قامت مجموعات ملثمة أول أمس الجمعة، بمداهمة مكتب أقدم جمعية إنسانية في مدينة إدلب يعود تأسيسها لأكثر من 50 عاماً لاتزال تقدم الخدمات الإنسانية للمحتاجين في المدينة، قاموا بسرقة معدات ومستلزمات ومبالغ مالية من مكتب الجمعية ولاذوا بالفرار.
أكدت مصادر من داخل مدينة إدلب أن ملثمين اقتحموا مركز جمعية النهضة الإسلامية في مدينة إدلب، وخربوا محتوياتها، الامر الذي تسبب بوقف جميع نشطات الجمعية في المدينة، ودفع مسؤوليها بمطالبة الجهات الأمنية في المدينة بضرورة الكشف عن العناصر الملثمة التي قامت بهذا الاعتداء.
تقدم الجمعية التي تتلقى الدعم من العديد من الشخصيات والجهات الإنسانية بينها وقف الديانة التركية خدمات إنسانية كبيرة للمحتاجين في مدينة إدلب، منها توزيع أكثر من 3500 ربة خبز يومياً والعديد من الخدمات الإنسانية، توقفت هذه الخدمات بعد تعرض مركز الجمعية لعملية السطو.
وتعيش محافظة إدلب لاسيما مركز المحافظة، حالة من الخلل الأمني لاسيما مع تصاعد وتيرة عمليات التصفية الجسدية، التي تستهدف عناصر الفصائل و قياداتها إضافة للمدنيين، وصل الأمر لعناصر الدفاع المدني والمؤسسات المدنية والصرافين والصاغة، وانتشارها على مناطق عديدة.
يسيطر الغموض على تفاصيل هذه العمليات و فاعليها، و ذات الأمر ينطبق على رد فعل المسؤولين عن القوى الأمنية في المحافظة التي باتت تديرها تحرير الشام وباتت التجمع الأكبر للسوريين الذين هجرهم الأسد و حلفاءه من مناطقهم.
عُلقت قضية المقاتلين الأجانب من عناصر تنظيم الدولة، بعد خروج كافة عناصر التنظيم السوريين مع عوائلهم وكذلك من تبقى من المدنيين، ليخسر التنظيم وجوده بشكل كامل في محافظة الرقة.
وأعلن مجلس الرقة المدني، خروج بعض مقاتلي تنظيم الدولة الأجانب، الرقة بموجب اتفاق الإجلاء، بحسب مانقلت وكالة رويترز
وكانت قد تضاربت الروايات عما إذا كان المقاتلون الأجانب سيغادرون أيضاً المدينة التي تخوض فيها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، معارك منذ يونيو/ حزيران لهزيمة التنظيم.
وانتهت ليلة أمس السبت، صفقة إخراج مقاتلي تنظيم الدولة من الرقة في الشق المتعلق بالمدنيين والعناصر من الجنسية السورية، إلا أن إخراج المقاتلين الأجانب تأخر لاعتقاد المخابرات الفرنسية أن مخطط هجمات باريس بينهم.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، "طلال سلو"، إن المقاتلين الأجانب سيتركون بالمدينة "للاستسلام أو الموت.
لكن عضو مجلس الرقة المدني، "عمر علوش"، قال لوكالة فرانس برس، إن الإجلاء سيشمل المقاتلين الأجانب، وذلك بعد وقت قصير من إعلان التحالف الدولي أن الاتفاق سيستثني الأجانب.
وأوضح أن خروج عناصر التنظيم سيتم خلال ليل السبت وحتى الأحد، وسيصطحب مقاتلو التنظيم معهم، نحو 400 مدني محتجزين في مستشفى الرقة الوطني كدروع بشرية.
وكان قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، اكد أنه من المقرر أن تغادر قافلة الرقة السبت، بموجب ترتيبات وافقت عليها الأطراف المحلية، ووصف الترتيبات بأنها "إجلاء مدني".
