أعلنت وزارة الدفاع التركية اليوم الأربعاء، أن المباحثات التي احتضنتها العاصمة أنقرة بين 28 و30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مع الوفد الروسي، تناولت تطبيق بنود اتفاق سوتشي بخصوص المنطقة الآمنة في شمال سوريا، مؤكدة استمرار التنسيق.
ولفت بيان صادر عن الوزارة، إلى اختتام المباحثات من أجل تخطيط الأنشطة العسكرية المزمعة في إطار الاتفاق المبرم مع روسيا في مدينة سوتشي يوم 22 أكتوبر الجاري، مؤكداً أن المباحثات جرت في أجواء إيجابية وبناءة، وتناولت تطبيق القضايا التكتيكية والفنية المتعلقة بتطبيق بنود اتفاق سوتشي بين البلدين على الأرض.
وكان أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن الدوريات المشتركة مع روسيا في المنطقة الآمنة بسوريا ستنطلق قريبا، وأشار إلى استمرار لقاءات الوفدين الروسي والتركي غدا في أنقرة، لمتابعة تطبيق النقاط المتفق عليها في سوتشي بين رئيسي البلدين.
ووصف أكار اللقاءات والمباحثات بين الوفدين بالجيدة للغاية، وفي رده على سؤال حول موعد بدء تسيير دوريات مشتركة مع الجانب الروسي، أجاب أكار قائلا: "ستبدأ خلال فترة قريبة في الأيام المقبلة، فليس هناك مشكلة بخصوص ذلك".
واستضافت مدينة سوتشي الروسية، في 22 أكتوبر، قمة تركية روسية توصلت إلى اتفاق من 10 نقاط، حول انسحاب تنظيم "ي ب ك" الإرهابي بأسلحته عن الحدود التركية إلى مسافة 30 كم في الداخل السوري، خلال 150 ساعة.
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده توسيع مساحة "المنطقة الآمنة" في سوريا، إذا استدعى الأمر، ذلك في خطاب ألقاه الأربعاء، أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالعاصمة أنقرة.
وقال أردوغان: "سنرد بأشد الطرق على الهجمات التي قد تأتي من خارج المنطقة الآمنة، وإذا استدعى الأمر سنعمل على توسيع مساحة المنطقة الآمنة"، مضيفاً: "نحتفظ بحقنا في تنفيذ عمليتنا العسكرية بأنفسنا إذا تبيّن لنا عدم إبعاد الإرهابيين إلى خارج عمق 30 كيلومترا أو إذا استمرت الهجمات من أي مكان كان".
وتابع: "قمنا بتطهير 558 منطقة سكنية داخل مساحة 4219 كيلومترا مربعا في منطقة عملية نبع السلام عبر تحييد أكثر من 900 إرهابي"، وشدّد على ضرورة تطهير منطقة "عين العرب" (كوباني) من الإرهابيين بأقرب وقت.
وأشار إلى أن الذين ظنوا أنهم قادرون على جعل تركيا مثل سوريا والعراق وليبيا، "تلقوا الرد عبر اقتحامنا مخابئهم وتدمير الجبال التي يحتمون بها على رؤوسهم"، ولفت إلى أن بعض الدول تبحث عن الإرهابيين الذين تعتبرهم خطرًا على أمنها وتقضي عليهم، مؤكًدًا أن "تركيا أيضًا تتمتع بنفس الحق".
وأردف: "من لا يسمحون بأي كلمة أو تصرف لصالح تركيا، يظهرون كافة أشكال التساهل حين يسمحون في بلدانهم برفع رايات "بي كا كا" التي يعتبرونها منظمة إرهابية".
وقال مخاطبًا الدول الداعمة للمنظمات الإرهابية: "أنتم ترتكبون خطأً، اعلموا أن أفعى الإرهاب التي تغذونها اليوم بأيديكم، ستلدغكم بالنهاية"، واعتبر "هؤلاء لا يقفون بجانب الضحايا والمظلومين ولا نية لديهم لاتخاذ خطوة من هذا القبيل، فهم لا يجيدون سوى القتل وبيع السلاح".
ولفت إلى أنه "عند الحديث عن النفط يسارعون بدون أي تردد لأن قطرة النفط بالنسبة لديهم تضاهي دماء الآلاف من الناس"، واستطرد: "نعرف أنكم تتهربون من أجل عدم استقبال الإرهابيين من مواطنيكم أعضاء تنظيم داعش، أنتم دربتموهم فلماذا لا تستلمونهم؟".
وانتقد الرئيس التركي وصف الولايات المتحدة لمقاتلي الجيش الوطني السوري بـ"الإرهابيين"، وقال في هذا الصدد: "هؤلاء أصحاب هذه الأراضي وهم يدافعون عنها.. كيف لكم أن تصفوهم بالإرهاب؟".
