الأخبار أخبار سورية أخبار عربية أخبار دولية
١٥ مارس ٢٠١٨
استشهاد طفل بقصف لتحرير الشام على دير سنبل وجرحى بقصف لتحرير سوريا على خان السبل بإدلب

قضى طفل وأصيب عدة مدنيين في قريتي دير سنبل وخان السبل، جراء القصف والاشتباكات الدائرة بين هيئة تحرير الشام وجبهة تحرير سوريا بريف إدلب.

وقال نشطاء من إدلب إن هيئة تحرير الشام حاولت اقتحام قرية دير سنبل في جبل الزاوية للمرة الثانية على التوالي، مدعومة بالدبابات والقصف المدفعي بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، خلفت شهيد طفل وعدة جرحى بين المدنيين.

بالمقابل جرح عدة مدنيين في قرية خان السبل شمالي مدينة معرة النعمان جراء قصف بقذائف الهاون من قبل عناصر جبهة تحرير سوريا استهدف البلدة التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، في حين شهدت أطرافها اشتباكات مستمرة في محاولة للهيئة التقدم غرباً باتجاه مواقع الطرف الأخر.

ومضى قرابة عشرين يوماً على بدء المعارك بين جبهة تحرير سوريا المكونة من فصيلي "الزنكي وأحرار الشام" وهيئة تحرير الشام، بعد قرار اتخذته قيادة الأخيرة لاستئصال فصيل الزنكي بريف حلب الشمالي، متخذة من مقتل أحد كوادرها "أبو أيمن المصري" حجة للتجييش وتسيير الأرتال.

ويأتي استمرار المعارك مع إصرار هيئة تحرير الشام على الحسم العسكري ورفض كل طروحات ومبادرات الحل، والتحاكم للشرع مع جبهة تحرير سوريا في وقت تعيش فيه الثورة السورية منعطف خطير في تاريخها مع الهجمة العسكرية التي تجتاح الغوطة الشرقية، وتمكن العدو الحقيقي للثورة السورية وأبنائها من تقسيم الغوطة وتمكين الحصار عليها بشكل أكبر.

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
تقرير للأمم المتحدة: نظام الأسد استخدم الاغتصاب كسلاح في سوريا على نطاق واسع

قال محققون تابعون للأمم المتحدة يوم الخميس إن قوات الأسد والقوات المتحالفة معها استخدمت الاغتصاب والاعتداء الجنسي على النساء والفتيات والرجال في حملة لمعاقبة مناطق المعارضة وهي أفعال تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وصدر التقرير الذي أعدته لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة والذي يقع في 29 صفحة في الوقت الذي دخلت فيه الحرب السورية عامها الثامن ويستند إلى 454 مقابلة مع ناجين وأقاربهم وشهود ومنشقين ومحامين وعاملين بالقطاع الطبي.

وذكر التقرير أن قوات الأسد اغتصبت مدنيين من الجنسين أثناء تفتيش منازلهم وأثناء عمليات برية في المراحل الأولى من الصراع وبعد ذلك عند نقاط التفتيش وفي مراكز الاعتقال. وأصغر ضحية لمثل هذه الجرائم فتاة تبلغ من العمر تسع سنوات.

وقال التقرير إن ”اغتصاب النساء والفتيات موثق في 20 من أفرع المخابرات السياسية والعسكرية التابعة للحكومة واغتصاب الرجال والصبية موثق في 15 منها“.

ويقود فريق التحقيق الذي يتشكل من خبراء مستقلين باولو بينيرو الذي يجمع قوائم سرية للمشتبه فيهم منذ عام 2011. ولم يذكر الخبراء أسماء أفراد ارتكبوا هذه الجرائم لكنهم قالوا إنهم وثقوا ”عددا كبيرا“ من حالات الاغتصاب التي ارتكبها ضباط كبار.

ويقول التقرير إن من بين الأفرع التي وقعت بها جرائم اغتصاب مواقع في حلب ودرعا وحمص وحماة ودمشق فضلا عن سجن صيدنايا العسكري وفرع مخابرات السلاح الجوي في مطار المزة العسكري القريبين من العاصمة.

وأضاف ”يستخدم العنف الجنسي ضد الإناث والذكور لإجبارهم على الاعتراف، أو لانتزاع معلومات أو للعقاب أو لترويع المعارضين“، وتابع أن الضحايا عانوا من الخزي والاكتئاب و السلس البولي والعجز الجنسي والإجهاض والنبذ من أسرهم.

ولم يجد المحققون ”دليلا على ممارسات ممنهجة“ من جانب الجماعات المسلحة في استخدام العنف الجنسي أو العنف على أساس النوع لبث الرعب لكنهم قالوا إن الأحداث وقعت في سياق هجمات طائفية أو انتقامية.

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
قافلة مساعدات هي الثانية تدخل دوما والأسد يقصف المدينة بقذائف الهاون بوجود الوفد الأممي

دخلت قافلة إنسانية من الأمم المتحدة اليوم، إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية، تحمل مساعدات أممية وترافقها فرق الهلال والصليب الأحمر الدوليين، في وقت تعرضت فيه المدينة لقصف مدفعي بقذائف الهاون خلال اجتماع مجلس دوما مع الوفود الأممية.

وقال زياد مسلاتي مستشار الشؤون الخارجية في الهلال الأحمر السوري لرويترز أمس الأربعاء إن قافلة مساعدات من 25 شاحنة تحمل غذاء وأدوية ستدخل مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة والمحاصرة اليوم الخميس.

