
خبرات قطرية وسورية تلتقي في دمشق لدعم طب الطوارئ وتطوير مهارات الأطباء
شهدت العاصمة السورية دمشق انطلاقة فريدة مع فعاليات المؤتمر العلمي الأول لطب الطوارئ والعناية الحرجة، حيث حضر أطباء وخبراء من مؤسسة حمد الطبية القطرية إلى جانب نظرائهم السوريين والعرب، في حدث يعدّ الأول من نوعه، نظمته مبادرة طب الطوارئ السورية (SEMI) بالتعاون مع وزارتي التعليم العالي والصحة ونقابة الأطباء.
ورشات تدريبية متخصصة
استعرض الطبيب السوري بلال بارودي، أحد اختصاصيي الطوارئ في مؤسسة حمد الطبية وعضو مؤسس في مبادرة SEMI، تجربة مميزة في ورشة "الألتراساوند"، التي أتاحت للمشاركين فرصة عملية للتدرب على أجهزة الإيكو القلبي والبطني. وأوضح بارودي أن هذا التدريب يُجرى لأول مرة في سوريا، مشيراً إلى أن تعزيز هذه المهارات يفتح آفاقاً جديدة لإنقاذ المرضى في اللحظات الحرجة.
مقاربة جديدة لآلام الظهر
أما الطبيبة المصرية رنا السيد، فقد ركزت في محاضرتها على أهمية التعامل مع آلام الظهر في أقسام الإسعاف باعتبارها قد تُخفي وراءها أمراضاً خطيرة. وأكدت أن التشخيص السريع والواعي هو حجر الأساس في تجنيب المرضى مضاعفات قد تكون قاتلة.
التركين الآمن ومواجهة الإصابات
بدوره، شدد الطبيب السوري همام حامدة على ضرورة إدخال مبدأ "التركين الآمن" في أقسام الطوارئ لتخفيف آلام المرضى في الحالات المعقدة كالكسور والخلوع، مشيراً إلى أن هذه الممارسة الحديثة تسهم في رفع كفاءة الاستجابة الطبية.
بينما لفت الدكتور أحمد عجاج إلى أن اعتماد بروتوكول "التحكم بالضرر" في الإصابات الرضية يُعتبر حاجة ملحة في سوريا، نظراً لفعاليته المثبتة في خفض نسب الوفيات عالمياً.
الربو الحاد كخطر طارئ
وفي مداخلة أخرى، أوضح الدكتور عادل الحريري، أن الربو الحاد يمثل إحدى أخطر الحالات الإسعافية التي قد تنتهي بالوفاة إن لم تعالج على الفور، داعياً إلى الالتزام بأحدث المعايير الدولية لضمان سلامة المرضى.
منصة للتلاقي العلمي
من داخل دمشق، أكد الطبيب المقيم عبد الرحمن السكري أن الفائدة العملية من المؤتمر كبيرة، إذ أتاح التدريب المباشر على استخدام الإيكو في الطوارئ، مشيراً إلى أن هذه التجربة تعزز قدرات الأطباء السوريين وتنعكس إيجاباً على جودة الرعاية الصحية.
ويأتي انعقاد المؤتمر في جامعة دمشق كخطوة مهمة نحو بناء شبكة تعاون طبي وعلمي بين سوريا والخبرات الخارجية، بما في ذلك مؤسسة حمد الطبية التي تعد من أبرز المؤسسات الصحية الرائدة في المنطقة.
ومع اختتام فعاليات المؤتمر، تبرز التوصية الأهم: الانتقال من تبادل المعرفة إلى تأسيس شراكات عملية مستدامة تعيد لطب الطوارئ في سوريا مكانته ودوره المحوري في إنقاذ الأرواح.