قرية جبالا تسجل إصابات باللشمانيا وسط نقص الرعاية الصحية
يشتكي سكان قرية جبالا الواقعة في ريف إدلب الجنوبي، من انتشار مرض اللشمانيا، لا سيما بين الأطفال، في ظل انعدام الخدمات الصحية وغياب العلاجات المناسبة، الأمر الذي يضع الأهالي أمام خيارات قاسية في التعامل معه.
وفي تصريح خاص لشبكة شام الإخبارية، يقول عبد السلام المصطفى، أحد أعضاء اللجنة المجتمعية المسؤولة عن القرية، إن مرض الليشمانيا انتشر بشكل واسع مؤخراً بين الأهالي بسبب تراكم النفايات في القرية. وأوضح أن سيارة الترحيل تأتي مرة واحدة كل أسبوع أو عشرة أيام، وهو أمر لا يكفي، مشيراً إلى أنه من المفترض أن يتم جمع القمامة مرتين على الأقل أسبوعياً.
ويضيف أن القرية لا تحتوي على مركز صحي فعّال يقدم الخدمات الطبية اللازمة، ما يزيد من معاناة الأهالي ويجبرهم على التوجه إلى المراكز الصحية في القرى الأخرى، مع العلم أن ذلك يتطلب قطع مسافة تصل إلى 40 كيلومتراً للوصول إلى المستوصفات المتاحة، مشيراً إلى أن ليس كل العائلات قادرة على ذلك لأسباب متعددة، أغلبها مرتبط بالإطار المادي.
ويؤكد المصطفى على حاجة القرية إلى افتتاح مستوصف فيها، خاصة أن نسبة العائلات العائدة إلى القرية تتجاوز 85 بالمئة، مشيراً إلى ضرورة وجود مراكز طبية في ريف إدلب الجنوبي والاستعجال بفتح المشافي مثل المشفى الموجود في كفرنبل وحاس وغيرها، لتقديم الخدمات الطبية للعائدين وتخفيف معاناة السكان.
وتروي سلوى الحسين، أحد نساء القرية معاناة عائلتها، قائلة إن اثنين من أبنائها أُصيبا بحبات الليشمانيا، ما اضطر زوجها إلى نقلهم على دراجة نارية بحثاً عن مركز علاج مناسب، في ظل عدم توفر خدمات صحية داخل القرية.
وتوضح أن التنقل في الأجواء الباردة كان يشكّل مشقة كبيرة على الأطفال ووالدهم، حيث كانوا يتعرضون للبرد القارس خلال كل رحلة، ما انعكس سلباً على صحتهم، وأدى في كثير من الأحيان إلى إصابتهم بأعراض نزلات البرد بعد كل محاولة علاج.
ومن جانبه، يقترح محمد عبد الكريم الحاج صطوف، عضو اللجنة أيضاً، استهداف قرية جبالة بحملات علاجية متكررة، بمعدل زيارتين أسبوعيا كحل مؤقت، على أن تضم هذه الحملات فريقاً طبياً متكاملاً، نظراً للحاجة الماسة في القرية، بما يخفف الأعباء العلاجية عن الأهالي. ويؤكد أن الحل الدائم يتمثل في إحداث مستوصف صحي داخل القرية.
وبحسب الإرشادات الطبية، يُنصح الأهالي بمراجعة أقرب مركز صحي فور ملاحظة ظهور حبات اللشمانيا لدى الأطفال، مع تجنب العبث بها، والالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة، والحفاظ على نظافة موضع الإصابة، إلى جانب اتخاذ الإجراءات الوقائية داخل المنازل ومحيطها للحد من تفاقم المرض أو انتقاله.
وفي ظل استمرار انتشار اللشمانيا وغياب الخدمات الصحية في قرية جبالا، يواجه الأهالي واقعاً صحياً صعباً، خاصة مع تزايد الإصابات بين الأطفال، ما يضاعف من معاناتهم اليومية.