قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، خلال زيارتها إلى دمشق اليوم الجمعة، إن الاتحاد الأوروبي لن يمول إنشاء أي هياكل دينية متطرفة في سوريا، مشيرة إلى أن دعم أوروبا لسوريا يهدف إلى تعزيز الاستقرار والعدالة، وليس تعزيز أيديولوجيات دينية.
وأكدت بيربوك عقب اجتماعها مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، أن رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا سيكون مشروطًا بتقدم العملية السياسية. وأضافت: “هذا الموقف لا يهدف فقط لحماية مصالح أوروبا الأمنية، ولكنه يعكس أيضًا مخاوف عبر عنها السوريون في ألمانيا والمنطقة”.
وأضافت بيربوك "ستدعم أوروبا البلاد لكن أوروبا لن تكون راعية لهياكل إسلامية جديدة".
كما طالبت السلطة الجديدة في دمشق بتقديم ضمانات أمنية موثوقة للأكراد، مؤكدة أن هذه القضية تمثل جزءًا أساسياً من شروط الدعم الأوروبي.
وفي تصريحات سابقا من اليوم للوزيرة الألمانية أكدت أن سقوط نظام الأسد يمثل نهاية فصل مؤلم في تاريخ سوريا، وبداية فرصة جديدة للسوريين لأخذ زمام المبادرة في تقرير مصير دولتهم وإعادة بناء وطنهم. وأشارت إلى أن عقودًا من القمع والحرب خلّفت جروحًا عميقة لدى ملايين السوريين، لكنها أكدت أن الوقت قد حان لإغلاق تلك الجروح وفتح صفحة جديدة.
وأوضحت بيربوك أن زيارتها إلى دمشق، برفقة نظيرها الفرنسي وباسم الاتحاد الأوروبي، تهدف إلى إرسال رسالة واضحة للشعب السوري بأن أوروبا مستعدة لدعم انتقال شامل وسلمي للسلطة، مع تحقيق المصالحة المجتمعية وإعادة الإعمار، فضلاً عن استمرار المساعدات الإنسانية.
وشددت الوزيرة على ضرورة ضمان مشاركة جميع السوريين في العملية السياسية، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الدينية، ومنحهم حقوقًا وحماية متساوية. وأكدت أن العملية الانتقالية يجب أن تُحافظ على الحقوق، وأن تكون بعيدة عن التطرف وأي محاولات لأسلمة نظام العدالة أو التعليم.
كما حذرت من أي تأخير غير مبرر في عقد الانتخابات أو اتخاذ خطوات قد تقوض العدالة. واعتبرت أن معالجة الماضي وتحقيق العدالة دون انتقام هو أمر جوهري لتحقيق السلام والاستقرار.
وفي سياق حديثها، تناولت الوزيرة دور هيئة تحرير الشام في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى تاريخها الأيديولوجي وأفعالها السابقة، لكنها أشادت بالرغبة الحالية في التفاهم والاعتدال، ووصفت بدء المحادثات الأولية مع قوات سوريا الديمقراطية بأنه خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
وأكدت أن ألمانيا ستحكم على هيئة تحرير الشام من خلال أفعالها، داعية إلى عدم تفويت الفرصة لدعم الشعب السوري في هذه المرحلة الحرجة.
وحثت بيربوك روسيا على إنهاء وجودها العسكري في سوريا، مشيرة إلى دورها في دعم نظام الأسد والتستر على جرائمه. وشددت على أن الشعب السوري لن ينسى الانتهاكات والتفجيرات التي دعمتها موسكو.
وأكدت الوزيرة أن ألمانيا وشركاءها الدوليين يعملون لضمان عدم تعطيل العملية الانتقالية من قبل قوى خارجية، مع الإشارة إلى المبادئ التي تم الاتفاق عليها في اجتماع العقبة، والتي تشمل احترام السيادة والسلامة الإقليمية لسوريا.
اختتمت بيربوك تصريحاتها بالتأكيد على أن الهدف هو أن تصبح سوريا عضوًا فاعلًا في المجتمع الدولي، وطنًا آمنًا لجميع أبنائه، ودولةً تسيطر على أراضيها وتوفر الحماية والخدمات الأساسية لشعبها. ودعت المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب السوريين في هذه المرحلة الحاسمة لتحقيق تطلعاتهم وبناء مستقبل أفضل.
في سياق زيارتها لدمشق، قامت بيربوك برفقة نظيرها الفرنسي جان نويل بارو بزيارة سجن يقع بالقرب من العاصمة السورية دمشق، حيث استمعت إلى شرح من منظمة “الخوذ البيضاء” حول الظروف غير الإنسانية التي عانى منها المعتقلون خلال فترة حكم الرئيس السابق بشار الأسد.
وأشارت بيربوك إلى أهمية دعم الجهود الدولية في جمع الأدلة وكشف الجرائم التي ارتكبت في سوريا، مشددة على ضرورة تحقيق العدالة للضحايا. وقالت: “رغم أننا لا نستطيع إعادة الضحايا للحياة، يمكننا العمل لضمان العدالة وكشف الحقائق”.
وأضافت الوزيرة: “غرف التعذيب مثل غرفة الضاغط الفولاذي تمثل رمزًا للرعب الذي عاشه السوريون، وهذا يفرض علينا مسؤولية دعمهم في بناء مستقبل أفضل خالٍ من هذه الجرائم الوحشية”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن بلاده إلى جانب ألمانيا تعملان نيابة عن الاتحاد الأوروبي لدعم سوريا في تحقيق انتقال سياسي سلمي وشامل. وشدد على أن الدعم الأوروبي سيكون مشروطًا بتحقيق العدالة وضمان حقوق كافة السوريين.
تأتي هذه الزيارة كخطوة لفتح صفحة جديدة من العلاقات بين سوريا والاتحاد الأوروبي بعد سنوات من العزلة الدولية، مع التركيز على دعم الاستقرار والانتقال السياسي.
