تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية"، من دخول العاصمة دمشق، معتقل الإرهابي الأكبر "بشار الأسد" المفترض في القصر الجمهوري، وسط أنباء تتحدث عن هروبه إلى جهة مجهولة لم تتضح بعد، في وقت تتواصل طلائع الفاتحين بالدخول للعاصمة فجر اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، وسط حالة انهيار تامة لجيش النظام وعناصره.
ولايبدو أن الإرهابي "بشار الأسد" لايزال في قصره في العاصمة دمشق، إذ أن حالة الانهيار التامة التي ظهرت في قوته على أبواب العاصمة لاتشير إلى أن أحداً بقي من عائلة الأسد في كامل المحافظة، بل يبدو أنها أفرغت من كامل عائلة الأسد في وقت سابق.
وكانت أكدت مصادر أميركية وغربية أن نظام "بشار الأسد" في طريقه للانهيار خلال أيام، مضيفة أنه طلب المساعدة من عدة دول، ولكن من دون جدوى، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤولين -تحدثوا شريطة عدم الكشف عن أسمائه- أن تقدم مقاتلي المعارضة يشير إلى أن حكومة الأسد قد تكون على وشك الانهيار.
في الأثناء، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين سوريين وعرب ومصادر مطلعة قولهم إن بشار الأسد طلب المساعدة من عدة دول، ولكن من دون نتيجة، وأضافت الصحيفة -نقلا عن المصادر ذاتها- أن الحكومة العراقية رفضت طلب نظام الأسد حشد مزيد من القوات، كما أن إيران أبلغت سرا دبلوماسيين عربا أنه من الصعب إرسال قوات إلى سوريا.
قلت وول ستريت جورنال عن مصادر -لم تكشف هويتها- أن بشار الأسد والمقربين منه مكانهم غير معروف أمس السبت، وبدورها، قالت شبكة "سي بي إس" الإخبارية نقلا عن مسؤولين أميركيين إنه "يبدو أن حكم عائلة الأسد يوشك على الانتهاء"، متوقعين أن تسقط العاصمة دمشق في يد المعارضة السورية.
ويأتي دخول العاصمة السورية دمشق، بعد أن كانت أعلنت "إدارة العمليات العسكرية"، السبت 7 كانون الأول 2024، تحرير مدينة حمص، لتنضم إلى رفيقات التحرير (حلب وحماة وإدلب ودرعا والسويداء)، وتعيش مدينة الوليد، حمص العدية، فرحة الحرية التي طالما انتظرها أبنائها المعذبين بظلم نظام الأسد وميليشياته الطائفية التي عانى سكانها من بطشهم وجورهم وجرائمهم.
بتحرير مدينة دمشق، وماسبقها من عمليات تحرير ضمن عملية "ردع العدوان"، في كامل تراب سوريا الحرة، تتحرر سوريا وتنفض غبار أكثر من 50 عاماً من حكم آل الأسد بالحديد والنار، ويسقط الأسد وكافة رموزه، فدخول الثوار اليوم لمدينة دمشق، يفتح الطريق بشكل كامل باتجاه الخلاص وبلوغ هدف الثورة في إسقاط الأسد وكافة رموزه.
وكان قال رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق عن النظام السوري "رياض حجاب "، إن "دمشق تسدل الستار على حكم آل الأسد"، حذراٌ بالقول: "ما أخذه السوريون بالقوة يجب ان لا ينتزع منهم عبر ترتيبات "ناعمة".
جاء كلام حجاب في منشور له على صفحته على موقع "إكس" في توقيت تمر فيه سوريا بمرحلة مفصلية في تاريخ الثورة السورية، مع انهيار نظام الأسد وجيشه، وتراجه قواته إلى حدود حمص، وتمكن الفصائل من بدء تطويق العاصمة السورية دمشق، وسط مصير مجهول للأسد، وحراك روسي إيراني لإنقاذ ماتبقى له من الوقت في الحكم.
ويُشكل سيطرة الفصائل الثورية على محافظات (دمشق وحلب وإدلب وحماة ودرعا والسويداء وريف دمشق وحمص) مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" في وقت مبكر من فجر اليوم الأحد 8 كانون الأول 2024، تحرير المعتقلين في "سجن صيدنايا المركزي، أحد أكثر السجون العسكرية السورية تحصينا، وعرفه السوريون طيلة حقبة ريرة من حكم عائلة الأسد بأنه "المسلخ البشري" بسبب صنوف الموت والتعذيب والقتل التي مورست به خلال سنوات مريرة، يبدو أنها وصلت لنهايتها، يضم السجن آلاف المعتقلين السوريين المغيبين منهم يعود اعتقاله لأكثر من 40 عاماً، ومصيره مجهول حتى اليوم.
ومع وصول الثوار إلى "السجن الأحمر" كما يعرف، يترقب ملايين السوريين بفارغ الصبر واللوعة، معرفة مصير ذويهم المغيب أي خبر عنهم، فيما يمكن أن يكشف الوصول للسجن عن جرائم وفظائع كبيرة ربما تكون قد ارتكبت بحق المعتقلين عبر تصفيات وإعدامات ميدانية كان يجري تنفيذها طيلة سنوات مضت، وتحتاج لأشهر طويلة لكشف سلسلة طويلة من تلك الجرائم التي مورست بكل فظاعة.
ولـ "سجن صيدنايا" تاريخ أسود في حياة السوريين عامة، فلا تكاد تخلوا بلدة أة قرية أو حي في مدينة إلا وذاق أبنائها مرارة الموت أو التعذيب أو التغييب لسنوات طويلة في ظلمات السجون، وذاق الويلات على يد عصابات النظام، لكن الأمل لايزال موجوداً للملايين أن يجدوا أبنائهم بين الأحياء الباقين في الزنازين الموصدة.
يأتي هذا التطور في سياق الحرب الدائرة على جبهات القتال والتي تديرها "إدارة العمليات العسكرية"، بعد تمكنها من الوصول إلى مشارف مدينة حمص الشمالية، وتوسعها شرقاً إلى جانب القوات التي وصلت من التنف، علاوة عن انسحاب النظام من مقرات ومواقع عسكرية عديدة بشكل تدريجي من ريف حمص ودمشق، مع عزيمته في السويداء ودرعا، ليغدو الطريق مفتوحاً باتجاه السجن الحصين.
يقع السجن قرب دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، بني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ"المبنى الأحمر"، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، أما الثاني فيعرف بـ"المبنى الأبيض"، وهو مخصص للسجناء العسكريين.
يتميز سجن صيدنايا بتصميم فريد يجعله أحد أشد السجون العسكرية تحصينا، ويتكون من 3 مبان كبيرة تلتقي في نقطة يطلق عليها "المسدس"، ويتكون كل مبنى من 3 طوابق لكل منها جناحان، ويحتوي الجناح الواحد على 20 مهجعا جماعيا بقياس 8 أمتار طولا و6 أمتار عرضا، تتراص في صف واحد بعيدة عن النوافذ، لكن تشترك كل 4 منها في نقطة تهوية واحدة.
نقطة المسدس هي منطقة تلاقي المباني الثلاثة، وهي النقطة الأكثر تحصينا في السجن، توجد فيها الغرف الأرضية والسجون الانفرادية، وفيها كذلك حراسات على مدار الساعة لمراقبة المساجين ومنعهم من مشاهدة أي ملمح من ملامح بناء السجن أو وجوه السجّانين، وفق "الجزيرة نت".
