اعتبر المحلل السياسي الموالي لنظام الأسد "غسان يوسف"، بأنّ السوريين الذين فرحوا بمقتل زعيم حزب الله اللبناني "حسن نصر الله"، هم بقايا "داعش والنصرة"، وسط تزايد التحريض على السوريين وانتقاد شماتتهم من مصرع الإرهابي نصر الله.
ويأتي اتهام المحلل الذي ظهر من العاصمة السورية دمشق، بأن السوريين ينتمون إلى تنظيمات إرهابية، إضافة إلى شخصيات إعلامية أخرى اعتبرت أن الشعب السوري الفرح بمقتل زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني، موالين لاحتلال الصهيوني.
وتشكل هذه الافتراءات خطورة كبيرة على السوريين لا سيما اللاجئين منهم في لبنان، عن مخاوفهم من التعرض لاعتداءات، بعد تسجيل العديد من الحالات في بيروت، عقب إعلان مقتل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، بغارة إسرائيلية.
ونقل موقع قناة الحرة الأمريكية عن شاب سوري، قوله: "نخشى الانتقام، ونخاف من رد عكسي على الفرح وحالة الشماتة الحاصلة بمقتل نصر الله"، وأشارت شابة سورية إلى أن "مشاعر الخوف من أي اعتداءات أو تجدد العنصرية القائمة جذورها بالفعل".
ونشر المذيع في قناة الجزيرة القطرية، "جمال ريان" تغريدة عبر حسابه في منصة إكس، "حذفها لاحقا"، حملت تحريضاً ضد السوريين، حيث اتهمهم بالعمالة لإسرائيل، ما استدعى حملة إعلامية قادها نشطاء وحقوقيين لمحاسبته، قبل أن يحاول التنصل بحجة اختراق حسابه.
وتجدر الإشارة إلى أن عدد من الشخصيات الإعلامية المثيرة للجدل اتخذت موقف مماثل داعم لميليشيات "حزب الله" اللبناني الإرهابي، وطلبت عدم الشماتة والفرح بما يحصل من تصعيد إسرائيلي ضده في لبنان، وبررت ذلك للحفاظ على ما يسمى بـ"وحدة الساحات" ودعم "جبهات الإسناد" في "محور المقاومة" المزعوم.
قصفت طائرات حربية إسرائيلية عدة مواقع للنظام السوري، في حي المزة بدمشق وسط معلومات عن استهداف اجتماع واغتيال شخصية جديدة، في حين أعلنت وسائل إعلام تابعة للنظام عن مقتل مذيعة نتيجة الغارات الإسرائيلية.
وحسب وزارة الدفاع في حكومة النظام فإن "الدفاع الجوي" تصدى لغارات إسرائيلية وأسقط معظم الصواريخ المعادية"، وأكدت أن القصف الإسرائيلي طال عدداً من النقاط بدمشق وأدى إلى مقتل 3 أشخاص وإصابة 9 آخرين.
ورجحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" فجر يوم الثلاثاء، بأن الهجمات الإسرائيلية على العاصمة السورية دمشق هي عملية اغتيال استهدفت سيارة في حي المزة جنوبي غرب المدنية.
وأعلنت "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون" لدى نظام الأسد مقتل المذيعة "صفاء أحمد" المعروفة بمواقفها التشبيحية إثر القصف الإسرائيلي على العاصمة دمشق، وسط أنباء غير مؤكدة حول مقتلها بصاروخ من مضادات النظام السوري.
وتداول موالون مقطعا مصورا قيل إنه في منزل المذيعة حيث تمت إصابتها بشكل مباشر بشظايا ناتجة عن انفجار "إحدى المسيرات والصواريخ المعادية" التي استهدفت المزة بدمشق، إلا أن حجم الدمار لا يوحي بأنه غارة جوية.
علما بأن المذيعة نشرت عبر حسابها في فيسبوك منشوراً يؤكد سماع "أصوات قوية تسمع في سماء دمشق" قبل الكشف عن مقتلها وتنحدر "صفاء أحمد" من حي الزهراء الموالي للنظام حمص، وتعرف بدعمها لنظام الأسد.
هذا واستهدفت إسرائيل بغارات جوية وصواريخ مواقع لنظام الأسد وإيران بالعاصمة السورية دمشق ومحيطها 25 مرة خلال عام 2023، كل مرة فيها بغارتين على الأقل، طالت أهدافاً عسكرية لجيش النظام والميليشيات الإيرانية.
كشفت مصادر أمنية تركية، اليوم الاثنين، عن تمكن جهاز الاستخبارات الوطنية، من تحييد لقمان إسماعيل القيادي بتنظيم "بي كي كي/ كي جي كي" الإرهابي والملقب بـ"شيار مختار"، بعملية أمنية شمال العراق.
ووفقا لوكالة "الأناضول" التي نقلت عن مصادر أمنية تركية، فقد توصلت المخابرات التركية عقب جمع المعلومات الاستخبارية، إلى أن إسماعيل وهو سوري الجنسية وعضو التنظيم الإرهابي، كان متواجدا في شمال العراق، وتم تحييد إسماعيل الذي كان نشطا في التنظيم الإرهابي منذ نحو 30 عاما بعملية استهداف مباشرة.
والإرهابي إسماعيل عضو "بي كي كي"، تلقى تدريبات على يد زعيم التنظيم المعتقل عبد الله أوجلان، وقام بأنشطة مسلحة في تركيا بين عامي 1996 و2004، وانتقل إلى منطقة الزاب عام 2004 وتلقى تدريبات في معسكرات الإرهابيين.
كما يتهم الإرهابي بأنه المخطط لهجمات ضد قوات الأمن التركية في ولاية شرناق بالسنوات السابقة، كما أعطى الأمر بشن هجوم بالقنابل على سيارتين في منطقة سيهان بولاية أضنة في عام 2019.
وتنفذ تركيا عمليات لمكافحة "بي كي كي" الإرهابي الذي يستهدف قواتها ومواطنيها، وينشط بدول في المنطقة بينها سوريا والعراق وإيران، ويتخذ "بي كي كي" من جبال قنديل شمال العراق معقلا له، وينشط في العديد من المدن والمناطق والأودية، ويشن منها هجمات على الداخل التركي، وفق وكالة "الأناضول".