وبينت مصادر ميدانية في الغوطة الشرقية أن القافلة دخلت إلى مدينة دوما الخاضعة لسيطرة جيش الإسلام، هي الثانية خلال شهر أذار الجاري، بعد أن دخلت قافلة مساعدات دولية الاثنين الخامس من أذار إلى الغوطة الشرقية المحاصرة، والتي جردت من المواد الطبية الموجودة فيها من قبل نظام الأسد، ولم تستطلع إتمام افراغ حمولتها حينها بسبب القصف، حيث عاودت الدخول للمدينة في التاسع من شهر أذار.

وبين المسؤول الدولي بين إنه ليس له علم بوجود أي محادثات شبيهة مع فيلق الرحمن جماعة المعارضة الرئيسية بالجزء الآخر من الغوطة الشرقية وهو كفر بطنا الذي فصلته قوات الأسد عن دوما، لإدخال أي مساعدات لتلك المنطقة.

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
زملكا تختنق بالكيماوي وتودع 12 شهيدا.. وحمورية تنزح.. وبلدات الغوطة تهتز بفعل القصف

استهدفت قوات الأسد مدينة زملكا بالغوطة الشرقية بعشرات الغارات الجوية بينها صواريخ تحتوي الغازات السامة، حلفت أكثر من 12 شهيدا وعشرات الجرحى وحالات الإختناق بينهم أطفال ونساء، كما استهدفت قوات الأسد مدينة حمورية وبلدة حزة بالغازات السامة تسببت بحالات اختناق كثيرة بين المدنيين.

كما تعرضت مدينة حمورية لقصف جوي ومدفعي مكثف جدا بشتى أنواع الأسلحة بصواريخ الفسفور والنابالم الحارق والكيماوي وصواريخ الفيل وعشرات قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، حيث تحاول قوات الأسد التقدم والسيطرة على المدينة وتستخدم في ذلك أسلوب الجبناء بسياسة الأرض المحروقة على جثث المدنيين.

مع القصف العنيف على حمورية افتتحت قوات الأسد بالتعاون مع روسيا المحتلة معبرا على أطراف المدينة وطالبت جميع المدنيين الراغبين بالخروج التوجه إلى هذا المعبر الذي سيتم نقلهم منه إلى ما بشبه المعتقل الكبير، ليتم بعدها اعتقال جميع المطلوبين أمنيا لديها وتخوف من تصفيتهم جسديا، وأكد ناشطون نزوح المئات من المدنيين عن طريق المعبر بعد انعدام أي مفر أمامهم حيث تتعرض كل مدن وبلدات الغوطة لقصف همجي وعنيف، وحذر الناشطون جميع المدنيين من غدر النظام بهم وطالبوهم بأخذ الحيطة والحذر.

وتعرضت بلدة حزة لغارات جوية خلفت 4 شهداء وعدد من الجرحى، كما سقط العشرات من الجرحى في دوما وكفربطنا وجسرين وعين ترما وسقبا وزملكا جراء الغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي العنيف بقنابل النابالم الحارق والفسفوري.

ودخلت اليوم قافلة تحمل مساعدات إغاثية وإنسانية إلى مدينة دوما عن طرق الأمم المتحدة بمساعدة الهلال الأحمر السوري، وأكد ناشطون أن القذائف سقطت بالقرب من القافلة على بعد 50 مترا ما تسبب بسقوط عدد من الجرحى بين المدنيين، وذلك في إشارة لعدم أخذ سلامة القافلة ووفد الأمم المتحدة بالاعتبار.

وتحاول قوات الأسد التقدم على جبهات بلدة الريحان شرقي مدينة دوما من عدة محاور، حيث قال حمزة بيرقدار الناطق بإسم هيئة أركان جيش الإسلام أنهم يصدون محاولة لقوات الأسد التقدم على جبهات البلدة ومزارعها وسط تمهيد مدفعي وصاروخي، تمكنوا فيها من قتل وجرح العديد من القوات المهاجمة.

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
بدء الاجتماعات التقنية بين الدول الضامنة في أستانة وملف المعتقلين أبرز أولوياتها

تتواصل الاجتماعات التقنية بين الدول الضامنة لمسار أستانة حول سوريا، والتي بدأت اليوم الخميس في العاصمة الكازاخية، متناولة ملفات بارزة، أهمها انعقاد الاجتماع الأول لمجموعة العمل حول المعتقلين السوريين.

وبدأ اجتماع تقني عصر اليوم بالتوقيت المحلي، ضم الوفود التقنية للدول الضامنة وهي تركيا، وروسيا، وإيران، بحضور الوفد التقني التابع للأمم المتحدة، حيث يتناول ملف المعتقلين والمحتجزين والمختطفين، وهو الأول من نوعه، بحسب "الأناضول"

ومن المنتظر تناول ملف المعتقلين والمختطفين والمحتجزين، وتبادل جثث القتلى بين النظام والمعارضة في هذا الاجتماع، تفعيلا للاتفاق الحاصل في اجتماع أستانة 8 الذي عقد في كانون الأول / ديمسبر الماضي.

وتستبق هذه اللقاءات، اللقاء الوزاري المزمع عقده غدا الجمعة لوزراء خارجية الدول الضامنة، وهم التركي مولود جاويش أوغلو، ونظيراه الروسي سيرغي لافروف، والإيراني محمد جواد ظريف.