وقال التحالف إنه لن يتغاضى عن أي ترتيبات تتيح "للإرهابيين الهرب من الرقة دون مواجهة العدالة".
وقال المتحدث باسم التحالف، الكولونيل ريان ديلون، إن موقف التحالف يتمثل في ضرورة استسلام مقاتلي الدولة دون شروط، لكنه أضاف أنه لن يعلق على من سيكون في القافلة، وقال إنه يتوقع قتالاً صعباً في الأيام القادمة.
وأوضح بيان التحالف أن "الترتيبات التي توسط فيها مجلس الرقة المدني وزعماء عشائر عرب في 12 أكتوبر/تشرين الأول تهدف إلى تقليل الخسائر المدنية، وتستثني الإرهابيين الأجانب في تنظيم داعش".
وبعد انتهاء الاتفاق فإن التنظيم يخسر وجوده بشكل كامل في محافظة الرقة، بعد طرده خلال الأسابيع والأشهر الماضية، بعد أن سيطر نظام الأسد على ريفي الرقة الغربي والجنوبي الغربي وريفيها الشرقي والجنوبي.
افتتحت جمعية الصحة وحماية البيئة التركية في ولاية كليس جنوب تركيا، السبت، دارًا للأيتام الذين فقدوا ذويهم بسبب الأحداث الجارية في سوريا.
وقال رئيس الجمعية، أكرم سزن، إن الهدف من تأسيس دار للأيتام السوريين في ولاية كليس هو تقديم الدعم للأطفال السوريين الذين فقدوا ذويهم خلال الحرب، بحسب وكالة الأناضول.
وأشار سزن إلى أن الجمعية التي هي واحد من كبرى المنظمات غير الحكومية في تركيا، تقوم بأنشطة مماثلة في ولايتي شانلي أورفة وهطاي.
وأضاف أن دار الأيتام ستستقبل حوالي 50 طفلًا، لافتًا إلى أن الجمعية تعمل على مد يد العون للمحتاجين في داخل سوريا والعراق وأراكان أيضًا.
عقدت اللجنة المفاوضة عن فصائل القلمون الشرقي اجتماعا جديدا ضم وفدا روسيا بالإضافة لوفد تابع لنظام الأسد، حيث تم مناقشة عدم استجابة نظام الأسد لأي من المطالب الخاصة بتخفيف الضغط عن الحواجز المحاصرة للمنطقة.
وذكر ناشطون أن الاجتماع تم في المحطة الحرارية بالقرب من مدينة جيرود، وتم خلاله أيضا ملف معالجة قضية أسماء النساء المطلوبات للأفرع الأمنية.
ولفت ناشطون إلى أن الروس أكدوا أن جميع الطلبات سيتم تنفيذها في حال الذهاب لاجتماع دمشق.
وتم أيضا بحث موضوع اقتراب تنظيم الدولة من المنطقة عقب سيطرته على مدينة القريتين.
من جانبه تعهد الطرف الروسي بتحقيق الطلبات التي تمت من قبل المدنيين لفتح الحواجز وتسوية أوضاع المطلوبين، في حين تعهدت فصائل القلمون حضور الاجتماع المقرر في دمشق دون تحدد أي موعدا لذلك.
وفي السادس والعشرين من الشهر الماضي أجرت لجنة التفاوض عن منطقة القلمون الشرقي مفاوضات مع الجانب الروسي وكان هدف الاجتماع من الجانب الروسي هو دعوة اللجنة إلى دمشق من أجل التفاوض على أعلى مستوى.
وقال ناشطون من القلمون الشرقي حينها إن الجلسة تخللها مناقشة الوضع الراهن و تضيق الحواجز على تحرك المدنيين و المواد الأساسية ضمن مدن القلمون الشرقي، كما تم طرح موضوع الامرأة التي تم اعتقالها من قبل قوات الأسد.
