تقارير تقارير ميدانية تقارير اقتصادية تقارير خاصة
١٧ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | 17 نيسان 2025

شهدت الليرة السورية خلال إغلاق الأسبوع اليوم الخميس، تغيرات جديدة في قيمتها أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الرئيسية، وفقا لما رصدته شبكة شام الإخبارية نقلا عن مواقع اقتصادية.

وسجلت الليرة السورية اليوم مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 11200، وسعر 11300 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 12731 للشراء، 12850 للمبيع.

ووصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 11200 للشراء، و 11300 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 12731 للشراء و 12850 للمبيع.

ووصل في محافظة إدلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 11200 للشراء، و 11300 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 12732 للشراء و 12850 للمبيع.

وأعلنت الحكومة السورية عن نيتها الانتقال إلى نموذج اقتصاد السوق الحر، متخلية عن النظام المركزي السابق وتهدف هذه الخطوة إلى جذب الاستثمارات، خاصة في مجالات إعادة الإعمار، حيث تُقدّر تكلفة الأضرار بمئات المليارات من الدولارات وقد رحب رجال الأعمال بهذا التوجه، معتبرين إياه فرصة لتعزيز النمو الاقتصادي.

أوضح وزير الاقتصاد السوري، باسل عبد الحنان، أن الحكومة تسعى لتثبيت سعر صرف الليرة السورية كخطوة أولى نحو استقرار الأسواق. وأكد أن تعزيز الإنتاج والتصدير سيسهم في إدخال عملات صعبة وزيادة الاحتياطي النقدي، مما يعزز قيمة الليرة على المدى الطويل.​

وتعمل الحكومة على إعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة، بما في ذلك مطار دمشق الدولي، الذي من المتوقع إعادة افتتاحه قريبًا أمام الملاحة الدولية. كما تُبذل جهود لإصلاح شبكات الكهرباء والمياه، بهدف تهيئة البيئة المناسبة للاستثمار .​

رغم هذه الجهود، لا تزال سوريا تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، منها التضخم المرتفع والفقر المدقع. تُشير التقارير إلى أن أكثر من ربع السكان يعيشون في فقر شديد، مع تضرر القطاعات الأساسية مثل الزراعة والصناعة نتيجة الصراعات المستمرة والعقوبات الاقتصادية.

وقدم أستاذ الاقتصاد بجامعة دمشق، "عابد فضلية"، تصورًا لتغيير العملة السورية عبر مرحلتين، تشمل طباعة أوراق نقدية جديدة وسحب أوراق حالية من التداول، مؤكدًا رفضه لفكرة حذف الأصفار، لما لذلك من آثار سلبية قد تؤدي إلى مزيد من الانهيار المالي.

وحذر الدكتور "شفيق عربش" من استمرار ما أسماه "الصراع مع الدولار"، مؤكدًا أن الانخفاض السابق في سعر الصرف لم يكن مبررًا، خاصة في ظل غياب الإنتاج والمساعدات، واستمرار العقوبات. كما وصف فكرة إصدار عملة رقمية أو حذف الأصفار بأنها غير واقعية في الوضع السوري الراهن.

وتشهد العلاقات الاقتصادية السورية – التركية تحركات نحو توقيع 12 اتفاقية تعاون جديدة، بحسب تصريحات مسؤولين من البلدين، تشمل إعادة تفعيل اتفاقيات قديمة تتعلق بالازدواج الضريبي والشراكات الاقتصادية.

ولفتت تقارير إعلامية إلى أن أسعار التذاكر بين الإمارات وسوريا قد تنخفض بنسبة تتراوح بين 30 و40%، نتيجة دخول شركات طيران إماراتية على خط التشغيل، إلى جانب "أجنحة الشام" و"السورية للطيران"، مما سيزيد من السعة المقعدية ويعزز المنافسة.

يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

اقرأ المزيد
١٧ أبريل ٢٠٢٥
ما بين طفلة متهمة بالإرهاب وزوج اختفى في مكالمة... شهادات دامغة عن معتقلين غيّبتهم سجون الأسد

في بلد علمونا فيه منذ الصغر أن السجون تُفتح في وجه الخارجين على القانون، لم يتوقع السوريون أن تكون الزنازين مصير أطفالهم وأحبائهم، لا لذنب اقترفوه، سوى أنهم كانوا أبناء لثورة طالبت بالحرية. سجون نظام الأسد لم تكن يوماً أدوات قانون، بل تحوّلت إلى أقبية موت تخنق صوت الحقيقة، ووسيلة لإرهاب كل من حلم بوطن بلا قمع.

ومع كل يوم يمضي، تتكشف المزيد من الحكايات المؤلمة، يسردها من نجا، وينقلها من بقي على أمل اللقاء بمن لم يعد. فيما يعيش أهالي المعتقلين والمغيبين حياة منكسرة لا يُرممها الزمن، يطاردهم سؤال واحد: "ماذا حلّ بأحبائنا خلف تلك الجدران؟".

أميرة أبو زيد... أنثى من نور اقتادها الظلام
لم تكن أميرة أبو زيد سوى فتاة سورية عادية تحمل ملامح الطيبة والانتماء، لكنها اختطفت من شوارع دمشق بتاريخ 8 شباط/فبراير 2013، وتحديداً من منطقة دف الشوك. ومنذ ذلك اليوم، لا أثر لها، ولا خبر. 

صورتها لا توحي بشيء من التطرف أو حتى الهمس السياسي، وجهٌ من وجوه آلاف السيدات السوريات اللواتي لم يعرفن في حياتهن سوى البساطة وحب الحياة. لكنها اختفت في زمنٍ يُرمى فيه الأبرياء في المعتقلات، بينما يسرح القتلة والفاسدون في الأرض. وحده النظام حينذاك من حوّل البراءة إلى تهمة، والوجود إلى خطر، والأنوثة إلى ذريعة.

من حمص... شهادة أبّ قُصفت أحلامه
في بابا عمرو، أحد أحياء مدينة حمص، يخرج صوت أحمد حماد الحلبي محمّلاً بالحسرة، باحثاً عن حقه وكرامته التي سُلبت ذات يوم. فقد اعتقل النظام السوري السابق أفراداً من عائلته، وذاق مرارة استشهاد ابنه الأكبر في سجن صيدنايا سيئ الصيت، ذلك المعتقل الذي أصبح عنواناً للإبادة المنظمة.

"ابني مريض قلب، أجرى عملية مفتوحة قبل اعتقاله، وكان بعيداً عن السياسة والعمل العام"، يقول الحلبي، مؤكداً أن الاعتقال لم يكن إلا تنكيلاً. أما زوجته، فقد نالت نصيبها من العذاب، حيث تعرضت لتعذيب وحشي تسبب بشلل دائم، قبل أن تُنقل إلى صيدنايا. وفي مشهد لا يقلّ قسوة، اعتُقلت ابنته، وكان عمرها حينها 15 عاماً، ووجهت لها تهماً "جاهزة" أبرزها تمويل الإرهاب والعمل الإعلامي ضمن مشفى ميداني!

يختم الحلبي شهادته بغضب: "من تسبّبوا باعتقالنا ونفذوا هذه الجرائم ما يزالون أحراراً، يعيشون بلا مساءلة. نطالب بمحاسبتهم".

