أكدت "جبهة تحرير سوريا" رفضها التام لقرار وزارة الخارجية الأمريكية عن إدراج "كتيبة الإمام البخاري" كمنظمة إرهابية متهمة إياها بممارسة نشاطات إجرامية والارتباط التنظيمي ببعض الجهات التي سبق وأدرجتها الخارجية الأمريكية على لائحة الإرهاب.
وأوضحت الجبهة في بيان لها أن "كتيبة الإمام البخاري" هم من أبناء الشعب الأوزبكي الذين اضطروا للخروج من بلادهم بسبب القمع والاضطهاد الذي يتعرضون له من قبل الحكومة الاستبدادية هناك، وشاركوا جنبا إلى جنب مع جميع التشكيلات الثورية في محاربة إرهاب النظام وتنظيم الدولة، وكانت لهم أيادي بيضاء على الشعب السوري.
وأكدت الجبهة أن "كتيبة الإمام البخاري" مجموعة مستقلة تماما وليس لها أي ارتباط فكري أو تنظيمي بأي من الجماعات التي تصنفها الولايات المتحدة الأمريكية تحت لائحة الإرهاب، بل إن الكتيبة من أكثر الجماعات العسكرية التي وقفت في وجه التطرف والغلو في سوريا، ولم تتورط بأي تصريحات أو أعمال عدائية خارج الحدود السورية، كما لم يكن لها أي مشاركة في العدوان على الشعب السوري أو فصائله الثورية، الأمر الذي دفع بتنظيم الدولة -وبتعاون مع الاستخبارات الروسية إلى تنفيذ عملية اغتيال بحق قائد الكتيبة "الشيخ صلاح" العام الفائت بسبب قوة مواجهته لهم فكريا وعسكريا.
وعبرت "جبهة تحرير سوريا" استغرابها هذا القرار من الإدارة الأمريكية في حق من يساند الشعب السوري في محاربة الإرهاب في الوقت الذي تقف فيه أمريكا والمجتمع الدولي بأسره موقف المتفرج من المذابح وجرائم التهجير القسري التي يمارسها نظام الأسد مدعوما بالميليشيات الطائفية وقوات الاحتلال الروسي.
وصنفت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، كتيبة الإمام البخاري العاملة في الشمال السوري كمنظمة "إرهابية عالمية ".
كتيبة الإمام البخاري أحد أبرز الكتائب التي تضم مقاتلين أوزبك كان بدايات عملها مع أحرار الشام، أسسها أبو محمد الأوزباكي في العام 2013، الذي قضى في إحدى معارك ريف حلب في آذار/مارس 2014. وخلّفه في قيادة الكتيبة صلاح الدين الأوزباكي، الذي تعرض لعملية اغتيال على يد عنصر أوزبكي عقب انتهائهم من صلاة المغرب في 28 نيسان 2017 في مدينة إدلب.
وأعلن المقاتلون الأوزبك في كتيبة الإمام البخاري في 25 شباط المنصرم، التزامهم الحياد في الصراع القائم بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا في الشمال السوري في بيان رسمي، بعد ساعات قليلة من رسالة وجهها "أبو ذر عزام التركستاني" للمهاجرين في سوريا.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الرسائل التي وجهها المتظاهرون من أبناء القرى العربية المحتلة بريف حلب الشمالي، بتحقيق الأمن والاستقرار في تل رفعت ومنبج وتل أبيض ورأس العين، لن تبق بدون جواب.
وأضاف أردوكان بحسب مانقلت "الأناضول" بالقول: "سنكون في أقرب وقت إلى جانب أشقائنا الذين ترنوا أعينهم وقلوبهم إلينا على طول الحدود السورية"، وتابع "لا يمكن لأحد القول إن تركيا وقواتها تقوم باحتلال #سوريا، والغرب قدّم أفضل الأمثلة على عمليات الاحتلال".
كان خرج الآلاف من مهجري المناطق التي تحتلها مليشيات قوات سوريا الديمقراطية شمال حلب بعد صلاة الجمعة الأمس، بمظاهرات حاشدة بالقرب من معبر باب السلامة شمال حلب على الحدود السورية التركية، مطالبين بتحرير مدنهم وبلداتهم وقراهم.
