تقرير توثيقي لـ "مجموعة العمل" يكشف تداعيات الحرب على مخيّم الرّمَدَان للاجئين
سلط تقرير لـ "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، في تقريرها الميداني التوثيقي الذي أصدرته يوم 9 تشرين الثاني/ أكتوبر 2023 تحت عنوان "مخيّم الرّمَدَان فلسطينيون.. على أطراف البادية السورية"، الضوء على أبرز الأحداث التي تعرض لها مخيّم الرّمَدَان بريف دمشق منذ آذار مارس 2011 ولغاية نهاية شهر تشرين الأول / أكتوبر 2023.
ذكر التقرير الذي يقع في (45) صفحة من القطع المتوسط أن مخيّم الرّمَدَان يعدّ من المخيمات الهادئة نسبياً خلال أحداث الحرب في سوريا، وبقي آمناً بشكل عام لم ينخرط في الصراع، إلا أن تواجد القطع العسكرية التابعة للجيش السوري منها الفوج ١٦ ومطار الضمير العسكري ومحطة تشرين الحرارية جعل المنطقة ساحة عمليات وبؤرة توتر بين الجيش السوري ومجموعات المعارضة المسلحة وتنظيم داعش.
ولفت التقرير إلى أنه خلال الأحداث تعرض مخيّم الرّمَدَان لسقوط عدد من القذائف الصاروخية ولحصار جزئي، وعانى سكانه أشد معاناة -منذ تأسيسه- بين عامي 2012 و2016، ووثق عدد من الضحايا من أبنائه في مناطق أخرى، واستقبل آلاف النازحين من المناطق المجاورة.
وأوضح أنه خلال الأعوام الأولى من الحراك الشعبي بسوريا تعرضت المناطق المجاورة للمخيم ومناطق أخرى بريف دمشق لقصف عنيف من قبل السلطات السورية، سقط على إثرها العشرات من الضحايا، مما دفع بنزوح الآلاف إلى المناطق الأكثر أمناً، ونال مخيّم الرّمَدَان نصيباً كبيراً باستقبال النازحين.
واستقبل المخيم أكثر من عدد سكانه بسبعة أضعاف غالبيتهم من مدينة الضمير ومن مخيمات فلسطينية أخرى، واستقبل الرّمَدَان أكثر من 200 عائلة من مخيم اليرموك، ولم يبق منزل في المخيّم إلا استقبل نازحين والأهالي يتسابقون لإيواء المهجرين، ومنهم من استقبل عائلتين أو ثلاث عائلات من النازحين وبعض أهالي المخيم استقبل 6 عائلات، وتقاسم الأهالي مع النازحين أرزاقهم وأكلهم وشربهم.
وشدد التقرير على أن قوات الأسد صبت جام غضبها على مخيّم الرّمَدَان بعد اللقاء الذي جمع وفد من وجهاء المخيم مع الضابط المسؤول عن الثكنة العسكرية المجاورة له، والذي طلب منهم تزويدهم بالسلاح لمواجهة كتائب "الجيش الحر" المتواجدة في المنطقة، وعندما رفضوا القيام بذلك أصبح المخيم موضع استهداف.
وذكر التقرير أن تعرض المخيّم لحصار جزئي من قبل الجيش السوري بسبب توتر المنطقة أمنياً وعسكرياً، وعاش الأهالي أوضاعاً اقتصادية صعبة، حيث قطعت الطرق بين المخيّم ومحيطه بعد عمليات هجومية نفذّها تنظيم داعش على الفوج ١٦ وقطع طريق أوتوستراد دمشق بغداد من عند التحويلة وإغلاق الطريق الدولي.
كما توقفت الخدمات في مخيّم الرّمَدَان وعانى الناس خلال الأحداث من انقطاع الكهرباء وقلة المياه والأدوية والمحروقات وغلاء في الأسعار، وشكل متطوعون من أهالي المخيّم خلال فترة الحصار الجزئي ورش عمل لصيانة الكهرباء وتنظيف شبكة الصرف الصحي وقاموا بالعديد من الخدمات، وأرسلت حركة فتح مساعدات عينية وزعت على جميع أهالي المخيم، في حين تجاهلت الفصائل الفلسطينية ووكالة الأونروا معاناة الأهالي.
وأضافت مجموعة العمل في تقريرها التوثيقي أن التوتر الأمني بقي سائداً في المنطقة وعانى الأهالي من عدم الاستقرار والأمن في مخيّم الرّمَدَان، وواجهوا أزمات معيشية خانقة أهمها انتشار البطالة وعدم توفر المواد الغذائية والأدوية والمحروقات وغلاء في الأسعار حتى عام 2016، إثر اتفاق القوات الحكومية مع تنظيم داعش، والذي قضى بانسحاب الأخير من مناطق سيطرته في الضمير إلى البادية، الأمر الذي أدى إلى خفض حدّة العمليات العسكرية مع استمرار أعمال قصف القوات السورية للمعارضة في الضمير.
وطبقاً للتقرير فإن بلدة الضمير والمنطقة المحيطة بها اعتبرت بعد انخفاض العمليات العسكرية منطقة "مصالحة" بحسب تسمية السلطات السورية على المناطق التي توصلت فيها إلى اتفاقات مع الفصائل، وتقضي هذه الاتفاقات ببقاء المقاتلين المعارضين في تلك المناطق مع توقف الأعمال القتالية، مقابل سماح قوات النظام بدخول المساعدات والبضائع اليها، وهو ما انعكس إيجاباً على أهالي مخيم الرمدان، وتوقف التوتر واستقر الوضع الأمني الذي فرضته القوات السورية في المنطقة بعد تهجير مقاتلي المعارضة السورية وعائلاتهم من القلمون والضمير إلى الشمال السوري في الشهر الرابع من عام 2018.