اجتمعت اللجنة الدستورية السورية، المؤلفة من أعضاء من النظام والمعارضة والمجتمع المدني، اليوم الأربعاء، في الوقت الذي اعترف جميع المشاركين بصعوبة إيجاد حل سريع لسوريا ، فيما تقول الأمم المتحدة إنه طريق طويل نحو المصالحة السياسية.
وشكك خبراء بشدة فيما إذا سيكون نظام الرئيس بشار الأسد مستعدا لتقديم الكثير من التنازلات خلال المفاوضات بعدما عزز سيطرته العسكرية على الأرض، بمساعدة من روسيا التي قصفت المدن والقرى بشتى أنواع الأسلحة وأعادت غالبية المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة وداعش إلى النظام السوري.
وأجرت اللجنة التي تضم 150 عضوا مراسم افتتاحية في قاعة بمقر الأمم المتحدة في جنيف بدعوة من مبعوث الأمم المتحدة الخاص غير بيدرسن ودعم من قوى عالمية.
وقال بيدرسن للمجتمعين: “هذه لحظة تاريخية”، و سنناقش أهم قضايا المجتمع السوري بشكل فعلي، حيث أن اللجنة مخولة بكتابة مسودة التعديل الدستوري وتقديمها للاستفتاء الشعبي، وقال ""أنتم السوريون أعضاء اللجنة ستضعون المسودة وسيقرها الشعب السوري"
وأضاف بيدرسون أن اجتماعات اللجنة الدستورية تسعى لوضع عقد اجتماعي جديد بعد أكثر من 8 أعوام من الأزمة.، مؤكدا أنه لن يملي على اللجنة ماهو الصحيح والدستور الجديد ملك للسوريين وحدهم، مشيرا لوجوب احترام سيادة سوريا ووحدتها.
وأشار بيدسون أن اللجنة ستناقش دستور العام 2012 أو تضع مسودة تعديل دستوري وتقديمها للاستفتاء الشعبي.، حيث أن الشعب السوري وحده من يقرر مستقبل بلده، ودور الأمم المتحدة يقتصر على تيسير عمل لجنة مناقشة الدستور.
بينما قال رئيس وفد النظام السوري أحمد الكزبري أن "السوريون يبنون آمالا كبيرة على عمل اللجنة الدستورية"، مشيرا أن الحوار يجب أن سوريا خالصا بعيدا عن أي تدخل أو خارجي أو شروط مسبقة.
كما رفض الكزبري وجود أي قوات أجنبية محتلة في سوريا أو سطو على الموادر، مؤكدا أن نظامه سيواصل ما أسماه الحرب على الإرهاب حتى إعادة السيطرة على أخر شبر من سوريا.. حسب الكزبري.
من جانبه قال رئيس وفد المعارضة السورية هادي البحرة "يحدونا أمل لإنجاز ماعجزنا عنه سابقا ونحن هنا للبحث عن أوجه التشابه لا الاختلاف"، مطالبا بخطوة لبناء الثقة بين الأطراف وهي إطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المغيبين قسريا من جميع الأطراف، مشيرا أن قضية المعتقلين ما تزال دون حل جذري ويجب حلها في أسرع وقت.
ويطمح البحرة أن يبدأ العمل بصياغة دستور جديد يرقى لتطلعات السوريين لا يقوم على الطائفية ويطبق القرار الأممي 2245 ووفق جدول زمني محدد ويدعم إجراء انتخابات نزيهة بإشراف الأمم المتحدة.
أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن الدوريات المشتركة مع روسيا في المنطقة الآمنة بسوريا ستنطلق قريبا.
جاء ذلك في تصريح للصحفيين خلال حفل استقبال أقيم في قاعة المؤتمرات بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، مساء أمس الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الـ 96 لتأسيس الجمهورية والتي تصادف 29 اكتوبر/تشرين الأول من كل عام.
وأشار إلى استمرار لقاءات الوفدين الروسي والتركي غدا في أنقرة، لمتابعة تطبيق النقاط المتفق عليها في سوتشي بين رئيسي البلدين.
ووصف أكار اللقاءات والمباحثات بين الوفدين بالجيدة للغاية.
وفي رده على سؤال حول موعد بدء تسيير دوريات مشتركة مع الجانب الروسي، أجاب أكار قائلا: "ستبدأ خلال فترة قريبة في الأيام المقبلة، فليس هناك مشكلة بخصوص ذلك".
وخلال اليومين الماضيين، أجرى الوفدين الروسي والتركي في أنقرة، لقاءات، لمتابعة تطبيق النقاط المتفق عليها في سوتشي بين رئيسي البلدين.