كان كشف تقرير صدر عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا عن 3 مستويات تمر بها المنظومة الأمنية للسجن، إذ تعتبر الشرطة العسكرية (الفرقة الثالثة للجيش السوري) هي خط الدفاع الأول لحماية الجدران الخارجية من التهديدات الأمنية ومنع هروب المعتقلين.
كما تتولى وحدات من اللواء 21 التابع للفرقة الثالثة تأمين الجزء الداخلي من السجن ومراقبة وتأديب المعتقلين، ويحيط بالسجن حقلا ألغام، داخلي وخارجي، أحدهما مضاد للأفراد والآخر مضاد للدبابات، وتوجد أيضا وحدة معينة مختصة بمراقبة الاتصالات الأرضية واللاسلكية الواردة إلى السجن والصادرة منه، إضافة إلى جميع الاتصالات اللاسلكية القريبة.
كان سائدا أن يفرز المعتقلون داخل أقسام سجن صيدنايا حسب التهم السياسية الموجهة إليهم، فكان يضم معتقلي جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي وحركة التوحيد الطرابلسية، كما ضم السجن معتقلين لبنانيين من أطراف عدة غير موالية لسوريا، وفلسطينيين متهمين بأن لهم علاقة جيدة مع المعارضة السورية، ومعتقلين شيوعيين ومن الأحزاب الكردية على اختلافها، إضافة إلى بعض العسكريين السوريين.
بدأ سجن صيدنايا منذ غزو العراق عام 2003 باستيعاب المتطوعين العرب العائدين من القتال في العراق وأعضاء تنظيم القاعدة، وضم كذلك أشخاصا من تيار "السلفية الجهادية" والتنظيمات الإسلامية الصغيرة غير المعروفة، إضافة إلى الفارين من أحداث مخيم نهر البارد في لبنان، وشيئا فشيئا تحول إلى "سجن للجهاديين" بسبب ارتفاع أعداد المعتقلين العائدين منهم من العراق.
وسبق أن دعت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة في فبراير/شباط 2017 إلى إجراء تحقيق مستقل لما يجري في سجن صيدنايا من إعدامات للمعتقلين بعد تقرير كشف إعدام قوات الجيش السوري نحو 13 ألف شخص شنقا بين عامي 2011 و2015.
وأفاد التقرير بأن ما بين 20 و50 شخصا يقتادون إلى المشنقة كل أسبوع في منتصف الليل، وقالت وزارة الخارجية الأميركية عام 2017 إن الحكومة السورية لجأت إلى حرق آلاف السجناء في سجن صيدنايا، محاولة إخفاء عدد القتلى والتخلص من الأدلة التي قد تدينها بجرائم حرب.
وسبق أن استطاعت فصائل الثوار في "إدارة العمليات العسكرية" إطلاق سراح آلاف السجناء في السجون التي وصلت إليها واستطاعت تحرير من فيها، في مدينة حلب، ومدينة حماة ممثلاً بالسجن المركزي وسجون الأفرع الأمنية، كما وصل ثوار السويداء للإفراج عن الآلاف في سجن السويداء، إضافة للعديد من السجون التي دخلت سياق التحرير، على أمل كشف مصير عشرات آلاف المعتقلين السوريين المغيبين في السجون.
أعلنت "إدارة العمليات العسكرية"، السبت 7 كانون الأول 2024، تحرير مدينة حمص، لتنضم إلى رفيقات التحرير (حلب وحماة وإدلب ودرعا والسويداء)، وتعيش مدينة الوليد، حمص العدية، فرحة الحرية التي طالما انتظرها أبنائها المعذبين بظلم نظام الأسد وميليشياته الطائفية التي عانى سكانها من بطشهم وجورهم وجرائمهم.
وامتزجت الدموع بمشاعر الفرح في قلوب السوريين مع إعلان تحرير مدينتهم حمص التي يطلق عليها العدية وكذلك لقب عاصمة الثورة السورية، حيث عادت لتتنفس الحرية بعد سنوات طوال من مناهضة النظام ماعرضها لجرائم عديدة على يده انتقاما منها حيث دمر الأحياء وهجر السكان.
بتحرير مدينة حمص، وماسبقها من عمليات تحرير ضمن عملية "ردع العدوان"، يبقى الهدف الأخير للعملية في الدخول إلى دمشق، وقطع رأس الأفعى في القصر الجمهوري، لإتمام إسقاط الأسد وكافة رموزه، فدخول الثوار اليوم لمدينة حمص، يفتح الطريق بشكل كامل باتجاه العاصمة دمشق من الشمال، مع خروج النظام من درعا والسويداء وريف دمشق، تعتبر دمشق محاصرة بشكل كامل من ثلاثة محاور.
وأعلنت "إدارة العمليات العسكرية" تحرير منطقة "السخنة" بريف حمص الشرقي بعد طرد قوات النظام المجرم منها ضمن عملية "ردع العدوان".
ورصد نشطاء في مدينة حمص، حالات هروب جماعية لقوات النظام والميليشيات الداعمة له من محافظة حمص باتجاه محافظة طرطوس غربي سوريا، فيما أنكر نظام الأسد دخول الثوار إلى المدينة على غرار بيانات حلب وحماة، قل أن ينصاع ويقر بالهزيمة ويُعلن إعادة التموضع خارج المدينة.
وكان قال رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق عن النظام السوري "رياض حجاب "، إن "دمشق تسدل الستار على حكم آل الأسد"، حذراٌ بالقول: "ما أخذه السوريون بالقوة يجب ان لا ينتزع منهم عبر ترتيبات "ناعمة".
جاء كلام حجاب في منشور له على صفحته على موقع "إكس" في توقيت تمر فيه سوريا بمرحلة مفصلية في تاريخ الثورة السورية، مع انهيار نظام الأسد وجيشه، وتراجه قواته إلى حدود حمص، وتمكن الفصائل من بدء تطويق العاصمة السورية دمشق، وسط مصير مجهول للأسد، وحراك روسي إيراني لإنقاذ ماتبقى له من الوقت في الحكم.
ويُشكل سيطرة الفصائل الثورية على محافظات (حلب وإدلب وحماة ودرعا والسويداء وريف دمشق وحمص) مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
قال وزراء خارجية 5 دول عربية ودول "صيغة أستانا"، إن الأزمة السورية تستوجب السعي لحل سياسي يؤدي لوقف العمليات العسكرية، مشددين على أن استمرار الأزمة يهدد الأمن المحلي والإقليمي والدولي، جاء ذلك على وقع دخول "إدارة العمليات العسكرية" مدينة حمص، واقترابها من تطويق مدينة دمشق العاصمة.
وأوضح البيان أن "وزراء خارجية عدد من الدول العربية اجتمع مع نظرائهم في الدول المشاركة في مسار أستانا، في فندق شيراتون بالدوحة يوم 7 ديسمبر 2024، وذلك لمناقشة الأوضاع في سوريا، لا سيما التطورات الأخيرة.
وأضاف: "شارك في الاجتماع من جانب الدول العربية وزراء خارجية كل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق. فيما شارك من جانب مسار أستانا وزراء خارجية كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية التركية وممثل عن روسيا الاتحادية".
وأكد المجتمعون في بيان مشترك بخصوص الأحداث الأخيرة في سوريا، أن "استمرار الأزمة السورية يشكل تطورا خطيرا على سلامة البلاد والأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستوجب سعي كافة الأطراف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يؤدي إلى وقف العمليات العسكرية وحماية المدنيين من تداعيات هذه الأزمة".
وتوافقوا على "أهمية تعزيز الجهود الدولية المشتركة لزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وضمان وصولها بشكل مستدام ودون عوائق إلى كل المناطق المتأثرة".