تصدرت التطورات السياسية المتسارعة في سوريا عقب سقوط نظام الأسد، والتي شكلت حدثاً فارقاً في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، حديث الصحف والوكالات العربية والأجنبية، وحظي الملف السوري الذي غُيب لسنوات باهتمام واسع لدى وسائل الإعلام المسموعة والمكتوبة، لاسيما الحراك الدبلوماسي العربي والغربي تجاه دمشق.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن الدول العربية تحركت بسرعة لاحتواء الإدارة السورية الجديدة، مدفوعة بالقلق من أن المنطقة لا تحتمل مزيدا من الصراعات وعدم الاستقرار السياسي خصوصا بعد أزمتي غزة ولبنان.
وأوضحت الصحيفة، أن دول الخليج حريصة أيضا على الحد من عمليات تهريب الكبتاغون ومختلف أنواع المخدرات التي انتعشت في عهد نظام الأسد.
أيضاً، سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية الضوء على الضوء المتنامي من عودة نشاط تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في وقت تسعى فيه الإدارة الجديدة إلى ترتيب الوضع بعد سقوط نظام الأسد.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوجود الأميركي في سوريا كان له دور فعال في انحسار التنظيم خلال السنوات الماضية، مستدركة بالقول إنه مع قرب عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب -الذي خفض سابقا أعداد القوات الأميركية- بدأت تُطرح تساؤلات بشأن هذا التحدي.
واستعرض تقرير نشره موقع "ميديا بارت" الفرنسي بعض سياسات الحكم في محافظة إدلب بالشمال السوري استنادا إلى شهادات سكانها، ثم يسقطها على المشهد العام في سوريا التي باتت الآن تحت قيادة الإدارة نفسها.
ووفق التقرير، فإن سكان إدلب كانوا يستطيعون الوصول إلى جميع الخدمات الضرورية التي عانى السوريون في مناطق سيطرة النظام المخلوع لتأمينها، ليخلص إلى أن "الحكم في سوريا إذا لم يكن ديمقراطيا فلن يكون شموليا".
ويشهد قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق، حراكاً سياسياً ودبلوماسياً على عدة مستويات، للقاء القيادة الجديدة لسوريا ممثلة بـ "أحمد الشرع" قائد "إدارة العمليات العسكرية" عقب تمكنها من إسقاط نظام الأسد وفرار "بشار"، تمثلت في وفود أمريكية وفرنسية وبريطانية وإيطالية وقطرية وتركية ولبنانية وسعودية وأردنية وألمانية وفرنسية ....إلخ، في وقت بدا الموقف الدولي مرتاحاً لسياسة القيادة الجديدة والنهج الذي تتبعه في خطابها الداخلي والموجه للدول الأخرى.
أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، صالح الخرابشة، اليوم الجمعة، أن خط الربط الكهربائي داخل الأراضي الأردنية جاهز لغاية الحدود مع سوريا، مشيراً إلى أن تزويد سوريا بالكهرباء يعتمد على جاهزية الجانب السوري لاستقبال الطاقة.
وأوضح الخرابشة أن الأردن بدأ بتجهيز البنية التحتية لتزويد معبر نصيب الحدودي باحتياجاته من الطاقة الكهربائية بناءً على طلب الجانب السوري، مما يعكس حرص المملكة على دعم التعاون الثنائي بين البلدين.
وأكد الوزير أن الأردن مستعد لتزويد سوريا بجزء من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية، في إطار الجهود المشتركة لتعزيز البنية التحتية وتحسين الوضع الكهربائي في سوريا، الذي يعاني من تحديات كبيرة نتيجة الظروف التي مرت بها البلاد.
ومنذ الأمس تداولت صفحات أردنية صوراً تظهر موظفي شركة كهرباء إربد الأردنية، يعملون على إصلاح الشبكة الكهربائية في معبر نصيب الحدودي، وذلك للعمل على بدء تزويد المعبر أولاً بالكهرباء اللازمة ومن ثم سوريا في المرحلة القادمة، كما نشرت الصفحة الرسمية التابعة لحكومة تصريف الأعمال الخاصة بمحافظة درعا صوراً أظهرت عمالاً تابعين لشركة كهرباء إربد يقومون بأعمال الصيانة.
وأكد وزير الكهرباء السوري، عمر الشقروق، الثلاثاء الماضي، أن إعادة الربط الكهربائي مع الأردن يمثل أحد الحلول الرئيسية لتحسين إمدادات الكهرباء في سوريا. وأوضح أن المشروع يحتاج إلى نحو 6 أشهر من الصيانة لإعادته إلى الخدمة بالكامل.
وكان وزير الصناعة والتجارة الأردني، يعرب القضاة، قد أعلن سابقاً أن الأردن جاهز لتزويد سوريا بكميات تتراوح بين 250 إلى 300 ميجاوات من الكهرباء بشكل مباشر، شريطة أن تكون الشبكات السورية جاهزة لاستقبالها.
وأشار القضاة إلى أن الفرق الفنية تعمل حالياً على تقييم وضع الشبكات في الجنوب السوري وتأهيلها، بما في ذلك إيصال الكهرباء إلى مركز نصيب الجمركي.
ووصف الشقروق الوضع الكهربائي في سوريا بأنه “مدمر”، مشيراً إلى تعرض خطوط الإمداد للتخريب والسرقة على مدى سنوات، وأوضح أن الحصة الحالية للمواطن السوري من الكهرباء لا تتجاوز ساعتين يومياً، واصفاً ذلك بالواقع “الصادم”.
وأعلن الوزير عن خطة طوارئ تهدف إلى رفع حصة المواطن اليومية من الكهرباء إلى 8 أو 10 ساعات خلال الشهرين المقبلين كمرحلة أولى.
كما كشف عن خطة بعيدة المدى تستهدف تحسين إمدادات الكهرباء بشكل شامل خلال 3 سنوات، للوصول إلى تزويد التيار الكهربائي على مدار 24 ساعة يومياً.
وأشار الشقروق إلى أن المرحلة الثالثة ضمن الخطط الموضوعة تشمل “الخطة التطويرية”، التي تهدف إلى بناء شبكة كهربائية حديثة تلبي احتياجات سوريا المستقبلية، مع التركيز على دعم الاستثمارات وعودة المهجرين إلى البلاد.
استقبل قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، اليوم الجمعة 3 كانون الثاني/يناير 2025، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي جان نويل بارو، في أول لقاء على هذا المستوى مع مسؤولين غربيين منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
أكد الوزيران خلال اللقاء أهمية تحقيق انتقال سلمي وشامل للسلطة في سوريا، بما يضمن حقوق جميع مكونات الشعب السوري. وأوضحا أن بلديهما ملتزمان بدعم جهود الاستقرار في سوريا وتعزيز إعادة الإعمار.
