شهدت محافظات الشمال السوري أبرزها إدلب وحلب حالة من الغليان الشعبي لما آلت إليه الأوضاع في الشمال السوري بعد سيطرة قوات الأسد مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي وقطع طرق الإمداد بين الشمال والجنوب، لتغدوا طرق عبور قافلات الوقود القادمة من مناطق سيطرة تنظيم الدولة محصورة بطريق واحد يمر عبر إعزاز إلى عفرين التي تسيطر عليها قوات الحماية الشعبية وهي الأخيرة باتت شريكة في خنق الشعب السوري وحصاره.

أيام عصيبة مرت على الفلاح والمزارع وإصحاب المحلات التجارية ومن لا يملك عملاً أو مهنة بعد الغلاء الجنوني في الأسعار والتي وصلت لحدود فاقت القدرة الشرائية لألاف العائلات، أضف على ذلك عدم قدرة الفلاحين على جني محاصيلهم من القمح أو غيرها من المزروعات وعدم القدرة على سقايتها نظراً لإنقطاع المازوت وندرته في الأسوق.

والمعضلة الكبيرة كانت بالتجار والمحتكرين والذين قاموا مع بدء الأزمة بشراء كميات المازوت في الأسواق وتخزينها، كما تعدى ذلك لشراء بعض المواد الأساسية التي بدأت تنفذ في الأسواق بشكل ملحوظ كالسكر والشاي وغيرها من المواد، ما أوصل المواطن لحالة من الغليان الداخلي ينتظر فصائل الثوار لتجد حلاً جذرياً يعيد الحياة في المناطق المحررة لحالها الطبيعي بعد الشلل الذي أصابها لأكثر من شهر.

واليوم وبعد بدء دخول قافلات المازوت الى المناطق المحررة وفق اتفاق مع قوات الحماية في عفرين ووصول المازوت إلى سوق معارة الرئيسي بدأت تجار الأزمات بالعمل من جديد على شراء الكميات الكبيرة من المازوت ونقلها لمستودعاتهم وتخزينها بدل طرحها في الأسواق تحسباً لأي قطع جديد للطريق فيكون لهم الربح الوفير، لتعود المشكلة أكبر من ذي قبل ويغدوا الفلاح والمواطن ضائعاً بين ظلم القريب والبعيد لا يجد من يأخذ حقه بسبب عدم وجود ألية محددة لتوزيع المازوت على المناطق المحررة.

وهنا بات الأمر بيد القوى العسكرية المسيطرة على الأرض والتي بات العديد منها يدعم التجار لاسيما تجار الوقود والمواد الأساسية لتكون لهم حصة من الربح إما باسم الفصيل أو اسم قائد متمكن له سلطاته ونفوذه يستغلها في التجارة والربح دون أي حساب او رقابة عسكرية أو قضائية أو أي هيئة مدنية ليغدوا المازوت حلم المواطن السوري البسيط والفلاح المكافح الذي قضى أشهر أمام محصوله يرقب ذلك اليوم الذي يجنيه إلا أنه بات عاجزاً اليوم بعد ارتفاع تكاليف قطفه والتي قد لا يمكن سدادها من بيع المحصول كاملاً إن استطاع جنيه.

شنت الميليشيات الشيعية في ريف حلب الجنوبي فجر اليوم، هجوماً عسكرياً باتجاه بلدة خان طومان في محاولة جديدة لاستعادة السيطرة عليها، وسط اشتباكات عنيفة في المنطقة مع الثوار المرابطين هناك.

وقال ناشطون إن الميليشيات الشيعة بدأت هجومها بتكثيف القصف المدفعي والصاروخي على البلدة، تلاها محاولة تقدم لعناصرها من عدة محاور على شكل مجموعات مدعومة بالدبابات والأليات الثقيلة، حيث دارت اشتباكات عنيفة فجر اليوم تمكن الثوار المرابطين فيها من التصدي للهجوم بقوة وإجبار الميليشيات الشيعية على التراجع لمواقعها.

