أكدت كلا من "السعودية ومصر"، في بيان مشترك صادر عن لجنة المتابعة والتشاور السياسي، على مستوى وزراء الخارجية، على ضرورة الحفاظ على استقلال سوريا ووحدة أراضيها.
وعقت اللجنة برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مع نظيره المصري سامح شكري، بالعاصمة الرياض، وشدد البلدان على رفضهما لأي تهديدات بعمليات عسكرية تمس الأراضي السورية، وتروّع الشعب السوري.
واتفق الطرفان على ضرورة مكافحة الإرهاب في سوريا، وعودة اللاجئين والنازحين، والتوصل لحل سياسي للأزمة القائمة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، فضلا عن دعم جهود مبعوث الأمم المتحدة لدفع العملية السياسية.
كما تمت خلال الاجتماع الوزاري الخامس الإشارة إلى ضرورة المضي قدما في العملية السياسية بمفاوضات سورية - سورية تحت رعاية مبعوث الأمم المتحدة لسوريا لوضع إطار لحل سياسي ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتردية.
وكانت حذرت الولايات المتحدة من محاولات إحياء نظام الأسد، وقالت الخارجية الأمريكية في أكثر من بيان إن ما يحدث لن ينفي حقيقة المجازر التي ارتكبها الأسد بحق السوريين، وكررت السعودية، خلال الفترة الماضية، تأكيدها ضرورة أن يشمل أي حل سياسي في سوريا محاسبة المتورطين في جرائم الحرب، والعمل على تحقيق تطلعات السوريين.
حلب::
استهدف الجيش التركي مواقع قوات الأسد في قرية مياسة بريف عفرين بالريف الشمالي بقذائف المدفعية، ما أدى لسقوط جرحى.
جرى قصف مدفعي وصاروخي متبادل بين الجيش التركي وميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على محاور مدينة إعزاز بالريف الشمالي.
جرت اشتباكات بين فصائل الثوار وقوات الأسد على محور بلدة كفرنوران والفوج 46 بالريف الغربي، في حين تعرض محيط قرى كفرتعال وتديل وكفرنوران لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.
إدلب::
تعرضت مدينة سرمين ومحيط قرى كنصفرة وبينين والبارة والفطيرة وتفتناز ومعارة عليا ومجدليا ومعارة النعسان لقصف مدفعي من قبل قوات الأسد.
جرت اشتباكات بين فصائل الثوار وقوات الأسد على محور بلدة تفتناز بالريف الشمالي، في حين تمكنت الفصائل من التصدي لهجمات ميليشيات الأسد على محور قرية النيرب بالريف الشرقي.
درعا::
أطلق مجهولون النار على سيارة عسكرية تابعة لقوات الأسد على الطريق الحربي الواصل بين قريتي تل شهاب وخراب الشحم بالريف الغربي، ما أدى لسقوط قتيل.
ديرالزور::
قُتل عنصر من "قسد" برصاص مسلحين في قرية الحصان بالريف الغربي.
جرت اشتباكات بين ميليشيا الدفاع الوطني وعناصر "القاطرجي" على ضفة نهر الفرات في بلدة بقرص بالريف الشرقي، وذلك على إثر محاولة ميليشيا القاطرجي الاستيلاء على شحنة مواد مهربة من مناطق "قسد".
الحسكة::
استهدف الطيران المسيّر التركي موقع لـ "قسد" في قرية تل قرميد جنوبي بلدة عامودا بالريف الشمالي بغارة جوية.
الرقة::
قُتل عنصرين من قوات الأسد وأصيب آخرين بجروح جراء هجوم مسلح استهدف نقطة عسكرية في بادية جبل البشري بالريف الجنوبي الشرقي.
أصيب عنصر من "قسد" بجروح جراء انفجار لغم أرضي في محيط بلدة عين عيسى بالريف الشمالي.
القنيطرة::
انفجرت عبوة ناسفة بسيارة لقوات الأسد بالقرب من بلدة خان أرنبة بالريف الشمالي، ما أدى لسقوط جريحين.
بدأت أمس الأربعاء في كوبلنز في غرب ألمانيا محاكمة ألمانية يُشتبه في انتمائها لتنظيم داعش، ومتهمة اضطهاد أيزيدية واستعبادها.
وتحاكم المحكمة الإقليمية العليا في كوبلنز المدعوة نادين ك. (37 عامًا) الموضوعة في الحبس الاحتياطي منذ عودتها إلى ألمانيا في مارس/ آذار 2022 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية واستعباد شخص والتواطؤ في ارتكاب إبادة وجرائم حرب.
وبحسب المحكمة، فإن المشتبه بها لم تعلق بعد على هذه الاتهامات، ومع ذلك، أعلن الدفاع أمس الأربعاء عن أنها ستتكلم في المستقبل أمام المحكمة.
وبحسب لائحة الاتهام فإن الألمانية "نادين ك." سافرت مع زوجها السوري إلى سوريا في عام 2014 للانضمام إلى "داعش"، وفي عام 2015 انتقل الزوجان إلى الموصل في العراق؛ حيث عمل الزوج كطبيب يعالج مقاتلي "داعش"، بينما دعمته زوجته في إدارة المنزل وتربية ابنتيهما.
وكان الزوجان يعيشان في منزل مسروق، حيث كانا يخزّنان أسلحة ومتفجرات ويستضيفان عازبات من أعضاء تنظيم "داعش" قبل زواجهن.