زوجة تسمع آخر كلمات زوجها: "طمشوني"
القصة التي ما زالت تُروى بمرارة هي ما حدث مع معتز أسمر، الذي كان في الأربعين من عمره حين اعتُقل عام 2013. في مكالمة هاتفية أخيرة مع زوجته هيفاء عرقسوسي، قال لها: "طمشوني"، ثم انقطع الاتصال للأبد. المكان كان حاجز "بيجوا" في ريف دمشق، والسبب؟ لا سبب.

أسمر لم يكن ناشطاً ولا منخرطاً في أي عمل سياسي، ولم يشغل منصباً حكومياً. كان مواطناً عادياً. لكن في ظل نظام لا يعترف بالبراءة ولا بالحياد، تحوّلت حياته إلى رقم على لائحة مجهولي المصير، وسط آلاف الملفات التي أُغلقت بلا إجابة.

انتظار لا ينتهي... وأمل لا يموت
في سوريا، ما بعد سقوط النظام، لا تزال أبواب السجون تُفتح، ولا تزال الأسر تبحث في الوجوه الخارجة عن أحبتها. لا أثر في السجلات، ولا أسماء في قوائم الموتى، وكأنهم لم يكونوا.

عشرات الآلاف من المعتقلين لا يزال مصيرهم مجهولاً، وأسرهم تحيا على فتات الأمل. "ربما يظهر"، "ربما خرج"، "ربما نُقل"... هي العبارات التي يرددها كل أب وأم وأخ وزوجة، بينما السنين تمضي ببطء، حاملة في طياتها كل وجع الانتظار.

إنّ ما حدث في سوريا من تغييب قسري ممنهج لم يكن عرضياً، بل سياسة دولة، شاركت فيها الأجهزة الأمنية، والقضاء، بل وأحياناً الإعلام. لكن الثورة التي بدأت بحثاً عن الكرامة، ستظل تلاحق قاتلي الحلم حتى تضعهم أمام العدالة. فلا أحد ينسى صوت ابنته الصغيرة، أو آثار دموع أم على باب سجن، أو آخر مكالمة قال فيها معتقل: "طمشوني".

اقرأ المزيد
١٦ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | 16 نيسان 2025

سجل سعر صرف الدولار الأمريكي انخفاضاً نسبياً خلال تعاملات سوق العملات الأجنبية الرئيسية اليوم الأربعاء، في السوق الموازية، وفقا لما رصدته شبكة شام الإخبارية نقلا عن مواقع اقتصادية.

في المقابل، استقر سعر الليرة السورية أمام الدولار الأميركي في التعاملات الرسمية، وفق نشرة مصرف سوريا المركزي، دون تعديل يذكر على نشرة اليوم الأربعاء.

وارتفع سعر الليرة السورية في السوق السوداء في عموم المحافظات السورية مقابل الدولار الأميركي، وفق موقع الليرة اليوم الذي يتتبع تعاملات السوق الموازية.

وبلغ سعر الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية بأسواق العاصمة السورية دمشق 11300 ليرة سورية للشراء، و10450 ليرة للبيع للبيع.

وبلغ سعر الدولار في السوق السوداء بأسواق حلب عند 11350 ليرة للشراء، و10750 ليرة للبيع، جاء سعر الدولار في السوق السوداء بأسواق إدلب عند 10650 ليرة للشراء، و10750 ليرة للبيع.

ووصل سعر الدولار في الحسكة عند مستوى 10750 ليرة للشراء، و10850 ليرة للبيع، بحسب سعر صرف الدولار اليوم في سوريا، فإن 100 دولار تعادل 1,065,000 ليرة سورية اليوم في السوق السوداء.

وسعر الدولار اليوم في مصرف سوريا المركزي
حدد مصرف سوريا المركزي متوسط سعر الدولار مقابل الليرة عند 12,000 ليرة للشراء، و12,120 ليرة للبيع، وفقاً لآخر تحديث.

وجاء ذلك في نشرة صادرة عن المصرف منشورة على موقعه الإلكتروني، تشمل أسعار صرف لأكثر من 30 عملة مقابل الليرة السورية، بما في ذلك الليرة التركية واليورو.

في حين انخفض سعر اليورو اليوم في سوريا بالسوق السوداء ليسجّل عند مستوى 10650 ليرة للشراء، و11729 ليرة للبيع.

وسعر الليرة التركية اليوم في السوق السوداء وجاء سعر صرف الليرة التركية اليوم في السوق السوداء عند 278 ليرة للشراء و283 ليرة للبيع.

ويعتمد السوريون في الوقت الحالي على الليرة السورية، والدولار الأميركي، والليرة التركية في تعاملاتهم اليومية، ما يؤدي إلى تباين أسعار السلع بين المناطق المختلفة.

وفي ظل تزايد الضغوط الاقتصادية وتدهور سعر صرف الليرة السورية، عاد الحديث مجددًا عن احتمالية استبدال العملة كجزء من مسار إصلاح نقدي يهدف إلى إنعاش الاقتصاد السوري.

وبينما يرى البعض أن حذف الأصفار وتغيير شكل العملة قد يسهم في خفض تكاليف الطباعة وتسهيل التعاملات، يحذر خبراء من أن هذه الخطوة لن تُحدث فرقًا حقيقيًا دون إصلاحات جذرية في السياسات المالية والمصرفية.

والخبير الاقتصادي الدكتور "علي محمد"، أوضح أن استبدال العملة أو حذف الأصفار هو إجراء فني أكثر منه اقتصادي، ولن يكون له تأثير فعلي على الأسعار أو التضخم ما لم يُرافق بخطة إصلاح شاملة تشمل المصرف المركزي والجهاز المصرفي ككل، إضافة إلى سياسات استثمار واضحة ومستقرة.

وأشار إلى أن طباعة العملة في الخارج، وخاصة في روسيا، يُعد خياراً أقل كلفة من أوروبا، إلا أن الطباعة غير المدروسة قد تزيد من حدة التضخم.

وقد تصل تكلفة طباعة ورقة نقدية واحدة إلى 20 سنتاً، وهو ما قد يجعل الكلفة أعلى من قيمة الورقة نفسها في السوق.

ومن جهته، أكد مصدر في مصرف سوريا المركزي أن تغيير شكل العملة قد يشمل حذف ثلاثة أصفار، لتتحول الألف ليرة إلى ليرة واحدة.

إلا أن هذه العملية تتطلب وقتاً يتراوح بين 6 أشهر إلى سنة كاملة لضمان تطبيق سلس دون اضطرابات نقدية.

ومع استمرار طباعة العملة في روسيا بسبب العقوبات، استلمت سوريا خلال الأشهر الماضية شحنتين من الأوراق النقدية المطبوعة في موسكو، ضمن اتفاق تعاون تم توقيعه أواخر عام 2024.

ويُقدّر أن الشحنة الأخيرة التي وصلت في آذار الماضي بلغ وزنها نحو 6 أطنان بقيمة 300 مليار ليرة.

رغم كل ذلك، لا تزال المخاوف قائمة من أن يتحول استبدال العملة إلى مجرد تغيير في الشكل دون أثر يُذكر على معيشة السوريين أو تحسين الواقع الاقتصادي.

يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

اقرأ المزيد
١٦ أبريل ٢٠٢٥
محمد مروان الشماع.. بين خبر الوفاة وظلّ حيّ تائه في حي السادات

رغم الفرحة التي عمّت قلوب السوريين يوم التحرير في 8 كانون الأول 2024، ظلّت هذه الفرحة منقوصة في بيوت كثيرة، لم يعُد إليها معتقلوها، ولم يُغلق فيها جرح الغياب. وفي مقدّمتها بيت عائلة محمد مروان الشماع، الذي لا يزال مصيره مجهولاً بين خبر وفاته عام 2015، ورجل ضائع شوهد في حي السادات يردّد اسمه... وكأن الذاكرة لا تحتفظ إلا بالوجع.

ذاكرة غائبة ومصير معلق
محمد الشماع، من مواليد دمشق عام 1985، عاش حياة طبيعية كملايين السوريين قبل أن يُنتزع من عائلته في عام 2013 خلال حملة أمنية شنّها نظام الأسد على أحياء العاصمة. جرى اعتقاله على يد عناصر المخابرات الجوية، ومنذ ذلك الوقت دخل في عداد المفقودين.

بعد عامين من الانتظار والقلق، ورد لعائلته من جهات أمنية خبر وفاته في المعتقل. لم يُسلّم الجثمان، ولم تصدر وثيقة وفاة رسمية، فبقيت العائلة تتأرجح بين الألم والأمل، عاجزة عن تصديق النهاية دون دليل.

يوم التحرير.. و"الشماع" في فم تائه
في لحظةٍ لم تكن في الحسبان، ومع انهيار قبضة النظام، ظهرت بارقة أمل. ففي يوم سقوط الأسد، رصد سكان حي السادات رجلاً هائماً، فاقداً للذاكرة، لا يذكر سوى كلمة واحدة: "الشماع". كان يردّدها بتكرار وذهول، وكأنها ما تبقى من هوية سُرقت منه تحت التعذيب والإخفاء.

أخبره سكان الحي بأن العائلة لم تعد تقيم هناك، فرحل بصمت، وتاه مجدداً في شوارع لم تعد تعرف أبناءها. ومنذ تلك اللحظة، فُقد أثره مرة أخرى، لتعود التساؤلات والاحتمالات إلى ذاكرة عائلةٍ لم تنسَ يوماً ابنها المختفي.

نداء إنساني من عائلة الشماع
عائلة الشماع ناشدت من جديد، كل من يمتلك معلومة، أو شاهد الرجل الذي ظهر يوم التحرير، أن يتوجه إلى مختار حي السادات أو أقرب مركز شرطة. هي لا تطلب سوى خيط، إشـارة، تفصيل صغير قد يفتح باب الحقيقة.

تعيش العائلة اليوم بين خبر اعتقال في 2013، وخبر وفاة في 2015، وظهور رجل مجهول في 2024 يشبه ابنهم. وبين كل تلك السنوات، لا يزال الرجاء قائماً بأن يكون محمد على قيد الحياة، بانتظار أن يفتح باباً أو يُعرف بصوت.

غياب يُثقل قلوب آلاف الأسر السورية
قصة الشماع ليست استثناء. هي واحدة من عشرات آلاف القصص لعائلات لم تنصفها الأيام ولا الحقائق. فمع كل فتح لسجن أو تسريب قائمة، تتهافت العيون على الأسماء بحثاً عن مفقود. بعض العائلات تزور الناجين أملاً بسماع رواية عن أبنائها، وآخرون يتشبثون بأي تفصيل قد يعيد إليهم خيط الأمل.

ويبقى مطلب هذه العائلات واحداً: الحقيقة، والمحاسبة لكل من ارتكب جريمة الإخفاء القسري، ومنع الأمهات من معرفة مصير أبنائهن لعقد كامل. فليس هناك جرح أعمق من الغياب، ولا عزاء إلا بكشف مصير من غيّبتهم الزنازين.

اقرأ المزيد
١٥ أبريل ٢٠٢٥
في يوم واحد.. نظام الأسد يختزل حياة الشاب صدام نذير موسى باعتقال ثم قتل

تواصل عائلات المعتقلين في سوريا البحث عن مصير أبنائها المغيبين قسرياً، ممن لم يُفرج عنهم بعد تحرير البلاد في 8 كانون الثاني/يناير 2024، ولم ترد أسماؤهم ضمن قوائم الوفيات المسربة من معتقلات النظام المخلوع. وفي هذا السياق، نشرت "زمان الوصل" اليوم الثلاثاء، 15 نيسان/أبريل، عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، قصة مأساوية تروي مصير أحد أبناء مدينة اللاذقية، الشاب صدام نذير موسى، الذي اختُزلت حياته في ورقة واحدة صادرة عن أجهزة النظام.

وبحسب الرواية المنشورة، اعتُقل صدام موسى في 14 تموز/يوليو 2012، أثناء مروره في منطقة جسر الثورة وسط العاصمة دمشق، على يد عناصر فرع الخطيب التابع لإدارة أمن الدولة. وتشير معلومات العائلة إلى أن الحملة الأمنية التي طالت صدام كانت تحت إشراف العميد حافظ مخلوف، أحد أبرز قادة أجهزة النظام آنذاك.

ورقة واحدة ثم اختفاء تام
بعد مرور شهرين فقط على اعتقاله، تسلّمت العائلة شهادة وفاة رسمية صادرة بنفس تاريخ الاعتقال، دون أي تفاصيل إضافية. لم يُسلم لهم جثمانه، ولم توضح الوثيقة سبب الوفاة أو مكانها. مجرد ورقة رسمية واحدة اختصر بها النظام السابق حياة شاب، يرجّح أنه أُعدم ميدانياً أو قضى تحت التعذيب، كما حدث مع آلاف المعتقلين.

مصير صدام، الذي كان يعيش حياة طبيعية بين أهله وأصدقائه، تحول إلى رقم مجهول في سجل طويل من ضحايا التعذيب والاختفاء القسري. حتى اليوم، لم يظهر اسمه في قوائم الموتى التي تم الكشف عنها، ولم تتسلم عائلته رفاته، ولا تتوفر أية معلومات موثقة حول مكان دفنه.

نداء أب.. ووجع لا ينتهي
وفي سياق متصل، نشرت "زمان الوصل" قبل أيام نداء استغاثة مؤثر وجهه والد الشاب محمد الحمصي، المعتقل لدى عناصر الأمن العسكري في حلب منذ 6 آب/أغسطس 2024. محمد، البالغ من العمر 21 عاماً، طالب جامعي من مواليد دمشق، انقطعت أخباره كلياً منذ لحظة اعتقاله.

وفي مناشدته، قال والده: "إذا في أي اسم، أي وثيقة، أي مكان دفن، تساعدني أعرف مصير ابني، أرجو المساعدة"، في مشهد يلخص معاناة آلاف العائلات السورية التي لا تزال تنتظر خبراً أو أثراً عن أبنائها المغيبين.

أكثر من 112 ألف معتقل لا يُعرف مصيرهم
وعقب فتح السجون عقب سقوط النظام، خرج رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في لقاء مع تلفزيون سوريا، حيث اعتذر لأهالي المعتقلين الذين لم يُعثر على ذويهم، ولم يتمالك نفسه وانهمرت دموعه على الهواء مباشرة. ووفقاً لما قاله، لا يزال هناك أكثر من 112 ألف معتقل مختفٍ قسرياً، يُرجّح أن أغلبيتهم قد تمّت تصفيتهم داخل أقبية النظام.

