تتعرض بلدة الكرك الشرقي بريف درعا الشرقي لقصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل قوات الأسد، على الرغم من الوعود التي قطعها الطرف الروسي بعدم قصف البلدات في حالة موافقة قاطنوها على المصالحة مع النظام.
وأكد ناشطون أن بلدة الكرك الشرقي تتعرض للقصف بالتزامن مع قيام قوات الأسد بإحداث تفجيرات في منازل المدنيين، حيث نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريطا مصورا يؤكد القصف الذي تتعرض له البلدة على الرغم من موافقة مختارها ومن معه على المصالحة.
ويحذر ناشطون من قيام أبناء وأهالي القرى المحررة بإبرام اتفاقيات مصالحة مع نظام الأسد بشكل إفرادي، حيث اعتبروا ما يحصل انتحارا، وأكدوا على أن قوة التفاوض مع الطرف الروسي تأتي في حال اتحاد كافة المناطق المحررة على كلمة واحدة.
وكان الطيران الحربي والمروحي الروسي والأسدي شن اليوم غارات جوية بالصواريخ والبراميل المتفجرة على أحياء درعا البلد وعلى مدينتي نوى وطفس وبلدات المسيفرة وكحيل والشيخ سعد، ما أدى لسقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين.
وتأتي هذه التطورات بعد القصف العنيف الذي تعرضت له أحياء مدينة درعا والمدن والقرى المحررة خلال الأيام الماضية، والذي أدى لنزوح عشرات الآلاف من المدنيين باتجاه المزارع والحدود السورية الأردنية والحدود مع الجولان المحتل.
وتجدر الإشارة إلى أن الطيران الروسي ومروحيات الأسد تتبع سياسة الأرض المحروقة بغية إجبار المدنيين على النزوح، حيث سيطرت قوات الأسد من خلال الدعم الروسي على مواقع استراتيجية في ريف درعا الشرقي بينها قرى في منطقة اللجاة ومدينتي بصر الحرير والحراك، بالإضافة لعدة بلدات مثل المليحة الشرقية والغربية وصما وغيرها.
ردت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" على الادعاءات الروسية بالتحضير لهجمات بأسلحة كيماوية في إدلب، بالتأكيد على أن هذه المعلومات التي نقلتها عما يدعى "مركز المصالحة" تفتقد لأدنى معايير المهنية الصحفية، وتنقل ادعاءات عن مجهولين.
واعتبرت مؤسسة الدفاع المدني أن تلك الأخيار التي تناقلها الإعلام الروسي لايمكن تصنيفها إلا ضمن البروبوغندا الروسية التي تعمل على قلب الحقائق وخاصة بعد إدانة النظام باستخدام السلاح الكيماوي بحسب تقارير آلية التحقيق المشتركة JIM آخرها في خان شيخون في أكتوبر ۲۰۱۷، حيث أنه تم إدانة النظام باستخدام غاز السارين ليقوم بعدها الجانب الروسي بإنهاء عمل آلية التحقيق المشتركة JIM وذلك لحماية النظام وإيقاف التحقيقات في الضربات الكيماوية.
كما يندرج هذا الخبر بحسب بيان لـ "الخوذ البيضاء" ضمن الحرب الروسية التي تشنها الحكومة الروسية على الشعب السوري وخاصة على "الخوذ البيضاء" بسبب جهود المنظمة في حفظ أرواح المدنيين وتوثيق الجرائم في سوريا.
ودعا بيان "الخوذ البيضاء" إلى إيقاف حركة الطيران فوق المدنيين وخاصة المنطقة المذكورة في الخبر "معرة النعمان" وذلك لتخوفها من أن يكون هذا الخبر هو تمهيد للقيام بجريمة في تلك المنطقة.
كما دعت نقاط المراقبة التركية في شمال سوريا إلى توثيق الأعمال العدائية بدقة ومحاسبة المرتكبين كذلك طالبت المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لحماية المدنيين في سوريا وخاصة في الجنوب السوري في درعا الذين يرزحون تحت ضربات الطيران الروسي والسوري.
