أكدت الهيئة العليا للمفاوضات أن سلسلة الجرائم المريعة التي ارتكبها النظام ضد شعبه تنزع عنه كل شرعية يدّعيها، وبخاصة بعد أن استدعى دولاً وميليشيات طائفية تغزو سورية وتسيطر بقواها العسكرية والسياسية على مقدراتها وتنهتك سيادتها الوطنية، وتتيح الفرصة للفوضى التي جعلت سورية ساحة صراعات ومرتعاً لقوى الإرهاب.
وشددت الهيئة، في ختام اجتماعها الدوري ، في العاصمة السعودية الرياض يومي ٢ و ٣ الشهر الجاري، على رفض كل التفاف على مطالب الشعب وكل محاولات إضعاف المعارضة الوطنية والمشاريع التي تهدف إلى تقديم تنازلات عن مطالب الشعب في الانتقال السياسي الكامل كما حددته القرارات الدولية وبخاصة القرار 2254 لعام 2015 المستند إلى بيان جنيف عام 2012 .
و أقرت الهيئة في اجتماعها ثمانية بنود أبرزها مطالبة مجلس الأمن و كل الدول الصديقة والمجتمع الدولي عامة الاضطلاع بمسؤولياتهم والعمل الفوري لإيقاف القصف والمجازر التي تتعرض لها عدة مناطق في سورية و حلب بشكل خاص ، والسعي الحثيث لإدخال المساعدات الإنسانية غير المشروطة ، كما طالبت الهيئة بإيقاف عمليات التهجير القسري التي تهدف إلى إحداث تغيير سكاني ديموغرافي يهدد بنية المجتمع السوري ومستقبله .
و أوضح ، البيان الصحفي الصادر عن الهيئة، أن من بين القرارات متابعة السعي لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة لإصدار قرار لحماية الشعب السوري وفق قرارات الشرعية الدولية وذلك استناداً الى مبدأ (الاتحاد من أجل السلام)، مشيراً إلى إصرار الهيئة على ضرورة محاسبة الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري وضد الإنسانية وتقديمهم للمحاكم المختصة، ومتابعة ملف جرائم استخدام الأسلحة الكيميائية والأسلحة المحرمة دولياً.
وطالبت الهيئة الأمين العام للأمم المتحدة بإجراء تحقيق أممي في قضايا الفساد التي شابت عملية توزيع المساعدات الانسانية في سورية مما كان له تأثير كارثي على حياة المحتاجين الذين واجه كثير منهم الموت جوعاً، اضافة إلى متابعة تطورات عملية الإغاثة التي عطلها النظام بشكل كامل للضغط على المواطنين للإذعان عبر سياسة التجويع والتركيع، ومطالبة الأمم المتحدة بتقديم المساعدات للمهجرين قسراً.
و أكدت الهيئة في مناقشاتها على أن الغزو الإيراني لسورية يشكل خطراً كبيراً على المنطقة كلها، حيث تتابع إيران مشروعها الايديولوجي التوسعي والعدائي ضد الأمة العربية جمعاء، وينذر بانتشار الإرهاب في العالم كله.
و أشارت إلى متابعة السعي إلى توحيد فصائل الثورة، والعمل من خلالها على تأسيس جيش وطني حر موحد يدافع عن الشعب ويحقق تطلعاته، ويساهم في محاربة الإرهاب بكل اشكاله، مع تأكيد على التزامها بالعملية السياسية التفاوضية المؤدية إلى الانتقال السياسي وفق بيان جنيف ٢٠١٢وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة 2118 و 2254 ، و على مشاركتها الفاعلة في مكافحة الإرهاب بكل أشكاله، وخاصة إرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه هذا النظام، وإرهاب تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة والميليشيات الطائفية العابرة للحدود (حزب الله اللبناني والحشد الشيعي العراقي والمرتزقة الافغان).
