٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
أجرى الرئيس أحمد الشرع زيارة إلى الكنيسة المريمية في دمشق القديمة، التقى خلالها غبطة البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، في الدار البطريركية، حيث اطلع على أحوال أبناء الطائفة المسيحية في سوريا، في مشهد يعكس عمق التلاحم الوطني والتنوع الروحي الذي يميز المجتمع السوري.
وقالت رئاسة الجمهورية السورية إن الزيارة جاءت تأكيداً على الحرص المشترك في ترسيخ القيم الوطنية والعيش المشترك، وتعزيز روح التسامح والوحدة بين أبناء الوطن الواحد، بعد مرحلة طويلة من الانقسام التي خلفها نظام الأسد البائد.
دلالات رمزية وتاريخية عميقة
أثارت الزيارة اهتمام الأوساط الدينية والسياسية، حيث اعتبر الدبلوماسي السوري السابق جهاد مقدسي أن اللقاء بين الرئيس الشرع وغبطة البطريرك يوحنا العاشر "يحمل دلالات عميقة على الاحترام المتبادل والتنوع الروحي الذي يجسد جوهر الهوية السورية"، مشيداً بروح المحبة التي طغت على اللقاء، ومؤكداً أن هذا المشهد هو "تتويج لمسار من الاحترام المتبادل بين مكوّنات المجتمع السوري".
من جانبه، قال حسن الدغيم، مسؤول التواصل في اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، إن الصورة التي جمعت الرئيس الشرع بالبطريرك وهو يقرأ "العهدة المحمدية" تحمل بُعداً تاريخياً بالغ الأهمية، مشيراً إلى أن هذه الوثيقة النبوية التي تُنسب إلى النبي محمد ﷺ مثّلت منذ قرون عقداً اجتماعياً لتنظيم العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في بلاد الشام، بما تضمنته من حقوق وواجبات تضمن حرية العبادة وصون الكرامة الدينية والاجتماعية لأبناء الديانة المسيحية.
"العهدة المحمدية" رمز للتسامح والتعايش
وتُعتبر العهدة المحمدية وثيقة نادرة في التاريخ الإسلامي، نصّت على أن "لا يُهدم بيت من بيوت كنائسهم، ولا يُجبر أحد على ترك رهبانيته أو دينه، وهم في ذمة الله ورسوله وأمانه من كل مكروه"، وهي محفوظة حتى اليوم بنسختها الأصلية داخل الكنيسة الإنطاكية بدمشق، ومعلقة على جدران الصرح البطريركي كرمزٍ للتسامح والتعايش المشترك.
وأشار الدغيم إلى أن المسيحيين في سوريا كانوا على الدوام شركاء في بناء الدولة ونهضتها منذ العهد الأموي، وأسهموا في تطوير نظامها الإداري والفكري، مذكّراً بدور شخصيات بارزة مثل يوحنا الدمشقي ومنصور بن سرجون، الذين شغلوا مناصب رفيعة وأسّسوا لمرحلةٍ من التكامل الوطني والثقافي.
رسالة الرئيس الشرع: دمشق وطن المحبة والتاريخ المشترك
وخلال الزيارة، اطّلع الرئيس الشرع على نسخة من "العهدة المحمدية"، ودوّن في دفتر التشريفات الرسمي عبارة مؤثرة استهلها بآية من سورة المائدة: "وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ..." ثم كتب: "دمشق هي أول عيش مشترك عرفته البشرية.. ودوام ذلك عهد وميثاق وواجب.. كل الحب."
إعادة بناء الهوية الوطنية الجامعة
تأتي هذه الزيارة في سياق سياسة الانفتاح والهوية الوطنية الجامعة التي تنتهجها القيادة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، لترسيخ مفهوم الدولة المدنية القائمة على المواطنة، وتعزيز حضور الكنيسة كمكوّن أساسي في النسيج السوري.
وتعيد هذه الزيارة تأكيد أن سوريا الجديدة تستعيد إرثها الإنساني والتاريخي في التسامح والتنوع، وتفتح صفحة جديدة من التفاعل الروحي بين مكوّناتها بعد عقود من التمييز والانقسام الذي كرّسه النظام السابق.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
لم يتوقف نظام الأسد البائد يوماً عن محاولاته لتشويه صورة النازحين السوريين، في سعيٍ واضح للانتقام من كل من رفض الخضوع لسلطته أو الانخراط في آلة حربه. استخدم النظام أدواته الإعلامية والفنية في تنفيذ حملة تضليل ممنهجة، هدفها الإساءة إلى شريحة واسعة من السوريين الذين اضطروا للنزوح تحت وطأة القصف والاعتقال والحصار، مقدّمين التهجير القسري كخيار للكرامة لا للهروب.
تشويه النزوح في الدراما وتزييف الواقع
منذ سنوات، ضخّ النظام أموالاً طائلة في إنتاج أعمالٍ درامية تحاول تصوير النزوح كعار والإيحاء بأن المهجّرين مجرد "خونة أو متسولين"، لا ضحايا لجرائمه. وقد تم تصوير الحياة في المخيمات بأسلوب مهين ومتحامل، بينما كانت هذه المخيمات في الواقع ملاذاً لآلاف الأسر التي نجت من بطشه.
الباصات الخضراء... من رمز للذل إلى أيقونة للكرامة
حاولت تلك الأعمال تقديم مشاهد ركوب "الباصات الخضراء" كدليل على الهزيمة والانكسار، لكن الذاكرة الشعبية السورية جعلت منها رمزاً للنجاة والصمود. فهذه الحافلات التي أرادها النظام أداة إذلال، تحوّلت إلى شهادة شجاعة لمن اختاروا الرحيل رفضاً للعبودية، وتمسّكاً بكرامة الإنسان السوري.