وشدد الوزراء على "ضرورة وقف العمليات العسكرية تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جامعة استنادا إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، تضع حدا للتصعيد العسكري الذي يقود إلى سفك دماء المزيد من الأبرياء العزل وإطالة أمد الأزمة، وتحفظ وحدة وسيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وتحميها من الانزلاق إلى الفوضى والإرهاب وتضمن العودة الطوعية للاجئين والنازحين".
وأكد المجتمعون "استمرار التشاور والتنسيق الوثيق بينهم من أجل المساهمة الفاعلة في ايجاد حل سياسي للأزمة السورية، بما يحقق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار والعدالة، فضلاً عن تعزيز الجهود الرامية إلى توطيد الأمن والاستقرار في المنطقة".
وفي نهاية الاجتماع استمع المجتمعون لإيجاز من مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسون وأكدوا دعمهم لجهود الأمم المتحدة للوصول لحل سياسي للأزمة السورية على أساس قرار مجلس 2254 الأمن.
ودعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن إلى إجراء مفاوضات في جنيف حول التسوية السياسية للوضع في سوريا، وقال بيدرسن في بيان نشره مكتبه الصحفي يوم السبت: "اجتمعت للتو مع وزراء (خارجية) إيران وروسيا وتركيا. وكانت لدينا مشاورات أيضا مع ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي".
وأضاف المبعوث: "دعوت إلى إجراء مفاوضات سياسية عاجلة في جنيف حول تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254"، وتابع: "ويسرني أن أذكر أن الوزراء وجميع من تحدثت معهم يؤيدون هذه الدعوة. وآمل بأنني سأتمكن من إعلان الموعد (للمفاوضات) قريبا جدا".
يأتي ذلك بالتزامن مع بدء دخول مقاتلي "إدارة العمليات العسكرية"، التوغل في أحياء مدينة حمص بعد معارك طاحنة على أطرافها الشمالية اليوم السبت 7 كانون الأول 2024، وإعلان الإدارة بدء قوات "إدارة العمليات" تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق، وذلك بعد إعلان السيطرة على منطقة القريتين بريف حمص، وفرع سعسع في ريف دمشق، وسط انهيارات كبيرة لقوات النظام على عدة جبهات وانسحاب باتجاه العاصمة.
وكان قال رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق عن النظام السوري "رياض حجاب "، إن "دمشق تسدل الستار على حكم آل الأسد"، حذراٌ بالقول: "ما أخذه السوريون بالقوة يجب ان لا ينتزع منهم عبر ترتيبات "ناعمة".
جاء كلام حجاب في منشور له على صفحته على موقع "إكس" في توقيت تمر فيه سوريا بمرحلة مفصلية في تاريخ الثورة السورية، مع انهيار نظام الأسد وجيشه، وتراجه قواته إلى حدود حمص، وتمكن الفصائل من بدء تطويق العاصمة السورية دمشق، وسط مصير مجهول للأسد، وحراك روسي إيراني لإنقاذ ماتبقى له من الوقت في الحكم.
نقلت وكالة "رويترز" عن ضابط سوري رفيع، أن قادة الجيش والأمن التابعين للنظام غادروا بمروحيات من قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص إلى الساحل، سبق ذلك سلسلة انسحابات سريعة من عدة قواعد عسكرية استراتيجية بريف حمص، منها مطار التيفور، في حين تفصلنا ساعات قليلة عن إعلام تحرير مركز المدينة.
ويُشكل سيطرة الفصائل الثورية على محافظة حلب ومن ثم إدلب وحماة ودرعا والسويداء وتحرك فصائل التنف شرقي حمص، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
نقلت وكالة "رويترز" عن ضابط سوري رفيع، أن قادة الجيش والأمن التابعين للنظام غادروا بمروحيات من قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص إلى الساحل، سبق ذلك سلسلة انسحابات سريعة من عدة قواعد عسكرية استراتيجية بريف حمص، منها مطار التيفور، في حين تفصلنا ساعات قليلة عن إعلام تحرير مركز المدينة.
ويقع "مطار الشعيرات"، في ريف حمص الجنوبي الشرقي مجهز بمدرجين وقرابة أربعين حظيرة إسمنتية للطائرات، وهو أحد خمسة مطارات رئيسية استخدمها النظام خلال السنوات الماضية لتقل الشعب السوري ونشر الموت في مدنه وبلدته.
ويضم مطار الشعيرات طائرات ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي22 وسوخوي 25 القاذفة، كما يتضمن دفاعات جوية من نوع صواريخ سام 6، ورادارات، وتقام في هذه المنشأة عروض عسكرية وتدريبات على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وتضم الفرقة 22-اللواء 50 جوي مختلط، وكان المطار منطلقا للغارات الجوية التي تستهدف مواقع في حمص وحماة وإدلب.
ويحتوي المطار على عدد كبير من مقاتلات ميغ 23 وميغ 25 وسوخوي 25 القاذفة، وتحط مقاتلات عسكرية روسية في المطار منذ أواخر العام 2015، وفي ديسمبر/كانون الثاني من العام نفسه -أي بعد أسابيع من بدء روسيا تدخلها العسكري المباشر في سوريا– ذكرت وكالات أنباء أن موسكو عززت المطار ببناء مدرج إضافي قبل أن تبدأ باستخدامه.
وقد استخدمت موسكو مطار الشعيرات لتنفيذ هجمات على تنظيم الدولة الإسلامية في تدمر، وفي سبتمبر/أيلول 2016 وفي مارس/آذار 2017 نشرت روسيا في المطار مروحيات هجومية من طراز ميغ 26 هافوك وطائرة نقل عسكري وقوات عمليات خاصة.
وكانت قصفت الولايات المتحدة الأمريكية في 7 أبريل/نيسان 2017 مطار الشعيرات بـ59 صاروخا من نوع توماهوك المجنحة انطلاقا من مدمرتين أميركيتين تبحران في شرق البحر المتوسط.
وقد أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا ردا على الهجوم بالغاز السام على مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي في 4 أبريل/نيسان 2017، والذي تقول واشنطن إن الطائرات التي استخدمت في الهجوم الكيميائي انطلقت من هذا المطار. وأودت مجزرة خان شيخون بحياة 84 وأصيب فيها أكثر من خمسمئة.
واستهدفت الضربة الجوية الأميركية مقاتلات سورية رابضة في المطار وحظائر طائرات ومناطق لتخزين الوقود والإمدادات اللوجستية ومخازن للذخيرة وأنظمة دفاع جوي وأجهزة رادار، وقالت واشنطن إنه لم تصب في الغارات أي طائرات عسكرية روسية، وإنها أخطرت القيادة الروسية قبل تنفيذ الغارات.
وقال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن واشنطن اختارت استخدام سلاح صواريخ توماهوك المجنحة لضرب مطار الشعيرات لأن الصواريخ تطير على ارتفاع ثابت، وهو ما يجعل منظومة صواريخ 300 وصواريخ أس 400 التي نشرتها روسيا في سوريا غير فعالة للتصدي للصواريخ الأميركية.
وسبق أن أكدت مصادر عسكرية متطابقة، اليوم السبت 7 كانون الأول 2024، أن قوات النظام بدأت الانسحاب تدريجياً من "مطار التيفور العسكري"، الذي يعدّ من أكبر المطارات العسكرية في سوريا، والواقع بريف محافظة حمص الشرقي، مع تهاوي مواقع النظام تباعاً بريف حمص الشمالي والشرقي.
