توقع الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريش"، أن يتم تدمير كافة مرافق إنتاج الأسلحة الكيميائية المتبقية المعلن عنها في سوريا، بشكل كامل ونهائي، خلال الأسابيع المقبلة.
وحذر غوتيريش، في رسالة بعث بها لأعضاء مجلس الأمن الدولي، مصحوبة بالتقرير الشهري الـ55 للمدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، "أحمد أوزمجو"، من أن تقاعس مجلس الأمن في تحديد المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا "يخذل الضحايا"، مشددا على أنه "لا يمكن أن يسود الإفلات من العقاب".
وفيما يتعلق بالمعلومات بشأن برنامج الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد، قال غوتيريش، "توجد للأسف أسئلة لا تزال دون إجابة، وما زال استمرار انعدام القدرة على حل هذه المسائل المعلّقة يشكل مصدرا للقلق الشديد".
ولفت إلى أن "بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، لا تزال تواصل دراسة جميع المعلومات المتاحة بشأن ورود ادعاءات تبعث على الجزع البالغ بخصوص استخدام الأسلحة الكيميائية في دوما".
وأوضح أنه "تم إيفاد بعثة تقصي حقائق إلى سوريا لزيارة المواقع ذات الصلة، في دوما في 21 أبريل، وزارت البعثة أحد المواقع، وخلال الزيارة، قام الفريق بجمع عينات ثم عاد إلى دمشق".
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة خاصة، يوم الاثنين المقبل، لمناقشة رسالة الأمين العام والتقرير الـ55 لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أن خبراءها أنهوا أخذ العينات والتقاء شهود لتحديد ما إن كانت أسلحة محظورة قد استُخدمت في هجوم الكيماوي الذي شنه نظام الأسد على مدينة دوما في 7 أبريل الماضي.
وأوضحت المنظمة أن "تحليل العينات يمكن أن يستغرق ثلاثة أسابيع إلى أربعة على الأقل"، مضيفة أن "من الصعب في الوقت
أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أن خبراءها أنهوا أخذ العينات والتقاء شهود لتحديد ما إن كانت أسلحة محظورة قد استُخدمت في هجوم الكيماوي الذي شنه نظام الأسد على مدينة دوما في 7 أبريل الماضي.
وقالت المنظمة -التي يوجد مقرها في لاهاي- في بيان، اليوم السبت، إن "بعثة تقصي الحقائق بشأن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا أكملت أعمالها بدوما"، مضيفة أنه جرى "نقل العينات التي تم جمعها في دوما إلى مختبر المنظمة".
وأوضحت المنظمة أن "تحليل العينات يمكن أن يستغرق ثلاثة أسابيع إلى أربعة على الأقل"، مضيفة أن "من الصعب في الوقت الراهن تحديد إطار زمني لإصدار التقرير النهائي، وموعد تقديمه للدول الموقِّعة على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية".
وبينت أنه جرى "نقل العينات إلى مختبرات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية" في ريشيك بضواحي لاهاي، "قبل نقلها إلى عدة مختبرات معتمدة من المنظمة في العالم".
ووصل فريق المنظمة إلى سوريا في 14 من الشهر الماضي، واتهمت كل من واشنطن وباريس ولندن، موسكو بعرقلة وصول مفتشي المنظمة إلى دوما عدة مرات، وتأخر فريق العمل في الدخول الى دوما وتم اطلاق النار عليهم خلال محاولتهم الدخول الى المدينة.
وشنت مقاتلات بريطانية وفرنسية وسفن حربية أمريكية ضربات على نظام الأسد، فجر السبت 13 ابريل الجاري، بعد ان أمر الرئيس الأمريكي، "دونالد ترمب"، قوات بلاده بتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف لنظام الأسد، ردا على استخدامه السلاح الكيماوي في مدينة دوما في 7 من الشهر الجاري، ما أودى بحياة 80 مدني جلهم من الأطفال والنساء
تبادر فرنسا بوضع آلية جديدة بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية تمكنها من تحديد المسؤولية عن الهجمات بذخائر محظورة، والذي تقوم الدول الغربية بدورها بدراسته، وفقا لمصادر دبلوماسية.
وبحث الرئيس الفرنسي، "إيمانويل ماكرون"، الآلية الجديدة مع رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، "أحمد أوزومغو" خلال زيارة إلى هولندا في مارس.
