قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن طهران ليست في عجلة من أمرها لإقامة علاقات مع السلطات السورية الجديدة، مشيرًا إلى أن إيران تضع في أولوياتها إنشاء حكومة شاملة في سوريا.
وقال عراقجي، خلال كلمته في اجتماع لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، حيث استعرض تطورات الأوضاع في سوريا إن "إيران تتابع التطورات في سوريا بعناية، ونحن نتحلى بالصبر وننتظر أن تتضح معالم هذه التطورات. بعد ذلك، سننظم سياستنا تجاه سوريا، وفي الوقت الحالي كل شيء في مرحلة النقاش".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن موقف طهران تجاه سوريا واضح، حيث تسعى إيران إلى تحقيق الاستقرار والسلام في سوريا، والحفاظ على وحدة أراضيها، ومواجهة الاحتلال الأجنبي، خاصة الاحتلال الإسرائيلي. كما أشار إلى أن إيران تدعم تشكيل حكومة في سوريا تعبر عن إرادة الشعب السوري.
تخبط إيراني تجاه سوريا
واصل المسؤولون الإيرانيون في الآونة الأخيرة إصدار تصريحات متناقضة ومضطربة بشأن الوضع في سوريا، حيث يسعون إلى خلق الفوضى وإثارة النعرات الطائفية عقب انهيار نظام الأسد. هذه التصريحات المتكررة تعكس حالة من التخبط داخل دوائر السياسة الإيرانية، خاصة بعد سقوط النظام الذي أدى إلى تراجع الدور الإيراني في المنطقة وقطع الطريق أمام مشروعها الطائفي.
إيران ودورها في دعم الأسد
ولعبت إيران دوراً حيوياً في دعم نظام بشار الأسد، حيث شاركت في الحرب ضد الثوار حتى اللحظات الأخيرة قبل سقوط النظام، عبر ميليشياتها العديدة، ساهمت في تدمير بنية المجتمع السوري وزرع الطائفية والعنف في مختلف أنحاء البلاد، فكانت شريكاً أساسياً في سفك الدم السوري وتنفيذ أعمال قتل وتهجير على أسس طائفية.
كما تدخلت إيران عسكرياً من خلال إرسال قوات الحرس الثوري، حيث شاركت هذه القوات في صفوف النظام السوري. وفي أكتوبر 2015، كشف قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، عن تشكيل مئة ألف مقاتل ضمن قوات وتشكيلات شعبية في سوريا بحجة الحفاظ على الأمن والاستقرار.
ولم يكن تدخل إيران في سوريا مجرد تكهنات، بل أكده المسؤولون الإيرانيون أنفسهم. ففي نوفمبر 2015، أقر ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في الحرس الثوري، علي سعيدي، بأنه لولا تدخل إيران لكان مصير العراق وسوريا ولبنان وإيران نفسه في خطر، مشيراً إلى أهمية هذا التدخل في ضمان استمرارية النفوذ الإيراني في المنطقة.
قرر وزير الأوقاف في الحكومة السورية الانتقالية، الأستاذ “حسام حاج حسين”، فسخ عقد تجهيز واستثمار وإدارة موقع مجمع يلبغا بدمشق.
وينص القرار على فسخ العقد الموقع مع شركة “نقطة تقاطع” محدودة المسؤولية، التي يمثلها “وسيم أنور القطان”، ومصادرة التأمينات النهائية، والمطالبة بالتعويض عن العطل والضرر في حال وجوده.
وكشف القرار أن مديرية الأوقاف بدمشق سوف تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستلام العقار المذكور جبريًا بالوضع الراهن، وتحصيل المبالغ المالية المترتبة في ذمة المذكور وفق الأصول.
ويأتي القرار بناءً على أحكام القانون رقم 31 لعام 2018 الناظم لعمل وزارة الأوقاف، وعلى أحكام القانون رقم 51 لعام 2004، وعلى عقد تجهيز واستثمار وإدارة موقع مجمع يلبغا بدمشق.
وفي وقت سابق، قدّر مستثمر مجمع يلبغا في دمشق، “وسيم قطان”، المدرج على لائحة العقوبات الغربية، بأن كلفة المشروع تجاوزت 100 مليار ليرة سورية، وذكر أنه لن يغير اسم المشروع، وسيكون “داون تاون سوريا”، وفق تعبيره.
وذكر أن الطابق الأرضي تم استثماره بالكامل، وجزء من الطابق الأول، في حين يتم استكمال تأمين الكهرباء في الطوابق الأخرى، وعند استثمار بقية الطوابق، سيكون المجمع جاهزًا خلال 10 أشهر.
وتابع: لكن بسبب الضائقة المادية التي تمر بها البلاد، هناك تقييد على المستوردات، وبالتالي تحجم الناس عن العمل، خاصةً أن المساحات فيه تجارية، وتتجاوز 30,000 متر مربع، حسب تقديراته في حديثه لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد البائد.
وتحدث عن العمل على تجميل محيط المجمع بالتعاون مع محافظة دمشق، بما يتضمن شارع الثورة، ساحة المرجة، والبحصة، كما سيتم إخلاؤه من “البسطات” بعد بدء عمل الأسواق التفاعلية المخصصة لها.
وكان وسيم قطان، المستثمر في مشروع مجمع يلبغا في شارع الثورة بدمشق، قد كشف عن اقتراب نهاية العمل في المشروع وإنجازه بشكل كامل، وقدّر إنجاز ما يقارب 90% من المشروع.
وبغطاء من نظام الأسد المخلوع، وضمن صفقة غير معلومة البنود، حصل قطان على عقد استثمار المجمع من وزارة الأوقاف عام 2018، مقابل إيجار سنوي بلغ 1,020,000,000 ليرة سورية، لتحويله إلى مجمع سياحي وتجاري.
هذا، ويعد “مجمع يلبغا” أحد أقدم المشاريع في دمشق، حيث وُضع حجر أساسه في بداية سبعينيات القرن الماضي، دون الانتهاء من بنائه حتى الآن، نتيجة فساد مؤسسات حكومة ميليشيا نظام الأسد البائد.
مضى عامان على زلزال السادس من شباط المدمر، الكارثة التي أعادت تعريف الاستجابة الإنسانية بوصفها انتصاراً لرغبة الحياة رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة، خلال عامين مأساة السوريين تضاعفت لكن الرغبة في الحياة تبقى هي الأقوى، وفق تقرير لمؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء".
مرّ عامان على كارثة الزلزال المدمر، كانت أيام ثقيلة على السوريين تضاعفت مأساتهم لتجتمع عليهم كارثتا الحرب والزلزال، وكان له أثر مدمر بعد أكثر من 12 عاماً من حرب نظام الأسد وروسيا والمليشيات الإيرانية، ففي تمام الساعة 4:17 ضرب زلزال مدمر بلغت قوته 7.8 درجات، مناطق شمالي سوريا وجنوبي تركيا، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجات، وعشرات الهزات الارتدادية.
ولم يقتصر أثر الكارثة على الخسائر الكبيرة في الأرواح والممتلكات فحسب بل شكلت أيضاً تحديات طويلة الأجل أمام التعافي والصمود في ظل البنية التحتية الهشة وتشريد آلاف العائلات وضعف الاستجابة ومشاريع التعافي واستمرار الهجمات العسكرية في ذلك الوقت والاستنفاد الكبير للقطاع الطبي وتحديات انتشار الأمراض والأوبئة.
كما أعادت كارثة الزلزال تعريف الاستجابة الإنسانية بوصفها انتصاراً لرغبة الحياة رغم الصعوبات والتحديات الكبيرة، وكانت ملحمة حقيقية شعبية صنعها العمل الجماعي الذي يعكس عمق العلاقة وتجذّرها بين مؤسسة الدفاع المدني السوري والمجتمعات التي تخدمها.
كان فجر السادس من شباط فجراً قاتلاً، وتجلى التحدي الأكبر في الرقعة الجغرافية الواسعة في شمال غربي سوريا وهي الأكثر تأثراً بالزلزال من باقي المناطق السورية، والتي تطلبت استجابة سريعة وطارئة، في ظل واقع صعب تعيشه، وهو ما قام بهِ الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حيث أعلن حالة الطوارئ القصوى لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض في 182 موقعاً ضمن 60 مجتمعاً، فيه أكثر من 580 مبنى مهدم كلياً وأكثر من 1578 مبنى تهدم بشكل جزئي.
واستطاع متطوعو الدفاع المدني السوري إنقاذ 2950 شخصاً من تحت الأنقاض بينما انتشلوا 2172 ضحية للزلزال، (وتمثل هذه الأرقام استجابة الدفاع المدني السوري للكارثة، ولا تعبر عن جميع الضحايا والمصابين بسبب الكارثة) وشارك في هذه العمليات أكثر من 3000 من كوادر الخوذ البيضاء منهم 2500 متطوع و 300 متطوعة و 200 موظف إداري، مع تعبئة كاملة للآليات الثقيلة والمعدات اللازمة، بالإضافة إلى استئجار عدد من الآليات الثقيلة من الأسواق المحلية.
