات مباشرة مع كل من روسيا وإيران من دون التخلي عن الهدف الأكبر المتمثل في إسقاط الأسد، أما روسيا وإيران فستمضيان في دعم الأسد طالما أن تكاليف ذلك لا تتجاوز حدا معينا، وباعتبارهما قوتين انتهازيتين، فإنهما بالتأكيد لن ترغبا في سد الطريق أمام خيارات أخرى، أما اللاعب الثاني فهو تركي التي يقول الكاتب إنها تبدي اهتماما أكبر بمنع ظهور دولة كردية صغيرة على حدودها بمعاونة الأسد وروسيا وإيران، ويضيف الكاتب أن اللاعب الثالث يتمثل في الدول الأوروبية والعربية القلقة بشأن انتشار الجماعات المتطرفة الدموية لما وراء الحدود السورية، وبالنسبة للعامل الرابع فهو بحسب الكاتب: الشعب السوري، منوها إلى أنه بالرغم من كل ما ألم به من مآسٍ وآلام، فإنه ليس من السهل إخراجه من المعادلة.
• وليد شقير في صحيفة الحياة اللندنية رأى تحت عنوان "الجولان لإيران أيضاً؟"، أنه يصعب تلمس المنحى الذي سيسلكه تدحرج الأحداث بعد عملية القنيطرة الإسرائيلية ضد عناصر "حزب الله" وبينهم قياديان، و"الحرس الثوري" الإيراني، وسط سيل التحليلات والقراءات الإسرائيلية التي أطلقت خيال المعلقين، واللبنانية المتمادية، عن تداعياتها، ويتساءل الكاتب هنا: من الذي خرق الخطوط الحمر في هذه العملية وقام بتغيير قواعد الاشتباك: إسرائيل أم إيران ومعها "حزب الله"؟، منوها إلى أن الحديث عن تغيير هذه القواعد يقود إما إلى تثبيتها، أو إلى نسفها للدخول في مرحلة جديدة تشكل تحولاً في الصراع في الميدان السوري الذي بات ملعباً للجميع، وآخر اللاعبين فيه هم السوريون أنفسهم، وخلص الكاتب إلى أن الساحة المفتوحة، من إيران إلى العراق وصولاً إلى سورية ولبنان، في سياسة طهران، تبقي البلد الصغير في عين العاصفة بسبب حسابات لعبة أكبر من لبنان ومن لبنانية الحزب، الذي يفاخر قادته بأنه بات قوة إقليمية، فيما التداعيات تقع على البلد ككل، وأشار الكانب إلى أن قواعد الاشتباك على جبهة الجولان تغيرت موضوعياً منذ أن هدّد "النظام السوري" عام 2011 بأن مس استقراره سيطاول استقرار إسرائيل، فلجأت الأخيرة إلى إقامة ما يشبه المنطقة العازلة، عبر تعاونها مع فصائل مقاتلة معارضة، بديلاً من الضمانات التي قدمها النظام منذ 1974، لافتا إلى أن تفوق النفوذ الإيراني في سورية على حكّامها أوجب على طهران استعادة السيطرة على تلك المنطقة لتصبح هي في موقع من يقدم الضمانات أو ينقضها، في سياق تجميع أوراق "المناطق العازلة" في الإقليم.
• رأت صحيفة عكاظ السعودية أن مواجهة إرهاب تنظيم "داعش" تتطلب تكثيف الجهود الدولية سياسياً وعسكرياً وأمنياً لاجتثاث هذا التنظيم الإرهابي الذي أساء لصورة الإسلام واستمر في بربريته وطغيانه ويسهم في تدمير صورة العرب والمسلمين في العالم، وأشارت إلى أنه من المؤكد أن الإدارة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب أيقنت أن العمليات العسكرية الجوية ضد التنظيم الإرهابي قد تكون موجعة ولكنها ليست كافية لاجتثاثه من جذوره في سوريا والعراق، موضحة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أدرك في خطابه عن حالة الاتحاد أن القضاء على الإرهاب المتمثل بـ"داعش" وإخوانه لا يمكنه أن يقتصر على الغارات الجوية وحسب بل يحتاج إلى تحرك ميداني لاجتثاثه وإفرازاته في كل مدينة وقرية، ولهذا طلب من الكونجرس استصدار قرار يجيز استخدام القوة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وخلصت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما ربما أدرك متأخراً ولكن أن يدرك المرء متأخراً خير من أن لا يدرك مطلقاً، أن الحرب على "داعش" تتطلب عملاً عسكرياً تكاملياً جوياً وبرياً لكي تتحقق الأهداف الاستراتيجية ويعيش الجميع في أمن وأمان.
• قالت صحيفة واشنطن بوست إن إسرائيل ولبنان استعدتا أمس الثلاثاء لاحتمال انتقام "حزب الله" لمقتل ستة من مقاتليه في غارة إسرائيلية على سوريا، مع تأكيد إيران مقتل أحد كبار قادتها العسكريين في الهجوم أيضا، وأشارت الصحيفة إلى أن الضربة التى وقعت يوم الأحد الماضي والتي أطلقت فيها طائرات هليكوبتر إسرائيلية صواريخ على حافلات "حزب الله" المسافرة في مرتفعات الجولان، قد أدت إلى تصاعد التوترات الإقليمية في وقت حرج، مما يعزز المخاوف من اندلاع حرب أخرى مثل تلك التي اندلعت عام 2006 بضراوة مفاجئة وغير متوقعة، وأضافت أن شكل الانتقام المحتمل أو ما إذا كان سيحدث بالأساس كان موضع تكهنات شديدة مع حدوث تحول آخر لم يكن متوقعا في احتمال امتداد الحرب السورية، ونقلت واشنطن بوست عن إيال بين ريوفين، جنرال إسرائيلي متقاعد الذى ترأس قوات خلال حرب 2006، قوله إن الانتقام مصلحة مشتركة بين "حزب الله" وإيران، ويجب أن نعد أنفسنا لأى سيناريو، وتحدثت الصحيفة عن هتاف الآلاف المشاركين "الموت لإسرائيل" في جنازة جهاد مغنية، نجل القيادي السابق بالحزب عماد مغنية الذى اغتالته إسرائيل عام 2008 في دمشق، وقالت إنه على الرغم من أن مغنية 25 عاما لم يكن في منصب قيادي مثل والده أو حتى بعض القادة الآخرين الذين قتلوا في الهجوم، إلا أن اسم العائلة يتردد صداه بشكل عميق وكانت هناك دعوات كثيرة بالانتقام.
