جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 21-01-2015
• ركزت الصحف الإسرائيلية اهتماماتها على انعكاسات الغارة التي قتلت قيادات من "حزب الله" وإيران في بلدة القنيطرة السورية، ولم تستبعد أن يكون الهجوم نفذ لغايات انتخابية، وسلطت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها الضوء على توقيت هجوم القنيطرة الذي شهد مقتل قيادات من "حزب الله" تقاتل إلى جانب قوات "النظام السوري"، وجاء قبيل الانتخابات الإسرائيلية، معتبرة الهجوم جزءا من عمليات استعراض عسكرية تُميز حملات الانتخابات في إسرائيل عندما يكون حزب السلطة في ضائقة، واستعرضت الصحيفة عدة عمليات عسكرية منذ 1955 سبقت الانتخابات، موضحة أن الجمهور اليهودي ينتشي بالانتصارات العسكرية السهلة، وفي الصحيفة ذاتها، رأى مراسل الشؤون العربية عاموس هرئيل أن مقتل الجنرال الإيراني سيُعقد الوضع، لكنه أوضح أن الكل غير معني بالتصعيد، مرجحا أن تمضي الأمور بشكل روتيني، وعاد ليطرح التساؤلات ذاتها التي تشغل الرأي العام والإعلام حول المعلومات الاستخبارية، وهي أساسا: هل كان جهاد مغنية أم الجنرال الإيراني الهدف الأساسي لهذا الهجوم؟ وهل كان الهجوم عملا عاديا تم فيه استغلال فرصة مواتية لعمل عسكري، أم أنه يأتي على خلفية الانتخابات القريبة القادمة؟، أما يديعوت أحرونوت فرأت في افتتاحيتها أن إسرائيل بهجوم القنيطرة اصطادت ثلاثة عصافير بحجر واحد، هي السيادة السورية وتصفية رمز "حزب الله" (جهاد مغنية) وتصفية جنرال إيراني، يمثلون كل محور الشر، إيران وسوريا و"حزب الله" الذين تلقوا ضربة ونالوا إهانة علنية لاذعة.
• تحت عنوان "ورطة حسن نصر الله حقيقية" كتب طارق الحميد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، أشار فيه إلى أنه قبل عدة أيام خرج حسن نصر الله مهددا ومتوعدا بأن محور المقاومة، إيران وبشار الأسد و"حزب الله"، لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الضربات الإسرائيلية للنظام الأسدي، والآن نحن أمام ضربة إسرائيلية موجعة، ومهينة، في سوريا استهدفت قيادات "حزب الله" نفسه، متسائلا: فما هو موقف نصر الله؟، ورأى الحميد أن ورطة نصر الله اليوم حقيقية، فالقصة ليست في إحراج الإسرائيليين له أمام الرأي العام العربي الذي يعي فعليا حجم جرائمه وجرائم حزبه في سوريا دفاعا عن الأسد، وإنما ورطة نصر الله الآن هي داخل حزبه، وأمام مريديه، واعتبر أن هذه هي الإهانة الإسرائيلية الأقسى لنصر الله، خصوصا أن إسرائيل استهدفت بعمليتها الأخيرة في الجولان بسوريا قيادات من الحزب، ومن ضمنهم ابن عماد مغنية، و5 مسؤولين آخرين، هذا عدا عن مقتل جنرال إيراني، لافتا إلى أن العملية كانت نوعية، واستهدفت قيادات من الحزب يعتبر مقتلهم بهذا الشكل قاسيا وإهانة لنصر الله الذي هدد إسرائيل قبل أيام، كما أن هذه العملية دليل على اختراق إسرائيل للحزب الآن أكثر من أي وقت مضى، ورغم إعلان الحزب قبل فترة بسيطة عن كشف عميل لإسرائيل داخله، وأنهى الكاتب مقاله قائلا: إن ورطة حسن نصر الله حقيقية، وقاسية!