تجدر الإشارة إلى أن محاولات عديدة سابقة شنتها الميليشيات الشيعية في محاولة لاستعادة السيطرة على بلدة خان طومان الاستراتيجية في الجنوب الغربي من حلب، إلا أنها أمنيت في جميع المحاولات بالفشل وتكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد على الرغم من المساندة الجوية من الطيران الروسي.

أبدى جان إيجلاند رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة استعداد مجموعته "كمؤسسة إنسانية" للحوار مع الجميع في مناطق الصراعات، بما في ذلك تنظيم الدولة بهدف إيصال المساعدات"، مشيرا إلى أن مناطق تنظيم الدولة يتواجد فيها ما يقرب من 7 ملايين إنسان مدني في سوريا والعراق، وذلك من خلال تصريحات صحفية على هامش القمة العالمية للعمل الإنساني في مدينة إسطنبول التركية.

وأضاف إيجلاند مستشار المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا: "من المقبول اعتبار عدد من الحكومات ومؤسسات الأمم المتحدة، بعض المجموعات، على أنها إرهابية، لكننا كمؤسسات إغاثة علينا مساعدة كل من يعاني في أماكن الصراعات".

ولفت إيجلاند إلى أن الوضع الإنساني في سوريا يتدهور أكثر يوما بعد يوم، بسبب منع قوات الأسد السوري إيصال المساعدات الإنسانية.

حذر الائتلاف الوطني من مخاطر جدية تهدد المدنيين والنازحين في مناطق الساحل السوري، مشيرا إلى أن نظام الأسد "يفرض سلطته بالحديد والنار، ويختطف إرادة المدنيين بالتخويف والإرهاب".

ولفت الائتلاف إلى أن مجموعات ذات طبيعة منفلتة تدور في فلك نظام الأسد تقوم بالعدوان على النازحين بطرق مختلفة حيث تم الاعتداء على نازحين في "مخيم الكرنك" بطرطوس ووقعت حوادث إطلاق نار.

وعلى إثر ذلك دان الائتلاف الوطني أي انتهاك لحقوق السوريين في أي مكان، وشدد على رفضه وإدانته لجرائم تنظيم الدولة، وأكد رفضه لأي محاولة من قبل نظام الأسد لارتكاب المزيد من الجرائم باسمها.

وقال الائتلاف "إن سيناريوهات الإرهاب والانتقام والإرهاب المضاد، هي الطريقة التي يعتاش عليها إرهاب المنظمات وإرهاب الدول، وهي وسائلهم الإجرامية التي يسعون من خلالها للسيطرة على المدنيين وتخويفهم، وجرّهم نحو المزيد من الخضوع والانقياد".

ويذكر أن عناصر تنظيم الدولة نفذوا عمليات انتحارية بسيارات مفخخة وبأحزمة ناسفة مدينة طرطوس ومدينة جبلة بريف اللاذقية، ما أدى لسقوط حوالي 400 شخص بين قتيل وجريح، بينهم مدنيون.

قالت مصادر عسكرية في ريف حلب الشمالي اليوم، أن تنظيم الدولة أغلق المعبر الذي يربط مناطق سيطرته بمناطق سيطرة الثوار في منطقة إعزاز بريف حلب الشمالي، بعد يومين من افتتاح معبر بديل بين مناطق التنظيم والمناطق التي سيطرت عليها "قسد" في ريف حلب الشمالي.

وأوضح المصدر أن التنظيم و" قسد" يتشاركان في مخطط تطويق إعزاز ومحاولة خنقها بعد تحويل طرق عبور الوقود عنها وإغلاق المعابر التجارية بينها وبين مناطق التنظيم في كفرة، واستبدالها بمعبر بديل يربط مناطق سيطرة التنظيم ومناطق سيطرة "قسد" في إحرص وحربل، ما يجعل منطقة إعزاز بمعزل عن التبادل التجاري ولاسيما الوقود اللازم لتشغيل الأفران والمشافي والأليات المدنية منها والعسكرية.