• نطالع في صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالاً لروبرت فيسك بعنوان "ضربة إسرائيل لحزب الله كالمثل القائل - اضرب أولاً ثم اسأل فيما بعد"، وقال فيسك إن استهداف الطائرات المروحية الإسرائيلية لمن اسمتهم الإرهابين بالقرب من مدينة القنيطرة السورية خلال عطلة نهاية الأسبوع أثبت وجود تعاون إيراني مع "حزب الله" لدعم بشار الأسد، وأوضح كاتب المقال أنه قتل خلال هذه الضربة الإسرائيلية جنرال إيراني و6 من المسؤولين في "حزب الله" من بينهم جهاد مغنية، إبن عماد مغنية منظم عملية اختطاف الرهائن الأجانب في عام 1980 والذي اغتيل لاحقاً، ويتساءل فيسك في مقاله عن سبب وجود الجنرال الإيراني محمد علي اللهدادي مع عناصر من "حزب الله" في بلدة مزرعة أمل قرب القنيطرة في سوريا، فتبعاً للحرس الثوري الإيراني في طهران فإن الجنرال اللهدادي كان يساعد "الحكومة السورية" على محاربة التكفيريين السلفيين الإرهابيين، وأضاف فيسك أن "حزب الله" كان يقوم بنفس المهمة، إلا أن اسرائيل اعتبرت أنها استهدفت إرهابيين، وأشار إلى أنه يمكن اعتبار أن الجنرال اللهدادي وجهاد مغنية كانا بلا شك يحاولان حماية مرتفعات الجولان من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" وإبقائها في أيدي الأسد، موضحاً أن هناك 2000 من أفراد الحرس الثوري الإيراني والأفغان الشيعة الذين يقاتلون إلى جانب قوات الأسد، فضلاً عن الآلاف من عناصر "حزب الله" الذين قاتلوا وماتوا في سبيل بشار الأسد، وأردف أنه لو كانت إسرائيل قتلت 7 من قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" عوضاً عن الجنرال الإيراني وعناصر "حزب الله" لكانت اعتبرتهم أيضاً إرهابيين، مع أن الإرهابيين من تنظيم الدولة كانوا يحبون لو قتلوهم بأنفسهم، ويتوقف فيسك في نهاية مقاله عند هذه التناقضات في التوصيفات المستخدمة، فالأسد الإرهابي، ثم "حزب الله" الإرهابي وإيران الإرهابية بنظر إسرائيل تذهب للقتال معه، لكن إيران تساهم إلى جانب الولايات المتحدة في دعم القوات العراقية لقتال إرهابيي تنظيم "الدولة الإسلامية"، والآن الإرهابيين الإسرائيليين بنظر إيران والأسد و"حزب الله" قتلوا الإرهابيين اللهدادي ومغنية الابن ورفاقهم، ويخلص إلى أنه ربما على المؤرخين أن يحلوا لنا هذا التناقض.
• قالت صحيفة التايمز البريطانية إن اللواء محمد علي الله دادي الذي قتل مع ستة مقاتلين من "حزب الله" في الضربة الجوية الأحد، كان مكلفا ببناء أربع قواعد جديدة في سوريا لـ"حزب الله"، وكشفت الصحيفة أن هذه القواعد جزء من صفقة وقعت شخصيا من الأسد والجنرال الإيراني قاسم سليماني، وكانت تتضمن تعهدا من إيران بزيادة دفعات الأسلحة والتدريبات لـ"حزب الله" والمليشيات الداعمة للنظام، وأكدت المصادر الإيرانية بحسب الصحيفة أن الجنرال دادي كان خبيرا بالصواريخ البالستية، وأوفد إلى سوريا على اعتباره الذراع الأيمن لسلماني، إذ خدم تحت إمرته خلال الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات، ودعي للانضمام لفيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري، وأضافت الصحيفة أن هجمات الأحد كانت ضربة قاسية للمليشيا اللبنانية، التي خسرت ستة مقاتلين، بينهم جهاد مغنية، نجل عماد مغنية قائد العمليات في "حزب الله"، الذي اغتيل في تفجير سيارة اتهمت بها إسرائيل، بينما يعد مغنية الصغير أبرز مقاتل يموت في سوريا من "حزب الله"، ما دفع آلاف المشيعين للمشاركة في جنازته جنوب بيروت، وهم يهتفون "الموت لإسرائيل"، ونقلت الصحيفة اعتراف نصر الله بعد حرب 2006 بأنه ما كان ليأمر بخطف الجنديين الإسرائيليين – في الحادثة التي أدت لاندلاع الحرب – لو كان يعلم أن الحرب ستندلع، مدمرة بنية لبنان التحتية وتاركة القليل من الرغبة بشن مواجهة كاملة مع إسرائيل، التي لم تتبن أو تنكر هجمات الأحد الماضي.
