عاد معبر دير بلوط بريف عفرين القريب من محافظة إدلب للعمل الأمس الاثنين، بعد توقف حركة العبور لأيام قليلة بسبب اجراءات تنظيمية لضبط حركة العبور وتأمين الطريق الواصل بين ريفي حلب الشمالي وإعزاز.
وأكدت مصادر ميدانية لـ شام أن حركة السيارات المحملة بالمحروقات استأنفت بالأمس ليلاً عبر معبر دير بلوط بعد توقفها لأقل من يومين، بعد مطالبات من الأهالي لفصيل فيلق الشام المسيطر على المنطقة لإعادة تفعيل المعبر والسماح بدخول سيارات المحروقات ذهاباً وإياباً.
وبينت إدارة المعبر أن فتح طريق المحروقات من أعزاز حتى إدلب سيبدأ بشكل منتظم اعتباراً من يوم الأربعاء صباحاً، حيث يقطع سائق الصهريج ورقة مرور من إعزاز ويمر من خلالها بجميع المناطق المحررة ضمن عفرين بدون دفع أي قيمة مالية.
بالمقابل، أعلن معبر مورك الواصل بين مناطق سيطرة النظام والمناطق المحررة بريف حماة الشمالي، عن دخول أول دفعة من المحروقات تتضمن "المازوت والبنزين" وذلك بعد توقف عبورها من ريف حماة منذ اكثر من شهر.
وتساهم عودة حركة العبور بشكل منتظم للمحروقات عبر ريفي حماة وحلب باتجاه المناطق المحررة بإدلب في خفض الأسعار وتوفير المادة بشكل كبير في الأسواق، وسط تخوفات من قبل المدنيين من استمرار احتكار هذه المواد من قبل شركة وتد التي تعمل على تملك كامل قطاع المحروقات في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام.
وتعتمد محافظة إدلب والتي بات يقطنها أكثر من 3 مليون إنسان وأرياف المحافظات القريبة منها بشكل أساسي على المحروقات التي تصل كمواد خام أو مكررة من ريفي الحسكة ودير الزور والرقة مصدرها الآبار هناك، والتي تعبر مناطق سيطرة قوات قسد والجيش الحر بريف حلب الشمالي الشرقي وصولاً لمنطقة عفرين ومنها إلى ريف حلب الغربي.
قتل العشرات من عناصر قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة له خلال الأيام الماضية، باشتباكات مع عناصر تنظيم الدولة على عدة محاور في الريف الشرقي.
وأكدت مصادر إعلامية من دير الزور مصرع أكثر من 25عنصراً لقوات الأسد، بينهم ضباط كبار عرف منهم العميد "قاسم رحمون" من إدلب والعقيد "غياث نصر" من صافيتا، وعدد من ميليشيا "الدفاع الوطني"، إضافة لعناصر من الميليشيات المتواجدة في المنطقة، جراء استهدافهم بعربة مفخخة في مدينة الميادين.
بالمقابل نعى لواء فاطميون الإيراني عشرات القتلى في صفوفه، بهجوم شنه عناصر التنظيم على مواقعهم في ريف مدينة البوكمال بدير الزور الشرقي، في وقت قامت قوات الأسد بالانتقام من المدنيين بحرق منازلهم في القورية والعشارة والزباري.
زاد الحديث في الفترة الأخيرة عن إدخال المساعدات الأممية إلى مناطق سيطرة المعارضة جنوب سوريا بواسطة «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» و«منظمة الهلال الأحمر السوري»، بدلاً من دخولها عبر الحدود الأردنية برعاية عدد المنظمات الإغاثية.
وكان مجلس محافظة درعا الحرة التابع للحكومة السورية المؤقتة أصدر بياناً أعلن فيه رفضه دخول المساعدات، وقال: «من خلال تجربتنا في سنوات الثورة، فإننا لا نثق بنظام القتل والدمار الأسدي ليمرر المساعدات والمواد الغذائية إلى محافظة درعا. ولنا في الزبداني وداريا والغوطة خير مثال، لذلك فإننا نرفض رفضاً قاطعاً دخول الصليب الأحمر والهلال الأحمر من خلال مناطق سيطرة النظام».