مسلسل “تحت سماء الوطن”.. أداة دعائية لتشويه النازحين
بلغ هذا التشويه ذروته في مسلسل "تحت سماء الوطن" الذي سعى إلى تعميم صورة نمطية مشوهة عن النازحين، من خلال مشاهد تُظهرهم في طوابير الإغاثة بذلّ واستجداء، وتربط قصصهم بسلوكيات سلبية كالجشع والانحراف الأخلاقي. كما تضمّن المسلسل قصصاً مسيئة عن زواج قاصرات واستغلال ديني ومزاعم ملفّقة حول “جهاد النكاح”، وهي سرديات طالما استخدمها النظام لتشويه المعارضة وتشتيت الرأي العام.
مقاومة التشويه واستعادة الكرامة
ورغم كل هذا التزييف الإعلامي والفني، فشلت محاولات النظام البائد في طمس الحقيقة أو النيل من كرامة النازحين، إذ أثبت السوريون قدرتهم على تحويل المأساة إلى شهادة على الصمود. وبعد سقوط النظام وفرار بشار الأسد إلى روسيا، عاد كثير من أبناء المخيمات إلى مدنهم وقراهم مرفوعي الرأس، حاملين حكاياتهم كشهود على حقبةٍ من الألم والنضال والإصرار على الحياة.
لقد أراد النظام أن يكتب روايته عن النزوح، لكن السوريين كتبوا روايتهم الحقيقية، رواية الكرامة التي انتصرت على التشويه، والإرادة التي هزمت آلة الدعاية والكراهية.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
أعلنت وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية يوم الاثنين 27 تشرين الأول/ أكتوبر، عن إطلاق مشروعاً وطنياً متكاملاً لتحويل التعليم المهني إلى قوة إنتاجية رديفة للاقتصاد الوطني، من خلال تصنيع المقاعد المدرسية ضمن ورش التعليم المهني في مختلف المحافظات.
وذكرت الوزارة أن تصنيع المقاعد المدرسية بمشاركة الطلاب والمعلمين بشكل مباشر، في خطوة تعكس توجهاً استراتيجياً لربط التعليم بسوق العمل وتطوير المهارات العملية لدى الطلبة بما يؤهلهم لدخول ميدان الإنتاج بثقة وكفاءة.
ونوهت أن المشروع، الذي بدأت مرحلته الأولى بإنتاج المقاعد وتسليمها للمدارس وفق احتياجات كل محافظة، يشكل تحولاً نوعياً في دور المدارس المهنية، إذ تعمل الوزارة على تحويلها إلى مراكز إنتاجية حقيقية تسهم في دعم القطاع التربوي، وتؤسس لبيئة تعليمية حديثة تعتمد على الكفاءة والعمل.
وأشارت مديرة التعليم المهني في وزارة التربية الأستاذة "سوسن حرستاني"، إلى أن الخطوة تسهم في تحسين ظروف التعلم داخل الصفوف وتخفيف الأعباء عن المدارس التي تعاني من نقص في التجهيزات.
في دمشق، نفذت ورش التعليم الصناعي المشروع بإشراف مباشر من مدرسي الحرف والتدريب العملي، حيث أنتج الطلاب عدداً كبيراً من المقاعد التي جرى توزيعها على المدارس المحتاجة، ما ساعد في تحسين البيئة الصفية وتقليل الاعتماد على القطاع الخاص.
وفي محافظة حماة، تمكن الطلاب والمعلمون، بالتعاون مع المجتمع المحلي، من تصنيع أكثر من خمسةٍ وعشرين ألف مقعد مدرسي جرى توزيعها على المدارس في مناطق الغاب وشمالي صوران والحمرا، الأمر الذي ساهم في رفع الجاهزية التربوية في المناطق التي شهدت عودة السكان مؤخراً.
أما في حمص، فقد بدأ العمل على المشروع منذ نحو خمسة أشهر، حيث انخرط طلاب التعليم المهني في عملية التصنيع بشكل مباشر، ما وفر فرص تدريب عملي متقدم، وساعد في سد النقص في المقاعد بالمدارس الحكومية.
وفي محافظة درعا، تواصل المعاهد الصناعية العمل بوتيرة مرتفعة لتلبية الطلب الكبير على المقاعد المدرسية، مع الالتزام بمعايير الجودة التي وضعتها الوزارة لضمان متانة المنتج واستدامته.
وفي ريف دمشق، شرعت الوزارة بتنفيذ خطة لإنتاج أكثر من عشرة آلاف مقعد مدرسي ضمن الثانويات الصناعية، بالتعاون مع المجتمع المحلي، بهدف تحسين بيئة التعلم في المناطق الريفية ومواجهة الزيادة في عدد الطلاب.
كما شهدت إدلب مبادرة بارزة من المدرسة الصناعية في معرة مصرين، حيث شارك الطلاب والمعلمون في تصنيع المقاعد ضمن ورش مجهزة، ما عزز لديهم روح العمل والإنتاج وأكد أهمية التعليم المهني كرافعة للمجتمع لا مجرد مسار تعليمي نظري.