وقال مصدر آخر إن فرنسا تعكف مع حلفائها المقربين على وضع تفاصيل عمل هذا النظام.
ومن شأن وضع آلية جديدة منحها هذا الدور، الذي اضطلعت به لجنة تحقيق مشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في سوريا إلا أن استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد تجديد تفويضها في نوفمبر.
وقال دبلوماسي فرنسي كبير لـ"رويترز" إن "كل ما يتعلق بسوريا يواجه عرقلة في مجلس الأمن الدولي، وفي العموم نرى استهانة متكررة وممنهجة بأطر العمل متعددة الأطراف، بما في ذلك انتشار الأسلحة الكيماوية"، مضيفا: "نحتاج آلية لتحديد المسؤولية".
ولا تستطيع المنظمة، التي يوجد مقرها في لاهاي، تحديد الجهة التي نفذت هجوم الكيماوي، بل مسؤوليتها تتوقف على تحديد وقوع الهجمات الكيماوية من عدمها.
لكن من المرجح أن يواجه المقترح الفرنسي مقاومة من روسيا ودول أخرى. وعادة يطرح المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية المكون من 41 عضوا قراراتها للتصويت، حيث يحتاج إقرارها 27 صوتا.
ولم تحظ مبادرات طرحت في الآونة الأخيرة بالمنظمة للتنديد بسوريا لاستخدامها أسلحة كيماوية بالدعم الكافي.
وواجه مجلس الأمن الدولي أزمة تمثلت في كيفية إيجاد بديل للتحقيق المشترك بين الأمم المتحدة والمنظمة.
وصوت مجلس الأمن الدولي على مقترحين أحدهما أميركي والآخر روسي في شهر أبريل الماضي، لإنشاء بعثات تحقيق جديدة في هجمات الأسلحة الكيماوية في سوريا، لكنه فشل في اعتماد أي منهما.
وفيما بعد وزعت فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا مشروع قرار جديد يهدف إلى إنشاء تحقيق جديد مستقل لتحديد المسؤول.
لكن روسيا قالت إنه لا معنى لتحقيق جديد، لأن الولايات المتحدة وحلفاءها تصرفوا بوصفهم القاضي والجلاد، وتعثرت المحادثات بشأن مشروع القرار الغربي.
وشنت مقاتلات بريطانية وفرنسية وسفن حربية أمريكية ضربات على نظام الأسد، فجر السبت 13 ابريل الجاري، بعد ان أمر الرئيس الأمريكي، "دونالد ترمب"، قوات بلاده بتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف لنظام الأسد، ردا على استخدامه السلاح الكيماوي في مدينة دوما في 7 من الشهر الجاري، ما أودى بحياة 80 مدني جلهم من الأطفال والنساء
دعا نشطاء وفعاليات مدنية في مدينة الباب شرقي حلب اليوم، لإضراب عام في المدينة احتجاجاً على حالة الفوضى والأعمال التعسفية التي تقوم بها بعض عناصر الفصائل المسيطرة في المنطقة خلال الأونة الأخيرة أخرها اقتحام مشافي طبية وإشهار سلاح في وجه الكوادر الطبية.
وتأتي الدعوات على خلفية قيام مجموعة مسلحة تابعة للمدعو "اليابا" العامل لدى فرقة الحمزة باقتحام مشفى الحكمة في مدينة الباب، حيث قامت المجموعة بمحاصرة المشفى بإشهار السلاح على الممرضات والكادر الطبي الموجود داخل المشفى ومن ثم لاذوا بالفرار وتوجهوا إلى مشفى السلام الخاص وقاموا بمحاصرة المشفى وإطلاق الرصاص العشوائي داخله وقاموا باختطاف ممرض من داخل المشفى.
وبثت تسجيلات مصورة عبر كمرات المشفى يظهر اقتحام عناصر مسلحة بمسدسات وإشهاره بشكل مباشر في وجه الممرضين والنساء في المشفى من كوادرها، وتهديدهم بألفاظ مسيئة، أثارت هذه الحوادث حفيظة الأهالي والفعاليات المدنية والإعلامية، معلنة عن إضراب شامل في المدينة احتجاجاً.