وناشد المتظاهرون الجيش الحر والجيش التركي المشاركين في عمليات غصن الزيتون لتحرير مدن وقراهم المحتلة من قبل قسد شمال حلب، والتي يبلغ عدد 42 مدينة وقرية، حيث يعيش المهجرون من البلدات المحتلة منذ ما يقارب العامين في مخيمات شمال حلب، ويبلغ عددهم قرابة الـ350 ألف إنسان، يعيشون في أوضاع صعبة للغاية، مع افتقار للكهرباء والماء والغذاء والدواء والعلاج.
والمدن والبلدات التي تحتلها قسد هي " مدينة تل رفعت، بلدة دير جمال، بلدة كفرنايا، بلدة الشيخ عيسى، كفرناصح، الشهابية، مزرعة الشيخ هلال، إحرص، حربل، أم حوش، حساجك، فافين، الزبارة، خربة الحياة، منغ، عين دقنة، مرعناز، المالكية، تل عجار، أناب، كشتعار، المزرعة، مريمين، شوارغة، مزرعة المزرعة، طاطا مراش، تبن، كفر أنطون، طويس، الهيبي، كفرمز، أم القرى، الوحشية، واسطة، سروج، الحصية، السموقة، طعانة، قرامل، تل حيحان، تل المضيقـ القلقمية".
وكانت قسد في شهر شباط من عام 2016 قد تمكنت من السيطرة على هذه المناطق إبان تقدم قوات الأسد والميليشيات الشيعية لبلدتي نبل والزهراء، حيث قامت قوات قسد بالسيطرة على البلدات المذكورة بعد اشتباكات مع الجيش الحر، قدمت فيها روسيا دعماً جوياٌ كبيراً وحظيت ذات القوات بتغطية مدفعية كبيرة من قبل قوات الأسد.
بدورها طالبت غرفة عمليات "أهل الديار" المشاركين في عملية "غصن الزيتون" قيادة وعناصرا التوجه لتحرير البلدات والمدن العربية المحتلة بريف حلب الشمالي لتكمل فرحة الانتصارات التي طال انتظارها لإعادة المهجرين إليها.
وأضافت غرفة العمليات في بيان لها إن أهل الديار المحتلة قدموا كغيرهم من الأبطال الكثير من التضحيات ضمن عملية غصن الزيتون، ولم يبخلوا بشيء وقدموا الشهداء والمصابين في سبيل تحريرها، مبينة أن مقاتليها على أتم الاستعداد بكامل الجاهزية لإعلان ساعة الصفر لتبدأ عملية تحرير الديار المحتلة، حتى لا تخيب آمال المهجرين من أبناء تلك المناطق.
أعلن الجيش التركي صباح اليوم السبت، سيطرة قوات "غصن الزيتون" على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين، في وقت أكدت فيها قيادات من الجيش السوري الحر إتمام السيطرة على كامل القرى والبلدات التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب.
وذكر بيان صادر عن الجيش التركي اليوم، أن قوات "غصن الزيتون" تتخذ تدابير احترازية من أجل ضمان عودة آمنة للمدنيين إلى منازلهم، وفي هذا الإطار، تجري القوات التركية تمشيطا لمنطقة عفرين، من أجل تفكيك العبوات الناسفة والألغام التي زرعها الإرهابيون.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية في العشرين من شهر كانون الثاني 2018، بدء عملية عسكرية شبيهة بعملة "درع الفرات" تستهدف مواقع وحدات حماية الشعب YPG، في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، حملت العملية اسم عملية "غصن الزيتون" بالتشارك مع الجيش السوري الحر، بهدف إرساء الأمن والاستقرار على الحدود الجنوبية لتركيا، في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن لمكافحة الإرهاب، مع احترام وحدة الأراضي السورية.
بددت معركة "غصن الزيتون" أحلام المشروع الانفصالي في بناء دولة انفصالية في الشمال السوري تقودها ميليشيات الوحدات الشعبية على حساب عذابات ومعاناة الشعب السوري وسعياً لتقسيم سوريا وضرب وحدة أراضيها مستغلة الحراك الشعبي في الثورة السورية، والدعم الأمريكي بحجة قتال تنظيم الدولة.
