دورة “الزراعة الذكية مناخياً” تعزّز وعي مزارعي ريف سنجار بأساليب حديثة ومستدامة
دورة “الزراعة الذكية مناخياً” تعزّز وعي مزارعي ريف سنجار بأساليب حديثة ومستدامة
● أخبار سورية ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٥

دورة “الزراعة الذكية مناخياً” تعزّز وعي مزارعي ريف سنجار بأساليب حديثة ومستدامة

نظّمت مديرية الزراعة في إدلب، بالتعاون مع منظمة “أكساد” ومنظمة “العمل ضدّ الجوع”، دورة تدريبية بعنوان «الزراعة الذكية مناخياً»، استهدفت مزارعي قريتي النَّباز ووادي شحرور في ريف سنجار.

وبحسب ما نشرته المديرية عبر معرفاتها الرسمية، تهدف الدورة إلى تعزيز وعي المزارعين بأساليب الزراعة الحديثة التي تراعي التغيرات المناخية، وتُسهم في الحفاظ على البيئة وتحسين جودة الإنتاج الزراعي، وذلك في إطار جهود مشتركة لدعم التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة.

وفي تصريح خاص لـ شبكة شام الإخبارية، أوضح المهندس عزّت حلاوة، رئيس دائرة التنسيق والتعاون الدولي، أنّ منظمة «أكساد» تُعنى بالأراضي الجافة والقاحلة، وقد نفّذت المشروع في مناطق سنجار المصنّفة منطقةَ استقرارٍ ثالثة. 


وأضاف أنّ «الزراعة الذكية مناخياً تشكّل حلاً لمواجهة آثار التغيّر المناخي وتحقيق الأمن الغذائي، من خلال التدريب على استراتيجيات زراعية متعددة تشمل أساليب الريّ الحديث وأنماط الزراعة المتطورة».

وأشار حلاوة إلى أنّ محاور التدريب شملت التغيّر المناخي وتأثيراته في التربة والمياه وإنتاج المحاصيل، إضافةً إلى استراتيجيات التخفيف من آثاره، وأهمية تحليل التربة. كما تناولت الدورة مفهوم الزراعة الذكية مناخياً واستراتيجياتها وطرائق تطبيقها، مثل الزراعة الحافظة، والزراعة العضوية، والزراعة المائية، والزراعة الدقيقة المعتمدة على التقانات الحديثة.

وتضمن البرنامج كذلك محاور حول تقنيات حصاد مياه الأمطار، وأساليب الاستخدام الأمثل للمياه في الري، وتصنيع الأسمدة العضوية (الكومبوست) وإعداد “شاي الكومبوست”، إلى جانب أهمية تحليل وتخمير فضلات المواشي قبل استخدامها في التسميد. كما تم التطرّق إلى الآفات الزراعية ومنهجية الإدارة المتكاملة لها، إضافة إلى السجلات الزراعية وأهميتها.

وبشأن معايير اختيار المتدرّبين، أوضح حلاوة أنّها تُحدَّد من قبل الجهة المنفّذة وفق معايير مرتبطة بدرجة الفقر وملاءمتها لمجال التدريب، مشيراً إلى أنّ مدة الدورة أربعة أيام لكل مجموعة تضم 25 مشاركاً، وقد جرى تنفيذها في ريف سنجار.

ولفت إلى أنّ النتائج العملية المتوقّعة من التدريب تتمثّل في اعتماد أساليب الريّ الحديثة بما يحدّ من الهدر الناتج عن الطرق التقليدية والعشوائية، وتعزيز ثقافة تحليل التربة بما يخفّض تكاليف الإنتاج ويمنع الإضافة العشوائية للأسمدة. كما توقّع أن يسهم التدريب في تطبيق الزراعة الحافظة كبديلٍ عن الزراعة التقليدية، بما يعزّز استدامة الموارد ويحافظ على البيئة الطبيعية.

وأشار كذلك إلى جملةٍ من المهارات التطبيقية التي  تعرّف عليها المشاركون، من بينها استخدام تقنيات حصاد مياه الأمطار لزيادة حصة الري لكل شجرة داخل المزارع، وآليات تصنيع الكومبوست والتسميد به، إضافة إلى الزراعة المائية وإمكانات تطبيقها محلياً نظراً لانخفاض استهلاكها للمياه. 


كما شمل التدريب آلية استنبات الشعير لتوفير الأعلاف للمواشي، وتصنيع المصائد الحشرية الغذائية واللونية لرصد الآفات ومكافحتها، إلى جانب التعرّف على الأعداء الحيوية ودورها في الحد من انتشار الآفات.

وأردف حلاوة أنّ المزارعين يسعون إلى تطبيق هذه الممارسات الزراعية، إلا أنّ ظروف التهجير وما خلّفته من دمار، إلى جانب ضعف الإمكانات المادية، ما تزال تعيق تبنّي معظم هذه التقانات. وبيّن أنّ المزارعين يحتاجون إلى دعم بالمستلزمات الأساسية — مثل تجهيزات الزراعة المائية، ومعدات استنبات الشعير، وتقنيات حصاد مياه الأمطار — إضافةً إلى توفير بذارٍ تتلاءم مع طبيعة المنطقة، بما يسهّل تطبيق هذه التقانات عملياً في الحقول.

وفي ختام حديثه لـ "شام"، أكّد المهندس حلاوة أنّ التدريب من شأنه الإسهام في تحسين واقع النشاط الزراعي في المنطقة، من خلال رفع وعي المزارعين بأهمية اتباع أساليب الزراعة والريّ الحديث. غير أنّ الظروف القاسية المرتبطة بالعودة من النزوح وضعف القدرة المالية ما تزال تمثّل التحدّي الأكبر أمام تحقيق الأثر المطلوب، سواء على مستوى تحسين الإنتاج أو حتى في ما يتعلّق بمشروعات التشجير، في ظل تراجع مردود المحاصيل الموسمية في تلك المناطق.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