• ركزت الصحف الإسرائيلية على تفاعلات هجوم القنيطرة، ورفع حالة التأهب، ومفاجأة وجود إيرانيين بين قتلى الهجوم، وفي افتتاحيتها، تحدثت صحيفة يديعوت عن خللين قالت إنهما وقعا في عملية استهداف قيادات إيرانية ومن "حزب الله"، واصفة تصريح مسؤول إسرائيلي بالأمس بأن الإيرانيين لم يكونوا هدف العملية بأنه اعتذار بنصف الفم من محفل إسرائيلي مغفل فاقم الأزمة، ووفق الصحيفة، فإن الخلل في العملية إما "عملياتي"، حيث اعترف محفل إسرائيلي أن الجنرال الإيراني صفي بالخطأ، وإما في عملية اتخاذ القرارات التي لا تتم إلا بعد أن تلقى الإذن من المستوى السياسي، وتحديدا من رئيس الوزراء ووزير الدفاع، وفي الملف ذاته، اعتبر مراسل صحيفة هآرتس تسفي بارئيل أن عملية كهذه توسع حجم تدخل إسرائيل في تدهور الأوضاع في سوريا، وتجعل إسرائيل بندا مهما آخر في منظومة الاعتبارات الإستراتيجية لإيران و"حزب الله" وسوريا، ووفق الكاتب، فإن إسرائيل بعمليتها ترسم خطا أحمر واضحا يؤكد أنه ما دامت منظمات الثوار تسيطر -حتى وإن كانت متفرعة عن القاعدة في أجزاء من هضبة الجولان السوري- فإن إسرائيل لن ترى في ذلك تهديدا، لكن دخول قوات "حزب الله" ومقاتلين إيرانيين سيعتبر انعطافة إستراتيجية ستواجه اعتراضا إسرائيليا عنيفا.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندن مقالا لعديد نصار بعنوان "ما بعد بعد القنيطرة"، أشار فيه إلى أن الضربة الإسرائيلية لـ"حزب الله" في عمق الجولان جاءت موجعة على المستويات العسكرية والسياسية والأمنية والمعنوية، موضحا أنه على المستوى العسكري أكدت تلك الضربة أن الحكومة الصهيونية تعرف، تماما، الإمكانيات الحقيقية لـ"حزب الله" على الرد، وعلى المستوى السياسي تظهر أن الحكومة الصهيونية تستغل، إلى أبعد مدى، غرق "حزب الله" في سوريا وتحاشي النظام الإيراني، في ظل انتظاراته من مفاوضاته مع الولايات المتحدة الأميركية، أن يسهم في فتح حرب واسعة مع الكيان الصهيوني، وعلى المستوى الأمني، فإن الصهاينة يؤكدون لقيادة "حزب الله" أن خروقا أمنية على أعلى المستويات لا تزال موجودة، ورأى الكاتب أن تورط "حزب الله" في سوريا قد كان له آثارا مدمّرة ليس فقط على الشعب السوري وبلاده وثورته، وليس فقط على استقرار لبنان وأمنه وتماسك بنيته الاجتماعية، بل على المقاومة نفسها التي يتأكد، كل يوم، أنه احتكرها لنفسه ليوظفها في مشاريع النظام الإيراني لبسط هيمنته ومد نفوذه وتعميم النمط الاجتماعي الذي يكرس ويؤبد ولاية الملالي البازار في إيران والمنطقة، وخلص الكاتب إلى أن الإصرار على تلزيم المقاومة لـ"حزب الله" هو خصخصة لها لتوظيفها، وهو بالتالي، قضاء على المقاومة وإطلاق ليد الاحتلال الصهيوني في لبنان وفي المنطقة، مستفيدا من كل هذا الإجرام الذي باشره نظام الأسد، فحوّل المنطقة إلى كومة من دمار، وشعوبها إلى أشلاء، ومواطنيها إلى كتل من اللاجئين.
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لحسان حيدر بعنوان "إسرائيل تختبر تعهدات حزب الله للأميركيين"، لفت فيه إلى أن إسرائيل ترغب من خلال غارتها في تصحيح الوضع في الجولان، ومنع نصرالله من نقل لبنان إلى سورية، بعدما فشل في حرب 2006 في إعادة سورية إلى لبنان، موضحا أن إسرائيل تعتبر أن الاتفاق غير المعلن مع الإيرانيين، عبر الوسيط الأميركي، يفصل بين جبهتي جنوب لبنان والجولان، وأن دور الحزب في الدفاع عن نظام الأسد الذي وافقت عليه إسرائيل ضمناً، لا يستلزم وصول عناصره وعناصر "الحرس الثوري" الإيراني إلى الهضبة، متوقعا توجيه إسرائيل المزيد من الضربات بهدف إعادة تحديد الحيز الجغرافي اللازم لمشاركة الحزب في الحرب السورية، ومنعه من أي محاولة جديدة لتخطيه، من دون كبير حساب لردود فعله، بغض النظر عن سيل التحليلات المتدفق من الجانبين، إسرائيل و"حزب الله"، عن القلق الذي يعتري الإسرائيليين بعد الغارة، وأشار الكاتب إلى أن الحزب سيكتفي بالرد "الافتراضي" الذي اطلقه على تويتر ودعا فيه سكان مستوطنات الشمال إلى تجهيز الملاجئ، بينما ستكتفي إيران بتهديد إسرائيل بـ "صواعق مدمرة" مثلما فعلت كثيراً في الماضي، فيما كلاهما ينتظر الجائزة في الخليج.