هذا المخطط مهدت له قوات سوريا الديمقراطية من خلال سيطرتها على مناطق الثوار بريف حلب الشمالي وتمكنت من ربط معقلها في عفرين بمناطق سيطرة التنظيم شرقي حلب، على الرغم من أن الجبهة في إحرص كانت من أشد الجبهات اشتعالا بين الثوار وتنظيم الدولة إلا أنها شهدت هدوء كبيراً بعد سيطرة "قسد" عليها لتتصاعد الهجمات من الطرفين "قسد" وتنظيم الدولة على ما تبقى للثوار من مناطق في إعزاز شمالي حلب.

هذا الضغط الاقتصادي وحرمان المنطقة من الوقود سيجعل مصير الألاف من النازحين والعائلات القاطنة في منطقة إعزاز والمخيمات المنتشرة على طول الحدود التركية في أزمة إنسانية خانقة قد تتصاعد وتيرتها خلال الأيام القادمة في حال منع عنها الوقود والمواد الغذائية.

كثف الطيران الحربي لقوات الأسد اليوم، غارته الجوية على بلدات ريف حلب الشمالي والغربي تزامناً مع بدء دخول قوافل الوقود من منطقة عفرين إلى ريفي إدلب وحلب، حيث نفذ الطيران الحربي عشرات الغارات الجوية على طول طريق عبور القوافل.

وقال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف كلاً من دارة عزة ومعارة الأرتيق وكفرحمرة وعندان ومنطقة أسيا والقبر الإنكليزي بعشرات الغارات الجوية، بينها غارات بالقنابل العنقودية استهدفت قوافل المازوت ما أدى إلى استشهاد أحد سائقي السيارات وأضرار عديدة لحقت ببعض السيارات، كما استهدف الطيران محطة لتكرير النفط في منطقة اسيا أسفرت عن اشتعال النيران فيها بشكل كبير.

وفي عندان وكفرحمرة ومعارة الأرتيق سقط عدد من الجرحى في صفوف المدنيين إضافة إلى دمار كبير في المباني السكنية جراء عدة غارات استهدفت المنطقة.

وفي المقابل رد الثوار على قصف الطيران الحربي باستهداف بلدات نبل والزهراء بالعديد من قذائف الهاون التي استهدفت مواقع الميليشيات الشيعية في البلدتين محققين إصابات جيدة في صفوفهم.

دمشق::
اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد دارت في محيط حي القابون الدمشقي، في حين دارت اشتباكات بين عناصر تنظيم الدولة وعناصر جبهة النصرة في شارع حيفا بمخيم اليرموك جنوب العاصمة دمشق، وقتل خلالها اثنين من عناصر الأخير وسقط جرحى من الطرفين.

ريف دمشق::
اشتباكات عنيفة جدا بين الثوار وقوات الأسد دارت على الجبهة الجنوبية لمدينة داريا، وذلك على إثر محاولة تقدم الأخير في المنطقة، وتمكن الثوار من التصدي للهجوم وكبدوا المهاجمين خسائر في الأرواح والعتاد، كما أن هذا الهجوم يعتبر خرقا واضحا وصريحا لهدنة كانت أقرتها موسكو في مدينة داريا والغوطة الشرقية لمدة 72 ساعة، إلا أن قوات الأسد بعد دقائق قليلة من إعلان الهدنة شنت هجوما على المدينة دون أي اكتراث في ظل تواطؤ من المجتمع الدولي، وفي منطقة خان الشيح استهدفت قوات الأسد الطريق الواصل بين مخيم خان الشيح وبلدة زاكية بالرشاشات الثقيلة، أما في مدينة الكسوة فقد انفجرت عبوة ناسفة بسيارة قرب حارة الخضراوي ما أدى لسقوط جريح، واستهدفت قوات الأسد منطقة البساتين بالمدينة بقذيفة دبابة، وفي الغوطة الشرقية تعرضت أطراف مدينة عربين لقصف مدفعي دون حدوث إصابات بشرية، وفي الريف الجنوبي استهدف الثوار مواقع قوات الأسد في بلدتي دير ماكر ودناجي بقذائف المدفعية، وعلى محور آخر دارت اشتباكات متقطعة بين الثوار وعناصر تنظيم الدولة على أطراف بلدة يلدا وقتل خلالها اثنين من عناصر التنظيم، أما في منطقة القلمون الغربي فقد استهدفت مدفعية الجيش اللبناني النقاط المحررة في الجرود.