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لعغازي دحمان بعنوان "الرد الإسرائيلي على حزب الله في القنيطرة"، أشار فيه إلى أن القيادات الميدانية لـ"حزب الله" تعتقد بأنها على وشك إطلاق دينامية جديدة للأزمة في المنطقة، تقضي بالإطاحة بالثورة السورية من بوابة القنيطرة، موضحا أن آليات هذه الدينامية هي عبارة عن إطلاق الصواريخ من الشريط الحدودي المتاخم للجولان على المستوطنات الإسرائيلية، فضلاً عن القيام ببعض عمليات التسلل لزرع الألغام واستهداف الدوريات الإسرائيلية، وفي ذلك يضمن الحزب، ومن ورائه إيران، إشعال حالة من الصراع بين مقاتلي المعارضة في جنوب سورية وإسرائيل، ما يضطر هذه الأخيرة إلى الانخراط في الحرب ضدهم، وربما يستدعي ذلك انخراط التحالف الدولي المشكّل للحرب على "داعش" في هذه الجبهة، باعتبار أن جبهة النصرة الموضوعة على قوائم الإرهاب الغربية تشكل القوة الأساسية فيها، وفق مزاعم إعلام الأسد و "حزب الله"، ولفت الكاتب إلى أن "حزب الله" ومن خلفه إيران عقدا آمالاً كبيرة على هذا المخطط، منوها إلى أن نجاح هذه الخطة سيعيد ترتيب الأولويات في المنطقة على أساس المتغير الإسرائيلي لقلب المعادلة، وفي أقل الأحوال سوءاً سيفجر تناقضات خطيرة بين القوى المعادية لنظام الأسد والرافضة لإعادة تأهيله، خصوصاً أنه يأتي عقب أحداث باريس التي شكلت صدمة وارتباكاً غربياً واضحاً، ورأى الكاتب أن تواجد قيادات من الصف الأول في "حزب الله" وكبار المستشارين الإيرانيين في القنيطرة، يوحي بأنهم كانوا معنيين باستعجال تحقيق هذا التطور، ملمحا إلى أن الأكيد أنه لم يكن مجرد جولة تفقدية، على ما حاول الحزب قوله في بيانه، إذ من الواضح أن الأمور كانت في طور التجهيزات الأخيرة للقيام بعمل ما، ربما كان من بينها قيام الحزب بنقل بعض المعدات إلى الشريط الحدودي على خط شبعا- العرقوب، وربما عند وصول الأمور الى هذه الدرجة من التطور تدخلت إسرائيل التي باتت مهتمّة بدرجة كبيرة بتدمير أكبر كمّ ممكن من أسلحة الحزب.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندت مقالا لشادي علاء الدين تحت عنوان "حزب الله في مواجهة أساطيره"، أوضح فيه أن "حزب الله" يضع نفسه وبيئته أمام مواجهة انتحاريْن أو موتيْن، معتبرا أن الانتحار الأول هو ما يمكن أن يجرّه أي رد على إسرائيل في ظل هشاشة الوضع السياسي اللبناني، وسيادة جو الاحتقان بين مكوناته، وذلك الفرق الكبير في القوة بين الحزب وبين إسرائيل، والذي يميل لصالحها، والذي قد يؤدي استخدامه، في ظل غياب أي مظلة حماية عربية ودولية، إلى خراب غير مسبوق في البلد، يضاف إلى ذلك فقدان الحزب لمشروعيته كمقاومة، ويرى الكاتب أن الانتحار الثاني وهو الأقسى والأثقل وطأة، هو ما وجد "حزب الله" نفسه واقعا فيه أمام نفسه، مشيرا إلى أن مواجهة المرايا عندما تكون للمرء عيوب واضحة تبدو صعبة للغاية، ولا يمكن التحايل عليها سوى بتدمير المرايا، أو بتغيير الوجه نفسه، فعمليات التجميل التي من المفترض أن يقوم بها الحزب حتى يتصالح مع المرايا، تتطلب منه إنجاز رد حاسم يكون في حجم القياديين الذين اغتالتهم إسرائيل، وهذا الأمر صعب حاليا، ما لم نقل مستحيلا، ولفت الكاتب إلى أن المأساة تكمن في أن الحزب كان قد صمم مرايا تقدم له صورة ذاتية تحتشد فيها مبالغات بلغت حد الأسطرة، منوها إلى أن هذه الأسطرة