• سلطت صحيفة عكاظ السعودية الضوء على لقاء وزراء خارجية دول التحالف ضد "داعش" في لندن اليوم، مشيرة إلى أن الاجتماع يأتي لمناقشة ما تم إنجازه ووضع خارطة جديدة للمواجهة في المرحلة المقبلة مستخلصة من تجربة التعامل مع هذا التنظيم الذي شكل خطرا على الجميع، وأشارت الصحيفة إلى أن الضربات الجوية المتوالية لدول التحالف تركت أثرها الكبير على أرض الواقع وحدت من اندفاع التنظيم وحاصرته في حيز جغرافي محدود، وإن لم تنه المهمة كاملة بعد، وأضافت أنه بغض النظر عن العمليات العسكرية التي توكل للعسكريين فإن التعامل مع "داعش" يقتضي النظر إلى شبكة الإرهاب التي ترتبط به بما فيها نظام بشار الذي خلق بيئة حاضنة، ورأت الصحيفة أنه إذا أرادت دول التحالف أن تضع ما يساعدها على مواجهة الإرهاب فإن عليها مساندة المعارضة السورية المعتدلة ضد نظام دمشق وتمكينها من إعادة الاستقرار لسوريا لمواجهة التطرف وما ينتج عنه من أعمال إرهابية، مشددة على أن هذا هو ما يؤدي إلى محاصرة الإرهابيين وحرمانه من التعاطف في ظل وجود نظام بشار الرافض لأي حلول سلمية.
• أشارت الأخبار اللبنانية، المقربة من "حزب الله"، إلى أن اتفاقية فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الموقعة في 1974 لم تعد ذات قيمة، مع التحولات الميدانية في الجنوب السوري، مضيفة أن جريمة القنيطرة الأحد الماضي، تبدو كلحظة الإعلان الفعلي عن عمل المقاومة في الجولان، الذي قطع أشواطا من إعداد الأرضية والبيئة الحاضنة والقوة المدربة والجاهزة خلال العام الماضي، واستخلصت الصحيفة أن الاعتداء على القنيطرة رافقته تطورات أبرزها ابتعاد "حزب الله"، في النعي الرسمي للشهداء الستة، عن توصيف (شهداء الواجب الجهادي)، الذي رافق كل بيانات النعي لمن سقطوا في الأراضي السورية من عناصره، وفي هذا إشارة واضحة إلى أن هؤلاء سقطوا في مواجهة العدو الإسرائيلي، ما يثبت صحة منطق الحزب بأن الحرب التي يخوضها في سوريا هي حرب مع إسرائيل وحلفائها، من دون التقليل من الخطر التكفيري، كما أثبت الاعتداء، تقول الصحيفة، وجود تدخل إسرائيلي مباشر وعلني في الجولان بعدما كان الأمر يقتصر على تقارير عن تدخل غير مباشر ودعم لوجستي ومعلوماتي ومعالجة جرحى والمشاركة في بعض عمليات القصف، وقالت إن الاعتداء على القنيطرة أبرز توسيع ما تسميه إسرائيل (الجبهة الشمالية) لتشمل، إلى جبهة جنوب لبنان، جبهة الجولان أيضا، وبالتالي تأكيد صحة منطق الحزب وحرصه على عدم السماح للعدو أو للتكفيريين بالفصل بينهما، حسب تعبيرها.
• ركزت الصحف الإسرائيلية اهتماماتها على انعكاسات الغارة التي قتلت قيادات من "حزب الله" وإيران في بلدة القنيطرة السورية، ولم تستبعد أن يكون الهجوم نفذ لغايات انتخابية، وسلطت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها الضوء على توقيت هجوم القنيطرة الذي شهد مقتل قيادات من "حزب الله" تقاتل إلى جانب قوات "النظام السوري"، وجاء قبيل الانتخابات الإسرائيلية، معتبرة الهجوم جزءا من عمليات استعراض عسكرية تُميز حملات الانتخابات في إسرائيل عندما يكون حزب السلطة في ضائقة، واستعرضت الصحيفة عدة عمليات عسكرية منذ 1955 سبقت الانتخابات، موضحة أن الجمهور اليهودي ينتشي بالانتصارات العسكرية السهلة، وفي الصحيفة ذاتها، رأى مراسل الشؤون العربية عاموس هرئيل أن مقتل الجنرال الإيراني سيُعقد الوضع، لكنه أوضح أن الكل غير معني بالتصعيد، مرجحا أن تمضي الأمور بشكل روتيني، وعاد ليطرح التساؤلات ذاتها التي تشغل الرأي العام والإعلام حول المعلومات الاستخبارية، وهي أساسا: هل كان جهاد مغنية أم الجنرال الإيراني الهدف الأساسي لهذا الهجوم؟ وهل كان الهجوم عملا عاديا تم فيه استغلال فرصة مواتية لعمل عسكري، أم أنه يأتي على خلفية الانتخابات القريبة القادمة؟، أما يديعوت أحرونوت فرأت في افتتاحيتها أن إسرائيل بهجوم القنيطرة اصطادت ثلاثة عصافير بحجر واحد، هي السيادة السورية وتصفية رمز "حزب الله" (جهاد مغنية) وتصفية جنرال إيراني، يمثلون كل محور الشر، إيران وسوريا و"حزب الله" الذين تلقوا ضربة ونالوا إهانة علنية لاذعة.