وخلال ساعات الظهر وبعد الظهر، عقدت الوفود اجتماعات تشاورية فيما بينها، على أن تتواصل اللقاءات التقنية حتى ساعات المساء.

وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الكازاخية في بيان صدر عنها اليوم، أن اجتماع وزراء خارجية الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، تبدأ غدا عند الساعة 11:00 قبل الظهر بالتوقيت المحلي 5:00 تغ، على أن يعقب الاجتماع مؤتمر صحفي، دون تحديد الأطراف التي ستعقد ذلك المؤتمر.

وكما جرت العادة، فإن مستشار وزارة الخارجية التركية سدات أونال يترأس وفد بلاده، فيما يترأس الوفد الروسي ألكساندر لافرنتيف، مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص بشؤون التسوية في سوريا، ويرأس الوفد الإيراني مساعد وزير الخارجية حسين أنصاري.

ويترأس الوفد التقني للأمم المتحدة رمزي رمزي، مساعد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، حيث يتغيب الأخير عن الاجتماع، بحسب رمزي، وذلك في معرض رده على سؤال للأناضول.

وبدأت في العاصمة الكازاخية أستانة اليوم الخميس، اللقاءات التقنية الثنائية والثلاثية بين الدول الضامنة لمسار أستانة حول سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران.

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
أكثر من 25 يوماً والاقتتال بين تحرير "الشام وسوريا"... رفض للتحاكم وإصرار على الحسم العسكري

مضى قرابة عشرين يوماً على بدء المعارك بين جبهة تحرير سوريا المكونة من فصيلي "الزنكي وأحرار الشام" وهيئة تحرير الشام، بعد قرار اتخذته قيادة الأخيرة لاستئصال فصيل الزنكي بريف حلب الشمالي، متخذة من مقتل أحد كوادرها "أبو أيمن المصري" حجة للتجييش وتسيير الأرتال.

شهدت مناطق ريف حلب وإدلب المحررة خلال أقل من شهر معارك طاحنة بين طرفي الصراع، استخدمت فيه من قبل الطرفين الدبابات والمدافع، وسيرت فيها الأرتال العسكرية ضمن المناطق المحررة، لم تعط كل المعارك أي تقدم حقيقي لصالح أي من الطرفين.

ويأتي استمرار المعارك مع إصرار هيئة تحرير الشام على الحسم العسكري ورفض كل طروحات ومبادرات الحل، والتحاكم للشرع مع جبهة تحرير سوريا في وقت تعيش فيه الثورة السورية منعطف خطير في تاريخها مع الهجمة العسكرية التي تجتاح الغوطة الشرقية، وتمكن العدو الحقيقي للثورة السورية وأبنائها من تقسيم الغوطة وتمكين الحصار عليها بشكل أكبر.

ورغم كل النداءات التي خرجت سواء من فصائل عسكرية أو شرعيين وعلماء دين و شخصيات ثورية وفعاليات شعبية مدنية إلا أن هيئة تحرير الشام تواصل بحشد الأرتال والتجييش الإعلامي ضد الطرف الأخر، وتصر على الحسم العسكري وإنهاء مكون الزنكي، مع ميولها وقبولها بالتصالح مع أحرار وصقور الشام إن قبلوا التخلي عن حليفهم الزنكي.

ولعل الحجج التي ساقتها هيئة تحرير الشام لابتلاع فصيل الزنكي في الاقتتال الأخير بعد العشرين، وتضارب مواقفها وتسليمها منطقة شرقي سكة الحديد مؤخراً وتكشف زيف ادعائاتها في نصرة المدنيين وتوجيه السلاح لأبناء الثورة وفصائلها جعلها في مواجهة مباشرة مع الحاضنة الشعبية التي خرجت في مظاهرات عديدة في جل المناطق التي خرجت عن سيطرتها معبرة عن رفضها لتصرفاتها وماتقوم به من تعدي.

الاقتتال الحاصل برأي محللين ماهو إلا استنزاف جديد لفصائل الثورة السوري في وقت هي أحوج للتكتل والالتفاف مع بعضها البعض لمواجهة المشاريع التي تحاك ضدها، خسر الطرفان خلال المواجهات الدامية أكثر من 400 قتل في إحصائيات غير رسمية والعديد من الدبابات والمدرعات والذخائر، الكفيلة بتحرير مدينة حلب او حماة لو وجه هذا السلاح في مكانه الصحيح.

ولعل استمرار هيئة تحرير الشام في رفض التصالح والتحاكم للشرع كما فعلت في غالبية الصراعات الداخلية التي قادتها مؤخراً، ورفض مبادرات الصلح المطروحة لاسيما مبادة فيلق الشام، وكذلك الاستمرار في التجييش والتركيز على ريف حلب الغربي خاصة يجعل الحل السلمي أمراً مستبعداً وبات الإصرار اليوم على حسم عسكري ينهي الصراع الحاصل في ظل توازن القوة الحاصلة، مما ينذر بطول أمد المعركة وبالتالي استمرار الاستنزاف للطرفين وللثورة السورية بشكل عام.

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
الفنان السوري "جهاد عبده وزوجته" يضربان عن الطعام في الذكرى السابعة للثورة السورية

نشر الفنان السوري المعارض “جهاد عبده” مقطعاً مرئياً على صفحته الشخصية، أعلن فيه إضرابه عن الطعام في الذكرى السابعة للثورة السورية، والتي دخلت عامها الثامن.