وتعقيباً على الأمر أصدرت فرقة الحمزة بياناً أعلنت فيه فصل "حامد البولاد "اليابا" ومجموعته من صفوف فرقة الحمزة جراء اقترافهم هذا الفعل وإحالتهم للقضاء العسكري بشكل مباشر، في وقت تصاعدت المطالبات بمحاسبة المسؤولية عن مثل هذه الممارسات وضرورة ضبط الوضع الأمني وضمان عدم تكرار أي ممارسات بحق المدنيين أو المؤسسات العاملة في المنطقة.
نفت الخارجية المصرية، عزم القاهرة إرسال قوات إلى سوريا، بعد تصريحات عن وزير الخارجية المصري، "سامح شكري" بنية بلاده المشاركة في ارسال قواتها الى سوريا.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، " أحمد أبوزيد"، إن "ما تم نقله من تصريحات لوزير الخارجية سامح شكري بشأن إمكانية إرسال قوات عربية إلى سوريا ليس مقصوداً به مصر"
أوضح أبو زيد أن "التصريح المشار إليه جاء رداً على سؤال حول صحة ما يتردد في بعض الدوائر الإعلامية الدولية والعربية بشأن طلب الولايات المتحدة إرسال قوات عربية إلى سوريا، ولم يكن يتعلق من قريب أو بعيد بإمكانية إرسال قوات مصرية إلى سوريا".
وأضاف أن "المبادئ الحاكمة لإرسال قوات مصرية الى خارج أراضيها معروفه للجميع، ولا تتم إلا وفقاً لآليات دستورية وضوابط وقواعد تم التأكيد عليها أكثر من مرة، مثل الحالات الخاصة بعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة"
وبين أن "شكري كان يتحدث في إطار تناوله لهذا الموضوع عن مدى صحة تداول فكرة إرسال قوات عربية في الدوائر السياسية الرسمية والإعلامية بشكل عام، وأن تفسير تلك التصريحات لا يجب إخراجه من هذا السياق أو إسقاطه بأي شكل من الأشكال على مصر".
وكان شكري قال خلال ندوة في مؤسسة "الأهرام"، يوم الأربعاء الماضي، إن "إرسال قوات عربية إلى سوريا أمر وارد".
وأكد أن "هذا الطرح لا يتردد فقط على المستوى الإعلامي، وإنما أيضا في المناقشات والمداولات بين مسؤولي الدول لبحث إمكانية إسهام هذه الأفكار في استقرار سوريا".
أكد الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، أن قوات بلاده ستبقى في منطقة عفرين، حتى تحقيق الأمن فيها كاملاً، مشدداً على أن تحقيق الأمن في ادلب هو هدف بلاده التالي.
وأضاف أردوغان، أمس الجمعة في "مهرجان إسطنبول الشبابي"، أن الهدف التالي لأنقرة هو تحقيق الأمن في محافظة إدلب ومدينتي تل رفعت ومنبج.
وتابع الرئيس التركي، أن "الولايات المتحدة اعتقدت أنها ستحصل على نتائج من خلال التعاون مع الإرهابيين، إلا أنها لم تحصل على هدفها المنشود."
وأردف: "نواصل المباحثات (مع الولايات المتحدة)، وهدفنا عدم إراقة دماء أكثر (..) نحن غير طامعين في أراضي سوريا، ولكن سلام ورفاهية الشعب السوري أمر في غاية الأهمية بالنسبة لنا".
وحررت القوات التركية بمسااندة الجيش السوري الحر، في 24 مارس/آذار الماضي، منطقة عفرين بالكامل من وحدات حماية الشعب "واي بي جي" التي تشكل خطراً على حدود أنقرة، في إطار عملية "غصن الزيتون".
وصرح الرئيس التركي عدة مرات أنه سيحرر منبج وتل رفعت من الوحدات، وطالب واشنطن بإخراج تنظيم "واي بي جي" من مدينة منبج ذات الغالبية العربية، وتسليم المنطقة إلى أصحابها الحقيقيين.
في قرية صغيرة بريف إدلب الجنوبي تدعى الفطيرة يقطن العم أبو محمد, ذلك الرجل الستيني الذي إبيّض شعره وظهرت تجاعيد الزمن وقساوة الحياة على وجهه, وكعادة كبار السن الذين لهم عاداتهم وطقوسهم الخاصة أولع العم أبو محمد بجمع التراثيات والأنتيكا التي تعود للزمن العتيق.
35 عاماً أمضاها العم أبو محمد متنقلاً بين المحافظات السورية بحثاً عن قطع تراثية وأنتيكا تلبي رغبته وهوايته التي أحبها, ليجمع مئات القطع المتنوعة التي تعود لزمن العثمانيين والرومان والبيزنطيين والفينيقيين وألبسة تراثية لأجدادنا القدامى.