هذا وتؤكد وزارة التربية أن المشروع يشكل نموذجاً عملياً لدمج التعليم بالإنتاج وتحويل المدارس المهنية إلى بنية اقتصادية مساندة للقطاع التربوي، مشيرةً إلى أن ما تم تحقيقه خلال الأشهر الماضية يعكس نجاح هذه التجربة على المستوى الوطني، ليس فقط في سد النقص في التجهيزات، وإنما في بناء جيل مؤهل علمياً ومهنياً، قادر على خدمة المجتمع والمساهمة في التنمية الوطنية.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
استقبل مرفأ طرطوس مساء الأحد الباخرة التجارية "Queen Vivian" القادمة من الصين، في أول عملية استيراد مباشرة بين البلدين عبر هذا المرفأ، ما يُعد خطوة نوعية في مسار تعزيز الشراكة الاقتصادية السورية – الصينية.
وأعلنت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية عبر معرفاتها الرسمية أن الباخرة وصلت لصالح شركة شنغهاي، محمّلةً بأكثر من 16 ألف طن من الحديد والمعدات الصناعية المتنوعة، مؤكدةً أن عمليات التفريغ بدأت فور رسوّ السفينة على الأرصفة المخصصة.
وأوضحت الهيئة أن هذه العملية تمثل مرحلة جديدة من التعاون التجاري البحري المباشر بين دمشق وبكين، وتعكس التوجه السوري نحو توسيع خطوط النقل الدولية وتطوير البنية اللوجستية البحرية بما يواكب متطلبات النمو الاقتصادي وإعادة الإعمار.
وفي السياق ذاته، أكّد مسؤولون في مرفأ طرطوس أن المرفأ يشهد مرحلة تحديث وتطوير شاملة تهدف إلى تحويله إلى منصة لوجستية إقليمية متكاملة تعتمد على التحول الرقمي والتقنيات الحديثة في إدارة العمليات التشغيلية، وتعزيز تنافسية المرافئ السورية على المستوى الدولي.
وقال مدير العلاقات العامة في المرفأ إن الإدارة تعمل على تسهيل حركة التجارة البحرية وتبسيط الإجراءات الجمركية، مشيراً إلى أن أبرز المواد المستوردة تشمل الأعلاف ومواد البناء والمنتجات الغذائية والصناعية، في حين تتركز الصادرات على الفوسفات والمواشي التي تعد من أهم الموارد الوطنية.
كما أكد مدير المعلوماتية أن مرفأ طرطوس يسير بثبات نحو التحول إلى مرفأ رقمي ذكي يعتمد على البيانات الفورية والتقنيات الرقمية المتقدمة في إدارة الأرصفة وحركة الشحن، ما يضعه على طريق المنافسة الإقليمية في مجال الخدمات اللوجستية البحرية.
وسبق أن استقبل مرفأ اللاذقية الباخرة العملاقة "NAVEGANTES" التابعة لشركة CMA CGM العالمية، في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية في حركة المرافئ السورية، وترسيخ لمكانتها كمركز لوجستي رئيسي على الساحل الشرقي للبحر المتوسط.
وذكرت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية عبر قناتها الرسمية أن السفينة تُعد من أكبر البواخر التي ترسو في الميناء، إذ يبلغ طولها نحو 222 متراً، ما يعكس جاهزية المرافئ السورية لاستقبال السفن الضخمة وفق أعلى المعايير الفنية واللوجستية، وتحمل الباخرة شحنة متنوعة من البضائع والسلع الأساسية المخصصة **لدعم احتياجات السوق المحلية وتحريك النشاط التجاري في البلاد**.
وقالت الهيئة إن هذا التطور يأتي ضمن الجهود الحكومية المستمرة لتعزيز موقع المرافئ السورية كمنافذ بحرية استراتيجية تسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني، وتوسيع آفاق التبادل التجاري مع مختلف دول العالم، بعد سنوات من التراجع الذي فرضته الحرب والعقوبات.
وفي سياق متصل، استقبل مرفأ طرطوس باخرتين محملتين بنحو 70 ألف طن من مادة القمح لصالح المؤسسة السورية للحبوب، في خطوة تؤكد استمرار برنامج دعم الأمن الغذائي الوطني وتأمين الاحتياجات الاستراتيجية من القمح لضمان استمرارية إنتاج الخبز في الأسواق.
دعم الأمن الغذائي واستقرار السوق
وأوضح مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، أن الباخرتين تحملان شحنتين مخصصتين بالكامل للمؤسسة السورية للحبوب، بواقع 45 ألف طن في الأولى و25 ألف طن في الثانية، مبيناً أن هذه الدفعة الجديدة تأتي ضمن برنامج توريد متواصل يهدف إلى دعم المخزون الاستراتيجي الوطني من القمح وتلبية احتياجات المخابز العامة والخاصة في مختلف المحافظات.
وأكد علوش أن الهيئة تواصل عملها بالتنسيق مع الجهات الحكومية لضمان تدفق المواد الأساسية عبر المرافئ والمنافذ الحدودية، مشدداً على أن هذه الجهود تعكس التزام الحكومة بالحفاظ على استقرار السوق المحلية وضمان توفر المواد الغذائية الأساسية، بما ينعكس إيجاباً على الوضع المعيشي للمواطنين.
خطط للتنويع والاستدامة
وأشار علوش إلى أن الخطط الحكومية الحالية تركز على تنويع مصادر الاستيراد وتعزيز قدرات النقل والتخزين، لضمان استدامة إمدادات القمح في ظل الاضطرابات العالمية في سلاسل الإمداد وأسعار الحبوب، مضيفاً أن الهيئة تعمل على تحديث آليات التفريغ والنقل لتسريع وصول الشحنات إلى المراكز التخزينية والمطاحن.
