أكدت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، إنها ستضغط على مجلس الأمن كي يقوم خلال أيام بتجديد تحقيق دولي حول من يتحمل المسؤولية عن الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سورية، ما يهيئ الساحة لمواجهة محتملة مع روسيا.
وكانت روسيا قد شككت في عمل ومستقبل التحقيق المشترك الذي تجريه الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية وقالت إنها ستقرر ما إذا كانت ستدعم تمديد التفويض بعدما يقدم المحققون تقريرهم التالي.
ومن المقرر أن يحدد التحقيق، المعروف باسم آلية التحقيق المشتركة، في حلول 26 تشرين الأول /أكتوبر، المسؤول عن هجوم الرابع من نيسان /أبريل، على مدينة خان شيخون المحررة والذي أدى لاستشهاد حوالي مائة مدني.
وقالت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، "نيكي هيلي"، للصحافيين "نود تجديده قبل صدور التقرير. الروس أوضحوا بجلاء أنه إذا أنحى التقرير باللائمة على السوريين، فلن تكون لديهم ثقة في آلية التحقيق المشتركة. أما إذا لم يحمل التقرير السوريين المسؤولية فسيقولون ساعتها إنهم يضعون ثقتهم فيه. لا يمكننا العمل على هذا النحو".
ولفتت هيلي إلى إنها ستوزع مسودة مشروع القرار على المجلس المكون من 15 عضواً في وقت لاحق اليوم، لتجديد تفويض آلية التحقيق المشتركة، المقرر أن ينقضي في منتصف تشرين الثاني /نوفمبر، وشكلها المجلس بالإجماع في 2015 آلية التحقيق وجدد تفويضها في 2016.
ويلزم إقرار مشروعات القرارات في مجلس الأمن حصولها على تسعة أصوات مؤيدة وعدم استخدام أي من الدول الخمس الدائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، حق النقض (الفيتو) ضدها.
وحددت لجنة منفصلة لتقصي الحقائق شكلتها منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في حزيران/يونيو، أن غاز السارين المحظور، وهو من غازات الأعصاب، استخدم في هجوم خان شيخون الذي دفع الولايات المتحدة لضرب قاعدة جوية سورية بالصواريخ.
ووجدت آلية التحقيق المشتركة نظام الأسد مسؤولة عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015 وأن تنظيم الدولة استخدم غاز الخردل.
ووافقت سورية على تدمير أسلحتها الكيماوية في 2013 بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة. ونفت الحكومة السورية مراراً استخدام الأسلحة الكيماوية خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من ست سنوات.
وجه سفير نظام الأسد السابق لدى تركيا، "نضال قبلان"، نداء إلى بشار الأسد يدعوه فيه إلى سحب الجنسية السورية من كل من ابتهج بمقتل اللواء المجرم عصام زهر الدين، بحسب تقرير لموقع "زمان الوصل".
وبحسب التقرير انتابت "قبلان" موجة هستيرية مع تلقيه خبر مصرع ابن محافظته "زهر الدين"، تمثلت في إدراج "قبلان" للمنشور تلو الأخر، معتبرا أن "زهر الدين" هو "أكبر من الموت الذي لم يجرؤ على النظر في عينيك فأتاك غدرا!!"، معقبا: "نحن نؤمن أن الحياة مجرد قميص والموت بداية.. فكيف إذا كانت البداية بالشهادة".
وكانت أكثر منشورات "قبلان" هستيرية، جاءت مع توجيهه رسالة إلى بشار خاطبه فيها: "سيدي الرئيس حماك الله: بحق دماء عصام وعلي (خزام) وكل الشهداء، أرجوك باسم ملايين الشرفاء، لتسحب الجنسية من كل سوري شمت بشهادتهم"، وقد أيد من علقوا على صفحة "قبلان" من الموالين طرحه، بل إن هناك من ذهب إلى حد القول: "يجب أن تسحب الأرواح وليس فقط الجنسية".
