رحبت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الخميس، باستجابة مجلس الأمن الدولي لطلبها بإدراج "هيئة تحرير الشام" ضمن القائمة السوداء.
وقالت الوزارة، في بيان، إن لجنة مجلس الأمن المعنية بالعقوبات ضد "تنظيم الدولة" و"القاعدة" والأطراف المتصلة بهما قررت، في 5 يونيو، الاستجابة لطلب موسكو بإضفاء تعديلات على بيانات تخص "جبهة النصرة".
وتابع البيان أن "قائمة الإرهاب" الدولية تحتوي منذ الآن على اسم "هيئة تحرير الشام" والذي كانت "النصرة" تختبئ وراءه ضمن ائتلاف لجماعات لم يكن مجلس الأمن يصنفها حتى الآن بصورة رسمية "إرهابية" بحسب البيان.
وشددت الوزارة على أن هذا القرار "أصبح ممكنا بسبب رفع الاعتراضات عن المبادرة الروسية من قبل الولايات المتحدة في المقام الأول، وكذلك من قبل بريطانيا وفرنسا". وأشارت إلى أن واشنطن "عارضت هذه الخطة منذ زمن بعيد، منطلقة على ما يبدو من اعتباراتها الخاصة تجاه "جبهة النصرة"، في سياق ازدواجية نهج الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب في سوريا، لكن ما يأتي متأخرا أفضل مما لا يأتي أبدا".
ورحبت الخارجية بقرار اللجنة، مشيرة إلى أنه يعني "دعم النهج الروسي في مواجهة العناصر الإرهابية بحزم، بطرف النظر عن اللافتات التي تتستر بها، وإدراك ضرورة مواجهة التهديد الإرهابي الدولي عبر جهود مشتركة، بعيدا عن المعايير المزدوجة والتسييس، والأجندات الخفية" حسب وصفها.
ويوم الخميس 31 أيار، أدرجت الولايات المتحدة الأمريكية، هيئة تحرير الشام التي يقودها "أبو محمد الجولاني" على قائمة الإرهاب، معتبرة أن تعديل اسم "جبهة النصرة" إلى هيئة تحرير الشام لا يخدعها.
وكانت اعتبرت "هيئة تحرير الشام" قرار الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف الهيئة على قوائم الإرهاب، قرار تعسفي جائر يفتقر للدراسة والتقدير السياسي للمرحلة التي تمر بها ثورة السوريين، وأنه استمرار لنهج واشنطن في تقويض واستهداف الكيانات السنية كما كانت عليه الإدارات السابعة.
وطالبت الهيئة الولايات المتحدة بتقديم أدلتها وبراهينها على ما ادعته في قرار التصنيف، وألا تعيد أخطاء الماضي بتمكين إيران في العواصم السنية، وطالبت الفصائل الأخرى بموقف حاسم تجاه القرار، والفعاليات الشعبية بالتظاهر ورفض القرار، مؤكدة استمرارها في ثورة الشام.
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان رسمي اليوم، إصدار حوالي 6.6 مليون دولار لاستمرار العمليات الحيوية للحياة في دعم مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء".
وأوضح بيان الوزارة أن الولايات المتحدة تدعم بقوة "الخوذ البيضاء" التي أنقذت أكثر من 100.000 شخص منذ بدء الصراع، بما في ذلك ضحايا هجمات الأسد بالأسلحة الكيماوية.
وجاء في البيان" هؤلاء المستجيبون الأبطال الأوائل لديهم واحدة من أخطر الوظائف في العالم وما زالوا مستهدفين عن عمد من قبل النظام السوري والغارات الجوية الروسية ، ومنذ عام 2013 ، قُتل أكثر من 230 من هؤلاء المتطوعين الشجعان أثناء العمل على إنقاذ المدنيين السوريين الأبرياء".