وكان زعم ما يعرف باسم "المركز الروسي للمصالحة في سوريا" أن منظمة "الخوذ البيضاء" تحضِّر لعمل استفزازي باستخدام مواد كيميائية في محافظة إدلب السورية، في سياق الحملة الإعلامية الدعائية التي تستهدف المنظمة من قبل روسيا، وفي سياق تبرئة نظام الأسد من الهجمات التي يقوم بتنفيذها ضد المدنيين باستخدام الأسلحة الكيماوية.
ولتمكين تلفيقها على اعتبار أن المصدر الذي استند له المركز وقال سكان محليين أخبروه بأنه وصلت إلى إدلب يوم الأحد قافلة من 6 سيارات عليها شعار "الخوذ البيضاء" وشاحنة محملة بوسائل حماية وحاويات تحتوي على سائل وأجهزة فيديو و7 صواريخ، في محاولة يائسة وهزيلة للتلفيق الإعلامي، وهل يمكن لمصدر المركز كشف مابداخل الحاويات من عدد للصواريخ وأن فيها سائلاً، ثم إن كان ذلك صحيحاً بحسب نشطاء فلماذا ينقل الدفاع المدني هذه المواد علانية وبسيارات تحمل شعاره وعلى مرأى مصادر روسيا المزعومة.
وأضاف رئيس المركز أنه حسب المعلومات المتوفرة لدى العسكريين الروس نقل عناصر "الخوذ البيضاء" الصواريخ باتجاه مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب، حيث يكرر الإعلام الروسي هذه الأخبار التي تتحدث عن استفزازات وماشابه محاولة اتهام "لخوذ البيضاء" وإبعاد التهمة عن المجرم الحقيقي ممثلاً بنظام الأسد.
وتسعى روسيا دائما عبر إعلامها وتصريحات مسؤوليها وفي المحافل الدولية لتبرأة نظام الأسد من قصف المدنيين واستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في المناطق المحررة، استخدمت الفيتو أكثر من عشر مرات في مجلس الأمن لحمايته من العقاب والإدانة.
وتواجه مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، حملة تشويه ممنهجة من قبل الإعلام التابع لنظام الأسد والإعلام الرديف له، في محاولة لإنهاء أحد أبرز المؤسسات الإنسانية في سوريا والتي تأسست بعد الحراك الثوري، اتخذت من شعار "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً".
الحملة الإعلامية تواجه المؤسسة الأكثر شعبية في سوريا لاسيما ضمن المناطق المحررة التي تعمل فيها فرقها المنتشرة في تسع محافظات سورية ضمن المناطق المحررة وتقوم بواجبها الإنساني في إنقاذ المدنيين من القصف والقتل اليومي والذي لم تسلم كوادرها منه جراء الاستهداف المتكرر لمراكز الدفاع المدني السوري وكوادرها خلال عملهم الإنساني، تهدف لإضفاء صفة الإرهاب وإلصاقها بها بغية تدميرها وإنهاء كل مايقدم الحياة والخدمات لألاف المدنيين في المناطق المحررة.
قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلوا، إن روسيا وإيران والولايات المتحدة تتحمل مسؤولية هجمات النظام جنوبي سوريا.
وأضاف خلال مشاركته في برنامج على قناة "إن تي في" التلفزيونية التركية، أن المنطقة الجنوبية أدرجت ضمن مناطق خفض التوتر في سوريا بموجب اتفاق أستانة، بين الدول الضامنة الثلاث تركيا وروسيا وإيران.
واستدرك أن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى تفاهم منفصل حول المنطقة في وقت لاحق، مشيرا إلى أن النظام يهاجم المعارضة حاليا جنوبي سوريا، وعلى روسيا وواشنطن إيقاف ذلك، باعتبارهما طرفي التفاهم الأخير.
وتطرق جاويش أوغلو إلى الرسالة التي قالت فصائل معارضة إنها تلقتها من الإدارة الأمريكية، والقائلة بعدم توقع تدخل أمريكي عسكري جنوبي سوريا، حال هاجم النظام المعارضة.
واليوم، أدانت الخارجية التركية بشدة الهجمات التي تستهدف محافظتي درعا والقنيطرة السوريين الخاضعتين لاتفاق خفض التوتر المبرم بين الدول الضامنة: تركيا وروسيا وإيران في العاصمة الكازاخستانية أستانة.