قصة صدام موسى ليست استثناء، بل واحدة من آلاف المآسي التي لا تزال مفتوحة في ذاكرة السوريين، والتي تنتظر العدالة والإنصاف.

اقرأ المزيد
١٥ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | تحسن طفيف في سعر الليرة وسط تحركات اقتصادية داخلية وخارجية

شهدت الليرة السورية اليوم، الثلاثاء 15 نيسان/أبريل 2025، تحسناً طفيفاً في قيمتها مقابل الدولار الأميركي ضمن السوق السوداء، في عدد من المحافظات السورية، وفقاً لبيانات موقع "الليرة اليوم" المتخصص برصد أسعار الصرف في السوق الموازية.

وسجل سعر صرف الدولار في كل من دمشق، حلب، وإدلب حوالي 10,925 ليرة سورية للشراء، و11,025 ليرة للبيع، في حين بلغ في محافظة الحسكة 11,100 ليرة للشراء و11,200 ليرة للبيع. وبذلك تعادل قيمة 100 دولار أميركي ما يقارب 1,092,000 ليرة سورية في السوق غير الرسمية.

وفي المقابل، لا يزال السعر الرسمي المحدد من قبل مصرف سوريا المركزي أعلى من نظيره في السوق السوداء، إذ بلغ وفقاً لآخر نشرة صادرة عن المصرف 12,000 ليرة للشراء، و12,120 ليرة للبيع، ما يعكس اتساع الفجوة بين السعر الرسمي والسعر الفعلي المتداول.

هذا التباين يطال أيضاً باقي العملات الأجنبية، حيث سجل سعر صرف اليورو في السوق السوداء 12,400 ليرة للشراء و12,518 للبيع، فيما تراوح سعر صرف الليرة التركية بين 285 و290 ليرة سورية.

مقترح لتعديل شكل العملة السورية
في سياق متصل، كشف مصدر مسؤول في مصرف سوريا المركزي عن دراسة جادة يجري إعدادها حالياً لتغيير شكل العملة السورية، وتتضمن المقترحات حذف ثلاثة أصفار من العملة الحالية، بحيث تصبح 1000 ليرة تساوي ليرة واحدة فقط في الإصدار الجديد، دون المساس بالقيمة الشرائية الفعلية.

وأكد المصدر أن الهدف الأساسي من المقترح هو تسهيل الإجراءات المحاسبية والمالية، وليس التعديل على سعر الصرف، لافتاً إلى أن تنفيذ المشروع – إذا ما تم إقراره – سيستغرق فترة تتراوح بين ستة أشهر وعام كامل لضمان الانتقال التدريجي وتفادي أي اضطراب في السوق.

وأضاف أن تكلفة طباعة الورقة النقدية الواحدة تقدر بنحو 20 سنتاً أميركياً، وهو ما يثير تساؤلات حول جدوى الاستمرار في طباعة فئات نقدية تفقد قيمتها بسرعة مع استمرار التدهور المالي.

تحركات اقتصادية خارجية
على صعيد العلاقات الاقتصادية، يستعد وزير التجارة التركي عمر بولات لزيارة دمشق يومي 16 و17 نيسان/أبريل، برفقة وفد يضم رؤساء مؤسسات اقتصادية تركية وممثلين عن غرف التجارة والنقابات.

وبحسب وسائل إعلام تركية، تهدف الزيارة إلى بحث آفاق إعادة هيكلة العلاقات الاقتصادية الثنائية، ووضع خارطة طريق لاتفاقية شراكة شاملة تشمل قطاعات الجمارك والطاقة والنقل والاستثمار.

ومن المنتظر أن تُعقد خلال الزيارة فعاليات اقتصادية تشمل منتدى أعمال واجتماعات طاولة مستديرة تجمع رجال أعمال سوريين وأتراك، بهدف استكشاف فرص الشراكة المباشرة.

تعاون مع البنك الدولي لتحديث القطاع المالي
في سياق متصل، بحث وزير المالية السوري محمد يسر برنية مع وفد من البنك الدولي سبل تطوير وتحديث القطاع المالي والمصرفي السوري، خلال اجتماع في دمشق.

وتناول اللقاء الجوانب الفنية والتقنية لتطوير البنية المؤسسية للوزارة والمصارف المحلية، بما يتماشى مع الأنظمة المالية العالمية الحديثة. وأشار الوزير خلال الاجتماع إلى حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع المالي نتيجة السياسات السابقة والعقوبات الدولية المفروضة على البلاد.

ارتفاع أسعار اللحوم في ريف دمشق
على المستوى المعيشي، سجلت أسواق ريف دمشق ارتفاعاً طفيفاً في أسعار اللحوم عقب عطلة عيد الفطر، وذلك تزامناً مع زيادة الطلب على الأصناف الجيدة، وفقاً لتقرير نشره موقع "اقتصاد".

ورغم توفر بعض الكميات في الأسواق، لا تزال الأسعار مرتفعة نسبياً مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطنين، وسط ترقب لانخفاض محتمل في حال استقرت السوق خلال الأيام المقبلة.

وتشير المعطيات إلى بقاء أسعار لحوم الفروج والغنم عند مستويات مرتفعة، مما يفاقم الضغوط على الأسر ذات الدخل المحدود.

قرارات اقتصادية جديدة بعد إسقاط النظام السابق
يُشار إلى أن القيادة السورية الجديدة أصدرت خلال الفترة الأخيرة سلسلة من القرارات الاقتصادية، كان أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، بما في ذلك الدولار الأميركي، في المعاملات التجارية والبيع والشراء.

ويُعد هذا القرار تحوّلاً كبيراً عن السياسات التي كانت متبعة في عهد النظام السابق، الذي كان يجرّم التعامل بغير الليرة السورية ويُوقع عقوبات مشددة تصل إلى السجن سبع سنوات على المخالفين.

اقرأ المزيد
١٤ أبريل ٢٠٢٥
أمضيت البكالوريا  بالتنقل ما بين ظل الطائرات وغربة النزوح .. الدراسة خلال الحرب

ينشغلُ الناس الآن بالحديث عن امتحان الشهادتين (الثانوية العامة والتاسع الأساسية)، وعن مواعيد الامتحان وبرنامج الفحص وآخر موعد للتسجيل. بينما أنا أعود 12 عاماً إلى الخلف، واستذكرُ سنة البكالوريا الخاصة بي، وكيف مرّتْ عليّ في ظل الحرب.

منذ أن كنت بصف التاسع وأنا أطمح لأن أصبح صيدلانية، لذلك بدأت الدراسة بشكل جدي، وتحسين نفسي في جميع المواد، فكنت أدرس حتى في أوقات الفراغ والعطل الصيفية، وبدأت من هذه المرحلة أحضر نفسي لامتحان الشهادة الثانوية العامة وأربط جميع تفاصيل حياتي به، وأحلم بأجواء الهدوء والتركيز، والالتزام بالدوام المدرسي طوال السنة، لم أتخيل أن الحرب ستندلع بالبلاد وسوف تتسبب بدمار أحلامنا. في صفي العاشر اندلعت الثورة، وفي الحادي عشر والبكالوريا اشتدت أوزار الحرب.