72 ساعة ذهبية في مواجهة الكارثة
رغم أن عدد الضحايا وحجم الأضرار في شمال غربي سوريا كان الأكبر على مستوى الجغرافية السورية، لم يكن هناك أي تحرك مباشر دولي أو أممي لمساعدة المنطقة المنكوبة، وواجه متطوعو الدفاع المدني السوري، والسكان في شمال غربي سوريا آثار الزلزال المدمر وتمكنوا من الاستجابة وإنقاذ الأرواح، ورغم الازدياد المتواصل في الحاجات الإنسانية في شمال غربي سوريا فقد توقف دخول المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى في الـ 10 من تموز بعد انتهاء التفويض الأممي، بل وأعطت الفرصة لروسيا كي تلعب بالمساعدات الإنسانية كورقة سياسية تبتز بها المجتمع الدولي في أروقة مجلس الأمن رغم وجود النص القانوني الذي يسمح بمرور المساعدات دون الحاجة لقرار من المجلس، وبدلاً من توسيع المساعدات وإدخالها دون أي عوائق لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان، سيطر نظام الأسد حينها على ورقة المساعدات عبر الحدود شريان الحياة الباقي للسوريين بعد أن تسبب في مآسيهم كلها خلال مدة الـ 12 سنة الماضية.
أعمال الدفاع خلال المراحل اللاحقة للزلزال
ومع انجلاء غبار الزلزال بَدَا جلياً أن الكارثة أكبر من أن تتحملها دول، ولكن ورغم الصعوبات والتحديات كان لابد من العمل للتخفيف عن السوريين الذين باتوا يعانون من كارثتين، إحداهما كارثة طبيعية والأخرى كارثة مستمرة بفعل نظام الأسد وروسيا وحلفائهم وحربهم المستمرة على الشعب السوري، وفي هذا الإطار وبعد انتهائه من المرحلة الأولى في استجابته للزلازل، والتي شملت البحث والإنقاذ والانتشال، انتقل الدفاع المدني السوري إلى المرحلة الثانية والتي تضمنت فتح الطرق بطول 800 كم ضمن 335 تجمع سكاني، و119 مخيم، وإزالة الأسقف والجدران المعرضة للانهيار للحفاظ على أرواح المدنيين وتسهيل عمليات الاستجابة للطوارئ، بحجم يتجاوز الـ 30 ألف متر مكعب ضمن 125 تجمع سكاني لحماية المدنيين من المخاطر الناتجة عن انهيار الأسقف والجدران في المباني المتضررة والمنشآت العامة والمدارس.
وساعدت فرقنا بتأسيس مراكز الإيواء المؤقتة والبنية التحتية الأساسية لها، حيث تم فرش وتسهيل طرق وأراضي ومخيمات بمساحة 887,146 متر مربع ضمن 396 تجمع سكاني، و503 مخيم.
أما المرحلة الثالثة فقد شملت رفع الأنقاض والتعافي وإعادة التأهيل، وقامت فرق الدفاع المدني السوري بإزالة أكثر من 442 ألف متر مكعب من الأنقاض ضمن 162 تجمعاً سكنياً.
دور المجتمعات المحلية والشركاء
عززت مساهمة المدنيين وسكان المناطق المتضررة من قدرة الدفاع المدني السوري على الاستجابة بشكل أفضل في ضوء التقاعس الدولي وتأخير وصول المساعدات الأممية، التي كان من المفترض أن تصل بعد الكارثة بشكل عاجل وفوري للمساعدة في إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، ولا يمكن إغفال دور شركاء الدفاع المدني السوري من دول مانحة ومنظمات متعاونة أو شريكة في التخفيف عن السوريين وتحسين سبل الاستجابة خاصة في مراحلها المتقدمة، وكان للتحالفات دور مهم في مراحل التعافي وهذا ما أثبتته المشاريع التي تم تنفيذها ضمن شراكات الدفاع المدني السوري مع المنظمات والمؤسسات الإنسانية الأخرى، التي كان في مقدمتها التحالف العملياتي المؤلف من المنتدى السوري والجمعية الطبية السورية الأمريكية، والدفاع المدني السوري والتحالف العملياتي التنفيذي بين الدفاع المدني السوري و الأمين للمساندة الإنسانية.
دور المتطوعات
الزلزال برهن مرة أخرى الدور المهم لمتطوعات الخوذ البيضاء في الاستجابة وكانت المتطوعات جزءاً أساسياً في مراحل الاستجابة جميعها منذ اللحظة الأولى للزلال، فمن عمليات البحث والإنقاذ في أصعب الظروف إلى متابعة أوضاع المنكوبين بالزلزال مروراً بالخدمات التي يقدمنها في مراكز النساء والأسرة ولعبت متطوعات الدفاع المدني السوري دوراً حاسماً في استجابة الزلزال وتخفيف معاناة السوريين المتأثرين بهِ، حيث قدمت متطوعات الخوذ البيضاء عشرات الخدمات الطبية في شمال غربي سوريا، خلال الفترة من 6 شباط 2023 وإلى نهاية العام، واستفاد من هذهِ الخدمات أكثر من 127 ألف مدني بينهم 83 ألف امرأة و31 ألف طفل في 238 مجتمعاً.
وفي عام 2024 قدمت مراكز صحة النساء والأسرة 143 ألف خدمة ضمن 198 مجتمعاً و 247 مخيماً استفاد منها 87 ألف امرأة و44 ألف طفل 11 ألف رجل.
مشاريع متعلقة بالتعافي من الزلزال خلال عامي 2023 ـ 2024:
نفذ الدفاع المدني السوري مشاريع بنى تحتية نوعية في إطار خطة عمل لتخفيف معاناة المدنيين وتسهيل تأمين أماكن الإيواء للمتضررين من الزلزال ضمن إطار عمليات التعافي وإنعاش المجتمعات المتضررة، من خلال التعاون والتنسيق مع المنظمات والجهات العاملة في شمال غربي سوريا.
إعادة تأهيل الطرق:
▪️ إعادة تأهيل و تزفيت طرق في بلدة سرمدا (طريق سرمدا العمود وتفرعاته) بطول إجمالي 5050 متراً.
▪️ إعادة تأهيل و وتزفيت طرق في عفرين (طريق عفرين-كفرجنة بطول 9500 متر وطريق جسرعفرين الثالث بطول 1650 متراً) والذي قام به الدفاع المدني السوري عبر التحالف العملياتي المشكل من (المنتدى السوري، الدفاع المدني السوري، الجمعية الطبية السورية الأمريكية).
▪️ إطريق عين البيضا القندريّة في جرابلس بمحافظة حلب بطول 8500 متر.
▪️إعادة تأهيل مدخل مدينة إدلب الغربي بطول 1400 متر، حيث شمل المشروع الرصف والدهان وتنسيق الحدائق والإضاءة، بهدف تنظيم حركة المرور والحد من مخالفات السير والحوادث المرورية، وتوفير مظهر جمالي.
▪️إعادة تأهيل طريق مدخل مشفى مدينة اعزاز الوطني بطول 140 متر.
▪️إعادة تأهيل شارع السوق في جسر الشغور بطول 235 متراً، شمل ذلك صيانة مصارف مياه الأمطار وتنظيف قنوات تصريف مياه الأمطار، وتركيب بلاط إنترلوك ملون وغرس الأشجار وتركيب أعمدة إنارة شمسية.
▪️إعادة تأهيل و وتزفيت طريق (سرمدا - كفر دريان) بطول إجمالي 3310 متر، بالتعاون مع مؤسسة الشام الإنسانية.
▪️إعادة تأهيل و وتزفيت طريق النمرة – البالعة (مفرق الغفر/الظهر) في ريف إدلب الغربي، بطول نحو 6000 متراً في محافظة إدلب.
▪️ صيانة الطريق بين تل الكرامة وكفروحين بطول إجمالي 1800 متراً.
▪️ صيانة الطريق بين كلي وحزانو بطول إجمالي 1800 متر.
▪️تأهيل الطرق وشبكات تصريف مياه الأمطار داخل 81 مخيماً.
المساهمة في عمليات دعم المجتمعات والعملية التعليمية:
▪️إعادة إعمار مدرسة خالد بن الوليد (112 غرفة) في جنديرس
▪️إعادة تأهيل باحة مدرسة مدرسة في مارع.
▪️ تأهيل 22 مدرسة تضم (192 فصلاً دراسياً)
▪️تأهيل 33 مدرسة (مياه وصرف صحي في المدارس)
▪️إعادة تأهيل كلية التربية في عفرين المتضررة من الزلزال.
▪️إعادة تأهيل كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في مدينة الباب
▪️أعمال إعادة تأهيل ضمن جامعة حلب الحرة.
قطاع المياه والصرف الصحي:
▪️إعادة تأهيل شبكة مياه الشرب بطول نحو 50 كم متراً وشبكات الصرف الصحي بطول أكثر من 80 كم متراً في كفركرمين - الكمونة في ريف حلب الريف الغربي، والتي تلبي احتياجات حوالي 7000 مأوى كريم للمنكوبين من الزلزال بُنيت على مساحة 200,000 متر مربع.
▪️إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 2,100 متر في حوار النهر.
▪️إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 3,050 متراً في بابكة.
▪️إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 1,650 متراً في البردقلي.
▪️إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 500 متر في بنش.