ذكر مسؤولون مطلعون أن الولايات المتحدة تمكنت من تصفية زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي بمساعدة من عنصر في التنظيم قد يحصل على مكافأة قدرها 25 مليون دولار، لافتاً إلى أن المتعاون عربي سني قرر الانشقاق عن "داعش" والعمل ضده بعد مقتل أحد أقربائه على يد عناصر التنظيم.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير نشرته الأربعاء، أن القوات الأمريكية عثرت على موقع اختباء البغدادي بفضل معلومات من أحد عناصر "داعش"، الذي كان يرافق البغدادي خلال تنقلاته في سوريا وحتى شارك في الإشراف على بناء منزله.
وأوضحت مصادر الصحيفة أن المعلومات المفصلة التي توفرت لدى المتعاون حول موقع وجود البغدادي ومخطط المبنى الذي اختبأ فيه، يشيروا إلى أن هذه المعطيات لعبت دورا حيويا في الغارة التي نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في إدلب لتصفية زعيم "داعش".
وذكروا أن المتعاون تواجد في الموقع خلال عملية اقتحام مجمع البغدادي وتم نقله من سوريا بعد مرور يومين مع عائلته، مبينين أنه من المتوقع أن يحصل من السلطات الأمريكية على مكافأة قدرها 25 مليون دولار مقابل المساعدة في تصفية البغدادي أو على جزء من هذا المبلغ.
واختبأ المنشق في البداية في معسكرات "قوات سوريا الديمقراطية" حليفة الولايات المتحدة، ليتم بعد ذلك تسليمه للاستخبارات الأمريكية التي عملت على مدار أسبوعين على تدقيق المعلومات حول هويته.
وبدأت محاولات استخدام المعلومات التي قدمها المتعاون في الصيف إلا أن الإمكانية الحقيقية للاستفادة منه وبدء تدبير العملية ظهرت فقط في سبتمبر، وحتى هذه اللحظة ترفض السلطات الأمريكية تقديم أي معلومات حول وجود أي متعاون من داخل معسكر "داعش" وتفاصيل دور "قوات سوريا الديمقراطية" في عملية تصفية البغدادي.
قدمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقارنة بين تأثير مقتل زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، وزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن على شعبية الرئيسين الأمريكيين دونالد ترامب، وباراك أوباما قبله.
جاء ذلك في مقال للمحلل السياسي ديفيد بيلر (ترجمه موقع الجزيرة مباشر)، أمس الثلاثاء، قال فيه: إن "البغدادي كان أحد أهم الأهداف في الجهود المستمرة لمحاربة تنظيم الدولة والإرهاب، وها هو قد قتل بينما كان ترامب يدير العرض".
وأكّد الكاتب أن موت البغدادي لن يحل مشاكل ترامب الكبيرة في الولايات المتحدة، لافتاً إلى أنه "على سبيل المقارنة، عندما قتلت إدارة (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما أسامة بن لادن، كان التأثير إيجابياً لدى الرأي العام الأمريكي، ولكنه كان مؤقتاً.
ولفت إلى أنه "من الناحية السياسية، يبدو أن توقيت هذه الأخبار سيكون أمراً رائعاً بالنسبة لرئيس لا يتمتع بشعبية في بلاده، وهو في موقف صعب بسبب فضيحة أوكرانيا".
وقال بيلر: "عندما أُعلن عن وفاة أسامة بن لادن، قفز معدل تأييد أوباما إلى حوالي 50%، وبقي هذا المعدل صامداً لمدة شهر تقريباً ثم عاد إلى طبيعته بعدما تلاشت القصة في الرأي العام"، لافتاً إلى أن "وفاة بن لادن كانت إيجابية بالنسبة لأوباما على المدى الطويل، حيث أعطته إنجازاً كبيراً في مجال السياسة الخارجية للترويج له في حملته الانتخابية".
ويرى المحلل الأمريكي أنه "من الصعب معرفة ما إذا كانت مقتل البغدادي سيرفع شعبية ترامب في استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، حيث إن أسامة بن لادن ربما كان معروفاً للأمريكيين أكثر من البغدادي، فقد حصل على تغطية إعلامية أكبر بكثير على مر السنين".
وأشار إلى أن وفاة أبي بكر البغدادي تعد- من ناحية أخرى- فرصة جيدة لترامب لمواجهة الانتقادات والظهور كرئيس كفء للبلاد، وشدد "بيلر" على أن معظم التراجعات والزيادات في شعبية ترامب يمكن إرجاعها إلى نجاحه أو فشله في السياسات، مبيناً أنه "حتى لو حصل ترامب على دفعة قوية من وفاة البغدادي، فمن غير المرجح أن يستمر ذلك طويلاً.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: "بعد بضعة أيام أو أسابيع، ستستمر الدورة الإخبارية وستنشر قصصاً إخبارية أخرى مثل المساءلة والانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، مما سيبدد قصة البغدادي".