فقد الأحبة وأصوات الموت 
خلال سنة البكالوريا، استشهدَ اثنين من أعمامي في معارك مع فصائل المعارضة ضد نظام الأسد، الأول في ٱب عام 2012، والأخر بعده بأربعة شهور، وعمي الثالث كان معتقلاً في سجون الأسد ولا أحد يعلم عنه أي شي، كان الشعور بالحزن والعجز يسيطر على والدي، ووالدتي تنهار بمجرد سماع صوت الطائرة. لا تفارق رحلات النزوح ذاكرتي في ذلك الوقت، كنا نترك منازلنا وقرانا ونختبئ في القرى الآمنة هرباً من قصف طائرات الأسد، ونجلس مع أقاربنا في مكان واحد بالكاد يسع لنا. فأمضي وقتي بالاعتناء بإخوتي الصغار ومساعدة أمي في إطعامهم وتنظيفهم. وما إن أنتهي أنشغل بتنظيف الأطباق والكؤوس في المطبخ التي كل ساعة تملأه بسبب كثرة عدد الأفراد في البيت.

كم كنت أتمنى أن تسنح لي الفرصة بأن أدرس، فكنت أنتظر الجميع حتى ينام وأفتح الكتب وأدرس قليلاً. حتى عندما عدت إلى القرية، لم يفسح لي المجال بأن أدرس بشكل جيد. أذكر ذات مرة قررت الدراسة على سطح المنزل، كان الجو دافئاً، وأنا أقرأ بصوت عالي وأتجول براحتي في أرجاء المكان، ظهرتْ طائرة في السماء وصارت تقصف. من شدة خوفي نزلت بسرعة على الدرج، فانزلقت عليه واُصيبت رجلي برضوض وجروح في رأسي ويديّ. 

ملاذ تحت الأرض
لم يعد الناس يأمن على حياتهم في قريتنا، فحفروا مغارات تحت الأرض، وصاروا يمضون ليلهم ونهارهم فيها. وأنا أنتظر العائلة حتى تنام وأدرس، وأحيانا أدرس حول الشجر، فمغارتُنا حفرناها في منطقة الأراضي الزراعية، التي رٱها والدي أكثر أمان. لكن ما إن كنت أسمع أصوات القصف والطيران وما تتركه من أخبار فقد وقتل ودماء، أفقد الرغبة بالدراسة، ولا استوعب أي شيء أدرسه.

توقفتْ الحياة تقريباً في القرية مع ازدياد حدة القصف، المدارس كانت تفتح قليلاً ثم تغلق، ويتم إيقاف الدوام بشكل نهائي عند النزوح والقصف، لم أُحظى بجو الهدوء الذي كنت أحلم به، ولا بالدوام المدرسي المطلوب. مع اشتداد القصف وشموله جميع القرى نزحنا باتجاه مخيمات الشمال، أمضيت فيها ثلاثة أشهر، ثم عدنا إلى القرية، واقترب موعد الفحص، وأن لم أدرس المنهاج سوى دراسة بسيطة.

الحرب تحطم الأحلام
في ذلك الحين كان مكان التقديم في إدلب، التي كانت خاضعة لسيطرة قوات الأسد، سافرتُ إلى هناك  كي أخضع للفحص، فلاحظتُ أن أغلب زملائي امتنعوا عن التقديم لهذا العام، وأجلوه للعام الذي يليه على أمل أن تتحسن الظروف. مع كل اختبار كنت أخضع له، كان يزداد شعوري بالإحباط، فكانت دموعي تجيب ورقة الأسئلة قبلي، فأنا لم أُحضر بشكل جيد، وعدة أسئلة لم أكن أعرفها، كنت أضع أجوبتي وأغادر. الامتحان الأفضل لي كان في مادة الإنجليزي التي أجبتها بشكل ممتاز، فأنا كنت قوية في هذه المادة منذ الصف الثامن.

انهيت امتحاني ثم عدت إلى القرية، وبعد فترة قريبة صدرت النتائج، نجحت لكن لم أجمع النقاط التي تؤهلني لفرع الصيدلة، كانت علامتي متوسطة وجيدة، لكن في اللغة الإنجليزية أحرزت علامة ممتازة، فقررت دراسة هذا الفرع، وعدم إعادة البكالوريا من أجل الصيدلة، لفقداني القدرة على تقديم البكالوريا في ظروف مماثلة للتي عشتها. أنا الٱن أعمل بشهادتي مع منظمة إنسانية وسوف أسعى لخدمة بلدي بها خاصة أن الحرب انتهت والحياة بدأت أمامنا نحن السوريين.

اقرأ المزيد
١٤ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | 14 نيسان 2025

سجلت الليرة السورية خلال تعاملات اليوم الاثنين حالة من الاستقرار كما استقر سعر الليرة أمام الدولار الأميركي في التعاملات الرسمية، وفق نشرة مصرف سوريا المركزي.

وفي التفاصيل سجّل سعر الدولار مقابل الليرة بأسواق دمشق 10650 ليرة للشراء، و10850 ليرة للبيع، وفي حلب عند 10450 ليرة للشراء، و10650 ليرة للبيع.

ووصل في محافظة إدلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 10800 للشراء، و 10950 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 11800 للشراء ،و 11969 للمبيع.

من جانبه يواصل مصرف سوريا المركزي تثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار عند 12 ألفا لدى الشراء، و12 ألفا و120 ليرة عند البيع، وفق نشرته الصادرة اليوم الاثنين.

وسمح المصرف المركزي للبنوك والصرافات المرخصة بتسعير صرف الليرة مقابل العملات الأجنبية بما يزيد أو يقل بهامش معين عن السعر الرسمي الصادر في نشرات "المركزي"، مما يشكّل مزاحمة للسوق الموازية.

وارتفع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار أمس الأحد بصورة طفيفة في تعاملات السوق الموازية في المدن السورية، في حين واصل مصرف سوريا المركزي تثبيت سعر الصرف في التعاملات الرسمية.

بالمقابل ارتفعت إيرادات شركة المنطقة الحرة السورية الأردنية، خلال الربع الأول من العام الحالي، بنسبة 780 بالمئة، مقارنة مع إيرادات الربع الأول من العام الماضي، فيما وقعت 80 عقدا استثماريا جديدا.

وناقش مجلس إدارة الشركة الذي ترأسته الأمينة العامة لوزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردني  دانا الزعبي خلال اجتماع اليوم الاثنين، عددا من القضايا الاستراتيجية المتعلقة بأعمال الشركة والتطلعات المستقبلية لتطويرها.

وناقش الاجتماع سبل تعزيز وتحفيز البيئة الاستثمارية داخل المنطقة الحرة، وتطوير بنيتها التحتية والتكنولوجية، بهدف رفع جاهزيتها لاستقطاب المزيد من الاستثمارات النوعية.

كما جرى مناقشة الميزانية الختامية للشركة للعام 2024 واعتمدها المجلس ليصار إلى رفع التوصية المناسبة لإقرارها.

واطلع المجلس على تقرير لجنة تقييم الموظفين في الشركة، ومناقشة المقترحات والتوصيات بما يعزز الكفاءة الإدارية ويرتقي بالأداء المؤسسي بما يتناسب مع احتياجات العمل المستقبلية.

وبحث المجلس بدلات الأشغال للمستثمرين القدامى في الشركة، وآليات تضمن التوازن بين حقوق المستثمرين ومتطلبات إدارة وتشغيل المنطقة الحرة بكفاءة.

