ناشط سوري يُعيد كاميرا للحق العام بعد 13 عاماً: الأمانة لا تسقط بالتقادم
ناشط سوري يُعيد كاميرا للحق العام بعد 13 عاماً: الأمانة لا تسقط بالتقادم
● أخبار سورية ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٥

ناشط سوري يُعيد كاميرا للحق العام بعد 13 عاماً: الأمانة لا تسقط بالتقادم

جسّد الشاب السوري محمد راجح العبدالله مثالاً نادراً في الوفاء والأمانة، بعدما أعاد كاميرا تصوير فيديو كانت في عهدته منذ عام 2012، حين انشق عن نظام الأسد وعاد إلى بلدته كفرزيتا للمشاركة في توثيق جرائم النظام بحق المدنيين، مستخدماً تلك الكاميرا في أداء واجبه الثوري والوطني.


قال العبدالله، في منشور عبر صفحته، إنه كان يعمل أميناً لمستودع كلية التربية الثانية في جامعة البعث بحماة، وكانت الكاميرا جزءاً من عهدته. ومع تصاعد الثورة، قرر أخذها دون إذن رسمي، نظراً للحاجة الماسّة لتوثيق الأحداث والانتهاكات، وتمكّن من نقلها إلى مدينته رغم خطورة الطريق وكثرة الحواجز.


أوضح العبدالله أنه استشار أحد المشايخ المجاهدين في تلك الفترة، فأفتى له بأن الكاميرا تُعد في حكم "العارية" يجب إعادتها لاحقاً، كونها من المال العام. ومع سقوط الإرهابي الفار بشار الأسد وانتصار الثورة، اعتبر أن الوقت قد حان لإعادة الأمانة إلى الدولة الجديدة التي يُراد لها أن تُبنى على أسس النزاهة والعدالة.


لفت العبدالله إلى أن منزله تعرّض للقصف في وقت سابق، ما أدى إلى احتراق الكاميرا الأصلية تحت الأنقاض، وهو ما دفعه إلى البحث عن كاميرا مماثلة لها، قام بتسليمها لاحقاً للجهات المختصة، وفاءً بالأمانة واحتراماً للمال العام.


وجّه العبدالله نداءً لكل من استحوذ سابقاً على أي ممتلكات عامة، مهما كانت قيمتها، أن يُسارع إلى إعادتها، تعزيزاً لقيم المسؤولية وبناء مؤسسات وطنية نزيهة، تقوم على الاحترام والعدل لا على الغنيمة والمنفعة.


تعكس هذه القصة نموذجاً عميقاً في فهم معنى الأمانة، إذ لم تُبرر الظروف الثورية ولا انهيار النظام السابق الاستحواذ على المال العام. بل بقيت المسؤولية الأخلاقية حاضرة لدى العبدالله، حتى أصبحت ظروف ردّ الأمانة ممكنة، لتكون رسالته واحدة: "نحن نبني دولة تحترم نفسها وتاريخها، وتكرّس القيم لا الشعارات".

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