وتأتي دعوة "قبلان لسحب الجنسية من كل سوري عانى إجرام "زهر الدين" فتنفس الصعداء لموته.. تأتي هذه الدعوة لتؤكد أن الإقصاء ليس مجرد فكر وممارسة لدى نظام الأسد ورجاله، بل إنه دمهم التي يجري في عروقهم، ويعطيهم حق توزيع صكوك الوطنية والجنسية بحسب الموقع.
وتدل دعوة قبلان أيضا على عقلية مسطحة تلقي الكلام جزافا، كما ألقاه من قبل "زهر الدين" عندما هدد ملايين السوريين خارج البلاد وحذرهم من الرجوع إلى سوريا، لأنه لم يسامحهم حتى ولو سامحهم النظام.. ويبدو أن "قبلان" لم يتعلم من درس "زهر الدين" الذي تلقى توبيخا قاسيا، جعله يتراجع و"يلحس ما بصقه" من تصريحات، قبل أن يلقى مصرعه اليوم في حادثة ما تزال فصولها غامضة، وتبدو أصابع النظام ليست بعيدة عن تصفيته.
يصل المبعوث الأممي الى سوريا، "ستيفان دي ميستورا"، إلى موسكو اليوم الأربعاء، ليبحث مع وزيري الخارجية "سيرغي لافروف"، والدفاع "سيرغي شويغو"، استئناف مفاوضات جنيف، للتوصل الى حل في سوريا.
وقال دي ميستورا، مساء الثلاثاء، إن المباحثات مع الجانب الروسي، ستتركز على سير تنفيذ اتفاقات مناطق وقف العنف المعلنة في سوريا، وسبل إعادة إطلاق مفاوضات السوريين في جنيف برعاية أممية.
وكان دي ميستورا، قد أعلن في نهاية الشهر الماضي، أن الجولة الثامنة من محادثات جنيف بين المعارضة ونظام الأسد ستجرى بعد قرابة الشهر، محذراً الأطراف في سورية من "أوهام الانتصار"، مشدداً على أن ترتيبات التهدئة لا يجب أن تقسم سورية.
فجرت وكالة "آكي" الإيطالية، مفاجأة حول رواية قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والتحالف الدولي حول أسرى مقاتلي تنظيم الدولة، الذين قيل إنهم استسلموا، في مدينة الرقة، مكذبة الاخبار التي أعلنت عنها "قسد"، ووصفتها ب"ألمسرحية"
وكذب ناشطين سوريين من مدينة الرقة، يُقيمون خارجها الآن، جميع الأفلام المصورة التي نشرتها قوات سورية الديمقراطية، عن من قالت إنهم أسرى من مقاتلي تنظيم الدولة استسلموا في المدينة، بحسب مانقلت وكالة "آكي"
وقال الناشطون أن المدينة كانت "خالية من أي مقاتلين للتنظيم"، وأن ما تقوم به القوات الكردية هو "مسرحية" غير صحيحة بالمطلق.
وكشف الناشطون أسماء الأشخاص الذين يظهروا في الفيدوهات المصورة، ومهنهم، وتاريخهم السياسي أو المدني، وبعض الدلائل على عدم علاقتهم بتنظيم الدولة بأي شكل.
وقالوا إن بعض الصور المنشورة للبعض منهم هم بالأساس خارج الرقة منذ أشهر، وتدعي القوات الكردية أنها أسرتهم في الرقة خلال الأيام الأخيرة.
وأكد الصحفي مشعل العدوي، لوكالة "آكي"، "لم تخسر قوات سورية الديمقراطية (قسد) أي مقاتل في الرقة، ولم نُشاهد مقاتل داعشي أجنبي واحد، لا حيا ولا ميتا، وثبت أن من ظهروا بالصور كمقاتلين محليين هم مجرد مدنيين لا علاقة لهم بالتنظيم الإرهابي، ولا بالقتال المسلح".