واعتبارًا من ربيع 2016، بحسب صحيفة الدعوى، أحضر الزوج فتاة إيزيدية تبلغ من العمر 22 عامًا إلى المنزل كعبدة له ولزوجته.
ووفقًا للادعاء، فقد قام مقاتلو داعش بسبيها أثناء اقتحام قريتها في عام 2014 وتم إتاحتها سابقًا لأعضاء آخرين في "داعش" كرقيق منزلي وعبيد جنس، ويقول الادعاء إن الشابة أُجبرت على الطهي والتنظيف والاعتناء بأطفال الزوجين.
وأصدرت النيابة الاتحادية في ألمانيا في سبتمبر/ أيلول الماضي لائحة اتهام بحق "نادين ك." جاء فيها أن "الزوج كان يغتصب ويضرب المرأة باستمرار، وكانت زوجته تعرف ذلك"، موضحة أن هذه الأخيرة "كانت تراقب بنفسها الأسيرة لكي لا تتمكن من الهرب".
وأشارت النيابة إلى أن الشابة الإيزيدية "أُجبرت على الصلاة يومياً حسب الشعائر الإسلامية والصوم في رمضان"، مؤكدة أن "كل ذلك يخدم الهدف المعلن لـ(تنظيم) الدولة الإسلامية (داعش) وهو تدمير العقيدة الإيزيدية".
ثم انتقل الزوجان والأسيرة إلى سوريا في نهاية 2016 ومكثوا هناك حتى مطلع مارس/ آذار 2019، حين تمكنت الشابة الإيزيدية من استعادة حريتها، في أعقاب هزيمة التنظيم على أيدي قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري.
وبحسب المدعي الاتحادي، اعتقلت القوات الكردية العائلة أثناء فرارها من الباغوز في سوريا، وتم اعتقال المتهمة وبناتها من قبل المقاتلين الأكراد.
واحتُجزت "نادين ك." في مخيم للقوات الكردية في شمال شرق سوريا، وخلال حملة العودة التي قامت بها الحكومة الألمانية، تم إحضارها إلى ألمانيا في مارس/ آذار 2022 مع تسعة آخرين من أنصار "داعش" المشتبه بهم و27 طفلاً.
وقام المدعي العام الاتحادي بإصدار أوامر باعتقالها هي وثلاث نساء أخريات مباشرة في مطار فرانكفورت، ومنذ ذلك الحين وهي رهن الاحتجاز.
يذكر أنه في أغسطس/ آب 2014، اجتاح تنظيم داعش جبل سنجار في شمال العراق، حيث تعيش غالبية من الأقلية الإيزيدية الناطقة بالكردية التي تعرضت للقتل والاضطهاد على يد التنظيم الإرهابي خلال سيطرته على المنطقة بين عامي 2014 و2017.
وقتل مقاتلو التنظيم الإرهابي الآلاف من أبناء هذه الأقلية وسبوا نساءها وجنّدوا أطفالها.
واصلت المبعوثة الفرنسية إلى سوريا بريجيت كورمي جولتها في منطقة الخليج، فبعد السعودية وصلت إلى قطر اليوم الخميس لبحث تطورات الملف السوري.
وبحسب بيان الخارجية القطرية، فقد عقد مساعد وزير الخارجية للشؤون الإقليمية، محمد الخليفي، مع كورمي، علاقات التعاون الثنائي بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
كما جدد الخليفي خلال اللقاء موقف بلاده الثابت بضرورة إيجاد حل سياسي تفاوضي بين كل الأطراف السورية وفقاً لبيان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها، ويحقق تطلعات شعبها في الأمن والاستقرار.
وأمس الأربعاء، أجرت المبعوثة الفرنسية إلى سوريا محادثات مع وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، حول آخر تطورات الملف السوري.
وتأتي جولة كورمي في خضم التقارب المستمر بين كل من الإمارات وتركيا مع نظام المجرم بشار الأسد، برعاية روسية.
ومن المتوقع أن يجتمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع بشار الأسد خلال الفترة المقبلة لبحث "إحلال السلام"، وفق تصريح سابق للرئيس التركي، بحال سارت الأمور كما يخطط لها.
وحذرت الولايات المتحدة من محاولات إحياء نظام الأسد، وقالت الخارجية الأمريكية في أكثر من بيان إن ما يحدث لن ينفي حقيقة المجازر التي ارتكبها الأسد بحق السوريين.
وكررت السعودية، خلال الفترة الماضية، تأكيدها ضرورة أن يشمل أي حل سياسي في سوريا محاسبة المتورطين في جرائم الحرب، والعمل على تحقيق تطلعات السوريين.
التقى المجرم بشار الأسد بالمبعوث الروسي إلى سوريا "ألكسندر لافرنتييف" والوفد المرافق له، في إطار زيارة يجريها الأخير للعاصمة دمشق، بعد الانتهاء من زيارة أجراها للعاصمة الأردنية عمان.
وقالت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن الحديث بين الجانبين جرى حول مسار العلاقات الاستراتيجية "السورية الروسية" وآليات تنميتها في كلّ المجالات التي تخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين، على حد وصفها.
وبحسب "سانا" فقد تمّ النقاش حول الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث أكّد المجرم الأسد "أنّ المعركة السياسية والإعلامية هي على أشدها الآن في العالم، وأنّ اشتداد هذه المعارك يتطلب ثباتاً ووضوحاً أكثر في المواقف السياسية، مشيراً في هذا الصدد إلى موقف سورية الداعم للعملية العسكرية الروسية الخاصة في دونباس".