وكشفت "غصن الزيتون" التي سيطرت على هذه المساحة الكبيرة خلال مدة أقل من شهرين حجم الوهن والضعف الذي تعانيه الوحدات الشعبية التي وقفت عاجزة أمام تقدم الجيش الحر والقوات التركية، رغم كل ماتملكه من مقومات جغرافية وبشرية ودعم منقطع النظير بالسلاح والعتاد العسكري، وهذا إن دل على شيء فإنه يشير لأنها اعتمدت على القصف الجوي للتحالف الدولي الذي دمر المناطق التي سيطرت عليها بشكل كامل، وأنها لن تسطيع فعلياً حماية مناطق سيطرتها في حال غياب هذا الدعم وبالتالي باتت مهددة في جميع مناطقها مستقبلاً والتي يتطلع أبناء هذه المناطق المهجرين منها لتحريرها واستعادتها لأهالها.
خسارة عفرين بالنسبة للوحدات الشعبية ضربة قاضية وموجعة لها عسكرياً وجغرافياً وبشرياً، إضافة لأنها كشفت حجم الوهن الذي تعانيه بعيداً عن حلفائها، وعرتها أمام مناصريها في إنها تستطيع الدفاع عن مناطقها التي مارست فيها الاعتقال والتجنيد والتسلط لسنوات طويلة باسم حمايتها وحفظ أمنها، كما أنها كشفت حجم التعاون والتنسيق بينها وبين النظام الذي تظاهرت في عدائه واستغلت حراك الشعب الثائر لتحقيق مشروعها الانفصالي.
منذ خمس سنوات مضت تدافع الغوطة الشرقية عن نفسها بصدور أبنائها وأشلاء أطفالها، خمس سنوات من الحصار لم يدخل إليها أي سلاح أو عتاد أو ذخائر ومع ذلك صمدت، رغم كل الموت وكل الدمار وكل الجوع والقصف المتواصل، فإن الغوطة الشرقية عين قاومت المخرز وأي مخرز تصمد في وجهه، وتتحدى العالم الذي تركها تواجه مصيرها بعد خمس سنوات من التحدي والثبات.
وصل أهالي الغوطة الشرقية بعد كل ما قدموه من صمود ودماء لخيارين أحلهما مر، إما القبول بالتهجير والخروج من بقعة الموت التي غيبت خيرة أبنائهم ودمرت أرضهم على أمل العودة إليها ذات يوم محررين، أو القبول بالركوع للأسد وحلفائه والرضوخ لشروطهم في المصالحة وحكم الأسد من جديد وتسلط الميليشيات وأجهزة المخابرات والذل والمهانة، فكان الخيار الأول اقل شدة رغم قساوته.
يغادر أبناء الغوطة الشرقية اليوم ديارهم بتهجير قسري إلى الشمال السوري على مرأي ومسمع العالم الصامت عن كل جرائم العصر بحق شعب طالب بالحرية، ليعلن المجرم نصره على أشلاء الأطفال وتدمير البلاد وعذابات الشعب المطالب بحريته وخلاصه من الاستبداد، ليبقى شبحهم هاجساً يلاحقه في كل مكان والذي ظن أنه بإبعادهم عن أرضهم سيكسر شوكتهم.
لم تنفع سياسية "الجوع أو الركوع" التي اتبعها الأسد وحلفائه طيلة سنوات مضت في كسر إرادة أهالي الغوطة الشرقية في قبول مايفرض عليهم من اتفاقيات مصالحة أو تسليم أو تهجير، رغم كل الحملات التي واجهتها الغوطة وشلالات الدم التي سالت في شوارع بلداتها والحملات العسكرية التي استهدفت جبهاتها.
أثبت أهالي الغوطة الشرقية خلال خمس سنوات مضت أن إرادتهم وصبرهم أقوى من الجوع ومن الطائرات والصواريخ والحصار الذي مورس بحقهم برعاية دولية صامتة عن كل ما يحصل من انتهاك لحقوق الإنسان وخرق لقرارات المجتمع الدولية وليس بأخرها قرار الهدنة
للعام الخامس على التوالي حاصر نظام الأسد أكثر من 350 ألف مدني في غوطة دمشق الشرقية، كابدوا الموت جوعاً وقصفاً منذ سنوات على مرأى ومسمع العالم أجمع، والذي لم يحرك ساكناً لتخفيف الحصار عن المدنيين لا ذنب لهم إلا أنهم ثاروا على نظام استبد بهم، فكان رد الأسد بسياسة الجوع أو الركوع من خلال الحصار الجائر والذي لم يكسر عزيمتهم خلال خمس سنوات مضت.