• تحت عنوان "ورطة حسن نصر الله حقيقية" كتب طارق الحميد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، أشار فيه إلى أنه قبل عدة أيام خرج حسن نصر الله مهددا ومتوعدا بأن محور المقاومة، إيران وبشار الأسد و"حزب الله"، لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الضربات الإسرائيلية للنظام الأسدي، والآن نحن أمام ضربة إسرائيلية موجعة، ومهينة، في سوريا استهدفت قيادات "حزب الله" نفسه، متسائلا: فما هو موقف نصر الله؟، ورأى الحميد أن ورطة نصر الله اليوم حقيقية، فالقصة ليست في إحراج الإسرائيليين له أمام الرأي العام العربي الذي يعي فعليا حجم جرائمه وجرائم حزبه في سوريا دفاعا عن الأسد، وإنما ورطة نصر الله الآن هي داخل حزبه، وأمام مريديه، واعتبر أن هذه هي الإهانة الإسرائيلية الأقسى لنصر الله، خصوصا أن إسرائيل استهدفت بعمليتها الأخيرة في الجولان بسوريا قيادات من الحزب، ومن ضمنهم ابن عماد مغنية، و5 مسؤولين آخرين، هذا عدا عن مقتل جنرال إيراني، لافتا إلى أن العملية كانت نوعية، واستهدفت قيادات من الحزب يعتبر مقتلهم بهذا الشكل قاسيا وإهانة لنصر الله الذي هدد إسرائيل قبل أيام، كما أن هذه العملية دليل على اختراق إسرائيل للحزب الآن أكثر من أي وقت مضى، ورغم إعلان الحزب قبل فترة بسيطة عن كشف عميل لإسرائيل داخله، وأنهى الكاتب مقاله قائلا: إن ورطة حسن نصر الله حقيقية، وقاسية!
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لعغازي دحمان بعنوان "الرد الإسرائيلي على حزب الله في القنيطرة"، أشار فيه إلى أن القيادات الميدانية لـ"حزب الله" تعتقد بأنها على وشك إطلاق دينامية جديدة للأزمة في المنطقة، تقضي بالإطاحة بالثورة السورية من بوابة القنيطرة، موضحا أن آليات هذه الدينامية هي عبارة عن إطلاق الصواريخ من الشريط الحدودي المتاخم للجولان على المستوطنات الإسرائيلية، فضلاً عن القيام ببعض عمليات التسلل لزرع الألغام واستهداف الدوريات الإسرائيلية، وفي ذلك يضمن الحزب، ومن ورائه إيران، إشعال حالة من الصراع بين مقاتلي المعارضة في جنوب سورية وإسرائيل، ما يضطر هذه الأخيرة إلى الانخراط في الحرب ضدهم، وربما يستدعي ذلك انخراط التحالف الدولي المشكّل للحرب على "داعش" في هذه الجبهة، باعتبار أن جبهة النصرة الموضوعة على قوائم الإرهاب الغربية تشكل القوة الأساسية فيها، وفق مزاعم إعلام الأسد و "حزب الله"، ولفت الكاتب إلى أن "حزب الله" ومن خلفه إيران عقدا آمالاً كبيرة على هذا المخطط، منوها إلى أن نجاح هذه الخطة سيعيد ترتيب الأولويات في المنطقة على أساس المتغير الإسرائيلي لقلب المعادلة، وفي أقل الأحوال سوءاً سيفجر تناقضات خطيرة بين القوى المعادية لنظام الأسد والرافضة لإعادة تأهيله، خصوصاً أنه يأتي عقب أحداث باريس التي شكلت صدمة وارتباكاً غربياً واضحاً، ورأى الكاتب أن تواجد قيادات من الصف الأول في "حزب الله" وكبار المستشارين الإيرانيين في القنيطرة، يوحي بأنهم كانوا معنيين باستعجال تحقيق هذا التطور، ملمحا إلى أن الأكيد أنه لم يكن مجرد جولة تفقدية، على ما حاول الحزب قوله في بيانه، إذ من الواضح أن الأمور كانت في طور التجهيزات الأخيرة للقيام بعمل ما، ربما كان من بينها قيام الحزب بنقل بعض المعدات إلى الشريط الحدودي على خط شبعا- العرقوب، وربما عند وصول الأمور الى هذه الدرجة من التطور تدخلت إسرائيل التي باتت مهتمّة بدرجة كبيرة بتدمير أكبر كمّ ممكن من أسلحة الحزب.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندت مقالا لشادي علاء الدين تحت عنوان "حزب الله في مواجهة أساطيره"، أوضح فيه أن "حزب الله" يضع نفسه وبيئته أمام مواجهة انتحاريْن أو موتيْن، معتبرا أن الانتحار الأول هو ما يمكن أن يجرّه أي رد على إسرائيل في ظل هشاشة الوضع السياسي اللبناني، وسيادة جو الاحتقان بين مكوناته، وذلك الفرق الكبير في القوة بين الحزب وبين إسرائيل، والذي يميل لصالحها، والذي قد يؤدي استخدامه، في ظل غياب أي مظلة حماية عربية ودولية، إلى خراب غير مسبوق في البلد، يضاف إلى ذلك فقدان الحزب لمشروعيته كمقاومة، ويرى الكاتب أن الانتحار الثاني وهو الأقسى والأثقل وطأة، هو ما وجد "حزب الله" نفسه واقعا فيه أمام نفسه، مشيرا إلى أن مواجهة المرايا عندما تكون للمرء عيوب واضحة تبدو صعبة للغاية، ولا يمكن التحايل عليها سوى بتدمير المرايا، أو بتغيير الوجه نفسه، فعمليات التجميل التي من المفترض أن يقوم بها الحزب حتى يتصالح مع المرايا، تتطلب منه إنجاز رد حاسم يكون في حجم القياديين الذين اغتالتهم إسرائيل، وهذا الأمر صعب حاليا، ما لم نقل مستحيلا، ولفت الكاتب إلى أن المأساة تكمن في أن الحزب كان قد صمم مرايا تقدم له صورة ذاتية تحتشد فيها مبالغات بلغت حد الأسطرة، منوها إلى أن هذه الأسطرة اكتسبت بفعل آلية التكرار وزن الحقائق الدامغة التي لا تقبل الجدل عند جمهور الحزب ومؤيديه، لذا فإن أي فعل عادي سوف لن يكون مثارا للتندر والسخرية عند خصوم الحزب وحسب، ولكنه سيكون عنوانا لتأسيس صدمة هلعية في صفوف جمهور الحزب، وهو ما لا يستطيع الحزب احتماله في ظل ذلك الضغط الهائل الذي يفرضه على بيئته حتى تقبل بدفع الأثمان الغالية لشبكة تورطاته التي تطال سوريا، والعراق، واليمن، والتي أعلن نصر الله مؤخرا أنه ينوي توسيعها لتشمل البحرين كذلك، وأنهى الكاتب مقاله متسائلا: هل سينجح "حزب الله" في النجاة من هذه الميتات الكثيرة التي تلاحقه بإصرار؟