حلب::
منذ الصباح الباكر حلق الطيران الحربي الروسي فوق سماء حلب وريفها ليشن غارات جوية مكثفة، حيث استهدف بلدتي معارة الأرتيق وكفرحمرة ومدينتي حريتان وعندان ومنطقة القبر الإنكليزي وطريق غازي عينتاب بالإضافة لطريق الكاستيلو، واستهدفت أيضا الطائرات الروسية مصفاة نفط في منطقة آسيا ما أدى لاندلاع حرائق تم إخمادها فيما بعد، وألقت المروحيات ببرميل متفجر على منطقة آسيا ما أدى لسقوط جرحى، وتعرضت مدينة عندان لقصف مدفعي، ورد الثوار على ذلك باستهداف معاقل الميليشيات الشيعية في بلدتي نبل والزهراء بقذائف الهاون وحققوا إصابات مباشرة، أما في الريف الغربي وبعد فتح معبر إنساني من مدينة عفرين ودارة عزة ومرور الشاحنات المحملة بالمحروقات والمازوت قامت الطائرات الروسية باستهداف الشاحنات بشكل مباشر أدت لسقوط عدد من الشهداء والجرحى بين سائقيها والمدنيين المجتمعين حولها، وأيضا شنت غارات على بلدات كفرناها وخان العسل وكفربسين وبابيص، وفي الريف الجنوبي جرت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الأسد على جبهة برنة بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف على بلدة هوبر، أما في مدينة حلب فقد ألقى الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على حي مساكن هنانو، وتعرضت أحياء حلب الشرقية لقصف مدفعي، ورد الثوار باستهداف مواقع قوات الأسد على جبهة الراموسة بقذائف من مدفع جهنم وحققوا إصابات مباشرة، ودارت اشتباكات بين الطرفين في منطقة السبع بحرات والسويقة بحلب القديمة، وفي مخيم حندرات تمكن الثوار من التصدي لمحاولات تقدم قوات الأسد وكبدوها خسائر بشرية ومادية، وفي خبر منفصل فقد سقط شهداء وجرحى في حي الهلك بمدينة حلب جراء استهدافهم من قناصو قوات سوريا الديمقراطية المتمركزين في حي الشيخ مقصود، فيما سقطت قذائف على أحياء خاضعة لسيطرة قوات الأسد وأدت لسقوط جرحى في صفوف المدنيين.

حماة::
ألقى الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على بلدتي الزارة وحربنفسة بالريف الجنوبي، وفي الريف الغربي استهدفت قوات الأسد صوامع قرية المنصورة وقرية العنكاوي بقذائف المدفعية والهاون، وتعرضت قرية التلول الحمر بالريف الجنوبي لقصف مدفعي.

إدلب::
شن الطيران الحربي غارات جوية على قريتي حيلا وعدوان بسهل الروج، كما أغارات أيضا على مدينة سراقب دون تسجيل سقوط أي إصابات.

حمص::
نفذ عنصر تابع لتنظيم الدولة عملية انتحارية استهدف بها تجمعا لقوات الأسد عند بوابة كتيبة الكيمياء في منطقة الفرقلس بالريف الشرقي، وأعلن التنظيم عن تمكن عناصره من استعادة السيطرة على تلة الصوانة في محيط منطقة حويسيس، وفي مدينة حمص تعرض حي الوعر المحاصر لقصف بقذائف الهاون، ووردت معلومات عن سقوط جرحى في صفوف المدنيين، أما في الريف الشمالي فقد ألقى الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على قرية غرناطة وبالألغام البحرية على قرى عز الدين وديرفول والسطحيات، وتعرضت منطقة الحولة لقصف بالرشاشات الثقيلة ما أدى لسقوط جرحى في صفوف المدنيين، واستهدفت قوات الأسد بلدة الغنطو بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة.