▪️ إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول 5,077 متر (أنابيب PEHD مع فتحات الصرف الصحي) وشبكات مياه الشرب بطول 4,900 متر (أنابيب PE100 مع جميع الملحقات) متراً ضمن مدينة الباب.
▪️ إعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي 7,695 متر (أنابيب PEHD مع فتحات الصرف الصحي) في مدينة اعزاز.
▪️أعمال تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول إجمالي 4,490 متراً (أنابيب PEHD مع فتحات صرف صحي) في بلدة ابو طلحة ريف إدلب.
▪️ تأهيل شبكات الصرف الصحي بطول إجمالي 736 متر (أنابيب PEHD مع فتحات صرف صحي) في بلدة بزة في ريف إدلب.
▪️إعادة تأهيل شبكات المياه بطول 1,090 متر (أنابيب PE100 مع جميع الملحقات) في خيمات الفداء ومخيمات بشمارون في ريف إدلب.
▪️ إعادة تأهيل شبكات المياه 2,190 متر (أنابيب PE100 مع جميع الملحقات) في كفروحين.
▪️إنشاء منظومة لمراقبة كمية ونوعية المياه الجوفية والسطحية في بلدتي عفرين واعزاز.
مشاريع بنية تحتية ومرافق عامة أخرى:
▪️إعمار مركز علاج السرطان في مدينة عفرين بالتعاون مع شركاء.
▪️بناء مسجد في قرية الملند عربي إدلب بدلاً من المسجد الذي دمره زلزال 6 شباط 2023
▪️إعادة تأهيل سدة عبدالو لري نحو 45 ألف دونم
▪️ تأهيل 21 مركزاً صحياً
▪️إنشاء وتجهيز مركز تمكين مجتمعي في جسر الشغور وفي عفرين.
▪️تدوير مخلفات يزيد حجمها عن 4000 متر مكعب.
▪️ محطات الرصد الجوي تركيب 10 محطات رصد جوية فيزيائية وإعداد 5 محطات رصد جوي افتراضية
ولم تكن هذه المشاريع تهدف إلى إعادة بناء مرافق أساسية وإعادة تأهيل طرقات وشبكات مياه وصرف صحي فحسب، بل كانت تهدف أيضاً إلى تأمين الاستقرار للسكان وكان هذا الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى التخطيط طويل الأجل، ورغم أن المؤسسة كانت تعمل خلال السنوات السابقة على مشاريع خدمية لدعم الصمود المجتمعي والتعافي المبكر للمجتمعات، لكن الاختلاف بعد الزلزال كان كماً ونوعاً بهذه المشاريع والأعمال.
مراكز الإيواء المؤقتة
انتهج النظام وروسيا سياسة التهجير القسري للسوريين خلال السنوات الـ 12 سنة التي سبقت الزلزال، الأمر الذي ترك نحو من مليوني سوري يعيشون في مخيمات تغيب عنها أدنى مقومات الحياة، ثم جاء الزلزال ليترك 40 ألف عائلة أخرى دون مأوى، ليتخذوا من مراكز إيواء بنيت على عجل مسكناً لهم، منها ما بٌني إلى جانب أنقاض منازل الناجين و المنكوبين من الزلزال، وهو ما جعلهم مثلهم مثل أكثر من مليوني مهجّر عرضة لظروف قاسية.
وساعدت فرقنا بتأسيس مراكز الإيواء المؤقتة والبنية التحتية الأساسية لها، حيث تم فرش وتسهيل طرق وأراضي ومخيمات بمساحة 887,146 متر مربع ضمن 396 تجمع سكاني، و503 مخيم.
ويعاني المنكوبون من كارثة الزلزال من فقدان لسبل العيش وغياب مقومات الحياة في مراكز الإيواء وتهديدات انتشار الأمراض وتسرب الأطفال من التعليم.
الهجمات والانتهاكات من قبل نظام الأسد
وبينما كان السوريون يحاولون التعافي من أثار الكارثة الثانية والمتمثلة بزلزال شباط المدمر كان الكارثة الأولى متمثلة بحرب نظام الأسد وروسيا والميليشيات الموالية لهم مستمرة، ولم تتوقف آلة الحرب عن سلب أرواح السوريين حيث وثقت فرقنا 1,322 اعتداءً عسكرياً ضمن 189 تجمع سكاني خلال عام 2023، حيث ازدادت وتيرة الاعتداءات العسكرية اعتباراً من شهر آب، كما شهد شهري أيلول وتشرين الأول العدد الأكبر من الاعتداءات، كان نظام الأسد مسؤولاً عن أكثر من 84 % من الاعتداءات، كما كانت القوات الروسية مسؤولة عن 6 % من الاعتداءات، كما كان مصدر 4 % من الاعتداءات مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية، إضافة لعدد من الهجمات مجهولة المصدر.
استهدفت الاعتداءات مختلف المرافق المدنية بغية إيقاع العدد الأكبر من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، حيث طالت النسبة الأكبر من الاعتداءات (53%) الحقول الزراعية، تلتها منازل المدنيين (32%) ثم الطرق (5%)، كما طالت الاعتداءات كذلك المدارس، والمخيمات، والمباني العامة، والأسواق، والمشافي، والمساجد.
انتشل متطوعو الخوذ البيضاء خلال استجابتهم للاعتداءات العسكرية خلال عام 2023 جثامين 173 قتيلاً، من بينهم 24 امرأة و51 طفل، كما أنقذوا 720 مصاباً، من ضمنهم 97 امرأة و233 طفلاً، عانى المتطوعون أثناء عملهم من صعوبات كبيرة في الحركة بسبب رصد الأماكن المستهدفة بطيران الاستطلاع، والخشية من تجدد القصف أو الغارات المزدوجة خصوصاً في حال وجود مصابين تحت الأنقاض، علماً أن المتدربين تلقوا تدريبات خاصة حول آليات التعامل الخاصة مع المصابين، خصوصا النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
وخلال عام 2024، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 1178 هجوماً على المناطق السورية، من قبل قوات نظام الأسد البائد وروسيا وقوات سوريا الديمقراطية وحلفائهم، تسببت بمقتل 226 مدنياً بينهم 73 طفلاً و 28 امرأة، وإصابة 833 مدنياً بينهم 308 طفلاً و 129 امرأة.
الأعمال الموازية (إطفاء، استجابة لكوارث طبيعية، مخلفات حرب ..)
وبموازاة الأعمال التي قامت بها الخوذ البيضاء استجابة لزلزال الـ 6 شباط، استمر المتطوعون في العمل ضمن محاور المؤسسة الرئيسية الأخرى من خدمات الإسعاف، واستجابة للحرائق بكافة أنواعها و الكوارث الطبيعية وإزالة مخلفات الحرب، وحوادث السير، إضافة إلى أعمال التوعية، وسجلت الخوذ البيضاء بعد الـ 6 شباط 2023 وإلى نهاية عام 2023 تقديم أكثر من 83 ألف خدمة إسعاف استفاد منها من 131 ألف مدني، كما شهدت الفترة نفسها إقامة أكثر من 4350 جلسة توعية استفاد منها 84 ألف مدني، وأكثر من 6200 عملية متعلقة بإزالة مخلفات الحرب تم فيها إزالة أكثر من 930 ذخيرة غير منفجرة، وأيضاً استجابة فرق الخوذ البيضاء لأكثر من 2600 حريقاً راح ضحيتها 19 مدنياً بينهم 13 طفلاً و 3 نساء.
كما نفذت فرق الخوذ البيضاء الآلاف من العمليات الخدمية التي تهدف لتعزيز الصمود المجتمعي المحلي في مئات التجمعات السكنية، والمدن، والبلدات، والقرى، والمخيمات في شمال غربي سوريا، وتنوعت تلك الخدمات من غسيل المدارس والشوارع والحدائق والمنشآت العامة وعمليات حفر جور فنية وأساسات وحفر صيانة كهرباء، وعمليات ردم حُفر آبار مهجورة لتجنب حوادث السقوط، وحفر خط صرف صحي. كما نفذ المتطوعون أعمال تنسيق وتجميل مداخل ومخارج المدن وزرع الأشجار وسقايتها.
وفي عام 2024 بلغ عدد الأعمال الخدمية التي قدمتها الفرق خلال 18018 عملاً خدمياً في مناطق شمال غربي سوريا، وفي المناطق التي توسعت فرقنا بها بعد سقوط نظام الأسد في الشهر الأخير من العام 2024.
وتوزعت الأعمال على 4632 عملاً خدمياً في الطرقات الرئيسية، و 3101 في الطرقات الفرعية، و 646 في المباني العامة، و 3163 في المخيمات، و 1462 في المدارس، و 367 في المشافي، و 123 في الجامعات، أخمدت الفرق أكثر من 4300 حريق واستجابت لأكثر من 1790 حادث سير.
تطور قدرة الدفاع المدني السوري منذ الزلزال
لعبت خبرة فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، التي اكتسبتها خلال نحو عقد من الاستجابة للقصف والغارات الجوية التي كان نظام الأسد وروسيا يشنها على المدن والبلدات السورية، دوراً مهماً في استجابة أكثر فعّالية خلال الزلزال رغم قلة الإمكانيات وكثرة الصعوبات، كمان إن اتساع الرقعة الجغرافية التي تطلبت الاستجابة، وضعف البنية التحتية جراء الحرب عقّدَ من المهمة لكن لم تجعلها مستحيلة.