استهدف الطيران الحربي بعدة غارات صباح اليوم، مدن وبلدات ريف إدلب موقعاً شهداء وجرحى، بمجزرة مروعة في كفرنبل.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف مدينة كفرنبل بعدة غارات بالصواريخ، خلفت 6 شهداء وعشرات الجرحى كحصيلة أولية، تعمل فرق الدفاع المدني على نقلهم للمشافي الطبية، كما استشهدت سيدة وجرح آخرون بقصف جوي مماثل على مدينة معرة النعمان.
وفي الغضون، قصف الطيران الحربي بالصواريخ كلاً من مرديخ وجسر الشغور وحيش وأطراف كفرسجنة وخان شيخون، متسبباً بدمار كبير في الممتلكات، وسقوط جرحى بين المدنيين.
ناشد أهالي بلدات حوض اليرموك الغربي، أصحاب الضمائر الحية من أهالي حوران ووجهائهم، لإيصال صوتهم لكل من يستطيع تقديم يد العون لهم، جراء ما يعانونه من حصار ونقص كبير في المواد الغذائية ومستلزمات الحياة الأساسية.
ويشمل البيان أهالي بلدات عابدين ونافعة والشجرة وكويا وجملة وبيت آرة ومعربا والقصير وعين ذكر الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة والمحاصرة من قبل فصائل الجيش الحر بريف درعا، حيث وجه أهالي البلدات المذكورة بيان لكل من هو قادر على تأمين المساعدة لهم وتأمين دخول المواد الطبية والغذائية.
كما ذكر البيان عن وجود حالات مرضية عديدة تحتاج لتلقي العلاج خارج المنطقة، بسبب عدم وجود الطبابة الكافية لتقديم الرعاية الصحية لهم، ما يجعل حياتهم في مخاطر كبيرة.
وأكد البيان أن المناشدة من أهالي اليرموك المدنيين ممن لاحول ولا قوة لهم، وهم طرف محايد عن جميع الأحداث في المنطقة، مطالبين برفع الحصار عنهم وإدخال الخبز والطحين اللازم لأطفالهم وكبارهم من أهل الخير في حوران.
تجدر الإشارة إلى أن بلدات حوض اليرموك الغربي التي تسيطر عليها عناصر جيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم الدولة، تشهد معارك دائمة مع عناصر الجيش الحر المحاصرين للمنطقة، وسط معاناة للمدنيين الموجودين في المنطقة، ممن يعانون ويلات الصراع بين الطرفين.
اكتمل وصول الدفعة الأخيرة من مهجري منطقة خان الشيح والتل بريف دمشق إلى محافظة إدلب يوم الأمس، وذلك بعد إجبارهم من قبل قوات الأسد على عقد اتفاق الخروج من ديارهم قسراً، تحدت تهديد الحصار والقصف والقتل اليومي.
مسؤول إحدى المنظمات الإنسانية في محافظة إدلب تحدث لشبكة شام الإخبارية عن حجم المعاناة التي تواجهها العائلات الوافدة من محافظات الجنوب إلى إدلب، وذلك من جهة تأمين المسكن والمأكل ومستلزمات الحياة الأساسية، حيث ان حجم الضغط الكبير لأعداد الوافدين يفوق قدرة جميع المنظمات على استيعابها حيث وصل خلال يومين أكثر من 5000 مهجر من خان الشيخ والتل.
وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن جميع العائلات الوافدة تم استيعابها في مراكز الإيواء المعدة مسبقاً على عجل، وهي عبارة عن خيم كبيرة تم تجهيزها في مناطق عدة ضمن قرى مخصصة لاستقال النازحين، كما تم تأمين المئات من العائلات ضمن بلدات ومدن المحافظة بعد تجهيز منازل لاستقبالهم.
وأضاف إن كثرة أعداد الوافدين وقلة الدعم المقدم لاستقبالهم، إضافة لعدم وجود فترة زمنية كافية بين قرار التهجير والبدء بالتنفيذ، ما يأخر عملية تجهيز المراكز لاستقبال الوافدين الجدد، يضاف لذلك الأعداد الكبيرة من المهجرين من مناطق داريا والتل وخان الشيح والزبداني وقبلها حمص، في حين تغص المحافظة بالألاف من النازحين من أرياف حماة وحلب واللاذقية.