وأكد البيان على أن كل من يتعامل مع المنظمات الواقعة تحت سيطرة النظام سيتعرض للملاحقة القضائية «كونه يمهد لتأهيل النظام الذي كان السبب الرئيسي في تردي حالة المناطق المنكوبة جراء قصفها وتشريد أهلها».
وقال وزير الإدارة المحلية بالحكومة السورية المؤقتة محمد المذيب لـ«الشرق الأوسط» إن «التواصل قائم مع المنظمات الإنسانية ولجان الإغاثة الدولية عن طريق المعابر الإنسانية مع الأردن، حيث تم تأمين دخول قوافل المساعدات بشكل دوري وتوزيعها على مستحقيها بالتعاون مع المجالس المحلية على مدار السنوات الماضية دون أي معوقات».
وتابع: «قبول دخول المساعدات عن طريق النظام والهلال الأحمر يعني تطبيقاً للمشروع الروسي في احتواء المناطق المحررة من خلال إغرائها بالهدن والمصالحات، ثم الإشراف على عمل المنظمات الإغاثية وإيصال المساعدات عن طريق معابر يسيطر عليها نظام الأسد».
وأشار المذيب إلى أن النظام «قد يتعمد تعطيل دخول المساعدات متى ما شاء، وربما تتنكر عناصره بهيئة موظفي الإغاثة بغرض التجسس والاضطلاع المباشر على عمل المجالس المحلية».
وترتبط مناطق سيطرة المعارضة بمناطق النظام من خلال ثلاثة معابر هي: خربة غزالة وداعل في ريفها الأوسط وكفر شمس في ريفها الشمالي، وفرضت قوات النظام وتنظيمات تابعة له المسؤولة عنها ضرائب جمركية كبيرة على البضائع المارة من خلالها أوائل يونيو (حزيران) 2017.
عماد البطين نائب رئيس مجلس محافظة درعا الحرة المعارض، قال: «لا يمكن ضمان دخول المساعدات من معابر تفرض رسوماً جمركية على السيارات المارة منها، وكأننا ننتقل من دولة لأخرى، وإننا نعتبر تلك الحواجز التي عمد نظام الأسد إلى تحويلها إلى معابر جمركية محاولة لتكريس التقسيم والتجزئة».
وفي السياق ذاته، أفاد مناف الجهماني، أحد المسؤولين في «منظمة آفاق المستقبل»، بأن «عدداً كبيراً من المنظمات العاملة في جنوب سوريا توقف نشاطاتها بالتزامن مع دخول اتفاق (خفض التصعيد) حيّز التنفيذ في يوليو (تموز) 2017، بينما خفضت نسبة المساعدات المقدمة لتشمل العائلات الأشد فقراً، وقاطني المخيمات العشوائية فقط».
ونوه الجهماني إلى أن هناك «حملة إعلامية منظمة لتشويه سمعة عمال الإغاثة والقائمين على عمل المنظمات في سوريا، وذلك من خلال تلفيق تقارير كاذبة حول سوء توزيع وابتزاز المستفيدين منها، خصوصاً النساء، وبالأخص بعد نشر هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تقريراً ادعى أن عدداً من النساء تعرضن للاستغلال الجنسي من قبل الرجال الذين يقدمون المساعدات باسم الأمم المتحدة والجمعيات الخيرية الدولية».
وعمدت بعض منظمات المجتمع المدني إلى التحذير من تلك الشائعات، حيث نظم «برنامج تطوير» في الريف الشرقي من محافظة درعا ورش عمل تدريبية لعدة فئات من المجتمع. وبحسب منصور المقداد، منسق بناء القدرات في «برنامج تطوير»، فإن تجربة إقامة ندوات وورش عمل بهدف التوعية والحماية من الاستغلال «جاءت لتفنيد حقيقة التقارير التي تحدثت عن الاستغلال والعنف والتحرش الجنسي أثناء توزيع المساعدات الإنسانية في الجنوب السوري، ومن خلال المتابعة الحثيثة للمستفيدين من المساعدات تبين أن ما جاء في التقرير لم يستند على وثائق حقيقية، إنما على استبيانات عشوائية غرضها تشويه سمعة عمال الإغاثة».
