تحذيرات دولية من تصاعد ضحايا المتفجرات في سوريا بعد عودة اللاجئين
تحذيرات دولية من تصاعد ضحايا المتفجرات في سوريا بعد عودة اللاجئين
● أخبار سورية ٢٠ يونيو ٢٠٢٥

تحذيرات دولية من تصاعد ضحايا المتفجرات في سوريا بعد عودة اللاجئين

حذّرت منظمة "هالو ترست" البريطانية، المختصة بإزالة الألغام ومخلفات الحروب، من تصاعد كبير في عدد الضحايا المدنيين جراء الذخائر غير المنفجرة في سوريا، تزامناً مع بدء العطلة الصيفية وعودة أعداد متزايدة من اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم الأصلية، التي شهدت معارك ضارية خلال السنوات الماضية.

وقالت المنظمة في تقرير حديث إن سوريا تُعد اليوم أخطر بلد في العالم من حيث عدد الإصابات المدنية الناتجة عن المتفجرات، محذّرة من "زيادة كارثية" في الإصابات، خاصة بين الأطفال، الذين غالباً ما يلهون في الشوارع والأنقاض دون إدراك لمخاطر ما خلفته الحرب.

وأشار مدير برنامج سوريا في "هالو"، سيمون جاكسون، إلى أن أكثر من ألف مدني قتلوا بسبب الألغام والذخائر منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، بينهم 160 ضحية منذ مطلع العام، ثلثهم من الأطفال، مضيفاً أن "البلاد تواجه تحدياً غير مسبوق في احتواء هذه الكارثة، مع عودة ما يزيد على 1.3 مليون شخص خلال الأشهر الماضية".

وسجّلت المنظمة ارتفاعاً كبيراً في حجم البلاغات الواردة عبر الخط الساخن التابع لها في إدلب، بينما احتلت محافظة دير الزور صدارة المناطق المتضررة من الانفجارات، وكان الأطفال نصف الضحايا، وفقاً لتقارير طبية صادرة عن منظمة "أطباء بلا حدود".

وفي نهاية أيار الماضي، قضى أربعة أطفال في منطقة المريعية بريف دير الزور، إثر انفجار ذخائر غير منفجرة أثناء لعبهم في الحقول، في حادثة اعتبرتها "هالو" نموذجاً مأساوياً لحجم التهديد القائم.

وفي ظل هذه المعطيات، تسعى "هالو ترست" لتوسيع برامج التوعية المجتمعية في المدارس والمراكز المحلية، لكنها لا تزال تعمل ضمن إمكانيات محدودة لا تتجاوز 120 خبيراً موزعين في شمال غربي البلاد. وتشير تقديرات المنظمة إلى أن إزالة المتفجرات من الأراضي السورية يتطلب تمويلاً سنوياً لا يقل عن 40 مليون دولار، كما دعت الحكومة السورية إلى الانضمام لمعاهدة أوتاوا لحظر الألغام بهدف فتح الباب أمام الدعم التقني والدولي.

من جهتها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن عدد الإصابات المسجلة منذ بداية 2025 تجاوز 500 حالة خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط، مقارنة بـ388 حادثة و900 إصابة خلال العام الماضي، في مؤشر على تفاقم الأزمة.

هذا وتشكل مخلفات الحرب، بما فيها الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، أحد أبرز التحديات التي تهدد حياة السوريين وتفاقم معاناتهم الإنسانية، حيث تنتشر هذه المخلفات على مساحات واسعة نتيجة العمليات العسكرية التي نفذها نظام الأسد البائد وحلفاؤه على مدى سنوات الحرب.  


وتتسبب هذه المخلفات في خسائر بشرية فادحة بشكل يومي، إذ تؤدي الانفجارات الناتجة عنها إلى القتل أو الإصابة بعاهات دائمة مثل فقدان الأطراف. وبحسب إحصاءات منظمات محلية ودولية، فإن الأطفال هم الشريحة الأكثر تضررًا، إذ غالبًا ما يكونون غير مدركين للخطر الذي تشكله هذه الأجسام.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