وتشير بيانات الهيئة إلى أنها تمكنت منذ سقوط النظام البائد من استقبال نحو 400 ألف طن من القمح عبر المرافئ السورية، في مؤشر واضح على تحسن أداء القطاع البحري ودوره الحيوي في تأمين احتياجات البلاد من المواد الأساسية، وفي مقدمتها القمح الذي يشكل الركيزة الأولى للأمن الغذائي واستقرار الأسعار في قطاع الخبز.
طرطوس واللاذقية.. محور الإمداد الوطني
ويُعدّ مرفأ طرطوس أحد أهم نقاط الاستيراد في البلاد، حيث يشهد منذ مطلع العام الجاري نشاطاً متزايداً في حركة السفن القادمة بالمواد الغذائية والإنشائية الأساسية، بفضل تنسيق حكومي يهدف إلى ضمان انسيابية التوريد وتخفيف أي اختناقات قد تواجه سلاسل الإمداد الداخلية.
ويأتي وصول الباخرة “NAVEGANTES” وشحنات القمح الجديدة ليؤكد استمرار تنفيذ البرنامج الحكومي لتأمين المواد الاستراتيجية، وسط ظروف اقتصادية معقدة تتطلب إدارة دقيقة وتنسيقاً فعالاً بين مؤسسات الدولة، لتأمين استقرار السوق المحلية ودعم صمود الاقتصاد الوطني في مرحلة التعافي.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
شهدت محافظة السويداء خلال الأيام الأخيرة موجة من الجدل إثر قرار ما تُعرف بـ"اللجنة القانونية العليا" التي شكّلها الشيخ "حكمت الهجري" قبل نحو شهرين بتعيين مجالس محلية جديدة في عدد من بلدات المحافظة، من بينها بلدة ريمة اللحف في ريف السويداء الغربي، دون إجراء انتخابات أو تفويض رسمي.
قرارات دون صلاحيات واضحة
قرار اللجنة بتعيين مجالس بلدية مؤقتة قوبل برفض واسع من الأهالي، الذين اعتبروا أن الخطوة تمثل تجاوزًا لمبدأ التمثيل الشعبي، في ظل غياب أي إطار قانوني أو دستوري يمنح اللجنة صلاحيات تنفيذية من هذا النوع.
وبررت اللجنة قراراتها بأنها تصدر “بناءً على المصلحة العامة” و”استنادًا إلى كتب مقدمة من الأهالي”، إلا أن هذه المبررات لم تُقنع قطاعات واسعة من السكان، الذين اعتبروا أن مثل هذه الإجراءات تتنافى مع روح المشاركة المحلية والديمقراطية.
رفض شعبي في ريمة اللحف
وفوجئ أهالي قرية ريمة اللحف بقرار صادر عن اللجنة يقضي بتشكيل مكتب تنفيذي مؤقت مكوَّن من رئيس وأربعة أعضاء. وعلى إثر ذلك، عقد الأهالي اجتماعًا موسّعًا يوم الأحد في ساحة القرية، بعد دعوة عامة عبر مكبرات الصوت، أعلنوا خلاله رفضهم القاطع للقرار.
وشدد المجتمعون على أن التعيينات جرت عبر التزكية والمحسوبيات، وأنها استبعدت عدداً من أصحاب الكفاءات، معتبرين أن المجلس الجديد يضم أعضاءً يفتقرون للمؤهلات العلمية والخبرات الإدارية، في حين كان المجلس السابق يضم حملة شهادات جامعية.
اللجنة القانونية العليا... صلاحيات غير محددة
تشكّلت اللجنة القانونية العليا في مطلع آب الماضي، ووفق بيان تأسيسها، تضم في عضويتها قضاة ومحامين، وتتولى إدارة شؤون المحافظة في القطاعات الإدارية والخدمية والأمنية، إضافة إلى مكافحة الفساد والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.
ويعرف أن ما يسمى اللجنة القانونية في السويداء تضيق الخناق على المواطنين وتفرض موافقات لمغادرة المحافظة وتداول ناشطون وثائق متعددة بتوقيع العقيد نزار الطويل قائد قطاع شهبا، والشيخ معين رئيس اللجنة الأمنية في السويداء، التابعين لحكمت الجهري للسماح المدنيين بمغادرة المحافظة لأسباب علاجية.
يذكر أن اللجنة القانونية أصدرت قرارا بمنع خروج أهالي السويداء من المحافظة إلا بتصريح من مكتبها الأمني، ولأسباب مرضية أو بداعي السفر شرط إحضار جواز وتذكرة طيران.
وكان قال محافظ السويداء مصطفى البكور أن الجهات الرسمية لا تتعامل مع اللجنة القانونية، وأنها ليست جهة قانونية معترفاً بها، ولم يتم تكليف أي شخص منها أو من لجان محلية أخرى بأي مهام رسمية، وأكد أن أي تكليف يتم فقط عبر كتب وتصاريح رسمية صادرة عن الجهات المختصة.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
خلال مسيرته المهنية، يلتقي المعلم بمجموعة واسعة من الشخصيات والسلوكيات المتنوعة في الصف، حيث يمتلك كل طالب طريقته الخاصة في التعامل والتفاعل. ويتطلب هذا التنوع من المدرس اهتماماً خاصاً، حتى يتمكن من إدارة الصف بفاعلية وتحقيق بيئة تعليمية منتظمة ومثمرة.