يذكر أن المساعدات الأممية تدخل إلى المناطق المحررة جنوب سوريا من معبر الرمثا مع الأردن بموجب القرار 2165 الصادر عن مجلس الأمن منتصف يوليو 2014، الذي يقضي بفتح ممرات إنسانية تشمل كل المناطق السورية، وتشمل معابر باب السلام وباب الهوى واليعربية والرمثا. وجرى تمديد مهلة القرار الدولي نهاية العام الماضي لإدخال المساعدات «عبر الحدود».
خرجت الدفعة الثالثة من مهجري القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية اليوم باتجاه الشمال السوري، بعد وصول الدفعة الأولى والثانية خلال الأيام الماضية إلى ريف إدلب وتوزع النازحين على مدن وبلدات ريف المحافظة ضمن مخيمات مؤقتة أو منازل المدنيين.
وتتألف الدفعة الثالثة من 105 حافلات، تقل 6768 شخصاً، ترافقها ست سيارات إسعاف تحمل 14 حالة إصابة، كانت سبقتها الدفعة الثانية بالأمس مؤلفة من 84 حافلة، تحمل على متنها 5314 شخصاً، بينهم ستة حالات إسعافية، و 15 حالات طبية، والدفعة الأولى تقلهم 17 حافلة لقرابة الف شخص.
وتشهد مدن وبلدات ريف إدلب حالة استنفار كاملة للمجالس المحلية والمسؤولين في المؤسسات الإنسانية، لتأمين مساكن مؤقتة ودائمة للمدنيين القادمين من الغوطة الشرقية ضمن المدن والقرى والبلدات، مع السعة لتأمين مستلزماتهم التي يحتاجونها بشكل أساسي.
أعلن معبر مورك الواصل بين مناطق سيطرة النظام والمناطق المحررة بريف حماة الشمالي، عن دخول أول دفعة من المحروقات تتضمن "المازوت والبنزين" وذلك بعد توقف عبورها من ريف حماة منذ اكثر من شهر.
وكانت دخلت الدفعة الأولى من الغاز إلى محافظة إدلب، عبر معبر مورك مصدره مناطق النظام بريف حماة عبر تجار عدة أول أمس، وذلك بعد انقطاع دخوله منذ أكثر من شهر بعد خروج هيئة تحرير الشام من المعبر وتسلم إدارة جديدة.
سبب انقطاع دخول الغاز والمحروقات من مناطق سيطرة النظام بحماة، تملك شركة وتد التابعة لهيئة تحرير الشام في تجارة الوقود والغاز الأوربي الذي ادخلته عبر معبر باب الهوى الحدودي، وقامت برفع الأسعار بعد احتكاره، ما خلق أزمة وقود وغاز كبيرة في المناطق المحررة.
وتواصل شركة "وتد" للمحروقات التابعة لهيئة تحرير الشام، احتكار مادة الغاز وتجارة المحروقات في ريف إدلب، ومنعها عن المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرة هيئة تحرير الشام، رغم تواصل المجالس الملحية في هذه المناطق مع حكومة الإنقاذ التي وقعت عقد شراكة مع وتد بحجة تنظيم توزيع المحروقات وتسليمه لكامل المناطق.
أعلن المتحدث باسم الحكومة التركية، نائب رئيس الوزراء بكر بوزداغ، أمس الإثنين، عن تحييد 3 آلاف و755 عنصرًا من عناصر أحزاب و"بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك" الإرهابيين، والسيطرة على 332 منطقة بينها 282 قرية، و50 نقطة استراتيجية في إطار عملية "غصن الزيتون" بمنطقة عفرين السورية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي خلال انعقاد اجتماع للحكومة برئاسة رئيس الوزراء بن علي يلدريم في قصر "جانقايا" بالعاصمة أنقرة.
وبيّن بوزداغ أن مساحة الأراضي التي تمت السيطرة عليها في إطار عملية غصن الزيتون بلغت قرابة 2000 كلم.
وأكد أن عملية غصن الزيتون التي انطلقت في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، سارت بشكل ناجح كما كان مخططًا لها. مشيرًا إلى مقتل 49 جنديًا تركيًا خلالها، فضلًا عن إصابة 208 آخرين.