وتندرج محافظة درعا ضمن مناطق خفض التوتر، التي توصلت إليها تركيا وإيران وروسيا، في مايو/ أيار 2017، في إطار مباحثات أستانة حول سوريا، غير أن اتفاقا روسيًا أمريكيًا جرّد درعا من هذه الصفة (خفض التوتر)، بعد شهرين فقط من الاتفاقية الثلاثية، أعقبها قطع الولايات المتحدة مساعداتها للمعارضة.
قالت قناة "CNN" التلفزيونية، إن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، يأمل في إبرام صفقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا خلال أول قمة رسمية بينهما، تتيح سحب قوات بلاده من هناك.
وذكرت القناة، أنه وفقا للاتفاقية المقترحة، ستكون قوات الأسد قادرة على فرض سيطرتها "فوق الأراضي القريبة من الحدود مع الأردن" بدعم من روسيا.
وتوقعت القناة التلفزيونية الأمريكية أن يتمكن ترامب خلال اجتماع القمة المقرر مع بوتين في هلسنكي، من التوصل إلى اتفاق بشأن سوريا، يسمح بسحب القوات الأمريكية من هذا البلد الشرق أوسطي في أقرب وقت ممكن، قبل أن تغرق هناك في مستنقع يصعب الخروج منه.
ونقلت "CNN" عن مصادر مسؤولة قولها، إن الرئيس الأمريكي تحدث عن نوايا سحب القوات الأمريكية من سوريا يوم الاثنين، على وجه الخصوص في اجتماع مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في البيت الأبيض، ناقشا خلاله بالتفصيل الوضع في الشرق الأوسط.
و"كما قال أحد المصادر لـ CNN، يعتقد ترامب أنه سيتمكن من إبرام صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيما يتعلق بما يسمى بالمنطقة المغلقة في الجزء الجنوب غربي من سوريا، الأمر الذي سيسمح للولايات المتحدة بالخروج في أقرب وقت ممكن"، كما تقول القناة التلفزيونية.
وبحسب "CNN"، ووفقًا للاتفاقية المقترحة، فإن قوات الأسد بدعم من القوات الروسية، ستكون قادرة على فرض سيطرتها على الأراضي القريبة من الحدود مع الأردن.
في الوقت نفسه، يتوقع ترامب أن يتلقى، مقابل ذلك، ضمانات من الجانب الروسي تتعلق بأمن المعارضة السورية، التي تتمتع بدعم الولايات المتحدة، تتيح خروجها الحر من هذه المنطقة التي ستؤول السيطرة عليها إلى جيش النظام.
بالإضافة إلى ذلك، يأمل الرئيس الأمريكي مساعدة موسكو له ولإسرائيل في الحد من وجود القوات المدعومة من إيران في جنوب غرب سوريا على مقربة من الحدود مع إسرائيل، لا سيما مقاتلي حزب الله اللبناني الذين تخشى تل أبيب من أن يفتحوا جبهة ثانية ضدها في الجولان المحتل، على غرار الجبهة المفتوحة في جنوب لبنان.
بدأت التصريحات الروسية التصعيدية ضد واشنطن تأخذ منحى جديدة وتهدئة واضحة بعد أشهر سابقة من التصعيد الروسي ضدها وكيل اتهامات عديدة لواشنطن بأنها تدعم تنظيم الدولة وتدرب "إرهابيين" في قاعدة التنف، وتسهل عمليات استفزازية ضد روسيا في دير الزور.
التهدئة الروسية جاءت واضحة على لسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين بأنه لا يمكن أن تقع هناك أي حوادث بين العسكريين الروس والأمريكيين في سوريا، وقال فيرشينين: "لا يمكن أن تكون هناك اشتباكات أو مواجهة مباشرة. إنه أمر مستحيل. بالعكس فإننا ندعو الجميع إلى القيام بعمليات منسقة ضد الإرهابيين".
وأضاف: "إننا نتعاون معهم (مع العسكريين الأمريكيين) وننسق أعمالنا معهم، بما في ذلك بمساعدة مركز عمان الذي نقوم فيه نحن والأمريكيون والأردنيون بتبادل المعلومات".