الطالب الاندفاعي: الحماسة التي تحتاج توجيهاً
من بين أنواع الطلاب المختلفة، يبرز الطالب الاندفاعي وكثير الأسئلة، الذي يقاطع المعلم أو زملاءه أثناء الحديث، ويجد صعوبة في الانتظار أو الالتزام بالدور. يظهر هذا الطالب فضولاً كبيراً، أحياناً تدفعه للخروج عن سياق الدرس بأسئلته.
كما يتحرك كثيراً ويواجه صعوبة في الجلوس بهدوء لفترات طويلة، يتميّز بتفاعل سريع مع ما يُطرح داخل الصف، لكنه غالباً ما يتحدث قبل أن يفكر، ويطرح عدداً كبيراً من الأسئلة، ويتطلب التعامل معه فهماً دقيقاً من المعلم، لتحويل حماسه إلى عنصر إيجابي في الصف.
تأثير الطالب الاندفاعي على زملائه
غالباً ما يزعج هذا النوع من الطلاب زملائه، ويثير لديهم مشاعر الغيرة. كما أن أسئلته الكثيرة ومقطاعاته المتكررة تشتت تركيز الآخرين، وتجعل بعض الطلاب يشعرون بعدم وجود فرص متساوية للمشاركة، وفي أحيان أخرى، قد يؤدي تكرار هذا السلوك إلى خلق جو من الضحك أو الفوضى داخل الصف.
تأثيره على المعلم
كما يشكّل هذا النوع من الطلاب تحدياً حقيقياً للمعلم، إذ يتطلب جهداً إضافياً في ضبط الصف وإدارة الوقت. فمقاطعاته المتكررة وأسئلته المفاجئة قد تربك سير الدرس وتشتّت تركيز المعلم، مما يجبره على بذل طاقة أكبر للحفاظ على توازن الصف وهدوئه.
إرشادات للتعامل مع الطالب الاندفاعي
ينصح التربويون في هذا المجال بمجموعة من الإرشادات للتعامل مع الطالب الاندفاعي، مثل تحديد وقت مخصص للأسئلة، وضع قواعد تفاعلية واضحة: مثل "ارفع يدك أولاً" وغيرها، إلى جانب تشجيع الطالب كثير الأسئلة بطريقة محكمة، عن طريق مداح سؤاله الجيد، وتوجيهه عند الخروج عن السياق.
ويشير المعلمون ذوي الخبرة في مجال التدريس، إلى أهمية إشراكه في الأنشطة التفاعلية كالعمل الجماعي، أو المشاريع المصغّرة، والتعامل معه بلغة هادئة وواقعية، مع تجنّب التوبيخ العلني، واستبداله بالتوجيه الفردي، إلى جانب التواصل مع الأهل لمتابعة السلوك وتعزيزه في المنزل.
خلاصة القول، الطالب الاندفاعي وكثير الأسئلة يمتلك حباً كبيراً للمعرفة وشغفاً بالتعلم، لكنه قد يؤثر أحياناً بشكل سلبي على المعلم والطلاب الآخرين. لذا، يحتاج من المدرس توجيه حكيم ومرونة تربوية، ليُحوَّل ذلك الاندفاع إلى طاقة إيجابية وحافز للإبداع داخل الصف.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
قُتل عنصران من الجيش السوري مساء الأحد، إثر هجوم مسلح نفّذه مجهولون في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، في حادثة جديدة تعكس تصاعد حدة الانفلات الأمني في الشمال السوري.
ونقلت مصادر في وزارة الدفاع أن القتيلين ينتميان إلى الفرقة 80، مشيرةً إلى أن المهاجمين أطلقوا النار عليهما بشكل مباشر قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، فيما لم تُعرف بعد هوية الجناة أو دوافع الهجوم.
من جانبها، وصفت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع عبر وكالة الأنباء السورية "سانا" الحادث بأنه "اعتداء غادر وجبان"، مؤكدةً أن الجهات المختصة باشرت تحقيقاتها لملاحقة المتورطين وتقديمهم إلى العدالة.
وتأتي هذه الحادثة في ظل سلسلة من الاضطرابات الأمنية التي شهدتها مناطق شمالي سوريا خلال الأيام الأخيرة، حيث قُتل ثلاثة مدنيين وأُصيب أربعة آخرون مساء الثلاثاء الماضي، إثر إطلاق نار استهدف سيارة في بلدة كفرمارس بمنطقة جبل السماق بريف إدلب.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
خلال سنوات الثورة السورية، اضطر آلاف السوريين إلى ترك قراهم ومدنهم بسبب القصف المكثف الذي شنته قوات النظام البائد وسيطرتها على مناطقهم، اتجه النازحون إلى مناطق متعددة، ساعين لحماية عوائلهم من انتهاكات جيش الأسد، وأُجبر كثيرون منهم، نظراً لضعف ظروفهم المادية، على الإقامة في المخيمات، التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
متمسكون بالموقف رغم الظروف القاسية
وبقي السوريون طوال الفترات الماضية متمسكين بمواقفهم المعارضة لنظام الأسد، عانوا خلالها من ظروف حياتية قاسية، خاصة أن المخيمات تُعرف بضعف إمكانياتها وافتقارها لأبسط مقومات الحياة. ومع ذلك، صبروا على معاناتهم، حاملين في قلوبهم حلم يوم التحرير والعودة إلى موطنهم.
في كل خيمة قصة
في كل خيمة من المخيمات، تكمن قصة حزينة. هناك عائلات عانت الفقدان والخوف والحرمان: زوجة اختفى زوجها في سجون الأسد ولم يعد، أم فقدت ابنها نتيجة القصف، آخر تدمر منزله بالكامل، أو عائلة شُرد أفرادها، وغيرها من الحكايا الموجعة التي خلفتها الحرب، لتبرز حجم المعاناة اليومية التي يعيشها النازحون.