وثق ناشطون في المنطقة الشرقية، مقتل سائق شاحنة مدني يتحدر من بلدة السويعية قرب البوكمال على يد عناصر حاجز لميليشيا "لفرقة الرابعة" بمدينة القورية شرقي دير الزور.
وذكر موقع "نهر ميديا" أن السائق، يدعى "يوسف حسن الهزاع"، مشيرا إلى أن عناصر ميليشيات الفرقة الرابعة في قوات الأسد، سرقوا مبلغ 450 مليون ليرة سورية منه بعد قتله.
ولفت إلى أن الضحية يعمل سائقاً لدى تاجر من البوكمال اسمه "جلود الهدهد"، وهو تاجر ومهرب مواد غذائية وإسمنت ومواشي، وأنّ الأموال التي كانت بحوزته وسرقها عناصر الرابعة تعود للهدهد.
وتذرعت ميليشيات الرابعة بأن استهداف السائق جاء بسبب عدم توقفه للحاجز حيث تم استهدافه عبر مضاد أرضي، كما تم استهداف سيارة ثانية كانت بجانب سيارته وكانت الأضرار مادية فقط.
ونوهت مصادر أنه حضر تشييع “الهزاع” “عدنان المسعود” قائد ميليشيا “لواء أبو الفضل العباس” التابع للميليشيات الايراينة بمدينة الميادين، وأقيم له عزاء مع ابن عمه (عنصر في الميليشيات الإيراينة) والذي قتل بغارة في بلدة الهري قبل ساعات من استهداف “الهزاع”.
وأفادت مصادر محلية، اليوم السبت 27 تموز/ يوليو الماضي، بأن شاباً قتل برصاص ميليشيات الأسد المتمركزة في حاجز القوس على مدخل مدينة الرحيبة الواقعة بمنطقة القلمون بريف دمشق.
وقالت المصادر إن الشاب "محي الدين أبو زيد" قتل بعد إطلاق النار عليه بشكل مباشر من قبل عناصر ميليشيا الأسد في مدينة الرحيبة بريف دمشق، ويبلغ من العمر حوالي 20 عاماً.
وكان قتل شاب وأصيب شقيقه، برصاص مباشر أطلقه عناصر حاجز لقوات النظام السوري في بلدة زاكية بريف دمشق خلال مرورهما عبر الحاجز وادعى عناصر الحاجز بأنّ الشابين المستهدفين كانا على متن دراجة نارية ولم يتوقفا على الحاجز للتفتيش.
قالت مصادر إعلاميّة موالية لنظام الأسد إن أسعار المدافئ العادية والكهربائية في مناطق سيطرة النظام سجلت ارتفاعاً كبيراً مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب دخول فصل الشتاء، إذ قدرت نسبة الارتفاع بنسبة 100 % مقارنة بالعام الفائت.
وبحسب صحيفة تتبع للإعلام الرسمي لدى نظام الأسد فإن معاناة السوريين لا تقف عند تأمين سعر المدفئة، إنما تزيد رداءة المدافئ المصنوعة محليا معاناتهم، وتجعل من شراء تلك المدافئ مغامرة غير مضمونة.
ومع انخفاض درجات الحرارة في سوريا، بادر التجار إلى الإسراع في طرح المدافئ العادية والكهربائية في الأسواق، ولكن بأسعار ارتفعت بنسبة 100% مقارنة بالعام الفائت.
وصرح أمين سر جمعية حماية المستهلك، "عبد الرزاق حبزة"، في حديثه لأحد المواقع الإعلامية الموالية لنظام الأسد إنهم يطالبون بدور رسمي في دراسة العينات، مؤكداً غياب الأمن الصناعي في سوق الكهربائيات.
وذلك بسبب انتشار منتجات رديئة مصنعة في ورشات مخالفة، مما يشكل خطراً على المستخدمين نتيجة لاستخدام مواد سيئة مثل "فيش" الحديد بدل النحاس، مما يسبب ارتفاع الحرارة وحدوث الحرائق.
وكانت قدّرت مواقع اقتصادية ارتفاع أسعار المدافئ في مناطق سيطرة النظام إلى نحو 3 أضعاف خلال عام واحد، في ظل تجاهل نظام الأسد لحالة فلتان الأسواق وضعف السيولة والقدرة الشرائية للمواطنين.
وتشير تقديرات العام الماضي بأن أسعار المدافئ في الأسواق السورية قفزت إلى أعلى مستوياتها لأكثر من 3 أضعاف وسجلت بعض المدافئ أرقاماً خيالية تتراوح بين 4 إلى 7 ملايين ليرة بحسب الحجم والنوعية.
وتجدر الإشارة إلى أن حالة من الارتباك والشلل ضربت الأسواق السورية في مناطق سيطرة النظام عقب القرارات التي أصدرها الأخير وتضمنت زيادات على أسعار البنزين والمازوت والغاز السائل والفيول، ورغم التمهيد الحكومي لها، إلا أنها أحدثت صدمة كبيرة وسط فوضى أسعار غير مسبوقة شملت مختلف أنواع السلع والخدمات.
شنت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومنافذ تحت سيطرة مشتركة من قبل نظام الأسد وحزب الله على الحدود السورية اللبنانية، في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي تكثيف العمليات الجوية هناك.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه كرر الغارات الجوية بين سوريا ولبنان التي استهدفت مواقع نقل وسائل قتالية من الشرق إلى داخل الأراضي اللبنانية، يتم إحضارها إلى مواقع إنتاج لتصنيع مختلف الوسائل القتالية لدى حزب الله.
وأعلنت "هيئة البث الإسرائيلية" (كان) بوقت سابق أن طائرات إسرائيلية قصفت 8 مواقع منها قرب منافذ حدودية على الحدود بين لبنان وسوريا، وسط معلومات عن استهداف إمدادات ومخازن لحزب الله اللبناني.
واستهدفت طائرات حربية إسرائيلية في أوقات متفرقة خلال يومي السبت والأحد نقاطاً في عسال الورد وسرغايا بريف دمشق، شملت معابر غير شرعية ايضاً تتبع لميليشيا حزب الله وتنشط فيها عمليات نقل السلاح إلى مجموعات الحزب في لبنان.
وفي ظل غياب أي تعليق رسمي من قبل النظام، ذكرت مصادر أن الاستهدافات الإسرائيلية تكررت مؤخرًا بشكل غير مسبوق وطالت بيت سابر بسفوح جبل الشيخ بريف دمشق ومنطقة ضهر البيدر على طريق دمشق – بيروت.