وأكدت وقتذاك لجنة التفاوض على أن تاريخ الذهاب إلى دمشق مرتبط بفك الحصار و تخفيف التضييق على حواجز مدن القلمون الشرقي كشرط أساسي لتحديد تاريخ الذهاب و الإفراج عن النساء المعتقلات من مدن القلمون الشرقي كبادرة حسن نية، كما وضعت اللجنة المفاوضة تصورا حول اجتماع دمشق يتضمن عدة بنود.
أكد شيوخ عشائر الرقة في بيان صادر عنهم اليوم السبت، بحسب عضو بمجلس الرقة المدني، إن الشيوخ يعكفون على وضع آلية تتيح لمقاتلي تنظيم الدولة السوريين مغادرة مدينة الرقة، بعد أن وافقت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة على اقتراح لتأمين مغادرتهم.
وقال الشيوخ إنهم طلبوا من قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الذي يقاتل تنظيم الدولة وتدعمه الولايات المتحدة "تسوية الموقف" بالنسبة لمقاتلي التنظيم في المدينة وتأمين خروجهم إلى مناطق خارج المدينة مع ضمانات، بهدف تجنب إراقة الدماء.
وقال عضو مجلس الرقة المدني، "عمر علوش"، إن مقاتلي تنظيم الدولة المتبقين في الرقة، ومن بينهم مقاتلون أجانب، سيغادرون المدينة السورية ويأخذون معهم مدنيين كدروع بشرية بموجب اتفاق يحاول التوسط فيه شيوخ قبائل، بحسب مانقلت وكالة رويترز.
وقال علوش إن شيوخ القبائل أقنعوا 100 من مقاتلي التنظيم بالاستسلام بالفعل الأمر الذي رفضه المقاتلون المتبقون.
وأكد المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة، "رايان ديلون"، في وقت سابق اليوم السبت، أن نحو 100 مقاتل من التنظيم استسلموا في الرقة السورية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وتم إخراجهم من المدينة.
وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردي عمودها الفقري، اليوم، إن تنظيم الدولة في الرقة "على وشك" الهزيمة وربما تعلن السيطرة على المدينة اليوم أو غدا.
قدمت مصممة الأزياء السورية، "منال عجاج"، عرضاً لتصاميمها ضمن فعاليات Shows Designers & Brand Fashion، في العاصمة اللبنانية بيروت، وختمتها بظهور شبان بالبزة العسكرية الخاصة بنظام الأسد.
وأثار عرض عجاج الذي يحمل عنوان "آلهة الياسمين"، واختتمته بعرض البدلات العسكرية لنظام الأسد، ويؤدون التحية العسكرية، صدمة الحضور، وسبب موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتبرت عجاج أن المشهد الختامي يدعم بلدها سورية أمام العالم، إلا أن الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي استهجنوا ظهور شبان لبنانيين ببزة نظام الأسد، وأكدوا معارضتهم مشهداً كهذا يوحي بتأييد جيش رفع السلاح بوجه شعبه وتبع بشار الأسد.
وشن الموالون والمعارضون للأسد هجوماً عليها، فالموالون له اعتبروا أن الجيش يقاتل على الجبهات، ولا يجب تغيير صورته وتحويله إلى عرض أزياء، أما المعارضون فاعتبروا أن عجاج تستفز كل عائلة سورية سقط لها شهيد في الحرب السورية.
وكتبت الإعلامية ديانا مقلد عبر صفحتها "صدفة معبرة انو عرض أزياء في قلب بيروت يستعرض لباس جيش بشار الأسد حصل في نفس الفترة اللي عم يحتفل فيها التيار الحر بذكرى 13 تشرين اللي هرب فيه عون من الجيش نفسه. كان المفروض انو جبران باسيل ينتبه ويعزم المصممة منال عجاج لتعمل عرضها بقصر بعبدا ... كتير في ضعف بالماركتنغ عند التيار..".