تجاهل التضحيات وإساءة التعامل مع النازحين
ورغم كل المآسي التي يعانيها أهالي المخيمات والتضحيات الكبيرة التي قدموها، هناك من يستخف بوجعهم ويحاول التقليل من شأنهم من خلال تصريحات مسيئة. هؤلاء يتناسون أن بين سكان المخيمات عوائل شهداء ومعتقلين، عاشت وما زالت تعيش قسوة الحرب بصبر وإصرار، حاملة في طياتها قصصاً من الألم والشجاعة.
تصريحات مسيئة تثير الجدل
وفي هذا السياق، أثارت تصريحات المغنية لبانة قنطار جدلاً واسعاً، حيث قالت إن الخيام ليست للدروز وإنما لبني أمية، واتهمت أهالي المخيمات بأنهم يبيعون ويشترون بناتهم ونسائهم، مضيفة أنهم يزوجون الفتيات في سن الـ 12 و13 للهروب من مسؤولياتهم، حسب وصفها.
هذه التصريحات أُعتبرت مسيئة وغير دقيقة من قبل كثيرين، خاصة في ظلّ الظروف القاسية التي يعيشها النازحون في المخيمات، وعائلات شهداء ومعتقلين.
سبق أن طالبت المطربة رشا رزق، قبل تحرير المناطق، من خلال منشور على حسابها في منصات التواصل الاجتماعي، بإرسال حبوب منع الحمل والواقيات الذكرية إلى المخيمات، معتبرة أن إنجاب الأطفال وسط تلك الظروف جريمة.
كما انتقد الممثل باسم ياخور اللاجئين الذين يعيشون في المخيمات وينجبون العديد من الأطفال، خلال مقابلة صحافية مع الإعلامية الأردنية ناديا الزعبي، وقد أثارت هذه التصريحات غضباً واسعاً، حيث اعتبرها كثيرون إهانة لسكان المخيمات.
تصدي الناشطين للتصريحات المسيئة
في كل مرة تصدر تصريحات مسيئة تجاه أهالي المخيمات، كان الناشطون يتصدون لها، مؤكدين أن سكان المخيمات هم أهل التضحية والصمود، الذين سببت لهم الحرب أضراراً جسيمة على جميع الأصعدة، وهم عوائل الشهداء والمعتقلين، ولم يسمحوا لأي ظرف أن يثنيهم عن مطلبهم في إسقاط نظام الأسد.
ويطالب الناشطون بعدم تداول هذه التصريحات العنصرية، ومحاسبة كل من يسيء لأهالي المخيمات، مؤكدين على ضرورة عدم استضافة الشخصيات التي تتفوه بكلام عنصري تجاه الآخرين أو تروّج للكراهية.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
استأنفت المنطقة الحرة في مطار دمشق الدولي نشاطها رسميًا، باستقبال أول شحنة تجارية منذ توقفها عام 2011، في خطوةٍ تُعدّ بداية مرحلة جديدة من الاستثمار والتبادل التجاري في سوريا.
تأتي هذه الخطوة ضمن الجهود الحكومية لإعادة تنشيط المناطق الحرة كمراكز جذبٍ للاستثمارات ومحركاتٍ للنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى تعزيز موقع سوريا كمركز إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية.
وتُعَدّ عودة العمل في المنطقة الحرة خطوةً استراتيجية في إطار إعادة تفعيل البنى التحتية الاقتصادية وتهيئة المناخ الاستثماري لمرحلة ما بعد الحرب.
وقام رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية الأستاذ قتيبة بدوي بزيارة رسمية إلى محافظة حلب، برفقة معاونه للشؤون الجمركية ومدير العلاقات في الهيئة، حيث كان في استقبالهم محافظ حلب المهندس عزام الغريب وعدد من المعنيين في المحافظة.
وخلال اللقاء الذي عُقد في مبنى المحافظة، تم بحثُ سبل تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين وتطوير آليات العمل في المعابر البرية شمال المحافظة، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتنشيط حركة التجارة والاستثمار، ولا سيما في المناطق الحدودية التي تشكل شريانًا مهمًا لحركة البضائع بين سوريا والدول المجاورة.
تطوير بيئة العمل الجمركي وتوحيد الإجراءات
وأكد رئيس الهيئة الأستاذ قتيبة بدوي أن محافظة حلب بما تمتلكه من موقع جغرافي استراتيجي وبنية اقتصادية قوية، تُعدّ مركزًا لوجستيًا محوريًا على مستوى البلاد، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل حاليًا على توحيد الإجراءات الجمركية وتحسين بيئة العمل في المنافذ لضمان انسيابية حركة البضائع والحد من المخالفات، إلى جانب رفع مستوى التنسيق بين الجهات المحلية والإدارة المركزية للهيئة لتحقيق أعلى درجات الكفاءة في الأداء.
تفعيل الترانزيت الدولي والميناء الجاف
وتناول الاجتماع بحثَ تفعيل نظام الترانزيت الدولي عبر معبر السلامة الحدودي بما يسهم في إحياء الحركة التجارية بين الداخل السوري وشمال البلاد، وتعزيز مكانة المنطقة الحرة في حلب كمحورٍ استراتيجي للربط التجاري بين سوريا والدول المجاورة.