وذكرت مصادر محلية بأن غارة إسرائيلية طالت معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان بالقرب من هنغار الجمارك، دون تعليق من نظام الأسد الذي أقر بوقت سابق بمقتل 5 عناصر وجرح آخرين بقصف نقطة عسكرية قرب منفذ حدودي مع لبنان.
فيما أكد ناشطون في موقع "صوت العاصمة" حدوث قصف إسرائيلي يستهدف منطقة يعفور بريف دمشق، يوم أمس الأمر الذي تكرر اليوم الاثنين 30 أيلول/ سبتمبر مع سماع دوي انفجارات في محيط العاصمة دمشق.
ونفى الموقع المحلي استهداف فيلا تعود لـ"ماهر الأسد" زعيم ميليشيا الفرقة الرابعة مشيرا إلى أن القصف طال أحد المعابر غير الشرعية التابعة لميليشيا حزب الله بين بلدات يعفور وكفر فوق على الحدود السورية – اللبنانية.
وحسب وسائل إعلام محلية الدفاعات الجوية تُحاول التصدي لصواريخ إسرائيلية في سماء ريف دمشق، وسط إطلاق رصاص كثيف في ضاحية قدسيا بريف دمشق بعد سماع دوي انفجارات في أجواء ريف دمشق الغربي على الحدود مع لبنان.
وأكد شهود عيان لـ"صوت العاصمة" أن المسيرات الإسرائيلية اخترقت الأجواء السورية ووصلت إلى محيط البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق، ونفذ طائرات حربية إسرائيلية غارة يوم أمس غربي العاصمة السورية دمشق.
ومن دمشق إلى حمص، أكد ناشطون سوريون تنفيذ عدة غارات إسرائيلية على مناطق قرب مدينة القصير، وأفاد نشطاء في المنطقة بأن أصوات الانفجارات الضخمة تهز حمص نتيجة الغارات الإسرائيلية على الحدود السورية اللبنانية.
وأكدت وسائل إعلام مقربة من إيران بأن الغارات الإسرائيلية وصلت إلى تخوم الحدود اللبنانية السورية، ويوم أمس تم استهداف بلدة حوش السيد علي شمال قضاء الهرمل عند الحدود مع سوريا، كما سجلت غارات على مواقع جنوب غرب حمص.
وقالت مصادر إن الطيران الإسرائيلي استهدف إحدى قواعد الدفاع الجوي لجيش النظام في منطقة وادي حنا بريف حمص، تسببت بخروج منظومات للدفاع الجوي عن الخدمة ومقتل 8 عناصر لحزب الله كانوا ضمن الموقع المستهدف.
وذكرت مصادر محلية، أن دوي انفجارات سمع في ريف حمص الغربي، في حين أشارت وكالة "سبوتنيك" إلى تصدي الدفاعات الجوية لمحاولة دخول طائرات مسيرة مجهولة الأجواء السورية من جهة الحدود اللبنانية في ريف حمص الغربي.
إلى ذلك قتل وجرح عناصر من ميليشيا الباقر المدعومة من إيران بقصف طائرة مسيّرة مجهولة على الطريق العام الواصل بين مدينتي القورية والعشارة ظهر يوم الأحد 29 أيلول/ سبتمبر الحالي.
وجاء ذلك عقب سلسلة غارات شنتها طائرات يعتقد أنها أميركية طالت مواقع عسكرية ومقرات عديدة تتبع للميليشيات الإيرانية في ديرالزور شرقي سوريا، وامتدت إلى استهداف نقاط عدة على الحدود السورية العراقية.
وبث ناشطون صورا تؤكد قطع طريق دير الزور - الميادين بشكل كامل بالقرب من مطار دير الزور جراء غارات جوية استهدفت المكان في مؤشرات على أن القصف الجوي هدفه قطع إمدادات الميليشيات الإيرانية التي تمر من سوريا.
هذا ومع تكرار الغارات الجوية على دمشق وحمص ودير الزور لم يصدر عن قوات النظام أي بيان رسمي حول هذه الاستهدافات وعادة ما يصدر عن وزارة الدفاع بيانات إعلاميّة تزعم "التصدي للعدوان وإسقاط صواريخ معادية".
قال "نعيم قاسم" نائب الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني، في كلمة متلفزة هي الأولى لمسؤول في حزب الله منذ إعلان مقتل الأمين العام للحزب "حسن نصر الله"، إن لدى الحزب خططاً عسكرية وضعها نصر الله للمواجهة، فيما هناك بدائل ونواب للقادة الذين قتلوا سيتابعون القتال وتنفيذ الخطط.
واعتبر "قاسم"، أنّ الحزب سيختار أمينه العام في أقرب فرصة، وأضاف: "ستتابع منظومة القيادة والسيطرة والمجاهدين ما كنت تتابعه أيها الأمين (في إشارة إلى نصرالله) بالدقة نفسها وبالخطوات التي رسمتها، وقد تابع الأخوة عملهم كنتيجة للهيكلية المنظمة التي أسستها، والتي تتابع في أصعب الظروف والخطط البديلة التي وضعتها للأفراد والقادة البدائل، نحن نتعامل معها، والجميع حاضر في الميدان".
وأضاف: "نتابع القيادة وإدارة المواجهة بحسب هيكلية الحزب، وفي هيكليته يوجد نواب للقادة، وبدائل احتياط جاهزة عندما يصاب القائد في أي موقع كان"، مضيفاً: "سنختار أميناً عاماً للحزب في أقرب فرصة، وبحسب الآلية المعتمدة للاختيار في الحزب، ونملأ القيادات والمراكز، كونوا مطمئنين أن الخيارات ستكون سهلة لأنها واضحة ولأننا على قلب واحد".
وختم حديثه بالقول "إذا كان هناك أحد يعتبر أنه سينتظر بعض التعيينات ليرى ما سيحصل، أقول لكم ما يحصل الآن هو قيد المتابعة العادية والطبيعية، ولا تنتظروا أموراً قد لا تكون على خاطركم أيها الأعداء".