منعت قوات الأسد المتمركزة على حاجز "ببيلا – سيدي مقداد" جنوب العاصمة دمشق صباح اليوم، جميع طلاب الشهادة الثانوية المهجرين من البلدات المجاورة والقاطنين في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم من الخروج لتقديم امتحان الفحص المعياري، المُخصص للطلاب (الأحرار).
فيما سمحت بإخراج الطالبات من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم فقط، بالإضافة للطلاب الذين يحملون دفتر وتأجيل للخدمة العسكرية دون غيرهم، بحسب ناشطون في تجمع ربيع ثورة.
والجدير بالذكر أن جنوب دمشق كان قد عانى من شح في الغذاء والدواء والأدوات الطبية، ووصفت الأوضاع هناك بالمأساوية، وذلك نتيجة الحصار الخانق الذي فرضه قوات الأسد على المنطقة بشكل عام خصوصا عندما قام بإغلاق الشريان الرئيسي للجنوب "معبر ببيلا-سيدي مقداد".
رد الثوار على القصف الذي تعرضت له المناطق المحررة بريف حمص الشمالي بقتل وجرح عدد من عناصر الأسد على إحدى الجبهات.
فقد أعلنت غرفة عمليات ريف حمص الشمالي عن قتل وجرح أكثر من 11 عنصراً من قوات الأسد في حاجز النصرات بقرية جبورين، حيث قام عناصر تابعين لها بعملية تسلل خاطفة في المنطقة، قبل أن يتمكنوا من العودة بسلام بإسناد من سرايا المدفعية والرشاشات.
وكانت الطائرات الحربية قد شنت اليوم 4 غارات جوية على مدينة تلبيسة ومحيطها بالريف الشمالي، ما أدى لحدوث أضرار مادية.
وتعرضت المزارع الغربية لمدينة الرستن وبلدة الغنطو وقرى الفرحانية والمكرمية والطيبة الغربية لقصف مدفعي وبقذائف الدبابات والهاون، ما أدى لسقوط شهيدين وعدد من الجرحى.
ويعتبر القصف الذي تعرضت له المناطق المحررة بريف حمص الشمالي خرقا لاتفاق "خفض التوتر" الذي تم التوصل إليه بين المشاركين في مفاوضات أستانة6.
استهدف الطيران الحربي الروسي بغارات جوية مركزة، مقرات فيلق الشام التابع للجيش السوري الحر في قرب مدينة معرة النعمان بإدلب، مخلفاً أكثر من عشرة شهداء والعديد من الجرحى، يتكرر استهداف الطيران الروسي لمقرات فيلق الشام خلال الفترة الأخيرة مسجلاً عشرات الشهداء والجرحى من عناصره.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي الروسي استهدف مقرات ومعسكراً لفيلق الشام في منطقة حرش كفرومة غربي مدينة معرة النعمان، تركزت أكثر من 10 غارات متتالية من عدة طائرات على الموقع بصواريخ شديدة الانفجار، خلفت أكثر من 10 شهداء كحصيلة أولية وعشرات الجرحى.
واستهدف الطيران الحربي الروسي في 23 من شهر أيلول الماضي، بأكثر من 15 غارة جوية مقرات المركزية التابعة لفيلق الشام في قرية مرديخ بريف إدلب الشرقي، ضمن حملات الطيران الحربي الروسي ضد فصائل الجيش الحر لاسيما المشاركة في مؤتمر أستانة 6، خلفت أكثر من 40 شهيداً وعشرات الجرحى.
وكان استهدف فيلق الشام برشقات صاروخية ومدفعية عدة، مواقع قوات الأسد والميليشيات الموالية لها في عدة مناطق بريفي حماة وحلب واللاذقية، وذلك رداً على قصف الطيران الحربي الروسي لمقرات فيلق الشام بريف إدلب بعد مجزرة مريدخ ليكرر الطيران الروسي استهداف المقرات من جديد.