اكتسبت بفعل آلية التكرار وزن الحقائق الدامغة التي لا تقبل الجدل عند جمهور الحزب ومؤيديه، لذا فإن أي فعل عادي سوف لن يكون مثارا للتندر والسخرية عند خصوم الحزب وحسب، ولكنه سيكون عنوانا لتأسيس صدمة هلعية في صفوف جمهور الحزب، وهو ما لا يستطيع الحزب احتماله في ظل ذلك الضغط الهائل الذي يفرضه على بيئته حتى تقبل بدفع الأثمان الغالية لشبكة تورطاته التي تطال سوريا، والعراق، واليمن، والتي أعلن نصر الله مؤخرا أنه ينوي توسيعها لتشمل البحرين كذلك، وأنهى الكاتب مقاله متسائلا: هل سينجح "حزب الله" في النجاة من هذه الميتات الكثيرة التي تلاحقه بإصرار؟
• تطرقت صحيفة المدينة السعودية تحت عنوان "اختبار للمصداقية!"، إلى ردّ أحد قادة "حزب الله" على إثر الغارة الإسرائيلية على القنيطرة أمس الأول، والتي أسفرت عن مقتل 6 من قياداته بتوعّده إسرائيل بأن الردَّ لن يكون ردًّا عاديًّا، ولن يتأخّر كثيرًا، لافتة إلى أن هذا القول يذكر بما دأبت القيادة السورية على إطلاقه من تهديدات ظلّت ترددها على إثر كل غارة من الغارات العديدة، التي استهدفت فيها مواقع سورية خلال السنوات القليلة الماضية، وحيث ظلّت تختتم تهديداتها بالقول إنها تمتلك حق الردّ في الوقت الذي تراه مناسبًا.. وهو الردّ الذي لم يأتِ حتّى الآن، ورأت الصحيفة أنه من السابق لأوانه التكهّن برد "حزب الله"، أو الإحجام عن الرد، لأنه سيظل مرهونًا بموافقة إيران و"النظام السوري"، كما أن الحزب يدرك جيدًا أنه ليس من مصلحته فتح جبهة ثانية، أو الأصح ثالثة -إذا ما أخذنا في الاعتبار تورّطه في معارك طرابلس- لاسيما وأن مهمته في سوريا المكلّف بها من قِبل أسياده في طهران تكتسب الأولوية، مشيرة إلى أنه لابد من ملاحظة أن العملية الإسرائيلية العسكرية - الأمنية التي استهدفت 6 قيادات للحزب جاءت بعد فترة وجيزة من تصريحات حسن نصر الله التي توعّد فيها إسرائيل بردٍّ غير متوقع، وبكافة أنواع الأسلحة، وبما سيفاجئها إذا ما أقدمت على أي عدوان على المقاومة اللبنانية -على حد قوله- كما أنه جاء متزامنًا مع ادّعاء الحرس الثوري الإيراني قدرته على إغراق البوارج، وحاملات الطائرات الأمريكية بزوارقه السريعة، ونوهت الصحيفة إلى أنه إذا كان سيناريو الرد من قِبل "حزب الله" واردًا، فإن ذلك يطرح السؤال المحرج لـ"النظام السوري": كيف يعجز عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيه، في الوقت الذي يسارع فيه الحزب بالردّ على الهجمة الإسرائيلية التي استهدفت بعض قواته في القنيطرة؟ الجواب: إنه اختبار للمصداقية!
• رأت صحيفة الرأي الأردنية، في مقال لها، أن الأزمة السورية صنعت فجوة كبيرة في العلاقات الأردنية السورية، سببها الأساسي عدم فهم وتقدير "النظام السوري" للموقف الأردني، معتبرة أنه ربما لو كانت طريقة فهم الموقف الأردني موضوعية وعادلة لكان من حق الأردن أن يحظى بالتقدير على موقفه بكل تفاصيله، وأضافت الصحيفة: ولأن السنوات تتعاقب، فإن البعض نسي المحدد الأول للموقف الأردني وهو المصالح الأردنية كما هي أولوية كل الدول بما فيها "النظام السوري"، أما ما يقوله "النظام السوري" من أن درعا مشكلة أردنية، فهو تصريح يشبه حديث إسرائيل عن غزة عندما سعى لتكون مشكلة مصرية، ونذكره بأن درعا مدينة سورية، ومن صنع فيها المشكلات ليس الأردن، وحل مشكلتها مسؤولية "النظام السوري".