كما نقلت عن الناشط في المدينة، بسام أبو نبهة، قوله: "البطولات التي يتحدث عنها الأكراد هي مسرحية فاشلة، فحتى جغرافية المدينة لا يعرفونها، ويتحدثون عن اشتباكات بين منطقتين في الواقع، هما في غاية البعد عن بعضهما، ولا يمكن أن يكون بينهما أي اشتباك، كما يتحدثون عن مئات الدواعش الراغبين بالخروج من المدينة، بينما هي لا تضم أكثر من مئة من بقايا المقاتلين، وجميعهم من أهالي المدينة، ولا واحد أجنبي بينهم، ونتحدى الأكراد أن يلقوا القبض على خمسة من بين الـ400 مقاتل أجنبي، الذين يتحدث عنهم الأكراد، لو كان كلامهم صحيحا".
وكان التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق، أعلن أن حوالى 400 عنصر، بينهم العديد من الأجانب، استسلموا في غضون شهر في الرقة لقوات سوريا الديمقراطية، وأعلنت "قسد" سيطرتها على أكثر من 90% من مدينة الرقة يوم أمس الثلاثاء.
قالت شبكة "فرات بوست" نقلاً عن مصادر في المستشفى العسكري بدير الزور، ومن مصدر آخر مقرب من قيادة قوات الأسد في دير الزور، بأن العميد عصام زهر الدين لم يقتل بانفجار لغم أرضي بسيارته في حويجة صكر بدير الزور كما أعلن النظام والروس صباح اليوم، بل قتل قنصاً في حي هرابش شرق مدينة دير الزور.
وأفادت المعلومات المتطابقة بحسب الشبكة بأن عصام زهر الدين قتل اليوم الأربعاء في الساعة الـ8 صباحاً في حي هرابش في الطريق المؤدي إلى منطقة حي حويجة صكر، بعد استهدافه بطلقة قناص استقرت في رقبته، ليتم إسعافه مباشرة إلى المستشفى العسكري الواقع في حي مساكن عياش غرب مدينة دير الزور، لكنه فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن المكان الذي جاءت منه الرصاصة، هي كمائن ميليشيا “حزب الله” في حي هرابش بالقرب من نهر الفرات، وكذلك قناصون من مجموعة العقيد سهيل الحسن، مرجحة أن تكون قناصة العقيد الحسن هي الجهة الفاعلة خاصة وأن خلافات كبيرة نشبت بين الطرفين منذ نحو أسبوع.
وكان وجه "مصطفى سيجري" مسؤول المكتب السياسي في لواء المعتصم أصابه الاتهام في تصفية المجرم "عصام زهر الدين" لأوامر من الروس كبداية لعدة عمليات سوف تطال معظم قادة وأمراء الحرب المواليين لإيران والمعطلين للمشروع الروسي.
وأضاف سيجري أن روسيا تعمل على إعادة إنتاج الأسد وتصديره للمجتمع الدولي على أنه الرئيس الشاب المحارب للإرهاب والضامن الوحيد في الحفاظ على النسيج السوري، مشيراً إلى أن إيران تستخدم الأسد لإتمام الهلال الشيعي، وجعل سوريا منطلق للعمليات الإرهابية في المنطقة وترفض الاستقرار وتعمل على سحق مكونات الشعب السوري.
وختم بالقول: إن تصفية الروس للمجرم عصام زهر الدين أحد رجالات إيران تعتبر رسالة للعرب وبادرة حسن نية، وتشجيع للمعارضة بقبول بقاء الأسد مقابل تحجيم ايران.