كما أشار بارو إلى استعداد باريس لتقديم المساعدة الفنية والقانونية للإدارة السورية الجديدة في صياغة دستور للبلاد، إضافة إلى إرسال خبراء لنزع الأسلحة الكيميائية.
بيربوك شددت على أن زيارتها تمثل “رسالة أمل” للسوريين وإشارة إلى إمكانية بداية سياسية جديدة بين سوريا وأوروبا.
وزار الوزيران سجن صيدنايا برفقة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، وهو رمز معروف لانتهاكات حقوق الإنسان في عهد الأسد. وتفقدا الزنازين التي شهدت ظروفاً غير إنسانية ومقتل العديد من المعتقلين تحت التعذيب. وأعرب بارو عن صدمته من الظروف الوحشية التي كشفها السجن.
كما زار وزير الخارجية الفرنسي السفارة الفرنسية في دمشق التي أُعيد رفع العلم الفرنسي فوقها الشهر الماضي، والتقى بقادة الطوائف المسيحية في سوريا، مؤكداً دعم فرنسا لتطلعات السوريين نحو انتقال سياسي وسلمي.
وفي سياق متصل، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن بلاده تجري اتصالات مكثفة مع الإدارة السورية الجديدة وفصائل المعارضة، بهدف تعزيز التواصل والمساهمة في صياغة مستقبل سوريا.
وأشار شولتس إلى أن ألمانيا تنظر في كيفية تعزيز التعاون مع دمشق لتحقيق مصالحة وطنية وإعادة إعمار البلاد، مشدداً على ضرورة مشاركة جميع الطوائف والمكونات في صياغة مستقبل سوريا.
قبل وصولها إلى دمشق، أوضحت بيربوك أن زيارتها تمثل يد ممدودة للسوريين، لكنها شددت على أن أوروبا ستواصل مراقبة أفعال الإدارة الجديدة، خصوصاً فيما يتعلق بهيئة تحرير الشام، رغم الشكوك القائمة.
وأكد الوزيران أن فرنسا وألمانيا تقفان إلى جانب الشعب السوري بكل أطيافه، معربين عن أملهما في تعزيز الاستقرار الإقليمي من خلال انتقال سلمي وشامل للسلطة في سوريا.
قال المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الجمعة 3 كانون الثاني، إن برلين تجري اتصالات مكثفة مع الإدارة السورية الجديدة، مؤكداً أهمية مشاركة الطوائف المختلفة في صياغة مستقبل سوريا، وذلك بالتوازي مع زيارة وفد يضم وزيرة خارجية ألمانيا "أنالينا بيربوك"، ووزير خارجية فرنسا "جان نويل بارو إلى دمشق.
وأضاف شولتس للصحفيين من جنوبي برلين: "سننظر عن كثب في كيفية تحقيق تقدم في تعزيز اتصالاتنا، وفي الوقت نفسه جعل هذه العملية ميسرة لتحقيق مستقبل أفضل لسوريا كدولة ولمواطني سوريا".
وكانت حددت وزيرة الخارجية الألمانية "أنالينا بيربوك"، شروطا للحكام الجدد في سوريا من أجل استئناف العلاقات مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، قبل وصولها بساعات إلى دمشق، وقالت إنها تأتي إلى العاصمة السورية رفقة نظيرها الفرنسي وبالنيابة عن الاتحاد الأوروبي "بيد ممدودة، ولكن أيضا بتوقعات واضحة من الحكام الجدد".
وأضافت أنها "تحمل رسالة واضحة مفادها أن بداية جديدة يمكن أن تحصل فقط إذا شارك جميع السوريين بغض النظر عن إثنيتهم وديانتهم في العملية السياسية"، وشددت على أن ألمانيا تود مساعدة سوريا على أن تكون دولة قادرة على القيام بوظائفها.
واستقبل "أحمد الشرع" قائد الإدارة الجديدة في سوريا، كلاً من وزيرة خارجية ألمانيا " أنالينا بيربوك"، ووزير خارجية فرنسا "جان نويل بارو"، والقائم بأعمال بعثة الإتحاد الأوروبي لدى سوريا، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، في ظل حراك دولي واسع للقاء الإدارة الجديدة عقب سقوط نظام الأسد.
أجرى وفدٌ يضم وزيرة خارجية ألمانيا " أنالينا بيربوك"، ووزير خارجية فرنسا "جان نويل بارو"، والقائم بأعمال بعثة الإتحاد الأوروبي لدى سوريا، جولة على معتقل صيدنايا السابق السيء السمعة وأحد أكبر مسالخ نظام الأسد البشرية للاطلاع على السجن وللتعبير عن التضامن مع المعتقلين وذوي الضحايا والمفقودين.
وجاءت الجولة اليوم الجمعة 3 كانون الثاني بالتنسيق مع الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وعبر الوزيران ومبعوث الاتحاد الأوروبي عند صدمتهم لما شاهدوه من بقايا أهوال سجن صيدنايا وأكدوا التزامهم بتحقيق العدالة للضحايا ولذويهم وضمان عدم الإفلات من العقاب لمرتكبي جرائم التعذيب وأولوية هذا الملف بالنسبة لهم.
بدوره أكد رئيس الدفاع المدني السوري "رائد الصالح" للوفد الأوروبي على ضرورة التحرك لضمان عدم إفلات نظام الأسد السابق ومرتكبي الجرائم بحق السوريين من العقاب، مشيراً إلى أن الشعب السوري كان طوال 14 عاماً يصرخ ويطالب بضرورة إطلاق سراح المعتقلين من مسالخ نظام الأسد دون أي تصرف حاسم من المجتمع الدولي، ولكن اليوم لابد من تحقيق العدالة الانتقالية لنتمكن من بناء سوريا بسلام.
ولـ "سجن صيدنايا" تاريخ أسود في حياة السوريين عامة، فلا تكاد تخلوا بلدة أة قرية أو حي في مدينة إلا وذاق أبنائها مرارة الموت أو التعذيب أو التغييب لسنوات طويلة في ظلمات السجون، وذاق الويلات على يد عصابات النظام، لكن الأمل لايزال موجوداً للملايين أن يجدوا أبنائهم بين الأحياء الباقين في الزنازين الموصدة.