وأعلن قاسم أن قوات المقاومة جاهزة للالتحام البري إذا قرر الاحتلال الإسرائيلي أن يدخل برياً إلى لبنان، وقال: "نحن أعددنا وتجهزنا، وواثقون أن العدو الإسرائيلي لن يحقق أهدافه وسنخرج منتصرين من هذه المعركة".
وأضاف "حزب الله مستمرّ بأهدافه وميدان جهاده". وشدد على أنه رغم فقدان عدد من القادة، والاعتداءات على المدنيين في كل لبنان، ورغم التضحيات الكبيرة، لن نتزحزح قيد أنملة عن مواقفنا الصادقة والشريفة والمقاومة ستواصل مواجهة العدوّ الإسرائيلي مساندة لغزّة وفلسطين، ودفاعاً عن لبنان وشعبه وردّاً على الاغتيالات وقتل المدنيين.
قال قاسم إنه لدى الحزب خطط عسكرية وضعها نصر الله للمواجهة، وشدد على أن إسرائيل لن تتمكن من أن تطاول قدرات حزب الله العسكرية، معتبراً أن ما يقوله الإعلام الإسرائيلي حلم، "فلم ولن يصلوا إلى قدرتنا عبر الاغتيالات، فهي متينة وكبيرة".
ولفت إلى أن "العدو يعمل في اتجاهين، ضرب القدرة البشرية والعسكرية للمقاومة لتعطيل القدرة، وضرب القرى والمدنيين لإيجاد شرخ بين المقاومة وشعبها"، مؤكداً أن "المعركة قد تكون طويلة، والخيارات مفتوحة أمامنا".
ونفى قاسم ما ذكره الاحتلال الإسرائيلي حول اغتيال 20 قائداً من حزب الله في الغارة التي أدت إلى مقتل نصر الله، مشيراً إلى أنّ "الذين كانوا مع نصر الله في الاجتماع، الجهادي الحاج علي كركي، وعباس نيلفروشان الذي كان من القادة في الحرس الثوري الإيراني يتابعون في لبنان، وخلافاً لما ذكر العدو الإسرائيلي لم يكن هناك اجتماع لعشرين من القادة، هؤلاء من اجتمع معهم وكان معه الأخوة الذين يحيطون به، قائد حرسه، الأخ إبراهيم جزيني، والأخ المجاهد الذي يتابع معه دائماً الأخ سيمر حرب جهاد رحمهما الله جميعاً، كل الذين كانوا من المرافقين ويتابعون معه".
وتابع "راقبوا ما حصل بعد اغتيال نصر الله، استمرت عمليات المقاومة الإسلامية بالوتيرة نفسها وزيادة، تم ضرب قواعد على بعد 150 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، وتم ضرب حيفا بصاروخ، وقد اعترف الجيش الإسرائيلي أمس بأن مليون شخص دخل إلى الملاجئ من صاروخ واحد، والحبل على الجرار. ولكن هذا مرتبط بكيفية إدارة المعركة والمتابعة"، مشيراً إلى أن "ما نقوم به هو الحد الأدنى كجزء من خطة متابعة المعركة، وبحسب تقديرنا، والخطط المرسومة، وما يتطلبه الميدان".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تساند إسرائيل بكلّ إمكاناتها، وتشاركها بمجازرها بالدعم العسكري المفتوح بلا حدود، وكلّ أشكال الدعم الأخرى، مضيفاً: "إذا اعتقدت إسرائيل أن يدها المفتوحة دولياً، وتصميمها على الوحشية والعدوان سيحقق لها أهدافها، فهي واهمة".
وكان أعلن "حزب الله اللبناني" في بيان رسمي اليوم السبت 28 أيلول 2024، مقتل الأمين العام للحزب الإرهابي "حسن نصر الله"، وذلك بعد ساعات من إعلان "الجيش الإسرائيلي" خبر مقتله إلى جانب قادة آخرين بضربة جوية نفذت على مركز الحزب الرئيسي في الضاحية الجنوبية يوم أمس الجمعة.
وقال بيان الحزب: "سماحة السيد، سيد المقاومة، العبد الصالح، انتقل إلى جوار ربه ورضوانه شهيدًا عظيمًا قائدًا بطلًا مقدامًا شجاعًا حكيمًا مستبصرًا مؤمنًا، ملتحقًا بقافلة شهداء كربلاء النورانية الخالدة في المسيرة الإلهية الإيمانية على خطى الأنبياء والأئمة الشهداء".
وقال إنّ قيادة حزب الله "تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف".
قالت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الاثنين، إن إيران تستعد لتعزيز قوة الردع عبر نقل المقاتلين إلى سوريا ولبنان، وذلك بعد حديث إسرائيلي عن نقل آلاف المقاتلين إلى الحدود السورية مع الجولان المحتل.
ووفق مصدر مطلع (لم تسمه)، فإن إيران نقلت آلاف من المقاتلين من العراق إلى سوريا خلال الشهرين الماضيين، وتحاول حالياً نقلهم إلى المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان.
ولفتت إلى أن كلاً من العراق وسوريا ستتحولان إلى قنوات رئيسية لنقل موارد إلى "حزب الله" اللبناني، وبينت أن "حزب الله" بنى شبكة أنفاق معقدة على الحدود بين لبنان وسوريا، وأن بعض قادته فروا إلى سوريا.
وسبق أن قالت صحيفة "هآرتس" العبرية في تقرير لها، إن الجيش الإسرائيلي يتابع بقلق وصول نحو 40 ألف مقاتل، من دول مختلفة بما في ذلك العراق واليمن وسوريا إلى مناطق قريبة من مرتفعات الجولان السوري المحتل، في إشارة إلى المناطق الجنوبية من سوريا.
وأوضحت الصحيفة، أن المقاتلين ينتظرون دعوة الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" للانضمام إلى القتال، وتقول المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إنه على الرغم من أنهم ليسوا مقاتلين محترفين بشكل خاص، إلا أن هذا أمر مثير للقلق.
وبينت المؤسسة الأمنية أنها شاهدت وعاينت ما يمكن أن تفعله قوة مكونة من 2000 إلى 3000 رجل مسلح عندما تفاجئ مستوطنة وتهاجمها، وقالت "هآرتس" إن السلطات في تل أبيب وبالرغم من الإضرار بقدرات حزب الله الصاروخية وإلحاق الضرر بعناصره وقتل المئات من أعضائه منذ بداية الحرب في العام الماضي بما في ذلك مقاتلون من وحدات النخبة، تعتقد أن نصر الله لن يجد صعوبة في تجنيد عدد كبير من المقاتلين ضد إسرائيل.