وأضافت: بدروه أشار لافرنتييف إلى أنّ روسيا تُقدر مواقف سورية البنّاءة منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، ونوّه إلى أنّ هناك الآن الكثير من دول العالم التي باتت تؤمن بنصر روسيا، معتبراً أنّه وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفائها إلاّ أنّها فشلت في عزل روسيا وسوريا.
وتابعت: أكّد لافرنتييف على ضرورة استثمار التطورات المتسارعة في العالم، مشيراً الى أن بلاده تقيّم إيجابياً اللقاء الثلاثي الذي جمع وزراء دفاع سورية وتركيا وروسيا وترى أهمية متابعة هذه اللقاءات وتطويرها على مستوى وزراء الخارجية.
واعتبر المجرم الأسد أنّ هذه اللقاءات حتى تكون مثمرة فإنّها "يجب أن تُبنى على تنسيق وتخطيط مسبق بين سورية وروسيا من أجل الوصول إلى الأهداف والنتائج الملموسة التي تريدها سورية من هذه اللقاءات انطلاقاً من الثوابت والمبادئ الوطنية للدولة والشعب المبنية على إنهاء الاحتلال ووقف دعم الإرهاب".
وكانت العاصمة الأردنية قد شهدت يوم أمس مباحثات مع الجانب الروسي حول تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب السوري ومواجهة تهديد تهريب المخدرات إلى المملكة.
وجاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا، ألكساندر لافرينتيف، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
ونقل البيان عن الصفدي قوله إن "تثبيت الاستقرار في الجنوب السوري ومواجهة تهديد تهريب المخدرات والإرهاب ووجود الميليشيات، خطر يواجه الأردن".
وأشار الصفدي إلى أن الأردن "يتخذ كل ما يلزم من إجراءات لمواجهة ذلك الخطر، ويسعى إلى التعاون مع روسيا على إنهائه".
تعد المحروقات بشتى أنواعها من أبرز احتياجات المواطنين، كما أنها الوسيلة الضرورية لتأمين متطلبات عجلة الاقتصاد والإنتاج والخدمات وغيرها، ورغم الحاجة المُلّحة للمشتقات النفطية يتجاهل نظام الأسد تأمين هذه المواد، وصولاً إلى ابتزاز السكان في احتكارها وثم عرضها في الأسواق المحلية ويبرر النظام نقص المحروقات نتيجة العقوبات المفروضة عليه، وطالما كان ملف النفط أو ما يعرف باسم "الذهب الأسود" طي الكتمان لا سيّما حجم الإيرادات المالية المحققة من هذا القطاع.
اشتّدت خلال الفترة الماضية أزمة المحروقات في عموم المناطق السوريّة، وتزايدت بشكل كبير في مناطق سيطرة النظام في ظلّ قرارات صادرة عن الأخير تنص على خفض المخصصات ورفع الأسعار، الأمر الذي انعكس على تفاقم الأزمة بشكل واضح.
ويأتي ذلك ضمن سياسات ممنهجة تترافق مع مبررات غير منطقية يرّوجها إعلام النظام، ونستعرض في هذا التقرير مدى تأثير الأزمة على حياة السوريين، كما يفتح التقرير ملف واقع النفط السوري، ويكشف زيف ادعاءات النظام حول مزاعم سعيه لتأمين المشتقات النفطية.
يزعم نظام الأسد بأنّ شح المشتقات النفطية بسبب قلة التوريدات ويعتبر ذلك إلى جانب خروج وقوع آبار النفط عن سيطرته العامل الأبرز للأزمة، إلّا أن وصول التوريدات المتكرر عبر الخط الائتماني الإيراني في سوريا، لا يحسن من الواقع شيء، علما أن "قسد" تزود النظام السوري بالنفط على حساب المناطق الشرقية.
وقبل أيام قليلة بدأت ناقة للنفط الخام محملة بمليون برميل، بتفريغ حمولتها في ميناء بانياس النفطي، فيما وصلت ناقلتي غاز حمولة كل منهما 2200 طن من الغاز المنزلي، إلى ميناء بانياس، حيث بدأ تفريغ إحداهما والثانية قيد التفريغ.
وحسب إعلام النظام الرسمي فإنّ هناك مزيد من النواقل في طريقها إلى الميناء وخلال الفترة الأخيرة تواترت الأنباء عن وصول عدة نواقل نفطية، فيما تقر حكومة النظام وجود أزمة في المشتقات النفطية، لا تزال تداعياتها مستمرة دون أي انفراجات رغم الوعود.
ويتجه النظام بعد سلسلة قرارات رفع أسعار المحروقات نحو خصخصة القطاع بشكل علني حيث أوكل إلى شركة B.S التابعة لمجموعة القاطرجي التجارية مهمة بيع المحروقات التي تستوردها للفعاليات الاقتصادية، كما يعتبر النظام الراعي الرسمي للسوق السوداء ويشرف عليها عبر شخصيات نافذة.
يعلن إعلام النظام بين الحين والآخر عن اكتشافات نفطية لا سيّما في مناطق بدير الزور ودمشق وحمص، إلا أن مثل هذه الاستثمارات تذهب إلى شركات روسية، ويدعي النظام وضع آبار نفطية وغازية في الخدمة بشكل متكرر، فيما يبرر استثمار هذه الموارد من قبل شركات روسية لامتلاكها أجهزة تنقيب حديثة لا يمكن أن تكون متوفرة في سوريا، وفق تعبيره.