وأكد المصدر أن جميع المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية بالتعاون مع جميع المجالس المحلية في المحافظة تعمل بجميع كوادرا على تأمين العائلات ضمن مراكز الإيواء تمهيداً لنقلهم لمنازل سكنية في مدن وبلدات المحافظة بعد تقدم قوائم المنازل الفارغة والتي تعمل المجالس المحلية على تأمينها لاستيعاب جميع العائلات.
وأشار إلى أن استمرار عمليات التهجير من جميع المحافظات إلى إدلب سيجعل مسألة استيعاب المزيد أمراً بالغاً في الصعوبة، مما سيضطرهم للإقامة ضمن مراكز الإيواء والمخيمات، الامر الذي سيزيد من معاناتهم في ظل البرد القادر القادم مع فصل الشتاء، وقلة الدعم الموجود للمخيمات في الشمال السوري والتي تعاني هي الأخرى من مشقات كبيرة.
تشهد جبهات متفرقة في مدينة حلب المحاصرة وفي محيطها منذ صباح اليوم اشتباكات عنيفة جدا، وذلك على إثر محاولات تقدم قوات الأسد بهدف خنق المدنيين والتضييق عليهم.
ففي داخل مدينة حلب المحاصرة شنت قوات الأسد صباح اليوم هجوما جديدا على حي الشيخ سعيد، وتمكن الثوار من صده وتكبيد المهاجمين خسائر في العتاد والأرواح.
فيما تدور اشتباكات عنيفة جدا بين الطرفين أيضا على جبهات أحياء الميسر والجزماتي وطريق الباب وسليمان الحلبي على خلفية محاولات تقدم قوات الأسد، حيث تحاول الأخيرة شن الهجمات من كافة المحاور بغية تشتيت فصائل الثوار.
أما على المحاور المحيطة بمدينة حلب، فقد دارت اشتباكات بين الثوار وقوات الأسد على جبهات حي جمعية الزهراء، وقصف الثوار معاقل قوات الأسد في المنطقة بقذائف المدفعية والهاون.
وعلى جبهة عزيزة جنوب مدينة حلب، تمكن الثوار من التصدي لمحاولة تقدم قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها، وقتلوا وجرحوا عددا من العناصر وأسروا اثنين.
أما على جبهات شمال حلب فقد استهدف الثوار معاقل قوات الأسد على جبهة بلدة الطامورة وفي بلدتي نبل والزهراء بقذائف الهاون والمدفعية وحققوا إصابات مباشرة، ودمروا سيارة زيل محملة بالجنوب على جبهة منيان بعد استهدافها بصاروخ مضاد للدروع.
ووالجدير بالذكر أن الطائرات الأسدية والروسية استأنفت اليوم حملة القصف الجوي الهمجي، إذ شنت غاراتها الجوية على أحياء مدينة حلب المحاصرة، وذلك بعد غيابها عن الأجواء ليومين بسبب حالة الطقس الغائمة، حيث ارتكبت مجزرة مروعة في حي الشعار راح ضحيتها 6 شهداء والعديد من الجرحى في صفوف المدنيين.
أعربت الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، عن اقتناعها بأن سقوط المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار في حلب بيد نظام الأسد "لن ينهي الحرب" الدائرة في البلاد.
وجاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقدته اليوم السبت مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في العاصمة الإيطالية روما.
وقالت موغيريني: "مقتنعة أن سقوط حلب لن يُنهي الحرب"، حسبما ذكرت وكالة الأناضول.
والجدير بالذكر أن مدينة حلب وريفها تتعرض لحملة قصف "روسية أسدية" همجية منذ أيام عديدة، ما خلف الآلاف بين شهيد وجريح ومشرد، إذ يسعى نظام الأسد لخنق المدنيين في أحياء مدينة حلب الشرقية المحررة المحاصرة.