أما في الفترة التي أعقبت الزلزال، فقد أخذت استجابة الخوذ البيضاء شكلاً أخر من خلال المشاريع والمشاريع الخدمية وجلسات التوعية وتدريب فرق رديفة من المتطوعين فأصبحت الاستجابة استباقية، كما أظهر الزلزال أهمية التنسيق والتعاون مع المجالس والمجتمعات المحلية، من ناحية أخرى فرض مفهوم إدارة الكارثة/الأزمة نفسه كأحد المكتسبات المعرفية الهامة لكارثة الزلزال.
الصحة النفسية
أطلق الدفاع المدني السوري في شهر آب من عام 2023 مشروع الدعم النفسي، سعياً للوصول لمجتمع متعافٍ نفسياً بعد سنوات الحرب وكارثة الزلزال التي تركت أثراً نفسياً وصدمات على مختلف الفئات، ومن خلال برامج المشروع الذي يستهدف الأطفال من خلال معرفة هواياتهم ومواطن القوة والضعف عندهم، وتمكينهم من التعامل مع الآخرين وتكوين العلاقات، والسيدات بجلسات تعزز مفاهيم الطفولة المبكرة، ومجالات النمو الحسية والجسدية والنفسية ورعاية التنشئة، والأمهات من خلال تدريب المهارات الوالدية لتعزيز العلاقات بين الأبناء ووالديهم ويزيد الفرص للأبناء بقدرتهم على التوجه السليم نحو أهدافهم.
تعزيز المشاركة المجتمعية في الاستجابة للكوارث
أطلق الدفاع المدني السوري مبادرة حيوية لتعزيز المشاركة المجتمعية في الاستجابة للكوارث من خلال تقديم دورات تدريبية تهدف إلى بناء قدرات الاستجابة للكوارث بين السكان في شمال غربي سوريا.
وكان للمشاركة المجتمعية من قبل السكان خلال كارثة الزلزال المدمر في 6 شباط، دور كبير في سرعة الاستجابة وتخطي الكثير من العقبات، وسيكون لبناء قدرات السكان المحليين دور كبير في تعزيز قدرات الاستجابة والمساهمة بشكل فعال في إنقاذ الأرواح، وتم تدريب أكثر من 2800 شاب وشابة على مبادئ إدارة الكوارث والإخلاء والإطفاء والإسعافات الأولية والبحث والإنقاذ والسلامة والوعي بخطر مخلفات الحرب.
تعد المشاركة المجتمعية إحدى العوامل الرئيسية التي تساهم في نجاح المجتمعات في تخطي الكوارث والأزمات، وتسهم في الحفاظ على استمرارية الحياة عن طريق تخطيط وإدارة وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات التي تهدف إلى التعامل مع الكوارث والأزمات وآثارها السلبية المدمرة على المستوى الصحي والاقتصادي والنفسي والاجتماعي، وتأتي المشاركة المجتمعية الفعالة نتيجة لتكاتف المجتمع والعمل لهدف واحد وهو احتواء الأزمة وتخطيها والنجاة منها وتجاوز آثارها المدمرة المادية والمعنوية.
الأثر الطويل للزلزال
عمق الزلزال من معاناة السوريين وضاعف من الكارثة الإنسانية في شمال غربي سوريا، والحدث الذي استمر لثوانٍ خلف أثاراً ستستمر لسنوات، خاصة مع استمرار حرب النظام وروسيا خلال العامين الماضين قبل سقوط نظام الأسد، فما دُمِّرَ لن يُبنى وصواريخ النظام وروسيا كانت تلاحق السوريين، والبناء لا يمكن في منطقة تعاني ويلات حرب طويلة ويتم ابتزاز أهلها بقوت يومهم، وهذا علاوة على سلب الزلزال لألاف الأرواح التي لن تُمحى ذكراها، وسلبت من عشرات الألاف مأواهم الأخير وسيل عيشهم في ظل غياب الأفق الذي يعيدهم ويعيد المهجرين لمنازلهم ويعوضهم بما فقدوا.
زلزال شباط لم يكن الزلزال الوحيد الذي ضرب سوريا، إذ عاشت سوريا زلزالاً لم يشهد العالم له مثيلاً استمر لنحو أربعة عشر عاماً حرب وحشية مدمرة شنها نظام الأسد وروسيا والمليشيات العابرة للحدود على السوريين، في كل يوم تهتز الأرض ويسقط ضحايا .. وتدمر أبنية ومدارس ومساجد ومشاف، مدن كاملة مسحت على الخارطة، وقرى وبلدات لم يعد لها وجود، وما عجزت عن تدميره البراميل المتفجرة والغارات الجوية والصواريخ، تم تفخيحه وتجريفه.
لقد خلفت الحرب تداعيات كارثية على جميع القطاعات الصناعية والزراعية والبنية التحتية والصحة والتعليم والطرقات إذ يحتاج أكثر من ستة عشر مليون شخص إلى المساعدات وسبعة ملايين مهجر قسريا أغلبهم لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بعد أن دمرت منازلهم، فيما تستمر معدلات سوء التغذية بالارتفاع ويعيش نحو تسعين بالمئة من السوريين تحت خط الفقر.
وتهدد مخلفات الحرب التي تنتشر في كل الأراضي السورية الأرواح وتقوض عودة السكان المهجرين واستثمار الأراضي الزراعية، وتعيق جهود إعادة الإعمار، وتحتاج هذه المخلفات لجهود كبيرة ولسنوات طويلة حتى يتم التخلص منها.
عامان على الزلزال، لم يكن مجرد انتقال بين تاريخين على التقويم بالنسبة للسوريين، بل أثقل كاهل السوريين كارثتان، حيث جاءت كارثة الزلزال فوق كارثة حرب النظام وروسيا وحلفائهم، لتزيد الأوضاع تعقيداً وصعوبة، وبالرغم من أنه كانا عامان مثقلان بالتحديات والصعوبات، لكن لم تغب فيه رغبة الحياة والأمل بالعدالة، والأماني بعودة السوريين إلى بيوتهم ومنازلهم وإعمار ما دمره الزلزال والحرب، وخاصة بعد انهيار نظام الأسد، ليكبر الحلم ببناء سوريا… سوريا الوطن التي يحلم بها كل السوريين.
أعلنت "الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية"، عن توقيع عقد جديد مع شركة "سي إم إيه سي جي إم" الفرنسية لتشغيل محطة الحاويات في ميناء اللاذقية.
وأوضح البيان الرسمي للهيئة أن الاتفاق يتضمن تصفية الذمم المالية المترتبة على الطرفين بموجب العقد السابق، بالإضافة إلى وضع شروط وآليات جديدة لتشغيل المحطة، وحتى الآن، لم تصدر الشركة الفرنسية المتخصصة في الشحن والخدمات اللوجيستية أي تعليق رسمي على الاتفاق.
مفاوضات وتعديلات في الشروط
ونقل مصدر سوري مطلع على المفاوضات لوكالة رويترز أن المحادثات التي سبقت إبرام العقد الجديد شملت تغييرات في توزيع الإيرادات ومدة العقد، ولفت إلى أن السلطات السورية سعت لزيادة حصتها من الإيرادات مقارنة بالعقد السابق، بالإضافة إلى تحديد إطار زمني أقصر لاستئجار المحطة وإدخال تحسينات فنية على تشغيلها.
أهمية ميناء اللاذقية في الاقتصاد السوري
يعد ميناء اللاذقية البوابة البحرية الأهم لسوريا، وقد شهد منذ عام 2009 تشغيل محطة الحاويات من قِبل "سي إم إيه سي جي إم"، مع تجديد مستمر للعقد كان آخره في أكتوبر/تشرين الأول 2024 لمدة 30 عامًا خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد.
ارتباطات الشركة بسوريا
تُدار شركة "سي إم إيه سي جي إم" من قِبل الملياردير رودولف سعادة، رجل الأعمال الفرنسي اللبناني الأصل، وأفراد آخرين من عائلته التي تمتلك جذورًا في سوريا، ما يعكس ارتباطًا طويل الأمد بين الشركة والسوق السورية.
ويعد هذا الاتفاق خطوة مهمة في إعادة تنظيم القطاع البحري السوري في ظل الإدارة الجديدة، بالرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية المستمرة التي تواجه البلاد.
تلقى رئيس الجمهورية العربية السورية، السيد أحمد الشرع، اتصالًا هاتفيًا من نظيره الفرنسي، السيد إيمانويل ماكرون، هنأه فيه بتوليه منصب الرئاسة وتحرير البلاد من نظام الأسد.
وأعرب الرئيس ماكرون عن دعمه الكامل للمرحلة الانتقالية في سوريا، مؤكدًا على مساعي بلاده لرفع العقوبات المفروضة على سوريا وفتح المجال أمام النمو والتعافي.
وناقش الرئيسان التحديات الأمنية التي تواجه سوريا، وضرورة التعاون المشترك لحفظ الأمن والاستقرار في البلاد. كما أكد الرئيس ماكرون دعمه للعملية السياسية السورية، مشددًا على أهمية وحدة سوريا واستقلالها وسيادة أراضيها.