ويقع مطار التيفور T4، واسمه الحقيقي "طياس"، في منطقة صحراوية إستراتيجية بريف محافظة حمص الشرقي على بعد ستين كيلومترا شرق مدينة تدمر الأثرية، وتوجد حوله عدد من حقول الغاز الرئيسية في سوريا ولطالما نقل الموت لجميع السوريين في مختلف المحافظات عبر طائراته الحربية وآلة قتله.
ويحتوي مطار تيفور، التابع للقوات الجوية السورية، على 54 حظيرة إسمنية وثلاثة مدارج، واحد رئيسي ومدرجان ثانويان، طول كل منهم يقارب ثلاثة كيلومترات. ويحتوي على أنواع مختلفة من الطائرات بعضها حديثة مثل "ميغ 29" و"ميغ 27″ و"سوخوي 35".
كما يحوي أسرابا عدة للطائرات حسب نوعها، فالسرب الأول والخامس من نوع ميغ 25، والثاني طائراته من نوع SU-22-M-4، وسرب آخر طائراته من نوع SU-24MK، كما يحتوي على سرب احتياطي مكون من 24 طائرة مجهّزة في أي لحظة للتحليق الفوري من المدرج الاحتياطي الفرعي.
ويوجد داخل المطار دفاعات جوية ورادارات قصيرة التردد المحمولة على سيارات، وقرابة 136 آلية عسكرية بينها دبابات متطورة طراز "تي 82"، ويعد المطار من أكبر المطارات العسكريّة في سوريا، وموقعه ذو أهمية إستراتيجية لقربه من العراق.
اوستحوذ الاتحاد السوفياتي سابقا على مطار تيفور العسكري منذ السبعينيات والثمانينيات بحجة استخدام القاعدة الجوية الموجودة فيه، وبعد الثورة السورية عام 2011، استخدم النظام السوري وحلفاؤه الإيرانيون هذا المطار لشن هجماتهم العسكرية على مناطق المعارضة السورية في مختلف المناطق السورية، وتشير بعض المصادر إلى أن الإيرانيين يستخدمون أجزاء من المطار قاعدة عسكرية لطائرات مسيرة.
وكان سيطر تنظيم الدولة في ديسمبر/كانون الأول 2016 على كتيبة الدفاع الجوي بمطار تيفور بعد أن حاصر المطار من ثلاث جهات، ودمر ثلاث طائرات حربية تابعة للنظام كانت رابضة داخل المطار.
وقال تنظيم الدولة حينها إنه استحوذ على 30 دبابة و6 ناقلات جنود و6 مضادات طيران عيار 122 ملم، و7 مضادات طيران عيار 23 ملم، و4 مستودعات أسلحة خفيفة وذخائر، وكميات كبيرة من مضادات الدروع، وفي عام 2017 أعاد النظام وحلفاؤه السيطرة على المطار بعد تدخل عسكري روسي مكثف.
وتعرض المطار لضربات جوية إسرائيلية في 10 فبراير/شباط 2018، تسبب في تدمير برج المراقبة الرئيسي، وفي 9 أبريل/نيسان 2018، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) إن طائرات إسرائيلية من طراز "أف 15" قصفت المطار، مؤكدة أن القصف أوقع قتلى وجرحى، وأن الدفاعات الجوية أسقطت عددا من الصواريخ.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرتين حربيتين إسرائيليين قصفتا المطار العسكري بثمانية صواريخ عبر الأجواء اللبنانية. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الدفاعات الجوية السورية تصدّت لخمسة صواريخ ودمرتها، مؤكدة أن أيا من المستشارين الروس لم يُصَب خلال الهجوم.
وكانت أعلنت فصائل "جيش سوريا الحرة" في منطقة التنف، اليوم السبت 7 كانون الأول 2024، أن معركتها العسكرية التي بدأت انطلاقاً من منطقة التنف بريف حمص الشرقي، تهدف إلى "كسر الحصار عن مخيم الركبان" المفروض من قبل قوات النظام وحلفائه، معلنة تحرير عدد من النقاط واغتنام عدد من الآليات الثقيلة وسط اشتباكات عنيفة يخوضها الجيش على جبهات عدة في البادية.
ويُشكل سيطرة الفصائل الثورية على محافظة حلب ومن ثم إدلب وحماة ودرعا والسويداء وتحرك فصائل التنف شرقي حمص، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
وثق ناشطون في مدينة حمص، حالات هروب جماعي لقوات النظام والميليشيات الداعمة له من محافظة حمص باتجاه محافظة طرطوس غربي سوريا، فيما أنكر نظام الأسد دخول الثوار إلى المدينة على غرار بيانات حلب وحماة.
وأكدت مصادر متطابقة انسحاب قوات الأسد من بعض النقاط الأمنية في حمص وهروب عدد من الشبيحة من مناطق عديدة بالمدينة منها فرع فرع أمن الدولة في حي الحمرا، وفرع الأمن السياسي في حي الإنشاءات بحمص.
ولفتت مصادر إلى معلومات تشير إلى هروب سرب من طائرات الهليكوبتر من مطار الشعيرات بريف حمص باتجاه الساحل تحمل ضباط وشبيحة لعصابات الأسد.
ونوه نشطاء إلى أن هذه المعلومات لا تعني خلو مدينة حمص من الشبيحة، مع تواجد عدد ملحوظ لميليشيات الدفاع الوطني في المدينة ومن المتوقع تزايد حالة التخبط على وقع الانسحابات المتزايدة.
وقالت وزارة الدفاع في حكومة نظام الأسد إنه لا صحة لدخول قوات ردع العدوان إلى مدينة حمص، وزعمت أن "الوضع آمن ومستقر وجيش النظام منتشر حول المدينة ومتمركزة بخطوط دفاعية منيعة ومعززة بمختلف أنواع الأسلحة".
أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن تحرير حاجز "ملوك" الذي يعد ثكنة عسكرية كبيرة بريف حمص الشمالي، ليضاف إلى الفرقة 26 وكلية الهندسة و13 قرية وبلدة بالمنطقة ضمن معارك عملية ردع العدوان.
ووصفت الإدارة العسكرية، في بيان رسمي، أن الحاجز بأنه أكبر وأهم حواجز ريف حمص والذي يعتبر بوابة مدينة حمص ويقع حاجز ملوك الذي تحول إلى ثكنة عسكرية ضخمة، جنوب غرب تلبيسة.
وتعود التسمية التي تطلق على الثكنة كونه قريب من شركة ملوك التجارية ويبعد 3 كيلومترات عن حمص، وكان يستخدمه النظام لشن جميع عملياته العسكرية ضد المناطق المحررة.
كما أنه كان العقبة الأولى أمام الثوار في فك الحصار عن حمص سابقا ويضم أكثر من 62 دبابة و1200 عسكري على الأقل، ويلقبه البعض بأنه سور الصين بسبب تحصيناته الشديدة.
ويذكر أن غالبية العناصر الموجودة في الحاجز من القرى الشيعية المحيطة به مثل "الحازمية، المختارية، كفر عبد" إضافة لعدد كبير من قوات حزب الله والقوات الإيرانية، ويعد ترسانة النظام الكبرى في مدينة حمص، وسط سوريا.
وتمكنت "إدارة العمليات العسكرية" يوم السبت 7 كانون الأول/ ديسمبر، من السيطرة على الفرقة 26 دفاع جوي قرب قرية تيرمعلة، كما بسطت سيطرتها على كلية الهندسة العسكرية قرب قرية المشرفة بريف حمص الشمالي.
