"محمد قبنض" مروّج للديكتاتور بشار في تزييف الواقع السوري 
"محمد قبنض" مروّج للديكتاتور بشار في تزييف الواقع السوري 
● أخبار سورية ٢ يونيو ٢٠٢٥

"محمد قبنض" مروّج للديكتاتور بشار في تزييف الواقع السوري 

بعد سقوط نظام المجرم بشار الأسد، بدأت أوراق كثيرة تتساقط من شجرة البروباغندا التي طالما ارتوت من دماء السوريين وأوجاعهم، وكان من بين أول "الملتفين" على الواقع الجديد المنتج محمد قبنض، الذي لطالما كان أحد أبرز الأبواق الفنية والإعلامية المروّجة للنظام، عبر أعمال درامية سخّرت لخدمة رواية النظام البائد وتجميل صورته أمام الداخل والخارج.

محمد قبنض، الذي عرفه السوريون كمروّج رسمي للديكتاتور بشار، تغيّر اليوم، بعد أن تكوّع بشكل لافت، محاولاً إعادة تموضعه ضمن واقع جديد تشكّل بعد التحرير، وبدلاً من تمجيده للأسد وجيشه، المعروف لدى المعارضة بـ"جيش أبو شحاطة"، بدأ قبنض يتحدث عن الحرية و"الهجمعة الحلوة" التي يعيشها السوريون اليوم.

مراسل "زمان الوصل" أجرى لقاءاً مع قبنض، وقبل ذلك كان يشتم المرحلة السابقة بألفاظ بذيئة. لم يكتف منتج مسلسل باب الحارة بالتنصّل من ماضيه، بل راح يمجد بالوضع الحالي، قائلاً: "في أحلى من هجمعة الحلوة؟ في أحلى من الحرية؟"، وكأن من كان ذات يوم يهتف للأسد، أصبح يرى في الحرية والمستقبل الجديد حلاً لمآسي الماضي.

ولا يمكن نسيان مواقف قبنض السابقة، خصوصاً حين وقف في مجلس الشعب، ذاك الكرسي الذي لم يكن سوى منصة لتبييض وجه النظام المخلوع. وألقى كلمة مليئة بالتطبيل، مشيداً بـ"بطولات" جيش الأسد في حلب ضد الإرهاب، مع العلم أن حربهم كانت ضد الثورة والمدنيين، إلا أن قبنض دافع عن إعلام السلطة بكل ما أوتي من حماسة.

اليوم، يعود محمد قبنض ليظهر في هذا اللقاء، يقول فيه إن سوريا باتت الآن على أعتاب المستقبل، مشيداً بأجواء الحرية الحالية، ومؤكداً أن لا عوائق في ظل الحكم الجديد، بل إنه عبّر عن سعادته بالإنتاج الفني قائلاً: "ما في أحلا منهن". لكن السوريين لم ينسوا، ولا ينسون بسهولة. 


محمد قبنض هو ذاته من ظهر يوماً وهو يوزّع الماء لأهالي الغوطة الشرقية المحاصرين، مشترطاً عليهم الهتاف باسم الأسد مقابل الماء، هو نفسه الذي صرخ من على منابر النظام: "الله يحبنا، ويحب سوريا، ولهذا أرسل لنا بشار الأسد، فهو صمام الأمان الوحيد. طالما أن الأسد موجود، سوريا موجودة، والله رح يجي يوم يشتهي العالم يكون عندو باسبور سوري. 

وحينها لم يتوقف تطبيله للأسد عند هذا الحد، إذ قال في استضافة تلفزيونية: "أنا أنام والشعب كله ينام، أما الأسد لا ينام، يبقى ساهراً طوال الليل، والله إذا من بعد الله منركعلوا بيكون قليل". لكنه إذا نسي تلك المواقف فالشعب السوري الحر لا ينسى، وكل ماقاله سوف يبقى مسجلاً في ذاكرتهم، التي حفظت من وقف بجانبهم ومن استمتع بإيذائهم مثل قبنض وغيره. 

تكويعة محمد قبنض ليست سوى نموذج من عشرات الوجوه التي بدّلت أقنعتها بتبدل الرياح، لكنها لا تستطيع أن تمحو ذاكرتها من أعين السوريين الذين عايشوا القهر والتطبيل والترويج للكذب. فالتاريخ لا يُكتَب فقط بما يُقال اليوم، بل بما قيل عندما كان الدم السوري يُهرق، وكانت الدراما تُستَغل لتزييف الوعي. قد يركب قبنض الموجة الجديدة، لكن البحر لا ينسى مَن سبح فيه حاملاً رايات الطغيان.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