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا للأكاديميين كولين كلارك وأمارناث أماراسينغام، يقولان فيه إن وفاة زعيم تنظيم الدولة الذي كان قد نصب نفسه "خليفة"، أبي بكر البغدادي، يعد ضربة قاسية لتنظيم الدولة.
ويقول الكاتبان في مقالهما، الذي ترجمته "عربي21"، إنه "مع أن كثيرا من مقاتلي التنظيم قالوا في مقابلات على مدى السنوات إنهم لا يقاتلون لأجل شخص معين، ولكن لقضية أكبر -لبناء دولة إسلامية- إلا أن البغدادي كان له كاريزما خاصة للتنظيم، وسيتم استبداله، لكن هذا لا يعني أن تنظيم الدولة سيعود لوضعه الطبيعي".
ويرى الكاتبان أن "سبب تطرف البغدادي هو الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ودراسته الشرعية ميزته بصفته شخصا سيحظى بمستقبل مهم في الحركة الجهادية، واعتقل البغدادي من القوات الأمريكية وتم تحويله إلى معسكر بوكا، أو ما عرف بـ(الجامعة الجهادية)، حيث سجنت أمريكا بعض أكثر السجناء تطرفا في شباط/ فبراير 2004".
ويفيد الكاتبان بأنه "في المعسكر، كما لاحظ الصحافي جوبي واريك، اكتشف البغدادي الشاب بسرعة أن علمه الشرعي ودراسته الأكاديمية منحاه درجة من المصداقية، وكان قادرا على تفسير الشريعة بطريقة سهلة للجهاديين المتطلعين للجهاد، وفي الواقع اعتبر كثير الالتصاق بالكتب لدرجة أن الأمريكيين أطلقوا سراحه من السجن في كانون الأول/ ديسمبر 2004، لكن عندما كان في السجن في معسكر بوكا قام الفريق الطبي بأخذ عينات من داخل الفم لتحديد حمضه النووي، وهو ما كان مفيدا خلال نهاية الأسبوع بعد الهجوم على مقره للتحقق من شخصيته".
ويشير الكاتبان إلى أنه "مع أنه ستكون هناك تداعيات كثيرة لتنظيم الدولة، بصفته منظمة على مدى الأشهر القليلة القادمة، إلا أن هناك واحدا من التداعيات على المستوى الدولي يستحق الدراسة: وهو أن موت البغدادي غالبا ما سيضعف شبكة القيادة والسيطرة، وسيتسبب بأن تستقل أو تبتعد التنظيمات المحلية المرتبطة بتنظيم الدولة لتنشغل بالصراعات المحلية التي كانت منشغلة بها أصلا".
ويلفت الكاتبان إلى أن "البغدادي كان محاطا بالمريدين، وكان ماهرا في تجنيد الأجانب للانضمام لنموذج الدولة في بلاد الشام، وكان إصراره على البقاء بعيدا عن الأنظار -فلم يعط سوى عدد محدود من الخطب العامة خلال خمس سنوات من فترة حكمه بصفته (خليفة)- أضاف إلى غموضه والهالة التي أضفاها على نفسه".
ويقول الكاتبان: "الآن فإن اختيار خليفة للبغدادي يمكنه أن يفعل الشيء ذاته ستكون مهمة صعبة جدا، فلا يمكن للتنظيم أن يختار أحد يتمتع بالاحترام ذاته، وهو ما سيقلل من قدرته على التجنيد، وإبقاء تنظيم الدولة متماسكا، خاصة على المستوى العالمي".
ويرى الكاتبان أن "ما يمكن أن يحصل لاحقا لتنظيم الدولة قد يشبه كثيرا ما حصل لتنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن في آيار/ مايو 2011، فبعد مقتل ابن لادن تم تعيين نائبه، أيمن الظواهري، لقيادة تنظيم القاعدة خلال مرحلته التالية، وافتقر الظواهري إلى الكاريزما والمقدرة لتوفير الوجود الموحد والإبقاء على شبكة واحدة عابرة للبلدان".
وينوه الكاتبان إلى أنه "كما هو الحال بالنسبة لتنظيم القاعدة، فإن هذه الانقسامات يمكن أن تقود إلى قيام الفروع في الأماكن البعيدة بالسعي لتحقيق أهداف ضيقة وعدم قبول النصائح من القيادة المركزية التي تبعد آلاف الأميال، فخلال ذروة الحرب في العراق مثلا، لم يأبه زعيم تنظيم القاعدة هناك، أبو مصعب الزرقاوي، بتحذيرات الظواهري بأن عليه أن يخفف من حدة النبرة الطائفية في خطابه، وهكذا ولد تنظيم الدولة نتيجة انشقاق بين تنظيم القاعدة في العراق والتنظيم الأم".