وفي إطار تسهيل حركة المستثمرين وتنقلاتهم، ناقش المجلس آلية العمل المعمول بها حاليا وطرح مقترحات من شأنها تنظيم أعداد السيارات والناقلات المسموح بإدخالها يوميا.

وحافظ الذهب على استقراره في السوق السورية رغم التقلبات العالمية مسجلاً أرقاماً شبه ثابتة مقارنة بالأيام الماضية، وسط حالة ترقب لدى المتعاملين في ظل استمرار التذبذب في سعر الصرف محلياً وارتفاع الأسعار عالمياً.

وسجّل غرام الذهب من عيار 21 قيراط في دمشق سعر 995,000 ليرة سورية، مستقراً عند ذات المستوى الذي بلغه منذ يومين، أما الغرام من عيار 18 قيراط، فقد بلغ 850,000 ليرة سورية.

وفيما يخص الليرات الذهبية، فقد لامست أسعارها حدود الـ8 ملايين ليرة، حيث بلغ سعر الليرة الذهبية من عيار 21 قيراط 7,960,000 ليرة، فيما سجلت الليرة عيار 22 قيراط 8,300,000 ليرة سورية.

أما الأونصة الذهبية، فقد حافظت على مستوياتها المرتفعة عالمياً، مسجلة سعراً بلغ 3,212.36 دولار، ما يعادل حوالي 35,250,000 ليرة سورية في السوق المحلية، وفقاً لسعر الصرف المتداول.

وعلى الصعيد العالمي، لا تزال أسعار الذهب تحوم حول مستويات قياسية، رغم بعض التراجعات الطفيفة التي شهدها السوق مؤخراً، في ظل الترقب لقرارات السياسة النقدية في الولايات المتحدة والأسواق الكبرى.

ووسط تراجع القوة الشرائية وارتفاع الأسعار، يزداد الجدل بين السوريين حول الخيار الأجدى لتحسين مستوى المعيشة: هل الأفضل زيادة الرواتب والأجور؟ أم إلغاء الضرائب المفروضة عليها؟، وفق التساؤلات الحالية.

وخلال الفترة الماضية، تداولت أوساط إعلامية واقتصادية أنباء عن دراسة حكومية لزيادة رواتب موظفي القطاع العام بنسبة قد تصل إلى 400%.

وأوضح الخبير المالي عمر الحاج أوضح أن الرواتب الحالية لا تكفي سوى لتغطية الحاجات الأساسية، وبكميات محدودة، مشيراً إلى أن زيادة الأجور باتت ضرورة لتحريك الأسواق والخروج من حالة الجمود.

في المقابل، يرى الحاج أن الضريبة على الرواتب غير عادلة في ظل تدني مستوى الأجور، موضحاً أن الحل يكمن في تصحيح شامل لهيكلية الرواتب وربط الضرائب بمستوى الدخل الحقيقي.

وأكد أن رفع الرواتب دون دعم الإنتاج سيؤدي إلى زيادة الطلب وارتفاع الأسعار، مشدداً على أن الحل المستدام يكمن في تشجيع الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة، مما يدفع الشركات لتقديم رواتب أعلى لجذب الكفاءات.

أما الخبير الاقتصادي حسين إبراهيم، فاعتبر أن الضريبة المفروضة على الرواتب حالياً ضئيلة جداً، مشيراً إلى أن الحكومة خفضت نسبتها العام الماضي ورفعت الحد المعفى منها.

ودعا إلى التركيز على زيادة الرواتب كحل أولوي لتخفيف الأعباء عن المواطنين، و في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، يرى خبراء أن تحريك الرواتب يجب أن يتزامن مع إصلاحات تشمل دعم الإنتاج وتعديل الضرائب لتحقيق توازن اقتصادي حقيقي.

يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

اقرأ المزيد
١٤ أبريل ٢٠٢٥
أب مريض يوجه مناشدة لمعرفة مصير ابنه المختفي ويروي تفاصيل صادمة 

ما يزال أهالي مئات آلاف المعتقلين في سوريا يبحثون عن أبنائهم المختفين قسرياً، ويتساءلون عن مصيرهم المجهول، فلا يقتنعون بفكرة أنهم ماتوا، خاصة أنهم لم يروا الجثث ولا يعرفون مكان الدفن. نقلت زمان الوصل، السبت، قصة مؤثرة لأب شاب معتقل، اعتقله عناصر الأمن العسكري بحلب يوم 6 آب 2024. اسم الشاب محمد الحمصي، عمره 21 سنة، وهو طالب جامعي، من مواليد دمشق.

وذكر الأب أنه جرى نقل ابنه إلى المشفى العسكري بحلب، ثم وصلته أخبار وفاته بعد أسابيع من الاعتقال، لكنه لا يعلم إذا ما كان الخبر صحيحاً أو خاطئاً، كما أنه لا يملك أي معلومة عن مكان دفنه. في الوقت ذاته، يعاني من ظروف صحية ومادية تمنعه من السفر والتحقق بنفسه.

اعتقال لمدة 100 يوم دون تهمة
وأضاف والد المعتقل أن المخابرات بعد ذلك اقتحمت منزل العائلة بدمشق، واعتقلت الأب وزوجته وابنهما الأصغر، وتم احتجازهم لمدة 100 يوم دون تهمة واضحة، منوهاً إلى أنهم عانوا من رهاب وخوف وأعراض نفسية وجسدية من آثار الاعتقال. 


وخلال السجن، كان المحقق يتوعد لهم بالسجن عشر سنوات، إلا أنهم خرجوا يوم تحرير دمشق. وطلب الأب المكلوم المساعدة بمعرفة مصير ابنه، فوجه نداءً إنسانياً، وقال: "إذا في أي اسم، أي وثيقة، أي مكان دفن، تساعدني أعرف مصير ابني، أرجو المساعدة".

آلاف المعتقلين مجهولي المصير
ليس المعتقل محمد الحمصي الوحيد من جُهل مصيره وغاب خلف القضبان، بل هناك مئات آلاف المختفين قسرياً الذين ما تزال عائلاتهم تنتظر خبراً عنهم، خاصة بعد التحرير وافتتاح السجون. وبحسب تصريحات لرئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، فإن هناك أكثر من 112 ألف معتقل مختفٍ قسرياً لم يتم الوصول إليهم، وعلى الأغلب تمت تصفيتهم. وأطلَّ عبد الغني من خلال لقاء عبر تلفزيون سوريا، وقدم اعتذاره لذوي المعتقلين الذين لم يتم العثور عليهم، ثم لم يتمالك نفسه وبكى.

قيصر يفضح ملفات النظام
اعتمد نظام الأسد السابق الاعتقال في السجون وسيلة لقمع معارضيه ومعاقبتهم على المواقف الثورية التي اتخذوها ضده، وكان يُمارس فيها أشد أنواع التعذيب، أدت إلى موت الآلاف، وذلك ما أثبته مصور عسكري منشق عن النظام، أطلق على نفسه اسم "قيصر".

ففي عام 2014، فضح قيصر تورط النظام بقتل عشرات الآلاف من المعتقلين، ونشر صور جثثهم المشوهة، والتي تم تعذيبها وقتلها، فقدم أكثر من 50 ألف ملف إلى منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية.