بدوره أكد "رائد الصالح" مدير مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" عودة الدعم وأنهم أبلغوا بذلك منذ عدة أيام، والذي توقف في وقت سابق بعد تجميد لبعض المشاريع في الشرق الأوسط من قبل المنظمات الأمريكية لإعادة دراسة جدوى هذه المشاريع ومن ضمنها مشاريع مرتبطة بإعادة الاستقرار في سوريا، والتي تشمل على جزء من عمل الدفاع المدني.
وبين الصالح لـ "شام" أن هذه الخطوة من شأنها تحقيق استمرارية في عمل الدفاع المدني واستقرار لفترة طويلة.
وكان طالب الرئيس الأميركي، "دونالد ترامب"، وزارة الخارجية بتجميد نحو 200 مليون دولار كانت مخصصة لجهود إعادة الإعمار في سوريا، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، جاء أمر ترامب بعدما علم من مقال صحافي قرأه أن الولايات المتحدة تعهدت دفع أموال للمساهمة في إعادة إعمار سورية.
وفي وقت سابق، أوضحت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن بريطانيا تدرس زيادة المساعدات المقدمة لمؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" بعد إعلان رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "ترامب" وقف أموال مخصصة لجهود إعادة الإعمار في سوريا، من بينها أموال تغطي مشاريع للدفاع المدني السوري.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي” إنها تدرس إمكانية سد الفجوة التي ستتركها الولايات المتحدة، مؤكدة على العمل الهام الذي تقوم به المنظمة في ظروف الحرب “المروعة” التي تعيشها سوريا.
وأضافت “ماي” رداً على سؤال وجه إليها في مجلس العموم البريطاني حول المنظمة أن “بريطانيا تدرك العمل المهم والقيم التي تقوم به الخوذ البيضاء، وهم بالتأكيد في منتهى الشجاعة ليستمروا بعملهم، نحن ندعمهم وسنستمر بدعمهم، وسيقوم وزير التنمية الدولية بالنظر إلى مستوى الدعم المقدم لهم في المستقبل
وفي وقت سابق معقباً على الأمر، أوضح "رائد الصالح" مدير مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" في حديث لشبكة "شام" أن مؤسسة الدفاع المدني لا تتلق أي دعم مباشر من الولايات الأمريكية ولا أي دولة أخرى، وإنما هي عبارة عن مشاريع مع منظمات وجمعيات وسيطة.
ويعمل الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" كمنظومة مستقلة حيادية وغير منحازة على خمس عشرة مهمة، أبرزها مهمة إنقاذ المدنيين في المواقع المستهدفة بالقصف، وقد تمكنت منذ تأسيسها من إنقاذ ما يزيد عن 200 ألف مدني إزاء الضربات التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد المدنيين في سورية، إلا أنها فقدت أكثر من 230 متطوعاً خلال قيامهم بواجبهم الإنساني في عمليات الإنقاذ.
تواجه مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، حملة تشويه ممنهجة من قبل الإعلام التابع لنظام الأسد والإعلام الرديف له، في محاولة لإنهاء أحد أبرز المؤسسات الإنسانية في سوريا والتي تأسست بعد الحراك الثوري، اتخذت من شعار "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
نفى الكرملين أن تكون دعوته للتهدئة بسوريا حاليا، مرتبطة باستضافة روسيا لمباريات كأس العالم التي تفتتح اليوم، واعتبر أن خفض التصعيد والتوتر سياسة ترمي لتفادي زعزعة الوضع الهش هناك.
وسأل الصحفيون الناطق الرئاسي الروسي، دميتري بيسكوف عمّا ذكرته صحيفة إسرائيلية حول ما إذا كانت روسيا قد ناشدت بالفعل "إسرائيل" والدول الأخرى، المنخرطة في الأزمة السورية، الامتناع عن القيام بعمليات تصعيدية خلال كأس العالم؟.
فردّ بيسكوف قائلا: لا، إن هذه المسألة ليست مرتبطة بكأس العالم. إنما الأمر برمته يدخل في نطاق خط ثابت، يتمثل بدعوة الأطراف والبلدان، وبتشجيع الدول على اتخاذ موقف متوازن، ومنع الأعمال التي يمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار وقف إطلاق النار الهش بالفعل هناك.