بالمقابل، نقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر عربية في وقت سابق، أن الولايات المتحدة عرضت على الجانب الروسي توسيع «التفاهم السوري» إقليمياً، على أن تتخذ الخارجية الروسية والكرملين مبادرة لتسهيل لقاءات تفاوضية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
مصادر عربية مطلعة قالت في حديث إلى «الأخبار» إن الأميركيين عرضوا على الروس تطوير التفاهم في سوريا، والبناء عليه وعقد صفقة إقليمية أوسع، تقايض نفوذاً روسياً خالصاً في سوريا، مقابل إطلاق يد المحور "الأميركي ــ الخليجي ــ الإسرائيلي" في فلسطين.
ووصفت المصادر العربية العرض الأميركي بـ«السخي» لأنه يتضمن الاعتراف الأميركي بالمصالح الروسية الخاصة في سوريا، واعتبارها منطقة نفوذ روسية خالصة، مقابل تحجيم الروس لإيران هناك، أولاً، ومن ثم تسهيلهم «صفقة القرن».
ومن المنتظر أن تتبلور أكثر صورة العرض الأميركي مع زيارة مستشار الأمن القومي جون بولتون، إلى موسكو، وتطوير التفاهمات التي بدأ العمل بها على الجبهة السورية على حساب إيران، إلى ملف «صفقة القرن».
وقد تتضح صورة التفاهمات بين الرئيسين بوتين ودونالد ترامب، واحتمالات تحوّلها إلى صفقة على حساب الأولوية الإيرانية لواشنطن، من خلال اللقاءات التي سيجريها بولتون في موسكو لتحديد موعد للقاء بين الرئيسين في فيينا، قد ينعقد منتصف الشهر المقبل.
دعا مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، لوضع حد للعنف المتفاقم في محافظة درعا، جراء الهجمة العسكرية التي تقودها قوات النظام وحلفائها إيران وروسيا، والتقيد بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي.
وقال الحسين في بيان له اليوم الجمعة: "أفادت التقارير بأن الآلاف هربوا من منازلهم، لكن الخطر بأن يؤدي تصعيد الاقتتال إلى محاصرة العديد من المدنيين، بين نيران قوات الحكومة السورية وحلفائها من جهة، ومجموعات المعارضة المسلحة وداعش من جهة أخرى".
وأضاف أنه: "وردت إلى مكتبنا تقارير تفيد بأنه لم يسمح، خلال الأيام القليلة الماضية للمدنيين بالانتقال إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة في مدينة درعا ومحافظة السويداء، عبر نقاط تفتيش حكومية تقع في المناطق الجنوبية الشرقية والغربية من درعا، إلا مقابل تسديدهم مبلغا ماديا".
وتابع: "وزيادة على الوضع السوداوي المتأزم، أشارت التقارير إلى أن مقاتلي داعش المسيطرين على منطقة حوض اليرموك في الجزء الغربي من محافظة درعا، لا يسمحون للمدنيين بمغادرة المناطق التي تقع تحت سيطرتهم".
وقال الحسين: "لا تزال مختلف الأطراف في سوريا تستخدم المدنيين كرهائن. نذكر كافة أطراف النزاع بأن القانون الدولي يفرض عليهم أن يبذلوا أقصى جهودهم لحماية المدنيين، وندعوهم إلى تأمين ممر آمن لكل من يرغب في الفرار، وحماية كل من يرغب في البقاء في كافة الأوقات".
ومنذ 19 يونيو، تواجه محافظة درعا في الجنوب السوري "مهد الثورة" ومنطلقها أعنف حملة قصف جوية ومدفعية تزامناً مع عمليات عسكرية مستمرة من قبل النظام وروسيا وإيران بمشتى ميليشياتها، وسط حركة نزوح هي الأولى من نوعها والأكبر في تاريخ الحراك الشعبي ومصير مجهول ينتظرهم في ظل اغلاق الحدود الأردنية أمامهم.
