الذكرى السنوية الأولى لتحرير "مدينة حماة" من دنس الأسد بعد عقود من القهر
الذكرى السنوية الأولى لتحرير "مدينة حماة" من دنس الأسد بعد عقود من القهر
● أخبار سورية ٥ ديسمبر ٢٠٢٥

الذكرى السنوية الأولى لتحرير "مدينة حماة" من دنس الأسد بعد عقود من القهر

في مثل هذا اليوم قبل عام، وتحديداً في تاريخ يوم الخميس 5 كانون الأول 2024، تمكن مقاتلو "إدارة العمليات العسكرية" التي قادت معركة "ردع العدوان" من تحرير كامل مدينة حماة، بعد معارك عنيفة خاضها المقاتلون في أحياء المدينة انطلاقاً من جهة الشرق، لتقابلها القوات المهاجمة من محوري زين العابدين وقمحانة والمحور الشمالي الغربي، لتكون مدينة حماة، حرة محررة من دنس النظام لأول مرة منذ عشرات السنين.

 وكانت بدأت مراحل التقدم ضمن أحياء (جبرين - الصواعق - المزراب - سوق الغنم - عين اللباد - الصناعة - القصور - دوار الجب - الجيش الشعبي - سجن حماة المركزي - الحميدية)، تلاها التقدم لجميع أنحاء المدينة وصولاً للمطار العسكري، في ظل معارك عنيفة ومستمرة بين الأحياء السكنية وسط وغربي المدينة.

ومدينة حماة، ذات ثقل سكاني كبير معارض للنظام منذ ثمانينيات القرن الماضي، وعانت المدينة طويلاً من بطش الأسد الأب حافظ والابن بشار، لتبصر في هذا التاريخ أولى مراحل التحرر والخروج عن سطوة الأسد لأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً.

وفي ذلك اليوم، قال "المقدم حسن عبد الغني" حطمنا الفرقة 25 التابعة للمجرم سهيل الحسن والتي أذاقت السوريين أنواع العذاب، ومن تبقى منها الآن هو عبارة عن فلول مبعثرة مشتتة"، وأضاف "حماة الفداء؛ دخلها حافظ الأسد بالدبابات وسلبها من أهلها، واليوم دخلناها بالدبابات ونعيدها لأهلها".

جاء ذلك بعد تحرير "جبل زين العابدين"، أعقد وأكبر وأعلى منطقة عسكرية استراتيجية وحصينة للنظام في عموم محافظة حماة، في ظل استمرار المعارك على محور بلدة "قمحانة" التي تعتبر خط الدفاع الرئيس لمدينة حماة، وسط معارك محتدمة على مشارف البلدة وضمن أحياء مدينة حماة، وذلك في أطار اليوم التاسع من عملية "ردع العدوان".

وكان جبل "زين العابدين" قلعة حصيلة للنظام، خضت فصائل الثورة العديد من المعارك على مشارف الجبل المنيع، وكانت هذه المرة الأولى التي ينجح فيها الثوار من تحرير كامل جبل زين العابدين الاستراتيجي الذي يقع شمال محافظة حماة وسط سوريا، ويبلغ ارتفاعه حوالي 620 متر، ويحوي على غرفة عمليات عسكرية ضخمة للنظام والميليشيات الإيرانية.

وجاءت المعركة باسم "ردع العدوان" كما أعلن عنها فجر يوم الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024، لتكسر كل القواعد، وتحقق تقداً كبيراً لقوى الثورة السورية موحدة جميعاً في عمل منظم على مستويات عالية عسكرياً وإعلامياً ومدنياً وميدانياً، فكانت ضربة موجعة وقاسمة للنظام وفتحت الطريق إلى حدود مدينة حلب بداية، وأفرحت قلوب المتعطشين للتحرير واستعادة المناطق المحتلة.

مجزرة حماة 1982.. تاريخ لن ينسى
مجزرة حمــاة حدثت في شهر فبراير/شباط 1982 في مدينة حماة السورية، واستمرت 27 يوما، نفذتها عدة فرق وألوية من الجيش السوري، وعلى رأسها قوات سرايا الدفاع، وأدت وفقا لبيانات حقوقية منها "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى مقتل ما بين 30 إلى 40 ألف مدني، إضافة إلى نحو 17 ألف مفقود، في وقت استطاعت الشبكة توثيق قرابة 3762 مختفٍ قسرياً، إضافة إلى بيانات لقرابة 7984 مدنياً تم قتلهم، إذ لم تحظ المجزرة بأي تغطية أو توثيق أو حتى تفاعل دولي حينها.

خلفت مجزرة حماة التي استمرت 27 يوما نحو 30 إلى 40 ألف قتيل مدني، وتوثق بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 7984 منهم، كما تم تقدير المفقودين بحوالي 17 ألف شخص. كما دمر القصف العديد من الأحياء في المدينة بنسبة متفاوتة، حيث سويت بالأرض بعض المناطق بشكل كامل مثل الكيلانية والعصيدة الشمالية، ولايمكن وصف هول المجزرة التي أغفلها الإعلام الرسمي والعربي والدولي، كما لم تحظ المجزرة التي كانت أبشع إبادة في تاريح سوريا القديم والمعاصر بأي موقف دولي.

حماة وثورة 2011 ضد الأسد الابن
عاشت مدينة حماة مابين عامي 1982 و 2011 واقعاً مظلماً ومنع أبنائها المهجرين خارج سوريا من العودة، في حين حرم ذويهم وأقربائهم من الوظائف وبقيت المدينة تعاني الجور والتضييق من أجهزة النظام الأمنية، لتنتفض حماة عن بكرة أبيها وتلعب دورًا محوريًا في الثورة السورية عام 2011، حيث كانت واحدة من أبرز المدن التي شهدت مظاهرات ضخمة ضد بشار الأسد.

في بداية الثورة عام 2011، كانت حماة من أوائل المدن التي انطلقت فيها المظاهرات الشعبية ضد  نظام الأسد، وشهدت ساحاتها حماة حشودًا ضخمة من المواطنين الذين انتفضوا لإسقاط النظام، وتميزت بأهازيج تظاهراتها التي أزعجت النظام وسعى للانتقام من أهاليها.

رد فعل النظام وإعادة القمع
حاول النظام البائد قمع المظاهرات الشعبية في حماة بعنف، حيث تم استخدام القوة المفرطة في مواجهة الاحتجاجات، ورغم الحملة الأمنية العنيفة، استمرت المظاهرات في حماة ورفض السكان التراجع عن مطالبهم، قبل أن تواجه المدينة حملات أمنية وعسكرية، أفضت لخروج الثوار منها وخضعت لسيطرة النظام من جديد.

أهمية حماة في الحراك الثوري
كانت حماة رمزًا للثورة ضد الاستبداد، حيث حملت المدينة إرثًا طويلًا من مقاومة الظلم، وقد عبر سكانها عن رفضهم لحكم الأسد، والشعار الشهير "إسقاط النظام" كان يتردد في شوارع حماة، مما جعلها في مرمى استهداف القوات النظامية، وقدمت حماة مثالاً على التنوع في الحراك الثوري السوري، حيث شملت المظاهرات مختلف الفئات الاجتماعية والسياسية، لتكون أحد معاقل الثورة السورية في عام 2011، وكان لها دور كبير في تحفيز الحركة الشعبية ضد النظام، مما جعلها هدفًا رئيسيًا للقمع العسكري، لكن أيضًا جعلها رمزًا للثوار في صراعهم من أجل الحرية والعدالة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