يقع السجن قرب دير صيدنايا على بعد 30 كيلومترا شمال العاصمة دمشق، بني عام 1987، وينقسم إلى جزأين، يُعرف الجزء الأول بـ"المبنى الأحمر"، وهو مخصص للمعتقلين السياسيين والمدنيين، أما الثاني فيعرف بـ"المبنى الأبيض"، وهو مخصص للسجناء العسكريين.
يتميز سجن صيدنايا بتصميم فريد يجعله أحد أشد السجون العسكرية تحصينا، ويتكون من 3 مبان كبيرة تلتقي في نقطة يطلق عليها "المسدس"، ويتكون كل مبنى من 3 طوابق لكل منها جناحان، ويحتوي الجناح الواحد على 20 مهجعا جماعيا بقياس 8 أمتار طولا و6 أمتار عرضا، تتراص في صف واحد بعيدة عن النوافذ، لكن تشترك كل 4 منها في نقطة تهوية واحدة.
نقطة المسدس هي منطقة تلاقي المباني الثلاثة، وهي النقطة الأكثر تحصينا في السجن، توجد فيها الغرف الأرضية والسجون الانفرادية، وفيها كذلك حراسات على مدار الساعة لمراقبة المساجين ومنعهم من مشاهدة أي ملمح من ملامح بناء السجن أو وجوه السجّانين، وفق "الجزيرة نت".
كان كشف تقرير صدر عن رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا عن 3 مستويات تمر بها المنظومة الأمنية للسجن، إذ تعتبر الشرطة العسكرية (الفرقة الثالثة للجيش السوري) هي خط الدفاع الأول لحماية الجدران الخارجية من التهديدات الأمنية ومنع هروب المعتقلين.
كما تتولى وحدات من اللواء 21 التابع للفرقة الثالثة تأمين الجزء الداخلي من السجن ومراقبة وتأديب المعتقلين، ويحيط بالسجن حقلا ألغام، داخلي وخارجي، أحدهما مضاد للأفراد والآخر مضاد للدبابات، وتوجد أيضا وحدة معينة مختصة بمراقبة الاتصالات الأرضية واللاسلكية الواردة إلى السجن والصادرة منه، إضافة إلى جميع الاتصالات اللاسلكية القريبة.
كان سائدا أن يفرز المعتقلون داخل أقسام سجن صيدنايا حسب التهم السياسية الموجهة إليهم، فكان يضم معتقلي جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير الإسلامي وحركة التوحيد الطرابلسية، كما ضم السجن معتقلين لبنانيين من أطراف عدة غير موالية لسوريا، وفلسطينيين متهمين بأن لهم علاقة جيدة مع المعارضة السورية، ومعتقلين شيوعيين ومن الأحزاب الكردية على اختلافها، إضافة إلى بعض العسكريين السوريين.
بدأ سجن صيدنايا منذ غزو العراق عام 2003 باستيعاب المتطوعين العرب العائدين من القتال في العراق وأعضاء تنظيم القاعدة، وضم كذلك أشخاصا من تيار "السلفية الجهادية" والتنظيمات الإسلامية الصغيرة غير المعروفة، إضافة إلى الفارين من أحداث مخيم نهر البارد في لبنان، وشيئا فشيئا تحول إلى "سجن للجهاديين" بسبب ارتفاع أعداد المعتقلين العائدين منهم من العراق.
قال وزير الخارجية السوري، "أسعد الشيباني"، اليوم الجمعة 3 كانون الثاني 2025، إن السعودية أكدت استعدادها للمشاركة بنهضة سوريا ودعم وحدتها وسلامة أراضيها، وعبر في منشورات على منصة "إكس"، عن شكره للرياض على حفاوة الاستقبال والترحيب لأول زيارة تاريخية لوفد سوريا الجديدة.
وأضاف الشيباني عقب أول زيارة رسمية له خارج سوريا منذ توليه منصبه في الإدارة الانتقالية الجديدة: "عبرنا عن أهمية سوريا في لعب دور إيجابي في المنطقة، ونسج سياسات مشتركة تدعم الأمن والاستقرار وتحقق الازدهار إلى جانب الدول العربية".
وأوضح أن المملكة السعودية "عبرت عن دعمها للشعب السوري والإدارة السورية الجديدة، وأكدت استعدادها للمشاركة بنهضة سوريا ودعم وحدتها وسلامة أراضيها".
وعقد وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، لقاءً مع وزير الخارجية والمغتربين في الإدارة السياسية الجديدة في سوريا، أسعد الشيباني، ووزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات العامة في الإدارة الجديدة.
ووصف وزير الدفاع اللقاء بـ "المثمر"، إذ بحث في أثناء الاجتماع مستجدات الأوضاع في سوريا، فضلاً عن سبل دعم العملية السياسية الانتقالية بما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويضمن أمن واستقرار سوريا ووحدة أراضيها.
وقال وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان: لقد عانى إخواننا وأخواتنا في سوريا سنوات من الحروب والدمار والوضع المعيشي الصعب، وآن الأوان أن تستقر سوريا وتنهض وتستفيد مما لديها من مقدرات وأهمها الشعب السوري الشقيق.
وأكد في الوقت نفسه وزير الدفاع السعودي أنه بحث مع الإدارة السياسية الجديدة مستجدات الأوضاع في سوريا، وسبل دعم العملية السياسية الانتقالية بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، ويضمن أمن واستقرار دمشق.
وكانت السعودية قد وجهت دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري لزيارة السعودية، من جهته، قال الباحث السياسي السعودي، جاسر الجاسر، إن دعوة السعودية لوزير الخارجية السوري تعد تعزيزاً سياسياً من الدرجة الأولى كونها ترفع مستوى التعامل وتدعم الخطوات التي تتخذها سوريا حالياً.
وأكد الجاسر في الوقت ذاته، أن الجانب الأمني في سوريا مهم والسعودية ستدعمه بشكل كبير سواءً في الجوانب الفنية وغيرها من الجوانب المهمة في تعزيز الأمن هناك، وفقاً لما قال لـ نشرة الرابعة.