والإضافة إلى ثكنة كلية الهندسة والفرقة 26، أكد القيادي في "إدارة العمليات العسكرية" المقدم "حسن عبد الغني" تحرير 13 قرية وبلدة على تخوم مدينة حمص، مشيرا إلى أن هناك انهيارات كبيرة في خطوط دفاع قوات النظام المجرم بمدينة حمص وريفها.
ويشكل السيطرة على الفرقة 26 دفاع جوي في قرية تيرمعلة التي تبعد بضعة كيلومترات عن مركز المدينة، أهمية كبيرة حيث تعد "مفتاح حمص" من الجهة الشمالية والسيطرة عليها تعني امتلاك قدرة على التوغل داخل أحياء المدينة الاستراتيجية.
وذلك كونها تحكم عقدة المحلق شمال حمص وبذلك أصبح الثوار على مشارف كراج حمص الشمالي الذي يتاخم منطقة الصناعة وحي البياضة وديربعلبة، ومن أهمية كبيرة كونها مطلة على طريق "حلب دمشق الدولي".
ومع إعلان "إدارة العمليات العسكرية"، تحرير على كلية الهندسة العسكرية قرب بلدة المشرفة بريف حمص الشمالي، تكون نجحت في تحييد أبرز مصادر نيران مدفعية وصواريخ النظام تجاه المناطق المحررة.
وتضم الكلية المشار إليها، الكثير من مرابض المدفعية والصواريخ والفوزليكا، وتقع على "طريق استراتيجي للغاية وهو "سلمية-حمص"، ومن بين المباني التي داخلها مبنى قيادة يعرف باسم "إدارة كلية الهندسة الكيميائية العسكرية".
وأعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن استمرار زحف قواتها نحو مدينة حمص، بعد وصول أرتال حاملة المئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم، واستطاع الثوار تحرير غالبية مناطق شمال حمص وباتوا على مشارف حمص.
ووثق ناشطون في مدينة حمص تحرير الثوار مدينتي الرستن وتلبيسة، وقرى وبلدات "تير معلة، هبوب الريح، الحلموز، الغنطو، الزعفرانة، الفرحانية، السعن الأسود، ديرفول، عز الدين، التلول الحمر".
وكانت دعت "إدارة العمليات العسكرية" في عملية "ردع العدوان"، القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل إعطائهم الأمان، في وقت وصلت معارك التحرير إلى تخوم محافظة حمص بعد تحرير الثوار أجزاء واسعة من ريف حمص الشمالي.
وصرح المقدم "حسن عبد الغني" القيادي العسكري في إدارة العمليات العسكرية بأن "النظام المجرم يقصف المناطق التي طرد منها مؤخرا في ريف حمص الشمالي". وأضاف: "بمجرد هروب قيادات جيش النظام المجرم من أي بلدة في ريف حمص وحتى دون "إعادة انتشار" بقية جنوده يبادر النظام المجرم بقصف البلدة على رؤوس أهلها، هكذا يتعامل المحتل مع الأرض التي يفر منها".
قال رئيس الوزراء السوري الأسبق المنشق عن النظام السوري "رياض حجاب "، إن "دمشق تسدل الستار على حكم آل الأسد"، حذراٌ بالقول: "ما أخذه السوريون بالقوة يجب ان لا ينتزع منهم عبر ترتيبات "ناعمة".
جاء كلام حجاب في منشور له على صفحته على موقع "إكس" في توقيت تمر فيه سوريا بمرحلة مفصلية في تاريخ الثورة السورية، مع انهيار نظام الأسد وجيشه، وتراجه قواته إلى حدود حمص، وتمكن الفصائل من بدء تطويق العاصمة السورية دمشق، وسط مصير مجهول للأسد، وحراك روسي إيراني لإنقاذ ماتبقى له من الوقت في الحكم.
وكان أعلن "المقدم حسن عبد الغني" القيادي في "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم السبت 7 كانون الأول 2024، بدء قوات "إدارة العمليات" تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق، وذلك بعد إعلان السيطرة على منطقة القريتين بريف حمص، وفرع سعسع في ريف دمشق، وسط انهيارات كبيرة لقوات النظام على عدة جبهات وانسحاب باتجاه العاصمة.
إعلان المقدم يشير إلى وصول قوات "إدارة العمليات العسكرية" التي انطلقت على محور البادية السورية من عقيربات بريف حماة الشرقي إلى مناطق ريف حمص الشرقي، وبالتالي الاقتراب من حدود العاصمة دمشق الإدارية، بالتوازي مع تحرير محافظتي درعا والسويداء، لتكون العاصمة دمشق هي الهدف مع استمرار المعارك على تخوم مدينة حمص وريفها الغربي.
وأكد المقدم، أن هذه الانتصارات ليست مجرد تقدم ميداني، بل هي رسالة واضحة بأن إرادة الحق أقوى من أي عدوان، وأن النصر بات أقرب من أي وقت مضى، معلناً المضي "بعزيمة لا تلين وإيمان راسخ بأهداف ثورتنا النبيلة في تحقيق الحرية والعدالة والعيش الكريم"
وجدد الدعوة في الساعات الأخيرة إلى الضباط والعناصر للمسارعة في الانشقاق عن هذه العائلة الفاسدة قبل فوات الأوان والانحياز إلى الشعب حتى لا يخلد التاريخ اسمهم في صفحاته السوداء، وفق تعبيره.
وسبق أن طالب "حجاب" الدول الداعمة لبشار الأسد بتغليب مصالح بلدانهم، والامتناع عن المشاركة مرة أخرى في سفك الدم السوري، وقال في كلمة مصورة قبل أيام إنّ الأسد "ورّط داعميه في المساهمة بارتكاب أكبر مذبحة شهدها القرن الـ21، راح ضحيتها ملايين القتلى والمصابين والمهجرين واللاجئين والمنكوبين".
وأضاف حجاب موجهاً كلامه لداعمي نظام الأسد "رغم ما بذلتموه لتثبيت حكمه، فها أنتم ترون هشاشته وفشله وتهاوي سلطته، وما أحوجكم إلى اغتنام هذه الفرصة السانحة لرفع هذا العبء المادي والأخلاقي عن أكتافكم، فليس من مصلحتكم ولا من عادات شعب بأكمله إبقاء فرد متسلط في الحكم، وليس من مصلحتنا إثارة أي عداوات إقليمية أو دولية".
وأكد حجاب في كلمته أن وحدة الأراضي السورية واستقلالها خط أحمر ولا يمكن القبول بأي مشاريع تقسيمية، لافتاً إلى أن السيطرة على حلب وبلدات ومدن سورية جرت بدون إراقة للدماء أو تجاوزات.
وللداخل السوري قال: "علينا أن ندرك أنه لا مستقبل لنا في سورية إلا من خلال التسامح، والهدف الأسمى من حراكنا هو تحقيق العدالة وحرية الشعب وصيانة كرامته". كما طالب حجاب المجتمع الدولي والدول الصديقة والشقيقة بمساعدة الشعب السوري وتطبيق القرار الأممي 2254 الذي يضمن وحدة البلاد ويحافظ على الدولة السورية.
وأضاف: "نمد يد التعاون لجميع الجهود المخلصة، في مبادرة تخلص البلاد من الاستبداد والميليشيات الطائفية والأجندات الخارجية وتحقن الدم السوري وتعيد ألق سورية دولة محورية تسهم في تحقيق الأمن والتوزان الإقليمي".
