قال الملتقى المدني في الرقة في بيان اليوم، إن محافظة الرقة تنتظر بين يوم وآخر إعلان انتقالها إلى معاناة جديدة لا تختلف في آلامها إلا بلغتها وشعاراتها ورموزها، وكأنّما قدرها أن تكون محطّ جشع المحتلّين والطامعين وحقدهم، وإنها تعبُر اليوم من محتلّ إرهابيّ دينيّ متطرّف، إلى محتلّ إرهابيّ قوميّ متطرّف "بي واي دي"، بكلفة 1800ضحيّة وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المشرّدين والنازحين ومدينة مدمّرة.
وأضاف الملتقى أن ما جرى ويجري تحت نظر العالم وقواه الفاعلة لهو جريمة بحقّ الإنسانيّة لا يمكن إسقاطها أو التغاضي عمّن قاموا بها بعد أن انكشف الستار عن مسرحيّة اتّفاق "بي واي دي" وبقايا تنظيم الدولة، و إعطاء شيوخ العشائر دور المهرّج في الوقت المستَقطَع؛ لتحميلها أوزار ما ستؤول إليه الأمور لاحقاً.
وأوضح الملتقى أنه إنّنا لا ينكر على المدنيين بهجتهم بخلاصهم من ظلم واستبداد تنظيم الدولة، ولكن يخشى عليهم من مشاريع المحتلّ الجديد تحت عناوين "التحرير"، آملاً ألا تكون المعاناة إلى استمرار لا تفاؤل بعده، داعياً المدنيين ألّا يركنوا لوعود لن تأتيهم إلا بتمكين "قسد" من الرقة ومستقبل أبنائها، ولن يفيد منها إلا المنتفعون والمغامرون والسماسرة والتجّار.
ودعا الملتقى في بيانه الأمم المتحدة لإثبات فعاليّتها في لجم صراع قد يطول، وكذلك القوى المدنيّة والإنسانيّة للوقوف مع مدنيي الرقّة في محنتهم ويعملوا على إيصال صوتهم للقوى الفاعلة وإدانة ما جرى في الرقة من قِبَل التحالف من قتل وتدمير تحت ستار "التحرير"، وعدم تبرئة "بي واي دي" الكرديّ والتغطية على جرائمهم، وما اتّفاقهم مع التنظيم بمباركة التحالف وشخصيّات عشائريّة من أزلام " قسد" بأخذ المدنيّين رهائن ودروع بشرية تغطية لانسحابهم ونقلهم إلى دير الزور، إلا دليل دامغ على خرق القوانين الدولية و الإنسانية.
وطالب مجلس الأمن وأمريكا بوصفها زعيمة قوى التحالف الدوليّ وراعية المحتلّين الجدد بحماية المدنيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية التي كفلتها اتّفاقيات جنيف والقانون الإنساني الدولي، والقيام بإزالة الألغام في جميع مناطق المحافظة، وعدم طمس معالم المجازر بحجّة رفع الأنقاض قبل قيام جهات دولية مختصّة بإجراءات تحقيق محايدة في عمليات القصف والتدمير الهائل في المدينة، وتحديد الجهات المسؤولة والتبعات القانونية والأخلاقية.
كما طالب بالنشر العلنيّ للتحقيق مع أمنيّي التنظيم وخصوصاً ما يتعلّق بالمختطَفين ومعرفة مصيرهم، وفتح كل الطرق في محافظة الرقّة وتسهيل الإجراءات لمن يودّ العودة وإيجاد ضمانات دولية تكفل ضمان سلامته وعدم التعرّض له، وتأهيل البنية التحتية وتأمين الخدمات اللازمة والمواد الإغاثية والمستلزمات الطبية والصحية؛ ليكون العائدون في مأمن على حياتهم واستقرارها.
يضاف لمطالب الملتقى ضمان حرّيّة الرأي والتعبير والتنقّل وتسهيل وصول المنظمات الدولية الإغاثية والصحية ووسائل الإعلام لتقديم المساعدة ورصد الإجراءات التي تقوم بها القوى المتواجدة ومعايشة مجريات الواقع، وإعطاء أهل المحافظة كل ما يلزم من مساعدة للإدارة والحوكمة بإشراف أمميّ، وعدم فرض أية مشاريع تمسّ بحاضر المحافظة ومستقبلها لتكون ضمن الحلّ الشامل في سورية وفق مقرّرات جنيف1 والقرارات الدولية ذات الصلة.
نالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "القبعات البيضاء" اليوم، جائزة “نساء العام- women of the year”، وذلك لقاء ما تقدمه المتطوعات في الدفاع المدني من جهود في خدمة المدنيين، وذلك خلال حفل أقيم في العاصمة البريطانية.
سبق أن نال الدفاع المدني السوري جائزة "تيبراري الإيرلندية الدولية للسلام "Tipperary international peace award"، وذلك تقديراً للجهود التي تبذلها الفرق المتطوعة في إنقاذ المدنيين ومساعدة المجتمعات المحلية في سورية.
وتسلم أعضاء من الدفاع المدني "الأربعاء 6 أيلول 2017" الجائزة خلال حفل أقيم في مدينة تيبراري في إيرلندا، وتعد الجائزة رقم 29 منذ تأسيسها مطلع عقد الثمانينات من القرن الماضي لتكريم الأفراد الذين يقدمون مساهمات خاصة لقضية السلام، وكان قد حصل عليها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري العام الماضي.
كما تكرر اسم مدير الدفاع الوطني السوري “رائد صالح” في حفل تكريم الفائز بمسابقة “صناع الأمل”، عدة مرات احتفاء بفوزه ضمن الأوائل في الجائزة التي تقاسمتها خمسة أشخاص ، حصل كل واحد منهم على جائزة مالية قدرها مليون درهم إماراتي.
وتوج الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، صانع الأمل العربي، خلال حفل ضخم يقام بقاعة ساوند ستيج في مدينة دبي للأستوديوهات، وحضره أكثر من 2000 شخص.
وفاز فاز فيلم الخوذ البيضاء في شباط 2017 بجائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما "أوسكار" عن أفضل فيلم وثائقي قصير، كما مُنحت جائزة "ديزموند توتو" الخاصة بالسلام مناصفة بين وحَدات الدفاع المدني، وبين النائبة السابقة في البرلمان البريطاني عن حزب العمال "الراحلة جو كوكس" في تشرين الثاني 2016 وسلسلة جوائز كبيرة نالها الدفاع المدني السوري.
ويعمل الدفاع المدني السوري كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 100 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت 204 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ.
سيطر عناصر هيئة تحرير الشام اليوم، على قرى جديدة بريف حماة الشرقي بعد اشتباكات مع عناصر تنظيم الدولة الذين تسللوا للمنطقة، فيما تواصل تحرير الشام ملاحقة عناصر التنظيم في القرى التي يتحصن فيها، ومتابعة الخلايا التي تتعامل معهم وتسهل حركتهم.
وتمكن عناصر تحرير الشام من دحر عناصر التنظيم من قرى سرحا الشمالية وتلتها ومزارع الحموي وأبو العز وتلتها وقرى الجرداوي، وسبق أن سيطرت هيئة تحرير الشام الأحد الماضي، على قرى المستريحة وشختير وتلة شختير، قتل خلال الاشتباكات قرابة عشرة عناصر لتنظيم الدولة.
كما أعلنت تحرير الشام اليوم عن استعادة السيطرة على تلال رسم التينة وما حولها بعد اشتباكات مع عناصر التنظيم، فيما فجر عناصرها سيارة مفخخة في تجمع لعناصر التنظيم في قرية سرحة الجنوبية.
ولايزال عناصر تنظيم الدولة يسيطرون على عدة قرى عدة بريف حماة الشرقي منها، حيث يحاول عناصر تحرير الشام اقتحامها، فيما يعمد عناصر التنظيم للتغلغل ضمن المناطق المدنية ما يعيق الاشتباكات بين الطرفين ويطيل في أمد المعركة.
اجتمع فصيلي الشامية والسلطان مراد برعاية الحكومة السورية المؤقتة والقيادة المشتركة ممثلة بـ "السلطان مراد، كتلة النصر، الجيش الوطني"، لمعالجة الخلافات الناشئة في الأحداث الأخيرة، بحضور رئيس الحكومة ووزارة الدفاع وهيئة الأركان ولجنة المجلس الإسلامي السوري وعدد من الشخصيات الثورية.
خلص الاجتماع لتوقيع اتفاق مبدئي بين الطرفين يقضي بتثبيت وقف إطلاق النار وسحب المظاهر المسلحة، و إطلاق سراح الموقوفين من الطرفين فوراً، و تسليم إدارة كافة المعابر الحالية وأي معبر يتم إنشاؤه لاحقاً إلى الحكومة السورية المؤقتة.
كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة قضائية للبت في قضايا الحقوق بين الطرفين، حيث تعهدت الفصائل بالتزام القرارات الصادرة عن وزارة الدفاع وهيئة الأركان.