في السياق، التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، اليوم الخميس 2 كانون الثاني، نظيره السوري أسعد الشيباني، في مقر وزارة الخارجية السعودية في الرياض، وقال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن الإدارة السياسية الجديدة في سوريا تسعى إلى تأسيس علاقات تليق بالتاريخ المشترك للبلدين.
وأكد الشيباني أن الإدارة السياسية في سوريا تطمح لفتح صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات مع السعودية، وكتب في حسابه على منصة "إكس": وصلت منذ قليل للمملكة العربية السعودية الشقيقة برفقة وزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات العامة أنس خطاب"
وكان وصل وفد سوري برئاسة وزير الخارجية السوري "أسعد الشيباني"، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات أنس خطاب، اليوم الأربعاء 1 كانون الثاني 2025، إلى المملكة العربية السعودية، كأور زيارة رسمية لوفد سوري إلى خارج البلاد عقب سقوط نظام الأسد، وتولي الإدارة الجديدة إدارة البلاد.
وقالت مصادر إعلامية، إن نائب وزير الخارجية السعودي، المهندس وليد الخريجي استقبل الوفد السوري في الرياض، لتكون المملكة السعودية أول دولة يزورها وفد سوري من الإدارة السياسية الجديدة في سوريا، سبق أن قال "الشيباني" إنه تلق دعوة لزيارة المملكة، بعد لقاء مع وفود سعودية في دمشق.
وكان أعلن "أسعد حسن الشيباني" وزير الخارجية في الإدارة الجديدة لسوريا، عن تلقيه دعوة رسمية من من وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية "فيصل بن فرحان آل سعود" لزيارة المملكة، معلناً قبوله هذه الدعوة لتمثيل سوريا في أول زيارة رسمية، مؤكداً تطلعه لبناء علاقات استراتيجية مع الأشقاء في المملكة على كافة المجالات.
جاء ذلك بعد تصريحات لـ "أحمد الشرع" قائد الإدارة الجديدة في سوريا عقب سقوط الأسد، قال فيها إن التصريحات السعودية الأخيرة بشأن سوريا إيجابية جداً، مؤكداً أن المملكة تسعى لاستقرار سوريا، وقال: أفتخر بكل ما فعلته السعودية لأجل سوريا، ولها دور كبير في مستقبل البلاد"، واعتبر أن "تحرير سوريا يضمن أمن المنطقة والخليج لخمسين سنة قادمة".
ولفت "الشرع" إلى أن للسعودية فرصا استثمارية كبرى في سوريا، مبيناً أن سوريا تحتاج للتجربة السعودية في البناء والتنمية، ورأى أن السعودية دولة إقليمية مهمة وسوريا تحرص على التعاون معها، خصوصا وأنها تسعى لاستقرار سوريا ومواقفها موضع فخر.
وعبر "الشرع" عن اعتزازه بكونه ولد في الرياض، موضحا أنه "عاش حتى سن السابعة في العاصمة السعودية ويحن إلى زيارتها مجدداً".
وسبق أن التقى "الشرع" وفداً سعودياً برئاسة مستشار في الديوان الملكي السعودي، في قصر الشعب في دمشق، وبحث معه تطورات الوضع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وجاء اللقاء، عقب اتصالات بين الطرفين، في وقت يبدو أن المملكة السعودية تتجه لتعزيز العلاقات مع الإدارة الجديدة، على غرار حراك سياسي واسع من عدة دول عربية وأجنية لبدء مرحلة انتقالية جديدة في سوريا عقب سقوط نظام الأسد.
وكان أكد "جاسم البديوي" الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، دعم دول المجلس الكامل للجهود الرامية إلى تحقيق وحدة وسيادة وأمن سوريا، لافتاً إلى أن دول مجلس التعاون "تدعم كافة الجهود التي تحقق الاستقرار والازدهار والأمن للشعب السوري الشقيق".
في سياق متصل، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اليوم الأربعاء، عن انطلاق أولى طلائع الجسور الإغاثية السعودية إلى سوريا، محملة بمساعدات غذائية وطبية وإيوائية، حيث انطلقت من مطار الملك خالد الدولي في الرياض باتجاه مطار دمشق الدولي.
وأكد المركز أن هذه المساعدات تهدف إلى تخفيف الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الشعب السوري وتعزيز جهود التعافي المبكر، وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، إن المملكة تركز بشكل كبير على دعم القطاعات الحيوية في سوريا، مثل الطاقة والغذاء والصحة.
وأشار الجطيلي، إلى أن المركز يدرك ثقل الأزمات التي يعاني منها السوريون في هذه المجالات، وأضاف الجطيلي أن المركز سيعمل على إرسال شحنات من الوقود إلى سوريا في الأيام المقبلة لتعزيز قطاع الطاقة المتضرر.
من جهته، أوضح الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، المشرف العام على المركز، أن الجسر الإغاثي الجوي الذي انطلق اليوم سيتبعه جسر بري خلال الأيام المقبلة. وأكد أن هذه الجهود تأتي ضمن النهج الإنساني الراسخ الذي تتبناه المملكة منذ نشأتها.
وأشار الربيعة أن هذه المساعدات تؤكد حرص القيادة السعودية على مساعدة الدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات، مشيداً بالدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة لدعم الشعب السوري، سواء خلال الأزمة المستمرة أو الكوارث الطارئة مثل الزلزال الذي ضرب شمال سوريا في فبراير 2023.
وكان تطرق "أحمد الشرع" في وقت سابق إلى أن السعودية وضعت خططاً جريئة جداً، وتتمتع برؤية تنموية نتطلع إليها الآن في دمشق، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن سوريا والسعودية يتمتعان بنقاط تقاطعات كثيرة مع ما تصبو إليه الإدارة السورية الجديدة ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك.
قدرت مصادر اقتصادية أن الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة السورية المكوّنة من خمسة أفراد، تتجاوز 9 ملايين ليرة سورية شهرياً مع بداية 2025، أما الحد الأعلى فقد تجاوز حاجز الـ14.5 مليون ليرة سورية.
وذكرت أن العام الماضي شهد اارتفاعات كبيرة في الأسعار، بالأسواق السورية مقابل رواتب ضيئلة، أما الحد الأدنى لتكاليف المعيشة للأسرة السورية، فقد بلغ نحو 9,098,483 ليرة سورية.