كما تم استعراض خطة الهيئة لتنفيذ مشروع الميناء الجاف في المنطقة الحرة بحلب، الذي يُعدّ خطوة نوعية في تطوير البنية التحتية اللوجستية ودعم القطاعين الصناعي والتجاري بخدمات نقل وتخزين متقدمة تتناسب مع حجم النشاط الاقتصادي المتنامي في المحافظة.
مناقشة محاور فنية وتنظيمية
وشهد اللقاء مناقشة مجموعة من المحاور الفنية والتنظيمية، من أبرزها توحيد البنود الجمركية بين الإدارات المختلفة وتسهيل إجراءات التخليص والنقل عبر المعابر وتنظيم عمل المخلصين الجمركيين وفق ضوابط محدثة وتعزيز التنسيق مع غرفتي التجارة والصناعة في حلب.
وفي ختام اللقاء، عبر رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية عن شكره وتقديره للسيد المحافظ وفريق عمله على حفاوة الاستقبال والتعاون البنّاء، مؤكدًا حرص الهيئة على استمرار التنسيق المشترك من أجل تحويل مخرجات الاجتماع إلى خطوات تنفيذية عملية تسهم في تعزيز الدور الاقتصادي لمحافظة حلب كمركزٍ رئيسي للنشاط التجاري والصناعي في الجمهورية العربية السورية.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
يُعدّ الفن لغة عالمية للسلام والمحبة، وجسراً للتواصل بين الشعوب ينقل القيم الإنسانية والرسائل الأخلاقية السامية، إلا أن بعض الفنانين السوريين خرجوا عن هذا الإطار، محوّلين الفن إلى منبر للكراهية والطائفية، ومستخدمين شهرتهم لإثارة الانقسام والتحريض على العنف بدل نشر التفاهم والتعايش.
لبانة قنطار تُسيء إلى أهالي المخيمات
في مقدمة هؤلاء تبرز الفنانة لبانة قنطار، التي أثارت موجة استنكار واسعة عقب تصريحات مسيئة لأهالي المخيمات السورية، إذ استخدمت خطاباً طائفياً جارحاً بدل التضامن مع من عانوا سنوات طويلة في ظروف قاسية.
وقالت بلهجة عنصرية إن “الخيام ليست للدروز بل لبني أمية الذين تركوا نساءهم 14 سنة يبيعون ويشترون بهن، ويزوجون بناتهم في سن الثانية عشرة والثالثة عشرة هرباً من المسؤولية”، وفق تعبيرها، ما اعتبره ناشطون تحريضاً على التفرقة وإساءة صريحة لمعاناة المدنيين.
رشا رزق من “سبيستون” إلى خطاب الكراهية
كما أثارت المغنية رشا رزق، التي ارتبط صوتها في الذاكرة الجمعية بأغاني الطفولة وشارات الرسوم المتحركة، موجة انتقادات حادة بعدما تحوّل خطابها من صوت للبراءة إلى منبر للكراهية.
فقد دعت قبل تحرير البلاد إلى إرسال حبوب منع الحمل إلى المخيمات السورية، في تعبير اعتبره كثيرون مهيناً للكرامة الإنسانية، ثم عادت بعد التحرير لتظهر في مواقف مؤيدة للشيخ الهجري، نافية الجرائم التي ارتكبتها بعض الميليشيات التابعة له، لتخسر بذلك رصيدها الأخلاقي والفني لدى شريحة واسعة من جمهورها.
ميس حرب وتحريض على العنف
أما الفنانة ميس حرب، فذهبت أبعد من ذلك حين حرّضت علناً على العنف، ودعت أبناء المدينة إلى حمل السلاح والوقوف على النوافذ لصيد الخصوم، بل وشجّعت على استخدام وسائل مؤذية كالزيت المغلي والعصي، في خطاب صادم لا يمت بصلة إلى رسالة الفن أو أخلاقياته، بل يعكس انزلاقاً خطيراً نحو التحريض المباشر على الفوضى.
انحراف عن قيم الفن ومسؤوليته
تكشف هذه المواقف عن غياب المسؤولية الاجتماعية لدى بعض الفنانين الذين فقدوا البوصلة الأخلاقية للفن، وحوّلوا منبرهم إلى أداة سياسية وطائفية، بعيداً عن رسالته الحقيقية في بناء الوعي والسلام المجتمعي.
وقد عبّر ناشطون ومثقفون عن استيائهم من هذا الانحراف، محذرين من تحويل الفن إلى أداة صراع بدل أن يكون مساحة للتعبير الإيجابي والتنوير الفكري.
دعوات لمقاطعة الأصوات التحريضية
وحثّ ناشطون وسائل الإعلام والجمهور على عدم تضخيم تصريحات الفنانين المحرّضين أو منحهم مساحة للظهور، لأن تكرار تداول آرائهم العنصرية يعمّق الانقسامات ويقوّض السلام الاجتماعي، خاصة في ظلّ الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وشدّدوا على أن الفن الحقيقي يبني ولا يهدم، يوحّد ولا يفرّق، وأن المسؤولية الأخلاقية تقتضي مواجهة خطاب الكراهية بكل أشكاله، والعمل على ترسيخ ثقافة التسامح والوحدة الوطنية التي تمثل جوهر الهوية السورية.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
وقعت وزارة الاتصالات والتقانة السورية اليوم السبت اتفاقية مع شركة ميدوسا الإسبانية، ومقرها برشلونة، لإنزال أول كابل بحري دولي إلى سوريا، في خطوة تُعدّ تحولاً نوعياً في بنية الاتصالات الوطنية، وتمهّد لربط البلاد مباشرة بالشبكات العالمية عبر البحر الأبيض المتوسط.
