جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 23-01-2015
• "تركيا تقر بأنه لا يمكن وقف تدفق الجهاديين المتطوعين إلى سوريا"، تحت هذا العنوان تبرز صحيفتا الإندبندنت والتايمز تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو للصحيفتين بعد محادثات أجراها مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن، ولعل أبرز ما جاء في تلك التصريحات هو تأكيد رئيس الوزراء التركي على استحالة ضبط الحدود مع سوريا بما يوقف تدفق المقاتلين الأجانب للالتحاق بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، وأشار أوغلو - بحسب تصريحاته للصحيفتين - إلى أن تركيا لا تستطيع إغلاق حدودها مع سوريا التي يتجاوز طولها 510 أميال وهي مليئة بالنقاط التي يمكن عبورها، ويعبرها الآلاف المتطوعين الأجانب للقتال، قائلا إنه لا يمكن لبلاده نشر جنود بطول الحدود، وأضاف أوغلو أن تركيا التي تتهم بالتقصير في منع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا لا تريد بشار الأسد ولا لتنظيم "الدولة الإسلامية" الانتصار في هذه المعركة، ويضيف أوغلو أنه إذا لم يكن المجتمع الدولي مستعدا لإرسال قوات على الأرض لسوريا، فإن البديل الوحيد هو تدريب وتسليح المعارضة "المعتدلة"، وبحسب الإندبندنت فقد أكد داوود أوغلو أن تنظيم "الدولة الاسلامية" صنيعة الحرب على العراق والاحتلال الأمريكي بعد عام 2003 معتبرا أن بلاده التي تتهم بالتقصير في منع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سوريا لا علاقة لها بصعود التنظيم، وتقول الإندبندنت إن الرئيس الأمريكي أوباما أعلن أن الولايات المتحدة ستقوم بتوفير الدعم الجوي للجيش العراقي عندما يقوم بمهاجمة قوات تنظيم "الدولة الاسلامية"، لكن المصادر العراقية تقول إن الجيش الذي هزمته قوات التنظيم هزيمة شديدة الصيف الماضي، غير قادر على إعادة تكوين نفسه بالرغم من الجهود الأمريكية في الحفاظ عليه، وتعلق الاندبندنت بالقول إن هذا يعني أن تنظيم "الدولة الإسلامية" سيواصل الاحتفاظ بالمناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا مادام أعداؤه غير قادرين على توحيد صفوفهم والتحرك بشكل حاسم.
• نقرأ في صفحة الرأي لصحيفة الديلي تليغراف البريطانية تقريرا لريتشارد سبنسر بعنوان "النصر الكارثي للربيع العربي"، ويقول سبنسر إن كلمة مأساة كلمة تعاني الاستخدام المفرط، ولكنها تبدو ملائمة لوصف الربيع العربيأ ويضيف أن أحداثا مثل الزلازل والأعاصير هي أحداث كارثية، ولكنها تفتقر إلى ما يسمى مأساة وفقا لمفهوم المسرح الإغريقي، ويضيف الكاتب أن يوم الأحد تمر الذكرى الرابعة لبدء الاحتجاجات التي أدت إلى إطاحة الرئيس المصري حسني مبارك، وأن الاحداث التي تبعتها تتضمن قادة وساسة وحركات سياسية واحتجاجات قيل لها من جهات مختلفة ألا تفعل ما فعلته، ولكنها تصر على مواقفها والنتيجة الحتمية هي المأساة، كما يقول سبنسر إن مئات الآلاف من السوريين قتلوا وإن مئات الآلاف آخرين سيقتلون قبل أن ينتهى الصراع في سوريا، أما ليبيا فتعاني الانقسامات بين القوميين والاسلاميين والفيدراليين وغيرهم، أما في اليمن، يقول سبنسر إن ميليشيات شيعية سيطرت على القصر الرئاسي بينما تسيطر القاعدة على بقية البلاد، ويخلص الكاتب إلى أن الأوضاع في مصر استقرت نوعا ما، ولكن على حساب الآلاف الذين قتلوا والآلاف الذين عذبوا في السجون، ويقول إنه في الذكرى الرابعة للخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني لن يحتفل بذكراها سوى عدد محدود بينما يقبع الكثير ممن أشعلوا الشرارة الأولى للثورة في مصر في السجون، أما ميدان التحرير الذي انبثقت منه تلك الشرارة فسيبقى تحت حراسة مشددة من قوات الأمن التابعة للنظام السلطوي الجديد في مصر.
• أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن إسرائيل كانت على علم بوجود الجنرال الإيراني محمد الله دادي في الغارة الإسرائيلية على مزرعة الأمل بمحافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، وذلك وسط جدل كبير بشأن هذا الأمر، ووفق هآرتس فإن قادة الهجوم في إسرائيل عرفوا بوجود دادي بالقافلة التي استهدفت بالقصف، وأن العملية كانت تهدف إلى إحباط سلسلة من النشاطات المعادية من قبل "حزب الله" وإيران ضد إسرائيل، وأضافت أن ما أطلقت عليها "الدورية الإيرانية اللبنانية المشتركة" كانت تُعد الخطط لتحرير المنطقة من أيدي من دعتهم بالمتمردين السوريين، وذكرت الصحيفة أن جهاد مغنية نجل القائد البارز بـ"حزب الله" والذي قضى بالهجوم قد تم وضعه في هضبة الجولان ربيع 2014 بناءً على قرار مشترك للحرس الثوري الإيراني وقيادة "حزب الله"، في حين وضع المعتقل السابق سمير قنطار بوحدة أخرى بالجولان، بهدف فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل، وسردت هآرتس عمليات قالت إن هذه الوحدات نفذتها، ومنها وضع عبوات ناسفة بالمنطقة الإسرائيلية، وإطلاق صواريخ مضادة للدبابات بالنصف الأول من عام 2014، مضيفة أنه تم وضع بنية تحتية أساسية مؤهلة للتدريب والتوجيه من قبل خبراء لتنفيذ سلسلة من العمليات النوعية، ووفق الصحيفة فإن الشبكة الجديدة لـ"حزب الله" كانت مسؤولة عن أربع حالات إطلاق صواريخ من سوريا إلى الجانب الإسرائيلي خلال الحرب على غزة في الصيف الماضي، ونسبت إلى أجهزة استخبارات غربية أن مغنية عمل منذ زمن على إجراء استعدادات متقدمة لتنفيذ عمليات.
• نطالع في صحيفة الشرق الأوسط مقالا لأمير طاهري تحت عنوان "أربعة لاعبين ونتيجة واحدة في سوريا"، أشار فيه إلى وجود أربعة لاعبين أساسيين في المعادلة السورية، التي اكتسبت بالفعل وصف "المأساة العظمى في القرن الجديد"، وأوضح أن أول هؤلاء اللاعبين هما روسيا وإيران، بصورة فردية ومن خلال تعاونهما معا، لافتا إلى أن المعارضة الديمقراطية السورية لديها اهتمام بفتح قنوات مباشرة مع كل من روسيا وإيران من دون التخلي عن الهدف الأكبر المتمثل في إسقاط الأسد، أما روسيا وإيران فستمضيان في دعم الأسد طالما أن تكاليف ذلك لا تتجاوز حدا معينا، وباعتبارهما قوتين انتهازيتين، فإنهما بالتأكيد لن ترغبا في سد الطريق أمام خيارات أخرى، أما اللاعب الثاني فهو تركي التي يقول الكاتب إنها تبدي اهتماما أكبر بمنع ظهور دولة كردية صغيرة على حدودها بمعاونة الأسد وروسيا وإيران، ويضيف الكاتب أن اللاعب الثالث يتمثل في الدول الأوروبية والعربية القلقة بشأن انتشار الجماعات المتطرفة الدموية لما وراء الحدود السورية، وبالنسبة للعامل الرابع فهو بحسب الكاتب: الشعب السوري، منوها إلى أنه بالرغم من كل ما ألم به من مآسٍ وآلام، فإنه ليس من السهل إخراجه من المعادلة.