وشهدت الأيام الماضية توتراً كبيراً وصل للصدام المسلح بين الجبهة الشامية وكتلة السلطان مراد بريف حلب الشمالي على خلفية خلافات بين الطرفين فيما يتعلق بتسلم معبر باب السلامة من قبل الجبهة الشامية للحكومة المؤقتة.
التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي، "بنيامين نتنياهو"، وزير الدفاع الروسي، "سيرغي شويغو"، وبحثا المحاولات الإيرانية للتموضع عسكريا في سوريا والاتفاق النووي الذي وقع مع إيران.
واكد نتنايهو، ان وزير الدفاع الروسي قال، "إنه يجب على إيران أن تدرك بأن إسرائيل لن تسمح لها بالتموضع عسكريا في سوريا."
ووصل شويغو، امس الإثنين، الى تل أبيب، في زيارة تستمر يومين، لبحث الحل في سوريا، والتعاون العسكري، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.
وكان السفير الإسرائيلي في موسكو، "غاري كورين"، أعلن، في وقت سابق، أن بلاده تجري مشاورات مع روسيا ودول أخرى حول المناطق الآمنة في سوريا، وأنها تعول على أخذ مصالحها بالاعتبار لدى إنشاء هذه المناطق، بحسب القناة ذاتها.
وكان نتنياهو قد أعلن يوم أمس، أن "سياستنا واضحة. سنضرب كل من يحاول الإضرار بنا، وسنواصل العمل في المنطقة كما ينبغي للدفاع عن إسرائيل".
من جهة أخرى أعلن مستشار قائد الثورة الإيرانية للشؤون الدولية، "علي أكبر ولايتي"، أن حضور طهران في دول المنطقة، يأتي في إطار ما أسماه "اتحادا للمقاومة"، محذرا الغرب من التدخل في شؤونه.
وأشار ولايتي، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء في طهران، إلى أن حضور ايران في سوريا والعراق يحمل طابعا "استشاريا"، وجاء بطلب من "حكومتي البلدين الشرعيتين".
وكان ولايتي قد أعلن يوم أمس أن "إيران رسمت خطوط حدودها على بعد مئات الكيلومترات من حدودها (الجغرافية)"، موضحاً أنه "كما امتلكت أمريكا قواعد بحرية لها للحفاظ على نفسها في الخليج، تملك إيران عبر دعم محور المقاومة قواعد محكمة في حديقة الكيان الصهيوني الخلفية، وذلك من أجل حماية حدودها أمام تهديدات هذا الكيان".
تتوالى الانسحابات لتنظيم الدولة في دير الزور بشكل سريع، مسلماً العديد من المناطق التي كان يسيطر عليها لقوات الأسد والميليشيات الموالية دون قتال، مكن ذلك قوات الأسد من عبور نهر الفرات والوصول إلى قرية الجينة.
وأفاد موقع "فرات بوست" أن قوات الأسد قامت بعبور نهر الفرات من جهة مشفى القلب المفتوح إلى قرية الجنينة بزوارق نهرية و دون أي مقاومة تذكر من قبل تنظيم الدولة، حيث انسحب عناصر التنظيم من قريتي الجنينة و شقرا بريف دير الزور الغربي (جزيرة) بموجب اتفاق بعد محاصرتهم، وقد خرجوا منها إلى الحسينية و منها إلى حطلة مروراً بمراط وصولاً حتى خشام، معظم العناصر محليين و كان بينهم 7 عناصر مهاجرين من جنسيات مختلفة.
وأفاد موقع "فرات بوست" بالأمس أن عناصر تنظيم الدولة انسحبت بشكل مفاجئ من أحياء المطار القديم و خسارات و كنامات دون أي مقاومة أو اشتباكات تذكر، في الوقت الذي لم تقم قوات الأسد باستهداف المنسحبين باتجاه منطقة حويجة كاطع وقرية الجينة.
وبين الموقع أن انسحاب التنظيم مكن قوات الأسد من دخول أحياء من المدينة لم تدخلها منذ بداية الثورة السورية، تلك الاحياء التي حررها الجيش السوري الحر و قدم عشرات الشهداء فيها، من جانب أخر لم يتبقى إلا أحياء معدودة في المدينة و تلتقي قوات الأسد مع بعضها البعض، وبذلك تتمكن قوات الأسد من السيطرة على كامل المدينة.