ويجري هذا الارتفاع في التكاليف في وقتٍ لا يزال يرزح فيه السوريون تحت وطأة حدٍّ أدنى للأجر في البلاد لا يتجاوز 278,910 ليرة سورية تكاليف المعيشة ترتفع بأكثر من 20 بالمئة.
وخلال عام 2024 شهد عام 2024 ارتفاعًا ملحوظاً في وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية حيث انتقلت التكاليف من 12,055,622 ليرة سورية في بداية العام 2024 إلى 14,557,573 ليرة مع نهاية شهر كانون الأول.
أما الحد الأدنى لتكاليف المعيشة، فقد ارتفع من 7,534,764 ليرة في بداية العام إلى 9,098,483 ليرة مع نهايته، ما يعكس زيادة بنسبة تجاوزت 20.7% خلال العام.
وسجلت مواقع اقتصادية حدوث انخفاض عام على أسعار مختلف أنواع اللحوم ومشتقاتها والفواكه والخضروات في بعض الأسواق السورية خلال اليومين الماضيين إثر تحسن أسعار صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي.
هذا الانخفاض يعكس تحسناً نسبياً في توفر المنتج وانخفاض تكاليف الإنتاج أو النقل، ما ساهم في تخفيف الأعباء عن المستهلكين، وسط توقعات باستمرار هذا التراجع إذا استمرت الظروف المواتية في السوق.
ويذكر أن نظام الأسد المخلوع عمل خلال حكمه الفاسد كعصابة لجمع الإتاوات من التجار والمواطنين، وخلّفت سياسة حكم البعث اقتصادًا مدمرًا وكان النظام المخلوع يعاقب كل من يتداول العملات الأجنبية بالسجن لمدة تصل إلى 7 سنوات، بالإضافة إلى فرض الغرامات.
فرضت الحكومة السورية اجراءات صارمة بمنع دخول اللبنانيين إلى سوريا إلا بشروط، وذلك على ما يبدو ردا على إجراءات قامت بها لبنان بحق المواطنين السوريين.
وحسب الأنباء المتداولة والتي ذكرتها وسائل إعلام لبنانية، فقد أثارت الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها السلطات السورية الجديدة بخصوص دخول اللبنانيين إلى أراضيها جدلاً واسعاً، حيث بات العبور إلى سوريا يتطلب شروطاً صارمة، ما أثّر على حركة التنقل بين البلدين.
ومنذ مساء الخميس وحسب وسائل الإعلام اللبنانية، أوقف الأمن العام اللبناني السماح للمواطنين اللبنانيين بعبور الحدود إلى سوريا عبر عدة معابر، أبرزها المصنع في البقاع، والعريضة والعبودية وجسر قمار شمالاً. ويأتي هذا الإجراء بناءً على توصيات سورية تقضي بمنع دخول اللبنانيين إلا وفق شروط محددة.
ووفقاً للمعلومات المتداولة، يُسمح بدخول اللبنانيين فقط إذا كانوا يحملون إقامة سورية سارية المفعول، أو يبرزون حجزاً فندقياً ومبلغاً قدره 2000 دولار، أو يثبتون وجود موعد طبي مع تقديم كفيل سوري. وأي تجاوز لمدة الإقامة داخل سوريا يعرض المخالف لغرامة مالية ومنع دخول لمدة عام.
وتُفسر هذه الإجراءات على أنها رد من الجانب السوري على سياسات لبنانية مشابهة تمنع دخول السوريين غير المستوفين للشروط اللبنانية، مثل حمل إقامة لبنانية سارية المفعول. كما تُشير تقارير صحفية لبنانية إلى أن الإجراءات السورية قد تكون رداً على توقيف الجيش اللبناني مؤخراً لعناصر من “هيئة تحرير الشام” توغلوا داخل الأراضي اللبنانية، قبل أن يتم إطلاق سراحهم لاحقاً.
ولم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجانب السوري او اللبناني بخصوص هذه الإجراءات، إلا أن حركة العبور في المعابر الحدودية متوقفة بشكل شبه تمام، ما يؤكد أن القرارات صحيحة، إلا أن الغموض حول أسباب هذه القرارات ما يزال مجهولا.
أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عودة أكثر من 115 ألف سوري في الدول المجاورة لسوريا إلى بلادهم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، ولفتت إلى أن أكثر من 115 ألف شخص عادوا إلى سوريا من تركيا والأردن ولبنان منذ 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
واستندت الأرقام المتعلقة بعودة السوريين إلى المعلومات العامة التي نشرتها البلدان المضيفة للاجئين، والتواصل مع دوائر الهجرة في سوريا، وما رصدته المفوضية وشركاؤها في المعابر الحدودية.
في السياق، أعلنت "منظمة الصحة العالمية" أن أكثر من 15 مليون شخص في سوريا بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية، بينهم ملايين السوريين النازحين داخلياً، وقالت المتحدثة باسم المنظمة "مارغريت هاريس"، أن المنظمة مستمرة في تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين منذ بداية الحرب في عام 2011.
وأوضحت هاريس، في تصريح لوكالة "الأناضول"، أن معظم المرافق الصحية في سوريا تعرضت لأضرار كبيرة أو تجاوزت قدرتها على استقبال المرضى، إضافة إلى معاناتها من نقص حاد في التمويل.
وبينت أن المنظمة تعمل على توسيع قدرة المستشفيات الحالية للتعامل مع العدد الكبير من المرضى والمصابين، وتوفير الرعاية الصحية في المناطق التي تشهد كثافة للنازحين، بما في ذلك إرسال فرق طبية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها.
كذلك لفتت إلى وجود فجوة كبيرة في التمويل والحاجة الماسة إلى شراء المعدات والمواد الطبية الضرورية، مشددة على أن نظام الرعاية الصحية في سوريا قد تدهور منذ مدة طويلة، وأن العديد من المرافق الصحية تعمل دون المستوى المطلوب.
وأضافت المتحدثة باسم المنظمة أن تعافي القطاع الصحي في سوريا يعتمد بشكل كبير على جهود الأفراد العاملين في القطاع الصحي ورغبتهم في إعادة بناء الخدمات الصحية، مؤكدة أن الخدمات الصحية لا تقوم فقط على المباني، بل تعتمد في الأساس على العنصر البشري.