وتسعى إيران إلى إيجاد مخرج لنظام الأسد، بعد تقدم "إدارة العمليات العسكرية" بشكل سريع في عدة محافظات سورية، وتراجع جيش النظام وعموم الميليشيات التابعة لها إلى محافظة حمص والساحل السوري، وكان أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن وزراء خارجية الدول الثلاث سيجتمعون في إطار عملية أستانا، يومي السابع والثامن من ديسمبر الجاري، لمناقشة الملف السوري على هامش منتدى الدوحة.
يأتي الحراك الروسي الإيراني في وقت كان قد أعلن "المقدم حسن عبد الغني" القيادي في "إدارة العمليات العسكرية"، اليوم السبت 7 كانون الأول 2024، بدء قوات "إدارة العمليات" تنفيذ المرحلة الأخيرة بتطويق العاصمة دمشق، وذلك بعد إعلان السيطرة على منطقة القريتين بريف حمص، وفرع سعسع في ريف دمشق، وسط انهيارات كبيرة لقوات النظام على عدة جبهات وانسحاب باتجاه العاصمة.
ويُشكل سيطرة الفصائل الثورية على أجزاء واسعة من سوريا بدأت في محافظة حلب ومن ثم إدلب وحماة ودرعا والسويداء وصولاً لانسحاب النظام من مناطق شرقي حمص، وبلدات جنوبي دمشق وصولاً لدرايا ومعضمية الشام وبلدات ريف دمشق الشرقي، في ظل هزيمة كبيرة لقواته، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف الضعيف والمتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.
والسيناريوهات المتوقعة حالياً:
الأول: تحصن النظام في دمشق وبناء خط دفاع في مدينة حمص وريفها الغربي، لتكون سداً عن مناطق الساحل وهذا الظاهر حالياً لأن جميع الانسحابات تتم باتجاه دمشق مع تعزيز جبهة حمص بشكل كبير، وبالتالي فإن المعركة الأخيرة قد اختارها الأسد في العاصمة، ليدخلها في دوامة حرب ضروس ستكون وبالاً على المدنيين فيها.
هذه المرحلة تتطلب حذر شديد من جميع القوى العسكرية لتوسيع غرفة عمليات " إدارة العمليات العسكرية" وضم فصائل درعا والتنف والسويداء لتكون جميعاً على تنسيق تحركاتها لعدم الدخول في مغامرات فردية قد تفضي لكوارث بحق المدنيين في العاصمة دمشق وحمص.
أما السيناريو الثاني:
أن يلجأ الأسد وضباطه الكبار من طائفته لمغادرة العاصمة إلى الساحل السوري وبالتالي يمكن تحييد العاصمة والتفاوض على مصير الأسد وطائفته المقربة، مع دخول المنطقة فترة هدوء ووقف لإطلاق النار لحين إيجاد مخرج آمن له دولياً، وضمان عدم التعرض للطائفة المقربة من الأسد، وهذا سيحدد مصيره وربما يكون لروسيا الدور الأكبر في التفاوض والسعي لإخراجه دون محاكمة، لأن ترك الأسد لمواجهة في الساحل سيخلق حرب طائفية معقدة
أما السيناريو الثالث:
أن يكون الأسد وكبار ضباطه قد أدركو الهزيمة بعد التخلي الدولي لاسيما الحلفاء عنهم، وبالتالي استطاع الأسد مغادرة سوريا باتجاه عدة دول متوقعة أبرزها بيلاروسيا وإيران وترك طائفته وجيشه لمصيرهم.
في هذه الحالة، فإن قيادة القوات في جميع القطاعات لاسيما القواعد الكبيرة، فقدت تواصلها مع القيادة العليا، وبدأت تتلق الأوامر بالانسحاب إلى دمشق، لضمان أمن ضباط في جيش النظام ربما سيكون لهم دور في إعلان انقلاب أو تفاوض على تسليم العاصمة لضمان أمنهم وأمن تلك القوات دون صدام مسلح، أو أن يكون الأمر موضع تفاوض دولي مع شخصيات نافذة في المعارضة والنظام لتشكيل مجلس وإعلان مرحلة انتقالية تتولى السلطة وتوقف الحرب.
التحذير الأهم: في جميع السيناريوهات يجب أن نعي أن الدول الخارجية تترقب جميع التحركات وهناك دول بينها عربية ستسعى بالتأكيد لضرب الفصائل ببعضها في المرحلة القادمة بعد تثبيت حدود السيطرة لكل جهة في حال عدم توحدها وبالتالي سندخل في أتون حرب داخلية واسعة ستكون بداية تدمير ماحققناه من انتصارات وسيتكرر سيناريوهات ليبيا واليمن مايتيح للدول أخيرا النزول للميدان سياسيا وعسكريا وفرض الحل الذي تريد في سوريا وعلى هواها فاحذرووووااا.
أصدرت "إدارة الشؤون السياسية" التابعة لحكومة الإنقاذ، بياناً حول الأسلحة الكيماوية في سوريا، لطمأنة المجتمع الدولي حول موقفها الثابت في التعامل مع الأسلحة الكيماوية والمواقع العسكرية التي قد تكون تحت سيطرة النظام، مؤكدة بكل وضوح أنها لا تمتلك أي نية أو رغبة في استخدام الأسلحة الكيماوية أو أي أسلحة دمار شامل في أي ظرف من الظروف.
وقالت الإدارة، إن نظام الأسد هاجم الشعب السوري بالسلاح الكيماوي عشرات المرات وأودى بحياة الالاف المدنيين ولم تتم . معاقبته حتى اللحظة؛ حيث استخدمه في كل من خان العسل والغوطة الشرقية (۲۰۱۳)، وخان شيخون (۲۰۱۷)، ودوما (۲۰۱۸)، وهجمات أخرى.
ولفتت إلى أنها تعتبر أن استخدام مثل هذه الأسلحة جريمة ضد الإنسانية، ولن تسمح باستخدام أي سلاح أيَّا كان ضد المدنيين أو تحويله إلى أداة للانتقام أو التدمير، مؤكدة أنها تتعامل مع جميع المواقع العسكرية التي قد تكون تحت سيطرة النظام السوري بأقصى درجات المسؤولية.
وأكدت أنها لن تسمح بأي حال من الأحوال بأن تقع هذه المواقع أو الأسلحة في أيد غير مسؤولة، وأنها تعمل على تأمينها وتفادي أي خطر قد يهدد حياة المدنيين أو أمن المنطقة، معلنة التزامها بالحفاظ على أمن هذه المواقع وضمان عدم استخدامها في أي عدوان؛ سواء ضد الشعب السوري أو ضد أي طرف آخر.
وعبرت عن استعدادها التام للتعاون مع المجتمع الدولي في كل ما يتعلق بمراقبة الأسلحة والمواقع الحساسة، ونسعى لتقديم كافة الضمانات التي تكفل عدم استخدام الأسلحة المحرمة.
وختمت البيان، "نطمئن المجتمع الدولي أن التزامنا بقيم وتعاليم ديننا الحنيف الذي ينص على حماية الأرواح والرحمة بالناس هو الذي يوجه جميع تحركاتنا، وأننا لن نسمح بتكرار ما شهدته سوريا من مآس في الماضي، فنحن نعمل من أجل بناء مستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة وخطواتنا دائمًا ستكون في إطار السعي لتحقيق السلام والأمن والاستقرار".
وكانت ذكرت "القناة 12" العبرية، أنه خلال مناقشة أمنية عاجلة جرت يوم الجمعة الماضية، بمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، تم إجراء تقييم شامل لوضع أجهزة المخابرات حول هجوم فصائل المعارضة الواسع في حلب السورية وتداعياته المحتملة على إسرائيل.