وسيطرت قوات الأسد على بلدة الصالحية بمدخل مدينة دير الزور الشمالي بالكامل، بعد انسحاب عناصر تنظيم التنظيم منها، كما سيطرت على بلدات بقرص وخشام تحتاني ومدينة موحسن و بلدات البو عمرو و البوليل و الطوب بشكل كامل، وسط أنباء عن هروب أمراء من التنظيم باتجاه المناطق التي تسيطر عليها قوات قسد، وقامت بتنفيذ حملات اعتقال كبيرة بحق المدنيين في المنطقة والقيام بعمليات تصفية ميدانية بحق العديد منهم في بلدة خشام تحتاني.
اعتقل عناصر تنظيم الدولة الذين تسللوا للمناطق المحررة بريف حماة الشرقي في الحادي عشر من شهر تشرين الأول الحالي 33 مدنياً من أبناء الطائفة الدرزية، خلال عودتهم من العاصمة دمشق، لايزال مصيرهم مجهولاً مع رفض التنظيم الإدلاء بأي معلومات عن حالهم.
وأفادت مصادر خاصة لـ"شام" أن عناصر تنظيم الدولة اعترضوا حافلة ركاب قادمة من مدينة جرمانا بدمشق إلى مدينة إدلب على متنها قرابة 50 راكباً، بينهم 33 مدنياً من الطائفة الدرزية من أبناء محافظة إدلب "قرى جبل السماق"، وذلك في منطقة السعن بريف حماة الشرقي.
وذكرت المصادر أن التنظيم أفرج عن عدد من المختطفين من طوائف عدة، فيما رفض الإفراج عن أبناء الطائفة الدرزية وعددهم 33 مدنياً، غالبيتهم من النساء، جرت عدة مفاوضات بين هيئة تحرير الشام وعناصر تنظيم الدولة للإفراج عنهم دون جدوى بعد رفض التنظيم إطلاق سراحهم أو الإفصاح عن مصيرهم.
حصلت "شام" على قائمة اسمية بأسماء المختطفين الدروز وهم " أسعد حمدو عمر، فاديا ماجد محمد ديب، صفية إبراهيم شايب، حسين رشيد حسين، سلمان ماهر الفارس، ألطاف محمد شاهين، لميس علي قاسم، صفية ناصيف العلي، علم الدين ناصر حسين، هنادي ناصيف العلي، مشيرة عكل كحال، سارة أحمد المصطفى، علا علي فرج، فريذة خالد عبد الله، سليمان ناصيف العلي، حفيظة فارس الهداد، نصرة علي ناصر، صادق قاسم ناظم، يوسف علي ملحم، يوسف شحادة قودي، هلا علي ناصر، سعاد محمود طالب، كوثر عبد الرحمن سميرة، سكرية محمد الحداد، نورية أحمد الشحادة، ميادة محمد الكنش، سامر يوسف حسين، محمود محمد جبر، كاملة محمد المحمد، هناء جهاد المحمد، سلوى أمين حسين، فهد علي قاسم، محمد ناصيف ناصيف"، لايزال مصيرهم مجهولاً.
يعمد تنظيم الدولة ومن قبله نظام الأسد للعب على وتر الطائفية والأقليات، كأوراق قوة يمكتلكانها في محاولة لتأليب هذه الطوائف للخوض في الصراع الحاصل وتوريط هذه الطوائف لتحقيق اجندات خاصة بالطرفين في تضييق الخناق على أبناء الثورة السورية، وزج أبناء هذه الطوائف في حربهم التي يتشاركون فيها ضد الشعب السوري عامة.
وتعتبر محافظة إدلب أحد المحافظات التي تشهد تنوعاً في الطوائف كالمسيحية والدروز والشيعة، كان للطائفة الدرزية التي يتركز وجودها في 15 قرية في جبل السماق بريف إدلب الغربي موقف محايد نأت بنفسها عن الدخول لصالح أي من الأطراف منذ بدء الحراك الثوري، فلم تشارك الثوار في المظاهرات أو القتال ضد الأسد، كما أنها لم تشارك قوات الأسد في عملياتها الأمنية والعسكرية ضد أبناء المحافظة، عكس ما فعلت شيعة كفريا والفوعة التي شاركت النظام في القتل والاجرام، ولذلك حظي أبناء الطائفة الدرزية بعناية من الفصائل العسكرية التي سيطرت على مناطقهم ابتداءً بالجيش الحر وصولاً لهيئة تحرير الشام، دون التعرض لهم، مع أن مصاعب الحياة أجبرت الآلاف من أبنائهم للسفر إلى محافظات أخرى أو خارج سوريا للعمل.