جولة شام الصحفية 21\1\2015
• ركزت الصحف الإسرائيلية اهتماماتها على انعكاسات الغارة التي قتلت قيادات من "حزب الله" وإيران في بلدة القنيطرة السورية، ولم تستبعد أن يكون الهجوم نفذ لغايات انتخابية، وسلطت صحيفة هآرتس في افتتاحيتها الضوء على توقيت هجوم القنيطرة الذي شهد مقتل قيادات من "حزب الله" تقاتل إلى جانب قوات "النظام السوري"، وجاء قبيل الانتخابات الإسرائيلية، معتبرة الهجوم جزءا من عمليات استعراض عسكرية تُميز حملات الانتخابات في إسرائيل عندما يكون حزب السلطة في ضائقة، واستعرضت الصحيفة عدة عمليات عسكرية منذ 1955 سبقت الانتخابات، موضحة أن الجمهور اليهودي ينتشي بالانتصارات العسكرية السهلة، وفي الصحيفة ذاتها، رأى مراسل الشؤون العربية عاموس هرئيل أن مقتل الجنرال الإيراني سيُعقد الوضع، لكنه أوضح أن الكل غير معني بالتصعيد، مرجحا أن تمضي الأمور بشكل روتيني، وعاد ليطرح التساؤلات ذاتها التي تشغل الرأي العام والإعلام حول المعلومات الاستخبارية، وهي أساسا: هل كان جهاد مغنية أم الجنرال الإيراني الهدف الأساسي لهذا الهجوم؟ وهل كان الهجوم عملا عاديا تم فيه استغلال فرصة مواتية لعمل عسكري، أم أنه يأتي على خلفية الانتخابات القريبة القادمة؟، أما يديعوت أحرونوت فرأت في افتتاحيتها أن إسرائيل بهجوم القنيطرة اصطادت ثلاثة عصافير بحجر واحد، هي السيادة السورية وتصفية رمز "حزب الله" (جهاد مغنية) وتصفية جنرال إيراني، يمثلون كل محور الشر، إيران وسوريا و"حزب الله" الذين تلقوا ضربة ونالوا إهانة علنية لاذعة.
• تحت عنوان "ورطة حسن نصر الله حقيقية" كتب طارق الحميد مقاله في صحيفة الشرق الأوسط، أشار فيه إلى أنه قبل عدة أيام خرج حسن نصر الله مهددا ومتوعدا بأن محور المقاومة، إيران وبشار الأسد و"حزب الله"، لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الضربات الإسرائيلية للنظام الأسدي، والآن نحن أمام ضربة إسرائيلية موجعة، ومهينة، في سوريا استهدفت قيادات "حزب الله" نفسه، متسائلا: فما هو موقف نصر الله؟، ورأى الحميد أن ورطة نصر الله اليوم حقيقية، فالقصة ليست في إحراج الإسرائيليين له أمام الرأي العام العربي الذي يعي فعليا حجم جرائمه وجرائم حزبه في سوريا دفاعا عن الأسد، وإنما ورطة نصر الله الآن هي داخل حزبه، وأمام مريديه، واعتبر أن هذه هي الإهانة الإسرائيلية الأقسى لنصر الله، خصوصا أن إسرائيل استهدفت بعمليتها الأخيرة في الجولان بسوريا قيادات من الحزب، ومن ضمنهم ابن عماد مغنية، و5 مسؤولين آخرين، هذا عدا عن مقتل جنرال إيراني، لافتا إلى أن العملية كانت نوعية، واستهدفت قيادات من الحزب يعتبر مقتلهم بهذا الشكل قاسيا وإهانة لنصر الله الذي هدد إسرائيل قبل أيام، كما أن هذه العملية دليل على اختراق إسرائيل للحزب الآن أكثر من أي وقت مضى، ورغم إعلان الحزب قبل فترة بسيطة عن كشف عميل لإسرائيل داخله، وأنهى الكاتب مقاله قائلا: إن ورطة حسن نصر الله حقيقية، وقاسية!
• صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا لعغازي دحمان بعنوان "الرد الإسرائيلي على حزب الله في القنيطرة"، أشار فيه إلى أن القيادات الميدانية لـ"حزب الله" تعتقد بأنها على وشك إطلاق دينامية جديدة للأزمة في المنطقة، تقضي بالإطاحة بالثورة السورية من بوابة القنيطرة، موضحا أن آليات هذه الدينامية هي عبارة عن إطلاق الصواريخ من الشريط الحدودي المتاخم للجولان على المستوطنات الإسرائيلية، فضلاً عن القيام ببعض عمليات التسلل لزرع الألغام واستهداف الدوريات الإسرائيلية، وفي ذلك يضمن الحزب، ومن ورائه إيران، إشعال حالة من الصراع بين مقاتلي المعارضة في جنوب سورية وإسرائيل، ما يضطر هذه الأخيرة إلى الانخراط في الحرب ضدهم، وربما يستدعي ذلك انخراط التحالف الدولي المشكّل للحرب على "داعش" في هذه الجبهة، باعتبار أن جبهة النصرة الموضوعة على قوائم الإرهاب الغربية تشكل القوة الأساسية فيها، وفق مزاعم إعلام الأسد و "حزب الله"، ولفت الكاتب إلى أن "حزب الله" ومن خلفه إيران عقدا آمالاً كبيرة على هذا المخطط، منوها إلى أن نجاح هذه الخطة سيعيد ترتيب الأولويات في المنطقة على أساس المتغير الإسرائيلي لقلب المعادلة، وفي أقل الأحوال سوءاً سيفجر تناقضات خطيرة بين القوى المعادية لنظام الأسد والرافضة لإعادة تأهيله، خصوصاً أنه يأتي عقب أحداث باريس التي شكلت صدمة وارتباكاً غربياً واضحاً، ورأى الكاتب أن تواجد قيادات من الصف الأول في "حزب الله" وكبار المستشارين الإيرانيين في القنيطرة، يوحي بأنهم كانوا معنيين باستعجال تحقيق هذا التطور، ملمحا إلى أن الأكيد أنه لم يكن مجرد جولة تفقدية، على ما حاول الحزب قوله في بيانه، إذ من الواضح أن الأمور كانت في طور التجهيزات الأخيرة للقيام بعمل ما، ربما كان من بينها قيام الحزب بنقل بعض المعدات إلى الشريط الحدودي على خط شبعا- العرقوب، وربما عند وصول الأمور الى هذه الدرجة من التطور تدخلت إسرائيل التي باتت مهتمّة بدرجة كبيرة بتدمير أكبر كمّ ممكن من أسلحة الحزب.
• نطالع في صحيفة العرب الصادرة من لندت مقالا لشادي علاء الدين تحت عنوان "حزب الله في مواجهة أساطيره"، أوضح فيه أن "حزب الله" يضع نفسه وبيئته أمام مواجهة انتحاريْن أو موتيْن، معتبرا أن الانتحار الأول هو ما يمكن أن يجرّه أي رد على إسرائيل في ظل هشاشة الوضع السياسي اللبناني، وسيادة جو الاحتقان بين مكوناته، وذلك الفرق الكبير في القوة بين الحزب وبين إسرائيل، والذي يميل لصالحها، والذي قد يؤدي استخدامه، في ظل غياب أي مظلة حماية عربية ودولية، إلى خراب غير مسبوق في البلد، يضاف إلى ذلك فقدان الحزب لمشروعيته كمقاومة، ويرى الكاتب أن الانتحار الثاني وهو الأقسى والأثقل وطأة، هو ما وجد "حزب الله" نفسه واقعا فيه أمام نفسه، مشيرا إلى أن مواجهة المرايا عندما تكون للمرء عيوب واضحة تبدو صعبة للغاية، ولا يمكن التحايل عليها سوى بتدمير المرايا، أو بتغيير الوجه نفسه، فعمليات التجميل التي من المفترض أن يقوم بها الحزب حتى يتصالح مع المرايا، تتطلب منه إنجاز رد حاسم يكون في حجم القياديين الذين اغتالتهم إسرائيل، وهذا الأمر صعب حاليا، ما لم نقل مستحيلا، ولفت الكاتب إلى أن المأساة تكمن في أن الحزب كان قد صمم مرايا تقدم له صورة ذاتية تحتشد فيها مبالغات بلغت حد الأسطرة، منوها إلى أن هذه الأسطرة اكتسبت