وكان استهدف الطيران الحربي الروسي خلال شهر أيلول مقرات تابعة لجيش إدلب الحر وجيش النصر جنوب كفرنبل بعشرات الغارات الجوية، كذلك استهداف مقرات لصقور الشام في جبل الزاوية، أتبعها استهداف البوارج الروسية لمقر عسكري لصقور الشام على أطراف قرية بينين في مدرسة السواقة، خلفت خمسة شهداء والعديد من الجرحى.
قُتل في سوريا أكثر من 400 ألف شخص، واضطر أكثر من نصف السكان، من أصل 23 مليونا، إلى مغادرة منازلهم في أكبر أزمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية، بحسب دراسة للبنك الدولي انتهت قبل أسابيع.
ورأت الدراسة أن الحرب في سوريا "مزّقت النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. عدد الضحايا مدمر، لكن الحرب تدمر أيضاً المؤسسات والنظم التي تحتاجها المجتمعات كي تقوم بوظائفها، ويشكل إصلاحها تحدياً أكبر من إعادة بناء البنية التحتية، وهو تحد ينمو ويتعاظم مع استمرار الحرب".
و بحسب الدراسة، فإن الصراع السوري أصاب بالضرر أو دمّر نحو ثلث المساكن ونحو نصف المنشآت الطبية والتعليمية، ونحو 538 ألف وظيفة تعرضت للتعطيل سنويا خلال السنوات الأربع الأولى من الصراع، والشباب الذين يواجهون نسبة بطالة تبلغ 78 في المائة لديهم "خيارات قليلة للبقاء".
وأكدت البنك الدولي في دراسته، أن الاستهداف المحدّد للمنشآت الطبية أدى إلى تعطيل النظام الصحي "بشكل كبير، مع عودة الأمراض المعدية، كشلل الأطفال، إلى الانتشار"، وقدرت عدد السوريين الذين يموتون بسبب عدم القدرة على الحصول على الرعاية الصحية "أكبر من عدد المتوفين في نتيجة مباشرة للقتال".
وشددت الدراسة على أن الحرب تسببت في تعطل النظام التعليمي، بسبب الأضرار التي لحقت بالمنشآت التعليمية واستخدام المدارس منشآتٍ عسكرية، إضافة إلى أن نقص الوقود أدى إلى خفض إمدادات الكهرباء للمدن الرئيسية مما أثر في الخدمات الأساسية.
وأفاد البنك الدولي بأن "وجود 9 ملايين سوري عاطلين عن العمل ستكون له عواقب طويلة الأجل بعد توقف المعارك. كما أن من شأن رحيل ما يقرب من 5 ملايين لاجئ، إضافة إلى عدم كفاية التعليم وسوء التغذية، أن يؤدي إلى تدهور طويل الأجل في الأصول الأكثر قيمة للبلاد، وهي الرأسمال البشري. وفي المستقبل، عندما تشتد حاجة سوريا إليها، سيكون هناك نقص جماعي في المهارات الحيوية"
وبينت الدراسة أن الحرب تسببت في خسارة في إجمالي الناتج المحلي بما قيمته 226 مليار دولار أميركي أو 4 أضعاف الإجمالي عام 2010. وكان خبراء سوريون ودوليون قدروا في دراسة لصالح «اسكوا» تكلفة الدمار بـ327 مليار دولار.
وفي حال انتهت الحرب اليوم، يقول هارون أوندر، الخبير الاقتصادي الأول في البنك الدولي، سيستعيد الاقتصاد السوري على مدى السنوات الأربع التالية 41 في المائة من الفجوة مقارنة مع مستواه قبل الصراع، وستبلغ الخسائر الناجمة عن الصراع 7.6 ضعف إجمالي الناتج المحلي قبل نشوب الصراع على مدى عقدين من الزمن. لكن إذا استمرت الحرب إلى السنة العاشرة، فإن الخسائر الإجمالية ستصل إلى 13 ضعفاً؛ إجمالي الناتج المحلي عام 2010 على مدار عقدين.
ويعتقد مسؤولون غربيون أن السيطرة على النفط والغاز ستكون ورقة تفاوضية رئيسية لدى الحديث عن مستقبل سوريا.