• تطرقت صحيفة المدينة السعودية تحت عنوان "اختبار للمصداقية!"، إلى ردّ أحد قادة "حزب الله" على إثر الغارة الإسرائيلية على القنيطرة أمس الأول، والتي أسفرت عن مقتل 6 من قياداته بتوعّده إسرائيل بأن الردَّ لن يكون ردًّا عاديًّا، ولن يتأخّر كثيرًا، لافتة إلى أن هذا القول يذكر بما دأبت القيادة السورية على إطلاقه من تهديدات ظلّت ترددها على إثر كل غارة من الغارات العديدة، التي استهدفت فيها مواقع سورية خلال السنوات القليلة الماضية، وحيث ظلّت تختتم تهديداتها بالقول إنها تمتلك حق الردّ في الوقت الذي تراه مناسبًا.. وهو الردّ الذي لم يأتِ حتّى الآن، ورأت الصحيفة أنه من السابق لأوانه التكهّن برد "حزب الله"، أو الإحجام عن الرد، لأنه سيظل مرهونًا بموافقة إيران و"النظام السوري"، كما أن الحزب يدرك جيدًا أنه ليس من مصلحته فتح جبهة ثانية، أو الأصح ثالثة -إذا ما أخذنا في الاعتبار تورّطه في معارك طرابلس- لاسيما وأن مهمته في سوريا المكلّف بها من قِبل أسياده في طهران تكتسب الأولوية، مشيرة إلى أنه لابد من ملاحظة أن العملية الإسرائيلية العسكرية - الأمنية التي استهدفت 6 قيادات للحزب جاءت بعد فترة وجيزة من تصريحات حسن نصر الله التي توعّد فيها إسرائيل بردٍّ غير متوقع، وبكافة أنواع الأسلحة، وبما سيفاجئها إذا ما أقدمت على أي عدوان على المقاومة اللبنانية -على حد قوله- كما أنه جاء متزامنًا مع ادّعاء الحرس الثوري الإيراني قدرته على إغراق البوارج، وحاملات الطائرات الأمريكية بزوارقه السريعة، ونوهت الصحيفة إلى أنه إذا كان سيناريو الرد من قِبل "حزب الله" واردًا، فإن ذلك يطرح السؤال المحرج لـ"النظام السوري": كيف يعجز عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيه، في الوقت الذي يسارع فيه الحزب بالردّ على الهجمة الإسرائيلية التي استهدفت بعض قواته في القنيطرة؟ الجواب: إنه اختبار للمصداقية!
• رأت صحيفة الرأي الأردنية، في مقال لها، أن الأزمة السورية صنعت فجوة كبيرة في العلاقات الأردنية السورية، سببها الأساسي عدم فهم وتقدير "النظام السوري" للموقف الأردني، معتبرة أنه ربما لو كانت طريقة فهم الموقف الأردني موضوعية وعادلة لكان من حق الأردن أن يحظى بالتقدير على موقفه بكل تفاصيله، وأضافت الصحيفة: ولأن السنوات تتعاقب، فإن البعض نسي المحدد الأول للموقف الأردني وهو المصالح الأردنية كما هي أولوية كل الدول بما فيها "النظام السوري"، أما ما يقوله "النظام السوري" من أن درعا مشكلة أردنية، فهو تصريح يشبه حديث إسرائيل عن غزة عندما سعى لتكون مشكلة مصرية، ونذكره بأن درعا مدينة سورية، ومن صنع فيها المشكلات ليس الأردن، وحل مشكلتها مسؤولية "النظام السوري".
جولة شام الصحفية 21\1\2015
• ركزت الصحف الإسرائيلية اهتماماتها على انعكاسات الغارة التي قتلت قيادات من "حزب الله" وإيران في بلدة القنيطرة السورية، ولم تستبعد أن يكون الهجوم نفذ لغايات انتخابية، وسلطت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها الضوء على توقيت هجوم القنيطرة الذي شهد مقتل قيادات من "حزب الله" تقاتل إلى جانب قوات "النظام السوري"، وجاء قبيل الانتخابات الإسرائيلية، معتبرة الهجوم جزءا من عمليات استعراض عسكرية تُميز حملات الانتخابات في إسرائيل عندما يكون حزب السلطة في ضائقة، واستعرضت الصحيفة عدة عمليات عسكرية منذ 1955 سبقت الانتخابات، موضحة أن الجمهور اليهودي ينتشي بالانتصارات العسكرية السهلة، وفي الصحيفة ذاتها، رأى مراسل الشؤون العربية عاموس هرئيل أن مقتل الجنرال الإيراني سيُعقد الوضع، لكنه أوضح أن الكل غير معني بالتصعيد، مرجحا أن تمضي الأمور بشكل روتيني، وعاد ليطرح التساؤلات ذاتها التي تشغل الرأي العام والإعلام حول المعلومات الاستخبارية، وهي أساسا: هل كان جهاد مغنية أم الجنرال الإيراني الهدف الأساسي لهذا الهجوم؟ وهل كان الهجوم عملا عاديا تم فيه استغلال فرصة مواتية لعمل عسكري، أم أنه يأتي على خلفية الانتخابات القريبة القادمة؟، أما يديعوت أحرونوت فرأت في افتتاحيتها أن إسرائيل بهجوم القنيطرة اصطادت ثلاثة عصافير بحجر واحد، هي السيادة السورية وتصفية رمز "حزب الله" (جهاد مغنية) وتصفية جنرال إيراني، يمثلون كل محور الشر، إيران وسوريا و"حزب الله" الذين تلقوا ضربة ونالوا إهانة علنية لاذعة.