درعا::
تعرضت أحياء مدينة درعا البلد المحررة لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.

ديرالزور::
دارت اشتباكات بين عناصر تنظيم الدولة وقوات الأسد في حي الصناعة، في حين شن الطيران الحربي غارات جوية على أحياء والرشدية والصناعة وحويجة صكر في مدينة دير الزور، وعلى محيط دوار البانوراما ومحيط مطار ديرالزور العسكري، وفي سياق منفصل ألقت طائرات شحن روسية أكثر من 20 شحنة من المساعدات وسقطت في مناطق سيطرة الأسد، ومن جهة أخرى فقد أعدم عناصر تنظيم الدولة شخصين في ناحية حصيبة الحوددية رميا بالرصاص بتهمة الردة.

الرقة::
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عن إطلاقها حملة جديدة ضد تنظيم الدولة في محافظة الرقة تحت اسم "حملة تحرير شمال الرقة" ، حيث ستكون تحت غطاء جوي من قبل طيران التحالف الدولي، وكانت الحملة قد انطلقت عند الساعة الثانية عبر ثلاث أجنحة، الأول من بلدة عين عيسى، والثاني من مطعم النخيل، والثالث من اللواء "93"، وستكون الأجنحة الثلاثة منطلقةً باتجاه أهداف محددة مسبقة، كما سيكون في طليعة القوات المشاركة في الحملة ألوية أحرار الرقة، ولواء التحرير وهم من المكون العربي كانوا قد انضموا سابقاً إلى قوات سوريا الديمقراطية، حيث بدأ طيران التحالف بشن غارات جوية على أطراف مدينة الرقة وعلى قرية الهيشة ومضختها، وعلى إثر ذلك دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين قرب قرية الهيشة وعلى أطراف بلدة عين عيسى وقرية تل السمن، وقام التنظيم خلالها باستهداف قرية السويدان غربي مدينة عين عيسى بقذائف الهاون.

أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن حل الأزمة السورية لا يكون فقط بمساعدة اللاجئين، بل يجب حلها من الجذور، من خلال إيجاد الانتقال السياسي أيضًا، مشدداً على أن الانتقال يعني رحيل بشار الأسد، لتكوين مستقبل جديد لسوريا.

وأضاف الجبير، في تصريحات لوكالة "الأناضول" على هامش القمة الانسانية في إسطنبول التي اختتمت اليوم، أن "العالم حاليا يقدم للاجئين السوريين المساعدات، ولكن هذا حل مؤقت، لكن الحل هو بإيجاد تغيير في سوريا لإعادة بنائها، وإعادة اللاجئين إلى ديارهم"، مشيرًا أنه "يفضل أن تتم المرحلة الانتقالية عبر العملية السلمية، لكن إذا لم تتم بطريقة سلمية، سيكون بالسلاح، ونظام الأسد سوف يسقط أولًا أو آخراً".

وتابع "نعتقد أن الأزمة السورية مأساة فشل المجتمع الدولي التعامل معها بفعالية، والمسؤولية تقع على نظام بشار الأسد، الذي تسبب بقتل أكثر من 400 ألف من الأبرياء السوريين، وتشريد 12 مليون، وتدمير البلاد".

وعن دور بلاده في تقديم المساعدات الإنسانية قال الجبير إن"السعودية من الدول الرائدة فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، وعلى مدى العقود التي فاتت، أنفقت مبالغ تتجاوز 110 مليار دولا أمريكي، للمساعدات الإنسانية، وهذا الذي يجعل المملكة من أكثر الدول المانحة في العالم".

وأشار أن "هذه المساعدات قدمت لـ 95 دولة حول العالم، والمملكة هي من الدول القليلة التي أوفت بتوصيات الأمم المتحدة حول تقديم مبلغ لا يقل عن 0.7% من الناتج القومي، في المساعدات الإنمائية والإنسانية".