يوماً بعد يوم تزداد معاناة آلاف النازحين السوريين في مخيمات النزوح في الشمال السوري، حيث تفاقمت المعاناة خلال اليومين الماضيين بعد العاصفة المطرية التي ضربت المنطقة في ظل اقتراب حلول فصل الشتاء، إذ تساقطت الأمطار الغزيرة المترافقة مع رياح شديدة، تسببت باقتلاع عشرات الخيم، وترك أصحابها بدون مأوى أو ملاذ يقي أطفالهم وكبارهم البرد القارس، كما تتسبب الأوحال بإعاقة التنقل بين الخيم، إضافة للسيول الجارفة وتجمع مستنقعات كبيرة داخل المخيمات تسببت بغرق الخيم في المناطق المنخفضة.
هذه المعاناة ليست وليدة اليوم، فمنذ اكثر من خمسة سنوات والمعاناة مستمرة وتتفاقم يوماً بعد يوم وفي كل بداية فصل شتاء تنطلق المناشدات لإنقاذ أهالي المخيمات، واتخاذ التدابير اللازمة للحد من أثر العواصف والأمطار من خلال ترميم الخيم المهترئة بفعل عوامل الطقس، وفرش طرقات المخيم وإنشاء قنوات لتصريف المياه، وهي تتطلب معدات ثقيلة ولكن تتطلب تبني العمل من جهة تؤمن نفقات هذا الأمر، والتي لا يستطيع قاطني المخيمات تحملها.
ورغم النداءات المستمرة من الناشطين والفعاليات المدنية في المخيمات، إلا أن أصواتهم لم تلقى أي رد من أي جهة مسؤولة عسكرية كانت أو مدنية، وسط مشاريع صغيرة تقتصر على التبني وعميات التصوير لجلب الدعم دون أي متابعة، أو إحساس بمعاناة آلاف المدنيين في المخيمات، والتي على أبواب دخول فصل شتاء جديد، وبدأت المعاناة منذ بدايته، والنداءات ولا مجيب.
ويتساءل أهالي المخيمات لاسيما في منطقة أطمة وريف جسر الشغور وحارم وعموم الريف الشمالي لإدلب عن سبب إهمال المنظمات الإنسانية والفصائل مسألة تعبيد طرقات المخيمات قبل حلول فصل الشتاء رغم امتلاكهم القدرة والمعدات اللازمة لذلك، ما يخفف من تأثير الطين والأوحال والسيول التي تجرف المخيمات، أم أن العذاب والمعاناة في كل عام بات واقعاً يجب التعايش معه.
ووسط المعاناة المستمرة وآلام المعذبين في مخيمات النزوح بين الشمال والجنوب، تعيش كل خيمة ألمها ومعاناتها بمعزل عن العالم الغربي والعربي الذي يتبجح بحقوق الإنسان وأولها حقه في الحياة، ترسم وجوه أطفالهم وكبارهم قصص العذاب المريرة مع النزوح والغربة بعيداً عن ديارهم في مكان لا يجدون فيه أقل مقومات الحياة في العيش بسلام دون برد أو خوف أو معاناة في تأمين متطلبات الحياة، في حين باتت المتاجرة بمعاناتهم سبيلاً للكسب من بعض المنظمات حتى ما عادوا يثقون بها ويترددون في التفاعل معها لان غايتها التصوير وتقديم بضع سلال إغاثية فقط حسب ما يقول أهالي تلك المخيمات، في حين يبقى السؤال المطروح إلى متى سيستمر تجاهل مطالب أهالي المخيمات...؟ وإلى متى سيستمر عذابهم في مخيمات باتت بديلاً عن منازلهم المدمرة والمغتصبة محملين المجتمع الدولي والفصائل العسكرية والمنظمات الإنسانية وكل من يستطيع تقديم يد العون لهم كل ما يعانوه من مشقة وظلم وعذاب.
أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تقريرها الشهري الخاص بتوثيق حالات الاعتقال التعسفي من قبل كافة الأطراف في سوريا، حيث قدَّمت إحصائية تتحدث عن اعتقال ما لا يقل عن 489 شخص في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، منهم 394 معتقلاً على يد قوات الأسد، يتوزعون على الشكل التالي "364 رجلاً، و11 طفلاً، و19 سيدة"، بينما اعتقلت قوات الحماية الشعبية الكردية 38 شخصاً "34 رجلاً، وطفلاً واحداً و3 سيدات".
وبحسب التقرير فقد اعتقلت فصائل الثوار 7 أشخاص جميعهم من الرجال، بينما اعتقل تنظيم الدولة 48 شخصا "42 من الرجال، و5 أطفال وسيدة واحدة"، واعتقلت جبهة فتح الشام رجلين فقط.
ووثق التقرير 325 حالة إطلاق سراح يتوزعون إلى 258 حالة من مراكز احتجاز قوات الأسد، و19 حالة من مراكز احتجاز قوات الحماية الشعبية الكردية، و31 حالة من مراكز احتجاز تتبع تنظيم الدولة كما اطلقت جبهة فتح الشام سراح 8 أشخاص، أما فصائل الثوار فقد أطلقت سراح 9 أشخاص.
وصنَّف التقرير حالات إطلاق السراح الموثقة من مراكز احتجاز قوات الأسد إلى 230 حالة من السجون المدنية والعسكرية، منها 28 حالة من الأفرع الأمنية.
وتحدث التقرير إلى أنه تم توثيق ما لا يقل عن 119 نقطة تفتيش نتج عنها حالات حجز للحرية متوزعة على المحافظات، حيث كان أكثرها في محافظة الحسكة، بينما تصدرت قوات الأسد الجهات المسؤولة عن المداهمات يليها تنظيم الدولة، كما أورد التقرير إحصائية تتحدث عن 116 حالة خطف لم تتمكن الشبكة السورية من تحديد الجهة التي نفذتها إلا أن 88 حالة منها حدثت في مناطق خاضعة لسيطرة قوات الأسد.
وأكد التقرير اتباع الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعلى معايير التوثيق، ويذكر التحديات التي تواجه فريق تسجيل المعتقلين، لعلَّ أهمها عدم رغبة كثير من الأهالي في التعاون ونشر خبر اعتقال أبنائهم، أو حتى التعاون بشكل سري، وبشكل خاص في حال كون المعتقلة أنثى، وذلك لاعتقاد سائد في المجتمع السوري أن ذلك سوف يُعرِّضها لمزيد من الخطر والتعذيب.
وذكر التقرير أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تمتلك قوائم تتجاوز الـ 117 ألف شخصاً، بينهم نساء وأطفال، إلا أن تقديراتها تشير إلى أن أعداد المعتقلين تفوق حاجز الـ 215 ألف معتقل، 99% منهم لدى قوات الأسد بشكل رئيس، لا تشمل الحصيلة المعتقلين على خلفيات جنائية، وتشمل حالات الاعتقال على خلفية المعارك، وبشكل رئيس بسبب النشاطات الثورية المعارضة لنظام الأسد، كما تُنكر قوات الأسد قيامها بعمليات الخطف أو الاعتقال عند سؤال ذوي المعتقلين عنهم.
وتميَّزت الاعتقالات التعسفية في تشرين الثاني بقيام قوات الأسد بعمليات مداهمة واعتقال شبه يومية شملت المدنيين في الأحياء الرئيسة في مدن دمشق وحلب وحماة، ففي دمشق شملت عمليات الاعتقال الشرائح العمرية بين18 - 42 عاماً، وذلك بهدف التجنيد القسري، أما في حماة وحلب فقد شملت عوائل النشطاء والثوار.