• تحت عنوان "ورطة حسن نصر الله حقيقية" كتب طارق الحميد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، أشار فيه إلى أنه قبل عدة أيام خرج حسن نصر الله مهددا ومتوعدا بأن محور المقاومة، إيران وبشار الأسد و"حزب الله"، لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الضربات الإسرائيلية للنظام الأسدي، والآن نحن أمام ضربة إسرائيلية موجعة، ومهينة، في سوريا استهدفت قيادات "حزب الله" نفسه، متسائلا: فما هو موقف نصر الله؟، ورأى الحميد أن ورطة نصر الله اليوم حقيقية، فالقصة ليست في إحراج الإسرائيليين له أمام الرأي العام العربي الذي يعي فعليا حجم جرائمه وجرائم حزبه في سوريا دفاعا عن الأسد، وإنما ورطة نصر الله الآن هي داخل حزبه، وأمام مريديه، واعتبر أن هذه هي الإهانة الإسرائيلية الأقسى لنصر الله، خصوصا أن إسرائيل استهدفت بعمليتها الأخيرة في الجولان بسوريا قيادات من الحزب، ومن ضمنهم ابن عماد مغنية، و5 مسؤولين آخرين، هذا عدا عن مقتل جنرال إيراني، لافتا إلى أن العملية كانت نوعية، واستهدفت قيادات من الحزب يعتبر مقتلهم بهذا الشكل قاسيا وإهانة لنصر الله الذي هدد إسرائيل قبل أيام، كما أن هذه العملية دليل على اختراق إسرائيل للحزب الآن أكثر من أي وقت مضى، ورغم إعلان الحزب قبل فترة بسيطة عن كشف عميل لإسرائيل داخله، وأنهى الكاتب مقاله قائلا: إن ورطة حسن نصر الله حقيقية، وقاسية!
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لعغازي دحمان بعنوان "الرد الإسرائيلي على حزب الله في القنيطرة"، أشار فيه إلى أن القيادات الميدانية لـ"حزب الله" تعتقد بأنها على وشك إطلاق دينامية جديدة للأزمة في المنطقة، تقضي بالإطاحة بالثورة السورية من بوابة القنيطرة، موضحا أن آليات هذه الدينامية هي عبارة عن إطلاق الصواريخ من الشريط الحدودي المتاخم للجولان على المستوطنات الإسرائيلية، فضلاً عن القيام ببعض عمليات التسلل لزرع الألغام واستهداف الدوريات الإسرائيلية، وفي ذلك يضمن الحزب، ومن ورائه إيران، إشعال حالة من الصراع بين مقاتلي المعارضة في جنوب سورية وإسرائيل، ما يضطر هذه الأخيرة إلى الانخراط في الحرب ضدهم، وربما يستدعي ذلك انخراط التحالف الدولي المشكّل للحرب على "داعش" في هذه الجبهة، باعتبار أن جبهة النصرة الموضوعة على قوائم الإرهاب الغربية تشكل القوة الأساسية فيها، وفق مزاعم إعلام الأسد و "حزب الله"، ولفت الكاتب إلى أن "حزب الله" ومن خلفه إيران عقدا آمالاً كبيرة على هذا المخطط، منوها إلى أن نجاح هذه الخطة سيعيد ترتيب الأولويات في المنطقة على أساس المتغير الإسرائيلي لقلب المعادلة، وفي أقل الأحوال سوءاً سيفجر تناقضات خطيرة بين القوى المعادية لنظام الأسد والرافضة لإعادة تأهيله، خصوصاً أنه يأتي عقب أحداث باريس التي شكلت صدمة وارتباكاً غربياً واضحاً، ورأى الكاتب أن تواجد قيادات من الصف الأول في "حزب الله" وكبار المستشارين الإيرانيين في القنيطرة، يوحي بأنهم كانوا معنيين باستعجال تحقيق هذا التطور، ملمحا إلى أن الأكيد أنه لم يكن مجرد جولة تفقدية، على ما حاول الحزب قوله في بيانه، إذ من الواضح أن الأمور كانت في طور التجهيزات الأخيرة للقيام بعمل ما، ربما كان من بينها قيام الحزب بنقل بعض المعدات إلى الشريط الحدودي على خط شبعا- العرقوب، وربما عند وصول الأمور الى هذه الدرجة من التطور تدخلت إسرائيل التي باتت مهتمّة بدرجة كبيرة بتدمير أكبر كمّ ممكن من أسلحة الحزب.