التخفي وراء أسماء جديدة.. تكتيك لم يعد ينفع "بي كي كي"
"بي كي كي"، "كي جي كي"، "كونغرا- غيل"، "واي بي جي"، "بيجاك"، "تاك"..
وهناك أيضًا أسماء لا تحضرني الآن، علاوة على الأجنحة السياسية لهذه التنظيمات؛ حزب الشعوب الديمقراطي، حزب الاتحاد الديمقراطي، إلخ..
لا أدري إن كان هناك على سطح الأرض تنظيم آخر يغير اسمه بهذه السرعة وفقًا للزمان والمكان الذي يوجد فيه.
نعلم أن بعض الشركات تلجأ من حين لآخر إلى تغيير اسمها سعيًا للتهرب من الديون أو الضرائب. يمكننا أن نتفهم ذلك، لكن ما المكسب الذي يحققه التنظيم من هذا التكتيك؟
ألا يضر تغيير الاسم المستمر بشهرة التنظيم؟
***
أولًا، الهدف الرئيسي من تغيير الاسم هو التأثير على الرأي العام والحكومات في الخارج.
لكون حزب العمال الكردستاني ليس نتاج "عقل محلي"، فإن صورته لدى المجتمع الدولي موضع اهتمام، على عكس التنظيمات الأخرى.
إذا توجب قتل مدنيين، يمكن القول إن حزب العمال لم يفعل، وإنما مجموعة منه تتحرك بشكل مستقل اسمها "تاك"، من أجل تجنب ردود أفعال من يظنون أن حزب العمال "تنظيم ماركسي تحرري وطني".
أما كلفة هذا التكتيك داخل التنظيم فتكاد تكون معدومة.. لأنه يسوغ تغيير الاسم هذا بأنه "أهداف مرحلية".. ويوجه لحاضنته الشعبية رسالة تقول "نحن مفعمون بالحيوية، نتطور، نتحول من تنظيم إلى حزب، نكبر"..
عندما أعلنت تركيا أن هدفها التالي سيكون منطقة سنجار، أصدر حزب العمال الكردستاني بيانًا على عجل قال فيه إنه يغادر المنطقة.
ماذا دهاه؟ لماذا يغادر معقله الجديد؟ لماذا يترك ما أسماه "ساحات الدفاع"؟
الخطة مكشوفة، الحزب يعد أرضية للرسالة التي سيوجهها للعالم عندما يدخل الجيش التركي إلى سنجار.
"لا يوجد في المدينة سوى المدنيين. تركيا تقصفهم".
لكن كما قال أبرهام لينكولن "يمكنك أن تخدع بعض الناس دائمًا، ويمكنك أن تخدع كل الناس أحيانًا، لكن لا يمكنك أن تخدع الجميع دائمًا".
يطبق حزب العمال الكردستاني هذا التكتيك منذ سنين طويلة. وقف بوجه تركيا في عفرين على أنه وحدات حماية الشعب، فمن انخدع بحيلته هذه؟
حتى الولايات المتحدة، التي توجهه في الخفاء، رأت أن هذا التكتبك لم يعد قادرًا على خداع العالم، ولم تقف إلى جانبه في عفرين؟
ولن تكون عاقبته في سنجار ومنبج مختلفة عن ذلك.