وقالت هاريس "لا توجد حلول سريعة للوضع في سوريا، ولكن إرادة العاملين في القطاع الصحي ورغبتهم في تحقيق التحسين هي مفتاح استعادة النظام الصحي".
وسبق أن دعا متحدث المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويليام سبيندلر، المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، والمساهمة في إعادة إعمار سوريا. وأكد سبيندلر في مقابلة مع وكالة الأناضول أن سوريا بحاجة إلى جهود دولية لإعادة الاستقرار وتوفير ظروف معيشية ملائمة.
وأشار سبيندلر إلى أن 6 ملايين سوري لجأوا إلى دول مختلفة، من بينها تركيا ولبنان والأردن، في حين تهجر 7 ملايين آخرون داخلياً بسبب الحرب التي استمرت لأكثر من عقد. وأضاف: “معظم هؤلاء السوريين يريدون العودة إلى بلادهم، ولكنهم ينتظرون تحقيق الأمن والاستقرار قبل اتخاذ القرار”.
وأوضح سبيندلر أن تسريع عودة السوريين يرتبط بتوفير حاجات أساسية مثل المأوى والغذاء وفرص العمل والتعليم والرعاية الصحية. كما شدد على أهمية منح اللاجئين الوقت الكافي لاتخاذ قرار العودة دون ضغوط، مؤكداً أن هذه العودة ينبغي أن تكون طوعية وآمنة.
وكشف أن المفوضية السامية استأنفت عملها في سوريا، حيث تعمل مراكزها حالياً بنسبة 80% من طاقتها. وأشار إلى أن هناك حاجة لتوفير 310 ملايين دولار لدعم عودة مليون سوري خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025، موضحاً أن استقرار الأوضاع في البلاد سيؤدي إلى تسريع وتيرة العودة.
وأكد المسؤول الأممي أن غالبية اللاجئين السوريين حول العالم، والبالغ عددهم 6 ملايين، يريدون العودة إلى بلادهم، مشيرًا إلى أن الظروف غير المستقرة وعدم توفر الاحتياجات الأساسية ما زالت تعيق هذه العودة. واستشهد بتقارير من تركيا تفيد بعودة نحو 763 ألف سوري منذ عام 2017، بينهم 25 ألفًا عادوا خلال الأسبوعين الأخيرين. ومن الأردن، عاد 12,800 سوري منذ سقوط النظام السوري في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بينهم 1,309 من اللاجئين المصنفين.
أعلن "مركز الملك سلمان للإغاثة"، عن تسيير جسر بري سيعبر الأراضي الأردنية لنقل المساعدات نحو دمشق، بالتزامن مع استمرار نقلها عبر الجسر الجوي الذي تم الإعلان عنه سابقاً، وسط استمرار تدفق المساعدات من المملكة العربية السعودية إلى سوريا.
وقال "سامر الجطيلي" المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، إن جسر مساعدات بري سعودي سيعبر من الأردن إلى سوريا، وأوضح أن "جسر المساعدات البري سيحمل معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو مثل أجهزة الرنين المغناطيسي والأشعة السينية والمقطعية".
وأوضح "الجطيلي" لموقع "العربية"، أن الجسر البري يعطي فرصة لنقل كميات كبيرة وضخمة من المساعدات الغذائية والصحية والإيوائية"، وأضاف: "نعمل على الأرض مع السلطات السورية والجهات الأممية".
وكانت وصلت رابع طائرة إغاثة سعودية إلى مطار دمشق الدولي، تحمل مساعدات غذائية وطبية بإجمالي وزن 27 طن، وتجاوزت إجمالي المساعدات السعودية إلى سوريا أكثر من 100 طن خلال 3 أيام.
وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذراع التنموي والإنساني للسعودية قد أطلق جسراً جوياً إغاثياً إلى سوريا صباح الأربعاء، إذ ضم طائرتين تحملان 53 طناً من المساعدات الإغاثية والحقائب الإيوائية، والشحنات الدوائية للمناطق الأكثر احتياجاً.
وكان وصل وفد سوري برئاسة وزير الخارجية السوري "أسعد الشيباني"، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس الاستخبارات أنس خطاب، يوم الأربعاء 1 كانون الثاني 2025، إلى المملكة العربية السعودية، كأور زيارة رسمية لوفد سوري إلى خارج البلاد عقب سقوط نظام الأسد، وتولي الإدارة الجديدة إدارة البلاد.
وقالت مصادر إعلامية، إن نائب وزير الخارجية السعودي، المهندس وليد الخريجي استقبل الوفد السوري في الرياض، لتكون المملكة السعودية أول دولة يزورها وفد سوري من الإدارة السياسية الجديدة في سوريا، سبق أن قال "الشيباني" إنه تلق دعوة لزيارة المملكة، بعد لقاء مع وفود سعودية في دمشق.
وكان أعلن "أسعد حسن الشيباني" وزير الخارجية في الإدارة الجديدة لسوريا، عن تلقيه دعوة رسمية من من وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية "فيصل بن فرحان آل سعود" لزيارة المملكة، معلناً قبوله هذه الدعوة لتمثيل سوريا في أول زيارة رسمية، مؤكداً تطلعه لبناء علاقات استراتيجية مع الأشقاء في المملكة على كافة المجالات.
جاء ذلك بعد تصريحات لـ "أحمد الشرع" قائد الإدارة الجديدة في سوريا عقب سقوط الأسد، قال فيها إن التصريحات السعودية الأخيرة بشأن سوريا إيجابية جداً، مؤكداً أن المملكة تسعى لاستقرار سوريا، وقال: أفتخر بكل ما فعلته السعودية لأجل سوريا، ولها دور كبير في مستقبل البلاد"، واعتبر أن "تحرير سوريا يضمن أمن المنطقة والخليج لخمسين سنة قادمة".
ولفت "الشرع" إلى أن للسعودية فرصا استثمارية كبرى في سوريا، مبيناً أن سوريا تحتاج للتجربة السعودية في البناء والتنمية، ورأى أن السعودية دولة إقليمية مهمة وسوريا تحرص على التعاون معها، خصوصا وأنها تسعى لاستقرار سوريا ومواقفها موضع فخر، وعبر "الشرع" عن اعتزازه بكونه ولد في الرياض، موضحا أنه "عاش حتى سن السابعة في العاصمة السعودية ويحن إلى زيارتها مجدداً".