اغتيال مجهولون قيادي في جبهة تحرير سوريا، في ظروف غامضة بعد أن عثر على جثته في منطقة زراعية بريف معرة النعمان الشرقي، في سياق العمليات الأمنية التي تطال كوادر الفصائل من قبل الخلايا التابعة لتنظيم الدولة وجهات أخرى تنشد في إدلب.
وقالت مصادر محلية إن القيادي في جبهة تحرير سوريا حسن خالد عجاج "أبو خالد من بلدة بلشون" وجدت جثته في منطقة زراعية قرب بلدة تلمنس بريف إدلب الشرقي، وقد تم تصفيته رمياً بالرصاص، دون معرفة الجهة التي قامت بذلك وظروف الحادثة.
وتنشط في إدلب خلايا أمنية منها تابعة لتنظيم الدولة والتي تقوم بعلميات تصفية لكوادر عسكرية من الفصائل، إضافة للقيام بعمليات تفجير تستهدف الفصائل والمدنيين على حد سواء.
وبالأمس، بدأت هيئة تحرير الشام عملية أمنية جديدة تستهدف خلايا التنظيم في منطقة سرمين والنيرب، تمكنت خلال اليوم الأول من قتل واعتقال عدد من عناصرها، والعثور على أسلحة ومواد متفجرة وذخائر وعبوات متنوعة، إضافة لأنها عثرت على الموقع الذي تم فيه إعدام عناصر الهيئة ذبحاً قبيل أثل من شهر بعد اختطافهم في ريف إدلب.
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه قام الليلة الماضية بعملية خاصة في 4 مناطق لنقل مساعدات إنسانية مخصصة للسوريين الفارين في مخيمات بالجانب السوري من هضبة الجولان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أرفقه بفيديو، أن العملية الليلية استغرقت عدة ساعات تم خلالها نقل نحو 300 خيمة بالإضافة إلى 13 طنا من المواد الغذائية و3 أطنان من غذاء الأطفال و3 منصات نقالة محملة بالأجهزة الطبية والأدوية و30 طنا من الملابس والأحذية.
وأضاف البيان أن الجيش الإسرائيلي يعمل "منذ سنوات، كبادرة حسن نية سياسية، على تقديم دعم إنساني منقذ للحياة في إطار حسن الجوار، إلى جانب عدم التدخل في الحرب الداخلية في سوريا"، مشيرا إلى أن هذه النشاطات تحظى بأهمية خاصة في ظل الأوضاع المتردية لأبناء تلك المنطقة - سكان الشق السوري من هضبة الجولان".
كما أوضح البيان أن الجيش الإسرائيلي يتابع الأوضاع جنوب سوريا و"جاهز لسيناريوهات متنوعة، بما فيها مواصلة تقديم الدعم الإنساني للسوريين الفارين داخل الأراضي السورية"، مؤكدا أنه "لن يسمح بعبور سوريين فارين إلى داخل إسرائيل".
وتواجه محافظة درعا في الجنوب السوري "مهد الثورة" ومنطلقها أعنف حملة قصف جوية ومدفعية تزامناً مع عمليات عسكرية مستمرة من قبل النظام وروسيا وإيران بمشتى ميليشياتها، وسط حركة نزوح هي الأولى من نوعها والأكبر في تاريخ الحراك الشعبي ومصير مجهول ينتظرهم في ظل اغلاق الحدود الأردنية أمامهم.
أدانت الخارجية التركية بشدة الهجمات التي تستهدف محافظتي درعا والقنيطرة السوريين الخاضعتين لاتفاق خفض التوتر المبرم بين الدول الضامنة: تركيا وروسيا وإيران في العاصمة الكازاخستانية أستانة.
وأعرب الناطق باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، في بيان اليوم، عن حزنه العميق، وقلقه الشديد حيال تصاعد الهجمات على درعا والقنيطرة.
وأشار أقصوي إلى أن هجمات النظام على المناطق المذكورة أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين الأبرياء.
وأضاف أقصوي "نشعر بحزن وقلق كبيرين إزاء ما يحصل، وندين بشدة هذه الهجمات اللاإنسانية، التي تقوض الجهود المبذولة في أستانا وجنيف للحد من العنف في المنطقة، ويجاد حل سياسي للأزمة".