عاودت حملة التصعيد الجوي لتستهدف احياء مدينة حلب المحاصرة، بعد غياب الطيران الحربي عن الأجواء ليومين بسبب حالة الطقس الغائمة، لتعود للواجهة شلالات الدماء في أحياء حلب التي تعاني مرارة الحصار.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف بعدة غارات حي الشعار بمدينة حلب، ما أدى لاستشهاد 6 مدنيين، وجرح آخرين، تعمل الأهالي وفرق الدفاع المدني على اسعافهم للنقط الطبية المتبقية ضمن الخدمة.
كما ألقى الطيران المروحي العديد من البراميل المتفجرة على الاحياء الشرقية المحاصرة، وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف يتركز على عدة مناطق.
وشهدت مدينة حلب وريفها المحاصر هدوء ليومين تخللها عدة غارات على الريف الغربي، وذلك بسبب العاصفة المطرية التي حجبت الرؤية عن الطيران الحربي.
قدم الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب، إحصائية عمل فرقه المنتشرة في عموم مناطق المحافظة خلال شهر تشرين الثاني الفائت، بلغت 1257 عملية استجابة.
وتضمنت الإحصائية استجابة الدفاع المدني لـ 811 حادث وعملية بحث وإنقاذ وإسعاف للمصابين، و 376 عملية خدمية من إزالة مخلفات القصف والإصلاح الطارئ للمرافق العامة و شبكات المياه والكهرباء.
كما انتشلت فرق الدفاع المدني 209 شهيد مدني، غالبيتهم من ضحايا القصف الجوي لطيران الأسد وروسيا، وأنقذت وأسعفت 811 مدني باختلاف نوع الإصابة والعامل المسبب، كما أخمدت 82 حريق خلال الشهر.
وكان ناشطون في شبكة أخبار إدلب سجلوا استهداف الطيران الحربي الروسي والتابعة لقوات الأسد مدن وبلدات المحافظة بـ 495 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والارتجاجية والعنقودية والفوسفور الحارق والرشاشات الثقيلة، بينها 47 غارة عنقودية و 5 غارات فوسفور حارق، كانت منطقة خان شيخون والتي تشمل " خان شيخون، التمانعة، سكيك، ترعى" من أكثر المناطق التي شملها القصف، كما سجل استهداف الطيران المروحي بالبراميل والاسطوانات المتفجرة لـ 103 نقاط في عموم المحافظة، و 14 نقطة استهداف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
لم يهنئ المحاصرون في بلدتي مضايا و بقين بالمساعدات التي دخلت عن طريق الامم المتحدة في الثامن و العشرون من الشهر الماضي , حيث ان تلك المساعدات افتقرت الى أهم احتياجاتهم مع حلول فصل الشتاء الا و هي المحروقات و مواد التدفئة بشكل عام.
عجز عام
تعجز أغلب العوائل اليوم داخل البلدتين المحاصرتين عن تامين حاجاتهم اليومية من المحروقات للتدفئة او الطهي بسبب ارتفاع اسعار تلك المواد و ندرتها اذ يصل ثمن اللتر الواحد من الكاز المستخدم للطهي الى اكثر من 5 آلاف ليرة سورية ام عن الطن الواحد من الحطب فوصل ثمنه مع حلول كانون الأول الى اكثر من 800 ألف ليرة سورية.
لم يعد لدينا “أثاث” لنحرقه
أم أسعد ربة منزل و ام لخمسة اطفال قالت : " العام الماضي تعرض منزلنا للقصف فسارعنا الى جمع كافة الأثاث المتضرر و استخدمناه للتدفئة و الطهي خلال الشتاء الماضي , مع بدء المنخفضات الشتوية و تدني درجات الحرارة لجئنا الى استخدام كل ما يزيد عن استخدامنا في المنزل الجديد من اثاث و مفروشات , ليس امامنا الا هذا الخيار ففي ظل ارتفاع اسعار المحروقات ما لم نقم بهذه الخطوة فسنواجه الموت برداً".
