الغش ليس حلاً: تأثيره على تعلم الطالب ومساره الدراسي
الغش ليس حلاً: تأثيره على تعلم الطالب ومساره الدراسي
● أخبار سورية ٣١ ديسمبر ٢٠٢٥

الغش ليس حلاً: تأثيره على تعلم الطالب ومساره الدراسي

يلجأ بعض الطلاب في سوريا إلى تحقيق علامات جيدة في الامتحانات والمذاكرات عبر الغش، بدلاً من الاعتماد على الدراسة والجهد الشخصي كما يفترض. وتتعدد الأساليب المستخدمة في ذلك، من نقل الإجابات عن الزملاء مستغلين انشغال المعلم، إلى استخدام الأوراق المصغّرة، مروراً بالكتابة على المقاعد أو على اليد، وغيرها من الطرق الشائعة داخل قاعات الامتحان.

رغم أن الغش ممنوع في المدارس السورية، وأنه يفضي إلى تداعيات خطيرة على المدى القريب والبعيد — من الحرمان من الامتحان، وتهديد المستقبل التعليمي، إلى تعويد الطالب على الاتكالية وضعف الاعتماد على نفسه — إلا أن بعض الطلاب ما يزالون يلجأون إليه خلال مسيرتهم الدراسية.

تتعدد الأسباب التي تدفع الطلاب إلى الغش، بدءاً بالخوف من الرسوب والضغط المرتبط بالامتحانات. كما يساهم ضعف التحضير وقلة تنظيم الوقت في دفعهم إلى هذا السلوك، ولا سيما عندما يفتقر الطالب إلى الثقة بنفسه أو لا يتلقى التوجيه الكافي حول مخاطر الغش وعواقبه الأكاديمية والسلوكية.

كذلك يلعب الزملاء والأصدقاء دوراً مهماً، ولا سيما عندما يعتمد بعضهم أسلوب الغش بشكل متكرر، فينقلون هذا السلوك إلى غيرهم من الطلاب. ويزيد من ذلك غياب الوعي بأهمية النزاهة الأكاديمية، الأمر الذي يدفع بعض الطلاب إلى تبنّي هذه الممارسات غير النزيهة للحصول على علامات أعلى.

يروي الشاب أكرم الحسن تجربته قائلاً إنه اعتمد على الغش لتحقيق النجاح والوصول إلى الدراسة في كلية التربية (معلم صف)، ليكتشف لاحقاً أن بعض المقررات تفوق قدراته العلمية، فلم ينجح فيها. ومع تراكم المواد خلال السنة الأولى ثم الثانية، انتهى به الأمر إلى الرسوب والاستنفاد، ما اضطره في النهاية إلى ترك الجامعة.

ويؤكد أكرم أنه لو التحق منذ البداية بتخصص يتوافق مع معدله وقدراته الحقيقية وبنزاهة، لما وصل إلى هذه النتيجة، ولَما اضطر إلى تغيير مساره الدراسي والاتجاه إلى عمل آخر.


ويؤكد المعلم حسن البيوش، معلم الصف، أن على المعلم مسؤولية أساسية في توعية الطالب وتوجيهه، وذلك عبر الحديث معهم عن تأثير هذا السلوك على مستقبلهم الأكاديمي، مع التأكيد على أن الغش ليس حلاً، وأن الاعتماد على الجهد الشخصي هو الخيار الأفضل على المدى الطويل.

كما يشدد على ضرورة تعليم الطلاب مهارات الدراسة والمراجعة وتنظيم الوقت، وتشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم، إلى جانب تقديم المكافآت الرمزية وكلمات التشجيع. ويضيف البيوش أن من المهم التحدث بشكل متكرر مع الطلاب عن أهمية النزاهة الأكاديمية، بما يرسّخ هذه القيم لديهم على المدى البعيد.

برغم ما يحمله الغش من تداعيات قد تؤثر على مسار الطلاب الدراسي والمهني، فإن ممارسته ما تزال حاضرة في عدد من البيئات التعليمية، الأمر الذي يستدعي تعاون الأسرة والمدرسة لترسيخ قيم النزاهة والمسؤولية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