مصادر عدة شككت في صحة المعلومات الواردة عن مقتله بانفجار لغم أرضي وأكدت أن "زهر الدين" تم تصفيته من قبل نظام الأسد بعد التصريحات الأخيرة والتهديدات التي أطلقها المجرم العميد عصام زهر الدين بحق المهجرين السوريين، والتي أثارت موجة انتقاد عارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصل صداها لداخل أروقة نظام الأسد، الذي دفع بزهر الدين للعدول عن تصريحاته وإخراج ما زح به نفسه أولا ونظامه في مأزق ربما يأخذ أبعاد أكثر من كونها تصريحات إعلامية.
أكد مسؤول عسكري رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب في استراليا، اليوم الأربعاء، من أن الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة، لن يختفي في السنوات المقبلة، حتى لو تمت هزيمته بالكامل في سوريا والعراق.
وقال مساعد رئيس شرطة إقليم نيو ساوث ويلز، والمسؤول في جهاز مكافحة الإرهاب، "مارك مردوخ"، إن "تنظيم داعش وعناصره سيظل مصراً على شن الحروب على الغرب"، بحسب موقع "آي بي سي" الاسترالي.
وكان التحالف الدولي أعلن نهاية تنظيم الدولة في مدينة الرقة، أحد أهم معاقله في سوريا يوم أمس الثلاثاء.
وشدد مردوخ على أن "عناصر التنظيم سيعيدون تنظيم أنفسهم وسيظهرون على الساحة بتشكيل وتسمية وشكل جديد".
ولم ينف المسؤول الأمني الأسترالي الذي تشارك بلاده في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة في العراق وسوريا، إمكانية أن ينتقل الخطر إلى أماكن أخرى من العالم، مشدداً على ضرورة الاستعداد في حال استمر هذا الوضع في الأيام المقبلة.
طالب وفد قوى الثورة العسكري في بيان اليوم، المؤسسات الدولية والمعنية بتحمل مسؤولياتها وعدم ترك المعتقلين في سجن حمص المركزي وغيره للبربرية الطائفية التي يتعامل بها نظام الاسد ضد معارضيه، وبوقف التهديدات التي يتعرض لها السجناء واطلاق سراحهم الفوري بعد فترة
اعتقال طويلة دون سند قضائي وقانوني وتعويضهم .
وقال الوفد في بيان إنه بتاريخ 15 -10 - 2017 قام السجناء والمعتقلون في سجن حمص المركزي ومعظمهم من الناشطين السلميين من أبناء حمص في بداية الثورة باستعصاء عام إثر قيام رئيس السجن العميد بلال سليمان بتقديم عناصر من سجانية ومن الموالين لنظام الأسد إلى لجنة الصليب الأحمر المعنية بتفقد أوضاع المعتقلين على أنهم سجناء ليدلوا بشهادتهم زورا وبهتانا.
وأضاف أنه نتيجة هذا الاستعصاء السلمي ردت إدارة السجن ممثلة بالعميد المذكور بمحاصرة السجن وقطع الكهرباء والماء عنه تمهيداً لاقتحامه والتنكيل بمن فيه، و السجناء يتعرضون لصنوف من التعذيب اليومي والتعامل الطائفي الموثق بالأدلة.
كما دعا المؤسسات المعنية للتحرك الفوري والعاجل وحل هذه القضية على وجه الخصوص وقضية المعتقلين بشكل عام وفق ما نصت عليه القرارات الدولية.
شنت قوات الأسد هجوما عنيفا صباح اليوم على بلدة مزرعة بيت جن بالريف الغربي ترافقت مع قيام المروحيات بإلقاء العديد من البراميل المتفجرة بالإضافة للقصف المدفعي والصاروخي العنيف جدا على البلدة ومحيطها، ولكن ثوار جبل الشيخ تمكنوا من صد الهجوم لغاية اللحظة وتكبيد العدو الاسدي ومليشياته خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
حيث أعلن إتحاد قوات بجل الشيخ عن تمكنه من تدمير 4 دبابات وعربة شيلكا خلال محاولتها التقدم على جبهات بلدة مزرعة بيت جن، حيث تم تدمير دبابتين وعربة شيلكا على محور تلة حينة ودبابة على محور تلة بردعيا وأخرى في تلة دربل، وتم قتل وجرح العديد من عناصر الأسد ولاذ العديد منهم بالفرار.
