مفتي مصر يُدين تفجير مسجد حمص: جريمة نكراء وانتهاك لحرمة بيوت الله
أدان مفتي جمهورية مصر العربية، الدكتور نظير محمد عياد، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في محافظة حمص السورية، يوم الجمعة، أثناء أداء المصلين لشعائرهم، واصفًا الهجوم بأنه "آثم وبالغ الخطورة".
وأكد المفتي في بيان رسمي أن الاعتداء على المصلين داخل بيوت الله يُعدّ من أبشع الجرائم، وانتهاكًا صريحًا لقدسية المساجد، ومخالفة صارخة لما أجمعت عليه الشرائع السماوية من حرمة النفس البشرية، وضرورة صون دور العبادة من أي شكل من أشكال العدوان.
وأضاف المفتي: "إن استهداف المساجد وقتل المصلين فيها، وهم في حالة عبادة وخشوع، هو عمل إجرامي لا تقرّه شريعة ولا تقبله أخلاق، بل يمثل سقوطاً مدوياً لآخر معالم الإنسانية."
وفي ختام بيانه، عبّر فضيلته عن خالص تعازيه ومواساته لأسر الضحايا الأبرياء، داعياً الله أن يتغمدهم برحمته الواسعة ويسكنهم فسيح جناته، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل، ويحفظ سوريا وسائر بلاد المسلمين من كل شرّ وسوء.
حمص تشيّع ضحايا تفجير وادي الذهب.. والأهالي يؤكدون وحدة السوريين في مواجهة الإرهاب
شيّعت محافظة حمص، يوم السبت السابع والعشرين من كانون الأول لعام 2025، ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب، في مشهد جنائزي حاشد طغت عليه مشاعر الحزن والغضب، وتحوّل في الوقت نفسه إلى رسالة جماعية تؤكد تمسك أبناء المدينة بوحدتهم ورفضهم المطلق لمحاولات زعزعة السلم الأهلي.
وكان وُوري خمسة من الضحايا الثرى في مقبرة الفردوس داخل المدينة، بينما نُقلت جثامين الضحايا الآخرين إلى مساقط رؤوسهم في مناطق سورية أخرى، وسط مشاركة مئات المواطنين من أهالي حمص إلى جانب ممثلين رسميين وشعبيين، الذين حضروا مراسم التشييع تعبيراً عن تضامنهم مع عائلات الضحايا ورفضهم للجريمة التي استهدفت المدنيين داخل دار عبادة.
وجسّدت مراسم التشييع، إصرار المشاركين على الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب ومحاولات نشر الفوضى، حيث عبّر المشيّعون عن دعمهم الكامل للأجهزة الأمنية في جهودها الرامية إلى حماية المدنيين والحفاظ على أمن واستقرار المدينة، معتبرين أن استهداف المساجد ودور العبادة لن ينجح في كسر إرادة السوريين أو النيل من نسيجهم الاجتماعي.
وفي كلمة ألقاها خلال مراسم التشييع، قال إمام وخطيب مسجد الإمام علي بن أبي طالب الشيخ محي الدين سلوم، بحسب ما نقل مراسل سانا، إن التفجير يشكّل محاولة يائسة من أعداء سوريا لضرب وحدة الشعب السوري وزعزعة استقراره، مؤكداً أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تُضعف إيمان السوريين بقوة السلم الأهلي، ومشدداً على أن الوحدة الوطنية ستبقى السلاح الأهم في مواجهة الهجمات الإرهابية مهما تعددت أشكالها.
بدوره، أعرب المحامي منير عودة، أحد سكان حي وادي الذهب، في تصريح لوكالة سانا، عن إدانته الشديدة للتفجير الإرهابي، موضحاً أن الجريمة تهدف إلى بث الفتنة بين أبناء المدينة المعروفة بتنوعها الديني والاجتماعي، ومشيراً إلى أن هذا الاعتداء يعبّر عن محاولات متواصلة من جهات معادية لسوريا لتقويض أي مساعٍ تهدف إلى إعادة بناء الدولة السورية وتعزيز حالة الاستقرار فيها.
وكان تفجير إرهابي قد استهدف، يوم أمس، مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بمدينة حمص، ما أسفر عن ارتقاء ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من ثمانية عشر آخرين بجروح، في جريمة أثارت، وفق ما ذكرت سانا، موجة واسعة من الإدانات والتنديد على المستويات العربية والإقليمية والدولية، وسط مطالبات بمحاسبة الجهات المسؤولة عنها ومواصلة الجهود الرامية إلى حماية المدنيين ودور العبادة في مختلف المناطق السورية.
وتتالت الإدانات العربية والإسلامية والدولية على أوسع نطاق عقب التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي بن أبي طالب في حي وادي الذهب بمدينة حمص أثناء صلاة الجمعة، وأسفر عن مقتل ثمانية مدنيين وإصابة 18 آخرين بجروح متفاوتة، بينهم أطفال، في هجوم أعاد إلى الواجهة خطورة استهداف دور العبادة في مرحلة حساسة تمر بها سوريا.
جاءت هذه المواقف المتلاحقة في ظل إدراك عربي وإسلامي متزايد لحساسية المرحلة في سوريا، وضرورة قطع الطريق أمام أي محاولات لزعزعة الاستقرار أو استهداف نسيجها الوطني والديني، حيث مثّل هذا التفجير الإرهابي جرس إنذار يعيد التذكير بمخاطر خلايا العنف التي تسعى لإعادة إشعال الفوضى في مرحلة ما بعد النظام البائد.