ويظهر عبده بجانب زوجته المحامية “فادية عفاش” والمتخصصة في مجال حقوق الإنسان، حيث رفعا ورقة كُتب عليها: “لقد مرّت سبع سنوات على القتل المستمر في سوريا، فترة أطول من الحرب العالمية الثانية” بحسب ما نقل موقع " SY24 "

ورفعا أيضاً: “نعلن اليوم إضراب عن الطعام، ونطلب وقف القتل في سوريا، وهذا الإضراب هو تعبيرنا السلمي على وقوفنا مع كل الضحايا الذين خنق صوتهم”.

ودعا عبده من خلال رسالته للانضمام إلى حملة الإضراب عن الطعام للفت أنظار العالم من أجل إيقاف حمام الدم في سوريا، على حد تعبيره.

يشار إلى أن عبده يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن غادر سوريا منذ عام 2011، وتعرض خلالها لمضايقات أمنية من مخابرات النظام، وعمل منذ وصوله لأمريكا في محل للبيتزا، إلى أن أصبح من الوجوه السينمائية المشهورة، ثم شارك إلى جانب الممثلة العالمية “نيكول كيدمان” في فيلم “ملكة الصحراء”، ثم شارك في أعمال أخرى في هوليوود.

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
الاندبندنت: ثوار سوريا لايمكنهم التوقف الأن وثقتهم بالأمم المتحدة تزعزعت

تناولت صحيفة إندبندنت البريطانية الحرب التي تعصف بسوريا منذ سبع سنوات، وأشارت إلى عدم وجود ما يدل على توقفها، ونسبت إلى قيادات في المعارضة القول "لقد دفعنا ثمنا باهظا من أجل الحرية، ولا يمكننا التوقف الآن".

وتضيف الصحيفة أنه مع الهجمات الجديدة في عفرين والغوطة الشرقية، فإن عام 2018 يكون قد شهد بالفعل أحد أكثر الفصول دموية في الحرب التي لا تظهر أي علامات على التباطؤ، وأنه كان من الصعب التنبؤ بحجم هذه الحرب عندما خرج المتظاهرون إلى شوارع دمشق وحلب في "يوم الغضب" في 15 مارس/آذار 2011.

وتضيف بحسب ما نقلت "الجزيرة" أن متظاهري الربيع العربي في سوريا كانوا هتفوا "أجاك الدور يا دكتور". في إشارة واضحة إلى رئيس النظام بشار الأسد، وذلك وهم يطالبون بالإفراج عن 15 مراهقا ألقي القبض عليهم بتهمة "الشخبطة" على جدران بكتابات مناهضة للحكومة، متأثرين بأجواء الربيع العربي.

ولم تمنع عمليات الاعتقال والضرب استمرار المتظاهرين في احتجاجاتهم، فهم استمدوا الشجاعة في أعقاب سقوط حسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس في احتجاجات مماثلة في الربيع العربي.

وبعد ثلاثة أيام من المظاهرات النادرة بشكل استثنائي، بدأت حكومة الأسد تضيق بهذا التطور ذرعا، حيث قُتل أربعة متظاهرين في درعا برصاص قوات الأمن التي فتحت النار على حشد من الناس، حيث تقول معظم التقارير إن هؤلاء القتلى لم يكونوا مسلحين.

ووفرت عمليات القتل هذه حافزا لثورة تحولت إلى صراع لا يشبه أي حرب حديثة أخرى، حرب هزت ثقة العالم في سلطة الأمم المتحدة، وتركت العديد من التساؤلات بشأن مدى قدسية القانون الإنساني الدولي.

وتضيف أنه لم يتم بعد فهم التداعيات الكاملة للحروب بالوكالة التي لا حصر لها التي يجري خوضها في سوريا.

وتقول الصحيفة إن ما هو مؤكد في هذه الحرب يتمثل في كونها تسببت في مقتل أكثر من نصف مليون حتى الآن، وفي كونها أجبرت أكثر من نصف سكان سوريا على الفرار من ديارهم، وفي ألا يعرف جيل كامل من الأطفال السوريين أي شيء آخر غير الحرب.

وتنسب إلى الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة القول إن ثقة السوريين في الأمم المتحدة تعتبر متدنية للغاية في هذه المرحلة، مشيرا إلى عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار في الصراع.

وتضيف أن الأمر أصبح أكثر تعقيدا ودموية في بعض المناطق، وأن سوريا الآن تُظهر إشارات خطرة للانحدار إلى حالة حرب راسخة، مثل تلك التي عانى منها العراق وأفغانستان، بحيث تكون خاضعة لنزوات أمراء الحرب الداخليين والقوى التي تقاتل بالوكالة.

وتسهب الصحيفة في الحديث عن تعقيدات الصراع وأدوار القوى الخارجية والداخلية المتقاتلة، وتقول إن سوريا خضعت لتغييرات ديموغرافية واسعة في السنوات السبع الأخيرة، حيث كان يتم إخلاء مجتمعات بأكملها من الأحياء وتنقل بالحافلات إلى أماكن أخرى في نهاية المعارك.

وتقول إن مصير مئات الآلاف من الأشخاص الذين اعتُقلوا أو اختفوا في سجون الأسد يعد مسألة أخرى مؤلمة يمكن أن تعرقل أي محاولات جديدة للحوار.

وتنسب إلى البحرة القول "في هذه المرحلة من الصراع ليس أمام المعارضة أي خيار سوى الاستمرار، ولقد دفعنا ثمنا باهظا في هذه الحرب، وبما أننا ضحينا بالكثير، فلا يمكننا التوقف الآن".