وأما حول تبريرات عدم وجود انعكاس إيجابي لهذه الاكتشافات يزعم نظام الأسد أن الغاز المنزلي يتألف من 70 بوتان 30 بروبان، أما الحقول المكتشفة حديثا فهي حقول ميتان ولا يشكل الغاز الذي يستخدم في المنازل منها سوى 2% أي لا توجد كميات كبيرة، بالتالي لا يوجد زيادة في الكميات.
وكان صرح وزير النفط والثروة المعدنية في حكومة نظام الأسد "بسام طعمة"، بأن الأرض السورية لم يُستكمل استكشافها بعد، وذكر أن هناك مناطق مبشّرة بوجود النفط والغاز مثل المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات.
تلازم محطات الوقود قضايا الفساد وكان أخرها حالة الجدل المتصاعد حول محطة محروقات في حلب، وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام إن محطة وقود مخالفة تخلصت من 300 ألف ليتر مازوت في الأراضي الزراعية قبل وصول الجمارك حلب، وسط تضارب وتشكيك من مصادر حول صحة هذه الرواية.
وتشن دوريات التموين لدى نظام الأسد حملات واسعة طالت العديد من محطات الوقود، ما أدى إلى غرامات مالية كبيرة وصلت حصيلتها إلى مئات الملايين، بحجة مخالفات والتعامل مع السوق السوداء التي باتت واقعاً وتنتشر حتى في شوارع دمشق بشكل علني، وسط إغلاق عدة محطات للوقود وتأخر وصول رسائل البنزين المدعوم والحر.
وتنعكس أزمة المحروقات على كافة الفعاليات الاقتصادية ونتج عنها إغلاق عدة منشآت في مجالات متنوعة، ويتخطى سعر ليتر المازوت 10 آلاف ليرة سورية، واسطوانة الغاز المنزلي 280 ألف ليرة وحسب بيانات رسمية يصل سعر ليتر البنزين "أوكتان 95" إلى 5,750 ليرة بينما بلغ سعر مبيع بنزين اوكتان 90 الحر 4900 ليرة للتر الواحد، ويباع بالسوق السوداء ما بين 15 – 18 ألف ليرة.
وقدر مصدر اقتصادي مقرب من نظام الأسد بأن حكومة النظام تحقق ما يصل 1,313 مليار ليرة سورية هي الإيرادات المالية المحققة من رفع أسعار المحروقات، دون الكشف عن الجدوى الاقتصادية من هذه الإيرادات لا سيّما وأن انعكاسات القرارات سلبية بحتة ولن ينعكس تحقيق الحكومة هذه الأرباح على الوضع الاقتصادي المتردي.
وتشير التقديرات بأن يمكن لحكومة نظام الأسد أن تسد بهذا المبلغ المحقق سنويا من قرار رفع أسعار البنزين والمازوت ما نسبته 27% من عجز الموازنة لعام 2023 أو أن تؤمن منذ الآن نحو 11% من إجمالي الإيرادات المالية المتوقعة في موازنة العام القادم.
تعاني مناطق شمال غربي سوريا من أزمة محروقات عنوانها الأبرز فشل في الإدارة إلى جانب حالة الاحتكار التي تنفذها السلطات الحاكمة في المنطقة، وخلفت هذه السياسات أزمات متلاحقة في قطاع حوامل الطاقة انعكست سلباً على الحياة المعيشية والاقتصادية للسكان في الشمال السوري.
ورفعت المديرية العامة للمشتقات النفطية التابعة لحكومة الإنقاذ في إدلب، سعر بيع اسطوانة الغاز المنزلي إلى 12 دولار و 84 سنتاً، أو ما يعادله بالعملة التركية، كما تحدد ليتر البنزين "مستورد" 1.285 دولار وليتر المازوت "الأول" 1.078 دولار فيما قالت إن سعر ليتر المازوت المخصص للتدفئة سجل 0.532 دولار.
وحاولت "الإنقاذ" خلال إعلان ترخيص عدة شركات خاصة للعمل في مجال المحروقات إلى تمييع حقيقة احتكارها للقطاع بشكل كامل، دون أن تقدم هذه الإجراءات الإعلامية أي نتائج ملموسة من حيث توفر المحروقات الجيدة بأسعار مناسبة.
وتفرض "الإنقاذ" ضرائب على المحروقات التي تدخل من مناطق ريف حلب الشمالي، فيما تعيش مناطق شمال وشرق حلب موجة غلاء المحروقات وتداعياتها التي تشهدها كامل مناطق الشمال السوري، في حين أن انتشار النوعيات الرديئة للمحروقات يشكل هاجساً للسكان مع وجود أضرار كبيرة في استعمالها لا سيّما في المجال الصناعة كما تنعكس على البيئة بشكل كبير.
وتزود مناطق الشمال السوري من المحروقات عبر استيرادها من تركيا إضافة إلى توريدات عبر معابر مع مناطق سيطرة قوات "قسد"، وتشعل المحروقات صراع محتدم على هذه المعابر بين الجهات العسكرية التي تتقاسم السيطرة في المنطقة، وينعكس ذلك بطبيعة الحال على استمرار ارتفاع أسعار المواد النفطية ناهيك عن قلة توفر النوعيات الجيدة من المحروقات.