وصرح مسؤول إسرائيلي كبير "إذا لزم الأمر سنتحرك في سوريا أيضا لنوضح لدمشق بشكل أفضل أننا لم نعد نقبل وجودهم هناك"، في الوقت الذي دخلت فيه المواجهة بين "إسرائيل وحزب الله" اللبناني مرحلة جديدة بعدما شنت طائرات الجيش الإسرائيلي غارات جوية مكثفة على مدار اليومين على أماكن متفرقة في لبنان، قابلتها عمليات مكثفة من حزب الله.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ختام زيارته لإحدى قواعد وكالة المخابرات الإسرائيلية بشن ضربات جديدة ضد حزب الله في لبنان، في وقت تواصل إسرائيل حربها المدمرة على قطاع غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
"نعم نعم، طريق القدس يمر بالقلمون والزبداني وحمص وحلب والسويداء والحسكة"، بهذه الكلمات برر متزعم ميليشيات حزب الله اللبناني "حسن نصر الله" تدخل الحزب الإرهابي في سوريا، وسبق ذلك قوله إذا احتاجت المعركة سأذهب أنا وكل حزب الله إلى سوريا معتبراً القتال فيها للحفاظ على وجود المقاومة ضد "المشروع التكفيري".
لا شك أن تدخل "حزب الله اللبناني" المبكر إلى جانب نظام الأسد ساهم بشكل كبير في زيادة جرائم القتل والتدمير والتهجير بدوافع طائفية، وكانت البداية الشهيرة من مدينة القصير بريف حمص، وصولاً إلى تمدد جرائم الحزب على الجغرافية السورية، لتمر السنوات ويوضع الحزب بشكل اضطراري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
ومنذ بداية التصعيد بين ميليشيات حزب الله والاحتلال الإسرائيلي في 8 تشرين الأول/ أكتوبر، الذي بدأ بشكل حذر ومضبوط للغاية من جهة الحزب حيث اقتصر ولا يزال على ضرب أعمدة ومزارع دواجن وأبقار ومناطق مفتوحة ومسطحات مائية، دون أن يحقق أي من الأهداف المزعومة المعلنة رسميا وهي "مساندة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة".
تساؤلات كبيرة مع حجم الاختراق الكبير.. الأجوبة في انخراط الحزب بسوريا
تؤكد المعطيات والأحداث المتسارعة بأن ميليشيات حزب الله اللبناني تواجه تحدياً هائلاً يتعلق بسد الثغرات التي سمحت لعدوها اللدود إسرائيل بتدمير مواقع الأسلحة وتفخيخ أجهزة اتصالاتها اللاسلكية واغتيال قياداتها وصولاً إلى أمينها العام "حسن نصرالله"، الذي ظل مكان وجوده سراً محفوظاً بعناية لسنوات.
وتشير معلومات بأن توسع حزب الله اللبناني في سوريا، ساهم بشكل كبير في اختراق صفوفه، وفي مقابلة متلفزة قال أحد الإعلاميين اللبنانيين إن منذ تدخل الحزب الإرهابي في سوريا وضع نفسه تحت مجهر دون أن يعلم حجم الاختراق الكبير الذي حصل حتى لأجهزة الاتصالات.
وألمح إلى وجود عملاء وخدمات قدمتها جهات تتبع للمخابرات التابعة للنظام السوري بهذا الخصوص ما عمل حجم الاختراق في صفوف الميليشيات التي تشكل ذراع إيراني في المنطقة مدعوما بشكل مباشر من قبل نظام الأسد الذي قد يكون استغل حجم الثقة مع هذه الميليشيات وكشف معلومات جليلة عنها تحت الطاولة وفق تحليلات.
وقال الباحث السوري في دراسات الحرب، "عامر عبيدة" ضمن حلقة بودكاست إن الحزب اضطر إلى زيادة تواصلاته ضمن آليات كثيرة خلال تدخله لصالح نظام الأسد ما سهل عملية اختراقه، في سوريا التي باتت ساحة سهلة الوصول من أي جهاز استخباراتي بالعالم.
ثمن دعمه للأسد.. حزب الله يدفع فاتورة جرائمه بمقتل وتشريد قادته
في تقرير مطول نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن اختراق إسرائيل لحزب الله، قالت إن الاختراق بدأ بعدما دخل حزب الله سوريا وشارك في قمع الثورة السورية ونقلت عن ضباط مخابرات اسرائيليين معلومات عن وسائل الاختراق التي قاموا بها،كما نقلت عن سياسي لبناني قوله:" إن اختراق حزب الله من قبل المخابرات الإسرائيلية أو الأمريكية كان "ثمن دعمهم للأسد".
وقال: "كان عليهم الكشف عن أنفسهم في سوريا"، حيث اضطرت المجموعة السرية فجأة إلى البقاء على اتصال وتبادل المعلومات مع جهاز المخابرات الأسد الفاسد بشكل سيئ السمعة، أو مع أجهزة المخابرات الروسية، التي كانت تخضع لمراقبة منتظمة من قبل الأميركيين.
ونقلت عن الدكتور يزيد صايغ، زميل بارز في مركز كارنيغي للشرق الأوسط قوله : "لقد تحولوا من كونهم منضبطين للغاية ومتشددين إلى شخص "عندما يدافع عن الأسد" يسمح بدخول عدد أكبر بكثير من الناس مما ينبغي". "كان الرضا عن الذات والغطرسة مصحوبين بتحول في عضويتها - فقد بدأوا في الضعف".
وكان التركيز الإسرائيلي الموسع على حزب الله في المنطقة مصحوبًا بميزة تقنية متنامية، وفي نهاية المطاف لا يمكن التغلب عليها - أقمار التجسس والطائرات بدون طيار المتطورة وقدرات القرصنة الإلكترونية التي تحول الهواتف المحمولة إلى أجهزة تنصت.
مسؤولي الحزب من الظل إلى العلن.. نبع من البيانات المنشورة بحوزة إسرائيل
كشف مسؤولون سابقون وحاليون في الاستخبارات الإسرائيلية، أن انخراط حزب الله في القتال لصالح نظام الأسد، كان بمثابة كعب أخيل، الذي سمح لتل أبيب بتحقيق طفرة في اختراق الحزب، بعدما ظلت بنيته السرية عصية على الاختراق لعقود.