ويشير الكاتبان إلى أن "إحدى القضايا الأساسية ستكون الوضع المالي للتنظيمات المنتسبة، فإن بدأ التنظيم المركزي بطلب التمويل من التنظيمات المنتسبة للتمكن من البقاء، فإن حماسة التنظيمات المنتسبة لاتباع تعليمات القيادة المركزية ستكون أقل، فالمجموعات التي تناصر تنظيم الدولة في الفلبين تهتم أكثر بالقضايا المحلية من الاهتمام بسردية التنظيم العالمية، وإن كانت هناك رغبة في إقامة خلافة، ستكون هذه الرغبة لإقامتها في منطقة مناسبة للمجموعات المحلية، وليس في بلاد الشام التي لم تعد توفر ملاذا آمنا للمتشددين".
ويجد الكاتبان أن "التحدي يتضاعف بتمدد التنظيم مؤخرا في أفريقيا وجنوب آسيا، الذي كان يتسارع منذ انهيار (الخلافة) التي أقامها التنظيم في سوريا والعراق، وعلى مدى العام الماضي قام التنظيم بالتمدد في مناطق مثل الكونغو وكشمير، وحتى أن تنظيما مثل تنظيم الدولة، يستخدم التكنولوجيا الحديثة على الشبكة العنكبوتية ومنصات التواصل الاجتماعي، قد يجد من الصعب إبقاء كيانات مختلفة كهذه تعمل لهدف مشترك".
ويلفت الكاتبان إلى أن "البغدادي أشرف على تمدد التنظيم، وأدى دورا مهما في تمكن التنظيم من تحصيل مئات ملايين الدولارات وإنشاء شبكة دعائية عالمية، وفي الوقت الذي أثبت فيه التنظيم مرونة كبيرة، إلا أن وفاة قائده قد تتسبب بمعاناة كبيرة للتنظيم، خاصة على المدى القصير، وفي أسوأ الأحوال فإن التنظيم قد يفقد بعض أعضائه الحاليين لصالح المنظمات المنتسبة لتنظيم لقاعدة وغيرها من المجموعات المتطرفة في أنحاء العالم".
ويقول الكاتبان إن "موت البغدادي قد يؤدي إلى مزيد من الهجمات التي يلهمها تنظيم الدولة على المدى القصير؛ وذلك مبدئيا كرد فعل على الأخبار بأنه قتل على يد القوات الخاصة الأمريكية، لكن على المدى البعيد قد يكون لموت البغدادي أثر تخفيفي على جاذبية التنظيم الإلهامية إذا ما أخذنا في عين الاعتبار كيف وجد البغدادي تناغما مع أعداد كبيرة من المؤيدين في الغرب وفي العالم الإسلامي، ولم تتسبب إعلانات سابقة عن وفاته بالأثر ذاته، لكن ذلك كان لأنه تم إبطال تلك الشائعات بسرعة نسبيا".
ويختم الكاتبان مقالهما بالقول: "ليس من الواضح مدى الحيز الذي منحه تنظيم الدولة لموضوع خلافة البغدادي، لكن عندما يتعلق الأمر ببقاء التنظيم وتمكنه من الحفاظ على ولاء ولاياته في الخارج وللاستمرار في إلهام المؤيدين في أنحاء العالم، فقد يكون اختيار الشخص المناسب -شخص يمتلك كاريزما لها جاذبية- هو أهم خطوة قادمة يقوم بها التنظيم".
حذرت مايا كوسيانتيش المتحدثة باسم السياسة الخارجية الأوروبية، من استمرار خطر تنظيم «داعش»، ورأت أن ذلك يستدعي اليقظة، يأتي ذلك فيما أعلن في بروكسل أمس، أن فيدريكا موغيريني منسقة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، سوف تشارك في الاجتماع الوزاري المقرر أن تستضيفه واشنطن في الرابع عشر من نوفمبر (تشرين الثاني)، لدول التحالف الدولي ضد «داعش».
وقالت المتحدثة باسم السياسة الخارجية في مؤتمر صحافي بمقر المفوضية ببروكسل، أمس، إن مكافحة الإرهاب العالمي تتطلب الوحدة والتصميم والتعاون، وجددت التعهد الأوروبي بمواصلة لعب دوره الفعال في التحالف ضد «داعش» والعمل على القضاء على الإرهاب على الصعيد الدولي.