ولفت إلى مقتل 7 مواطنين مدنيين أتراك وإصابة 125 آخرين في الهجمات التي نفذها الإرهابيون من منطقة عفرين نحو الأراضي التركية.
وشدد بوزداغ أن عفرين لسكانها، وأن القوات المسلحة التركية ليست محتلة في المنطقة، وإنما ذهبت إلى هناك من أجل تسليم عفرين لأصحابها الحقيقيين، وتطهيرها من الإرهاب، وإنقاذ السكان من ظلم واضطهاد الإرهابيين.
وأكد أن الجيش التركي بذل أقصى من لديه من أجل عدم إلحاق أي اضرار بالمدنيين في المنطقة. وقال "وفي نهاية المطاف، لم يحدث أي حالة قتل لمدني أو إصابة على يد القوات المسلحة التركية، وهذا نصر كبير للجيش التركي".
ولفت إلى أنه لم يتم استهداف مساجد أو معابد أو مدارس أو مستشفيات أو مناطق مأهولة خلال العملية.
وأوضح متحدث الحكومة أن العملية متواصلة، واستدرك بأن الإرهابيين الفارين من عفرين، فخخوا المنطقة بألغام وعبوات ناسفة.
وأضاف "أكبر تهديد للمدنيين يتمثل في الألغام والعبوات الناسفة التي فخخها الإرهابيون، حيث أن خبراء القوات المسلحة التركية يواصلون تفكيك تلك المفخخات".
وشدد أن تركيا تحركت من أجل تلبية الاحتياجات العاجلة للمدنيين في المنطقة في وقت يتواصل فيه إزالة الألغام والعبوات الناسفة.
وقال بوزداغ بهذا الصدد، "إدارة الطوارئ والكوارث (آفاد)، والهلال الأحمر ووقف الديانة، ومنظمات مدنية، تركية، تقدم المساعدات للمنطقة، وحتى الآن تم إيصال مساعدات إنسانية لـ8 آلاف و100 أسرة في 106 نقطة مختلفة، يعني لنحو 40 ألف شخص".
وذكر أن الأعمال متواصلة من أجل إعادة عمل 5 مستشفيات و11 مركزًا صحيًا بمنطقة عفرين، وأن تركيا تواصل تقديم خدماتها الصحية العاجلة من أجل تلبية الاحتياجات الصحية والطبية للسكان.
وأشار إلى استمرار العمل من أجل تأهيل 351 مدرسة في المنطقة لاستقبال قرابة 85 ألف طالب.
وأردف، "هناك 180 دار عبادة ومسجدًا، 70 منها مغلقة، وجلها متضرر من قبل الإرهابيين، لذا نعمل على إصلاحها، لافتتاحها مجددًا للعبادة، حيث كان الإرهابييون يمنعون الناس من أداء عباداتهم".
ولفت إلى أن تركيا بدأت أنشطتها لحل مشاكل متعلقة بمياه الشرب في المنطقة، فضلًا عن جهود أخرى لإعادة الحياة التجارية إليها.
وأضاف بوزداغ "هناك الكثير للقيام به في عفرين، فتركيا ستواصل حفظ أمن السكان المدنيين هناك، وتلبية احتياجاتهم حتى إعادة الحياة إلى طبيعتها، والقضاء على كافة التهديدات".
تجدر الإشارة إلى أنّ الجيشيشن الحر والتركي أعلنا السبت الماضي، السيطرة على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين، بعد أسبوع من تحرير مركزها.
نقل ناشطون من بلدة العشارة بريف دير الزور الشرقي نبأ تعرض حاجز لمليشيات الدفاع الوطني الموالية لنظام الأسد لغارات يعتقد أنها من طيران التحالف، مساء اليوم الأثنين.
ونقلت صفحة فرات برس أن خمسة انفجارات هزت ريف دير الزور الشرقي، في الضفة الجنوبية لنهر الفرات "شامية" قادمة من مدينة العشارة و تصاعد أعمدة الدخان من المدينة، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي.