يخبرنا العم أبو محمد في شبكة "شام" أنه استطاع الحفاظ على القطع الأثرية من تعفيش وسرقة الجيش لدى اقتحام قريته من خلال تخبئها بين التبن المخصص لطعام ماشيته, حيث ما لبث أن أخرجها وأعادها إلى مكانها بعد خروج الجيش من القرية بشكل كامل.
يرى أبو محمد في التراثيات مصدر عز وكرامة تذكرنا بالزمن الجميل فقد كانت دلة القهوة عنوان الكرامة لدى الكثيرين أما اليوم فقد تغير الحال ولم يعد الكثيرين يهتمون بهذه الأمور, بل أصبح همهم تأمين قوتهم وقوت أبنائهم.
مع شروق الشمس يجلس العم أبو محمد مع بعض كبار السن في دكانه الصغير ليصنع لهم القهوة العربية, وحين يباغته النعاس ينام بين القطع الأثرية التي جمعها ودفع لأجلها كل ما يملك بيد أن الحزن لا يفارقه لما آلت اليه أحوال الناس بسبب الحرب.
يؤكد العم أبو محمد لـ "شام" بأن أغلب الناس لا يعرفون قيمة القطع الأثرية والأنتيكا فهي ليست محط اهتمامهم حالياً بعد أن ضاقت بهم الحال أما العم أبو محمد فيصف حبه لقطعه الأثرية "عشقتها كعشق الظمآن للماء".
وعلى الرغم من واقع الحرب والقصف يستمر العم أبو محمد بهوايته لكنه لا يخفي أن حبه لها قد تراجع قليلاً بسبب ضيق الحال ورؤية الناس يفقدون أرواحهم بسبب القصف الذي لا يميز بين صغير وكبير وبين جديد وقديم.
الكاتب: مهند محمد
صعد نظام الأسد من قصفه الجوي على ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي موقعا العديد من الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، ومخلفا أضرارا مادية في منازل المدنيين والبنى التحتية.
وأكد ناشطون أن شهيدين وجرحى سقطوا جراء شن الطيران الروسي غارات جوية بالصواريخ على بلدة النقير بريف إدلب الجنوبي.
وشن الطيران الحربي غارات أيضا على مخيم للنازحين قرب بلدة معرزيتا وقرية أرينبة بالريف الجنوبي، ووردت معلومات عن سقوط شهداء وجرحى، فيما تعرضت بلدة الهبيط وقرية تل عاس لقصف مدفعي عنيف.
وعملت فرق الدفاع المدني على تفقد أماكن القصف وانتشال الشهداء وإسعاف الجرحى للنقاط الطبية.
أما في ريف حماة فقد سجل ناشطون أمس الجمعة شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية على مدينتي اللطامنة وكفرزيتا وقرية معركبة ومحيط قريتي الزكاة والأربعين بالريف الشمالي، ترافقت مع قصف مدفعي عنيف، فيما تم استهداف مدينتي اللطامنة وكفرزيتا بصواريخ محملة بمادة الفوسفور المحرمة دوليا.
كشف موقع أمريكي، أن الحرب السورية تدخل منعطفاً جديداً أكثر خطورة، إذ يزداد الصراع تعقيداً على مستويات عديدة وينذر باندلاع أزمة إقليمية واسعة النطاق في وقت قريب، وبخاصة لأنه لا حل سياسياً سهلاً للحرب السورية التي دخلت عامها السابع.
وبحسب موقع "ذا هيل" الأمريكي، فإن الصراع في سوريا يدخل مرحلة جديدة تنذر بالسوء، حيث يعمد نظام الأسد إلى تصعيد عملياتها الهجومية لاستعادة نفوذه على المناطق المتبقية للثوار حول دمشق، وفي الوقت نفسه تزداد الحرب بالوكالة الأوسع نطاقاً بين العديد من الدول المتورطة في سوريا.
ويرى كاتب المقال أنه في الوقت الراهن يقع على عاتق الأسد الاختيار بين استعادة السيطرة على محافظة إدلب بشمال غرب سوريا، وبين التوجه شرقاً لاستعادة الأراضي الواقعة تحت سيطرة الأكراد التي تحتوي على البنية التحتية المهمة في البلاد، لاسيما أن تلك الموارد ستكون حاسمة في مشروع نظام الأسد لإعادة إعمار البلاد.