لموقع الغوطة الشرقية الاستراتيجي على الطرف الشرقي من العاصمة دمشق مركز قيادة نظام الأسد وعاصمته السياسية أهمية بالغة بالنسبة لوجوده، حاول جاهداً منذ بدء التدخل الإيراني والروسي لمساندته على كسر الطوق حول دمشق من خلال اتباع سياسة الحصار على العديد من المدن والبلدات، كانت جنوب دمشق داريا التي كسرت شوكة الأسد لسنوات وتحدت كل صنوف الموت الذي مورس ضدها، كذلك مضايا وبقين ومعضمية الشام والعديد من المناطق التي واجهت الحصار والموت لسنوات عدة.
استطاع الأسد خلال السنوات الماضية فك عقد الطوق حول دمشق من خلال عمليات التهجير التي مارسها بمساعدة روسيا وبمباركة من المجتمع الدولي، فأجبر غالبية المناطق الثائرة على توقيع المصالحات، ومن رفض وقاوم وصمد كل آلة القتل والتجويع أجبر على الخروج من أرضه وبلده باتجاه الشمال السوري، ليأتي الدور على الحزام الشرقي للعاصمة ممثلا في الغوطة الشرقية.
خمس سنوات مرت ونظام الأسد يحكم الحصار على بلدات ومدن الغوطة الشرقية، ويعمل جاهداً على تضييق المساحة المحررة تباعاً من خلال سلسلة عمليات عسكرية لاتزال مستمرة تمكن خلالها من السيطرة على سلة الغوطة الغذائية في القطاع الجنوبي، والسيطرة على الأحياء الشرقية للعاصمة دمشق والتي كانت مصدراً رئيسياً لإمداد الغوطة الشرقية بالمواد الغذائية ومستلزمات الحياة عبر الأنفاق، وأخرها الحملة العسكرية التي مكنته من التقدم في اوتايا والشيفونية وحوش الضواهرة وحزرما والنشابية وصولاً لعزل المدن الرئيسية عن بعضها حرستا ودوما وعربين وتقطيع أوصالها.
عاش قرابة 370 ألفاً من المدنيين في بقعة جغرافية صغيرة مؤلفة من مدن وبلدات "دوما، حرستا، مسرابا، عربين، بيت سوى، حمورية، زملكا، سقبا، حزه، عين ترما، كفربطنا، جسرين، افتريس، المحمدية، حوش الأشعري، الريحان، مديرا، حي جوبر"، وسط محاولات نظام الأسد المستمرة للتوسع وتضييق الخناق أكثر على المنطقة من خلال عمليات عسكرية مستمرة على جبهات عين ترما وحي جوبر والشيفونية والمشافي وإدارة المركبات شرقي العاصمة دمشق.
عينٌ بصيرةٌ تجوب على مدى النظر، تعاين مشاهد الدمار الحاصل في المكان، ويدٌ قصيرةٌ ترفع الركام هنا، وبحركةٍ خجولةٍ تعيد ترميم المُتهالِك هناك، تحدٍّ كبير يواجه أهالي مدينة الرقّة في رفع الأنقاض عن مدينتهم، تحدٍّ يرافقه ضعفٌ في الإمكانيّات الماديّة من جهة، وقِلّةٍ في توافر موادّ البناء وارتفاع أسعارها من جهةٍ أخرى، حيث وصل سعر حجر البناء الواحد “البلوكة” إلى نحو ٢٠٠ ليرة سوريّة، وكيس الاسمنت نحو٢٣٠٠ ليرة، إذ تختلف الأسعار ما بين الريف والمدينة، ناهيك عن ارتفاع أجور العمّالة نتيجة قلتها.
أحد مالكيّ المحلاّت في شارع القوتلي، -وسط مدينة الرقّة-، قال لـ "الرقة تذبح بصمت" إنّه قام بترميم جدران المحالّ التي كانت تريد أن تنقضّ، فأقمها باقلّ التكاليف الممكنة، حيث وصل تقريبًا تكلفة ترميم المحلّ الواحد نحو ٢٠٠ ألف ليرة سوريّة، هذا وتعتبر المحال التجاريّة في مدينة الرقّة مصدر رزقٍ لكثير من عوائل المدينة.