من جانبه، شكر الرئيس أحمد الشرع نظيره الفرنسي على مواقفه الداعمة للشعب السوري خلال السنوات الماضية، مؤكدًا أن سوريا ستكون جزءًا إيجابيًا وفاعلًا في المنطقة والعالم.
وأشار الشرع إلى أن سوريا تشارك شركاءها الهواجس الأمنية، وستركز على مصالحها الوطنية المتمثلة في استقرار وسيادة البلاد وسلامة أراضيها.
وتطرق الرئيس الشرع إلى التحديات الحالية، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري، وعدم استكمال وحدة الأراضي السورية. كما استعرض الرؤية التنموية والوطنية التي تنتهجها الإدارة الجديدة لضمان رفاهية وتعافي سوريا وشعبها بشكل عاجل.
في ختام المكالمة، تلقى الرئيس أحمد الشرع دعوة من الرئيس الفرنسي لزيارة فرنسا في الأسابيع المقبلة.
تأتي هذه الدعوة في سياق سلسلة من الزيارات الدبلوماسية التي قام بها الرئيس الشرع مؤخرًا. فقد زار العاصمة السعودية، الرياض، في أول زيارة خارجية له منذ توليه الرئاسة، حيث التقى بالقيادة السعودية لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مجالات متعددة.
بالإضافة إلى ذلك، كان أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أول زعيم دولة يصل إلى دمشق منذ سقوط نظام الأسد، حيث التقى بالرئيس أحمد الشرع وأكد دعم بلاده لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها.
وفي وقت سابق، زار وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، ووزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، دمشق في يناير 2025. التقيا بالرئيس الشرع وبحثا معه سبل دعم العملية الانتقالية في سوريا. أكدت بيربوك أن أوروبا لن تمول إنشاء هياكل إسلامية جديدة في سوريا، مشددة على أن رفع العقوبات مرتبط بتقدم العملية السياسية.
تعكس هذه الزيارات والاتصالات الدبلوماسية المتتالية اهتمام المجتمع الدولي بدعم سوريا في مرحلتها الانتقالية، وتعزيز العلاقات الثنائية مع القيادة السورية الجديدة.
قرر وزير الأوقاف في الحكومة السورية الانتقالية، الأستاذ “حسام حاج حسين”، فسخ عقد تجهيز واستثمار وإدارة موقع مجمع يلبغا بدمشق.
وينص القرار على فسخ العقد الموقع مع شركة “نقطة تقاطع” محدودة المسؤولية، التي يمثلها “وسيم أنور القطان”، ومصادرة التأمينات النهائية، والمطالبة بالعطل والضرر إن وُجد.
وكشف القرار أن مديرية الأوقاف بدمشق سوف تقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لاستلام العقار المذكور جبريًا وعلى الواقع الراهن، وتحصيل المبالغ المالية المترتبة في ذمة المذكور وفق الأصول.
ويأتي ذلك بناءً على أحكام القانون رقم 31 لعام 2018 الناظم لعمل وزارة الأوقاف، وعلى أحكام القانون رقم 51 لعام 2004، وعلى عقد تجهيز واستثمار وإدارة موقع مجمع يلبغا بدمشق.
وفي وقت سابق، قدّر مستثمر مجمع يلبغا في دمشق، “وسيم القطان”، المدرج على لائحة العقوبات الغربية، بأن كلفة المشروع تجاوزت 100 مليار ليرة سورية، وذكر أنه لن يغير اسم المشروع، وأنه سيكون “داون تاون سوريا”، وفق تعبيره.
وذكر أن الطابق الأرضي قد تم استثماره بالكامل، وكذلك جزء من الطابق الأول، في حين يجري استكمال تأمين الكهرباء في الطوابق الأخرى، وأنه عند استثمار بقية الطوابق، سيكون المجمع جاهزًا خلال عشرة أشهر.
وتابع، لكن بسبب الضائقة المادية التي تمر بها البلاد، هناك تقييد للمستوردات، وبالتالي عزوف الناس عن العمل، خاصةً أن المساحات فيه تجارية وتبلغ أكثر من 30,000 متر مربع، حسب تقديراته في حديثه لوسائل إعلام تابعة لنظام الأسد البائد.
وتحدث عن العمل على تحسين محيط المجمع، بالتعاون مع محافظة دمشق، بما يتضمن شارع الثورة، ساحة المرجة، والبحصة، كما أنه سيصبح خاليًا من “البسطات” بعد بدء عمل الأسواق التفاعلية المخصصة لها.
وكان وسيم القطان، المستثمر لمشروع مجمع يلبغا في شارع الثورة بدمشق، قد كشف عن اقتراب نهاية العمل في المشروع وإنجازه بشكل كامل، وقدّر إنجاز ما يقارب 90% من المشروع.
وبغطاء من نظام الأسد المخلوع، وضمن صفقة غير معلومة البنود، حصل القطان على عقد استثمار المجمع من وزارة الأوقاف عام 2018 مقابل إيجار سنوي بلغ 1,020,000,000 ليرة سورية، لتحويله إلى مجمع سياحي وتجاري.
هذا، ويعد “مجمع يلبغا” أحد أقدم المشاريع في دمشق، إذ وُضع حجر أساسه في بداية سبعينيات القرن الماضي، دون الانتهاء من بنائه حتى الآن، نتيجة فساد مؤسسات حكومة ميليشيا نظام الأسد البائد.
كشف وزير التربية والتعليم "نذير القادري"، في تصريح صحفي عن جهود تصب في عملية التنظيم الإداري للواقع التربوي، مؤكداً بذل جهود كبيرة لمعالجة الأوضاع الإدارية الفوضوية للنظام البائد والتي انعكست على جودة العمل التربوي.
وذكر أن بعد دراسة واقع الكوادر التعليمية والإدارية بالمحافظات، أصدرت الوزارة عدة قرارات نقل للكوادر التعليمية إلى محافظاتهم التي تقدموا بطلبات النقل إليها خلال العطلة الانتصافية.
وتمكنت كوادر الوزارة في مديريات التربية والإدارة المركزية من دراسة طلبات النقل بدقّة خلال فترة زمنية قياسية، وذلك بهدف تسهيل الأمور على المدرسين وتوزيعهم وفق الاحتياج.
لافتا إلى تمكّن عدد كبير من المعلمين من العودة إلى أماكن عملهم التي هُجّروا منها بسبب النظام البائد، وهو ما يوفّر الاستقرار للمدارس في تلك المناطق، وكشف عن إصدار قرارات النقل تم بناء على رغبة المعلمين وتوافر الشواغر.
وذلك بما يكفل نجاح العمل التربوي واستقرار العملية التعليمية، واعتمدنا على معايير محددة تتعلق بمدة الخدمة ونوعيتها للموافقة على الطلبات، وذكر أن الهدف الوصول للاستقرار التربوي وتحقيق العدالة بين المتقدمين.
وكانت قررت وزارة التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال السورية طي العقوبات الصادرة بحق الطلاب في الجامعات السورية الحكومية والخاصة، ضمن عدة إجراءات جديدة على مستوى القطاع التعليمي.
وصرح وزير التعليم العالي "عبد المنعم عبد الحافظ"، بأنه تم وضع عدداً من الأهداف أهمها الارتقاء بالجامعات السورية العامة والخاصة، وأن تتقدم في التصنيفات العالمية للجامعات.
وعقب عدة اجتماعات ولقاءات أصدر جملة من القرارات منها تحديد مواعيد الامتحانات النظرية وإيقاف التسجيل على الدكتوراه وتمديد مواعيد التحويل المتماثل وتغيير القيد.
هذا وبشر وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال السورية الأستاذ "نذير القادري" السوريين بأن سوريا ستفتح صفحة جديدة ومشرقة على جميع الأصعدة، وخاصة في ملف التربية والتعليم حتى نبني جميعاً سوريا المستقبل.
وتجدر الإشارة إلى أن العملية التعليمية في المدارس والجامعات العامة والخاصة، استأنفت اعتباراً من يوم الأحد 15 كانون الأول/ ديسمبر، مع التأكيد على جاهزية جميع المؤسسات لضمان سير العملية التعليمية بشكل منتظم وفعّال.
قدر وزير المالية في الإدارة السورية الجديدة "محمد أبازيد" أن رواتب موظفي القطاع العام ستصرف يومي 5 و6 من شهر شباط/ فبراير الحالي.
وكرر الوزير خلال حديثه ضمن تصريحات لوكالة "رويترز"، عن زيادة بنسبة 400 بالمئة في رواتب العديد من موظفي القطاع العام.
كإجراء طارئ و ذلك بعد الانتهاء من إعادة الهيكلة مشيراً الى ان هذه الزيادة ستكلف نحو تريليون و 650 مليون ليرة سورية شهريا.
وقدر أن الزيادة ستمول من مزيج من خزينة الدولة الحالية والمساعدات الإقليمية وكذلك الاستثمارات وربما تجميد الأصول السورية الموجودة في الخارج.
وكان أكد أن الزيادة المرتقبة كان من المقرر صرفها مطلع كانون الثاني/ يناير الجاري، ولكن فوجئت الحكومة بأن أعداد العاملين المسجلين في الجهات العامة أكبر بكثير من الأعداد الفعلية على أرض الواقع.