فبعد أقل من عقدين على فشلها ثلاث مرات في اغتيال "نصر الله" خلال حرب عام 2006، تمكنت إسرائيل من تحديد موقعه بدقة يوم الجمعة الماضي، وقتله مع نحو 20 من أبرز قادة الحزب، بعد أسابيع من الاغتيالات والتصفيات والهجمات غير التقليدية.
هذا التغير النوعي استند، إلى الصورة الاستخباراتية الكثيفة التي أتاحها نشر حزب الله عناصره في سوريا في 2012 لقتل وتهجير السوريين وهو ما شكل انكشافاً أظهر من كان مسؤولاً عن عمليات الحزب، ومن كان يحصل على ترقية، ومن كان فاسداً، ومن عاد للتو من رحلة غير مفسرة.
وكانت كشفت مصادر إعلاميّة إيرانية عن هوية أحد المستهدفين بالغارة الإسرائيلية التي استهدفت سيارة على طريق "يعفور- الصبورة"، قرب دمشق حيث تبين أنه كان الحارس الشخصي لأمين عام ميليشيات حزب إيران اللبناني "نصر الله".
ونعى الإعلام التابع لميليشيات حزب الله" 3 أشخاص أحدهم "ياسر نمر قرنبش"، الملقب "الحاج أمين" وينحدر من بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان، و"مصطفى سلمان وعلي ويزاني" من الجنوب اللبناني وقال الحزب إنهم قتلوا "على طريق القدس".
وتعرضت ميليشيا "حزب الله" لاختراقات كبيرة سابقا، خلال عمليات اغتيال قادة بما فيهم القيادي الثاني في الحزب فؤاد شكر، يضاف إلى ذلك معرفة توقيت رد حزب الله وقصفهم قبل نصف ساعة من الرد، تبع ذلك اختراق أجهزة التواصل وتفجيرها بآلاف العناصر، وصولا إلى استهداف الاجتماع السري الأخير.
هذا ومنذ أكتوبر الماضي وحتى 20 سبتمبر الحالي، أعلن حزب الله اللبناني عن مقتل 482 من ميليشياته، وفق إحصاء قامت به وكالة الأنباء التركية "الأناضول" استناداً إلى البيانات الرسمية الصادرة عن "الإعلام الحربي"، ومع النعوات الأخيرة يتخطى عدد القتلى "رسميا" حاجز 500 قتيل.
وتجدر الإشارة إلى أن حزب الله الإرهابي دعم نظام الأسد وشارك بعدة جرائم ومجازر بحق الشعب السوري ولا يزال يحتل العديد من المناطق السورية أبرزها مدينة القصير بريف حمص التي احتفل بتدميرها وتهجير سكانها، قبل أن يحولها إلى معقل لإنتاج المخدرات، ومقابل الوحشية والإجرام بالقصف على السوريين لم يُشاهد أي فعل مماثل أو رد حقيقي على القصف الإسرائيلي المتكرر الذي فتك و أذل الحزب وأنصاره.
أعلن "أوليغ إيغناسيوك" نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، أن القوات الجوية الروسية في سوريا نفذت ضربات على 21 تجمعا للمسلحين في محافظتي حمص ودير الزور.
وقال إيغناسيوك في مؤتمر صحفي: "نفذت القوات الجوية الروسية ضربات في مناطق صحراوية بمحافظتي حمص ودير الزور ضد 21 تجمعا لمسلحين خرجوا من منطقة التنف".
وأكد المسؤول الروسي أن طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة يواصل خلق المخاطر في سماء سوريا، من خلال التحليق غير المنسق مع الجانب الروسي وانتهاك بروتوكولات منع التصادم.
وسبق أن أعلن مركز المصالحة الروسي في سوريا، لأكثر من مرة عن رصده انتهاكات لبروتوكولات منع الصدام في سوريا من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، في عودة لتصعيد التصريحات التي تتحدث عن صدامات وخرق لبروتوكولات منع التصادم.
وتعمل روسيا في الآونة الأخيرة على زيادة وتيرة الإعلان عن استهداف مسلحين في البادية السورية بمحافظات حمص ودير الزور، مع توجيه أصابع الاتهام لقوات التحالف الدولي المتمركزة في قاعدة التنف، مع تأكيدها المتكررة بأن المسلحين خرجوا من تلك المنطقة، لتثبيت الرواية وتتهم التحالف بدعم خلايا داعش هناك.
وأعلن المركز الروسي كذلك عن رصده انتهاكا واحدا لاتفاق تجنب الصدامات من قبل الطيران الأمريكي، وهو متعلق بتحليق للطائرات المسيرة لم يتم تنسيقه مع الجانب الروسي، وأشار كذلك إلى تسجيل 10 انتهاكات من قبل طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة فوق منطقة التنف خلال اليوم الأخير.
وأعلنت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015، وتسببت في مقتل 6969 مدنياً 44% منهم أطفال ونساء و1251 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، وكان موقف روسيا واضحاً من الحراك الشعبي في سوريا في آذار/ 2011، والذي طالب بتغيير سياسي ينهي السيطرة المطلقة لعائلة الأسد على حكم سوريا منذ عام 1970.
ووفق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، تورطت روسيا في ارتكاب انتهاكات واسعة إلى جانب النظام السوري، ورغبتها في حماية نفسها من أية إحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى تصويتها في جميع دورات مجلس حقوق الإنسان أي 21 مرة، ضد كافة القرارات التي من شأنها أن تدين العنف والوحشية التي يتعامل بها النظام السوري مع مخالفيه، بل وحشدت الدول الحليفة لها مثل: الجزائر وفنزويلا وكوبا وغيرها للتصويت لصالح النظام السوري.
قال فريق "منسقو استجابة سوريا"، إنه وبعد تسع سنوات من التدخل العسكري الروسي في سوريا، ثبت أن روسيا استهدفت في غالب طلعاتها الجوية مناطق المدنيين، مما يوضح هدفها في الاستمرار بقتل الشعب السوري وتدمير ما تبقى من المرافق الحيوية والبنى التحتية في سورية استكمالاً لما بدأه النظام السوري وقواته العسكرية عبر مئات الغارات الجوية السلاح الجو الروسي بشكل يومي.