وبعد أن انتصرت فصائل الثورة على نظام بشار الأسد وحلفائه في الثامن من شهر ديسمبر/كانون الأول الفائت، ودخولهم العاصمة السورية دمشق، فرّ المخلوع بشار الأسد رفقة عائلته إلى روسيا، وسارع الأهالي إلى السجون للوصول إلى معتقليهم، لكن الصدمة كانت كبيرة بأن مئات آلاف المعتقلين لم يعرف مصيرهم.

اقرأ المزيد
١٣ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي | 13 نيسان 2025

شهدت الليرة السورية اليوم الأحد تغيّرات طفيفة في قيمتها أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الرئيسية، وفقًا لما أوردته مواقع اقتصادية محلية.

وسجّلت الليرة السورية مقابل الدولار في دمشق سعر 10,850 للشراء، و10,950 للمبيع، وسجّلت مقابل اليورو سعر 12,324 للشراء، و12,443 للمبيع.

وفي محافظة حلب، بلغ سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي 10,850 للشراء، و10,950 للمبيع، وسجّلت أمام اليورو 12,324 للشراء، و12,443 للمبيع.

وفي محافظة إدلب، سجّل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي 10,850 للشراء، و10,950 للمبيع، وسجّلت أمام اليورو 12,324 للشراء، و12,443 للمبيع.

وعلّق الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف على فوضى تصريف العملات، مشيرًا إلى أن الموجودين على الأرصفة ليسوا الصرافين الفعليين، بل هناك جهات تقوم بالتمويل لمصلحة أشخاص، وبالتالي هؤلاء هم الحلقة المخفية في عمل الصرافة في سوريا.

وذكر أن اعتماد تسعير الليرة على المنصات الخارجية وأسعار صغار الصرافين الموجودين على الأرصفة، يُشكل حالة استنزاف كبيرة للاقتصاد الوطني.

وأضاف أن أولى خطوات المعالجة تكمن في إجراءات الترخيص لمزاولة المهنة من المصرف المركزي، حتى لو كان ترخيصًا مؤقتًا، من أجل معرفة مكان التواجد والمقرّ الأساسي لمعالجة المشكلات، ولا سيما فيما يتعلق بالعملة المزوّرة.

ووفقًا لأستاذ الاقتصاد في جامعة دمشق، الدكتور مظهر يوسف، فإن أمام سوريا فرصة لإعادة استثمار مواردها بالشكل الصحيح، والاستفادة من كلّ الخبرات المُهمَّشة في الداخل، وجذب الخبرات السورية من الخارج.

وفي سياق اقتصادي محلي، حدّدت محافظة دمشق 11 موقعًا مؤقتًا كساحات بيع بديلة عن الإشغالات العشوائية، بهدف تنظيم عمل الباعة وتحويل نشاطهم إلى أماكن نظامية تخدمهم وتلبّي احتياجات المواطنين بشكل أفضل.

وتوزعت المواقع على: السويقة (جانب المؤسسة العامة للتبغ)، حديقة ابن عساكر، الزاهرة (شارع برج سيرتيل)، ثانوية عصام كعور، كراج صيدنايا (مقابل دائرة خدمات سوق الهال)، حديقة دوار المطار (قرب مخفر الشاغور)، الزاهرة (جانب جامع الرضا)، بالإضافة إلى:
ساحة الوسيم (جانب جامع الوسيم في شارع اليرموك)، ركن الدين (جانب مشفى ابن النفيس)، مساكن برزة (ساحة قره جولي)، دمشق القديمة (مقابل دوار المطار)، وكفرسوسة (الساحة قرب نادي المحافظة).

وفي تطور لافت، أكدت الجمارك الأردنية إعادة تصدير (ترانزيت) 4,578 مركبة من المنطقة الحرة في الزرقاء إلى سوريا، منذ استئناف العمل بالمعابر وعودة النشاط في المنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة، وذلك حتى 25 آذار الفائت.

وأفاد مدير جمرك المنطقة الحرة في الزرقاء، ركاد العيسى، في تصريح لقناة “المملكة”، بأن وتيرة إعادة تصدير المركبات إلى السوق السورية تشهد نموًا ملحوظًا، حيث توجهت 3,593 مركبة عبر معبر جابر، في حين غادرت 985 مركبة من خلال المنطقة الحرة الأردنية السورية المشتركة.

يُذكر أن الليرة السورية فقدت أكثر من 315% من قيمتها خلال عام 2023، ما أثّر سلبًا على الاقتصاد السوري، وسط دعوات لتقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء، في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.

ويُشار إلى أن القيادة السورية الجديدة قد أصدرت خلال الفترة الماضية قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، بما في ذلك الدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، بينما كان النظام البائد حتى الأمس القريب يجرّم التعامل بغير الليرة ويَفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

اقرأ المزيد
١٢ أبريل ٢٠٢٥
تقرير شام الاقتصادي 12-04-2025

شهدت الليرة السورية اليوم افتتاح الأسبوع اليوم السبت تغيرات طفيفة في قيمتها أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الرئيسية، وفقا لما رصدته شبكة شام الإخبارية نقلا عن مواقع اقتصادية محلية.

وسجلت الليرة السورية مقابل الدولار في دمشق سعر للشراء 10250، وسعر 10400 للمبيع، وسجلت مقابل اليورو سعر 10791 للشراء، 10954 للمبيع.

ووصل في محافظة حلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 10250 للشراء، و 10400 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 10791 للشراء و 10954 للمبيع.

ووصل في محافظة إدلب، سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، سعر 10250 للشراء، و 10400 للمبيع، وسجلت أمام اليورو 10787 للشراء و 10950 للمبيع.

بالمقابل صدر قرار عن وزارة المالية ينص على إيداع كافة رواتب العاملين في حساب تطبيق شام كاش، وبالتالي فتطبيق شام كاش أصبح وسيلة قبض الرواتب لجميع الموظفين اعتباراً من بداية الشهر القادم.

وأوضحت مصادر معلومات حول دمج ثلاث وزارات رئيسية هي: وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ووزارة الصناعة، في وزارة واحدة تحمل اسم "وزارة الاقتصاد والصناعة".

وأوضحت مصادر حكومية أن القرار يهدف إلى تعزيز كفاءة العمل الحكومي، وتسريع آلية اتخاذ القرار الاقتصادي، تماشياً مع توجه البلاد نحو اقتصاد السوق الحر.

وسبق أن دمجت وزارتي الاقتصاد والتجارة الخارجية مع وزارة التجارة الداخلية في الفترة بين عامي 2003 و2012، ضمن إطار التوجه نحو تحرير الأسواق، إلا أن التجربة واجهت تحديات تتعلق بتضخم الهيكل الإداري وضعف ضبط الأسواق.

وأكد اقتصاديون أن إلغاء وزارة التموين يستند إلى جملة من المبررات، من بينها: تحول الاقتصاد السوري إلى نظام السوق الحر. فشل الوزارة السابق في ضبط الأسعار ومنع الغش والاحتكار، بالإضافة إلى الحاجة إلى إزالة التضارب بين المؤسسات الحكومية وتعزيز سرعة الأداء.

 ووفقاً للبيانات الرسمية، كانت وزارة التموين مسؤولة عن تنظيم السجلات التجارية، مراقبة الأسواق، حماية حقوق المستهلك، وحماية الملكية الصناعية والتجارية، إضافة إلى الإشراف على الجمعيات التعاونية والاستهلاكية.