وسبق أن التقى "الشرع" وفداً سعودياً برئاسة مستشار في الديوان الملكي السعودي، في قصر الشعب في دمشق، وبحث معه تطورات الوضع في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، وجاء اللقاء، عقب اتصالات بين الطرفين، في وقت يبدو أن المملكة السعودية تتجه لتعزيز العلاقات مع الإدارة الجديدة، على غرار حراك سياسي واسع من عدة دول عربية وأجنية لبدء مرحلة انتقالية جديدة في سوريا عقب سقوط نظام الأسد.
وكان أكد "جاسم البديوي" الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، دعم دول المجلس الكامل للجهود الرامية إلى تحقيق وحدة وسيادة وأمن سوريا، لافتاً إلى أن دول مجلس التعاون "تدعم كافة الجهود التي تحقق الاستقرار والازدهار والأمن للشعب السوري الشقيق".
في سياق متصل، أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، اليوم الأربعاء، عن انطلاق أولى طلائع الجسور الإغاثية السعودية إلى سوريا، محملة بمساعدات غذائية وطبية وإيوائية، حيث انطلقت من مطار الملك خالد الدولي في الرياض باتجاه مطار دمشق الدولي.
وأكد المركز أن هذه المساعدات تهدف إلى تخفيف الأوضاع الصعبة التي يعاني منها الشعب السوري وتعزيز جهود التعافي المبكر، وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة، إن المملكة تركز بشكل كبير على دعم القطاعات الحيوية في سوريا، مثل الطاقة والغذاء والصحة.
وأشار الجطيلي، إلى أن المركز يدرك ثقل الأزمات التي يعاني منها السوريون في هذه المجالات، وأضاف الجطيلي أن المركز سيعمل على إرسال شحنات من الوقود إلى سوريا في الأيام المقبلة لتعزيز قطاع الطاقة المتضرر.
من جهته، أوضح الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، المشرف العام على المركز، أن الجسر الإغاثي الجوي الذي انطلق اليوم سيتبعه جسر بري خلال الأيام المقبلة. وأكد أن هذه الجهود تأتي ضمن النهج الإنساني الراسخ الذي تتبناه المملكة منذ نشأتها.
وأشار الربيعة أن هذه المساعدات تؤكد حرص القيادة السعودية على مساعدة الدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات، مشيداً بالدور الإنساني الذي تضطلع به المملكة لدعم الشعب السوري، سواء خلال الأزمة المستمرة أو الكوارث الطارئة مثل الزلزال الذي ضرب شمال سوريا في فبراير 2023.
وكان تطرق "أحمد الشرع" في وقت سابق إلى أن السعودية وضعت خططاً جريئة جداً، وتتمتع برؤية تنموية نتطلع إليها الآن في دمشق، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن سوريا والسعودية يتمتعان بنقاط تقاطعات كثيرة مع ما تصبو إليه الإدارة السورية الجديدة ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك.
قال "غير بيدرسن" المبعوث الأممي إلى سوريا، إن الشعب السوري يمر بمرحلة تحول تاريخية، بعد أن تخلص من نظام الأسد القمعي والاستبدادي الذي تعرض له منذ أكثر من 50 عاماً، متحدثاً عن ضرورة استعادة سيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها بالكامل، ووقف العدوان الإسرائيلي على الفور.
وشدد "بيدرسن" على ضرورة اتباع نهج شامل يحترم حقوق الإنسان ويدعم المشاركة النشطة للمرأة "من أجل بناء سوريا سلمية وحرة"، لافتاً إلى أن السوريين مفعمون بالأمل بمستقبل أفضل وأكثر إشراقاً، رغم الصعوبات التي سيواجهونها في الفترة المقبلة.
ولفت إلى وجود شعور مشترك بالمسؤولية لدى كافة شرائح المجتمع السوري لإعادة بناء بلدهم وتشكيله على أساس الديمقراطية والشمول، مشيراً إلى أن مصير عشرات الآلاف من المفقودين لا يزال مجهولاً، لافتاً إلى أن عدداً لا يحصى من العائلات ما يزال ينتظر أي أخبار عن أقربائهم المفقودين.
وكان قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون إن هناك أملا كبيرا برؤية سوريا جديدة تعتمد دستورا لكل السوريين وتشهد انتخابات حرة ونزيهة، وأشار خلال مؤتمر صحفي في دمشق إلى أن الصراع في سوريا لم ينته بعد وهناك بعض التحديات في مناطق أخرى حسب تعبيره.
من جهته، قال "أنطونيو غوتيرش" الأمين العام للأمم المتحد، إن الأمم المتحدة تركز على تسهيل الانتقال السياسي في سوريا، مؤكداً على ضرورة أن يكون الانتقال شاملاً وموثوقاً وسلمياً، في وقت تشهد دمشق حركة متسارعة لوفود الدول الغربية للقاء السلطة الانتقالية الجديدة.
وأضاف غوتيريش، أنه عيّن محامية مكسيكية رئيسة للمؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا، في وقت تطرق إلى أن الضربات الجوية الإسرائيلية تنتهك سيادة سوريا وسلامة أراضيها ويجب أن تتوقف، واعتبر أنه لا ينبغي وجود قوات عسكرية، بخلاف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، في المنطقة منزوعة السلاح في هضبة الجولان.
وكان أجرى المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون، زيارة إلى سجن صيدنايا شمال العاصمة دمشق، الذي يعتبر أحد أكثر السجون شهرة وصيتًا سيئًا في عهد نظام الأسد المخلوع، وذلك بعد يوم من لقائه بقائد إدارة العمليات العسكرية "أحمد الشرع"، حيث ناقشا أهمية إعادة النظر في القرار الأممي 2254، الذي وضع خارطة طريق للتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا.
وكانت وثّقت الكاميرات لحظات انفعال سيدة سورية، حيث رفعت حذاءها ووجهته إلى المركبة التي تقل بيدرسون تعبيرًا عن غضبها وألمها، وتساءلت صارخة "بعد شو أجيتو؟، وذلك وسط استمرار معاناة عائلات المختفين قسريًا.