وسببت الغارات وفق الفريق سقوط الآلاف من الضحايا المدنيين من بينهم المئات من النساء والأطفال، وأدت إلى دمار كبير في الأبنية والمؤسسات الخدمية والمرافق الصحية، إضافة إلى ملايين النازحين داخليا واللاجئين.
وأوضح الفريق أنه في مثل هذا اليوم من العام 2015 أعلنت روسيا تدخلها العسكري بشكل رسمي في سوريا مسبية الآلاف من الضحايا المدنيين ونزوح ملايين السوريين واتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال عمليات القصف البري والجوي وما تبعها من عمليات التغيير الديمغرافي والتهجير القسري الممنهج.
واتخذت روسيا قرارها بالمضي في التدخل العسكري المباشر السورية، واستهداف المدنيين وأماكن تجمعاتهم في محاولة منها لدعم النظام السوري، واستكمال مخططها مع إيران في السيطرة على الأراضي السورية.
ووفق الفريق، استخدمت روسيا الفيتو 17 مرة معظمها يتعلق بدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين في مختلف المناطق السورية والتركيز على مناطق شمال غرب سوريا تحديداً، وأكثر من مليون مدني ضحايا وإصابات ومتضرر جراء التدخل الروسي، وأكثر من 200 ألف معتقل ومغيب قسراً.
وقال الفريق إن مجلس الأمن الدولي لم يستطع تصديق أي قرار أو تحويله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص التدخل الروسي أو فيما يتعلق بالملف السوري، مبينة أن أكثر من 6.6 مليون نازح وما يقارب 6.9 مليون لاجىء في مختلف دول العالم.
وتحدث الفريق عن أن آلاف الضحايا المدنيين قتلوا نتيجة مخلفات الحرب واستخدام الأسلحة الكيمائية في مناطق مختلفة من سوريا، في حين تجاوزت نسب الدمار في سوريا للمنشآت والبنى التحتية نسبة %45 وتصل إلى 60% في حال حصر الأضرار الجزئية.
وأكد الفريق أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يخالف الفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة في عدم جواز استعمال القوة في العلاقات الدولية، كما يخالف المادة الرابعة والعشرين والتي توجب على روسيا الحفاظ على السلم والأمن الدوليين كونها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الرابعة والعشرين والتي تو سوريا.
ويخالف المادة الحادية والخمسين التي أجازت للدول استخدام القوة في الدفاع عن النفس، ولا يوجد أي حدود برية بين روسيا وسورية، ولا توجد حالة اعتداء من السوريين على روسيا، وهذا لا يجيز لها التذرع بحالة الدفاع عن النفس. وخالفت روسيا ايضا قرار مجلس الأمن رقم 2170 لعام 2014، والذي ينص على عدم تلقائية الخيار العسكري للدول في تطبيق مكافحة الإرهاب، بل اشترط الرجوع إلى مجلس الأمن لأخذ هذا القرار.
وأكد الفريق أنه لا يمكن إجراء أي عملية سياسية تخص الشأن السوري، قبل إشراك جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء وإيقاف التدخل الروسي في سوريا، وإنهاء عملية استهداف المدنيين في أي منطقة من سوريا وتأمين الإفراج عن المعتقلين والأشخاص المحتجزين بشكل تعسفي.
وشدد الفريق على ضرورة تحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤوليتها اتجاه المدنيين في سوريا وضرورة العمل على إنهاء التدخل العسكري الروسي في سوريا والعمل على التمهيد لعملية سياسية حقيقية تضمن حقوق ومتطلبات الشعب السوري بشكل كامل.
أصدرت "الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان" اليوم، تقريرها السنوي التاسع عن أبرز انتهاكات القوات الروسية منذ بدء تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015، مشيرةً فيه إلى مقتل 6969 مدنياً 44% منهم أطفال ونساء و1251 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية على يد القوات الروسية.
ولفت التقرير - الذي جاء في 33 صفحة- إلى أنَّه منذ إعلان روسيا عن تدخلها العسكري في سوريا وبالتالي أصبحت طرفاً في النزاع المسلح في سوريا، قامت الشَّبكة على مدى السنوات الماضية بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي مارستها القوات الروسية، وكان موقف روسيا واضحاً من الحراك الشعبي في سوريا في آذار/ 2011، والذي طالب بتغيير سياسي ينهي السيطرة المطلقة لعائلة الأسد على حكم سوريا منذ عام 1970.
وبينت الشبكة أن روسيا وقفت بكامل قوتها السياسية إلى جانب النظام السوري، وقدمت استشارات عسكرية، وصولاً إلى مرحلة التدخل العسكري المباشر، وقالل فضل عبد الغني مدير الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان: "على الرغم من آلاف الانتهاكات التي قامت بها روسيا في سوريا، فإنَّها لم تفتح تحقيقاً واحداً بانتهاك قواتها، ومحاسبة أي قائد عن قصف المشافي والأسواق والمدارس، بل إنَّها تنكر كافة التقارير الموثَّقة، وتتهمها بالتزوير والتضليل، وتنحدر بذلك إلى مستوى يماثل النظام السوري. يجب على روسيا تحمل مسؤولياتها القانونية، وفتح تحقيقات جدية، والبدء بتعويض الضحايا".
تحدَّث التقرير عن مساهمة التدخل العسكري الروسي باستعادة النظام السوري السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية بعد أن كانت قد خرجت عن سيطرته في الفترة بين 2011 – 2015، إضافة إلى أنَّ الدعم الروسي للنظام السوري لم يتوقف بل امتدَّ هذا الدعم ليشملَ مختلف المجالات، بما في ذلك تبرير استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية، والتشكيك في تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، واستغلال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود، وتسخير وسائل الإعلام في البروبوغندا لصالح النظام السوري.
كذلك تحسين صورة انتهاكاتها، كما تجسد دعمها السياسي في الوقوف ضد أي إدانة دولية للنظام السوري في مجلس الأمن، حيث عملت روسيا على شلل مجلس الأمن تجاه مساءلة النظام السوري عن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها، وذلك مِن خلال استخدام الفيتو 18 مرة، منها 4 مرات استُخدمت قبل التدخل العسكري، و14 مرة استُخدمت بعد تدخلها العسكري المباشر في سوريا عام 2015.