قالت مصادر مطلعة طلبت عدم الكشف عن هويتها خلال حديثها لشبكة شام الإخبارية، إن تفاقم احتكار وفساد لجنة المحروقات التابعة لـ "الإدارة الذاتية"، الذراع المدنية لـ"قسد"، ألقى بظلاله على واقع المحروقات التي تعاني من انتشار النوعيات الرديئة في الأسواق المحلية.
وحسب المصادر فإن المازوت متوفر عبر المحطات وعلى بسطات للبيع، وذكرت أن المازوت المخصص للمولدات والمحطات الزراعية يبلغ سعر البرميل 19 ألف ليرة سورية أفادت بأن أبرز مصادر النفط هي آبار ضمن بادية دير الزور مثل حقل كونيكو والعمر.
ولفتت إلى أن المازوت النوع الجيد للسيارات يبلغ سعر البرميل 370 ألف ليرة سورية، مع وجود صنف أفضل "مازوت سيارات كهرباء" يصل سعر البرميل 440 ألف أي يبلغ سعر اللتر 2,000 ليرة سورية.
وأضافت أن لجنة المحروقات تقوم بتوزيع اسطوانات الغاز المنزلي للأهالي بواقع جرة غاز واحدة كل مدة 4 أشهر لمرة واحدة بسعر 8,000 ليرة سورية، أما في الأسواق المحلية سعر الاسطوانة 75 ألف ليرة سورية، فيما يتراوح سعر البنزين بين 2,000 إلى 2,500 ليرة سورية.
وسط غياب تام لأي بوادر انفراجات مرتقبة رغم تكرار النظام لهذه الكذبة عبر التصريحات الرسمية، يبدو أن واقع المحروقات يتجه نحو الانحدار لمستويات قياسية جديدة، مع قلة وشح المشتقات النفطية، وتزايد الطوابير والحاجة للمحروقات فيما يزعم نظام الأسد تحقيق نسب مرضية لتوزيع المحروقات وطالما يدعي أنه قام بتوزيع مازوت التدفئة بنسبة تفوق 50 بالمئة.
ومن بين أبرز المؤشرات على استمرار أزمة الوقود، موجة غلاء المحروقات وتداعياتها على انعدام الخدمات الأساسية، حيث يحلق المازوت والغاز عاليا، فيما تصل صحيفة البنزين الذي يقال أنه مهرب من لبنان إلى 200 ألف ليرة سورية، في تراجع واضح بعد ضخ كميات كبيرة في الشوارع، بعد أن وصلت إلى 250 ألف ليرة سورية.
وتقول وزارة النفط لدى نظام الأسد في إحصاءات رسمية صادرة عنها، إن إنتاج البلاد من النفط كان يصل يومياً، في العام 2010، إلى نحو 380 ألف برميل من النفط الخام، فيما بأن يقدر إنتاج الإدارة الذاتية من النفط وصل إلى 100 ألف برميل يومياً، مع غياب الإحصاءات الدقيقة عن إنتاج النفط هناك.
وتقارب حاجة سوريا من الغاز المنزلي شهرياً 37 ألف طن، بينما الإنتاج المحلي يقارب 10 آلاف طن، أي أن النقص الحاصل هو 27 ألف طن، كما تحتاج ما لا يقل عن 7000 طن من الفيول، بالإضافة إلى 6 ملايين ليتر من المازوت و4.5 ملايين ليتر من البنزين.
قالت "ماريا زاخاروفا" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الجانب الروسي يعمل لتنظيم لقاء يجمع وزراء خارجية (روسيا وسوريا وتركيا)، لافتة إلى أن العمل جار في موسكو لعقد لقاء يجمع الوزراء سيرغي لافروف وفيصل المقداد ومولود تشاووش أوغلو.
وأضافت ممثلة الخارجية: "من الناحية العملية، لم تتم بعد الموافقة على موعد محدد، ويجري العمل على عقد مثل هذا الاجتماع"، في وقت سبق وأن كشفت وسائل إعلام تركية، عن أن موعد عقد اجتماع وزراء خارجية "روسيا وتركيا وسوريا" قد يكون في الفترة من 14 إلى 16 يناير الجاري في موسكو، في حين رجحت أوساط أخرى أن يؤجل إلى مابعد عودة وزير الخارجية التركي من واشنطن.
وكانت نقلت صحيفة "حريت" التركية، عن مصادر أن "موعد المحادثات في موسكو، سيكون بعد الجولة الإفريقية التي يقوم بها وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، والتي تنتهي يوم 14 يناير الجاري، حيث من الممكن توجهه إلى موسكو في نفس اليوم، أو أن يتوجه لموسكو بعد زيارته لواشنطن المقررة يوم 17 يناير الجاري".
ولفتت الصحيفة إلى "أن المحادثات القادمة في موسكو ستتطرق إلى مواضيع حساسة، حيث من المنتظر أن يناقش وزراء الخارجية "آخر التطورات في سوريا، والوضع في شمال سوريا، ومحاربة التنظيمات الإرهابية"، بالإضافاة إلى عودة اللاجئين.
وسبق أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن لقاء مقبل سيعقد بين وزراء خارجية تركيا وروسيا والنظام السوري في إطار مسار ثلاثي، لافتاً إلى أنه قد يعقد لقاء على مستوى الرؤساء، بناء على التطورات.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة: إن "تركيا وروسيا ونظام الأسد أطلقت مسارا سيتم بموجبه عقد لقاء بين وزراء الخارجية (للبلدان الثلاثة)، ولاحقاً سنجتمع نحن الزعماء وفق التطورات".