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
بعد رونالدو.. سيرجيو راموس كابتن ريال مدريد يتضامن مع أهالي الغوطة الشرقية

عبر النجم الإسباني "سيرخيو راموس" كابتن فريق ريال مدريد عن تضامنه مع معناة أهالي الغوطة الشرقية من خلال نشر مقطع مصور على حسابه على موقع "تويتر" قال فيها " سبع سنوات من الدمار في سوريا".

وذكر راموس في تغريدته بالقول: " 7 سنوات من المعاناة، لا مزيد من جرائم القتل، لا مزيد من التجنيد، لا مزيد من الهجمات على المدارس والمستشفيات، الأطفال يحتاجون لتحقيق أحلامهم".

وكان نشر نجم ريال مدريد "رونالدو" على حسابه الرسمي في إنستغرام -الذي يتابعه أكثر من 112 مليونا- مقطع فيديو يظهر القصف على الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق، بحسب تقرير لـ "الجزيرة".

وأظهر الفيديو قصفا جويا عنيفا ومباشرا على الأحياء السكنية في الغوطة تبعتها صرخات عالقين تحت الأنقاض ونداءات من الدفاع المدني للبحث عن ناجين.

وعلق رونالدو على الفيديو "كن قويا، كن مؤمنا، لا تستسلم أبدا". وجاء في الفيديو أن الحرب السورية الممتدة منذ سبع سنوات لخصها الفيديو في عدة أوصاف بات يعاني منها أطفال سوريا: "سبع سنوات من القذائف، الخوف، الاشتباكات، الألم، المعاناة، الصدمة، الرصاص، الصراخ، الكوابيس، الدمار، الحرب".

ونشر رونالدو هذا الفيديو كجزء من حملة لمنظمة "أنقذوا الأطفال" التي يعد "صاروخ ماديرا" أحد سفرائها منذ عام 2013.

وفي عام 2016 وصف رونالدو أطفال سوريا بـ"الأبطال الحقيقيين"، وقال -في فيديو نشره على حساباته وصفحاته على مواقع التواصل وقتها- "مرحبا، هذا الفيديو لأجل أطفال سوريا، نحن نعلم أنكم تعانون كثيرا.. أنا لاعب كرة قدم مشهور جدا لكن أنتم الأبطال الحقيقيون. لا تفقدوا الأمل، العالم معكم، نحن نهتم لأمركم، أنا معكم".

وتتعرض الغوطة الشرقية منذ عدة أيام لحملة قصف روسية أسدية همجية خلفت مئات الشهداء والجرحى والمشردين، ويناشد ناشطون الجهات الدولية والمؤسسات الإنسانية العالمية للتدخل وإنقاذ مئات الآلاف من مصير الموت الأكيد.

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
ضبابية وحركة نزوح تخيم على المشهد في درعا وقادة الجنوب مستدعون لاجتماع طارئ في الأردن

تستمر حركة النزوح من مناطق درعا في الجنوب السوري، التي بدأت مطلع الأسبوع مع خرق النظام الهدنة المستمرة هناك منذ شهر يوليو (تموز) الماضي بإطار اتفاق - أميركي - أردني - روسي، يسري في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء.

ويتخوف سكان المنطقة هناك من تمهيد يقوم به النظام بقصفه المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بالطيران الحربي، لشن معركة كبيرة تتزامن مع المعركة التي يشنها على الغوطة الشرقية أو تليها مباشرة.

وتحدثت مصادر ميدانية من درعا لـ«الشرق الأوسط»، عن «تعاظم مخاوف سكان المنطقة من حملة عسكرية يشنها النظام بعد أشهر من الهدوء، ما دفع قسماً كبيراً منهم للنزوح إلى مناطق أخرى»، فيما كشفت معلومات عن «استدعاء قادة الفصائل العاملة في الجنوب السوري إلى عمان»، بعيد دعوة وزارة الخارجية الأميركية يوم الاثنين الماضي إلى «اجتماع عاجل» في الأردن، «لضمان الحفاظ على منطقة خفض التصعيد».

ويُجمع قادة الفصائل في الجنوب على أن تمهيد النظام لمعركة في درعا، أمر متوقع، ويرجح قائد «جيش مغاوير الثورة»، مهند الطلاع، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تشن القوات النظامية وحفاؤها معركة في الجنوب بعد الانتهاء من معركة الغوطة الشرقية، «لذلك نضع الضربات التي تنفذها الطائرات الحربية في خانة «الضربات التمهيدية».

من جهته، يؤكد عضو المجلس العسكري في «الجيش الحر» أبو أحمد العاصمي عدم صحة «ما يروج له النظام عن استعداد فصائل الجنوب لشن عمل ضده للتخفيف عن أهالي الغوطة»، معتبراً أن النظام «يتحجج بذلك لقصف المنطقة التي تخضع منذ يوليو (تموز) الماضي، لما هو أشبه بالحظر الجوي تمهيداً لعملية عسكرية قد يشنها قريباً حتى قبل حسم المعركة في الغوطة التي قسمها إلى 3 أقسام».

وقال العاصمي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نترقب اجتماعاً يُعقد في عمان دعت إليه واشنطن على أن يضم الدول الـ11 التي كانت ممثلة في غرفة الموك، ونرجح إعادة تفعيل هذه الغرفة».