ودعا أقصوي بحسب "الأناضول" الدول الضامنة الأخرى لاتفاقية أستانة والمجتمع الدولي للتدخل لوقف تلك الهجمات فوراً.
ومنذ أسبوع ، يشن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية، عمليات برية وغارات جوية مكثفة على مواقع المعارضة شرقي محافظة درعا، رغم تحذيرات أمريكية؛ ما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص، ونزوح آلاف السوريين عن منازلهم وافتراشهم البراري والسهول.
وتندرج محافظة درعا ضمن مناطق خفض التوتر، التي توصلت إليها تركيا وإيران وروسيا، في مايو/ أيار 2017، في إطار مباحثات أستانة حول سوريا، غير أن اتفاقا روسيًا أمريكيًا جرّد درعا من هذه الصفة (خفض التوتر)، بعد شهرين فقط من الاتفاقية الثلاثية، أعقبها قطع الولايات المتحدة مساعداتها للمعارضة.
قالت فرنسا في بيان إن هجوم قوات الأسد في الجنوب السوري يخاطر بزعزعة الاستقرار بالمنطقة، داعية روسيا إلى تنفيذ التعهدات التي قطعتها العام الماضي فيما يتعلق باتفاق ”خفض التصعيد“ في المنطقة.
وقالت أنييس فون در مول المتحدثة باسم الخارجية في بيان يوم الخميس ”فرنسا قلقة للغاية من الهجوم الذي ينفذه النظام السوري وداعموه في جنوب غرب سوريا. تخاطر هذه الهجمات بتصعيد (الموقف) وبزعزعة الاستقرار الإقليمي“.
وتابعت ”فرنسا تدعو روسيا إلى تنفيذ التزاماتها فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا“.
من جهتها، طالبت ألمانيا، يوم الخميس، نظام الأسد وحلفاءه بوقف "فوري" للأعمال العدائية في محافظة درعا جنوب غربي سوريا، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال.
وقالت الخارجية الألمانية في بيان اطلعت عليه الأناضول: "قلقون بشدة من الهجمات الأخيرة للنظام السوري وحلفائه في درعا".
وأضاف البيان: "مرة أخرى، يشن النظام السوري وحلفاؤه هجمات دموية بلا رحمة ضد شعبه المدني".
وتابعت الخارجية: "وكالعادة، يستهدف النظام البنى التحتية المدنية من مستشفيات ومدراس"، معربةً عن إدانتها "بقوة للهجمات على المنشآت الطبية".
وفي وقت سابق، أعلن جان إيغلاند، مستشار المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أن الهجمات التي شنها نظام الأسد وحلفاؤه على درعا، "استهدفت منظمات صحية"، معتبراً أن ذلك يعدّ "جريمة حرب".
وطالب بيان الخارجية الألمانية "كافة أطراف الصراع باحترام القانون الدولي الإنساني"، و"وقف فوري لجميع الأعمال العدائية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال".
ووفق الوزارة، فإن "ما يحدث في درعا يظهر مرة أخرى حاجتنا العاجلة لتحقيق تقدم على المستوى السياسي في هذا الصراع".
وأضافت: "لذلك، ندعم جهود الأمم المتحدة للتوصل لحل سياسي في سوريا".
وتواجه محافظة درعا في الجنوب السوري "مهد الثورة" ومنطلقها أعنف حملة قصف جوية ومدفعية تزامناً مع عمليات عسكرية مستمرة من قبل النظام وروسيا وإيران بمشتى ميليشياتها، وسط حركة نزوح هي الأولى من نوعها والأكبر في تاريخ الحراك الشعبي ومصير مجهول ينتظرهم.
نقل الهلال الأحمر التركي، الخميس، الطفلة السورية المبتورة القدمين "مايا مرعي"، إلى إسطنبول، تمهيدًا لمعالجتها، بعد تكفل مختص تركي بتركيب أطراف صناعية لها.
"مايا" (8 سنوات) سرقت الحياة منها قدميها، إثر ولادتها بتشوهات؛ ففلم تجد سوى الأواني المنزلية البلاستيكية الفارغة لتعينها على المشي، في ظل فقر تعيشه مع عائلتها في أحد مخيمات النزوح شمالي سوريا.