ونوهت إلى الالتزام الأوروبي، بالمساعدة على ضمان استقرار شمال سوريا والعراق ومعالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى نشوء تنظيم «داعش»، وحول طلب الولايات المتحدة من دول الاتحاد الأوروبي استعادة مقاتلين من مناطق الصراعات الذين حاربوا ضمن صفوف «داعش»، قالت المتحدثة إن الموقف الأوروبي واضح في هذا الصدد، حيث ترك الاتحاد للدول الأعضاء، اتخاذ القرار المناسب للتعامل مع هذا الأمر، وأن مؤسسات الاتحاد سيكون لها دور في التنسيق بين الدول الأعضاء في هذا الصدد وتقديم الدعم المطلوب.
من جانبها، نقلت وزارة الخارجية الأميركية أن وزراء من الدول المشاركة في التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» سيجتمعون في 14 نوفمبر لمناقشة «استراتيجية الكفاح المستمر للمتطرفين». وقالت الوزارة في بيان، إن مايك بومبيو سيستضيف الاجتماع الوزاري «الاستثنائي» للتحالف الدولي لهزيمة «داعش» في واشنطن.
وأضافت الوزارة أن «تحالفا ضد التنظيم لا يزال مهما للغاية»، وتابعت: «سيجتمع الوزراء لمناقشة استراتيجية الكفاح المستمر ضد (داعش) في فترة ما بعد التحرير وبعد وفاة أبو بكر البغدادي، مع التركيز بشكل خاص على التطورات الأخيرة في شمال شرقي سوريا وعلاقتها باستقرار وأمن المنطقة».
وفي الإطار نفسه، أكد الباحث الفرنسي في العلاقات الأوروبية - العربية سباستيان بوسوا، أن مقتل زعيم تنظيم (داعش)، أبو بكر البغدادي، قد يثير الرغبة بالانتقام لدى مناصريه، منوهاً إلى أن أتباع التنظيم كانوا يعرفون سلفاً أن البغدادي سيُقتل ولو بعد حين، «ومن هنا يمكن القول إن أتباعه يعتبرونه بطلاً وشهيداً وإن خلفاءه سيعملون على إذكاء الشعور بالانتقام».
ولفت بوسوا إلى أن «الانتقام لن يأتي بالضرورة من المنخرطين في صفوف التنظيم، بل من أشخاص تأثروا بآيديولوجيته ولو عن بعد»، مستكملاً: «أعتقد أن الاستخبارات البلجيكية والأوروبية عموماً يقظة أكثر من أي وقت مضى».
ونبه الباحث الفرنسي إلى أن «العمل الذي تقوم به إدارات الاستخبارات يتجاوز موضوع التهديد الأمني الخارجي، إذ الخطر، برأيه، ممكن أن يأتي من الداخل في مجتمعات تعاني من الاستقطاب والانقسام الشديدين».
جددت الدول الضامنة لمسار أستانة حول سوريا، وهي تركيا وروسيا وإيران، أمس الثلاثاء، الإعراب عن دعمها لعمل اللجنة الدستورية السورية، الذي ينطلق في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف، الأربعاء، برعاية المنظمة الدولية.
جاء ذلك في بيان مشترك لوزراء خارجية الدول الضامنة، التركي مولود تشاوش أوغلو والروسي سيرغي لافروف والإيراني محمد جواد ظريف، عقب اجتماعهم في جنيف مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون.
ورحبت الدول الثلاث بـ"تشكيل اللجنة، وانعقادها بجنيف في 30 (أكتوبر) تشرين الأول (الأربعاء)، بفضل إسهام ضامني أستانة، وتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار السوري (في منتجع سوتشي الروسي 2018)".
وأعربت الدول الثلاث عن "اقتناعها بأن إطلاق اللجنة الدستورية يثبت أنه لا يمكن أن يكون هناك حلًّا عسكريا للصراع السوري"، وأكدت مجددًا "التزامها بالمضي قدمًا في العملية السياسية، التي يقودها السوريون وتتواصل مع الأمم المتحدة، بما يتماشى مع القرار الأممي رقم 2254".
وشددت على "تصميمها على دعم عمل اللجنة الدستورية، من خلال التفاعل المستمر مع الأطراف السورية، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، لضمان عملها المستدام والفعال".
وقالت إن "عمل اللجنة الدستورية يجب أن يحكمه شعور بالتراضي والمشاركة البناءة دون تدخل أجنبي من الخارج، بهدف التوصل إلى اتفاق عام بين أعضائها، من شأنه أن يحصل على أكبر دعم ممكن من الشعب السوري".
وأكدت الدول الثلاث مجددًا على "التزام الضامنين القوي بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وضرورة احترام هذه المبادئ من جانب جميع الأطراف"، كما شددت على "تصميمها القوي على مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، ومكافحة البرامج الانفصالية في الأراضي السورية".
ودعت إلى "المضى قدمًا في عملية التسوية الأوسع، لزيادة المساعدات الإنسانية لجميع السوريين، ولتسهيل العودة الآمنة والطوعية للاجئين والمشردين داخليًا إلى أماكن إقامتهم الأصلية، وكذلك لبناء الثقة بين الأطراف السورية".