ونقلت وكالة «الأناضول» التركية في وقت سابق عن مصادر خاصة، وصول قرابة 200 ضابط وجندي من القوات الأميركية إلى قاعدة التنف قرب الحدود السورية - الأردنية - العراقية، بالإضافة لوصول عدد آخر من الضباط البريطانيين إلى الحدود السورية - الأردنية.

ورجحت المصادر، بأن تخوض الولايات المتحدة الأميركية والجيش البريطاني، بالتعاون مع الجبهة الجنوبية «الجيش الحر»، معركة تتمحور حول ضرب الميليشيات الشيعية التي تديرها إيران، شمال درعا، والقنيطرة، مع احتمالية تمدد العمليات نحو البادية السورية، وسط البلاد.

واعتبر الخبير العسكري الأردني اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوّار، أن «الأميركيين سيقومون بكل ما يلزم كي يبقى الوضع في الجنوب السوري على ما هو عليه، لجهة استمرار اتفاق خفض التصعيد حماية لبوابة منطقة نفوذهم الواقعة شرق الفرات، حيث يوجد 2500 جندي مارينز، وتمتد من قاعدة التنف إلى الحدود التركية على مساحة 1300 كلم»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «النظام الذي لا يسيطر على الحدود، لا في الشمال أو الشرق أو في الجنوب، يسعى بالمقابل لاستعادة سيادته بالسيطرة على الحدود الأردنية - السورية من خلال فتح المعبر هناك، سعياً وراء بعض الشرعية، ما يجعل الأمور مفتوحة على أكثر من احتمال جنوباً».

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
منسقو الاستجابة: تعثر إدخال مهجري حي القدم لشمال حلب والقافلة ستعود أدراجها لإدلب

أكد منسقو الاستجابة في الشمال السوري، تعثر الجهود الرامية لإدخال المهجرين من حي القدم الى منطقة جرابلس بريف حلب الشمالي، لأسباب عدة أبرزها عدم التنسيق مع الجهات المسؤولة في المنطقة قبيل خروجهم من الحي لتجهيز أماكن لاستقبالهم.

وبين منسقو الاستجابة أن قافلة المهجرين والتي تحمل202 مهجراً ستعود ادراجها الى مناطق الشمال السوري في ريف إدلب ومن الممكن ان تسلك طريقين الأول باتجاه حمص من ثم الى نقطة التبادل في قلعة المضيق، و الثاني: الاتجاه مباشرة نحو قلعة المضيق.

وتضم القافلة 100 رحل و55 امرأة، و 47 طفلاً، تحملهم سبع حافلات، إضافة لحافة تحمل امتعة وثلاث حافلات فارغة.

وفي 13 أذار وصلت الحافلات التي تقل المهجرين قسرياً من حي القدم الدمشقي إلى المناطق المحررة في قلعة المضيق بريف حماة الغربي، بعد ساعات من خروجها ضمن حافلات تقل جرحى ومدنيين وعناصر من فصائل الثوار إلى الشمال السوري.

وبدأت يوم الإثنين عملية تهجير أهالي وثوار حي القدم الدمشقي ضمن عملية تغيير ديموغرافي جديدة يشهدها ريف دمشق، في ظل صمت دولي وعربي مطبق، جاء التهجير بعد أن أمهلت قوات الأسد أهالي وثوار الحي يوم الجمعة الماضي 48 ساعة للقبول بـ "المصالحة" أو الخروج نحو مناطق الشمال، أو العمل العسكري.

وكان حي القدم الدمشقي يخضع لحصار من قبل نظام الأسد منذ عام 2012 كباقي بلدات جنوب دمشق، ولكن سيطرة تنظيم الدولة على مخيم اليرموك وحي العسالي ومدينة الحجر الأسود أدت لعزل الحي عن بلدات جنوب دمشق المحررة.

والجدير بالذكر أن ذلك ترافق مع شن تنظيم الدولة هجوما على النقاط المحررة في حي القدم، حيث وردت معلومات عن سيطرته على كراج بورسعيد.

اقرأ المزيد
١٥ مارس ٢٠١٨
سبع سنوات وشلال الدم السوري يجري برعاية "أممية ودولية"

خلال الأشهر الأولى من عام 2011، استقطبت التظاهرات السلمية التي عمّت المناطق السورية ضد نظام بشار الأسد، اهتماماً وتعاطفاً كبيرين على مستوى المنطقة والعالم، وتصدّرت تطوراتها اليومية نشرات الأخبار وتصريحات المسؤولين في مجمل الدول. وتدفق الدعم الإعلامي والسياسي والمالي على التنسيقيات والناشطين المحليين، مع غياب أي قيادة واضحة لتلك التحركات الشعبية التي اتسمت عموماً بالعفوية، وبالطابع المحلي.

ومع أسلوب القمع المفرط الذي اتبعه النظام في مواجهة المتظاهرين السلميين وإزهاق أرواح المزيد منهم كل يوم على الهواء مباشرة، تعالت نبرة التصريحات الدولية المنددة، وصرح كثير من المسؤولين الأميركيين وفي مقدمتهم الرئيس السابق باراك أوباما، بأن "الأسد فقد شرعيته ولم يعد له مستقبل في سورية وأن أيامه باتت معدودة". وهو ما شكّل أملاً زائفاً لدى السوريين الثائرين على النظام، وربما كان فخاً لهم أغراهم بالانتقال إلى العمل العسكري بدلاً من التظاهرات السلمية بغية تسريع إسقاط النظام، آملين في وقوف العالم معهم إذا عمدوا إلى محاربة النظام عسكرياً، خصوصاً مع ازدياد وتيرة القمع والاعتقالات من دون رادع فعلي من المجتمع الدولي، بحسب تقرير لـ "العربي الجديد"
"
التلاعب بثورة السوريين بدا أكثر وضوحاً في مرحلة الحراك العسكري

" غير أن التلاعب بثورة السوريين بدا أكثر وضوحاً في مرحلة الحراك العسكري الذي حقق في أشهره الأولى اندفاعة كبيرة، أوشكت على الإطباق على النظام في دمشق وعموم المدن السورية، لكن، وهذا ما اتضح لاحقاً، فإن "إسقاط النظام" كان ممنوعاً بتوافق دولي لأسباب عدة، إقليمية ودولية، وصولاً إلى الصراع الأميركي ـ الروسي الحالي على سورية.

في تلك الفترة، أي اعتباراً من عام 2012، تدفق المال والسلاح على فصائل المعارضة التي بدأت بالتكاثر ودحر النظام عن كثير من المناطق، غير أن هذا الدعم لم يُوجّه أبداً إلى "قيادة الجيش الحر"، وتوافق مجمل الداعمين على عدم تشجيع قيام جسم عسكري موحد محترف، بل حرصوا على توجيه هذا الدعم مباشرة إلى فصائل محددة، سرعان ما دخلت في التنافس والتناحر. كما أدت أموال الدعم دورها في شراء الولاءات وإفساد القيادات غير المؤهلة في الأصل والتي ليس لها خلفية عسكرية أو سياسية.

وكان التناحر بين هذه الفصائل على المستوى العسكري، وتشتت كتلها على المستوى السياسي، ذريعة أمام القوى الدولية، والولايات المتحدة خصوصاً، للإحجام عن تقديم دعم عسكري وغطاء سياسي للمعارضة السورية. وتعاملت الولايات المتحدة في عهد الإدارة السابقة بسلبية كبيرة مع المعارضة، فلم تقدّم لها سوى أشكال بسيطة من الدعم تحت شعار "أسلحة غير فتاكة" أو برامج تدريب خائبة، تخرّج منها بضع عشرات من العناصر سرعان ما انفرط عقدهم وابتلعتهم الفصائل الأخرى.
وبدلاً من تقديم دعم جدّي للمعارضة السورية، أو محاولة تجميعها في تشكيل واحد، فضّلت الولايات المتحدة الاعتماد على العنصر الكردي كشريك على الأرض لمحاربة تنظيم "داعش"، قبل إعلان واشنطن بوضوح أن "هدفها في سورية يقتصر على محاربة الإرهاب وتنظيم داعش تحديداً، ولن تدعم أية تشكيلات تحارب النظام".

" وعلى الرغم من ذلك، استطاعت فصائل المعارضة بالمستوى المحدود من الدعم الذي تلقته من دول إقليمية، تشكيل تهديد جدي للنظام منتصف عام 2013 وسيطرت على أكثر من نصف مساحة البلاد، حتى بات النظام محصوراً في مراكز المدن الرئيسية التي خسر اثنتان منها، وهما الرقة وإدلب، إضافة إلى مجمل الأرياف في البلاد. وبات وجوده في العاصمة نفسها مهدداً بالرغم من الدعم الإيراني اللامحدود بالأموال والخبرات والمليشيات، فانهارت قوى النظام واستنزفت إمكاناته مع خسارته لمعظم قواته الضاربة وفي مقدمتها سلاح الجو، الذي تعرّض لشبه انهيار مع سقوط المزيد من المطارات بيد المعارضة، وإسقاط الكثير من طائراته الحربية والمروحية.

بالتالي جاء التدخل العسكري الروسي في 30 سبتمبر/ أيلول 2015 بمثابة "حبل نجاة للنظام"، مكّنه من صدّ هجمات المعارضة، ومدّه بالمزيد من أسباب البقاء في ظلّ انكفاء أميركي متزايد ترك الساحة مفتوحة على مصراعيها لروسيا التي وضعت سلاحها الجوي وخبراتها العسكرية في خدمة الآلة الحربية للنظام. ثم تطوّر الموقف الروسي لاحقاً، فأصبحت موسكو هي القائد والمخطط الفعلي للعمليات العسكرية في البلاد، فضلاً عن تحكمها بالقرار السياسي والخيارات الأساسية للنظام.

وعملت الشراكة بين روسيا في الجو، وإيران من خلال ميليشياتها على الأرض، على تغيير موازين القوى لصالح النظام تدريجياً، فتمّ قضم مناطق المعارضة تباعاً سواء في محيط دمشق، أم في حلب وشرق البلاد، وصولاً إلى الغوطة اليوم، بينما حصرت الولايات المتحدة اهتمامها بمحاربة "داعش" فوضعت يدها عبر حليفها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على مجمل المناطق التي كان تحت سيطرة "داعش"، وتحديداً مناطق شرق الفرات الغنية بالنفط والمياه.