بفعل آلية التكرار وزن الحقائق الدامغة التي لا تقبل الجدل عند جمهور الحزب ومؤيديه، لذا فإن أي فعل عادي سوف لن يكون مثارا للتندر والسخرية عند خصوم الحزب وحسب، ولكنه سيكون عنوانا لتأسيس صدمة هلعية في صفوف جمهور الحزب، وهو ما لا يستطيع الحزب احتماله في ظل ذلك الضغط الهائل الذي يفرضه على بيئته حتى تقبل بدفع الأثمان الغالية لشبكة تورطاته التي تطال سوريا، والعراق، واليمن، والتي أعلن نصر الله مؤخرا أنه ينوي توسيعها لتشمل البحرين كذلك، وأنهى الكاتب مقاله متسائلا: هل سينجح "حزب الله" في النجاة من هذه الميتات الكثيرة التي تلاحقه بإصرار؟
• تطرقت صحيفة المدينة السعودية تحت عنوان "اختبار للمصداقية!"، إلى ردّ أحد قادة "حزب الله" على إثر الغارة الإسرائيلية على القنيطرة أمس الأول، والتي أسفرت عن مقتل 6 من قياداته بتوعّده إسرائيل بأن الردَّ لن يكون ردًّا عاديًّا، ولن يتأخّر كثيرًا، لافتة إلى أن هذا القول يذكر بما دأبت القيادة السورية على إطلاقه من تهديدات ظلّت ترددها على إثر كل غارة من الغارات العديدة، التي استهدفت فيها مواقع سورية خلال السنوات القليلة الماضية، وحيث ظلّت تختتم تهديداتها بالقول إنها تمتلك حق الردّ في الوقت الذي تراه مناسبًا.. وهو الردّ الذي لم يأتِ حتّى الآن، ورأت الصحيفة أنه من السابق لأوانه التكهّن برد "حزب الله"، أو الإحجام عن الرد، لأنه سيظل مرهونًا بموافقة إيران و"النظام السوري"، كما أن الحزب يدرك جيدًا أنه ليس من مصلحته فتح جبهة ثانية، أو الأصح ثالثة -إذا ما أخذنا في الاعتبار تورّطه في معارك طرابلس- لاسيما وأن مهمته في سوريا المكلّف بها من قِبل أسياده في طهران تكتسب الأولوية، مشيرة إلى أنه لابد من ملاحظة أن العملية الإسرائيلية العسكرية - الأمنية التي استهدفت 6 قيادات للحزب جاءت بعد فترة وجيزة من تصريحات حسن نصر الله التي توعّد فيها إسرائيل بردٍّ غير متوقع، وبكافة أنواع الأسلحة، وبما سيفاجئها إذا ما أقدمت على أي عدوان على المقاومة اللبنانية -على حد قوله- كما أنه جاء متزامنًا مع ادّعاء الحرس الثوري الإيراني قدرته على إغراق البوارج، وحاملات الطائرات الأمريكية بزوارقه السريعة، ونوهت الصحيفة إلى أنه إذا كان سيناريو الرد من قِبل "حزب الله" واردًا، فإن ذلك يطرح السؤال المحرج لـ"النظام السوري": كيف يعجز عن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على أراضيه، في الوقت الذي يسارع فيه الحزب بالردّ على الهجمة الإسرائيلية التي استهدفت بعض قواته في القنيطرة؟ الجواب: إنه اختبار للمصداقية!
• رأت صحيفة الرأي الأردنية، في مقال لها، أن الأزمة السورية صنعت فجوة كبيرة في العلاقات الأردنية السورية، سببها الأساسي عدم فهم وتقدير "النظام السوري" للموقف الأردني، معتبرة أنه ربما لو كانت طريقة فهم الموقف الأردني موضوعية وعادلة لكان من حق الأردن أن يحظى بالتقدير على موقفه بكل تفاصيله، وأضافت الصحيفة: ولأن السنوات تتعاقب، فإن البعض نسي المحدد الأول للموقف الأردني وهو المصالح الأردنية كما هي أولوية كل الدول بما فيها "النظام السوري"، أما ما يقوله "النظام السوري" من أن درعا مشكلة أردنية، فهو تصريح يشبه حديث إسرائيل عن غزة عندما سعى لتكون مشكلة مصرية، ونذكره بأن درعا مدينة سورية، ومن صنع فيها المشكلات ليس الأردن، وحل مشكلتها مسؤولية "النظام السوري".