وتلح روسيا على دفع دول أوروبية وعربية للمساهمة في إعادة الإعمار، ذلك أن وزير الخارجية، "سيرغي لافروف"، يضع هذا الملف على طاولة محادثات مع نظرائه، ويؤكد أنه "إذا أردتم مواجهة نفوذ إيران في سوريا، فإن ذلك يمكن عبر الإعمار والسلام وليس السلاح"، داعياً ب"عدم تسييس إعادة الإعمار".
من جهته ربط الاتحاد الأوروبي، المساهمة في إعمار سوريا بـ"حصول انتقال سياسي ذي صدقية"، أما إذا رفضت روسيا ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي سيقول أنه سيترك سوريا المدمرة لتكون عبئا على روسيا
وأكدت دول أوروبية، إن موقفها بربط المساهمة في الإعمار بالحل السياسي "ليس شرطا مسبقاً" بل هو "حافز" لدى موسكو كي تدفع لإنجاز حل سياسي جوهري مقابل مساهمة أوروبا بالإعمار الذي تقدر تكلفته بنحو 250 مليار دولار أميركي.
أكدت منظمة الصحة العالمية، إنها تلقت تقارير عن تعرض منشآت طبية في شرق سوريا لهجوم، أدى إلى تدمير مخزن كان يحوى أكثر من 130 ألف جرعة من الأمصال المضادة للحصبة وشلل الأطفال.
وأضافت المنظمة أنه إذا تأكد ذلك، فإن هذا الهجوم سيعرض آلاف الأطفال لخطر الإصابة بهذين المرضين الفيروسيين المعديين. ويمكن لهذين المرضين الانتشار بسرعة في مناطق الحروب.
وقالت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، " إليزابيث هوف"، في بيان صدر مساء الجمعة، "ندين بشكل قاطع هذه الأعمال. الأمصال ليست هدفا مشروعا للحرب".
وقالت المنظمة إن التقارير التي تلقتها أفادت بتعرض غرفة لتبريد الأمصال في منشآت صحية في مدينة الميادين، الواقعة قرب دير الزور في شرق سوريا لهجوم، دون أن تشير الى الجهة التي شنت الهجوم.
وكان المخزن يحوى 100 ألف جرعة من المصل المضاد للحصبة، و35 ألف جرعة من المصل المضاد لشلل الأطفال، بالإضافة إلى محاقن وأدوات أخرى.
ورصدت منظمة الصحة العالمية، في وقت سابق، تفشيا لمرض شلل الأطفال في منطقة دير الزور بسوريا في 2013-2014 ، وقالت إنها وصلت إلى أكثر من 252 ألف رضيع وطفل في آخر حملة قامت بها للتطعيم ضد شلل الأطفال في دير الزور.
كشفت دراسة اسرائيلية جديدة، إلى أن نهاية الحرب في سوريا لا تظهر في الأفق، بعنوان "سوريا: من دولة إلى منظومة هجينة – التأثيرات المترتبة على إسرائيل"، ملخصة خمسة عوامل استراتيجية تؤثر كثيرا على بلورة اتجاهات التطور المحتملة في سوريا وبلورة سيناريوهات محتملة.
وقالت الدراسة الصادرة عن "معهد دراسات الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أن أول عامل للخمس عوامل لنهاية الحرب الدموية الجارية في سوريا، هي التطورات في ساحة القتال بين قوات النظام والمعارضة، أما العامل الثاني هو حجم ونوعية التدخل الروسي، العامل الثالث هو حجم التدخل الإيراني وبضمن ذلك مستوى التعاون بين روسيا وإيران، العامل الرابع هو مستقبل تنظيم الدولة والحرب ضده، اما العامل الخامس هو مدى استعداد وقدرة تنظيمات المعارضة على الوحدة وإنشاء تحالف فيما بينها.
