ثاني زيارة خلال شهر: قرابة 600 رجل دين درزي يشاركون في طقوس دينية في إسرائيـ ـل
ثاني زيارة خلال شهر: قرابة 600 رجل دين درزي يشاركون في طقوس دينية في إسرائيـ ـل
● أخبار سورية ٢٥ أبريل ٢٠٢٥

ثاني زيارة خلال شهر: 600 رجل دين درزي يشاركون في طقوس دينية في إسرائيـ ـل

توجّه ما يقارب 600 رجل دين درزي من سوريا، اليوم الجمعة، إلى إسرائيل للمشاركة في إحياء المناسبة الدينية السنوية لزيارة مقام النبي شعيب في منطقة الجليل، في خطوة تُعد الثانية من نوعها خلال أقل من شهر، وتعكس اتجاهاً متزايداً نحو إعادة إحياء تقليد روحي ظلّ محظوراً لعقود.

ووفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية، فإن المشاركة تأتي ضمن طقس ديني يعود تاريخه إلى عام 1884، دأب خلاله دروز سوريا ولبنان والأردن وفلسطين على زيارة المقام في الفترة الممتدة بين 22 و25 نيسان/أبريل من كل عام، قبل أن تُعيق نكبة عام 1948 والاضطرابات السياسية لاحقاً هذا التواصل الروحي المنتظم.

وبحسب أبو يزن، مختار بلدة حضر الواقعة في ريف القنيطرة الشمالي، فإن "400 رجل دين من حضر ومدينة جرمانا بريف دمشق انطلقوا نحو إسرائيل، بعد رفع الجانب الإسرائيلي أسماءهم وموافقتها على دخولهم"، موضحاً أن الوفد نُقل عبر نقطة حدودية مستحدثة شمال البلدة بإشراف السلطات الإسرائيلية.

من محافظة السويداء، التحق أكثر من 150 رجل دين بالوفد، ليشكّل المشاركون ما مجموعه نحو 680 رجل دين، في أكبر بعثة دينية من نوعها منذ سنوات، وفق ما أفادت مصادر خاصة لموقع "السويداء 24". وأضافت المصادر أن عملية التنسيق جرت بين هيئات دينية درزية من الجانبين السوري والإسرائيلي، وسط ما وُصف بـ"الصمت الرسمي السوري" الذي فُسّر كموافقة ضمنية، مقابل موافقة إسرائيلية رسمية على دخول الوفد.

وأكد مختار حضر أن الوفد طلب البقاء لمدة أسبوع لزيارة المقام والتواصل مع أبناء الطائفة داخل إسرائيل، إلا أن السلطات الإسرائيلية وافقت فقط على الإقامة لليلة واحدة وتحت إشرافها، مشدداً على أن الزيارة "دينية بحتة، ولا تحمل أي دلالات سياسية".

وتُعد هذه المناسبة الدينية تقليداً سنوياً لطائفة الموحدين الدروز، حيث تُقام طقوس وصلوات روحية في مقام النبي شعيب، في أجواء تُجسّد وحدة الهوية الدينية للطائفة عبر الحدود، رغم التحولات الجيوسياسية العميقة التي شهدتها المنطقة منذ منتصف القرن العشرين.

وكان وفد ديني أصغر، ضمّ نحو 60 رجل دين من بلدة حضر، قد أجرى زيارة مماثلة الشهر الماضي ضمن ما عُرف باسم "الزيارة الحضَرية"، ما يُشير إلى عودة تدريجية لهذا التقليد وسط انفتاح نسبي في بعض الملفات الدينية.

وبحسب ما أفادت به مصادر خاصة لموقع "السويداء 24"، فإن الوفد يضمّ نحو 680 رجل دين، من بينهم ما يقارب 150 من محافظة السويداء، إضافة إلى المئات من قرى جبل الشيخ وريف دمشق، في أكبر مشاركة سورية من نوعها منذ سنوات.

وأوضحت المصادر أن الترتيبات للزيارة جرت عبر تنسيق مباشر بين هيئات دينية درزية في سوريا ونظيراتها في إسرائيل، حيث رفعت الأخيرة أسماء الزائرين إلى السلطات الإسرائيلية التي منحت الموافقة الرسمية على دخول الوفد والمشاركة في الفعالية الدينية.

وفي الجانب السوري، أكدت مصادر حكومية أن الهيئات الدينية أبلغت السلطات السورية بنيّة تنظيم الزيارة منذ نحو أسبوع، دون أن يصدر أي موقف رسمي بالرفض أو القبول، ما اعتُبر من قبل المتابعين "موافقة ضمنية" على السماح بالزيارة.

وتُحيي الطائفة الدرزية في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، سنوياً، ذكرى زيارة مقام النبي شعيب في الجليل، بين 22 و25 نيسان، في طقوس دينية وتراثية توارثتها الأجيال منذ عام 1884. لكن الظروف السياسية التي أعقبت نكبة 1948 حالت دون مشاركة دروز سوريا ولبنان لعقود طويلة.

ويُعد هذا الحدث مناسبة دينية جامعة لأبناء الطائفة، حيث يتوافد رجال الدين والمشاركون لإقامة الصلوات والأنشطة الروحية، في مشهد يُجسد وحدة الهوية والروابط الروحية للطائفة عبر حدود الدول.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الوفد السوري حصل على موافقة رسمية تسمح له بالمبيت في المنطقة طيلة فترة إحياء المناسبة، قبل أن يعود إلى سوريا بعد اختتام الطقوس والفعاليات.

وتأتي هذه الزيارة بعد نحو شهر من زيارة دينية مشابهة عُرفت باسم "الزيارة الحَضَرية"، شارك فيها وفد يضم حوالي 60 رجل دين من بلدة حضر في جبل الشيخ، ما يعكس توجهاً جديداً نحو إعادة وصل الروابط الروحية بين دروز سوريا وباقي أبناء الطائفة في الأراضي المحتلة، في ظل انفتاح نسبي في بعض الملفات ذات البعد الديني والاجتماعي.

وتبقى هذه الخطوة محاطة بتساؤلات حول تداعياتها السياسية والاجتماعية، خاصة في ظل صمت رسمي من الجانب السوري، وموافقة معلنة من الجانب الإسرائيلي، ما يفتح المجال لتحليلات متباينة حول مستقبل العلاقة بين مكونات دينية سورية والفضاء الديني الفلسطيني ضمن حدود عام 1948.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