نالت مدينة الرقة عاصمة الرشيد حريتها في وقت مبكر، فكانت أولى المدن التي تخرج عن سيطرة قوات الأسد في آذار من عام 2013، شارك في تحريرها فصائل الجيش السوري الحر من محافظة الرقة ومن محافظات حلب وإدلب ودير الزور، إضافة لفصائل أحرار الشام و"جبهة النصرة" آنذاك، بعد معارك استمرت لأيام قليلة، تلا ذلك تحرير باقي مناطق الريف وإعلان مدينة الرقة محررة كأول مدينة سورية تخرج عن سيطرة الأسد.
لم تفرح الرقة بحريتها طويلاً بعد أن دب الخلاف والشقاق بين الفصائل لاسيما مع دخول تنظيم الدولة في العراق والشام وسلسلة الاقتتال مع "جبهة النصرة" وأحرار الشام، وانضمام عناصر الفصيلين للتنظيم، لتعود الرقة "أسيرة" يغتصبها دعاة الإسلام وترفع أعلامهم السوداء على أرضها المخضبة بدماء كل الأحرار بعد سلسلة عمليات اغتيال وتصفية.
مع سيطرة تنظيم الدولة وإعلان "دولة الخلافة" والتي باتت مدينة الرقة عاصمتها ومركز القيادة فيها، بدأ التنظيم ممارساته التعسفية بحق أبناء المدينة ونشطائها بعد انضمام غالبية العناصر من أحرار الشام و"جبهة النصرة" للتنظيم، وبات الناشط والثائر ملاحقاً في كل مكان من مدينة الرقة، ثم توسع ذلك ليسير التنظيم على كامل الريف المحرر ويفرض وجوده بشكل قوي كأكبر قوة عسكرية مهيمنة في 12/ كانون الثاني/ 2014، مع بقاي فلول ومواقع لقوات الأسد في عدة نقاط عسكرية سيطرت عليها لاحقاً.
عانت مدينة الرقة طوال ثلاثة أعوام ونيف الويلات في ظل سيطرة تنظيم الدولة، من قتل وذبح واعتقالات وتنكيل وقيود فرضت على المدنيين، حكم بالحديد والنار وتضيق مورس بحقهم بشتى الوسائل، اعادهم لعصور الجاهلية وكله باسم تطبيق الشريعة والدين، بعد أن غدا ثوارها ملاحقون في كل بقاع الأرض كمرتدين عن الدين وعد التنظيم بقطع رؤوسهم ورفعها في الساحات العامة وسط المدينة المغتصبة.
عمل التنظيم خلال فترة سيطرته على الرقة على طمس المعالم التاريخية فيها واستغلال الموارد البشرية من الشباب وكل الطاقات لضمهم لصفوف التنظيم بعد إخضاعهم لدورات شرعية ومعسكرات تدريب وزجهم على جبهات القتال مع قوات الأسد والجيش الحر ولاحقاً قوات قسد الانفصالية، ساعياً لتوسع سيطرته لتشمل حلب وإدلب وريف حماة وحمص وريف دمشق وصولاً حتى السويداء ودير الزور، لبناء دولة الخلافة المزعومة.
يضاف لذلك الضرائب والأتاوات والسيطرة على الأرزاق، ومنع المدنيين من الخروج من المدينة، مع بدء التحالف الدولي هجماته على مدينة الرقة وريفها باسم "محاربة الإرهاب" وتنفيذ ضربات شبه يومية طالت المدنيين بشكل كبير، وقتلت المئات منهم بمجازر متلاحقة زادت في معاناتهم التي يكابدونها في ظل حكم التنظيم.
ولعل تجبر تنظيم الدولة وتماديه في ممارساته وقتله وتوسعه في المنطقة ودخول التحالف على خط المواجهة باسم "محاربة الإرهاب" كان أحد أهم الأسباب لتنامي قوة الميليشيات الانفصالية الكردية التي تحتاج لحجة كبيرة للدخول ريف الرقة والبدء بتوسيع مناطق نفوذها لبناء الكيان الذي تخطط له في ربط مناطقها من الحسكة شرقاً حتى عفرين غربا، مستغلة دعم التحالف الدولي عسكرياً ولوجستياً لمحاربة التنظيم بدأت بمعارك عين العرب "كوباني" التي شاركت فيها فصائل الجيش الحر ضمن غرفة عمليات بركان الفرات تقودها وحدات حماية الشعب الكردية.