وتستضيف روسيا نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018 خلال الفترة من 14 يونيو/ الجاري، ولغاية 15 يوليو المقبل، وذلك للمرة الأولى في تاريخها.
وكانت طالبت "هيومن رايتس ووتش" زعماء العالم الامتناع عن حضور حفل افتتاح كأس العالم بموسكو في 14 يونيو/حزيران، ما لم يتخذ "الكرملين" خطوات حقيقية لحماية حياة أكثر من مليوني شخص في محافظتي إدلب ودرعا في سوريا من الهجمات الكيميائية والتقليدية.
وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً بعنوان "كأس العالم في روسيا ممزوج بدماء 6133 مدنياً سورياً قتلتهم روسيا" وتقت فيه حصيلة أبرز الانتهاكات التي نفذتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول / 2015.
جاء في التقرير أنه في الوقت الذي كانت فيه روسيا تشيد الملاعب والفنادق والمشافي في إطار تنظيمها فعاليات كأس العالم، كانت طائراتها على بعد آلاف الكيلومترات من العاصمة الروسية تدمر وتطحن عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوري، وهي بذلك شريك أساسي للنظام في انتهاكاته الجسيمة، كما أنها -أي القوات الروسية- منقذ للانتهاكات جسيمة ارتكبتها على نحو مباشر.
أعلن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن مسؤولين أمريكيين سينضمون في وقت لاحق من الشهر الجاري إلى مباحثات حول تشكيل لجنة دستورية في سوريا بمدينة جنيف السويسرية.
وكشف دي ميستورا للصحفيين اليوم عن نيته إجراء مشاورات مع مسؤولين روس وأتراك وإيرانيين في 18-19 يونيو، ليعقبها بعد نحو أسبوع اجتماع مماثل بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والأردن والسعودية.
ووجه المبعوث الأممي دعوة إلى واشنطن وباريس وبرلين ولندن وعمّان والرياض لحضور الاجتماع المزمع عقده في 25 الشهر الجاري، مؤكدا أن الولايات المتحدة كانت قد أكدت مشاركتها.
وأشار الدبلوماسي إلى أن الأمم المتحدة تشهد حراكا بالعملية السياسية في سوريا وتتطلع إلى إحراز مزيد من التقدم في هذا الاتجاه، لكنه لا يتوقع انفراجا أكبر.
وقال دي ميستورا إنه يتوقع قريبا تقدما في تشكيل قوائم المرشحين إلى اللجنة الدستورية، مؤكدا أنه استلم قائمة تضم 50 اسما من دمشق، بينما يستمر العمل الجاد على تشكيل لائحة المرشحين عن المعارضة.
وأشار الدبلوماسي الأممي إلى أن اللائحة النظام سُلمت إلى الأمم المتحدة، على الأرجح، بعد مشاورات مع روسيا وإيران، معربا عن رغبته في تفعيل الاتصالات مع دمشق بهذا الخصوص وغيره.
قال الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم الخميس، إن حجم خسائر لبنان حتى الآن جراء النزوح السوري بلغ 9 مليارات و776 مليون دولار، وذلك خلال لقاء عون سفراء مجموعة الدعم الدولية للبنان في قصر الرئاسة شرق بيروت.
وأضاف عون أن "عودة النازحين السوريين إلى بلادهم لا يمكن أن تنتظر الحل السياسي للأزمة السورية الذي قد يتطلب وقتا".
وتابع "إمكانات لبنان لم تعد تسمح ببقائهم على أرضه إلى أجل غير محدد، لما يسببه ذلك من تداعيات سلبية على مختلف الصعد لا سيما الوضع الاقتصادي حيث تجاوزت الخسائر التي لحقت بلبنان ما يقارب 10 مليارات دولار".