واستطرد بالقول "هذا الشي ليس غريباً بالنسبة لنا، لأنه ينبع من ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا، ونحن نؤيد وندعم الجهود الرامية لتكثيف التعاون بين المؤسسات الدولية، والدول في العالم، من أجل المساعدات الإنسانية، ونرحب بعقد هذه القمة التاريخية، لأننا نأمل بأن تؤدي إلى مزيد من التعاون".

و كان الجبير قد أكد بالأمس أن سوريا بحاجة لتغيير الموازين على الأرض، مستهزئً بتعامل المجتمع الدولي مع الملف السوري الذي يكتفي بـ" توفير الراحة لهؤلاء الذين يتعرضون للقتل هناك"، وفق ما نقلته عنه وكالة الأنباء الألمانية.

و قال الجبير إنه :"إذا تم التعامل فقط مع تداعيات الأزمة السورية، فإن العملية لن تنتهي أبدا"، مؤكدا أن المساعدات وحدها لا يمكن أن تكون حلا.

وتابع إن نظام الأسد سيواجه "عواقب" بسبب منعه وصول المساعدات إلى مناطق المحاصرة ، مشدداً أن الحل بسوريا في الوقت الراهن بحاجة إلى " لتغيير ميزان القوة على الأرض" .

تصريحات الجبير تأتي بعد أن عجزت مجموعة دعم سوريا التي اجتمعت في ١٧ الشهر الجاري في فيينا بالخروج بمقررات ذات فعالية على الأرض، أو حتى على الصعيد السياسي الذي بقي معلقاً حتى اشعار اخر.

وقع كل من جيش الإسلام و فيلق الرحمن على إعلان مبادئ متفق عليها بين الطرفين تضمنت ست نقاط و تشكيل لجنة مؤلفة من ستة أشخاص مهمتها الاشراف على تنفيذ بنود الوثيقة التي وقعها قائد جيش الإسلام عصام بويضاني وقائد فيلق الرحمن النقيب عبد الناصر شمير..

وبدأت ملامح حل الخلاف وإنهاء حالة الاقتتال في الغوطة الشرقية تلوح في الأفق، خصوصا بعد أن أعلن جيش الإسلام عن إطلاق سراح أسرى من فيلق الرحمن كان يحتجزهم، وبعد أن أعلن فيلق الرحمن وجيش الفسطاط عن إطلاق سراح أسرى من عناصر جيش الإسلام ممن كانوا في سجونهم.

وتضمن البيان ، الذي نشر منذ قليل ، و مرفق بالتقرير ، مبدأً ينص على ضرورة الاحتكام لمحكمة يتم التوافق عليها والالتزام بتنفيذ أحكامها للبت في قضايا الاغتيالات التي حصلت، بالإضافة للالتزام بالتنسيق الكامل والتعاون المشترك لحماية الجبهات ضد نظام الأسد وميليشياته.

كما واتفق الطرفان على وضع كافة النقاط الخلافية في ورقة عمل وترتيب أولويات الحل ضمن جدول زمني، مع اعتبار لجنة الفعاليات المدنية المعتمدة هي المسؤولة عن التواصل والتنسيق بين الطرفين، على أن تضم اللجنة أعضاءً عدّة، غالبيتهم رؤساء هيئات مدنية في الغوطة الشرقية.

و حرم البيان في أولى نقاطه اللجوء إلى السلاح بين الأخوة و اطلاق سراح المعتقلين بين الطرفين و الأهم اعتبار الغوطة وحدة جغرافية و سكنية واحدة غير قابلة للتقسيم إلى مناطق النفوذ..

والجدير بالذكر أن مدن وبلدات في الغوطة الشرقية شهدت اشتباكات عنيفة بين جيش الإسلام من جهة وفيلق الرحمن وجيش الفسطاط من جهة أخرى، وسقط خلالها العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الطرفين، فيما استغل نظام الأسد حالة الخلاف وسيطر على بلدات عديدة في القطاع الجنوبي للغوطة الشرقية.

سربت قيادات عسكرية ضمن قوات سوريا الديمقراطية معلومات تؤكد استلام "قسد" لأسلحة أمريكة جديدة قبيل بدء العلمية العسكرية المزمعة على مدينة الرقة شرقي سوريا.