ومع السيطرة على مدينة عين العرب "كوباني" في كانون الثاني من عام 2015 فرض حزب الاتحاد الديمقراطي نفسه كرقم صعب في المنطقة، مدعوماً من التحالف الدولي، وبرز كقوة قادرة على محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم الدولة، وهذا ماساعده بشكل كبير على البدء بمشروعه التوسعي في المنطقة الممتدة بين عين العرب" كوباني" ومنطقة الجزيرة، حيث كانت أولى أطماعه التوجه باتجاه مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
تمكنت القوات من السيطرة على عشرات المناطق وصولاً لجسر قرقوزاق، والتوسع باتجاه الرقة وصولاً لمدينة تل أبيض التي سيطرت عليها في 15 حزيران من عام 2015، وهنا بدأ يتكشف الوجه الحقيقي في مرحلة جديدة من المجاهرة بالتهجير والتضييق على المكونات العربية في غرفة عمليات بركان الفرات منها لواء ثوار الرقة، بعد إخلال الوحدات الشعبية بوعودها بتسليم المدينة لأهلها.
وللاستمرار في مشروعها الانفصالي بادرت في تشرين الأول 2015 للإعلان عن تشكيل عسكري جديد تقوده وحدات الحماية الشعبية باسم "قوات سوريا الديمقراطية" يتكون بشكل أساسي من وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، والمجلس العسكري السرياني، وجيش الثوار مدعومة بشكل كبير من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية باسم "محاربة الإرهاب".
وفي أيار 2016 أطلقت قوات سوريا الديمقراطية حملة جديدة ضد تنظيم الدولة باسم " حملة تحرير شمال الرقة" عبر ثلاث أجنحة، الأول من بلدة عين عيسى، والثاني يبدأ من مطعم النخيل، والثالث من اللواء "93"، بدعم جوي كبير من طيران التحالف الدولي الذي أمد قسد بكميات كبيرة من العتاد والسلاح، مكن قسد من التوسع في المنطقة وتهجير غالبية سكانها ثم التحرك باتجاه مدينة منبج بريف حلب الشرقي والسيطرة عليها.
اصطدمت قوات قسد بعملية درع الفرات المشكلة من العديد من فصائل الجيش الحر مدعومة تركياً في 24 آب 2016، والتي أوقفت تمددها غرباً ودفعت قسد لإعادة ترتيب أوراقها والتوجه من جديد باتجاه الرقة، فأعلنت تشرين الثاني 2016 عن بدء معركة السيطرة على مدينة الرقة وريفها تحت عنوان معركة "غضب الفرات"، حظيت العملية بمشاركة عشرات المستشارين الأمريكيين و الفرنسيين دعماً لـ”قسد” بغطاء و دعم جوي و لوجستي و استشاري من التحالف الدولي، تركزت المرحلة الأولى من العملية بريف الرقة الشمالي والتي شهدت مواجهات عنيفة مع تنظيم الدولة، تمكنت فيهات قسد من احراز تقدم طفيف على حساب التنظيم خسرت فيه المئات من عناصرها خلال المواجهات.
اصطدمت قسد من جديد بمعارضة كبيرة للمكونات العربية من أبناء الرقة في دخول قوات قسد لمدينة الرقة، بعد مالمسوه من تعنتها في تهجير المناطق العربية وممارساتها بحقهم، وعدم الإيفاء بوعودها في تسلم المناطق لإدارة مدنية من أهلها، دفع قسد لتحجيم هذه المكونات بينها لواء ثوار الرقة ومنعه من المشاركة في عملية "غضب الفرات" وتشكيل ميليشيات من المكونات العربية ومجالس مدنية تتبع لها لإضفاء التنوع في قواتها.
تلا ذلك الإعلان عن انطلاقة المرحلة الثانية من معركة "غضب الفرات" بريف مدينة الرقة الغربي، تمكنت خلالها قوات قسد من التوسع على حساب تنظيم الدولة حتى قلعة جعبر، وبدء مرحلة السيطرة سد الفرات ومدينة الطبقة والتوسع شرقاً باتجاه المدينة، ضمن المرحلة الثالثة من معركة "غضب الفرات"، حيث تمكنت خلال أشهر عدة من تطويق الخناق من المحاور الشمالية والغربية والشرقية، لتبدأ بعدها مرحلة دخول أحياء المدينة المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في حزيران 2017.