وقال إن "مسؤولي المخابرات الإسرائيلية يعتقدون أن الضربة الموجهة إلى المحور الإيراني وتحويل الانتباه عن حزب الله قد تزيد من فرص الحفاظ على السلام على الحدود الشمالية وتوسيع حرية العمل لإسرائيل".
وأضافت أنه ومن جهة أخرى هناك تخوف في تل أبيب من سقوط القدرات الاستراتيجية السورية بما في ذلك بقايا الأسلحة الكيميائية، بأيدي الجماعات المسلحة، وبحسب التقييم الاستخباري المقدم على المستوى السياسي، فإن الظروف الجديدة التي نشأت على الأرض تؤدي إلى تقدير بأن حرية العمل الإسرائيلية في الساحة السورية من المتوقع أن تتوسع.
وجهت "إدارة الشؤون السياسية" التابعة لحكومة الإنقاذ، رسالة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، على خلفية التطورات الأخيرة لمعركة "ردع العدوان" وسيطرة الفصائل على الحدود مع الأردن ومعبر نصيب الاستراتيجي، مؤكدة سعيها لتعزيز العلاقات بين البلدين بما يحقق شراكات استراتيجية في المجالات المختلفة ويرسخ التعاون على أسس من الاحترام المتبادل لسيادة الدول وحقوق شعوبها.
وقالت الإدارة، إن "الروابط التي جمعتنا عبر التاريخ من وجوار كانت دائمًا مثالا للتعاون والتآزر وكنتم دائما عونًا للشعب السوري في مواجهة أزماته، فاتحين أبوابكم أمام اللاجئين الفارين من بطش النظام المجرم، متحملين معهم أعباء اقتصادية واجتماعية كبيرة".
ولفتت إلى أن "تحرير البلاد من نظام الأسد المجرم سيعيد ملايين اللاجئين السوريين لديكم إلى أرضهم وديارهم وينهي حقبة كالحة من فساد الأسد وإتجاره ونشره المخدرات في المنطقة ساعيًا لتحقيق مصالحه المحدودة، غير آبه بمصالح الشعوب والدول من حوله، وقد آن أوان زوال هذه الحقبة السوداء لنتشارك جميعًا في بناء سوريا المستقبل".
وأفادت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، أن العاهل الأردني عبدالله الثاني، ترأس اجتماعا لمجلس الأمن القومي، تم فيه بحث آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، وخاصة الأحداث الجارية في سوريا.
وقالت إن الاجتماع تطرق إلى "الجهود الكبيرة التي تقوم بها القوات الأردنية في الحفاظ على الأمن الوطني وأمن الحدود، وإلى الخطوات الضرورية التي تقوم بها لضمان حماية وتأمين الحدود الشمالية."
واستعرض الاجتماع، بحسب الوكالة، "الجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة المعنية من أجل سلامة الأردنيين المتواجدين في سوريا، والإجراءات المتخذة لتسهيل عودة المواطنين والشاحنات الأردنية إلى أراضي المملكة بعد قرار وزارة الداخلية يوم أمس بإغلاق معبر جابر الحدودي مع سوريا".
وكانت أعلنت "غرفة عمليات الجنوب" يوم الجمعة 6 كانون الأول، عن تحقيق سلسلة من الانتصارات الميدانية ضمن معركة "كسر القيود" التي تهدف إلى تحرير محافظة درعا من سيطرة قوات النظام السوري، حيث تمكنت من تحرير غالبية مناطق المحافظة، وسط انهيار وانسحاب عناصر ومواقع قوات النظام.
وسيطرت القوات على "معبر نصيب الحدودي"، أحد أهم المعابر الاستراتيجية في المنطقة، حيث سلمت عناصر النظام أسلحتهم بالكامل، وفي شرق درعا، تمكنت قوات الغرفة من تحقيق تقدم لافت بالسيطرة على مدينة بصر الحرير وبلدة الغارية الغربية، بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام.
انسحبت قوات الأسد من غوطة دمشق الشرقية بإتجاه العاصمة السورية دمشق، حيث خرج المواطنون إلى الشوارع محتفلين مرددين شعارات الثورة.
وبدأت قوات الأسد مساء اليوم السبت، في الانسحاب من مناطق عدة في الغوطة الشرقية، أبرزها دوما حرستا وعربين، بالتزامن مع تقدم فصائل المعارضة إلى الضواحي الجنوبية والغربية للعاصمة دمشق، خاصة في ريف دمشق الغربي حيث داريا التي خرجت عن سيطرة النظام أيضا.
وخرجت مظاهرات شعبية حاشدة احتفالاً بما وصفه الأهالي بـ”لحظات تاريخية”، في عدد من من وبلدات الغوطة الشرقية،
وحذر نشطاء من انتشار قناصة على أبنية بعض المناطق ونشر بعض الحواجز الطيارة في بعض المناطق، محذرين المدنيين من الخروج والتزام منازلهم، وأكد نشطاء أن مدينة حرستا تعرضت لقصف بقذائف الهاون من قبل قوات الاسد،
ودخلت قوات من فصائل الثوار إلى مدن الغوطة الشرقية، وسط استقبال شعبي كبير.
وفي مدينة دوما تجمع الأهالي أمام مقر التجنيد في شارع القوتلي، حيث قاموا بحرق وتكسير صور بشار الأسد، في مشهد يعكس رمزية كسر الخوف والانتصار.
وتأتي هذه التطورات في سياق معارك مستمرة منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تمكنت المعارضة من السيطرة على محافظات درعا والسويداء وحلب وإدلب وحماة، وأجزاء من حمص إضافة إلى معركتها الحالية في ريف دمشق.
في ظل هذه الانتصارات، أصبح المشهد في سوريا يشير إلى انهيار النظام في مناطق كانت تعتبر معاقل أساسية له، بينما تتقدم فصائل المعارضة بثبات نحو قلب العاصمة، في انتظار فصل جديد في مسار الثورة السورية.
وفي 21 أغسطس/ آب 2013، استخدم النظام السوري الأسلحة الكيميائية وقتل أكثر من 1400 مدني في منطقة الغوطة الشرقية التي كانت تسيطر عليها المعارضة آنذاك، وفي عام 2018، عندما قصفت الطائرات الحربية الروسية المدنيين بشدة في ظل هجوم بري من النظام السوري والمجموعات المدعومة من إيران، تم الإتفاق حينها على تهجير الرافضين لشروط التسوية إلى الشمال السوري.
والأن تعود الغوطة الشرقية حرة، بعد سنوات من الخوف والقتل والظلم بحق من تبقى منهم تحت رحمة الأسد المجرم.
وجهت "إدارة الشؤون السياسية"، تحذيراً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية، وجميع القوى المعنية بحقوق الإنسان في سوريا، من مغبة قيام نظام الأسد بارتكاب مجازر بحق المعتقلين السياسيين والناشطين والمعارضين له، أو تصفيتهم بشكل انتقامي.
وقالت الإدارة إن نظام الأسد، الذي يمر اليوم في مرحلة انهيار سياسي وعسكري قد يكون على وشك ارتكاب مجازر بحق المعتقلين، لافتة إلى توثيق انتهاكات جسيمة ارتكبها النظام بحق المدنيين وكان المعتقلون في سجونه الهدف الأول لعقوبات قاسية لا ترحم.
وأوضحت الهيئة، أنه مع تدهور وضعه العسكري، فإن النظام قد يلجأ إلى استراتيجيات انتقامية، تشمل تصفية المعتقلين وتدمير الأدلة على جرائمه.