وأضاف المكتب الإعلامي للإتحاد أن الثوار أوقعوا مجزرة بعناصر قوات الأسد بالعدة و العتاد في محاولة أخرى لهم بالتقدم على محور تلة بردعيا ظهيرة اليوم راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بالإضافة لتدمير أربع دبابات و عربة شيلكا، مضيفا أن الثوار يلاحقون فلول عصابات الأسد الى موقعهم التي انطلقوا منها.
ويضم إتحاد قوات جبل الشيخ تشكيلات فصائل الجيش الحر وأحرار الشام وهيئة تحرير الشام، وتتمركز في بلدات مغر المير وبيت جن ومزرعتها، ونظرا لوعورة المنطقة الجبلية فهي نقطة قوة للثوار وتمكنهم من صد جميع محاولات التقدم التي تقوم بها قوات الأسد.
قال "مصطفى سيجري" مسؤول المكتب السياسي في لواء المعتصم، إن تصفية المجرم "عصام زهر الدين" كانت بأوامر من الروس كبداية لعدة عمليات سوف تطال معظم قادة وأمراء الحرب المواليين لإيران والمعطلين للمشروع الروسي.
وأضاف سيجري في تغريدات عدة على حسابه الرسمي معلقاً على مقتل عصام زهر الدين في دير الزور اليوم أن روسيا تعمل على إعادة إنتاج الأسد وتصديره للمجتمع الدولي على أنه الرئيس الشاب المحارب للإرهاب والضامن الوحيد في الحفاظ على النسيج السوري .
وأشار سيجري إلى أن إيران تستخدم الأسد لإتمام الهلال الشيعي، وجعل سوريا منطلق للعمليات الإرهابية في المنطقة وترفض الاستقرار وتعمل على سحق مكونات الشعب السوري.
وختم بالقول: إن تصفية الروس للمجرم عصام زهر الدين أحد رجالات إيران تعتبر رسالة للعرب وبادرة حسن نية، وتشجيع للمعارضة بقبول بقاء الأسد مقابل تحجيم ايران، وقال إنه فخ فأحذروه.
يصادف الثامن عشر من شهر تشرين الأول من عام 2013، ذكرى إعلان نظام الأسد مقتل المجرم اللواء الركن "جامع جامع" رئيس الاستخبارات العسكرية في محافظة دير الزور في ظروف غامضة، يتوافق التاريخ في ذات اليوم والشهر لمقتل المجرم العميد "عصام زهر الدين" والذي أكمل مسيرة سلفه في الإجرام والقتل بحق أبناء الشعب السوري في محافظة دير الزور.
ففي الثامن عشر من شهر تشرين الأول عام 2013 نعى إعلام نظام الأسد وعائلة جامع جامع مقتل أحد أكبر مجرمي نظام الأسد في دير الزور، والذي يعتبر أرفع شخصية عسكرية أمنية بعد مقتل أعضاء خلية الأزمة بتفجير مبنى الأمن القومي في دمشق، وهو من بلدة زاما في مدينة جبلة بريف اللاذقية أول من أصدر أمراً بإطلاق النار على المتظاهرين السلميين في دير الزور.
وفي ذات التاريخ بعد مرور أربعة أعوام نعت مواقع الإعلام الموالية لنظام الأسد مقتل خلف جامع جامع في الأجرام العميد "عصام زهر الدين"، لتدفن دير الزور اثنين من أكبر سفاحي الإجرام في سوريا، تطالهما عشرات الجرائم التي ارتكباها بحق المدنيين والمتظاهرين في دير الزور وعمليات تصفية وقتل واعتقال كبيرة.