شهدت الفترة الممتدة بين 6/ تشرين الثاني/ 2016 و30/ حزيران/ 2017، انتهاكات كبيرة بحق المدنيين من قبل التحالف الدولي وقوات قسد وتنظيم الدولة، أفردت لذلك الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً حمل عنوان "الاعتداء الأصفر"، وثَّق التقرير استشهاد ما لا يقل عن 1400 مدني، بينهم 308 طفلاً، و203 سيدة في محافظة الرقة يتوزعون إلى 731 مدنياً على يد قوات التحالف الدولي بينهم210 طفلاً، و139 سيدة، و164 مدنياً على يد قوات سوريا الديمقراطية بينهم 31 طفلاً، و31 سيدة، و505 على يد تنظيم الدولة بينهم 67 طفلاً و33 سيدة، كما سجل التقرير ارتكاب قوات التحالف الدولي 53 مجزرة في حين ارتكبت قوات سوريا الديمقراطية 4 مجازر، أما تنظيم الدولة فقد سجل التقرير ارتكابه ما لا يقل عن 6 مجازر.
في حزيران 2017 بدأت مرحلة السيطرة على مدينة الرقة من قبل قوات قسد والتحالف الدولي، شهدت الفترة الممتدة بين حزيران 2017 و منتصف شهر تشرين الأول 2017 معارك عنيفة داخل أحياء المدينة بين الطرفين، تعرضت المدينة خلال هذه الفترة لقصف جوي عنيف من طيران التحالف الدولي بأكثر من 3829 غارة جوية وآلاف القذائف التي أطلقتها قوات قسد على أحياء المدينة، خلف القصف قرابة 1873 شهيد من المدنيين و آلاف الجرحى.
كما تعرضت البنية التحتية في المدينة لقصف عنيف ومركز استخدمت فيها الصواريخ شديدة الانفجار والتأثير، ساهمت بتدمير 90 % من البنية السكنية، حيث دمرت أحياء بالكامل بفعل القصف العنيف الذي طالها، كما تعرضت المرافق المدنية لاستهداف مباشر كالمساجد والمشافي والمدارس، خلفت دمار كبير في 29 مسجد، و 8 مشافي، و 40 مدرسة، و 4 جسور، و 5 جامعات، بحسب إحصائية لفريق "الرقة تذبح بصمت".
في الخامس عشر من تشرين الأول لعام 2017 تمكنت قوات قسد من استكمال السيطرة على كامل مدينة الرقة بعد انسحاب من تبقى من عناصر التنظيم ضمن اتفاق أبرم مع قسد باتجاه دير الزور، وبذلك باتت الرقة أمام مرحلة جديدة من الاحتلال والأسر والاغتصاب على يد محتل جديد بعد ما ذاقه أبنائها ومدنيها ومابدوه من معاناة وقصف ومجازر ارتكبت بحقهم في المدينة وخلال نزوحهم، مع استمرار أوجاعهم في المخيمات التي تديرها قوات قسد والتي يذوق فيها المدنيون أصنافاً من العذاب والمعاناة والموت اليومي بأشكال عدة، فيما غدت مدينتهم حبيسة احتلال آخر أزيلت فيه الراية السوداء واستبدلت براية صفراء، يضعهم أمام تحديات ومرحلة جديدة من النضال للوصول لتحرير المدينة على يد أحرارها وثوارها ورفع علم الثورة السورية خفاقاً في ساحاتها.
قال وزير الخارجية الكازاخستاني، "خيرت عبد الرحمنوف"، إن الموعد الدقيق لانعقاد الجولة السابعة من مفاوضات أستانة حول سوريا، سيتحدد خلال "أقرب وقت".
وأضاف عبد الرحمنوف، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، في العاصمة الكازاخستاني: "الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) تواصل مشاوراتها الحثيثة، بشأن جدول الأعمال والموعد الدقيق للجولة القادمة من عملية أستانة، ووعدت بتأكيد المواعيد المحددة للجولة، المتوقعة في نهاية الشعر الحالي".
وكان عبد الرحمنوف قد سلط الضوء، في وقت سابق من هذا الشهر، على أبرز المواضيع المطروحة على أجندة "أستانة-7"، مشيرا إلى أن الدول الضامنة ستبحث خلالها، مدى فعالية عمل مناطق خفض العنف الأربعة المقامة في سوريا.
وفي منتصف سبتمبر / أيلول الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (روسيا وتركيا وإيران) توصلها إلى اتفاق بشأن إنشاء منطقة خفض العنف في إدلب، وفقًا لاتفاق موقع في مايو/ أيار الماضي.
انتحر لاجئ سوري، يبلغ من العمر (36 عاما)، برمي نفسه أسفل شاحنة في مدينة بورصة شمالي غرب تركيا.