وعلى الأرجح، بحسب الكاتب، فإن إدلب هي الهدف الأقرب على الأمد القصير، إذ ثمة مؤشرات أن قوات النظام تشن هجمات متقطعة في إدلب، ولكن الصراع سيكون "دموياً وحشياً"، وبخاصة أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى وجود قرابة 2,5 مليون سوري في إدلب، وقد يستخدم نظام الأسد الأسلحة الكيماوية إذا رأى ذلك ضرورياً.
وتزامناً مع ذلك، تصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران في سوريا إلى مستوى جديد وخطير خلال الأسابيع الأخيرة، وثمة تقارير بأن إسرائيل ضربت قواعد عسكرية تستخدمها إيران والميليشيات التابعة لها قرب حماة وحلب، وذلك يوم الأحد الماضي، مما أسفر عن مقتل المزيد من الإيرانيين.
وبحسب الموقع، فإن التدخل العسكري التركي في سوريا من خلال العمليات العسكرية في شمال غرب سوريا حول عفرين ومنبج، يضيف مستوى آخر من التعقيد والقلق للقضية السورية، خاصة أن تركيا تستهدف توسيع منطقتها العازلة إلى حدودها الجنوبية بأكملها مع سوريا، وهذا يعني المزيد من الصدامات بين القوات التركية والكردية في الأشهر المقبلة.
ويحض الكاتب صناع السياسة في الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذ بعض الإجراءات لمواجهة المراحل الجديدة في هذا الصراع، ومنها تأخير سحب القوات الأمريكية من سوريا لأن الحرب ضد تنظيم الدولة في شرق سوريا لم تنته بعد.
استشهد أكثر من 20 مدني غالبيتهم من النساء والأطفال في مدينة الحجر الأسود جنوب العاصمة دمشق بقصف من الطيران الحربي التابع لنظام الأسد قبل يومين.
وأكد ناشطون أن 20 طفل وامرأة استشهدوا نتيجة تعرض أقبية أحد المنازل في مدينة الحجر الأسود لغارات بالصواريخ من قبل طيران الأسد وحليفه الروسي، في ظل استمرار الحملة العسكرية لقوات الأسد على مناطق سيطرة تنظيم الدولة جنوب دمشق.
ويستمر القصف على مناطق سيطرة التنظيم جنوب العاصمة حيث نقل ناشطون في وقت سابق نبأ تعسر انتشال عشرات العائلات من تحت أنقاض المنازل المدمرة نتيجة القصف المستمر من قبل الأسد وروسيا.
وفي سياق متصل، أعلنت اليوم صفحات موالية لنظام الأسد عن مقتل ما يزيد عن 30 عنصر تابعين لقوات الأسد والميليشيات المساندة لها خلال المعارك مع تنظيم الدولة جنوب العاصمة دمشق اليوم الجمعة.
وأكد ناشطون من جنوب العاصمة أن المعارك العنيفة بين قوات الأسد وتنظيم الدولة تتواصل على عدة محاور في محيط الأجزاء المتبقية من أحياء القدم والعسالي والتضامن بالإضافة لمدينة الحجر الأسود، وسط انحسار مقاتلي التنظيم في تلك المناطق تحت القصف العنيف من قبل نظام الأسد وحليفه الروسي.
وأعلن التنظيم عن تمكنه من تدمير عدة أليات تتبع لقوات الأسد خلال محاولات اقتحام مواقع التنظيم جنوب العاصمة، فيما لا يزال الغموض يكتنف صفقة تبادل الأسرى بين التنظيم وقوات الأسد جنوب دمشق.
وتتزامن المعارك مع استمرار خروج دفعات جديدة من مهجري بلدات جنوب دمشق باتجاه الشمال السوري، حيث نقلت شبكة مراسلي جنوب دمشق نبأ خروج 13 حافلة تقل مهجرين باتجاه الشمال السوري برفقة عدة حالات إنسانية.
أدان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بأشد العبارات عمليات التهجير القسري المستمرة بحق المدنيين في مناطق مختلفة من سورية، وآخرها كان في ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي.
واعتبر الائتلاف الوطني أن تلك العمليات هي مشاريع للتغيير الديموغرافي، ولفت إلى أن الانتهاكات التي يرتكبها النظام تتم بمساعدة من "الاحتلالين الروسي والإيراني".