اللافت في الأمر ليس توقيت مقتلها المتوافق في الشهر واليوم بل الظروف الغامضة التي قتل فيها الضابطان، كون الأول أثيرت حوله إشاعات كبيرة وشكوك لاحقت مقتله واتهامات لنظام الأسد بتصفيته كونه أدرج على اللائحة الأمريكية السوداء للاشتباه بدعمه للإرهاب وسعيه لزعزعة الاستقرار في لبنان على خلفية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أيضاَ عصام زهر الدين الذي أثارت تصريحاته وجرائمه المتلاحقة سجال كبير ورط نظام الأسد في تصريحاته الأخيرة التي تراجع عنها لاحقاً بضغط من النظام جعله على قائمة التصفية للتخلص منه.
نعت صفحات إعلامية ومواقع إخبارية موالية لنظام الأسد، مقتل المجرم العميد "عصام زهر الدين" قالت إنه قضى بانفجار لغم أرضي بحويجة صقر في دير الزور، تنتهي بذلك أسطورة سفاح من ضباط جيش الأسد، ارتكب العشرات من المجازر بحق المدنيين في سوريا، وكان له باع طويل في عمليات التصفية والإجرام.
مصادر عدة شككت في صحة المعلومات الواردة عن مقتله بانفجار لغم أرضي وأكدت أن "زهر الدين" تم تصفيته من قبل نظام الأسد بعد التصريحات الأخيرة و التهديدات التي أطلقها المجرم العميد عصام زهر الدين بحق المهجرين السوريين، والتي أثارت موجة انتقاد عارمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصل صداها لداخل أروقة نظام الأسد، الذي دفع بزهر الدين للعدول عن تصريحاته وإخراج ما زج به نفسه أولا ونظامه في مأزق ربما يأخذ أبعادا أكثر من كونها تصريحات إعلامية.
ولعل تصريحات زهر الدين التي لم تكن الأولى وسلسلة التصريحات التي تداولت على ألسنة قيادات من جيش الأسد، إلا أن تصريحات الأخير كان لها وقع آخر، أظهرت التركيبة الحقيقية في جيش الأسد كونه ميليشيات عسكرية تصرح وتقول بما تشاء دون أي اعتبار لنظام حكم ودولة، كقطيع الغاب، حيث قال في تصريحاته حتى لو سمحت الدولة لكم بالعودة فنحن لن نسامح، الأمر الذي اعتبر تمرداً واستقلالاً عن نظام يرأسه الأسد، مع أنه أعطى الصورة الحقيقية للواقع وتحكم الميليشيات في القرار كلاً حسب هواه.
زهر الدين وبحسب مصادر عدة تعرض لضغوطات كبيرة للعدول عن تصريحاته لما أخذته من أبعاد كبيرة إعلامياً ومحلياً كونه من الطائفة الدرزية، وتتعارض تصريحاته مع السعي الروسي لإيجاد مناطق لخفض التصعيد واستقطاب المهجرين للعودة لمناطقهم، بداية لترسيخ المصالحات بطرق ووسائل عدة تعيد هيبة الدولة والحكم وتخرج بنفسها من المستنقع السوري الذي غرقت فيه.
وكانت تناقلت صفحات إعلامية موالية تسجيلاً صوتياً لزهر الدين يفند فيها تصريحاته ويبررها قائلاً "لقد حاول البعض الاصطياد في الماء العكر وتفسير الكلام كما يحلوا له، نحن في دولة مؤسسات، وتحت ظل القانون، لقد كان كلامي في الأمس عندما شاهدت مقاتلي الجيش السوري كيف تم حرقهم من قبل مقاتلي الدولة كيف تم تقطيع الرؤوس والتنكيل بالجثث وهذا ليس من شيم الإسلام وليس من شيم المقاتلين، فكلامي موجه لهؤلاء الذين حملوا السلاح ضد الجيش السوري وليس ضد المواطن العادي الذي هرب من ويلات الحرب".