وزعم عون أن "لبنان يرى هذه العودة ممكنة على مراحل إلى المناطق التي باتت آمنة ومستقرة في سوريا، وهي تتجاوز بمساحتها خمس مرات مساحة لبنان".
من جهتها، أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان برنيل دالر كارديل، أن "دول المجموعة سوف تواصل تقديم الدعم لبيروت وهي حريصة على استمرار الشراكة من أجل وحدة لبنان واستقراره وسلامة أراضيه واستقلاله".
وتتألف مجموعة الدعم الدولية، من سفراء روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وممثل جامعة الدول العربية.
ويقدر لبنان وجود نحو مليون ونصف المليون من اللاجئين السوريين على أراضيه، فروا خلال سنوات الحرب المستمرة منذ عام 2011، ويعانون ظروفا معيشية صعبة للغاية.
فيما تقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن عدد اللاجئين السوريين في لبنان المسجلين لديها أقل من مليون لاجئ.
ونشبت أزمة بين بيروت والأمم المتحدة، الجمعة الماضي، إذ أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إيقاف طلبات الإقامة المقدمة لمصلحة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
واتهمت الخارجية اللبنانية الأمم المتحدة بـ "تخويف" اللاجئين من العودة إلى سوريا، عبر طرح أسئلة عليهم تتعلق بالخدمة العسكرية، والوضع الأمني، وحالة السكن والعيش، وقطع المساعدات عنهم، يما دعت المفوضية الأممية، أمس الثلاثاء الخارجية اللبنانية إلى العودة عن قرارها.
قتل صباح اليوم الخميس الطبيب موسى قنبس في عيادته بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين في مدينة الحارة بريف درعا الشمالي.
ونقل ناشطون من مدينة الحارة أن الطبيب موسى قنبس يعتبر أحد الشخصيات المسؤولة عن التنسيق مع نظام الأسد وروسيا بخصوص توقيع مصالحات في مدينة الحارة، حيث تم اغتياله من قبل مجهولين في حادثة ليست الأولى من نوعها في المحافظة.
إذ تركزت خلال الأيام القليلة الماضية عمليات الاغتيال باتجاه شخصيات ومسؤولين عن تنسيق الاتصال والعمل مع قوات الأسد بخصوص تسهيل دخول بلدات ومدن ريف درعا المحررة في اتفاقيات مصالحة مع نظام الأسد.
وتعرض منذ أيام شخصان من وجهاء بلدة الغارية الشرقية في ريف درعا الشرقي للاغتيال عن طريق إطلاق الرصاص عليهم من قبل مجهولين، أسفرت عن مقتلهم على الفور، بالإضافة إلى شخص ثالث كان برفقتهم، تبين فيما بعد أنهم مسؤولين عن العمل على المصالحات مع نظام الأسد.
في السياق ذاته أعلن الشيخ فادي العاسمي في ريف درعا الغربي منذ أيام عن رفضه عرضا روسي بالاجتماع مع قياديين في مركز المصالحات الروسي بهدف التوصل لاتفاق بخصوص توقيع مصالحات، مبررا موقفه بالتمسك بمبادئ الثورة.
انتهت مساء يوم الأربعاء، عمليات خروج اللاجئين السوريين إلى الأراضي السوري من معبر "جيلوة غوزو" الحدودي جنوبي تركيا والمقابل لمعبر باب الهوى، لقضاء عيد الفطر.
وفي هذا الصدد، أعلن وزير الجمارك والتجارة التركي، بولنت توفنكجي، أن عدد السوريين الذين غادروا من المعابر التركية، من أجل قضاء عطلة عيد الفطر السعيد بلغ "نحو 130 ألف سوري".
وأوضح أن المعابر ستفتح اعتبارا من 18 يونيو/حزيران الجاري لعودة الراغبين، لافتاً إلى أن "العام الماضي غادر 185 ألف سوري إلى بلادهم، بينهم 27 ألفا لم يعودوا".