يأتي ذلك في ظل تصعيد الطيران الحربي الروسي والمدفعية التابعة للنظام خلال الأيام الماضية، من عمليات القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي، تزامناً مع انعقاد أول اجتماع للجنة الدستورية السورية التي من المفترض أن تواصل عملها في ظل أجواء هادئة بسوريا للوصول لحل سياسي.
صعد الطيران الحربي الروسي والمدفعية التابعة للنظام خلال الأيام الماضية، من عمليات القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات ريف إدلب الجنوبي، تزامناً مع انعقاد أول اجتماع للجنة الدستورية السورية التي من المفترض أن تواصل عملها في ظل أجواء هادئة بسوريا للوصول لحل سياسي.
ورصد نشطاء من إدلب خلال الأيام الماضية واليوم الأربعاء، تصاعد حدة الغارات الجوية على مدينة كفرنبل وبلدات "حزارين والنقير والشيخ مصطفى ومعرة حرمة، والنقير وأم الصير والفقيع وجبالاً" بريف إدلب الجنوبي بشكل عنيف ومتواصل.
وأكد النشطاء أن جل تلك المناطق خالية من السكان بنسة كبيرة، بعد نزوح آلاف المدنيين إبان الحملة الأخيرة على المنطقة، واستمرار القصف الجوي والصاروخي رغم إعلان روسيا المزعوم وقف النار.
وفي ظل استمرار القصف، تغيب التصريحات الدولية سواء كان لضامني مسار أستانا أو الدول الغربية والأمم المتحدة، عن سبب استمرار القصف وعدم التزام الطرف الروسي بوقف النار وتهدئة الأوضاع في إدلب.
أجرى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة "أنس العبدة" والوفد المرافق له، عدة لقاءات مع مسؤولين مغاربة خلال زيارته للعاصمة المغربية الرباط، وتناولت اللقاء مستجدات الوضع السياسي والأمني في سوريا، والموقف العربي المطلوب عشية انطلاق اجتماعات اللجنة الدستورية الخاصة بسورية، التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف.
وشملت اللقاءات مع الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية نبيل بن عبد الله، واستعرض العبدة، الذي ترأس وفداً ضمَّ نائبه عقاب يحيى، وعضو الهيئة السياسية للائتلاف أحمد رمضان، مواقف الرباط الداعمة للثورة السورية منذ استضافة الاجتماع الدولي في مراكش نهاية عام ٢٠١٢، الذي شهد الاعتراف الدولي بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وأكد العبدة، أن السوريين يقدرون عاليا جهود المملكة المغربية، قيادة وشعباً، تجاه ثورتهم، وأنهم يأملون في استمرار هذا الدعم حتى ينال السوريون ما يرجون من انتقال حقيقي نحو الديمقراطية.
من جهته أكد نبيل بن عبدالله، رئيس حزب التقدم والاشتراكية والوزير السابق أن موقف المغرب بمختلف قواه السياسية لم يتغير منذ بداية الثورة ليومنا هذا؛ وأن قلوب المغاربة هي مع أشقائهم في سورية؛ معربا عن أمله في أن يتوحد السوريون جميعا من أجل التوصل إلى حل سياسي ينهي حالة النزيف التي أدمت قلوب السوريين وأصدقائهم في كل مكان.
وأعرب عن استعداد حزبه لدعم ملف المعتقلين في سورية، والدفاع عنهم في المحافل الإقليمية والدولية، وعقد ورش عمل مشتركة في هذا الإطار.
والتقى رئيس الائتلاف الوطني عضو مجلس المستشارين ومنسق الجمعية المغربية للقانون الدستوري القيادي في حزب العدالة والتنمية، الدكتور عبد العالي حامي الدين، وقد أعرب عبد العالي حامي الدين عضو مجلس المستشارين، عن ترحيبه بالوفد السوري أولا، وعن تقديره عاليا لتضحيات الشعب السوري من أجل الحرية، والتي قال إنها فاقت كل التوقعات، وأكد استعدادهم التام لتقديم الدعم والمشورة القانونية للمعارضة من أجل عملها في اللجنة الدستورية.
وأوضح حامي الدين، أن المغرب له من الكوادر القانونية والدستورية ما يمكنه أن يساعد السوريين في الوصول إلى صيغ دستورية كفيلة بالتأسيس لفترة انتقالية ومرحلة ديمقراطية، إذا توفرت الإرادة الصادقة لدى الأطراف السورية كافة، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب جهودا جبارة من الجميع.