وذكرت شركة ميدوسا على موقعها الإلكتروني أن نظام الكابلات البحرية الجديد سيعمل على ربط 12 دولة في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا، ليشكل ممراً استراتيجياً يصل البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي والبحر الأحمر، ما يجعل سوريا جزءاً من أحد أهم مشاريع الاتصالات البحرية في المنطقة.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية "سانا"، جرى توقيع الاتفاقية في محافظة طرطوس بحضور وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل، وممثل الشركة الإسبانية نورمان البي، إلى جانب عدد من مسؤولي محافظتي اللاذقية وطرطوس، في إطار مساعي الحكومة السورية لتعزيز بنيتها التحتية الرقمية والانفتاح على الاستثمارات الدولية في قطاع التكنولوجيا.
خطوة استراتيجية بعد سنوات من العزلة التقنية
وتأتي هذه الخطوة بعد أكثر من 14 عاماً من الحرب والعقوبات الغربية التي أثّرت بشدة على البنية التحتية للاتصالات، حيث تعاني البلاد من ضعف في سرعة الإنترنت وتغطية محدودة للخدمات اللاسلكية، ما أجبر كثيراً من المستخدمين على الاعتماد على باقات الهاتف المحمول المكلفة لإنجاز أعمالهم اليومية.
وتهدف القيادة السورية الجديدة إلى تحقيق قفزة نوعية في الخدمات العامة، وعلى رأسها قطاع الاتصالات، باعتباره ركيزة أساسية في دعم التنمية الاقتصادية والتحول الرقمي، وذلك في إطار جهودها لإعادة الإعمار وتحسين جودة الحياة بعد سقوط نظام الأسد في كانون الأول/ديسمبر الماضي.
مفاوضات مع شركات إقليمية لتوسيع شبكة الألياف الضوئية
وكان مسؤول سوري رفيع قد كشف في تصريح لوكالة رويترز في حزيران/يونيو الماضي أن الحكومة تجري مفاوضات مع عدد من شركات الاتصالات الإقليمية، من بينها "زين"، و"اتصالات"، و"إس تي سي" السعودية، و"أريدُو"، لتنفيذ مشروع ضخم بقيمة تقديرية تصل إلى 300 مليون دولار لتطوير شبكة الألياف الضوئية في سوريا.
ويُنتظر أن يشكّل مشروع الكابل البحري الجديد منعطفاً في قطاع الاتصالات السوري، عبر تأمين ربط مباشر وسريع بالإنترنت العالمي، وتعزيز موقع البلاد كبوابة رقمية بين الشرق الأوسط وأوروبا، بما يسهم في إعادة بناء الاقتصاد الوطني وتهيئة بيئة جاذبة للاستثمار والتكنولوجيا الحديثة.
٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥
أجرى وزير العدل الدكتور مظهر الويس جولةً ميدانية تفقدية في القصر العدلي بمحافظة إدلب، اطلع خلالها على سير العمل القضائي والإداري، وتفقّد أقسام المحاكم والنيابة العامة، في إطار جهود الوزارة لمتابعة واقع العدالة وتطوير الأداء المؤسسي.
وخلال جولته، شدّد الوزير على أهمية رفع كفاءة العمل في المؤسسات القضائية وتقديم الخدمات العدلية للمواطنين بأعلى معايير الدقة والسرعة، مؤكداً أن تحقيق العدالة الناجزة يتطلب إزالة العقبات الإدارية والميدانية أمام الكوادر القضائية، وتوفير بيئة عمل آمنة ومنظمة.
كما استمع الدكتور الويس إلى ملاحظات العاملين في القطاع العدلي وشكاوى المراجعين، موجهاً باتخاذ الإجراءات اللازمة لتعزيز التنظيم وتحسين جودة الخدمات المقدمة، بما ينعكس إيجاباً على ثقة المواطنين بالمؤسسة القضائية.
لقاء موسع مع القضاة في إدلب
وفي سياق متصل، عقد وزير العدل اجتماعاً موسعاً مع القضاة العاملين في محافظة إدلب، ناقش خلاله سبل تطوير الأداء العدلي وتعزيز فعالية المحاكم والنيابات العامة، بما يضمن وصول العدالة إلى المواطنين وترسيخ مبدأ سيادة القانون.
واستمع الوزير إلى مداخلات القضاة وملاحظاتهم حول التحديات اليومية التي تواجه العمل القضائي، مؤكداً أن الوزارة تعمل على تهيئة البيئة القانونية والإدارية الداعمة لممارسة القضاء بكفاءة وشفافية، وتوفير الدعم الكامل للكوادر العدلية في إدلب.
افتتاح مجمعي معرة النعمان وخان شيخون
واختتم الدكتور مظهر الويس زيارته بافتتاح المجمع القضائي في مدينة معرة النعمان، وسط حضور عدد من القضاة والشخصيات الفاعلة في المجتمع المحلي، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي استجابة لحاجة المواطنين لتقريب العدالة منهم وتسهيل الإجراءات القضائية.
كما افتتح الوزير المجمع القضائي في مدينة خان شيخون بريف إدلب، مشيراً إلى أن هذه المشاريع تشكل نقلة نوعية في بنية العدالة بالمحافظة، وتعكس التزام الحكومة بترسيخ سيادة القانون وضمان حقوق المواطنين، ضمن خطة وطنية شاملة لإعادة تأهيل المرافق العدلية وتعزيز حضور الدولة في جميع المناطق.