وتمنح دائرة الهجرة التركية، اللاجئين، تصريحا للعودة من سوريا في الفترة من 26 يونيو/ حزيران إلى 6 يوليو/ تموز المقبلين.
يشار إلى أن عشرات آلاف اللاجئين السوريين، يعودون سنويا إلى بلادهم خلال عيدي الفطر والأضحى لزيارة عائلاتهم وأقاربهم.
وحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم، يشكل السوريون أغلبهم، بأكثر من 3 ملايين لاجئ.
يتواصل الحراك الدبلوماسي التركي على كافة الأصعدة مع واشنطن للبدء بتطبيق خارطة طريق منبج المتفق عليها مؤخراً، خلقت إلى اتفاق عسكريين من الطرفين على خطة لتنفيذ الاتفاق.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية، في بيان لها اليوم الخميس، أن اجتماعًا انعقد أمس الأربعاء وأمس الأول الخميس، بين عسكريين من الجانبين في مقر قيادة القوات الأمريكية بأوروبا، في مدينة شتوتغارت الألمانية.
وأشار البيان، إلى أن الاجتماع جاء بموجب خارطة طريق "منبج"، التي اتُفق عليها في وقت سابق، والمبادئ الأمنية المدرجة فيها.
وأوضح أن المسؤولين اتفقوا على خطة لتنفيذ الاتفاق، وقرروا تقديم مضمونها للسلطات العليا لكلا البلدين من أجل المباحثات القادمة.
وفي وقت سابق اليوم، قالت الأركان التركية، إن رئيسها خلوصي أكار، بحث في اتصال هاتفي أمس، مع القائد الأعلى لقوات الأطلسي في أوروبا كورتيس سكاباروتي، الوضع الأمني في شمال سوريا، والمبادئ الأمنية المدرجة في خارطة طريق "منبج".
ومؤخرًا توصلت واشنطن وأنقرة الى "خارطة الطريق" حول منبج، تضمن إخراج إرهابيي "ب ي د" منها وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
تتواصل اللقاءات التركية على مستويات عدة، بهدف إتمام ما اتنفق عليه من خارطة طريق بشأن مدينة منبج التي باتت الحدث الأبرز لعودة العلاقات وانتصار الدبلوماسية التركية.
وبحث رئيس الأركان التركي خلوصي أكار، مع القائد الأعلى لقوات الأطلسي في أوروبا كورتيس سكاباروتي، الاتفاق التركي الأمريكي بشأن خارطة الطريق بخصوص منطقة منبج السورية.
وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان نشرته اليوم الخميس، إن اتصالًا هاتفيًا جرى أمس بين أكار وسكاباروتي، حول خارطة طريق "منبج"، تطرق إلى الوضع الأمني في شمال سوريا، والمبادئ الأمنية المدرجة في خارطة الطريق.
وفي وقت سابق، أوضح وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو أن انسحاب عناصر "ب ي د" من مدينة منبج لم يبدأ حتى اللحظة.
وشدّد الوزير التركي على ضرورة استعادة الولايات المتحدة الأمريكية كافة الأسلحة التي أرسلتها إلى العناصر الإرهابية في الشمال السوري، كي يعم الأمن والاستقرار في تلك المناطق.
ومؤخرًا توصلت واشنطن وأنقرة الى "خارطة الطريق" حول منبج، تضمن إخراج إرهابيي "ب ي د" منها وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
كثر في الآونة الأخيرة خروج المجرم "بشار الأسد" عبر وسائل الإعلام بتصريحات صحفية ومتلفزة، هدفها إيصال رسائل "روسيا وإيران" بلسانه لأطراف دولية عديدة بدفع وتوجيه روسي، في وقت يشعر النظام بنشوة الانتصار وأنه تمكن من قتل إرادة الشعب السوري في الثورة ضده، وأنه بإبعادهم عن مناطقهم بات يراهن على مدى قدرتهم على الاستمرار في حراكهم.