حياةٌ مُقفرة يأمل الأهالي أن تتعافى خاصّةً مع قدوم فصل الصيف، على أمل عودة من هم في خارج الرقّة، فيما يرى البعض أنّه من فقد بيته، أو ملكه بشكل كامل لا سبيل لعودته في المستقبل القريب، إلّا من تضرّرت منازلهم بشكل جزئي، هذا وتتمّ أعمال البناء والترميم على نفقة الأهالي الخاصّة، ممّا يضطرّهم إلى شراء بعض المواد من بائعيّ الخردة أو ما يطلق عليهم “المعفشين”.
وتنتشر هذه الظاهرة في الرقّة، حيث يتمّ استخراج الحديد أو حجر البناء من الأبنية المدمّرة التي لم يتفقدها أصحابها بعد، رغم ما تشكّله هذه المصلحة خطراً كبيراً على من يمتهنها وذلك بسبب وجود الألغام، ويبقى الفقر هو العامل الرئيس الذي يدفعهم على القيام بهذه الأعمال، بحسب التقرير.
ولم يتوقّف حدّ الدمار والأنقاض على المنازل والمحالّ والممتلكات الخاصّة، بل هناك الدمار الأكبر والأسبق الذي طال البنية التحتيّة للمدينة من جسور، ومشافي، ومؤسسات حكوميّة، رغم الإعلان عن اجتماعات بين وفود من وزارة الخارجيّة الأميركية، ولجان من مجلس مدينة الرقّة في عين عيسى، إذ ضمّ الوفد لجان فنيّة ومنظمات مختصّة بنزع الألغام التي تحول دون عودة الأهالي إلى منازلهم كي يتفقدوها، والتي تتسبب باغتيال أرواح من ٢-٣ أشخاص يوميّاً.
أكثر من ٧٥٪ هو الدمار الحاصل في مدينة الرقّة، دمارٌ كلّف قوّات التحالف الدوليّ والدول الداعمة له حملةً ضدّ تنظيم الدولة، قُدِّرَت بمليارات الدولارات، انتهت بتدمير مدينةٍ وجعلها أثراً بعد عين، هذا عدا ما حصدته من المئات من أرواح المدنيين، فيما يعجز اليوم عن رفع الأنقاض وما خلّفَه من ركام.
تعرض عشرات اللاجئين في مخيم الركبان في البادية السورية لحالات اختناق بسبب هبوب عواصف رملية وترابية، في الوقت الذي يفتقر فيه المخيم للرعاية الصحية المناسبة.
ونقل الناشط عماد أبو شام من مخيم الركبان لـشبكة شام "أن المخيم تعرض لعاصفة غبارية تسببت بالعشرات من حالات الاختناق غالبيتهم من الاطفال، والشيوخ، في ظل انعدام الخدمات الطبية اللازمة لمثل هذه الحالات".
وأوضح أبو شام "أن المخيم يعاني من ضعف كبير في الناحية الطبية من حيث عدم توفر أجهزة الرذاذ، بالإضافة إلى افتقاره للأطباء المختصين، الأمر الذي يفاقم من معاناة المدنيين في المخيم".
وشهد المخيم منذ عدة اسابيع عواصف رملية استمرت لمدة تجاوزت الثلاثة أيام، تسببت في عدد من حالات الاختناق، دون تشجيل اي وفيات بين المدنيين.
يذكر أن مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية يضم أكثر من 55 ألف لاجئ سوري من مناطق شرقية من سوريا، يعيش سكانه ضروف إنسانية صعبة في ظل وقوعهم في حصار شبه تام.
أكد رئيس أركان الجيش التركي، "خلوصي أكار"، أن قوات بلاده المشاركة في عملية "غصن الزيتون" ستصل حتى أطراف حلب عند بلدتي نبل والزهراء، لتحكم السيطرة على منطقة عفرين كاملة.
وقال أكار، اليوم السبت، إن تركيا لا تستهدف على الإطلاق وحدة التراب والسياسة، سواء في سوريا أو العراق، وهي تبدي احتراما كبيرا في هذا الإطار.
وأضاف إن بلاده ستواصل مكافحة الإرهاب في الداخل والخارج، حتى القضاء على آخر إرهابي.