وأظهرت كاميرات مراقبة أحد المحلات التجارية، اللاجئ السوري "عمر المصري"، أثناء رمي نفسه بطريقة مرعبة أسفل شاحنة كبيرة أثناء سيرها.
وقالت وسائل إعلام تركية، إن المصري توفي على الفور نتيجة تهشم رأسه وأجزاء من جسده بعد صعود عجلات الشاحنة الكبيرة فوقه.
وبحسب صحيفة "حربييت" التركية، فإن سائق الشاحنة واصل مسيره بعد دهسه المصري لمدة كلم واحد فقط، قبل أن يخبر الشرطة.
قال رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، إن اللبنانيين لن يسمحوا بعودة النفوذ السوري إلى لبنان، لافتاً الى أن دعوات الحديث إلى "بشار الأسد"، من أجل حل مشكلة النازحين إلى لبنان غير مجدية.
وذكر جعجع الشعب اللبناني بـ"قصف الأشرفية وزحلة وطرابلس وقنات ومن اغتال الرئيس بشير الجميل وشهداء 14 آذار"، معتبراً أن الحديث مع نظام الأسد يعني "وداوني بالتي كانت هي الداء".
وتابع جعجع، ، في قداس للشبيبة المارونية، يوم أمس الاثنين، إن "عودة نفوذ الأسد إلى لبنان خط أحمر".
وقال جعجع إن إيران وحزب الله استثمرا كثيرا بالأسد، وإنهم سيفعلون المستحيل من أجل بقائه، داعيا الحكومة إلى حزم أمرها بشأن اللاجئين، والتحدث مع الدول المعنية لإيجاد طريقة لإعادتهم إلى بلادهم.
وطالب الرئيس اللبناني، "ميشيل عون"، المنظمات الدولية عدم إخافة اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة الى سوريا، مؤكداً أنه من مصلحة الجميع حل أزمة اللاجئين حتى لا تخرج المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان عن متناول اليد.
تعهدت الحكومة الأردنية بتوفير ما يصل إلى 200 ألف فرصة عمل على مدى عدة سنوات للاجئين السوريين، مقابل قروض دولية ومزايا تجارية واستثمارات من المجتمع الدولي من شأنها أيضاً أن تعود بالفائدة على السكان الأردنيين.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، إنه سيتم مناقشة سبل تحسين الفرص الاقتصادية للاجئين السوريين، والحد من اعتمادهم على المعونة، وإعطائهم فرصة لاستخدام مهاراتهم وتطويرها، في مؤتمر يُعقد في جنيف يومي 17 و18 أكتوبر.
وسوف يناقش اجتماع جنيف الذي يضم المسؤولين الحكوميين والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والأكاديميين والخبراء كيفية وضع برنامج عمل يمكن أن يدعم الإدماج الاقتصادي للاجئين بطريقة تفيد المجتمع المضيف أيضاً.
وأصدرت وزارة العمل الأردنية ما يقرب من 30 آلاف تصريح عمل للاجئين السوريين، كما أصدرت قوانين تمكّن أشخاصاً من العمل رسمياً خارج المخيمات، في البلدات والمدن في كافة أنحاء الأردن، مما يتيح للاجئين الحاصلين على تصاريح عمل مغادرة المخيم لمدة تصل إلى شهر قبل العودة لتجديد أوراقهم.
وأنشأت مفوضية اللاجئين ومنظمة العمل الدولية أول مكتب توظيف للاجئين السوريين داخل مخيم الزعتري، وهو ينظم معارض عمل ويقدم المشورة للمقيمين حول إيجاد فرص وظيفية والحصول على تصاريح العمل.
وقالت مسؤولة وسائل كسب الرزق في المفوضية في الأردن، "لاورا بوفوني"، بأن القوانين الأردنية الجديدة بشأن تصاريح العمل للاجئين تعتبر خطوة تستحق الترحيب، وأضافت "نأمل أن يشجع ذلك المجتمع الدولي والقطاع الخاص على المشاركة بشكل أكبر في التنمية والاستثمار في الاقتصاد الأردني".
ولفتت بوفوني إلى إن "توفير فرص العمل رسمياً للاجئين السوريين سيمنحهم المزيد من الأمن والاستقرار الاقتصاديين، ونود أن نرى أيضاً مزيداً من المرونة من القطاعات التي يمكنهم العمل فيها، والتركيز على جودة العمل بما في ذلك فرص التدريب والتطور".