وأضاف الائتلاف الوطني إن النظام استخدام أساليب وحشية مختلفة لإجبار السكان على ترك مناطقهم، وقال: "النظام استخدم كل أساليب القتل والقصف والإجرام، بالإضافة إلى الإكراه والتحايل عبر مؤتمرات وعقد اتفاقات جوفاء كانت روسيا وإيران أول من خرقها ونقضها واستخدمها لإجهاض أي محاولة للتسوية".
وأكد أن أي اتفاق يتعلق بالتهجير والتغيير الديموغرافي هو اتفاق غير شرعي وغير قانوني، مشدداً على أنها "تتم بالإكراه وباستخدام القوة الجُرمية"، وأضاف: "لا جهة لها الحق في إبرام أو رعاية أو شرعنة التهجير أو تبريره أو الاعتراف بنتائجه".
وحذر الائتلاف الوطني من أن التطورات الجارية تصب بشكل مباشر في خدمة المشروع الإيراني المنهمك في نشر الفوضى وتصدير العنف والإرهاب وسَوْق المنطقة نحو صراع مستمر يتم خلاله تمرير عمليات التطهير العرقي والطائفي، بقرار سياسي إيراني يحظى بدعم وإسناد من قبل روسيا.
وطالب الائتلاف الوطني، المجتمع الدولي، بوقف ما يجري من انتهاكات بحق المدنيين في ريفي حمص وحماة، محذراً من عواقب مشروع التهجير القسري الجارية فصوله في سورية، وما يتعرض له المدنيون في المناطق التي يُعاد احتلالها، في وقت يُسعِّر فيه النظام الصراعَ الطائفي خدمة لأهدافه وأجندات مشغليه.
أكدت حركة تحرير الوطن التابعة للجيش السوري الحر بريف حمص الشمالي، أنها لاتزال على موقفها الرافض لعملية التهجير المفروضة على المدنيين والفصائل من قبل الجانب الروسي بريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.
وجاء في بيان الحركة "ردا على ما يشاع وتعقيبا على بياناتنا ومواقفنا الرافضة رفضا قطعيا لاتفاق الاستسلام في حمص ، تبين حركة تحرير الوطن أنها أجرت كافة الاتصالات الممكنة مع مؤسسات الثورة السورية، ومع الجهات والدول والمؤسسات الدولية الفاعلة -وما زالت - من أجل منع جريمة التهجير القسري والتغيير الديمغرافي التي يتم المضي فيها في حمص تحت قوة السلاح الروسي الغاشم، والتي لن تكون آخر الجرائم المُفضية لاحتلال أرضنا وقهر شعبنا".
وبينت الحركة أنها كانت رافضة وستبقى رافضة لهذا الاتفاق، وستنفذ التدابير والإجراءات الممكنة لذلك على كافة المجالات، مطالبة كافة قوى الثورة السورية مساندتها في ذلك.
وفي وقت سابق، أعلن الفيلق الرابع العامل في ريف حمص الشمالي، رفضه القاطع للعرض الروسي الأخير المقدم بتاريخ 1 أيار 2018 لخلوه من أي ضمانة لمستقبل المدنيين في منطقة الريف الشمالي، مؤكداً تمسكه بحقه في الدفاع عن المدنيين.
وأكد الفيلق في بيانه أن الاتفاق تعمد وضع شروط معينة وغير منطقية متجاوزة كل الاتفاقيات والتفاهمات السابقة، مطالباً الحكومة التركية الضامنين لاتفاقية خفض التصعيد بلعب الدور الذي ينتظره منهم الشعب السوري بأكمله، وألا يسمحوا لروسيا وذنبها النظام بارتكاب مجزرة جديدة بحق الشعب السوري أو تهجيرهم قسريا.
كما طالب البيان المجتمع الدولي بمنع جريمة حرب جديدة في سوريا تحصل أمام أعينهم من خلال التهجير القسري للمدنيين في ريف حمص والتسبب في كارثة إنسانية جديدة.
بدورها، أعلنت كتائب الثوار في مدينة تلدو بمنطقة الحولة بريف حمص الشمالي، رفضها العرض الروسي الداعي للخروج من المنطقة وتسليم السلاح الثقيل، في أول رد رسمي على الطرح الروسي للفعاليات العسكرية التي اجتمعت مع الوفد الروسي في معبر الدار الكبيرة.