وتستعرض الدراسة خمسة سيناريوهات محتملة مستقبلية، توصل إليها الباحثون في المعهد، ورأوا أن مدى احتمال تحققها يختلف بين سيناريو وآخر:
أولا: "حكم علوي"، روسيا وإيران تسعيان إلى الحفاظ على بقاء النظام، سواء بوجود الأسد أو بدونه، من أجل استمرار تأثيرهما في سوريا، وبحسب الدراسة، فإن هذا السيناريو لا يتطابق مع المصلحة الأمريكية في الأمد البعيد، لكن الولايات المتحدة لن تحاول عرقلة استمرار الحكم العلوي شريطة أن يرحل الأسد في نهاية "المرحلة الانتقالية"، وفي موازاة ذلك، يتوقع معارضة شديدة من جانب المعارضة السوريا لاستمرار نظام الأسد القمعي، كما أنه يصعب توقع إلقاء المعارضة المسلحة لسلاحها.
ثانيا: "حكم سني"، إذ تعتبر الدراسة أن حكما كهذا هو حلم بعيد عن الواقع، وأن تحقيقه يصبح محتملا فقط في حال توحدت الفصائل المعارضة، وتقول الدراسة إن روسيا قد توافق على وضع كهذا في حال حققت من خلاله سيطرتها غير المحدودة على مواقعها الاستراتيجية في البحر المتوسط، لكن إيران ستعارض سيناريو كهذا، وستحاول ألا تسمح بنشوء نظام سني.
في المقابل، توقعت الدراسة أن تؤيد الولايات المتحدة "حكومة سنية" يقودها الإخوان المسلمون، كما أن تركيا ستفضل سيناريو كهذا.
ثالثا: دولة فدرالية حيث تعكس هذه الفكرة اعترافا بسيطرة مجموعات مختلفة في مناطق في سوريا، وأنه ليس بإمكان أي من هذه المجموعات القضاء على المجمعات الأخرى، ومن خلال الاتفاق على الحفاظ على سوريا كدولة واحدة، وتوقعت الدراسة أن يتم طرح هذه الفكرة في حال أيدتها روسيا والولايات المتحدة، بعد توصلهما إلى قناعة بأنه لا يوجد حل آخر لوقف الحرب، لكنها ترجح أن تكون فدرالية ضعيفة نتيجة ندوب الحرب.
رابعا: حكم ذاتي، اعتبرت الدراسة أن انعدام إمكانية للاتفاق على وقف إطلاق النار والانتقال إلى عملية سياسية لبلورة مستقبل الدولة، من شأنه أن يقود إلى نشوء وضع مؤقت، قد يستمر لفترة طويلة، ويتم من خلاله التعبير عن الواقع السوري الراهن، أي أن تكون الدولة مقسمة إلى عدة كيانات دينية وإثنية منفصلة، بحيث تكون حدود كل كيان بناء على توازن قواته العسكرية، وهذا الوضع يمكن أن يقود إلى نظام فدرالي، وقد تؤدي روسيا دورا مركزيا في تحقيق سيناريو كيانات الحكم الذاتي على خلفية علاقاتها مع النظام الحالي، ومن أجل الحفاظ عليه في منطقة الساحل السوري ومحاولة توسيعه ليشمل محور حلب ـ دمشق.
خامسا: استمرار الحرب، اعتبرت الدراسة أنه كلما مر الوقت تزايدت احتمالات استمرار الحرب بقوة متغيرة، ويتضاءل احتمال تأسيس سوريا جديدة وموحدة، وأشارت إلى أن أحد أسباب ذلك هو وجود مصلحة لجهات خارجية باستمرار الحرب، وأنه تدور في سوريا حروب كثيرة، لكن الحرب المركزية بينها هي بين الإسلام السني بقيادة السعودية والإسلام الشيعي بقيادة إيران، إضافة إلى أنه بالنسبة للسعودية وإيران والإمارات الخليجية وربما أيضا لروسيا وأوروبا، مريح أكثر أن حروب العالم تجري خارج بلادهم.