ويأتي هذا الهجوم بالتزامن مع تعرض مواقع تابعة لقوات الأسد في بقرص على اطراف مدينة الموحسن، لقصف من قوات أمريكية تابعة للتحالف الدولي المتمركزة في حقل كونيكو، نتج عنها تصاعد أعمدة الدخان من المكان المستهدف، دون تفاصيل عن حجم الأضرار في صفوف قوات الأسد.
يذكر أن قوات الأسد وميليشياته قامت بالانسحاب خلال الأسابيع الماضية من عدة مواقع من الريف الشرقي لدير الزور، أبرزها سبعة حواجز في محيط مدينة الميادين وبلدة خشام، وسط أنباء عن مزيد من الانسحابات شرق سوريا بعد تهديدات من التحالف الدولي.
فتح التقدم السريع الذي حققه الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في عملية غصن الزيتون على حساب وحدات حماية الشعب الكردية باب الأسئلة حول قدرة أنقرة على استغلال هذا "النصر" في استكمال هدفها الرئيسي في سوريا، والمتمثل في إبعاد خطر الوحدات الكردية عن حدودها الجنوبية.
وفي قراءته لهذه التطورات، يرى الكاتب والباحث في الشأن التركي علي باكير أن أنقرة لم تحصل حتى الآن على ما يمكن تسميته الاتفاقات مع موسكو أو واشنطن في ما يتعلق بإزاحة خطر الوحدات الكردية من منطقة شرق الفرات.
وأضاف أن الحاصل هو تفاهمات أولية قد تتغير مع تغير المعطيات على الأرض، لافتا إلى أن كل طرف -سواء تركيا أو روسيا أو الولايات المتحدة وحتى إيران- يركز حاليا على التحالف التكتيكي مع الأطراف الفاعلة في سوريا، وذلك لتحقيق أهدافه.
وبحسب باكير، فإن التفاهم الأولي التركي مع واشنطن -الداعم الرئيسي لهذه الوحدات- عُقد مع وزير الخارجية الأميركية السابق ريكس تيلرسون، ويتعين على أنقرة الانتظار قليلا حتى يتسلم الوزير الجديد، وفق المتحدث.
في المقابل، استند التفاهم مع موسكو إلى مدى انعكاس علاقتها بواشنطن، واعتبر باكير أن موقف الأولى ومدى دعمها لخيار أنقرة في إبعاد الوحدات الكردية عن أي حل سياسي في سوريا يعتمد على هذا التوازن.
وسعت الجزيرة للحصول على وجهة نظر الوحدات الكردية من التطورات الحاصلة من خلال التواصل مع الناطق باسم الوحدات الكردية نوري محمود، إلا أنها لم تتوصل إلى ردود على استفسارات بشأن انحسار الدعم الدولي وتأثيره.
واعتاد المبعوث الأميركي الخاص في التحالف الدولي بريت ماكغورك على أن يقوم بزيارات للطرف الكردي، إلا أنها أصبحت نادرة شأنها شأن الكثير من زيارات المسؤولين الأميركيين الآخرين.
مع ذلك، نشرت مواقع مقربة من الوحدات الكردية مؤخرا خبر وجود عسكريين أميركيين في مدينة منبج نقلوا تطمينات أميركية بالحفاظ على وجود الأكراد شمالي سوريا.
أما بالنسبة للموقف الروسي، فقد امتنعت موسكو منذ انطلاق عملية غصن الزيتون عن الحديث عن الوحدات الكردية أو أي دور لها في مستقبل سوريا.
وفي ظل التحولات السابقة في المواقف وعلى الأرض، يبدو أن الوحدات الكردية أو ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات عصبها الرئيسي منشغلة بترتيب بيتها الداخلي بعد هزيمتها في عفرين.
وخلال الفترة القادمة، تبدو خريطة الشمال السوري الأكثر قابلية للتغيير مع التدخل العسكري التركي؛ فأنقرة أصبحت تتعامل مع المنطقة كجزء من حماية أمنها القومي في ظل ما تراه أولوية تتمثل في إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها الجنوبية.
ولذلك تسعى تركيا بكل قوتها لجعل واشنطن وموسكو تدعمان أولوياتها في سوريا، بعد أن كانت حليفا تكتيكيا لهما مستفيدة من رغبة واشنطن في إنهاء وجود تنظيم الدولة، حيث أدخلت تركيا جيشها ودعمت الجيش الحر لإخراج التنظيم من شرق وشمال حلب.
