
"ارفع راسك فوق أنت سوري حر".. نقابة الفنانين تُكرم الفنان "أحمد القسيم" بعضوية الشرف
في خطوة تقديرية لمواقفه النبيلة مع ثورة الشعب السوري، منحت نقابة الفنانين السوريين الفنان أحمد القسيم عضوية النقابة بمرتبة الشرف، عرفاناً بدوره الفني والإنساني، واختياره الوقوف إلى جانب الحرية في مواجهة الاستبداد، خلافاً لمن فضّلوا الصمت أو مهادنة السلطة طلباً للامتيازات.
شكر رسمي من النقابة
وأصدر نقيب الفنانين السوريين مازن الناطور، يوم الخميس 24 نيسان 2025، قراراً رسمياً جاء فيه: "بناءً على أحكام القانون رقم 40 لعام 2019، وعلى النظام الداخلي لنقابة الفنانين، واستناداً لقرار مجلس النقابة في جلسته الاستثنائية، تقرر منح الفنان السوري أحمد القسيم عضوية النقابة بمرتبة الشرف، تقديراً لمسيرته الفنية وموقفه الوطني النبيل من قضايا شعبه ووطنه".
يأتي هذا القرار استكمالاً لسلسلة من الخطوات التي اتخذتها النقابة مؤخراً تكريماً للفنانين الذين دعموا الثورة السورية بصدق وإخلاص، بعد سنوات من المعاناة والنفي القسري. وكانت النقابة قد منحت عضوية الشرف سابقاً لكل من أصالة نصري، فضل شاكر، ومالك الجندلي.
في المقابل، شطبت النقابة عضوية الممثلة سلاف فواخرجي بسبب تمسكها بمواقفها الموالية للأسد وإنكارها الجرائم المرتكبة بحق السوريين، دون تقديم أي اعتذار حتى بعد سقوط النظام.
أحمد القسيم.. صوت الثورة وساحات الحرية
لم يخشَ الفنان أحمد القسيم عواقب الانحياز للثورة، وأعلن دعمه الصريح لمطالب الشعب بالحرية والكرامة منذ اللحظات الأولى. اختار أن يكون صوتاً للميادين وليس أداة للتملق، مفضلاً الخسارة الفنية على خسارة ضميره.
تميز القسيم بأداء الأغنية الحورانية التراثية، وساهم بشكل كبير في حفظ الثقافة الشعبية للجنوب السوري، مقدماً عشرات الأعمال التي حملت هموم الناس وطموحاتهم. ومن أبرز أغانيه الثورية الخالدة أغنية "ارفع راسك فوق أنت سوري حر"، التي تحولت إلى نشيد حماسي ردده السوريون في الساحات وصدحت به حناجر الأحرار من ليبيا إلى اليمن، في رمزية عربية جمعت الثائرين على الظلم والاستبداد.
من هو أحمد القسيم ..؟
ولد الفنان السوري أحمد القسيم، المعروف أيضًا بلقب "فنان التراث الحوراني"، في الثالث من يناير/كانون الثاني عام 1983، في مدينة الحراك بمحافظة درعا جنوب سوريا. نشأ في بيئة محبّة للفن الشعبي، ورافق والده منذ صغره في الحفلات والمناسبات الشعبية، مما زرع فيه حب الغناء والفلكلور الحوراني الأصيل.
مع نهاية تسعينيات القرن الماضي، بدأ القسيم مشواره الفني بشكل فعلي، حيث كان يغني في الأعراس والمناسبات المحلية. وفي عام 1998، سجّل أول شريط غنائي له، ليبدأ بعدها مشواره الاحترافي، بالتعاون مع شركة "ميوزيك بوكس إنترناشيونال"، التي أسهمت في نشر أعماله على نطاق واسع، لاسيما في دول عربية مثل الأردن، والإمارات، وقطر.
تميّز أحمد القسيم بوفائه للتراث السوري، حيث ارتبط اسمه بالأغنية الحورانية، وعُرف بصوته الأصيل وأسلوبه الشعبي القريب من الناس. من أبرز أغانيه: "ارفع راسك فوق أنت سوري حر"، التي أصبحت نشيداً شعبياً للثورة السورية، إلى جانب أعمال مثل "نسوم الشوق"، و"غزلان حوران"، و"زهرة الصبح الندي".
وبسبب مواقفه المناصرة للثورة السورية، اضطر القسيم إلى مغادرة بلده عام 2011، ليستقر في مدينة إربد الأردنية، حيث واصل دعمه للشعب السوري من خلال فنه. ورغم سنوات الغربة الطويلة، بقي صوته حاضراً في وجدان السوريين.
في عام 2025، وبعد استعادة سوريا لحريتها، عاد أحمد القسيم إلى وطنه، وسط استقبال شعبي واسع من أبناء حوران، الذين اعتبروه رمزاً فنياً مناضلاً لم يبدّل مواقفه رغم كل الظروف، على الصعيد الشخصي، القسيم متزوج وأبٌ لخمسة أبناء. يُعرف بين محبيه بتواضعه وأخلاقه العالية، ويُعد من الشخصيات المحبوبة والراسخة في وجدان المجتمع السوري.