إضافة للخلل بالقوائم المالية هناك أسماء وهمية لأشخاص يتقاضون رواتبهم من المنزل دون أن يسجلوا دواماً فعلياً في مديرياتهم نتيجة اتباع النظام البائد سياسة الواسطات والمحسوبيات.
وذكر أنّ الزيادة المذكورة على الرواتب والأجور سيتم إقرارها في شهر شباط/ فبراير القادم بعد إنجاز عملية إعادة الهيكلة في الجهات العامة وإعادة تقييم العاملين القائمين على رأس عملهم فيها.
هذا وقدر كلفة زيادة الرواتب بما يقارب 1.65 تريليون ليرة سورية 127 مليون دولار وستُمول من خزانة الدولة الحالية، ومساعدات إقليمية واستثمارات جديدة، ومن خلال الجهود الرامية إلى فك تجميد الأصول السورية الموجودة حاليا بالخارج.
وكان قدر وزير المالية أن هناك 400 ألف اسم شبح في سجلات العاملين بالدولة وإزالتهم من شأنها أن توفر موارد كبيرة، وقدر وزير التنمية الإدارية السوري أن الدولة ستحتاج ما بين 550 ألفاً و600 ألف عامل وهو أقل من نصف العدد الحالي.
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو ترى أن هناك مشاكل قائمة في سوريا تحت إدارة الرئيس الجديد أحمد الشرع، مشيرًا إلى أن الحوار الداخلي في البلاد "لم ينجح بشكل جيد".
وأوضح لافروف خلال مشاركته في مؤتمر الشرق الأوسط الرابع عشر لنادي "فالداي" للحوار أن "في سوريا، هناك مشاكل كبيرة، بما في ذلك مشكلة الحكومة الجديدة التي يمثلها الآن أحمد الشرع، والمشاكل بينها وبين تلك المجموعات التي كانت جزءًا من هذا الهيكل بعد التغيرات السياسية في البلاد".
واعتبر لافروف أن "الحوار والتفاهم في سوريا لم ينجحا بشكل جيد"، مضيفًا أنه من الضروري تعزيز الحوار الوطني بشكل نشط وبناء. وأوضح أن الهدف يجب أن يكون التركيز على مستقبل الشعب السوري بدلاً من الانشغال بتسجيل نقاط جيوسياسية، مشددًا على ضرورة توحيد جهود جميع الأطراف الخارجية لدعم هذا الحوار.
محاولات "إبعاد" روسيا والصين وإيران من عملية التسوية السورية
في نفس السياق، أكد لافروف أن محاولات "إبعاد" روسيا والصين وإيران عن العملية السياسية والداعمة للتسوية في سوريا لا تعكس نوايا حسنة، بل تعكس خططًا غربية تهدف إلى دفع منافسيهم للتنحي جانبًا.
وأشار لافروف إلى أن "محاولات إبعاد روسيا والصين وإيران عن عملية الدعم الخارجي للتسوية السورية لا يمكن أن تكون مدفوعة بالنوايا الحسنة، لكنها تكشف مع ذلك عن خطط الغرب لدفع منافسيه للتنحي".
"الكرملين" يؤكد مواصلة الحوار بشأن مصير القواعد الروسية
أكد الناطق الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تواصل الحوار مع السلطات السورية الجديدة بشأن مجموعة من القضايا، بما فيها مصير القواعد الروسية في سوريا.
وتملك روسيا قاعدتين في الساحل السوري: الأولى بحرية في طرطوس، التي تأسست كنقطة دعم مادي وفني للأسطول السوفييتي عام 1971، وقامت موسكو بتطويرها في السنوات الأخيرة إلى قاعدة بحرية متكاملة.
أما الثانية فهي جوية في مطار حميميم في محافظة اللاذقية، التي أنشأتها موسكو مع بدء تدخلها العسكري المباشر لدعم نظام الأسد في نهاية سبتمبر 2015. وفي عام 2017، اتفقت موسكو مع نظام الأسد على مرابطة القوات الروسية في هاتين القاعدتين مجانًا لمدة 49 عامًا.
وفد روسي في دمشق
وكان وصل إلى العاصمة السورية دمشق، يوم الثلاثاء 28 كانون الثاني، أول وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الروسية، برئاسة ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ونائب وزير الخارجية، عقب سقوط نظام الأسد، والتقى الوفد مع رئيس الإدارة السورية أحمد الشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لإجراء مباحثات حول العلاقات بين البلدين.
"الإدارة السورية" تُعلق على زيارة الوفد الروسي
وسبق أن قالت الإدارة السورية الجديدة، في تعليق على زيارة وفد روسيا الاتحادية برئاسة ميخائيل بوغدانوف، المبعوث الخاص للشرق الأوسط إلى دمشق، إن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه.
وأوضحت الإدارة أن المناقشات تركزت خلال الاجتماع على قضايا رئيسية، بما في ذلك احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، ولفتت إلى أن الجانب الروسي أكد دعمه للتغييرات الإيجابية الجارية حاليا في سوريا، وسلط الحوار الضوء على دور روسيا في إعادة بناء الثقة مع الشعب السوري من خلال تدابير ملموسة مثل التعويضات وإعادة الإعمار والتعافي.
ولفتت إلى أن الجانبان شاركا في مناقشات حول آليات العدالة الانتقالية التي تهدف إلى ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد، وأكدت الإدارة السورية الجديدة التزامها بالتعامل مع جميع أصحاب المصلحة بطريقة مبدئية لبناء مستقبل لسوريا متجذر في العدالة والكرامة والسيادة.
بوغدانوف: المباحثات مع "الشرع" كانت بناءة
قال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن المباحثات التي أجراها الوفد الروسي في دمشق مع رئيس الإدارة السورية، أحمد الشرع، كانت بناءة وإيجابية، مشيراً إلى أن اللقاء استمر أكثر من ثلاث ساعات وشهد حضور عدد من المسؤولين السوريين، من بينهم وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الصحة ماهر الشرع.
تبدل الموقف الروسي عقب سقوط الأسد
أثار تبدل الموقف الروسي وكثير من الدول الداعمة لنظام الأسد، حالة من الاستغراب في أوساط أبناء الحراك الثوري السوري، بعد نجاحهم في إسقاط حكم الطاغية "بشار الأسد"، لتحاول تلك الدول في مقدمتها روسيا تبديل مواقفها وإظهار وجه آخر تجاه الشعب السوري، وهي التي مارست شتى أنواع القتل والتدمير وساهمت في "تثبيت الديكتاتور" حتى لحظة سقوطه.
روسيا تستضيف السفاح "بشار"
لم تكتف روسيا بجرائم الحرب التي ارتكبتها في سوريا منذ تدخلها في 2015 لإنقاذ حكم "بشار الأسد"، بل عملت على حمايته بعد سقوطه من خلال منحه وعائلته وكبار ضباطه والمقربين منه حق اللجوء الإنساني، وسط تصريحات متبدلة تحاول فيها الخروج من مسؤوليتها على جرائم الحرب المرتبكة، دون أن تبادل حتى لتسليم الديكتاتور للمحاكمة العادلة.
ذكرى التدخل الروسي في سوريا
يصادف يوم الأربعاء الـ 30 من شهر أيلول لعام 2015، الذكرى السنوية لـ "التدخل الروسي" في سوريا، والذي جاء حاملاً معه الموت والدمار للشعب السوري، لتحقيق هدف واحد في بادئ الأمر متمثلاً في "تثبيت الديكتاتور بشار"، سرعان ماتحول للهيمنة على مقدرات الدولة وثرواتها وتملك القرار العسكري والسياسي فيها وبناء قواعد عسكرية روسيا في حميميم ومرفأ طرطوس، وتثبيت أسطولها قبالة السواحل السورية.
حصائل الموت الروسية
في تقريرها السنوي الثامن عن أبرز انتهاكات القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015، تشير إحصائيات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى تورط روسيا بمقتل 6954 مدنياً بينهم 2046 طفلاً و1246 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية على يد هذه القوات.
ووفق الشبكة الحقوقية، تسببت القوات الروسية بمقتل 6954 مدنياً بينهم 2046 طفلاً و978 سيدة (أنثى بالغة)، وما لا يقل عن 360 مجزرة، وأظهر تحليل البيانات أن العام الأول للتدخل الروسي قد شهد الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 52 % من الحصيلة الإجمالية). فيما شهدت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 41 %) بين المحافظات السورية، تلتها إدلب (38%).
كما وثق التقرير قتل القوات الروسية 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، جلهم في محافظة حلب، وكانت الحصيلة الأعلى لهؤلاء الضحايا في العام الأول، إضافةً إلى مقتل 44 من كوادر الدفاع المدني، نصفهم في محافظة إدلب التي سجلت الحصيلة الأعلى بين المحافظات، وكانت الحصيلة الأعلى من الضحايا في العام الأول من التدخل العسكري الروسي (قرابة 35 %) وفق ما أورده التقرير. وسجل مقتل 24 من الكوادر الإعلامية جميعهم قتلوا في محافظتي حلب وإدلب.