من ينظر إلى هذه المهام وما كانت تعمل عليه الوزارة، هل أدت الوزارة هذه المهام أم عبارة عن بريستيج إداري وتعقيد وتضارب مسؤوليات أدت إلى ضعف الأداء، واليوم أمام الحاجة الماسة إلى وزارة رشيقة قادرة على التحرك السريع في اتخاذ القرارات كان لا بد من دمج الوزارتين بالإضافة إلى وزارة الصناعة في وزارة واحدة.

إلغاء وزارة التموين اليوم في ظل التوجه نحو الاقتصاد الحر يمنح التجار المنافسة وتحرير الأسعار، وما نأمله أن لا يتحول هذا التحرير إلى الاحتكار  وفلتان بالأسعار من خلال الحاصل خلال الفترة الأخيرة في سوريا.

ويرى مراقبون أن دمج الوزارات الثلاث يهدف إلى تقليص البيروقراطية، ومنح المؤسسات الاقتصادية مرونة أكبر في العمل، مع الإبقاء على دور إشرافي ورقابي فاعل من قبل الدولة، بما يضمن تحقيق التوازن بين تحرير السوق ومنع الاحتكار.

وحذرت مصادر اقتصادية من أن تحرير الأسعار دون رقابة صارمة قد يؤدي إلى تفلت الأسعار واحتكار السلع، داعيةً إلى وضع ضوابط تشريعية وإدارية متماسكة لضمان حماية المستهلكين.

يذكر أن الليرة السورية فقدت أكثر من 315% من قيمتها خلال عام 2023، مما أثر سلبًا على الاقتصاد السوري، وسط دعوات لتقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء، في ظل التحديات الاقتصادية الحالية.

يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

اقرأ المزيد
١٢ أبريل ٢٠٢٥
لماذا تتنازل الأمهات السوريات عن حضانة أطفالهن.؟ معاناة صامتة في ظل الحرب والنزوح

على مدى سنوات الحرب، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة مؤلمة لأطفال سوريين يتعرضون للعنف من أحد الأبوين أو من أسرهم، ما أثار موجات من الغضب الشعبي. وفي كثير من تلك الحالات، يتبين لاحقاً أن الأم مطلّقة ومُبعدة عن أبنائها، بعد أن اضطرت للتنازل عن حضانتهم قسرًا.

الطلاق والضغوط الاقتصادية.. أرقام مقلقة
تشير تقارير ودراسات اجتماعية إلى أن معدلات الطلاق في سوريا شهدت تصاعدًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة. وبحسب بيانات نشرها موقع "داتا بانداز"، حلت سوريا في المرتبة السابعة عربياً في معدلات الطلاق لعام 2024، حيث تقابل كل 29 ألف حالة زواج نحو 11 ألف حالة طلاق، وذلك في ظل التدهور المعيشي والأمني المستمر.

أمهات تحت الضغط: التنازل عن الحضانة خيارٌ لا بديل له
أجبرت ظروف الحرب الكثير من النساء على التنازل عن حضانة أطفالهن، نتيجة لعدة عوامل أبرزها غياب الاستقلال المالي. فقد بيّنت شهادات لعدد من الأمهات أن النفقة التي يحصلن عليها من أزواجهن السابقين لا تكفي لتغطية احتياجات الأطفال الأساسية، ما يدفعهن إلى التخلي عن حضانتهم تجنبًا لصراعات قانونية مرهقة، ولعدم رغبتهن بالدخول في نزاعات جديدة مع الطليق.

النزوح وتقلص المساحة الاجتماعية
أدى النزوح القسري إلى خنق الخصوصية، حيث لجأت مئات آلاف العائلات إلى المخيمات والمناطق العشوائية. وفي هذه البيئات المزدحمة، تُفرض على النساء المطلقات قيود اجتماعية مضاعفة. تقول إحداهن: "الناس يراقبون كل تصرف تقوم به المرأة المطلقة، وتُحمّل المسؤولية حتى عن أنفاسها".

وفي كثير من الحالات، اضطرت الأمهات إلى مغادرة منازل أزواجهن دون إمكانية اصطحاب أطفالهن، بسبب ضيق المساحة في بيوت أهلهن، أو لأن عائلتهن لا تستطيع تحمل أعباء إضافية وسط واقع اقتصادي متدهور. وتشير إحصائيات صادرة عن فريق "منسقو استجابة سوريا" إلى أن أكثر من 91% من العائلات في شمال غربي البلاد تعيش تحت خط الفقر.

الطلاق مقابل التنازل عن الأطفال
كشفت بعض النساء أن أزواجهن وضعوا شرط التنازل عن الحضانة لاستكمال إجراءات الطلاق، وهو ما قبلنه مضطرات هربًا من زيجات منهكة ومسيئة. كما تخشى العديد من الأمهات من تعرض أطفالهن لمكروه وهم تحت رعايتهن، الأمر الذي قد يعرضهن للوم اجتماعي واتهامات بالإهمال، حتى في حال لم يكن لهن يد فيما جرى.

فرص الزواج مجددًا.. واقع مُر
تؤكد تجارب نساء مطلقات أن فرصهن في الزواج مجددًا تتضاءل في حال احتفظن بحضانة أطفالهن، إذ ترفض كثير من العائلات تزويج أبنائها لنساء لديهن أبناء، رغم وجود استثناءات عديدة لرجل احتضن أبناء زوجته وأحبهم كأبنائه. لكن تبقى بعض الحالات المؤلمة حاضرة، حيث تعرض أطفال للإساءة من زوج الأم، ما دفعها لإعادتهم إلى والدهم أو عائلتها، خوفًا على سلامتهم.

اقرأ المزيد
1 2 3 4 5

مقالات

عرض المزيد >
● مقالات رأي
٢٤ يناير ٢٠٢٥
دور الإعلام في محاربة الإفلات من العقاب في سوريا
فضل عبد الغني - مؤسس ومدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان
● مقالات رأي
١٦ يناير ٢٠٢٥
من "الجـ ـولاني" إلى "الشرع" .. تحوّلاتٌ كثيرة وقائدٌ واحد
أحمد أبازيد كاتب سوري
● مقالات رأي
٩ يناير ٢٠٢٥
في معركة الكلمة والهوية ... فكرة "الناشط الإعلامي الثوري" في مواجهة "المــكوعيـن"
Ahmed Elreslan (أحمد نور)
● مقالات رأي
٨ يناير ٢٠٢٥
عن «الشرعية» في مرحلة التحول السوري إعادة تشكيل السلطة في مرحلة ما بعد الأسد
مقال بقلم: نور الخطيب
● مقالات رأي
٨ ديسمبر ٢٠٢٤
لم يكن حلماً بل هدفاً راسخاً .. ثورتنا مستمرة لصون مكتسباتها وبناء سوريا الحرة
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
٦ ديسمبر ٢٠٢٤
حتى لاتضيع مكاسب ثورتنا ... رسالتي إلى أحرار سوريا عامة 
Ahmed Elreslan  (أحمد نور)
● مقالات رأي
١٣ سبتمبر ٢٠٢٤
"إدلب الخضراء"... "ثورة لكل السوريين" بكل أطيافهم لا مشاريع "أحمد زيدان" الإقصائية
ولاء زيدان