كما تركز أنقرة على شراكتها مع موسكو وطهران في اتفاقات خفض التصعيد التي أسهمت في رسم خارطة نفوذ جديدة على الأرض السورية.
وفي ظل هذه المتغيرات، ترى الوحدات الكردية أن التوازنات الدولية، وما قدمته خلال شراكتها مع العسكريين الأميركيين في أرض المعركة ضد تنظيم الدولة؛ كفيلة بحفظ دورها في المنطقة والحد من طموحات تركيا في إنهاء وجودها وتجنب تكرار سيناريو عفرين.
يشار إلى أن -وإثر إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده بدأت عملياتها العسكرية ضد مسلحي الحزب شمالي العراق، في إشارة إلى الغارات الجوية التركية الأخيرة التي استهدفت مواقع للحزب في منطقة سنجار- مصادر عراقية أكدت أن مسلحي حزب العمال الكردستاني انسحبوا من منطقة سنجار باتجاه الحدود السورية.
اتهمت رئيسة وزراء بريطانيا، "تيريزا ماي"، اليوم الإثنين، روسيا بأنها تسترت على استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية.
وقالت ماي، إن أكثر من 130 شخصًا كان يمكن أن يتعرضوا لغاز أعصاب من النوع المستخدم في الأغراض العسكرية، استخدم في تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته في مدينة سالزبري في وقت سابق هذا الشهر.
وأضافت أن بريطانيا لديها معلومات تشير إلى أن روسيا كانت على مدى السنوات العشر الماضية تدرس سبل إنتاج غاز الأعصاب لاستخدامه على الأرجح في اغتيالات.
أكدت مصادر إعلامية كردية اليوم، أن لحزب الاتحاد الديمقراطي - PYD يتوجه لعقد مؤتمر حزبي خلال الأيام القادمة، بهدف تغيير اسمه لـ "حزب سوريا الغد" بهدف الهروب من التصنيف الإرهابي الذي يلاحقه لاسيما من قبل أنقرة.
ونقل المعارض السياسي الكردي "عبد العزيز التمو" رئيس مجلس الإدارة في رابطة المستقلين الكرد السوريين بالقول: الحقيقة بانت لكنها لم تنتهي بعد، غير مأسوف عليهم pkk و pyd إلى مزبلة التاريخ، غدا سيعقد pyd مؤتمرا حزبي عرمرم من 700 شخصية ايكلوجية أممية ديمقراطية ليغير جلد وجهه العفن ويغير اسمه إلى حزب سوريا الغد وانتهت اللعبة خلاص".
تأتي هذه الخطوة من قبل الحزب بعد تلقيه ضربة موجعة من قبل القوات التركية والجيش السوري الحر في عملية "غصن الزيتون"، والتي بددت أحلام المشروع الانفصالي في بناء دولة انفصالية في الشمال السوري تقودها ميليشيات الوحدات الشعبية على حساب عذابات ومعاناة الشعب السوري وسعياً لتقسيم سوريا وضرب وحدة أراضيها مستغلة الحراك الشعبي في الثورة السورية، والدعم الأمريكي بحجة قتال تنظيم الدولة.
وتصنف تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي الذارع السوري لحزب العمال الكردستاني - PKK ، كمنظمة إرهابية، تلاحقه الرغبة التركية بإبعاد خطره عن كامل حدودها الجنوبية، ولذلك كانت عملية "غصن الزيتون" والتي يتوقع أن تستمر للوصول إلى منبج بعد عفرين، ولهذا يسعى الحزب للالتفاف على التصنيف بالهروب مرة أخرى باسم جديد بعد تشكيله فيما مضى "قوات سوريا الديمقراطية" التي اتخذتها كواجهة من مكونات عدة للتوسع شمال سوريا.
شدد مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية على أن ما حدث في الغوطة الشرقية بريف دمشق، هو "جريمة حرب كاملة الأوصاف"، مديناً الدور الروسي الذي اعتبره أساسي "في كل مراحل الجريمة".