وطبقاً للتقرير فقد ارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها العسكري حتى 30/ أيلول/ 2023 ما لا يقل عن 1246 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، بينها 223 مدرسة، و207 منشأة طبية، و61 سوق، وبحسب الرسوم البيانية التي أوردها التقرير فقد شهد العام الأول للتدخل الروسي 452 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية. كما شهدت محافظة إدلب الحصيلة الأعلى من حوادث الاعتداء بـ 629حادثة، أي ما نسبته 51 % من الحصيلة الإجمالية لحوادث الاعتداء.
كما سجل التقرير ما لا يقل عن 237 هجوماً بذخائر عنقودية، إضافةً إلى ما لا يقل عن 125 هجوماً بأسلحة حارقة، شنَّتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015.
وجاء في التقرير أنَّ حجم العنف المتصاعد، الذي مارسته القوات الروسية كان له الأثر الأكبر في حركة النُّزوح والتَّشريد القسري، وساهمت هجماتها بالتوازي مع الهجمات التي شنَّها الحلف السوري الإيراني في تشريد قرابة 4.8 مليون نسمة، معظم هؤلاء المدنيين تعرضوا للنزوح غيرَ مرة.
لفتَ التقرير إلى أن السلطات في روسيا تنكر إلى اليوم قيامها بأية هجمات ضدَّ المدنيين، وما زال وزير خارجيتها يصرح مراراً أن التدخل الروسي شرعي؛ لأن هذا التدخل كان بطلب من النظام السوري ولمحاربة تنظيم داعش، ويؤكد لافروف بأنَّ بلاده مُلتزمة بقواعد القانون الدولي الإنساني، إلا أنه يتجاوز فكرة أن روسيا لم تقم بفتح تحقيق واحد حول المعلومات المؤكدة على انخراط القوات الروسية في العديد من الهجمات بانتهاكات ترقى لتكون جرائم حرب بحسب عدد من التقارير الأممية والدولية والمحلية.
ووفق الشبكة، تورط النظام الروسي في دعم النظام السوري الذي ارتكب جرائم ضدَّ الإنسانية بحق الشعب السوري، عبر تزويده بالسلاح والخبرات العسكرية، وعبر التدخل العسكري المباشر إلى جانبه، أوضح التقرير أن روسيا استخدمت الفيتو مرات عديدة على الرغم من أنها طرف في النزاع السوري، وهذا مخالف لميثاق الأمم المتحدة، كما أن هذه الاستخدامات قد وظَّفها النظام للإفلات من العقاب.
وأكد أن السلطات الروسية لم تَقم بأية تحقيقات جدية عن أيٍ من الهجمات الواردة فيه أو في تقارير سابقة، وحمل التقرير القيادة الروسية سواء العسكرية منها أو السياسية المسؤولية عن هذه الهجمات استناداً إلى مبدأ مسؤولية القيادة في القانون الدولي الإنساني.
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الرئيس السوري "أحمد الشرع" يتبنى موقفًا واضحًا تمامًا بشأن تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الإرهابي، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يلبي احتياجات تركيا الأمنية.
جاءت تصريحات فيدان خلال استضافته في الاجتماع التحريري لوكالة الأناضول في مقرها بالعاصمة أنقرة يوم الأربعاء، وأوضح فيدان أن الدولة السورية أمام خيارين، إما إعادة جميع أعضاء تنظيم "بي كي كي" الذين قدموا من بلدان مختلفة، أو القضاء عليهم لضمان وحدة سوريا الوطنية.
مكافحة تنظيم داعش الإرهابي
وفيما يتعلق بمكافحة تنظيم داعش، أشار فيدان إلى أن تركيا ستعمل على مبادرات إقليمية لمكافحة التنظيم الإرهابي، وستتخذ خطوات لإنشاء آلية مشتركة بين تركيا والعراق وسوريا والأردن في هذا المجال.
اجتماع أردوغان والشرع: مناقشة عدة قضايا هامة
كما أكد فيدان أهمية الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره السوري أحمد الشرع يوم الثلاثاء الماضي. وأوضح أن اللقاء تناول العديد من القضايا، بما في ذلك إعادة إعمار سوريا، وأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب.
وأضاف فيدان أن الاجتماع ناقش دور تركيا المحتمل في إعادة إعمار سوريا وتحسين الخدمات الأساسية المقدمة للشعب السوري، ولفت إلى أن الرئيس أردوغان كان دائمًا قائدًا سياسيًا يولي اهتمامًا خاصًا للقضايا الاجتماعية والخدمات العامة، وكان قادرًا على فهم الوضع الذي يمر به الشعب السوري بكل تفاصيله.
مناقشة الاحتياجات الطاقية والبنية التحتية في سوريا
وشدد فيدان على أن الرئيس أردوغان أولى اهتمامًا خاصًا لمناقشة الاحتياجات الطاقية في سوريا، بالإضافة إلى قضايا المستشفيات والبنية التحتية للنقل. وأشار إلى أنه تم التطرق إلى قضايا أمن الحدود وزيادة حجم التجارة وتعزيز الروابط مع الدول الإقليمية.
توقعات بتطور العلاقات بين تركيا وسوريا
وذكر فيدان أن مثل هذه اللقاءات ضرورية للغاية للإدارة السورية الجديدة، لأنها توفر فرصة مباشرة لمعرفة وجهات نظر الدول المهمة في المنطقة وما تتوقعه منها. وأضاف أن زيارة الرئيس الشرع إلى تركيا كانت الثانية له بعد توليه المنصب، حيث كانت الأولى إلى المملكة العربية السعودية.
وأشار فيدان إلى أن التطورات في سوريا خلال الشهرين الماضيين تسارعت بوتيرة ملحوظة وكانت جميعها إيجابية، مؤكدًا أن نهج الدول الإقليمية والمجتمع الدولي تجاه الإدارة السورية الجديدة كان إيجابيًا للغاية. كما أعرب عن توقعاته بأن تشهد العلاقات بين تركيا وسوريا تطورًا كبيرًا وسريعًا في الفترة المقبلة.
أردوغان يستقبل الشرع في أنقرة
واستقبل الرئيس التركي "أردوغان"، في أنقرة، يوم الثلاثاء 4 شباط 2025، الرئيس السوري أحمد الشرع الذي وصل إلى تركيا في زيارة رسمية، وقال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألتون، إنّ المحادثات ستتطرق إلى آخر التطورات في سورية من جميع الجوانب، وتقييم الخطوات المشتركة التي يجب أن يتخذها البلدان في سبيل التعافي الاقتصادي والاستقرار والأمن المستدام على الأراضي السورية.
وأكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوري "أحمد الشرع"، أن تركيا ستعمل على رفع العلاقات مع سوريا إلى مستوى استراتيجي، وتعزيز الأمن والاستقرار الاقتصادي في البلاد.
وأعرب أردوغان عن ترحيبه بالرئيس الشرع، مشيدًا باستضافته في أنقرة، مشيرًا إلى أن "الجميع يعلم أن الشعب السوري تعرض منذ 13 عامًا للظلم والبراميل المتفجرة والإبادة على يد نظام الأسد المجرم، مما أدى إلى استشهاد عشرات الآلاف من السوريين".
وأضاف: "الشعب السوري أصبح حراً في توجيه مستقبله، ونحن وقفنا إلى جانبه في الأوقات العصيبة وسنستمر في الوقوف إلى جانبه"، ولفت الرئيس التركي إلى أن اللقاء مع الشرع ناقش العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، مؤكدًا على "سيادة ووحدة الأراضي السورية".
وأعلن أردوغان أن "الفترة المقبلة ستشهد كثافة في الزيارات واللقاءات مع الجانب السوري، وسنرفع العلاقات إلى المستوى الاستراتيجي". كما أضاف: "العقوبات الغربية على سوريا تقف حجر عثرة أمام نهضتها ونحن جاهزون لدعم سوريا في المرحلة الجديدة".
وفي سياق متصل، توجه أردوغان بتحية إلى الشعب السوري، متمنيًا أن يكون هذا الاجتماع خطوة نحو الخير بين البلدين والشعبين.
من جانبه، شكر الرئيس السوري أحمد الشرع الرئيس أردوغان على موقف تركيا من سوريا طوال السنوات الماضية، مؤكدًا أن "الشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا لسوريا"، مشددًا على أن هناك "علاقات أخوية متميزة بين البلدين، ونحن نؤكد على تحويلها إلى شراكة استراتيجية عميقة في كافة المجالات".
كما أضاف الشرع أن "العلاقة بين سوريا وتركيا ممتدة عبر التاريخ والجغرافيا"، داعيًا الرئيس أردوغان إلى زيارة سوريا في أقرب فرصة ممكنة. بالإضافة إلى ذلك، تناول الرئيس السوري خلال اللقاء ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي دخلتها مؤخرًا وفقًا لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، كما تم مناقشة ملف قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا.
كشف مسؤولون أميركيون عن وجود خطط لسحب جميع الجنود الأميركيين من سوريا، في وقت كان قد ألمح فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب سابقًا إلى أن سوريا تشهد فوضى كافية ولا تحتاج إلى تواجد القوات الأميركية على أراضيها.