ترى ام أسعد :"أن ادخال المساعدات الغذائية من دون ادخال محروقات او مواد للطهي هو استفزاز لمشاعر المحاصرون داخل البلدتين , و هل يؤكل الارز نيئاً".
تأخير دوام المدارس هرباً من البرد
فاطمة مديرة توجيه في الثانوية العامة في بلدتي مضايا و بقين قالت في سياق الموضوع :"بداية فصل الشتاء و قبل حلول العواصف المطرية كنا نعلق الالواح في باحة المدرسة و نجمع الطلاب حسب صفوفهم في حلقات صغيرة في باحة المدرسة و نعطيهم دروسهم ليتمتعوا قليلاً بدفء الشمس , مع بدء هطول الامطار صعوبة كبيرة في سير العملية التدريسية فنضطر الى تأخير الدوام صباحاً للتاسعة و النصف حتى ترتفع درجات الحرارة قليلاً , و نطلب أحياناً من الطلاب احضار قليلاً من الحطب او القماش لنتمكن من تشغيل المدافئ في المدرسة".
800 ألف ليرة ثمن طن الحطب
ابو عمار حمادة ناشط بالمجال الاغاثي و مدير لمنظمة عمرها قال :" العام الماضي بالتعاون مع أكثر من منظمة تمكنا من تامين حطب التدفئة لاكثر من 1200 عائلة طوال فصل الشتاء , حينها لم يكن يتجاوز ثمن الطن الواحد اكثر من 200 ألف ليرة سورية و كانت الكمية المتوفرة داخل المنطقة كبيرة مع بداية الشتاء الماضي , هذا العام نحن عاجزين تماماً اما اي عائلة حيث ء وصل ثمن الطن الواحد من الحطب الى اكثر من 650 ألف ليرة سورية مع بداية فصل الشتاء و اخذ سعره بالارتفاع مع انخفاض درجات الحرارة ليصل اليوم الى اكثر من 800 ألف ليرة سورية وغير متوفر بكميات كبيرة".
تخضع بلدة مضايا الى حصار جائر من قبل ميليشيات حزب الله و قوات النظام منذ اكثر من عام و نصف , تمكن المجلس الثوري المحلي خلال هذه الفترة من توثيق وفاة أكثر من 204 أشخاص ثلاثة منهم توفوا بسبب البرد العام الماضي , الجدير بالذكر ان آخر مرة دخل فيها الوقود الى البلدة كان في تاريخ 12/01/2016 عن طريق الأمم المتحدة حيث دخل قرابة 10 ألاف لتر من المازوت و دخل مقابلهم الى بلدة الفوعة.
داهمت قوات الأمن التركية مساء أمس الخميس، مكتباً تابعاً لتيار “الغد السوري”، الذي يرأسه أحمد الجربا، الرئيس السابق لـ”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".
حيث قامت قوى الأمن بإعتقال كافة العاملين في المكتب، بتهمة تعاملهم مع حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي" في سورية، والذي تصنفه الحكومة التركية على أنه منظمة إرهابية، في حين قالت بعض المصادر أن الإغلاق جاء بسبب عدم ترخيصه بشكل قانوني.
وأضافت موقع ترك برس أن قوات الأمن التركي كانت قد اعتقلت ممثل رئيس تيار “الغد السوري”، المحامي درغام هنيدي، من منزله في مدينة أورفا التركية، يوم السبت الماضي.
وكان تيار الغد السوري قد أعلن عن اتفاقه مع الإدارة الذاتية الكردية قبل ثلاثة شهور 11-9-2016، على سبعة بنود، بهدف ترسيم الاستراتيجيات السياسية والعسكرية للمرحلة المقبلة، وبغية الوصول بسوريا إلى حل سياسي، يفضي إلى دولة ديمقراطية مدنية تعددية لا مركزية، على حد قول نص الاتفاق.
وكان الجربا قد أعلن، يوم الجمعة 11 مارس/آذار 2016، عن تأسيس تيار “الغد السوري” المعارض للنظام السوري، في العاصمة المصرية القاهرة.