وحملت الهيئة، المجتمع الدولي المسؤولية عن حماية حياة هؤلاء المعتقلين ومحاسبة النظام السوري على أي جرائم قد تُرتكب ضدهم في هذه اللحظات الحاسمة، وطالبت بتكثيف الضغوط على النظام السوري لضمان إطلاق سراح جميع المعتقلين فورًا، وتوفير آلية مراقبة دولية لضمان سلامتهم قبل وصول قواتنا لتحريرهم.
يأتي البيان في الوقت الذي باتت فيه مواقع النظام تنهار تباعاً على حدود العاصمة دمشق، مع أنباء عن انسحاب الألوية القريبة من "سجن صيدنايا المركزي، والذي يضم السجن آلاف المعتقلين السوريين المغيبين منهم يعود اعتقاله لأكثر من 40 عاماً، ومصيره مجهول حتى اليوم، كذلك الأمر في الأفرع الأمنية والسجون السرية في العاصمة دمشق، والتي يمكن أن تشهد عمليات تصفية ميدانية جماعية من قبل النظام.
ويترقب ملايين السوريين بفارغ الصبر واللوعة، معرفة مصير ذويهم المغيب أي خبر عنهم، فيما يمكن أن يكشف الوصول للسجن عن جرائم وفظائع كبيرة ربما تكون قد ارتكبت بحق المعتقلين عبر تصفيات وإعدامات ميدانية كان يجري تنفيذها طيلة سنوات مضت، وتحتاج لأشهر طويلة لكشف سلسلة طويلة من تلك الجرائم التي مورست بكل فظاعة.
ولـ "سجن صيدنايا" تاريخ أسود في حياة السوريين عامة، فلا تكاد تخلوا بلدة أة قرية أو حي في مدينة إلا وذاق أبنائها مرارة الموت أو التعذيب أو التغييب لسنوات طويلة في ظلمات السجون، وذاق الويلات على يد عصابات النظام، لكن الأمل لايزال موجوداً للملايين أن يجدوا أبنائهم بين الأحياء الباقين في الزنازين الموصدة.
وسبق أن استطاعت فصائل الثوار في "إدارة العمليات العسكرية" إطلاق سراح آلاف السجناء في السجون التي وصلت إليها واستطاعت تحرير من فيها، في مدينة حلب، ومدينة حماة ممثلاً بالسجن المركزي وسجون الأفرع الأمنية، كما وصل ثوار السويداء للإفراج عن الآلاف في سجن السويداء، إضافة للعديد من السجون التي دخلت سياق التحرير، على أمل كشف مصير عشرات آلاف المعتقلين السوريين المغيبين في السجون.
أعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن تحرير حاجز "ملوك" الذي يعد ثكنة عسكرية كبيرة بريف حمص الشمالي، ليضاف إلى الفرقة 26 وكلية الهندسة و13 قرية وبلدة بالمنطقة ضمن معارك عملية ردع العدوان.
ووصفت الإدارة العسكرية، في بيان رسمي، أن الحاجز بأنه أكبر وأهم حواجز ريف حمص والذي يعتبر بوابة مدينة حمص ويقع حاجز ملوك الذي تحول إلى ثكنة عسكرية ضخمة، جنوب غرب تلبيسة.
وتعود التسمية التي تطلق على الثكنة كونه قريب من شركة ملوك التجارية ويبعد 3 كيلومترات عن حمص، وكان يستخدمه النظام لشن جميع عملياته العسكرية ضد المناطق المحررة.
كما أنه كان العقبة الأولى أمام الثوار في فك الحصار عن حمص سابقا ويضم أكثر من 62 دبابة و1200 عسكري على الأقل، ويلقبه البعض بأنه سور الصين بسبب تحصيناته الشديدة.
ويذكر أن غالبية العناصر الموجودة في الحاجز من القرى الشيعية المحيطة به مثل "الحازمية، المختارية، كفر عبد" إضافة لعدد كبير من قوات حزب الله والقوات الإيرانية، ويعد ترسانة النظام الكبرى في مدينة حمص، وسط سوريا.
وتمكنت "إدارة العمليات العسكرية" يوم السبت 7 كانون الأول/ ديسمبر، من السيطرة على الفرقة 26 دفاع جوي قرب قرية تيرمعلة، كما بسطت سيطرتها على كلية الهندسة العسكرية قرب قرية المشرفة بريف حمص الشمالي.
والإضافة إلى ثكنة كلية الهندسة والفرقة 26، أكد القيادي في "إدارة العمليات العسكرية" المقدم "حسن عبد الغني" تحرير 13 قرية وبلدة على تخوم مدينة حمص، مشيرا إلى أن هناك انهيارات كبيرة في خطوط دفاع قوات النظام المجرم بمدينة حمص وريفها.
ويشكل السيطرة على الفرقة 26 دفاع جوي في قرية تيرمعلة التي تبعد بضعة كيلومترات عن مركز المدينة، أهمية كبيرة حيث تعد "مفتاح حمص" من الجهة الشمالية والسيطرة عليها تعني امتلاك قدرة على التوغل داخل أحياء المدينة الاستراتيجية.
وذلك كونها تحكم عقدة المحلق شمال حمص وبذلك أصبح الثوار على مشارف كراج حمص الشمالي الذي يتاخم منطقة الصناعة وحي البياضة وديربعلبة، ومن أهمية كبيرة كونها مطلة على طريق "حلب دمشق الدولي".
ومع إعلان "إدارة العمليات العسكرية"، تحرير على كلية الهندسة العسكرية قرب بلدة المشرفة بريف حمص الشمالي، تكون نجحت في تحييد أبرز مصادر نيران مدفعية وصواريخ النظام تجاه المناطق المحررة.
وتضم الكلية المشار إليها، الكثير من مرابض المدفعية والصواريخ والفوزليكا، وتقع على "طريق استراتيجي للغاية وهو "سلمية-حمص"، ومن بين المباني التي داخلها مبنى قيادة يعرف باسم "إدارة كلية الهندسة الكيميائية العسكرية".
وأعلنت "إدارة العمليات العسكرية" عن استمرار زحف قواتها نحو مدينة حمص، بعد وصول أرتال حاملة المئات من مهجري حمص لردع عدوان الأسد عن مدينتهم، واستطاع الثوار تحرير غالبية مناطق شمال حمص وباتوا على مشارف حمص.
ووثق ناشطون في مدينة حمص تحرير الثوار مدينتي الرستن وتلبيسة، وقرى وبلدات "تير معلة، هبوب الريح، الحلموز، الغنطو، الزعفرانة، الفرحانية، السعن الأسود، ديرفول، عز الدين، التلول الحمر".
وكانت دعت "إدارة العمليات العسكرية" في عملية "ردع العدوان"، القطع العسكرية في حمص للانشقاق الجماعي والتوجه إلى مدينة حماة مقابل إعطائهم الأمان، في وقت وصلت معارك التحرير إلى تخوم محافظة حمص بعد تحرير الثوار أجزاء واسعة من ريف حمص الشمالي.
وصرح المقدم "حسن عبد الغني" القيادي العسكري في إدارة العمليات العسكرية بأن "النظام المجرم يقصف المناطق التي طرد منها مؤخرا في ريف حمص الشمالي". وأضاف: "بمجرد هروب قيادات جيش النظام المجرم من أي بلدة في ريف حمص وحتى دون "إعادة انتشار" بقية جنوده يبادر النظام المجرم بقصف البلدة على رؤوس أهلها، هكذا يتعامل المحتل مع الأرض التي يفر منها".