ويشير ذلك إلى تورطها في ارتكاب انتهاكات واسعة إلى جانب النظام السوري، ورغبتها في حماية نفسها من أية إحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية، إضافة إلى تصويتها في جميع دورات مجلس حقوق الإنسان أي 21 مرة، ضد كافة القرارات التي من شأنها أن تدين العنف والوحشية التي يتعامل بها النظام السوري مع مخالفيه، بل وحشدت الدول الحليفة لها مثل: الجزائر وفنزويلا وكوبا وغيرها للتصويت لصالح النظام السوري.
ذكر التقرير بناء الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان لقاعدة بيانات ضخمة تُشكِّل دليل إدانة قوي على انتهاكات ارتكبتها القوات الروسية خلال هجمات غير مشروعة في سوريا، والتي شكَّل الكثير منها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، والذي رافقه إصدار الأخبار عن أبرز حوادث هجمات القوات الروسية التي يتم توثيقها، وإعداد التقارير والتحقيقات عن الهجمات التي تتسبب بمجازر أو دمار مرافق مدنية خدمية أساسية كالمشافي والمدارس أو هجمات استخدمت فيها القوات الروسية أسلحة محرمة دولياً كالذخائر العنقودية.
إضافة إلى التقرير السنوي الدوري الذي يتم العمل على إصداره في 30/ أيلول من كل عام، إضافة إلى عملها على فضح ممارسات روسيا الداعمة للنظام السوري وجرائمه على الصعيد الاقتصادي والسياسي والدولي والإعلامي منذ اندلاع الحراك الشعبي نحو الديمقراطية في سوريا في آذار/ 2011.
استعرض التقرير تحديثاً لحصيلة أبرز انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015 حتى 30/ أيلول/ 2024، واعتمد التقرير في إسناد مسؤولية هجمات بعينها إلى القوات الروسية على تقاطع عدد كبير من المعلومات وتصريحات لمسؤولين روس، إضافة إلى عدد كبير من الروايات.
أورد التقرير أنَّه بالاستناد إلى قاعدة بيانات الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد تسببت القوات الروسية بمقتل 6969 مدنياً بينهم 2055 طفلاً و983 سيدة (أنثى بالغة)، وما لا يقل عن 362 مجزرة، وأظهر تحليل البيانات أنَّ العام الأول للتدخل الروسي (2015-2016) شهد أعلى معدل للضحايا، حيث بلغ العدد الإجمالي 3564 مدنياً، وهو ما يمثل حوالي 51% من إجمالي الضحايا خلال السنوات التسع. فيما سجلت محافظة حلب الحصيلة الأعلى من الضحايا (قرابة 41%) بين المحافظات السورية، تلتها إدلب (قرابة 38%).
كما وثَّق التقرير قتل القوات الروسية 70 من الكوادر الطبية، بينهم 12 سيدة، جلهم في محافظة إدلب (31 ضحية)، وكانت الحصيلة الأعلى لهؤلاء الضحايا في العام الأول، وسجل مقتل 24 من الكوادر الإعلامية جميعهم قتلوا في محافظتي حلب وإدلب.
وطبقاً للتقرير فقد ارتكبت القوات الروسية منذ تدخلها العسكري حتى 30/ أيلول/ 2024 ما لا يقل عن 1251 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنيَّة، بينها 224 مدرسة، و209 منشأة طبية، و61 سوقاً، وبحسب الرسوم البيانية التي أوردها التقرير فقد شهد العام الأول للتدخل الروسي 452 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية. كما شهدت محافظة إدلب الحصيلة الأعلى من حوادث الاعتداء بـ 633 حادثة، أي ما نسبته 51% من الحصيلة الإجمالية لحوادث الاعتداء.
كما سجل التقرير ما لا يقل عن 237 هجوماً بذخائر عنقودية، إضافةً إلى ما لا يقل عن 125 هجوماً بأسلحة حارقة، شنَّتها القوات الروسية منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30/ أيلول/ 2015.
وجاء في التقرير أنَّ حجم العنف المتصاعد، الذي مارسته القوات الروسية كان له الأثر الأكبر في حركة النُّزوح والتَّشريد القسري، وساهمت هجماتها بالتوازي مع الهجمات التي شنَّها الحلف السوري الإيراني في تشريد قرابة 4.9 مليون نسمة، معظم هؤلاء المدنيين تعرضوا للنزوح غيرَ مرة.
استنتج التقرير أنَّ النظام الروسي تورَّط في دعم النظام السوري الذي ارتكب جرائم ضدَّ الإنسانية بحقِّ الشعب السوري، عبر تزويده بالسلاح والخبرات العسكرية، وعبر التدخل العسكري المباشر إلى جانبه.
وأوضح التقرير أنَّ روسيا استخدمت الفيتو مرات عدة على الرغم من أنَّها طرف في النزاع السوري، وهذا مخالف لميثاق الأمم المتحدة، كما أنَّ هذه الاستخدامات قد وظَّفها النظام للإفلات من العقاب. كما أكد أنَّ السلطات الروسية لم تَقم بأية تحقيقات جدية عن أيٍ من الهجمات الواردة فيه أو في تقارير سابقة، وحمل التقرير القيادة الروسية سواء العسكرية منها أو السياسية المسؤولية عن هذه الهجمات استناداً إلى مبدأ مسؤولية القيادة في القانون الدولي الإنساني.
طالب التقرير مجلس الأمن الدولي بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، وأوصى المجتمع الدولي بزيادة جرعات الدعم المقدَّمة على الصَّعيد الإغاثي. والسَّعي إلى ممارسة الولاية القضائية العالمية بشأن هذه الجرائم أمام المحاكم الوطنية، في محاكمات عادلة لجميع الأشخاص المتورطين. ودعم عملية الانتقال السياسي والضغط لإلزام الأطراف بتطبيق الانتقال السياسي ضمن مدة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر.
كما أوصى لجنة التحقيق الدولية (COI) بالقيام بتحقيقات موسَّعة في الحوادث الواردة في التَّقرير، وتحميل المسؤولية للقوات الروسية بشكل واضح في حال التوصل إلى أدلة كافية عن تورطها. وأوصى الاتحاد الأوروبي بتطبيق عقوبات اقتصادية على روسيا نظيراً لما ارتكبته من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في سوريا.