تدمر تنهض من الركام: "نيويورك تايمز" ترصد آثار الحرب على المدينة الأثرية وآمال السوريين 
تدمر تنهض من الركام: "نيويورك تايمز" ترصد آثار الحرب على المدينة الأثرية وآمال السوريين 
● أخبار سورية ٢٣ أبريل ٢٠٢٥

تدمر تنهض من الركام: "نيويورك تايمز" ترصد آثار الحرب على المدينة الأثرية وآمال السوريين 

رصد تقرير موسع أعدّه مدير مكتب صحيفة "نيويورك تايمز" في الشرق الأوسط، بن هوبارد، مشاهد الدمار والرماد في مدينة تدمر الأثرية وسط سوريا، التي استعادت بعضاً من نبضها بعد انتهاء الحرب وسقوط نظام بشار الأسد، معتبراً أنها تمثل إحدى أعظم الكنوز التاريخية التي لا تزال شاهدة على حضارات العالم القديم.

وخلال زيارة نظّمها وفد إعلامي دولي، لاحظ هوبارد أن أعمدة تدمر الشاهقة لا تزال تقف بشموخ رغم تعاقب الغزاة، حيث تصطف على الجادة الرئيسية للمدينة القديمة، التي كانت تربط بين معابدها وأسواقها ومسرحها الروماني، بينما تتيح القلعة المرتفعة مناظر بانورامية على أطلال المدينة المنكوبة.

وأشار التقرير إلى أن الدمار بات جلياً عند الاقتراب من المدينة، حيث سقطت أقواسها بفعل القصف، وطمست التماثيل على يد تنظيم "داعش"، وتحوّلت المعابد إلى أنقاض. ومع ذلك، توافد الزوار من السوريين والسياح لمعاينة الموقع الذي صمد لعقود، رغم أن الحرب مزّقت أركانه.

واستعرض هوبارد في تقريره مراحل الخراب الذي حلّ بتدمر خلال الحرب السورية، بدءاً من عام 2011 حين تحوّلت إلى ساحة معارك بين فصائل متعددة، مروراً بسيطرة تنظيم "داعش" عام 2015 الذي عمد إلى تدمير معالمها الأثرية بحجة مخالفتها لعقيدته، حيث فجّر معبد "بعل شمين" ولم يبقَ منه سوى بعض الركائز الحجرية المنقوشة.

ولفت التقرير إلى أن فندق "ديدمان تدمر"، الذي احتله لواء "فاطميون" التابع لإيران، بات شبه مدمر، وقد خلت جدرانه من الشعارات الطائفية التي خطّها المقاتلون. وتُظهر الصور المتداولة أن الغارات الجوية دمرت الفندق بالكامل، فيما تناثرت حوله بقايا شاحنات مدمرة.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور عمرو العظم، أستاذ التاريخ والأنثروبولوجيا في جامعة "شاوني ستيت" بولاية أوهايو، ومسؤول الآثار السوري السابق، أن إعادة إعمار تدمر تتطلب إمكانات لا تملكها السلطات الحالية، لكنها لا تفقد قيمتها التاريخية الاستثنائية، مؤكداً أن الموقع الأثري لا يزال يمثل أحد رموز الحضارة العالمية، رغم الخراب الذي طالها.

وأوضح التقرير أن تدمر، التي أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي عام 1980، لا تزال تحتفظ بسحرها التاريخي رغم الجراح، وقد كانت في السابق مركزاً حضارياً على طريق الحرير، وحكمتها الملكة زنوبيا قبل أن تسقط تحت سيطرة الإمبراطور الروماني أورليان في القرن الثالث الميلادي.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن زيارة تدمر اليوم تحمل في طياتها تأملاً مزدوجاً: استذكاراً لمجد تليد، وتأملاً في كيفية بناء مستقبل جديد لوطن أنهكته الحرب وأحرقته معاول الطغاة، لكن روحه ما تزال تنبض بين أعمدة التاريخ.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