وسبق أن قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن اللقاء الثاني مع نظام الأسد، قد يعقد منتصف يناير/ كانون الثاني، وأنه لم يحدد بعد مكان الاجتماع، وأكد أن لافروف سأله "متى نعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي؟"، وأنه بدوره أجابه قائلا "فلنحضر جيدا للقاء ومتى ما كنا مستعدين فلنعقده في ذلك الوقت"، وذلك في تصريحات صحفية أدلى بها في البرازيل اليوم.
وفي ٢٨ ديسمبر ٢٠٢٢ كشفت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، عن عقد اجتماع ضم "وزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا، في موسكو، لبحث سبل حل الأزمة السورية، وضرورة مواصلة الحوار لتحقيق الاستقرار في سوريا، وهو اللقاء الأول من نوعه لوزراء دفاع نظام الأسد وتركيا.
وجاء في بيان الوزارة: "في 28 ديسمبر، انعقدت في موسكو محادثات ثلاثية بين وزراء دفاع كل من روسيا الاتحادية والجمهورية العربية السورية وجمهورية تركيا، جرى خلالها بحث سبل حل الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة في سوريا".
ولفت البيان إلى أنه "بعد الاجتماع، أشار الأطراف إلى الطبيعة البناءة للحوار الذي جرى بهذا الشكل وضرورة استمراره من أجل زيادة استقرار الوضع في الجمهورية العربية والمنطقة ككل".
نعت صفحات موالية لنظام الأسد اللواء الركن "عمار جودت تيشوري"، الذي يشغل منصب قائد اللواء 135 ضمن ميليشيات الحرس الجمهوري لدى النظام، وسط معلومات عن مقتله إثر قصف تركي طال نقطة عسكرية مشتركة بين النظام وقسد شمالي حلب.
وفي سياق موازٍ قالت وسائل إعلام محلية إن القوات التركية قصفت موقعا مشتركا لميليشيات نظام وقسد بمنطقة "مياسة" قرب مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، ما أدى إلى إصابة عسكريين معظم ضباط.
إلى ذلك قتل النقيب "عمار مهنا"، ونظيره "ليث غصن"، اليوم الخميس، حسب صفحات موالية، ونعت مصادر مقربة من النظام الملازم "حسام عباس"، على محاور ريف حلب الغربي، كما قتل نظيره "محمود الزمام" جراء انفجار لغم في بادية حمص.
فيما قتل عنصر للنظام يدعى "يوسف مردود"، من مدينة الرستن بريف حمص، نتيجة اشتباكات جرت على محور بسرطون غربي حلب، وتوفي العسكري "يزن داؤود"، المنحدر من قرية الشماميس بريف صافيتا، إثر حادث سير تعرض له مؤخرا.
وقتل الملازم "علاء موسى"، المنحدر من ريف اللاذقية، وكشف ناشطون مؤخرا عن مقتل "ضياء العتمة" إثر تعرضه لإطلاق نار بمدينة الصنمين بريف درعا، وهو عسكري في جيش النظام.
وأكد ناشطون في شبكة الخابور اليوم الخميس، مقتل عنصرين من قوات النظام وإصابة آخرين بهجوم مسلح استهدف نقطة عسكرية في بادية جبل البشري جنوب شرقي مدينة الرقة.
وتكبدت ميليشيات النظام خسائر بشرية ومادية كبيرة خلال الفترة الماضية، جراء عدة حوادث أبرزها هجوم طال عناصر من مجموعة تابعة للأمن العسكري بريف دمشق، واغتيال قيادي للنظام بدرعا مع مرافقه، تزامنا مع مقتل عدة عناصر وضباط في هجمات وعمليات متفرقة في إدلب وحلب ودير الزور.
وتجدر الإشارة إلى أن ميليشيات النظام تتكبد قتلى وجرحى بينهم ضباط وقادة عسكريين بشكل متكرر، وتتوزع أبرزها على جبهات إدلب وحلب واللاذقية، علاوة على الهجمات والانفجارات التي تطال مواقع وأرتال عسكرية في عموم البادية السورية.
قالت مصادر إعلام غربية، إن القضاء الإسباني، أمر يوم أمس الأربعاء، بوضع امرأتين في الحبس الاحتياطي بعدما أُعيدتا إلى بلدهما من شمال شرق سوريا حيث كانتا محتجزتين في مخيمات لعائلات مقاتلي تنظيم الدولة "داعش".
ولفتت المصادر إلى أن كلاً من "لونا فرنانديث غراندي ويولاندا مارتينيث كوبوس"، سيتم وضعهما في الحبس الاحتياطي للاشتباه بارتكابهما "جنحة الانتماء إلى منظمة إرهابية"، بحسب وثيقة قضائية أُرسلت لصحفيين بعد مثول المرأتين أمام قاض، وفق "فرانس برس".
وأعيدت المرأتان قبل أيام، إلى إسبانيا مع 13 طفلا تكفلت بهم خدمات الرعاية الاجتماعية، وبحسب وسائل إعلام إسبانية، فإن يولاندا مارتينيث كوبوس متزوجة من عضو في تنظيم الدولة محتجز حاليا في سوريا، فيما لونا فرنانديث غراندي هي أرملة مقاتل في التنظيم.