التصريحات الإعلامية المتصاعدة للأسد تتناول في جلها العملية السياسية والوجود الإيراني وحزب الله وملفات الجنوب السوري والعملية السياسية، يثبت من خلالها الادعاءات الروسية والإيرانية التي يسوقها إعلامها في مسألة وجودهم ويحاول إثبات انتصاره وتسويق نفسه على أنه المحارب الأول لـ "الإرهاب".
واعتبر المجرم بشار الأسد أن الطلب من "حزب الله" مغادرة سوريا سابق لأوانه، لأن مكافحة الإرهاب ستستمر لفترة طويلة، حسب زعمه، مبيناً في مقابلة مع قناة العالم الإيرانية أن حزب الله عنصر أساسي، وأن المعركة طويلة والحاجة لهذه القوى العسكرية ستستمر لفترة طويلة".
ونفي الأسد أي فكرة مطروحة لديه للمغادرة أو التخلي عن الحكم في رسالة واضحة يريد توجيهها للعالم الذي طالما طالب برحيلة ومحاسبته على جرائمه التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
واعتبر أن علاقتهم مع إيران استراتيجية وقال إنها غير خاضعة للمساومة، نافيا وجود قواعد عسكرية إيرانية في سوريا، في تكرار لتصريحاته السابقة التي تأتي متوافقة مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين ينفون أي وجود عسكري لهم في سوريا متجاهلين كل الميليشيات والقوة التابعة لهم هناك على الأرض.
وبين أن هناك إغراءات عرضت على نظامه مقابل تخليه عن العلاقات الاستراتيجية مع إيران، منها عودة الوضع إلى طبيعته في سوريا أذا فكّت دمشق ارتباطها مع طهران، ملمحاً لوجود عروض سعودية قدمت لهم.
ويسعى الأسد ومن خلفه روسيا وإيران لإعادة تسويق نظام الأسد ورئيسه في المحافل الدولية وعبر وسائل الإعلام، وإظهاره في موقع المنتصر لتعديل موقع المجتمع الدولي حياله، في وقت مكنه دعمهم له من السيطرة على مساحات كبيرة في سورية وإجبار المعارضين له على الخروج باتجاه الشمال السوري ضمن اتفاقيات التهجير التي فرضت عليهم مؤخراً، لتهيئة الأجواء لمرحلة سياسية يتصدرها الأسد بمباركة ودعم روسي.
تتزايد مخاوف الميليشيات الانفصالية من تراجع موقف الولايات المتحدة تجاه دعمهم لقاء عقد اتفاقيات دولية على حساب مناطق نفوذهم التي ظنوا أن الولايات المتحدة لن تفرط فيها، إلا ان اتفاق منبج ومن قبله التخلي عنهم في عفرين بدأ يعزز لديهم الشعور بالخذلان من قبل الحلفاء وبالتالي بات توجهه لحماية مصالحهم بالاتفاق مع الأسد.
وأبدى "الدار خليل" الرئيس المشترك لحركة المجتمع الديمقراطي والقيادي البارز في الإدارة الذاتية التابعة لميليشيات الحماية الكردية استعدادهم للتفاوض مع النظام دون شروط مسبقة، للوصول إلى صيغة حل، في وقت لم يخف تخوُّفه من تخلي الولايات المتحدة عنهم.
وأوضح خليل في مقابلة تلفزيونية أن "التفاوض مع النظام السوري لا يوجد فيه أي خسارة لنا وللشعب الكردي والإدارة الذاتية الديمقراطية بشمال سوريا"، لافتاً إلى أن "النظام لا يزال يرى بأنه يملك شرعية وله مقعد في الأمم المتحدة ويرى بأنه يملك الأرض والقوة والسياسة في سوريا".
وبين خليل "استعدادهم للتفاوض مع النظام دون شروط مسبقة إلا أنهم لن يتنازلوا في مفاوضاتهم مع النظام عن "حرية وحقوق الشعب الكردي الكاملة ونشر الديمقراطية في سوريا كاملة" مضيفاً أن "كل شيء بالنسبة لهم قابل للتفاوض وإيجاد حلول مشتركة".