أما تركيا التي سعت لسنوات لإقناع الولايات المتحدة باتخاذ خطوات جادة لدعم المعارضة وإسقاط النظام، وسيطر خلال ذلك الوقت التردد على مواقفها متجنبة اتخاذ مواقف أحادية غير منسقة مع الولايات المتحدة، فقد اقتنعت أخيراً بأن لا فائدة من انتظار تغيير في الموقف الأميركي حتى بعد مغادرة إدارة أوباما للسلطة. فعمدت إلى تبديل تحالفاتها وأولوياتها وطوت شعار إسقاط النظام، وتقاربت بدلاً من ذلك مع داعمَي النظام، روسيا وإيران، في ظل ما عرف بمسار أستانة، والذي سعت من خلاله بالدرجة الأولى إلى انتزاع اعتراف من هاتين الدولتين بضرورة مراعاة مصالحها واحتياجاتها الأمنية في سورية، وحماية حدودها مما تصفها "تنظيمات كردية إرهابية تهدد أمنها القومي". من هنا جاءت عملية "درع الفرات" لطرد "داعش" من بعض مناطق ريف حلب الشمالي، ومن ثم عملية "غصن الزيتون" لطرد المسلحين الأكراد من منطقة عفرين، على الحدود السورية الشمالية الغربية، بحسب تقرير "العربي الجديد".

" أما الدول الأوروبية التي انخرط بعضها في ما سمي مجموعة "أصدقاء الشعب السوري"، فكانت مواقفها متشابهة مع الموقف الأميركي، وظل همها الرئيسي طوال السنوات الماضية ملخّصاً في محاولة ضبط حركة اللاجئين إلى أوروبا، وعدم تسرّب "الإرهاب" من سورية إلى أوروبا، من دون وجود حرج في هذا الإطار بفتح قنوات للتواصل مع أجهزة أمن النظام سراً وعلناً.

واليوم بات النفوذ الخارجي في سورية موزعاً على مجمل البلاد، فتركّز النفوذ الروسي على الشريط الساحلي مروراً بحمص، عبر مجموعة من القواعد البحرية والمطارات العسكرية، بينما بسط الطرف الأميركي نفوذه على جميع مناطق شرق نهر الفرات وشمال شرقي سورية وصولاً إلى الحدود مع تركيا، بما في ذلك آبار النفط والغاز، إلى جانب قاعدة التنف القريبة من المثلث الحدودي ما بين سورية والعراق والأردن، وبنائه قواعد عسكرية ومطارات في تلك المناطق.

أما تركيا فبدأت بالعمل على تشكيل حزام آمن لها من جرابلس إلى عفرين، معلنة قبل أيام بلسان الرئيس رجب طيب أردوغان، أنها "لن تكتفي بذلك وسوف تعمل على طرد المسلحين الأكراد من كامل الشريط الحدودي مع سورية البالغ طوله نحو 900 كيلومتر، بما يعني السيطرة على منبج وعين العرب (كوباني)، وصولاً إلى القامشلي في أقصى شرق البلاد".

أما إيران فانصبّ اهتمامها بالدرجة الأولى على العاصمة دمشق ومحيطها، متخذة من منطقة السيدة زينب، شرق دمشق، قاعدة عسكرية و"روحية" لمد هذا النفوذ الممتد من كامل الريف الدمشقي، إلى مناطق في القنيطرة وشمال درعا، فضلاً عن مناطق في ريف حلب الغربي، خصوصاً تلك القريبة من بلدتي نبل والزهراء.

وهناك لاعبون آخرون، كالأردن، الذي يساوم جميع الأطراف على معابره الحدودية مع سورية، وإسرائيل الساعية إلى فرض منطقة عازلة على طول الحدود مع سورية، وامتلاكها يداً طويلة استهدفت عبر طائراتها حزب الله والحرس الثوري الإيراني. أما حصة العرب من "أصدقاء الشعب السوري" في ترك السوريين وحيدين، فهي تبقى كبيرة، إذ انقسمت الدول العربية المؤيدة لشعار الثورة السورية سابقاً بين معسكرين: من التحق عملياً بالرؤية الروسية لـ"الحل"، مثل السعودية والإمارات ومصر مثلاً، وهي رؤية النظام، وجزء آخر مثل دولة قطر التي لم تتجاوز السقف الأميركي للمسموح وللممنوع تجاه الملف السوري، وبدت أقرب إلى الموقف التركي إزاء الحدث السوري، فبقيت لفظياً وإنسانياً مع الشعب السوري، من دون أن يتواصل دعمها العملي لفصائل مسلحة تواجه الإبادة الحرفية اليوم.

اقرأ المزيد

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
١١ ديسمبر ٢٠٢٥
الحق ينتصر والباطل ينهار: مفارقة "المذهان" وداعمي الأسد أمام العدالة
سيرين المصطفى
● مقالات رأي
٤ ديسمبر ٢٠٢٥
سوريا الجديدة تستقبل مجلس الأمن: سيادة كاملة واعتراف دولي متزايد
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
١ ديسمبر ٢٠٢٥
من يكتب رواية السقوط؟ معركة “ردع العدوان” بين وهم التوجيه الدولي وحقيقة القرار السوري
أحمد ابازيد - رئيس تحرير شبكة شام
● مقالات رأي
٢٦ نوفمبر ٢٠٢٥
قراءة في مواقف "الهجري وغزال" وتأثيرها على وحدة سوريا
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
بين القمع الدموي في 2011 وحماية التظاهرات في 2025: قراءة في التحول السياسي والأمني
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٦ نوفمبر ٢٠٢٥
"أنا استخبارات ولاك".. حادثة اختبار مبكر لهيبة القانون في مرحلة ما بعد الأسد
أحمد نور الرسلان
● مقالات رأي
٣ نوفمبر ٢٠٢٥
فضل عبد الغني: عزل المتورطين أساس للتحول الديمقراطي في سوريا
فضل عبد الغني