• وليد شقير في صحيفة الحياة اللندنية رأى تحت عنوان "الجولان لإيران أيضاً؟"، أنه يصعب تلمس المنحى الذي سيسلكه تدحرج الأحداث بعد عملية القنيطرة الإسرائيلية ضد عناصر "حزب الله" وبينهم قياديان، و"الحرس الثوري" الإيراني، وسط سيل التحليلات والقراءات الإسرائيلية التي أطلقت خيال المعلقين، واللبنانية المتمادية، عن تداعياتها، ويتساءل الكاتب هنا: من الذي خرق الخطوط الحمر في هذه العملية وقام بتغيير قواعد الاشتباك: إسرائيل أم إيران ومعها "حزب الله"؟، منوها إلى أن الحديث عن تغيير هذه القواعد يقود إما إلى تثبيتها، أو إلى نسفها للدخول في مرحلة جديدة تشكل تحولاً في الصراع في الميدان السوري الذي بات ملعباً للجميع، وآخر اللاعبين فيه هم السوريون أنفسهم، وخلص الكاتب إلى أن الساحة المفتوحة، من إيران إلى العراق وصولاً إلى سورية ولبنان، في سياسة طهران، تبقي البلد الصغير في عين العاصفة بسبب حسابات لعبة أكبر من لبنان ومن لبنانية الحزب، الذي يفاخر قادته بأنه بات قوة إقليمية، فيما التداعيات تقع على البلد ككل، وأشار الكانب إلى أن قواعد الاشتباك على جبهة الجولان تغيرت موضوعياً منذ أن هدّد "النظام السوري" عام 2011 بأن مس استقراره سيطاول استقرار إسرائيل، فلجأت الأخيرة إلى إقامة ما يشبه المنطقة العازلة، عبر تعاونها مع فصائل مقاتلة معارضة، بديلاً من الضمانات التي قدمها النظام منذ 1974، لافتا إلى أن تفوق النفوذ الإيراني في سورية على حكّامها أوجب على طهران استعادة السيطرة على تلك المنطقة لتصبح هي في موقع من يقدم الضمانات أو ينقضها، في سياق تجميع أوراق "المناطق العازلة" في الإقليم.
• رأت صحيفة عكاظ السعودية أن مواجهة إرهاب تنظيم "داعش" تتطلب تكثيف الجهود الدولية سياسياً وعسكرياً وأمنياً لاجتثاث هذا التنظيم الإرهابي الذي أساء لصورة الإسلام واستمر في بربريته وطغيانه ويسهم في تدمير صورة العرب والمسلمين في العالم، وأشارت إلى أنه من المؤكد أن الإدارة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب أيقنت أن العمليات العسكرية الجوية ضد التنظيم الإرهابي قد تكون موجعة ولكنها ليست كافية لاجتثاثه من جذوره في سوريا والعراق، موضحة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أدرك في خطابه عن حالة الاتحاد أن القضاء على الإرهاب المتمثل بـ"داعش" وإخوانه لا يمكنه أن يقتصر على الغارات الجوية وحسب بل يحتاج إلى تحرك ميداني لاجتثاثه وإفرازاته في كل مدينة وقرية، ولهذا طلب من الكونجرس استصدار قرار يجيز استخدام القوة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، وخلصت الصحيفة إلى أن الرئيس أوباما ربما أدرك متأخراً ولكن أن يدرك المرء متأخراً خير من أن لا يدرك مطلقاً، أن الحرب على "داعش" تتطلب عملاً عسكرياً تكاملياً جوياً وبرياً لكي تتحقق الأهداف الاستراتيجية ويعيش الجميع في أمن وأمان.