زهر الدين من أبناء الطائفة الدرزية اشتهر بـ المجازر وعمليات التصفية التي ارتكبها حتى لقب بأبو المجازر، لشدة وحشيته وحقده على أبناء الشعب السوري، لقيت تصرحاته صدى كبير في أوساط الطائفة الدرزية دفعت الإعلامي السوري، "فيصل القاسم" لشن حملة كبيرة ضد "عصام زهر الدين"، متهماً إياه أنه يريد توريط "كل الدروز".
وقال فيصل القاسم، الذي ينتمي للطائفة الدرزية، في حملته إن زهر الدين أراد بتصريحه أن يورط جميع "الدروز"، ويجعلهم خصوما للسوريين، وتابع القاسم "أيها الحالمون بالعودة إلى حضن الوطن الأسدي والمصالحة، اسمعوا ماذا يقول لكم هذا البغل الفاشي الأسدي".
ونشر القاسم، "بعض مؤيدي النظام السوري في أوروبا حاولوا قبل فترة إجراء مصالحات مع اللاجئين السوريين في أوروبا كي يعودوا إلى سوريا، فجاءت أوامر فورية من القصر الجمهوري بدمشق بالتوقف عن المصالحات وهددت المخابرات المؤيدين القائمين على العملية بالويل والثبور وعظائم الأمور وقالت لهم: من قال لكم إننا نريد أن يعود اللاجئون الى سوريا. لم يكذب بشار عندما تحدث عن المجتمع المتجانس. ".
أقدمت عناصر مجهولة في مدينة إدلب، على تخريب لوحة فنية على دوار المحراب في المدخل الشمالي الشرقي من المدينة، بعد إعادة تأهيله من قبل الفعاليات المدنية ومنظمة ركين، سائهم عودة الحياة تدريجياً للمدينة فكان لابد من تخريب أي معالم للحياة فيها.
وقال ناشطون إن إحدى المنظمات بالتعاون مع الفعاليات المدنية أعادت تأهيل دوار المحراب في المدينة، وقامت برسم لوحة فنية كبيرة وسط الدوار تجسد بعض المعالم الحضارية في سوريا منها نواعير حماة والمسجد الأموي، حيث قام ثلاث ملثمين برش طلاء أسود على اللوحة بعد منتصف الليل ولاذوا بالفرار.
لعل البعض ممن يندرج اسمهم تحت بند "الملثمين" يقلقهم عودة الحياة لمدينة إدلب بعد أعوام من القصف والتدمير، مالبثت أن نفضت عنها غبار القصف لتعود إليها الحياة تدريجياً بجهود الفعاليات المدنية التي نفذت عدة مشاريع لإعادة الحياة منها "ربيع إدلب" الذي شارك فيه مجلس مدينة إدلب ومنظمة بنفسج وعدة جهات وفعاليات أخرى، يريدون أن تبق إدلب كئيبة لم يسرهم عودة روح الحياة إليها.
سبق هذا العمل في مدينة جسر الشغور في منتصف شهر حزيران الماضي عندما أقدم مجهولون على نزع شعار الدفاع المدني السوري من ساحة البانوراما والذي تم وضعه مع لافتة كبيرة وسط الساحة، في سياق عمل الدفاع المدني على إعادة الحياة لمدينة جسر الشغور آنذاك.
هذه الجهات "المجهولة" التي باتت تعيث فساداً بأعمالها في المناطق المحررة باتت تتحرك بحرية في غفلة عن الكتائب والقوى الأمنية التي من المفترض أن تكون أعينها ساهرة على حماية المدنيين وممتلكاتهم، يرسم تكرار هذه الممارسات والجرائم والاعتداءات تساؤلات عمن له المصلحة في بقاء المناطق المحررة في اضطراب دائم، تحرم من حقها في الحياة ولو بوسائل بسيطة.