وأشار إلى أنه "لا يمكن أن يكون الإرهابيون بنوا الملاجئ في عفرين بقدراتهم وحدها، من المستحيل أن تكون أنشئت دون دعم هندسي وتخطيط وتوجيه من قبل دولة ما".
صنفت وزارة الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، كتيبة الإمام البخاري العاملة في الشمال السوري كمنظمة "إرهابية عالمية ".
ويسعى تصنيف الخارجية الأمريكية لهذه الكتيبة ضمن "الجماعات الإرهابية"، إلى حرمان كتيبة الإمام البخاري من الموارد التي تحتاجها لتخطيط وتنفيذ هجماتها، وحجز جميع ممتلكات الكتيبة ومصالحها في أي ممتلكات خاضعة للولاية القضائية الأمريكية بحسب البيان.
كتيبة الإمام البخاري أحد أبرز الكتائب التي تضم مقاتلين أوزبك كان بدايات عملها مع أحرار الشام، أسسها أبو محمد الأوزباكي في العام 2013، الذي قضى في إحدى معارك ريف حلب في آذار/مارس 2014. وخلّفه في قيادة الكتيبة صلاح الدين الأوزباكي، الذي تعرض لعملية اغتيال على يد عنصر أوزبكي عقب انتهائهم من صلاة المغرب في 28 نيسان 2017 في مدينة إدلب.
وأعلن المقاتلون الأوزبك في كتيبة الإمام البخاري في 25 شباط المنصرم، التزامهم الحياد في الصراع القائم بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا في الشمال السوري في بيان رسمي، بعد ساعات قليلة من رسالة وجهها "أبو ذر عزام التركستاني" للمهاجرين في سوريا.
بحث الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، مع نظيره الفرنسي، "إيمانويل ماكرون"، مساء الجمعة، عملية "غصن الزيتون" بعد سيطرة الجيشين التركي والسوري الحر عليها الأسبوع الماضي، في اتصال هاتفي بين الجانبين.
وقال مصدر بالرئاسة التركية، إن الرئيس التركي أبلغ نظيره الفرنسي بانزعاجه من المزاعم التي وصفها بغير الصحيحة حول العملية العسكرية التركية في منطقة عفرين السورية.
وأطلع أردوغان ماكرون على معلومات حول عملية "غصن الزيتون" بعفرين، مؤكدا أن بلاده طهرت المنطقة من "الإرهابيين"، في إطار التدابير الرامية لإزالة التهديدات حيال أمنها القومي، ووفرت أجواء السكينة للمدنيين هناك.
وتعتبر فرنسا من أشد منتقدي الحملة العسكرية التركية التي بدأت قبل نحو شهرين على وحدات حماية الشعب "واي بي جي" في عفرين.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، "جان ايف لودريان"، أكد في وقت سابق إن مخاوف تركيا المشروعة بشأن أمن حدودها لا تبرر العملية الجارية في عفرين واعتباره أن أنقرة انتهكت القانون الدولي في سوريا.
وسيطر الجيشان التركي والسوري الحر على منطقة عفرين يوم الأحد الماضي، بعد معركة احتدمت لشهرين ضد وحدات حماية الشعب.
استشهد أكثر من سبعة مدنيين وجرح أخرون اليوم، بانفجار هز مدينة إدلب، تشير التوقعات الأولية لوجود سيارة مفخخة انفجرت في المكان، وخلفت ضحايا مدنيين.
وقالت مصادر ميدانية إن انفجار عنيف هز وسط مدينة إدلب أمام مبنى المحافظة والبلدية، تسبب باستشهاد عدد من المدنيين، حيث وصلت الإحصائيات الأولية لسبعة شهداء وعدد من الجرحى توزعوا على المشافي الطبية في المدينة.
وأكدت المصادر أن الانفجار في الغالب ناتج عن سيارة مفخخة ركنت في المكان ضمن شارع عام ومنطقة مكتظة بالمدنيين وحركة المرور، حيث وجدت مخلفات للسيارة في الموقع، وخلفت حفرة لأكثر من متر في الموقع مكان الانفجار.
وانتقد نشطاء في إدلب استمرار حالة الخلل الأمني وعجز الفصائل المسيطرة وقواها الأمنية في حماية المدينة وضبط مداخلها وأحيائها ومنع هذا التفجيرات التي تطال إدلب بين الحين والأخر، وتزهق المزيد من الأرواح.
