طالب المكتب الاقتصادي في هيئة تحرير الشام، الثائر "أحمد العيسى" أبو شامل من أبناء بلدة كفرسجنة بريف محافظة إدلب الجنوبي بإخلاء منزله على أنه مصادر للاقتصادية بحجة أن المنزل لأخيه القابع في مناطق سيطرة النظام، وأثارت القضية ردود فعل كبيرة في أوساط النشطاء ومواقع التواصل الاجتماعي.

أحمد العيسى المعروف باسم "أبو شامل" من بلدة كفرسجنة بإدلب خرج مجاهداً إلى العراق عام 2013 وقاتل القوات الأمريكية قبل اعتقاله وسجنه لمدة عامين، كان من أول الثائرين ضد نظام الأسد في العاصمة دمشق، ثم التحق بركب الثوار في محافظته إدلب، عمل مع أحرار الشام ولفترة مع جبهة فتح الشام ومن ثم عاد للعمل مع أحرار الشام، التزم الحياد إبان الاقتتال الذي حصل بين هيئة تحرير الشام وأحرار الشام في تموز الماضي.

يروي أبو شامل قصة منزله في تسجيل صوتي حصلت "شام" على نسخة منه أن المنزل لأحد إخوته العامل في منطقة النظام، وأن بينهما حسابات مادية قديمة اتفق مع أخيه أن يأخذ المنزل مقابل مستحقاته وتم له الأمر وجلس فيه مع عائلته وأولاده وأمه التي انتابتها جلطة قلبية.

لم يتعرض له أي من فصائل الجيش السوري الحر إبان سيطرتها على الريف الجنوبي لإدلب لحين سيطرة هيئة تحرير الشام حيث طالبه المكتب الاقتصادي في شهر رمضان الماضي بضرورة إخلاء المنزل وقام ببخ كلمة مصادر على المنزل، ثم أعلمه قبل عيد الفطر بثلاث أيام بضرورة إخلاء المنزل من قبل شخص يدعى "أبو الهدى" يعمل مع ثائر أبو أحمد مسؤول الاقتصادية بالهيئة قاطع حماة.

اعترض أبو شامل حينها على القرار ولمعرفته بقيادات الهيئة قام بالتواصل مع العديد من الشخصيات القيادية في هيئة تحرير الشام منهم أبو جابر الشيخ والجولاني وأبو ماريا القحطاني الذي تدخل وحل الإشكال وأخذ وعداً أن الأمر انتهى.

وقبل أيام عدة عاد المكتب الاقتصادي وأبلغ "أبو شامل" بضرورة إخلاء منزله من جديد وأنه مصادر لصالح الهيئة، وعندما لم يجد رداً من أي أحد لحل القضية قام بإفراغ أغراضه من المنزل ووضعها في الشارع وأرسل لثائر أبو أحمد بالتوجه لاستلام المنزل قائلاً " تفضل أنت وهيئة تحرير الشام وخذوا الحاضنة الشعبية وسأخاصمكم عند الله".

مصادر مقربة من القيادي أبو شامل أكدت لـ "شام" أن أبو شامل هو من حل الخلاف بين هيئة تحرير الشام وأحرار الشام في قاطعي البادية إبان الخلاف بينهما وقام بالتدخل وفض النزاع، إضافة لمساهمته في العديد من الخلافات وحلها نظراً لما يتمتع به من مكانه لدى الطرفين سابقاً.

قضية أبو شامل ليست الأولى في البلدة فقد سبق أن قام المكتب الاقتصادي التابعة لهيئة تحرير الشام بمصادرة العديد من المنازل لمدنيين بحجج متعدد منها أن أصحابها في مناطق النظام أو أن المنازل تتبع لعناصر من فصائل الجيش السوري الحر الملاحقين أمنياً، يضاف لذلك ألاف المنازل بل والقرى والبلدات التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام في ريف جسر الشغور وجبل السماق بحجة أنها لعائلات مسيحية أو علوية خرج منها أهلها وقامت بمصادرتها لصالحا إما لعائلات عناصرها أو لتأجيرها لصالح الهيئة.