وكانت الحكومة الإسبانية ترفض إعادتهم، لكنها أعلنت نهاية نوفمبر إعادة ثلاث إسبانيات و13 طفلا، ولم تتمكن الحكومة من تحديد مكان المرأة الثالثة لإعادتها إلى وطنها خلال العملية نفسها، بحسب صحيفة "إل موندو".
وأكدت وزارة الخارجية الإسبانية أنه "بهذه العملية (...) تنضم إسبانيا إلى الدول الأوروبية المجاورة (ألمانيا وبلجيكا والنروج وإيرلندا والسويد وإيطاليا وفنلندا وهولندا وغيرها)" التي أعادت نساء وأطفالا من عائلات جهاديين إلى بلدانهم.
وبحسب صحيفة "إل باييس" اليومية، تؤكد هاتان المرأتان أنهما لم تشاركا في أعمال عنف وأنهما ذهبتا إلى الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية حتى 2019 في العراق وسوريا فقط لأن زوجيهما خدعاهما.
ومنذ الإعلان عن انتهاء "دولة الخلافة" في العام 2019، أصبحت إعادة نساء وأطفال الجهاديين الذين انضموا إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية مسألة حساسة جدا في عدة دول أوروبية وخصوصا في فرنسا التي تعرضت لهجمات نفذها جهاديون.
وكانت أعربت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء، عن "امتنان" الولايات المتحدة لإسبانيا على قرارها إعادة هاتين المرأتين والأطفال الـ13 إلى أراضيها، مشددة على أن سياسة إعادة أفراد عائلات الجهاديين إلى أوطانهم هي أفضل حل طويل الأمد لهذه المشكلة.
قال رئيس الطب الشرعي لدى نظام الأسد "زاهر حجو"، إن 175 حالة انتحار حصلت في عام 2022 توزعت على مناطق سيطرة النظام، فيما تحدثت مصادر عن تزايد معدلات الانتحار المسجلة.
وحسب "حجو"، فإن مدينة دمشق وريفها سجلت 53 حالة انتحار، وتنوعت أساليب الانتحار بين تناول الأدوية، ومنها إلقاء البعض لأنفسهم من الطوابق العليا، وآخرون تخلصوا من حياتهم بالشنق وغير ذلك.
وصرح "نضال مسعود"، أخصائي الصحة النفسية، بأن من أبرز أسباب الانتحار الاكتئاب، وذكرت زميلته "آلاء علي"، أن أغلب الحالات حدثت بسبب تردي الوضع الاقتصادي وعدم تمكن الناس من مجاراة الأحداث والغلاء اليومي.
من جانبها كشفت مديرة الصحة المدرسية "هتون الطواشي"، أن هناك ازدياداً ملحوظاً بحالات التنمر والعنف بين الطلاب، إلى جانب تسجيل 460 حالة نفسية أكثرها اكتئاب، وقلق امتحاني سجلت خلال العام الماضي.
وكانت زعمت الهيئة العامة للطب الشرعي التابعة لنظام الأسد بأن سوريا الأقل عالميا في معدلات الانتحار وادعت سابقا انخفاض معدلات الانتحار، علما أنها قدرت أن عدد الحالات التي سجلت خلال 5 أشهر من العام 2022 الماضي بلغت 64 حالة.
ونقلت إذاعة محلية عن استشاري الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي "تيسير حسون"، قوله إن مراجعات العيادات النفسية ازدادت بشكل هائل، ولفت إلى أن هناك أطفال يعانون من الاكتئاب وأول كلمة على لسان المراجع "أريد السفر"، فيما قال إن نحو 300 ألف سوري يفكرون بالانتحار بمناطق النظام.
هذا وتعيش مناطق سيطرة النظام تصاعداً كبيراً في عدد الجرائم الجنائية التي استخدم في معظمها القنابل والأسلحة النارية، ما يعكس حالة الانفلات الأمني الكبير في مناطق النظام، ويكشف كذبة عودة الأمان التي تروج لها آلة النظام الإعلامية، وصولاً إلى تزايد التبريرات الرسمية حول هذه الظاهرة بما فيها استخدام القنابل المتفجرة.
قال مدير "المؤسسة السورية للمخابز" لدى نظام الأسد إن جودة الرغيف تشكل هاجسا للمؤسسة مدعيا أن حكومة الأسد قدمت خلال 2022 أكثر من 4500 مليار ليرة دعماً لرغيف الخبز، و"هذا الرقم إن دل على شيء فإنه يدل على اهتمام الدولة السورية بمظلة الدعم رغم كل المعوقات وصعوبات العمل ونقص الموارد"، على حد قوله.
وحسب مدير عام المؤسسة العامة السورية للمخابز "مؤيد الرفاعي"، استمرار الحماية لرغيف الخبز والدعم المستمر من قبل الدولة لقطاع المخابز لأنه السلعة الأكثر حاجة للمواطنين ويمس غالبية الشعب في المأكل وهذه مسألة ليست بالجديدة، فدعم رغيف الخبز، وقمع المتاجرين بها مهمة مشتركة مع الأجهزة الرقابية ، وتأمين مقومات جودته يعود لمراحل سابقة.
وذكر أن الحكومة تحاول الحفاظ قدر الإمكان على شبكة الدعم التي تقدمها للمواطن وفق الإمكانات المتاحة، التي قال إنها "تآكلت كتلتها خلال سنوات الحرب، ومازالت بسبب العقوبات الاقتصادية والحرب الكونية وسرقة الموارد التي تدعم شبكة الدعم كالنفط والمحاصيل الاستراتيجية".