تشهد مدينة مورك بريف حماة الشمالي منذ أيام، حالة غليان شعبية ضد المتحكمين بإدارة معبر مورك الرابط بين مناطق سيطرة قوات الأسد بريف حماة والمناطق المحررة، حيث انتقلت إدارة المعبر من هيئة تحرير الشام إلى فصيلي جبهة تحرير سوريا وجيش العزة، بعد أن أوهم الجميع بأنه سلم لإدارة مدنية من أهالي المدينة.
حالة الغليان هذه دفعت الأهالي يوم أمس الجمعة للخروج بمظاهرة احتجاجية ضد المتحكمين بإدارة المعبر، مطالبين بتخصيص جزء من العائدات لمجلس المدينة ليتمكن من إعادة ترميم مادمرته الحرب التي واجهتها طيلة السنوات الماضية، وإعادة جزء من الحياة من خلال تفعيل الخدمات الأساسية للمدنيين من كهرباء وماء وصرف صحي.
وتتقاسم حركة أحرار الشام المنضوية في فصيل جبهة تحرير سوريا عائدات المعبر تبلغ حصتها 60 بالمئة من عائداته، في وقت تبلغ حصة جيش العزة 40 بالمئة، طالب الأهالي بتخصيص ولو عشرين بالمئة للمدينة التي دافع أبنائها عن المنطقة لسنوات وتصدوا للأرتال وتعرضت مدينتهم للتدمير الممنهج بسبب ذلك، إلا أن أحرار الشام أقرت بنسبة خمسة بالمئة من حصتها بينما لم يحدد جيش العزة أي نسبة بحسب مصادر لـ شام.
وبعد خروج هيئة تحرير الشام التي تملكت المعبر منفردة لأشهر عدة من المنطقة على خلفية الاقتتال مع جبهة تحرير سوريا، تسلمت إدارة مدنية المعبر وسعت لتخفيف أعباء الأتاوات على التجار والبضائع لتعود بالفائدة للمدنيين في المحرر، إلا أن الإدارة المدنية كانت واجهة للفصائل فيما يبدو لتتملك المعبر وتعود العائدات لها بشكل كامل.
ولطالما كانت المعابر الحدودية أو الداخلية الهاجس الأكبر للفصائل لتصارع في السيطرة عليها، لما تدره هذه المعابر من أرباح تعود للفصيل، من خلال الرسوم والأتاوات التي تفرض على كل من يعبر من بضائع وسيارات وغير ذلك، في وقت تنعكس سلباً على المدنيين في المناطق المحررة بسبب الغلاء وعدم تقديم أي نوع من الخدمات من عائدات هذه المعابر للمناطق المحررة.
وصلت الدفعة الثانية من مهجري مدينة حرستا إلى قلعة المضيق بريف حماة الغربي فجر اليوم، تتضمن أكثر من 3 ألاف شخص من المدنيين والمقاتلين، ضمن ثاني دفعة تصل للشمال السوري بعد الاتفاق الموقع لتهجير المدينة بعد تمكين الحصار والموت عليها لأشهر عدة.
وأكد منسقو الاستجابة في الشمال السوري أن 45 حافلة تحمل 3290 شخص بينهم 1616 رجل، و 645 امرأة، و1029 طفل، وصلت لنقطة التبادل صفر في قلعة المضيق، حيث تقوم المنظمات الإنسانية بعمليات نقلهم للمخيمات المؤقتة المجهزة لاستقبالهم.
وذكر مراسل شبكة شام في وقت سابق أن 30 حافلة وصلت إلى قلعة المضيق بينها حافلتين فارغتين، تحمل 1908 شخصا من مهجري مدينة حرستا بينهم أطفال ونساء، وأشار مراسلنا إلى حالة واحدة استشهدت على الطريق متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء القصف على مدينة حرستا، بينما هناك العشرات من المصابين الذين تم نقلهم مباشرة إلى المشافي الميدانية.
ومن المفترض أن يبدأ اليوم السبت أول مراحل التهجير من القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، بموجب الاتفاق الذي وقع بين النظام وفيلق الرحمن بضمانات الاحتلال الروسي اليوم، يشمل تهجير الرافضين للتسوية من المقاتلين والمدنيين في بلدات "جوبر زملكا حزة عين ترما عربين".