المصدر أكد أن الأسلحة التي استلمتها" قسد" من الولايات المتحدة الأمريكية تشمل أسلحة متطورة لم يححدد نوعها وماهيتها، إلا أنها ستستخدم في حرب تنظيم الدولة في معقلة الرئيسي في مدينة الرقة ضمن عملية عسكرية واسعة تقودها " قسد" بدعم من التحالف الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة.

وجاءت هذه الدفعة بعد زيارة سرية قام بها الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل والتي جمعته مع قيادات من "قسد" في مناطق سيطرتها في سوريا موخراً، بهدف التخطيط لمعركة السيطرة على مدينة الرقة معتقل تنظيم الدولة الرئيسي.

تجدر الإشارة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية تتلقى دعم جوي وعسكري كبير من الولايات المتحدة ساهم بتمكنها من السيطرة على مناطق واسعة في عين العرب وسد تشرين ومناطق عديدة بريف محافظة الرقة.

دعا رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة إلى أن يبدي الاتحاد الأوربي تفاعلاً أكبر على الصعيد السياسي في الملف السوري، للمساهمة في التوصل إلى حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري، وإعادة بناء سورية، سواء البنية التحتية أم المجتمع.

وجاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك بين العبدة ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي "المار بروك"، وتقدم العبدة بالشكر لأوروبا على دعمها للشعب السوري خلال السنوات الخمس الأخيرة، على صعيد الدعم الإنساني، وكافة أشكال الدعم الأخرى، معبراً عن أمله بأن يستمر هذا الدعم.

من جهته قال "بروك" إن الاتحاد الأوروبي يدعم بشدة خارطة الطريق للتوصل إلى حل سياسي في سورية لبناء دولة على أسس أفضل من الديمقراطية وحكم القانون وحقوق الإنسان، معبراً عن أمله بأن تصبح الهدنة –وهي شرط لتحقيق ذلك– أكثر استقراراً ليكون بإمكان الجميع الجلوس إلى طاولة المفاوضات.

واعتبر "بروك" أن استقرار الهدنة هو السبيل الوحيد لتجاوز هذا الوضع، مضيفاً: "نحن في الاتحاد الأوروبي مستعدون لدعم ذلك، وأعتقد أن على الأوروبيين الاضطلاع بمزيد من المسؤوليات على هذا الصعيد، ذلك أن هذه مصلحتنا".

وأكد على ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء أكثر مشاركة في ذلك بشكل منسق، وأن يحظى اللاجئون بدعم أفضل.

وعقد العبدة برفقة وفد من الائتلاف الوطني عدد من الاجتماعات خلال جولته الأوروبية، وكان من ضمنها لقاء مع الممثلة العليا للسياسية الخارجية في الاتحاد الأوربي فيدريكا موغريني، في بروكسل، قبل اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة الوضع السوري، وأكد العبدة على أن نظام الأسد يدمر سورية ويحاول أن يدمر الهدنة ويدمر العملية السياسية.

قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن تنظيم الدولة عدو مشترك للجميع ما يتطلب التعاون بين الجميع، وأن التنظيم ما يزال عدواً شرساً رغم الضربات الجوية التي تلقاها.

وأضاف "مارك تونر" في مؤتمر صحفي في الخارجية الأمريكية اليوم "ندين التفجيرات التي نفذها تنظيم الدولة في طرطوس وجبلة"، معتبراً أن البيئة في سورية معقدة بوجود تنظيم الدولة وجبهة النصرة وفصائل أخرى مسلحة.

وأكد أن فصائل المعارضة المسلحة التزمت تماماً بوقف الأعمال العدائية، وأنها تركز العمل مع روسيا لاستمرار تثبيت وقف الأعمال العدائية.

وأشار في معرض حديثه إلى أن حركة أحرار الشام الإسلامية ليست إرهابية وتشارك في مفاوضات السلام ضمن وفد المعارضة، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تدعم نظام الأسد بأي شكل ولاتزال ملتزمة بعدم وجود الأسد في مستقبل سوريا.