بناءً على قرار مجلس نقابة الفنانين في جلسته الاستثنائية المنعقدة بتاريخ 29 أيار 2025،
بناءً على قرار مجلس نقابة الفنانين في جلسته الاستثنائية المنعقدة بتاريخ 29 أيار 2025،
● أخبار سورية ٢ يونيو ٢٠٢٥

تقديراً لمسيرته الفنية ومواقفه الوطنية.. نقابة الفنانين تمنح الفنان "غطفان غنوم" عضوية الشرف 

أصدرت نقابة الفنانين السوريين، بناءً على قرار مجلس نقابة الفنانين في جلسته الاستثنائية المنعقدة بتاريخ 29 أيار 2025، قراراً يقضي بمنح الفنان السوري غطفان غنوم عضوية النقابة بمرتبة الشرف، وذلك تقديراً لمسيرته الفنية المتميزة وموقفه الوطني النبيل والحر تجاه قضايا شعبه ووطنه. وأكدت النقابة في قرارها أن هذا التكريم يأتي انطلاقاً من حرصها على دعم القامات الفنية التي أسهمت في إثراء المشهد الثقافي والفني السوري، ووقفت إلى جانب الوطن في مختلف المراحل.

ردّ غطفان غنوم: "نحن منهم، ولهم، ومن أجلهم نعمل"
وفي أول تعليق له على قرار منحه عضوية الشرف من قبل نقابة الفنانين في الجمهورية العربية السورية، وجّه الفنان غطفان غنوم كلمة شكر وامتنان عبر صفحته الشخصية في موقع فيس بوك، قال فيها: "شكراً لنقابة الفنانين ممثلة بالنقيب مازن الناطور على منحي عضوية الشرف. نرجو أن نكون عند حسن ظن الناس، نحن منهم، ولهم، ومِن أجلهم نعمل. إذا قصرنا نلتمس العذر، وإن نجحنا فهذا واجب. غيرنا كثيرون يستحقون هذا التقدير".

وتابع غنوم بتعبير صادق عن امتنانه لكل من كان سبباً في هذا التكريم، قائلاً: "شكراً لكل من كان سبباً في هذا الفرح، شكراً للثوار، ولأرواح الشهداء، ولذويهم، والفرج القريب لكل من أنهكه الفقر أو الغربة أو القهر". مضيفاً أن الفنانين الحقيقيين لا ينتظرون الجوائز ولا يسعون وراء الأضواء، لأن ما يقدّمونه هو التزام أخلاقي قبل أن يكون فناً: "الفن الحقيقي لا يُقاس بعدد الجوائز، بل بمدى اقترابه من الألم، والحق، والحرية".

واختتم كلمته برسالة مؤثرة، دعا فيها إلى أن يوجّه التكريم لمن هم في أمسّ الحاجة إليه: "لأمهات الشهداء وآبائهم، لمنكوبين لم تلتقطهم عدساتنا بعد، لأبطالٍ بلا أسماء، لإعلاميٍ وقف تحت القصف يوثّق الحقيقة، ولمصورٍ لم يُسعفه الوقت كي يمسح دموعه على صديق استُشهد أمامه". مشدداً على أن للفن رسالة، وللفنان دوراً لا يُختصر في مشهد أو عرض، بل في التزامه المستمر بأن يكون صوتاً لمن لا صوت لهم، معتبراً أن "أعظم تكريم هو أن نُصان في التزامنا، ونُبقي ضوء العدالة مشتعلاً".

من هو غطفان غنوم؟
وُلد الفنان والمخرج السوري غطفان غنوم في حي بابا عمرو بمدينة حمص عام 1976، ونشأ في بيئة شعبية حملت ملامح الألم والأمل معاً، وهو ما انعكس لاحقاً في رؤيته الفنية. بعد أن أكمل دراسته في جمهورية مولدافيا وتخرّج من أكاديميتها الفنية عام 2006 بتخصص في الإخراج السينمائي، عاد إلى سوريا ليبدأ مسيرته الفنية، إلا أن مشاركته الفاعلة في الثورة السورية شكّلت نقطة تحوّل فارقة في حياته ومسيرته.

برز اسمه بشكل واسع بعد أن قام بتوثيق معاناة مدينته المحاصرة، وساهم في نقل مشاهد الألم والمقاومة إلى العالم من خلال عدسته، ومن أبرز أعماله في تلك المرحلة فيلم "بورتريه مدينة ثائرة"، الذي تناول فيه مآسي مدينة القصير.

غادر سوريا عام 2014 نتيجة الظروف الأمنية، وانتقل إلى فنلندا، حيث واصل عمله في المجالين الفني والسياسي، مؤمناً بأن الفن أداة مقاومة وذاكرة شعب. من أبرز أعماله في المنفى فيلمه الوثائقي "الابن السيئ"، الذي تناول فيه تاريخ القمع في سوريا منذ انقلاب حزب البعث عام 1963 حتى انطلاق ثورة 2011، مستنداً إلى السيرة الذاتية لعائلته كعدسة شخصية للتاريخ العام. وقد نال الفيلم جوائز دولية في كل من البرازيل وفنلندا تقديراً لقيمته الفنية والإنسانية.

ومع تبدّل المشهد السياسي في سوريا بعد سقوط نظام المجرم بشار الأسد، عاد عدد من الفنانين المعارضين إلى سوريا، ومن بينهم غنوم مؤخراً حاملاً معه تجربة غنية، وذاكرة بصرية مقاومة، ورؤية فنية لا تزال منحازة للناس وقضاياهم.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