تحذير من انقراض الأبقار.. النظام يحتفي بتأسيس أول "جمعية غنمية" في سوريا
أعلنت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد عن تأسيس اول جمعية غنمية في سوريا، وذلك في ريف محافظة حماة، وفقا لما نشرته إحدى صفحات "حزب البعث" لدى نظام الأسد.
وقالت مصادر إعلامية لدى النظام إن تأسيس الجمعية جاء بعد توقف لأكثر من 8 سنوات، وحددت موقعها في موقع بغيديد التابعة لناحية السعن بريف سلمية الشمالي الشرقي، وسط سوريا.
وذكرت أن التأسيس تم بحضور عدد من مسؤولي النظام بينهم قادة في حزب البعث، وجاء ذلك تزامنا مع تحذير من انقراض الأبقار وتراجع التربية 40 بالمئة، وقدرت مصادر أن مشتقات الحليب في خطر.
وفي جولة في الأسواق تبين أن أسعار مشتقات الحليب تخط أرقاماً غير مسبوقة إذ وصلت إلى 5 أضعاف عن أشهر قليلة ومنها اللبن، إذ كان يباع الكيلو بـ1500 ليرة وحالياً يتجاوز 7500 ليرة.
وكيلو حليب البقر يباع بـ6 آلاف ليرة، في حين أن اللبنة تصل اليوم إلى 45 ألف ليرة للكيلو، أما الجبنة المشللة فتناطح الـ68 ألف ليرة للكيلو الواحد، مع الإشارة إلى تفاوت طفيف في الأسعار بين محل وآخر.
وذكر عدد من أصحاب محال تجارية أن غلاء هذه المواد يعود للمصدر، ويؤكد عدد من موزعي مواد مشتقات الألبان والأجبان أن بعض المربين قرروا ترك المهنة بسبب ارتفاع الأعلاف بشكل كبير، وبالتالي تراجع المبيع لتراجع القدرة الشرائية للمواطنين في هذه الظروف.
وصرح رئيس فرع اتحاد الفلاحين في اللاذقية أديب محفوض أن تربية الثروة الحيوانية (أبقار) باتت في خطر وتتجه نحو الانقراض في المحافظة، مع ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج بشكل كبير جداً خلال الفترة الماضية وخاصة فيما يتعلق بسعر الأعلاف.
وقال إن إجمالي عدد رؤوس الأبقار التي تتم تربيتها على مستوى محافظة اللاذقية يصل إلى 30 ألف رأس من البقر، وهناك تراجع كبير في التربية بنسبة تفوق 40 بالمئة مؤخراً ما يؤثر في أسعار المواد المنتجة منها ويؤدي إلى ارتفاعها في السوق.
وأضاف أن غلاء مستلزمات الإنتاج وخاصة العلف والأدوية البيطرية، بات يكلف المربين أعباء مادية كبيرة، مبيناً أن سعر كيس الكسبة زنة 50 كيلو لدى القطاع الخاص يتراوح بين 250 – 260 ألف ليرة، وهو غير كاف للبقرة الحلوب سوى 3 – 4 أيام، إذ يتطلب غذاؤها نحو 10- 12 كيلو غراماً علفاً في اليوم الواحد.
وقدر أن مخصصات الرأس لدى القطاع العام لا تتجاوز 100 كيلو كل 3 أشهر وفق الدورة العلفية ويحسب الكيس بسعر 100 ألف ليرة ولكنه لا يغطي احتياجات البقرة الحلوب ما يضطر المربين لشراء العلف من القطاع الخاص.
وتابع أن هناك مربين يبيعون بعضاً من رؤوس الأبقار من مزارعهم ليتمكنوا من شراء العلف وإطعام باقي القطيع واستمرار عملهم ومصدر رزقهم، ما يهدد الثروة الحيوانية وبالتالي يهدد توفر مشتقات الحليب في السوق بشكل عام، إذ لا يستطيع الفلاح أو المربي زراعة العلف بأرضه والاستغناء عن العلف المدعوم كما تطالب بعض الجهات بأن يعتمد الفلاح على ذاته فهو أمر غير قابل للتحقق.
هذا وقدر الخبير الزراعي المقرب من نظام الأسد "عبد الرحمن قرنفلة"، فقدان حوالي 40-50% من قطاع الأبقار منذ 2011، مشيرا إلى تدهور إنتاج الحليب ما خلق فجوة بعدد الأبقار ومنتجاتها في الأسواق، علما أن الأبقار تساهم بحوالي 30% من إجمالي ناتج الثروة الحيوانية والناتج الزراعي.
وحذّر الخبير الزراعي الموالي للنظام "أكرم عفيف"، من انهيار قطاع تربية الأبقار، متحدثاً عن مقترح لمشروع استثماري من شأنه أن ينقذ القطاع، وجاء ذلك مع تدهور كبير لقطاع الزراعة السورية والثروة الحيوانية.