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندت مقالا لشادي علاء الدين تحت عنوان "حزب الله في مواجهة أساطيره"، أوضح فيه أن "حزب الله" يضع نفسه وبيئته أمام مواجهة انتحاريْن أو موتيْن، معتبرا أن الانتحار الأول هو ما يمكن أن يجرّه أي رد على إسرائيل في ظل هشاشة الوضع السياسي اللبناني، وسيادة جو الاحتقان بين مكوناته، وذلك الفرق الكبير في القوة بين الحزب وبين إسرائيل، والذي يميل لصالحها، والذي قد يؤدي استخدامه، في ظل غياب أي مظلة حماية عربية ودولية، إلى خراب غير مسبوق في البلد، يضاف إلى ذلك فقدان الحزب لمشروعيته كمقاومة، ويرى الكاتب أن الانتحار الثاني وهو الأقسى والأثقل وطأة، هو ما وجد "حزب الله" نفسه واقعا فيه أمام نفسه، مشيرا إلى أن مواجهة المرايا عندما تكون للمرء عيوب واضحة تبدو صعبة للغاية، ولا يمكن التحايل عليها سوى بتدمير المرايا، أو بتغيير الوجه نفسه، فعمليات التجميل التي من المفترض أن يقوم بها الحزب حتى يتصالح مع المرايا، تتطلب منه إنجاز رد حاسم يكون في حجم القياديين الذين اغتالتهم إسرائيل، وهذا الأمر صعب حاليا، ما لم نقل مستحيلا، ولفت الكاتب إلى أن المأساة تكمن في أن الحزب كان قد صمم مرايا تقدم له صورة ذاتية تحتشد فيها مبالغات بلغت حد الأسطرة، منوها إلى أن هذه الأسطرة اكتسبت بفعل آلية التكرار وزن الحقائق الدامغة التي لا تقبل الجدل عند جمهور الحزب ومؤيديه، لذا فإن أي فعل عادي سوف لن يكون مثارا للتندر والسخرية عند خصوم الحزب وحسب، ولكنه سيكون عنوانا لتأسيس صدمة هلعية في صفوف جمهور الحزب، وهو ما لا يستطيع الحزب احتماله في ظل ذلك الضغط الهائل الذي يفرضه على بيئته حتى تقبل بدفع الأثمان الغالية لشبكة تورطاته التي تطال سوريا، والعراق، واليمن، والتي أعلن نصر الله مؤخرا أنه ينوي توسيعها لتشمل البحرين كذلك، وأنهى الكاتب مقاله متسائلا: هل سينجح "حزب الله" في النجاة من هذه الميتات الكثيرة التي تلاحقه بإصرار؟
• تطرقت صحيفة المدينة السعودية تحت عنوان "اختبار للمصداقية!"، إلى ردّ أحد قادة "حزب الله" على إثر الغارة الإسرائيلية على القنيطرة أمس الأول، والتي أسفرت عن مقتل 6 من قياداته بتوعّده إسرائيل بأن الردَّ لن يكون ردًّا عاديًّا، ولن يتأخّر كثيرًا، لافتة إلى أن هذا القول يذكر بما دأبت القيادة السورية على إطلاقه من تهديدات ظلّت ترددها على إثر كل غارة من الغارات العديدة، التي استهدفت فيها مواقع سورية خلال السنوات القليلة الماضية، وحيث ظلّت تختتم تهديداتها بالقول إنها تمتلك حق الردّ في الوقت الذي تراه مناسبًا.. وهو الردّ الذي لم يأتِ حتّى الآن، ورأت الصحيفة أنه من السابق لأوانه التكهّن برد "حزب الله"، أو الإحجام عن الرد، لأنه سيظل مرهونًا بموافقة إيران و"النظام السوري"، كما أن الحزب يدرك جيدًا أنه ليس من مصلحته فتح جبهة ثانية، أو الأصح ثالثة -إذا ما أخذنا في الاعتبار تورّطه في معارك طرابلس- لاسيما وأن مهمته في سوريا المكلّف بها من قِبل أسياده في طهران تكتسب الأولوية، مشيرة إلى أنه لابد من ملاحظة أن العملية الإسرائيلية العسكرية - الأمنية التي استهدفت 6 قيادات للحزب جاءت بعد فترة وجيزة من تصريحات حسن نصر الله التي توعّد فيها إسرائيل بردٍّ غير متوقع، وبكافة أنواع الأسلحة، وبما سيفاجئها إذا ما أقدمت على أي عدوان على المقاومة اللبنانية -على حد قوله- كما أنه جاء متزامنًا مع ادّعاء الحرس الثوري الإيراني قدرته على إغراق البوارج، وحاملات الطائرات الأمريكية بزوارقه السريعة، ونوهت الصحيفة إلى أنه إذا كان سيناريو الرد من قِبل "حزب الله" واردًا، فإن ذلك يطرح السؤال المحرج لـ"النظام السوري": كيف يعجز عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيه، في الوقت الذي يسارع فيه الحزب بالردّ على الهجمة الإسرائيلية التي استهدفت بعض قواته في القنيطرة؟ الجواب: إنه اختبار للمصداقية!
• رأت صحيفة الرأي الأردنية، في مقال لها، أن الأزمة السورية صنعت فجوة كبيرة في العلاقات الأردنية السورية، سببها الأساسي عدم فهم وتقدير "النظام السوري" للموقف الأردني، معتبرة أنه ربما لو كانت طريقة فهم الموقف الأردني موضوعية وعادلة لكان من حق الأردن أن يحظى بالتقدير على موقفه بكل تفاصيله، وأضافت الصحيفة: ولأن السنوات تتعاقب، فإن البعض نسي المحدد الأول للموقف الأردني وهو المصالح الأردنية كما هي أولوية كل الدول بما فيها "النظام السوري"، أما ما يقوله "النظام السوري" من أن درعا مشكلة أردنية، فهو تصريح يشبه حديث إسرائيل عن غزة عندما سعى لتكون مشكلة مصرية، ونذكره بأن درعا مدينة سورية، ومن صنع فيها المشكلات ليس الأردن، وحل مشكلتها مسؤولية "النظام السوري".