وأوضح المسؤولون أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعمل حاليًا على وضع خطط لسحب جميع القوات الأميركية من سوريا، وفقًا لما نقلته شبكة إن.بي.سي.
وأضاف المسؤولون أن الرئيس ترامب ومسؤولين مقربين منه أعربوا في الآونة الأخيرة عن اهتمامهم بسحب القوات الأميركية من سوريا. وبناءً على ذلك، بدأ مسؤولو البنتاغون في وضع خطط للانسحاب الكامل، التي قد تتم في غضون 30 أو 60 أو 90 يومًا، حسب تطورات الوضع.
قسد تعلق
قالت قوات سوريا الديمقراطية، إنها لم تتلق أي خطط لانسحاب القوات الأميركية من شمال وشرق البلاد، وصرح المتحدث باسم القوات فرهاد شامي لرويترز بأن "داعش والقوى الخبيثة الأخرى ينتظرون فرصة الانسحاب الأميركي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014".
فورد: قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا مرهون بتوجهات الإدارة السورية الجديدة
رأى السفير الأمريكي السابق في سوريا، روبرت فورد، أن مسألة انسحاب القوات الأمريكية من سوريا تتوقف على توجهات الإدارة السورية الجديدة والضمانات التي تقدمها، لكنه استبعد أن تتخذ إدارة الرئيس دونالد ترامب أي قرارات بشأن سوريا في الشهرين المقبلين.
بقاء القوات الأمريكية في سوريا
قال فورد إن الموقف الرسمي الأمريكي الراهن يتمثل في بقاء القوات الأمريكية في سوريا طالما أن خطر تنظيم "داعش" لا يزال قائمًا. وأوضح أن إدارة ترامب الحالية تضم مسؤولين يعتقدون بأن القوات الأمريكية يجب أن تنسحب من الشرق الأوسط وتركيز الجهود على منطقة المحيط الهادئ.
صعوبة فتح قنوات تواصل مع دمشق
أشار فورد إلى أن تشكيك بعض المسؤولين الأمريكيين في نوايا "هيئة تحرير الشام" يعقد مسألة فتح قنوات تواصل بين واشنطن ودمشق. وأكد أن القرار بشأن إعادة فتح القنوات مع دمشق سيعتمد على التوقيت والتوجهات التي ستتبعها الإدارة السورية الجديدة.
التحديات أمام الإدارة الأمريكية
وأضاف فورد أن إدارة ترامب عادة لا تتخذ قرارات سريعة، خاصة في ظل أن الفريق الجديد في وزارة الخارجية الأمريكية لم يتم تثبيت مناصبهم بعد من قبل الكونغرس، مما يعقد اتخاذ قرارات سريعة بشأن الوضع في سوريا.
"ترامب" يعلن عن قرار قريب بشأن بقاء القوات الأمريكية في سوريا
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات صحفية أنه سيتم اتخاذ قرار قريب بشأن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا. ورغم التقارير التي تحدثت عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، لم يقدم ترامب أي تفاصيل إضافية عن هذه الخطوة.
وفي رده على سؤال صحفي في البيت الأبيض حول تقارير إعلامية تفيد بأن الولايات المتحدة ستسحب قواتها، شدد ترامب على أنه لا يعلم من أين جاءت تلك المعلومات، وأضاف "سنتخذ قرارًا بشأن سوريا".
واشنطن تواصل التعاون مع القوات الكردية في سوريا
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة ليست منخرطة بشكل كبير في الشأن السوري، موضحًا أن "لدينا مشاكلنا الخاصة، ولسنا بحاجة للتدخل في تلك الفوضى". ورغم هذا، أكد ترامب أن الولايات المتحدة تواصل التعاون مع القوات الكردية السورية في محاربة تنظيم "داعش" والحد من النفوذ الإيراني في سوريا، وهو ما يتناقض مع التقارير التي تحدثت عن سحب القوات الأمريكية.
إسرائيل تشعر بالقلق من الانسحاب الأمريكي
وكانت أفادت هيئة البث العبرية أن إسرائيل تشعر بقلق كبير من نية الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا. ويعد هذا القلق مصدرًا رئيسيًا لتوترات بين واشنطن وتل أبيب، خاصة أن إسرائيل تعتبر الأكراد السوريين حلفاء استراتيجيين في المنطقة، وبحسب تقارير صحفية، تواصلت إسرائيل مع الولايات المتحدة لمناقشة تداعيات هذا القرار على الأمن في المنطقة.
مستقبل القوات الأمريكية في سوريا وتداعيات الانسحاب
تأتي هذه التطورات في وقت أصبح فيه مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في سوريا موضع شك، خاصة بعد تصريحات الإدارة السورية الجديدة التي طالبت بانسحاب جميع القوات الأجنبية من أراضيها.
وتشير صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن حوالي 2000 جندي أمريكي لا يزالون متمركزين في شمال شرق سوريا، حيث يعملون جنبًا إلى جنب مع القوات الكردية السورية في إطار مهمة مكافحة "داعش" وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
زيادة في عدد القوات الأمريكية في سوريا
وكان كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال بات رايدر أن عدد القوات الأمريكية في سوريا قد وصل إلى حوالي 2000 جندي، وهو ضعف العدد المعلن عنه سابقًا.
وأوضح أن هذه الزيادة تشمل قوات مؤقتة لدعم المهمة الأساسية التي تركز على القضاء على تنظيم "داعش". ورغم ذلك، أكد رايدر أن البنتاغون لا يعتزم تغيير أو إنهاء التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الوقت الحالي.
التركيز على الأمن والاستقرار في سوريا
الجنرال رايدر شدد على أن الأولوية الأمريكية تظل موجهة نحو دعم استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب، بينما أشار إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية ستتعامل مع القضايا المتعلقة بالتحولات السياسية أو إعادة هيكلة الجماعات المسلحة.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل دعم الاستقرار الأمني في سوريا، بما في ذلك الحفاظ على الاتفاقيات الدولية الموقعة، مثل اتفاقية فك الاشتباك بين إسرائيل وسوريا.
ويبدو أن القرار المرتقب بشأن القوات الأمريكية في سوريا يظل محورًا رئيسيًا في السياسة الخارجية الأمريكية، وبينما يبدي المسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الدفاع بعض الالتباس حول مستقبل هذا الوجود، فإن القلق الإقليمي، خاصة من جانب إسرائيل، يعكس أهمية هذا الملف بالنسبة للأمن في المنطقة.
تجمع عشرات الأهالي ضمن وقفة ليلية مساء يوم الثلاثاء 4 شباط/ فبراير، استجابة لدعوة نظمها نشطاء في المحافظة لإحياء ذكرى مجزرة الخالدية بحمص في ساحة جنينة العلو في حي الخالدية بحمص.
وأفاد الناشط الإعلامي "حسن الأسمر"، بأن الوقفة الحاشدة تضمنت تأبين ضحايا المجزرة، حيث تم إلقاء الكلمات المؤثرة في ظل حضور شعبي واسع يعكس التزام الأهالي بذكرى هذه المأساة التي لا تزال آثارها عميقة في ذاكرة سكان المدينة.
واستذكر نشطاء ضحايا المجزرة ورفعوا صورا كتب عليها أسماء الشهداء، ويستذكر النشطاء سنويا تلك اللحظات المؤلمة، كما دعوا الى محاسبة المجرمين الذين مازالوا طلقاء، وتخللت الفعالية أناشيد ثورية ورسم لوحة جدارية تصف كيف قصف النظام حي الخالدية بحمص.
ويذكر أن هذه المجزرة راح ضحيتها 52 شهيدا وعشرات الجرحى، وكانت هذه المجزرة نقطة تحول كبيرة في تاريخ الثورة السورية باستخدام النظام مدافع الهاون الثقيلة لقصف الأحياء السكنية الآمنة لأول مرة.
وبدأت المجزرة بعد انتهاء مظاهرة مسائية في الحي، والتي تصادف الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة التي وقعت في شباط عام 1982 على يد الأسد الأب، وجاءت المجزرة بعد عجز نظام الأسد عن إسكات المتظاهرين الذين كانوا يُنشدون للحرّية بشكل شبه يومي في ساحات الحي، فأراد النظام ترهيبهم.
وبعد تطويق الحي بدأت ميليشيات الأسد في فرع المخابرات الجوية ومواقعها في أحياء حمص بقصفه بقذائف الهاون بدءا من الساعة العاشرة مساء، استمر القصف المكثف قرابة ثلاث ساعات، بلغ عدد قذائف الهاون التي سقطت على الحي في ليلة المجزرة ما يقارب 300 قذيفة.
ومنعت سيارات الإسعاف من دخوله، بالتزامن مع محاولات اقتحام الحي واشتباكات بين منشقين وعناصر بعض حواجز الأسد المحيطة به، بسبب انشقاق عدد من عناصر حاجز دوار القاهرة في حي البياضة القريب من الخالدية.
هذا لم يقتصر القصف على حي الخالدية وحده، إنما امتد إلى أحياء أخرى من حمص، منها الإنشاءات وبابا عمرو والبياضة وباب الدريب والسباع بالإضافة إلى أطراف جورة الشياح، وقد أوقع القصف على هذه الأحياء بالمجمل ما لا يقل عن 79 شهيدا.