واعتبر أن "الفيدرالية هي الحل للأزمة السورية، وإن كان لديهم حل آخر فسنناقشهم فيه" موضحاً أن المفاوضات ستكون شاملة، وستكون مدينة عفرين مادة رئيسية فيها.
وفي تصريحات لوكالة "رويترز" ذكر خليل: إنه لا توجد حتى الآن خطوات صوب المفاوضات مضيفاً: "لا نعلم مدى جديتهم ومدى تحضيرهم لهذا الأمر، ولكن نتمنى أن تكون التصريحات معبِّرةً عن نوايا جدية لديهم".
وأضاف أن "تهديد الأسد باستخدام القوة أمر مؤسف، ولا بد من تركيز جميع الجهود حول كيفية تطوير الخيار السلمي" وأن المفاوضات يجب أن تستهدف الوصول إلى "سوريا ديمقراطية تَسَعُ جميعَ المكونات".
واعتبر أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن تركيا لصالحهم، وقال: إن "الأمريكيين لن يتنازلوا عن الأتراك ولن يضحوا بعلاقاتهم القديمة معهم من أجل مناطقنا" مضيفاً أنه لا يعرف كيف سيتطور الدور الأمريكي في سوريا، مما يعكس حالة من عدم اليقين بشأن الأهداف الأمريكية خصوصاً بعد أن تنتهي المعارك مع "تنظيم الدولة".
وقبل أيام اعتبر "مجلس سوريا الديمقراطية" في بيان له أنَّ التدخل الخارجي لم ينتج عنه أي حل للأزمة السورية، واستمرت إراقة الدم السوري رغم ادعاءات بعض الدول بحل الأزمة، ووقف القتال ومنع التصعيد؛ وأن أستانة ساهمت في تقاسم مناطق النفوذ، وفي التغيير الديمغرافي، والتصعيد في مناطق كانت آمنة طوال الأزمة؛ تستقبل النازحين وتحميهم.
ولفت إلى أن مجلس سوريا الديمقراطية ومنذ تأسيسه سعى للحوار وكانت رؤيته منذ البداية تتسم بالحوار وبأنه السبيل الوحيد لحل الأزمة السورية، وأنه كان يصطدم بطموحات البعض بالحسم العسكري, وبتجاهل النظام للمطالب الشرعية للمكونات في الشمال السوري, وتجاهل الحل الديمقراطي والإصرار على بقاء الوجه القبيح للاستبداد دون تغيير يذكر, مطالباً القوى المجتمعية التي أفرزتها الأحداث بالاستسلام لسياسة النظام أو بالمواجهة العسكرية.
تتواصل الاشتباكات والمعارك بين قوات "ٌقسد" وعناصر تنظيم الدولة في ريف الحسكة الجنوبي، وسط معارك كر وفر بين الطرفين وسط تقدم لقسد على حساب التنظيم هناك، بالتزامن مع غارات عنيفة لطيران التحالف تستهدف المنطقة.
وقالت مصادر إعلامية من المنطقة الشرقية إن الاشتباكات تركزت بالأمس على بلدتي الدرويش والعامرية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، انتهت بانسحاب التنظيم ودخول قوات قسد بعد تكبد الطرفين خسائر كبيرة.
وسيطرت "ٌقسد" قبل أيام على عدة قرى وبلدات أبرزها "أبو حامضة والحلوة والشماس"، بالإضافة إلى مواقع في البادية السورية بالقرب من بلدة "الدشيشة" جنوبي الحسكة، فيما يقوم التنظيم بتنفيذ كمائن في مواقع عدة خلفت قتلى وجرحى في صفوف عناصر "قسد".
وبالتزامن مع المعارك، يقوم طيران التحالف الدولي بتنفيذ عشرات الغارات الجوية بحجة محاربة التنظيم، حيث تطال هذه الغارات المناطق المدنية وتوقع مجازر متعددة بحقهم، بهدف إجبارهم على الخروج من مناطقهم.