كما شملت اللقاءات الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة، عبد الله البقالي، في مقر صحيفة "العلم" في العاصمة المغربية الرباط، وتناول اللقاء مستجدات الوضع السياسي والأمني في سورية، ودور الإعلاميين السوريين في نقل حقيقة ما يجري على الأرض للعالم.
وأعرب أمين عام النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الله البقالي عن تفهمه للحالة السيئة التي يعيش فيه الإعلاميون السوريون، داعيا ضيوفه إلى بذل مزيد من الجهود ليس فقط في إيصال حقيقة ما يتعرض له الشعب السوري من عمليات إبادة غير مسبوقة، وإنما أيضا في العمل مع المؤسسات الدولية ذات الصلة لأجل تقديم صورة شاملة وصادقة عما يتعرض له الشعب السوري على الأرض، سواء تحت سلطة النظام، أو في أماكن النزوح واللجوء.
وأكد البقالي استعداد الصحفيين المغاربة، للتعاون مع الصحفيين السوريين من أجل الإسهام في كشف الحقيقة للعالم.
كما التقى وفد الائتلاف الكاتب العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في المغرب، ادريس لشكر، وبحث معه واقع وآفاق الثورة السورية، على أعتاب جولة جنيف المرتقب انطلاقها الأربعاء (٣٠ تشرين أول).
وثمّن العبدة، موقف الرباط الداعم للشعب السوري وحقه في الوصول لحل سياسي عادل يلبي تطلعاته العادلة؛ وأشار إلى مكانة المغرب الخاصة في قلوب الشعب السوري كونه من أوائل الدول العربية التي وقفت بجانبه، كما أن الائتلاف حصل على الاعتراف الدولي به خلال مؤتمر مراكش ٢٠١٢.
اعتبر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن تنفيذ مذكرة التفاهم التي أبرمتها روسيا وتركيا حول سوريا تم بصعوبة، لافتاً إلى أن تنفيذ هذا الاتفاق يمثل الطريق الوحيد للحفاظ على سيادة البلاد.
وقال شويغو، خلال لقاء عقده صباح الأربعاء مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، في باكو: "مذكرة التفاهم، التي وقعها الرئيسان الروسي والتركي، تنفذ لكن بصعوبة، لكننا نعتقد أن ذلك هو السبيل الوحيد لإرساء السلام في سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها".
وأشار شويغو إلى أن "روسيا حصلت حتى اليوم على خبرة ضخمة في محاربة الإرهاب الدولي"، مضيفا "هذه الخبرة مستعدون لمشاركتها مع زملائنا. والأمر يتعلق بقضايا مكافحة الإرهاب الدولي والمساعدة الإنسانية مثل تفكيك الألغام والمساعدات الطبية وكثير من الأشكال الأخرى".
وانتهت في الساعة 18:00 من أمس الثلاثاء المهلة الممتدة لـ150 ساعة الممنوحة لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية للانسحاب من منطقة عملية "نبع السلام" التركية بموجب مذكرة التفاهم التي وقعها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في سوتشي يوم 22 أكتوبر، لخفض التوتر شمال شرق سوريا.
وأعلن وزير الدفاع الروسي مساء الثلاثاء عن اكتمال انسحاب عناصر "وحدات حماية الشعب"، التي تعتبرها تركيا تنظيما إرهابيا، من المنطقة المحددة والتي عمقها 30 كيلومترا قبل انتهاء المهلة.
من جهتها، أكدت وزارة الدفاع التركية أن الجانب التركي أظهر الحرص اللازم لتنفيذ ما ورد في الاتفاق مع روسيا بخصوص منطقة شرق الفرات السورية يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال بيان صادر عن الدفاع التركية، مساء الثلاثاء: "في نهاية مهلة الـ 150 ساعة، الجانب الروسي أبلغنا بابعاد تنظيم "ي ب ك" مع أسلحته الثقيلة لمسافة 30 كم عن الحدود التركية- السورية واخراجه من منبج وتل رفعت أيضا".
وأوضحت أنه سيجري البدء بتسيير دوريات تركية روسية مشتركة غرب وشرق منطقة "نبع السلام" بعمق 10 كم، باستثناء مدينة القامشلي، لافتة إلى البدء في أنشطة تفكيك الألغام والعبوات الناسفة المصنوعة يدويا، في المسار الذي ستسير عليها الدوريات.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه روسيا عن تنفيذ الاتفاق وإخراج عناصر الميليشيات الانفصالية "قسد" من كامل المنطقة المشمولة بالاتفاق لحد الـ 30 كم، تؤكد مصادر محلية من منبج وعين العرب وتل رفعت، بأن عناصر تلك الميليشيا لاتزال موجودة في مواقعها ووظائفها، ومنها عناصر ارتدت زي النظام، فيما اقتصر الانسحاب على بعض المواقع العسكرية على الحدود مع تركيا فقط.