ونزحت "مايا" وعائلتها المؤلفة من أب معاق مبتور الساقين كابنته أيضا، وأم وستة أبناء من منزلهم في ريف حلب الجنوبي؛ بسبب قصف النظام السوري لبلدتهم، حيث لجؤوا إلى مخيم القنيطرات في ريف إدلب.
ولاقت قصة الطفلة صدى إعلامي كبير في أوساط الوكالات الإعلامية السورية والتركية والعربية، حيث تكفل الأخصائي التركي في تركيب الأطراف الصناعية "محمد زكي تشولجو"، المقيم في إسطنبول، بتركيب الساقين، فيما تولى الهلال الأحمر التركي مهمة نقلها.
وفي تصريح للأناضول، اليوم، عبّر والد الطفلة "علي مرعي"، أثناء مرافقتها، عن حزنه إزاء عدم قدرة ابنته على المشي، موضحاَ أنه حاول مرارًا التوصل إلى حلول لمعالجة ابنته وتحسين حياتها، غير أن الحرب المستمرة في بلاده وقفت عائقًا أمامه.
وقال: "ليس بوسع ابنتي القيام بأي شيء دون مساعدة، ووضعها الحالي يشعرني بالحزن، أريد رؤيتها تذهب إلى المدرسة العيش بشكل طبيعي"، كما أعرب عن شكره للهلال الأحمر، ولتركيا شعبًا وحكومة.
لم تكن حياة "مايا" عادية بالمرة، فطقوسها مختلفة عن الفتيات في عمرها، تصحو صباحًا ترفع بنطالها حتى ترى قدميها المبتورتين، ثم تزحف وهي جالسة حتى باب الخيمة.
تنظر إلى قدميها وكأنها تلومهما، ثم تمسك بقطعتين من الأواني البلاستيكية تم تنجيدهما بالخيش، وترتديهما كما يُرتدى الحذاء وتخرج بهما.
أكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ياسر الفرحان أن نظام الأسد مسؤول عن ارتكاب آلاف الجرائم ضد المدنيين من خلال زجهم في المعتقلات وخطفهم، وممارسة التعذيب بحقهم حتى الموت.
جاء ذلك خلال مشاركة الفرحان في جلسة خاصة عن الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري في مدينة جنيف السويسرية، بتنظيم من مجلس حقوق الإنسان على هامش اجتماعه الـ 38.
و شدد الفرحان الذي يرأس الهيئة الوطنية السورية للمعتقلين والمفقودين التي شكلها الائتلاف الوطني مؤخراً والتي تعمل بصيغة مستقلة، أن عمليات التعذيب في سجون النظام ممنهجة، وأودت بحياة عشرات الآلاف من السوريين المعارضين.
وأوضح أن النظام لم يلتزم بالقرارات الدولية ومن قبلها الاتفاقيات الدولية التي تنص على منع الاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة، وواصل عمليات الاعتقال والخطف، وأضاف أن ذلك يحدث بالرغم أن القرارات الصادرة عن مجلس الأمن «تكاد لا تخلو من الإدانة الشديدة للاعتقال التعسفي للمدنيين في سوريا ولعمليات التعذيب والتصفية الجسدية وللاختفاء القسري، ولا تخلو من المطالبة بالوقف الفوري لهذه الممارسات وإطلاق جميع الأشخاص المحتجزين تعسفياً.
وبيّن الفرحان بحسب مانقل موقع "القدس العربي" أن تشكيل الهيئة الوطنية للمعتقلين والمختطفين، يأتي بهدف مساعدة منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية المستقلة، في تحقيق إجراءات ملموسة وعملية على الأرض عبر إطلاق سراح المعتقلين. وتابع قائلاً: «موضوع المعتقلين أساسي بشكل كامل ولا نقبل به كورقة للتفاوض.. يجب ألا ننسى هذه القضية أو تأجيلها إلى ما بعد الحل السياسي»، مشدداً على ضرورة تفعيل ملف المحاسبة وعدم ربطه بمعوقات الحل السياسي.