وزعم أن رغيف الخبز مازال الخط الأحمر وقدر بأن إنتاج قطاع المخابز عام وخاص من الخبز أكثر من 4,7 ملايين ربطة يومياً، منها 2,7 مليون ربطة تنتج في المخابز الحكومية والباقي في المخابز الخاصة أي حوالي 2 مليون ربطة في الخاص، علماً بأن المخابز الحكومية عددها 206 مخابز، مجموع خطوطها الإنتاجية 270 خطاً.
واعتبر أن جودة رغيف الخبز هي ما تسعى لتحسينها المؤسسة لكن هناك عدة عوامل تؤثر في هذه الجودة واختلافها من مخبز لآخر منها على سبيل المثال "مساحة المخبز، وعمر خطوط الإنتاج، واختلاف نوعية الدقيق، ناهيك عن خبرة اليد العاملة"، وتحدث عن جهود المجتمع الأهلي والمنظمات الدولية التي ساهمت بإعادة تأهيل عدد من المخابز، وفق تعبيره.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لدى للنظام أصدرت عدة قرارات حول رفع سعر الخبز وتخفيض مخصصات المادة، وتطبيق آليات متنوعة لتوزيع المخصصات على السكان، وذلك مع استمرار أزمة الحصول عليه بمناطق سيطرة النظام.
قال فريق "منسقو استجابة سوريا"، إن انخفاض دعم التدفئة للمدنيين في شمال غرب سوريا من قبل المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، ولجوء المدنيين للبحث عن مصادر للتدفئة ضمن الأراضي الزراعية ومحيط المخيمات، سببت انفجار مخلفات الحرب إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين لتضاف إلى المخاطر التي يتعرض لها المدنيين في سوريا.
وأوضح الفريق أنه منذ بداية العام الحالي سبب انفجار مخلفات الحرب إلى مقتل طفلين وإصابة ستة أطفال وامرأة نتيجة الاعتماد على وسائل بدائية للحصول على التدفئة وذلك مع انخفاض درجات الحرارة بشكل كبير.
وحث الفريق المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة على تقديم المزيد من دعم مواد التدفئة إلى النازحين في المخيمات لتجنب المزيد من الحوادث المميتة وخاصةً أن 64.8 % من النازحين لم تحصل على مواد التدفئة لهذا العام.
ودعا كافة الجهات المتخصصة بإزالة مخلفات الحرب إلى توسيع نطاق البحث الميداني في كافة المناطق وتحديداً محيط المخيمات والأراضي الزراعية، وخاصةً أن العام الماضي سجل مقتل 14 طفل وإصابة 35 آخرين نتيجة تلك الانفجارات.
وكانت قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن طفلاً توفي، وأصيب ثلاثة أطفال أشقاء، بانفجار مقذوف من مخلفات الحرب أثناء إشعالهم لمدفأة في منزل يقطنونه في خربة ندة شرقي مدينة اعزاز، يوم الأربعاء 11 كانون الثاني.
ولفتت المؤسسة إلى أن هي الحالة الثانية من نوعها في نفس اليوم، إذ أصيب 3 مدنيين من عائلة واحدة (امرأة واثنان من أبنائها أحدهما طفل)، بجروح بليغة ومتوسطة، إثر انفجار مجهول السبب في مدفأة داخل خيمتهم في مخيم عشوائي في قرية برشايا بريف حلب الشرقي.
وأكدت "الخوذ البيضاء"، أن مخاطر كثيرة تهدد حياة المدنيين في سوريا مع استمرار حرب نظام الأسد وروسيا عليهم واستمرار آثارها وخاصة مخلفات الحرب التي تتحول إلى قنابل موقوتة.
وكانت أصدرت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، تقريراً توثيقياً لعام 2022، أكدت فيه توثيق مقتل 165 شخصاً من بينهم 55 طفلاً و14 امرأة فيما تمكنت الفرق من إنقاذ 448 شخصاً أصيبوا نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 134 طفلاً، بأكثر من 800 هجوم على شمال غربي سوريا من نظام الأسد وروسيا مليشيات موالية لهم.
ولفتت المؤسسة إلى أن عام 2022 يمضي محملاً بأوجاع السوريين الباحثين عن بارقة أملٍ في العام الجديد علّها تنتهي مأساتهم، ويقفون على ناصية حلمهم بتوقف القصف واقتلاع الخيام والعودة الآمنة إلى منازلهم وقراهم وإنهاء مأساةٍ دخلت عامها الثاني عشر وتمضي طالما بقي نظام الأسد وروسيا يواصلون إجرامهم بحق السوريين بوجود من مجتمع دولي لا يحرك ساكناً لإيقاف شلال الدماء في سوريا.
ووثق الدفاع المدني السوري خلال عام 2022، 32 انفجاراً لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا أدت لمقتل 29 شخصاً بينهم 13 أطفال وإصابة 31 آخرين بينهم 22 طفلاً، وامرأة، واستجابت فرقنا لأغلب هذه الانفجارات الناجمة عن مخلفات الحرب.
وأجرت فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري أكثر 780 عملية مسح غير تقني في أكثر من 260 منطقة ملوثة بالذخائر، وأزالت 524 ذخيرة متنوعة من بينها 430 قنبلة عنقودية، في 449 عملية إزالة، وقدمت الفرق 1080 جلسة توعية من مخاطر الألغام ومخلفات الحرب استفاد منها 20 ألف مدني من بينهم أطفال ومزارعون.