وقال أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف "محمد يحيى مكتبي"، إن قوات النظام والميليشيات الإيرانية والطيران الروسي، قتلوا المدنيين، واستهدفوا الأسواق والمناطق السكنية والمرافق العامة، وقصفوا المشافي والنقاط الطبية، إضافة إلى فرق الإنقاذ من الدفاع المدني السوري.
وأشار مكتبي إلى أن ما حدث يضاف إليه النتائج التي كانت معروفة منذ البداية، وهي عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، متابعاً القول: إن "هذه جريمة حرب كاملة الأوصاف ولا يمكن للمجتمع الدولي التغاضي عنها أو إعفاء أي أحد مشارك فيها من العقاب".
وأكد أن موسكو هي المسبب الرئيسي لما حدث، وهي من تتحمل كامل المسؤولية كونها هي من عززت مفهوم التمرد على الشرعية الدولية والقرارات الأممية، ورفضت تطبيق القرار الدولي الأخير 2401 القاضي بوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
واعتبر مكتبي أن المأساة الإنسانية السورية سوف تستمر إذا ما بقيت الأمم المتحدة عاجزة عن القيام بدورها بحماية المدنيين، ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، وعلى رأسهم بشار الأسد، وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بسورية بما يحقق تطلعات الشعب السوري بنيل الحرية والكرامة وتشكيل هيئة حاكمة انتقالية كاملة الصلاحيات التنفيذية.
تعتبر مدينة "تل رفعت" المحتلة من قبل حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي، بمحافظة حلب شمالي سوريا، امتدادا طبيعيا لمنطقة عمليات "غصن الزيتون" التي تنفذها القوات المسلحة التركية وفصائل الجيش السوري الحر.
وعقب تحرير المدينة من الوحدات الانفصالية، سيتمكن مئات الآلاف من أهلها المدنيين من العودة إلى أراضيهم ومنازلهم، بعد سعيها إلى وصل منطقة عفرين بمناطق احتلها بشرق نهر الفرات مطلع 2016، من خلال السيطرة على مدينتي منبج والباب، بغية تشكيل حزام ومشروع انفصالي شمالي سوريا.
واستفاد التنظيم من الأزمة التركية الروسية، لينتشر باتجاه مناطق في جنوب شرق عفرين بدعم جوي روسي، حيث فرض سيطرته على مدينة تل رفعت والقرى والبلدات المجاورة لها، حيث تعتبر تل رفعت الجسر الواصل للحزام الذي يسعى التنظيم لتشكيله شمالي سوريا.
ويطلق التنظيم اسم "كانتون الشهباء" على الخط الذي يضم منبج وتل رفعت، لكن مدينة "الباب" ومناطق "درع الفرات" تحول دون وصل تل رفعت بمنبج.
وعقب احتلال الوحدات لتل رفعت، استقدم أسر كردية إليها، بعد تهجير نحو 250 ألف مدني من العرب، إلى منطقة درع الفرات والمناطق الخاضعة لسيطرة الثوار.
ويعيش حاليا نحو 15 - 20 ألف شخص من العرب والأكراد في تل رفعت، ويقدر حاليًا عدد الباقين في تل رفعت من سكانها الأصليين بنحو 700 - 800 شخص فقط.
وخلال مؤتمر لفرع حزب "العدالة والتنمية" أمس، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده ستحقق أهداف عملية "غصن الزيتون" من خلال السيطرة على "تل رفعت" خلال وقت قصير أيضا، بحسب الأناضول.
وقبل يومين، نظم أهالي "تل رفعت" مظاهرة تطالب قوات غصن الزيتون بتحرير مدينتهم من أيدي حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي.
يشار إلى أن فصائل الجيش السوري الحر المشاركة بعملية غصن الزيتون تضم العديد من أبناء تل رفعت.
وكان الجيش التركي أعلن السبت الماضي، السيطرة على كامل قرى وبلدات منطقة عفرين، بعد أسبوع من تحرير مركزها.
وأطلقت القوات المسلحة عملية "غصن الزيتون"، في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، بالتعاون مع "الجيش السوري الحر"، لتحرير المنطقة من إرهابيي حزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي.