نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن خبراء ومسؤولين غربيين، تحذيراتهم من أن ترك عناصر داعش من الأوروبيين داخل مخيمات تأوي عائلات التنظيم في سوريا سيجلب "مخاطر أكبر"، بما فيها إمكان انضمام هؤلاء إلى جماعات "إرهابية" تستهدف أوروبا.
ولفت تقرير الصحيفة إلى أن "الحكومات الأوروبية تواجه ضغوطاً متزايدة لإعادة البالغين وتقديمهم إلى المحاكمة، وسط تأكيدات بأن تقاعس هذه الدول يمثل انتهاكاً لالتزامها بحقوق الإنسان".
وأوضحت الصحيفة أن معظم الدول الأوروبية قالت إنها "غير ملتزمة قانوناً بمساعدة مواطنيها القابعين في المخيمات"، وأن البالغين الذين انضموا إلى "داعش" يجب محاكمتهم في العراق وسوريا.
وقال الباحث في "معهد إغمونت"، توماس رينارد، إن "العائدين من مخيمات الاحتجاز سيفرضون مخاطر طوال الوقت، بعضها منخفض وبعضها مرتفع"، مرجحاً أنهم يمكن أن "ينشروا الفكر الراديكالي بين النزلاء في السجون، أو يحاولوا تنفيذ هجمات"، ولكنه حذر من أن "عواقب عدم العودة تفوق بكثير هذه.
وتعيش "أكثر من 200 امرأة من 11 دولة أوروبية، برفقة أطفالهن البالغ عددهم 650 طفلاً، بمخيمين في سوريا (الهول وروج)"، وفق ما نقلت الصحيفة عن "معهد إغمونت" البلجيكي، بعد عامين من خسارة تنظيم "داعش" آخر معاقله في سوريا.
كشفت النائبة الإيزيدية السابقة في البرلمان العراقي "فيان دخيل"، اليوم الأحد، عن تسريب مجموعة من عوائل داعش عبر الحدود العراقية السورية، خلال عملية نقلهم من مخيم الهول إلى أحد المخيمات العراقية وفق تعبيرها.
وقالت في بيان صحفي: "هل للحكومة أن تفسر لنا أسباب وظروف وكيفية تسرب ست من عوائل تنظيم داعش عند الحدود العراقية السورية في وضح النهار وبوجود قوات أمنية ترافقها، وهل لها أن تخبرنا عن أسمائها وارتباطاتها وإلى أي وجهة ذهبت؟".
ولفتت النائية إلى أن "الدفعة الأولى من 30 ألف فرد كانت تضم 100 عائلة، وصلت منها 94 عائلة فقط إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى"، وتساءلت دخيل: "هل تضمن الحكومة عدم تسرب عوائل أخرى من مخيم الجدعة وعدم تواصل عناصر داعش الموجودين داخل العراق مع عوائلهم التي وصلت معززة مكرمة إلى المخيم".
وسبق أن قال مصدر حكومي عراقي نقل عنه موقع روسي، إن العوائل التي نقلت أمس من مخيم "الهول" في سوريا إلى العراق، ليست عوائل تنظيم "داعش"، في ظل حالة تخبط واضحة لدى السلطات العراقية وخلاف حول نقل عائلات داعش من المخيم إلى الأراضي العراقية بعد تمديد وتأجيل لمرات.
ووصلت عدة حافلات قبل أسبوع إلى مخيم الهول في مدينة الحسكة، لنقل 100 عائلة عراقية تضم 500 فرد، إلى مخيم الجدعة في أطراف محافظة نينوى العراقية.
ووفق إحصائيات رسمية، فإن مخيم الهول يأوي 16404 عائلة، عدد أفرادها 60351، منهم 8256 عائلة عراقية تقدر بـ 30738 شخصاً، و5619 عائلة سورية تقدر بـ 21058 شخصاً ونحو 2529 عائلة أجنبية تقدر بـ 8555 شخصاً.
استشهد عنصران وجرح آخر من عناصر الشرطة يوم أمس الأحد، بهجوم مسلح استهدف دورية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، بعد إعلان الجيش الوطني عن مقتل قيادي بارز في تنظيم داعش بعملية أمنية ضمن المدينة.
وقالت مصادر من مدينة الباب، إن مسلحان يستقلان دراجة نارية، استهدفا بالأسلحة الرشاشة، دورية للشرطة المدينة قرب شارع زمزم بمدينة الباب، أدت لاستشهاد اثنين من عناصر الدورية وجرح ثالث.
وكانت شنت قوات الشرطة المدنية والأمن العام الوطني عملية أمنية لإلقاء القبض على خلية داعشية مؤلفة من شخصين في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وقام خلاله أحد عناصر الخلية بتفجير نفسه بحزام ناسف، ما أدى لمقتله، واستشهاد عنصرين من "الشرطة".
والجدير بالذكر أن مناطق درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام شهدت عدة عمليات إرهابية دامية يتهم فيها بشكل رئيسي ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وداعش ونظام الأسد، التي تستهدف بشكل مباشر مناطق تجمع المدنيين في الأسواق والمساجد والمؤسسات المدنية والأمنية، في محاولة لخلق حالة من الفوضى في تلك المناطق.
حلب::
انفجرت عبوة ناسفة بسيارة مدنية بالقرب من روضة أزهار المستقبل في مدينة الباب بالريف الشرقي.
قصف مدفعي من قبل قسد استهدفت أطراف مدينة اعزاز بالريف الشمالي، وردت القوات التركية بإستهداف مواقع قسد في قريتي مرعناز والمالكية.
استشهد أحد عناصر الشرطة والأمن العام وأصيب أخر برصاص مجهولين في مدينة الباب بالريف الشمالي.
ادلب::
اعتقلت هيئة تحرير الشام عشرات الأشخاص في حملة أمنية نفذتها في بلدتي سلقين وجسر الشغور طالت عدد من عملاء النظام في المنطقة.
قصف مدفعي من قبل قوات الأسد استهدفت حرش بينين ومحيط قرية سرجة بالريف الجنوبي، ورد فصائل الثوار بإستهداف مواقع الأسد في بلدة الدانا.
حمص::
مقتل عدد من عناصر الأسد جراء اشتباكات وقعت مع عناصر تابعين لتنظيم داعش في منطقة السخنة، وقامت على إثرها مليشيات لواء القدس بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة قادمة من مدينة ديرالزور.
درعا::
انفجرت عبوة ناسفة في حي شمال الخط بدرعا المحطة دون تسجيل أي إصابات.
اغتيال الشاب "أكرم عامر الزعبي" من قبل مجهولين أطلقوا عليه الرصاص بشكل مباشر في بلدة اليادودة.
محاولة اغتيال طالت القيادي السابق في فرقة الحمزة التابعة للجيش الحر "أمجد نورالدين الناصر" بعبوة ناسفة استهدفت سيارته قرب مبنى فرع أمن الدولة في مدينة انخل بالريف الشمالي، حيث أصيب بجروح طفيفة، والناصر متعاون مع عدد من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بعد التسوية التي أجراها عام 2018، وهو مسؤول عن عدد من عمليات الإغتيال في المحافظة.
ديرالزور::
اعتقلت قسد أربعة اشخاص في بلدة جديد عكيدات بالريف الشرقي، دون معرفة الأسباب.
شن الطيران الروسي غارات جوية استهدفت مواقع لتنظيم داعش في بادية الشولا بالريف الجنوبي.
قصف مدفعي من قبل قوات الأسد استهدفت محطة مياه الحويجة في بلدة الكشكية، والخاضعة لسيطرة قسد وتتخذها نقطة عسكرية لها، ولم يرد سقوط أي اصابات، فيما لم يعرف سبب القصف.
انفجر لغم أرضي في بادية الميادين بالريف الشرقي استهدفت سيارة عسكرية تابعة للواء القدس أدى لمقتل عنصر وإصابة آخرين.
الرقة::
انفجرت عبوة ناسفة بسيارة تابعة لقسد على طريق المنخر بالريف الشرقي، دون ورود تفاصيل اضافية.
اعتقلت قسد عدد من الشبان في مدينة الرقة لسوقهم للتجنيد الإجباري.
الحسكة::
مقتل أحد عناصر قسد جراء انفجار قنبلة يدوية عن طريق الخطأ في مدينة الحسكة
شهدت الليرة السورية خلال تداولات السوق اليوم الأحد، انهيار ملحوظ في معظم المناطق السورية، وفقاً لما رصدته شبكة شام الإخبارية نقلاً عن مصادر اقتصادية متطابقة.
وسجل الدولار الأميركي في العاصمة دمشق ما بين 3300 ليرة شراء، و 3230 ليرة مبيع، فيما تراوح اليورو ما بين 4023 ليرة شراء، و 3950 ليرة مبيع.
وفي مدينة حلب سجل الدولار ما بين 3290 ليرة شراء، و 3300 ليرة مبيع، أما في ريف حلب الشمالي، فسجل الدولار ما بين 3155 ليرة شراء، و 3165 ليرة مبيع.
وفي الشمال المحرر تراوح الدولار ما بين 3210 ليرة شراء، و 3260 ليرة مبيع، وتراوحت التركية ما بين 386 ليرة سورية شراء، و 3371 ليرة سورية مبيع، بتغيرات ملحوظة مقارنة بالأسعار السابقة.
ويشكل هذا الانهيار الاقتصادي المتجدد الذي يتفاقم عوائق جديدة تضاف إلى مصاعب الحياة اليومية والمعيشية للسكان في الشمال السوري لا سيّما النازحين مع انخفاض قيمة العملة المنهارة وسط انعدام لفرص العمل، وغياب القدرة الشرائية عن معظم السكان.
في حين أبقت جمعية الصاغة التابعة للنظام في دمشق، سعيرة الذهب اليوم الأحد وكانت أرجعت ذلك أمس السبت إلى ارتفاع سعر الأونصة العالمي ليسجل 1870 دولار أمريكي.
ووفقاً للجمعية، بلغ غرام الـ 21 ذهب، بـ 159000 ليرة شراء، 158500 ليرة مبيع، كما أصبح غرام الـ 18 ذهب، بـ 136286 ليرة شراء 135786 ليرة مبيع.
وكانت بررت تقلبات أسعار الذهب بالتغيرات السريعة في أسعار صرف الدولار، وسعر الأونصة عالمياً، وذكرت أن تسعير الذهب محلياً يتم وفقاً لسعر دولار وسطي بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازية، وفق تعبيرها.
بالمقابل يتجاوز سعر المبيع الفعلي ما تعلنه النقابة وفي إدلب، بلغ مبيع غرام الـ 21 بـ 48,75 دولار أمريكي، وفي إعزاز شمالي حلب بـ 366 ليرة تركية للشراء، و376 ليرة تركية للمبيع.
من جانبه أصدر "صناعيي منطقة القابون الصناعية"، بياناً موجه إلى نظام الأسد عبر المجلس الأعلى للاستثمار ورئيس مجلس الوزراء التابع له، ناشدوا خلاله لإلغاء مخطط يطال المنطقة والتريث بالهدم، ويأتي ذلك بعد أيام من توقيعهم عريضة تتضمن التأييد للنظام واعتبروا أنفسهم رديف لقواته ودرع دمشق الاقتصادي.
في حين نقل موقع موالي عن وزير المالية التابعة للنظام "كنان ياغي"، حديثه عن تحصيل مئات المليارات ممن وصفهم بـ"الفاسدين"، وتوعد بمحاصرة ظاهرة التهرب الضريبي، واستمرار ملاحقة المتهمين بها.
وذكر "ياغي"، أن "استعادة مئات مليارات الليرات السورية كانت ضائعة على الخزينة"، وقال إن "المتهربون من الضريبة يمارسون أسوأ أنواع الفساد وأكثرها تأثيرا على معيشة الناس".
وقال إن ظاهرة "التهرب الضريبي"، "تفوت مبالغ ضخمة جداً على الخزينة العامة للدولة، كان يجب أن توظف في الإنفاق العام لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين والخدمات المقدمة"، حسب كلامه.
وفي وقت سابق تحدث "ياغي"، عن وجود "تهرب ضريبي كبير"، وقال إن "الكل المتهربين ضريبياً وأشار إلى أن وزارته تواجه وجود "احتراف في التهرب الضريبي" فيما وعد بالعمل على معالجته والحصول على حق الخزينة، وفق تعبيره.
وكان اعتبر وزير مالية النظام "كنان ياغي"، أن سعر صرف الليرة ناتج الحرب النفسية التي تدار من الخارج"، و دعا إلى عدم استبدال الليرة السورية بالدولار الأمريكي، كونها "رمز السيادة والوطنية".
فيما قال موقع موالي إن حجم فروقات أسعار مشتريات وزارة التربية لدى النظام خلال 4 سنوات تجاوزت 101 مليار ليرة، وذكر عبر موقعه أن تقرير رقابي كشف عن أكبر صفقة فساد في سوريا، وفق تعبيره.
ووفق المصدر ذاته فإن "الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش"، أصدرت تقريرها النهائي المتعلق بأكبر صفقة فساد تتعرض لها الخزينة العامة، والخاصة بمشتريات وزارة التربية خلال السنوات الماضية.
ولفت إلى أن التقرير انتهى إلى جملة توصيات تضمنت طلب تحريك الدعوى العامة بحق عدد من مسؤولي الوزارة وموظفيها، ورفع الحجز الإحتياطي المفروض بحق بعض الموظفين، الذين أثبتت تحقيقات البعثة التفتيشية عدم مسؤوليتهم عن أي مخالفات أو تجاوزات.
وتحدث أن التقرير نص على تحريك الدعوى العامة بحق وزير التربية الأسبق الذي ربما يدينه القضاء أو يمنحه صك البراءة، أو حتى من حجم المال العام المكتشف نهبه والذي تجاوزت قيمته ما يقرب من 72 مليار ليرة (مع الغرامات يصل المبلغ لحوالي 90 مليار ليرة).
يشار إلى أن الليرة السورية المتهالكة فقدت خلال الفترة السابقة أجزاء كبيرة من القيمة الشرائية، مع وصولها إلى مستويات قياسية تزايدت على خلفية إصدار فئة نقدية بقيمة 5 آلاف ليرة، علاوة على أسباب اقتصادية تتعلق بارتفاع معدل التضخم والعجز في ميزان المدفوعات، وتدهور الاحتياطات الأجنبية، فضلاً عن قرارات النظام التي فاقمت الوضع المعيشي، وضاعفت أسعار المواد الأساسية.
أصدر "صناعيي منطقة القابون الصناعية"، بياناً موجه إلى نظام الأسد عبر المجلس الأعلى للاستثمار ورئيس مجلس الوزراء التابع له، ناشدوا خلاله لإلغاء مخطط يطال المنطقة والتريث بالهدم، ويأتي ذلك بعد أيام من توقيعهم عريضة تتضمن التأييد للنظام واعتبروا أنفسهم رديف لقواته ودرع دمشق الاقتصادي.
ولفت البيان "لمنطقة القابون الصناعية بدمشق، المتوقفة عن العمل وأعمال الترميم بسبب المخطط التنظيمي الصادر عن محافظة دمشق برقم 104، لتغيير الصفة العمرانية للمنطقة وتحويلها من منطقة صناعية إلى منطقة تنظيمية سكنية تجارية".
وتابع: "وبالإشارة شعار المرحلة القادمة الأمل بالعمل تحت رعاية "رأس النظام الإرهابي بشار الأسد "، للنهوض بالاقتصاد الوطني والإنتاجي، والتضامن وتكاتف جيش الوطن الاقتصادي من صناعيين وتجار وشاغلي بمنطقة القابون الصناعية".
وتحدث البيان عن تفرغ الصناعيين التام واستعدادهم الشامل للمرحلة القادمة، مطالبين وراجين "التكرم بالموافقة" على إلغاء المخطط التنظيمي للمنطقة والتريث بالهدم، والحفاظ عليها منطقة صناعية.
وطالب خلاله بتحويلها واعتمادها منطقة تنموية ضمن قانون الاستثمار 18، والحفاظ على المصانع للقطاع العام والخاص للنهوض بالمنطقة وجذب الاستثمارات الداخلية والخارجية والشاغلين الحاليين لإعادة المنطقة للإنتاج الاقتصادي، مع التأكيد على أن المنطقة تتمتع بموقع اقتصادي هام واستراتيجي على مدخل دمشق وتتميز بجغرافيا استثمارية فريدة، وفق نص البيان.
وسبق أن كشفت مصادر إعلامية عن منع نظام الأسد أصحاب المصانع في "منطقة القابون" من إجراء ترميم لمصانعهم وبذلك نفت مزاعم مسؤولين لدى النظام بالسماح بالترميم ما أشعل سجالاً بين تصريحات الرسمية من جهة وتصريحات الصناعيين من جهة أخرى.
وبحسب ما نقلت صحيفة موالية عن عضو المكتب التنفيذي في محافظة دمشق "فيصل سرور" فإن المحافظة "لم تمنع أصحاب المعامل في منطقة القابون من الترميم، لكنها تطلب توقيعهم على عدم المطالبة بالتعويض الخاص بالترميم"، حسب وصفه.
وزعم "سرور" حينها أن "القانون فوق الجميع" ومنطقة القابون تعتبر المدخل الشمالي لدمشق ودمشق هويتها ليست مدينة صناعية ولا يجوز أن تكون المناطق الصناعية ضمن العاصمة"، وفق تعبيره.
وبما يشير إلى أن للقرارات الصادرة بحق الحي طابع انتقامي كونه من الأحياء الثائرة ضد نظام الأسد إلى جانب تدميره على يد ميليشياته، صرح "سرور" بقوله: "ليس لنا ثأر مع أهالي القابون"، حسب كلامه.
بالمقابل وصف الصناعي الداعم للنظام "عاطف طيفور" ما يحدث بالقابون الصناعية بأنه لم يحدث في البلاد من قبل، مستغربا من التخطيط لهدم منطقة "طابو أخضر" مؤسسة بمرسوم جمهوري بمخطط تنظيمي حديث وجميع مصانعها مرخصة، وفق تعبيره.
وقال "طيفور"، إن الخلاف بين الصناعيين والمحافظة هو على مساحة أرض لا تتجاوز 24 هكتاراً من المصانع القائمة والجاهزة للعمل وتتضمن 750 مصنعاً قائماً من أصل 200 هكتار بالمخطط التنظيمي الصادر عن المحافظة، حسب تقديراته.
ويرى بأنّ التنازل عن 10 بالمئة من مساحة المشروع قد تمنح الحياة لـ 750 مصنعاً، وأكثر من 20 ألف عامل وعائلاتهم، والحياة للصناعة الدمشقية العريقة، قد تعيد الحياة للسوق الداخلي والخارجي، حسب وصفه.
وأشار إلى أن مجلس المحافظة التابعة للنظام يحاول الضغط على الصناعي ويجبر من يريد ترميم أي معمل أو مصنع بالتوقيع على الإخلاء معتبراً أن الموضوع كله مخالف للدستور.
ولفت إلى وجود معامل تحتاج إلى ترميم لتقلع مجدداً وتباشر بالإنتاج، وسبق للصناعيين أن قاموا بترميم منشآتهم وأنفقوا عليها الملايين، وفقا لما نقلته صحيفة موالية عن الصناعي الموالي للنظام.
وفي 20 تموز من العام 2020 الماضي أدان "المركز السوريّ للدراسات والأبحاث القانونيّة" الجرائم التي ارتكبت بحقّ السوريّين، معتبراً أن إصدار المخطّطات التنظيميّة لمنطقة "القابون" محاولةٌ لطيّ صفحاتٍ كاملةٍ من الجرائم السابقة.
هذا وأشارت مصادر إعلامية تابعة للنظام إلى أن "مرسوم تنظيم منطقة القابون" في مراحله الأخيرة واستكملت كل الإجراءات وقريباً سيتم رفعه إلى الجهات الوصائية، لاتخاذ ما وصفته بأنه "القرار اللازم"، ما قد يشير إلى نية النظام تنفيذ عمليات الهدم للمنطقة الصناعية في القابون خلال الفترات القادمة.
وتجدر الإشارة إلى أن خلال حملات الترويج الإعلامي التي أطلقها نظام الأسد قبيل مسرحية الانتخابات الرئاسية التي انتهت بالتمديد له لولاية رابعة، نشر صناعيي منطقة القابون عريضة موقعة بيد الأعضاء على رأسهم "عاطف طيفور"، الذي شارك البيان الأخير وطالب بمكرمة النظام والموافقة على مطالبهم، فهل يستجيب هذا ما يستبعده مراقبون مستندين إلى رفض مطالبات سابقة بهذا الشأن.
كشفت مصادر إعلامية موالية للنظام عن مصادرة كمية من حبوب الكبتاغون المخدرة في مطار دمشق الدولي، وقالت إنها للمرة الثالثة منذ بداية العام الحالي، فيما يشير ذلك إلى تزايد صناعة وتهريب المخدرات من مناطق سيطرة النظام التي تحولت إلى مصدر هذه المواد للكثير من دول العالم.
وقال موقع موالي للنظام "بناء على معلومات وردت للضابطة الجمركية بمطار دمشق الدولي تم ضبط كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون المخدرة في المطار، قد تتجاوز 100 كيلو غرام، وتم العثور عليها ضمن آلة لقص الحديد".
وتحدث موقع "سنسيريا"، المقرب من النظام عن استمرار ما وصفها بالتحقيقات حول القضية وتفاصيلها علماً أن هذه القضية هي الثالثة خلال العام الجاري، الأولى تم العثور عليها في غرفة نوم موزاييك والثانية مخبأة ضمن علب بسكويت، دون الكشف عن نتائج التحقيقات المزعومة.
وفي سياق متصل تحدثت صحيفة موالية للنظام عن القبض على تاجر ومروّج مخدرات ومصادرة (30) كغ من مادة الحشيش المخدر، من قبل فرع مكافحة المخدرات في دمشق وريفها ونقل كمية منها بقصد ترويجها"، وفق تعبيرها.
وتشير المعلومات المتداولة حول انتشار المخدرات ومواد تصنيعها بمناطق النظام إلى وجود مصانع ومواد أولية تدخل في صناعة المواد الممنوعة التي يتم تصنيعها بإشراف مباشر من ميليشيات حزب الله اللبناني، إذ يكثر الحديث عن ضبط شحنات من الممنوعات بشكل متكرر.
هذا ويعرف أن ميليشيات حزب الله الإرهابي تفرض سيطرتها على معظم المناطق الجبلية الحدودية بين لبنان وسوريا، بالشراكة مع الفرقة الرابعة فيما تنشط في المنطقة تجارة المخدرات والأسلحة التي يشرف عليها قادة الحزب المدعوم إيرانياً بهدف تمويل عمليات قتل الشعب السوري الثائر ضدَّ نظام الأسد المجرم.
يشار إلى أنّ نشاط نظام الأسد وحزب الله لم يقتصر داخلياً ضمن مناطق نفوذهما بل وصل إلى العديد من البلدان التي أعلنت ضبط شحنات هائلة من المخدرات ومنها الأردن والسعودية ومصر واليونان وإيطاليا، وغيرها من الدول وكشف ذلك إعلامها الرسمي الذي تحدث عن إحباط عدة عمليات تهريب للمخدرات قادمة من مناطق سيطرة ميليشيات النظام وإيران.
تحدث الباحثة في معهد "ييل جاكسون" للشؤون العالمية، جانين دي جيوفاني، في مقال لها بمجلة "ذي أتلانتك" الأميركية، عن تملص الحكام من العقاب بعد أن يدمروا بلدانهم في حروب أو اضطرابات أمنية، ومن بين هؤلاء الإرهابي "بشار الأسد"، لافتة إلى أنه "نادرا ما يواجه الأشرار الحساب في الوقت المناسب".
وقالت دي جيوفاني إن الأسد (55 عاما)، الذي لا يزال يخوض حربا استمرت عقدا من الزمان "انتصر فعليا" بعدما دبر عمليات القتل والاغتصاب والتعذيب والغاز الكيماوي لشعبه، وتمكن بمساعدة من روسيا وإيران، من سحق المعارضة، واستعادة السيطرة على ما يزيد عن 70 في المئة من أراضي البلاد لكن بلاده لم تنعم بالسلام بعد.
وأوضحت دي جيوفاني، قائلة: "لن يواجه الأسد العدالة في الوقت القريب، لاسيما أن للمحكمة الجنائية الدولية اختصاص محدود في سوريا، حيث لم توقع دمشق على المعاهدة الخاصة بها"، وسوريا ليست طرفا في نظام روما الأساسي، وهو المعاهدة المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية، ولا تتمتع المحكمة، بناء على ذلك، بالاختصاص الإقليمي على الجرائم المرتكبة على أرضيها.
برأي الكاتبة هذا لا يعني تخلي المجتمع الدولي "عن محاولة تحقيق العدالة، حيث توجد آليات لضمان استمرار هذا المسعى، مثل محاولات ألمانيا وفرنسا لممارسة ما يُعرف بالولاية القضائية العالمية، أو الإقرار بجرائم أسماء، زوجة الأسد، في المملكة المتحدة كونها مواطنة بريطانية".
ويشكل مبدأ الولاية القضائية العالمية إحدى الأدوات الأساسية لضمان منع الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي الإنسانية وتجريم مرتكبيها وقمعها، وفي فبراير الماضي، قضت محكمة ألمانية بسجن ضابط مخابرات سوري سابق أربع سنوات ونصف بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وكانت هذه أول محاكمة من نوعها بشأن أعمال وحشية منسوبة لنظام الأسد.
وفي هذه القضية، لجأ المدعون الألمان إلى تطبيق مبدأ "الولاية القضائية العالمية" الذي يسمح بمحاكمة مرتكبي الجرائم الخطيرة بغض النظر عن جنسيتهم ومكان حدوث الجرائم، وأضافت "حتى إذا لم يتم تأمين العدالة من خلال هذه الوسائل، فلا يزال من الممكن عمل الكثير حتى يتم تحقيقها".
وتسائلت جيوفاني "ماذا لو لم تتم معاقبة مرتكبي الصراع؟ ماذا بعد انتهاء الحرب الأهلية؟ هل تعود الدولة من جديد؟"، وأجابت على تساؤلاتها معتبرة أن سوريا ليست أول من يواجه مشكلة حفظ الذاكرة، إذ سبق لإسبانيا أن أقرت قانون الذاكرة التاريخية بعد وفاة فرانسيسكو فرانكو، وهو جنرال وديكتاتور إسباني، وأحد قادة انقلاب سنة 1936 للإطاحة بالجمهورية الإسبانية الثانية، والتي أدت إلى الحرب الأهلية الإسبانية.
وأشادت بتجربتي البوسنة ورواندا بالرغم من أنها غير كافية على حد قولها. ففي شهر يوليو من كل عام، يتم إحياء ذكرى مؤلمة في سريبرينيتشا، إذ تتجمع عائلات حوالى ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم ذبحهم صرب البوسنة في المقبرة.
وفي كيغالي، يتم الاحتفاظ بالذاكرة بطريقة مختلفة، حيث تم دفن رفات حوالى 250 ألفا من ضحايا الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 في نصب تذكاري أصبح مركزا تعليميا يهدف إلى ضمان تنبيه الأجيال حول نتائج الكراهية.
أما في سوريا، فيجب تأجيل المساءلة لأنه لا يوجد مسار واقعي، لكن "الحكومة ستتغير، والأسد سيسقط، وحينها لن يستطع التهرب من الحساب"، على حد قولها، وعندما تحين فرصة تحقيق العدالة، يجب على المجتمع الدولي، بحسب جيوفاني، التركيز على تسجيل الفظائع التي ارتكبها الأسد ونظامه حتى يتسنى تقديمها إلى القضاء الدولي وحفظ الذاكرة.
نقل موقع موالي عن وزير المالية التابعة للنظام "كنان ياغي"، حديثه عن تحصيل مئات المليارات ممن وصفهم بـ"الفاسدين"، وتوعد بمحاصرة ظاهرة التهرب الضريبي، واستمرار ملاحقة المتهمين بها.
وذكر "ياغي"، أن "استعادة مئات مليارات الليرات السورية كانت ضائعة على الخزينة"، وقال إن "المتهربون من الضريبة يمارسون أسوأ أنواع الفساد وأكثرها تأثيرا على معيشة الناس".
وقال إن ظاهرة "التهرب الضريبي"، "تفوت مبالغ ضخمة جداً على الخزينة العامة للدولة، كان يجب أن توظف في الإنفاق العام لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين والخدمات المقدمة"، حسب كلامه.
وفي وقت سابق تحدث "ياغي"، عن وجود "تهرب ضريبي كبير"، وقال إن "الكل المتهربين ضريبياً وأشار إلى أن وزارته تواجه وجود "احتراف في التهرب الضريبي" فيما وعد بالعمل على معالجته والحصول على حق الخزينة، وفق تعبيره.
كما اعتبر أن بعض المحاسبين القانونيين شركاء في التهرب الضريبي، إضافة إلى الكادر الضعيف، لذا "يتم العمل على تأهيل وتدريب كادر الوزارة بما يسهم في تحصيل الضرائب بشكل منطقي وحضاري".
وفي سياق حلول نظام الأسد المعتادة والمثيرة للجدل قال الوزير إن مشكلة الأجور الضعيفة تعرقل عمل جمع الضرائب ولذلك سيتم زيادة الجباية إلى 5% بغية تأمين مصدر دخل آخر لمراقبي الدخل"، وفقاً للابتكار الذي كشف عنه وزير مالية النظام.
وكانت قررت مالية النظام تشكيل لجنة جديدة، لدراسة النظام الضريبي ومراجعة التشريعات الضريبية النافذة، واقتراح التعديلات التشريعية اللازمة، وسيتم تحديد اجتماعات اللجنة بما لا يقل عن اجتماعين شهرياً.
وسبق أن تجاوزت المبالغ المكتشفة خلال 2019 والمطلوب استردادها لمصلحة الخزينة العامة للدولة من الجهات العامة في القطاعين الاقتصادي والإداري 13.15 مليار ليرة سورية، إضافة إلى 425.37 ألف يورو، و455.17 ألف دولار.
وقدر حينها أن 5.4 مليارات ليرة من المبالغ المكتشفة خلال 2019 سببها الفساد، نتيجة الاختلاس والتزوير والخلل، وتطلبت عقوبات إدارية ومسلكية بحق المخالفين لكن دون إحالة إلى القضاء، بحسب بيانات سابقة للجهاز.
وسبق أن صرح مسؤول اقتصادي موالي بأن دورة الفساد في مناطق سيطرة النظام تبلغ 1,000 مليار ليرة، والتهرب الضريبي 1,000 مليار ليرة أيضاً، (أي 2 تريليون للبندين)، ورأى أن من هذين البندين فقط يمكن زيادة الأجور 200% وفق تقديراته.
وتجدر الإشارة إلى أنّ تهم "التهرب الضريبي" ومنع دفع الضرائب المفروضة من النظام سبق أن لاحقت عدداً كبيراً من رجال الأعمال وشركات المقربين منه فيما تشير التصريحات المتجددة عن حجم "التهرب والفساد" وتشكيل "لجان وهيئات ومحاكمات" إلى زيادة الضغط المفروض على رؤوس الأموال بمناطق النظام لمضاعفة الموارد المالية الناتجة عن هذه الإجراءات بعد غض الطرف والتواطؤ معهم لجمع الثروات الطائلة في ظل انهيار غير مسبوق تعيشه البلاد.
مضى عدة أيام على صدور نتائج مسرحية الانتخابات الرئاسية المعروفة مسبقاً في سوريا، وإعلام النظام يواصل الحشد إعلامياً للمسيرات "الغير عفوية" المؤيدة للأسد، ويهلل لبرقيات التهنئة التي وصلت للأسد، لكنها اقتصرت على بضع دول تندرج ضمن محور مايسمى "المقاومة والممانعة" والمرتبطين بهم، والديكتاتوريات المعروفة دولياً.
وتلقى الإرهابي "بشار" التهنئة أولاً من الدول الراعية لإرهابه ممثلة بـ "إيران وروسيا والصين"، والتي أرسلت برقيات تهنئة بشكل فردي تبارك له فوزه بولاية جديدة، لعبت تلك الدول دوراً بارزاً سياسياً وعسكرياً في تثبيت حكمه طيلة السنوات الماضية، ولاتزال تدافع عنه لتحقيق مصالحها.
وأفاد مكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأنه بعث برقية تهنئة إلى الأسد جاء فيها: "أهنئ سيادتكم لإجراء الانتخابات الناجحة في الجمهورية العربية السورية وإعادة انتخاب سيادتكم رئيسا للجمهورية. إن الشعب السوري بمشاركة واسعة عند صناديق الاقتراع وانتخاب سيادتكم، لعب دورا حاسما في تحديد المصير وازدهار سوريا".
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استمرار دعم موسكو لدمشق في دفع العملية السياسية وإعادة الإعمار، وأضاف بوتين في برقية تهنئة للأسد، أن نتائج الاقتراع تؤكد ثقة السوريين بنهج قيادتهم.
أيضاَ، الخارجية الصينية هنأت الأسد، وأبدت استعدادها لمساعدة دمشق في الدفاع عن سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، في تصريح، إن الصين تدعم بقوة جهود سوريا لحماية سيادتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها.
وكذلك وصلت للأسد برقية تهنئة من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أحد أقطاب محور "الممانعة" المزعوم، أعرب فيها عن "اعتزازه بعلاقات الأخوة والاحترام المتبادل التي تجمع الشعبين والبلدين، وعن حرصه على تعزيزها، لما فيه خيرهما، ومصلحتهما المشتركة".
وأقطاب الميليشيات الموالية لإيران، حيث وجه زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، رسالة تهنئة إلى الأسد، واصفاً فوزه المزعوم بـ "إشراقات الديمقراطية في سوريا تحاول أن تنفض غبار الحروب لتشق طريقها من جديد عبر صناديق الاقتراع وبعيدا عن العنف والقتال، التي تمخضت عن فوز أثار الجدل بين مقتنع به وبين رافض له".
كذلك أعلنت ميليشيا "حزب الله" اللبناني، التقديم "بأحر التهاني وأصدق التبريكات" للأسد إثر إعادة انتخابه لولاية دستورية جديدة، وقال "حزب الله" في بيان: "لقد أكد السوريون مجددا من خلال صناديق الاقتراع، بعدما أثبتوا ذلك مرارا وتكرارا بالفداء والتضحيات والمواقف الثابتة، التزامهم الكامل بالوحدة الوطنية ورفض التفرقة والطائفية والتقسيم، مؤكدين على تمسكهم بالخيار السياسي الذي انتهجته سوريا طوال تاريخها الحديث بالالتزام الكامل بالقضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال والعدوان، ورفض التكفير والخيانة والإرهاب".
ووصلت برقية تهنئة من الرئيس اللبناني، ميشال عون، الذي قال فيها: "أتوجه اليكم بالتهنئة القلبية بمناسبة إعادة انتخابكم رئيساً للجمهورية العربية السورية الشقيقة، وأتمنى أن تتواصل الجهود في المرحلة المقبلة لتثبيت الاستقرار في بلدكم، وإعادة اللحمة بين كافة أرجائه، فينعم الشعب السوري الشقيق بالأمن والازدهار، وتترسخ عملية عودة النازحين إلى وطنهم ليشاركوا في مسيرة نهوضه".
في حين هنأ رئيس جمهورية أبخازيا، غير المعترف بها دوليا، أصلان بجانيا، الأسد في برقيته قائلا: "نتائج التصويت الشعبي تدل على الدعم الكبير للشعب السوري لسياستكم الهادفة إلى حماية سيادة البلاد ووحدة أراضيها". وفق تعبيره.
كذلك أقطاب الديكتاتورية، كالرئيس الكوري الشمالي، كيم جونغ أونغ، الذي هنأ الأسد ببرقية قال فيه: "أظهرت الحكومة السورية وشعبها من خلال الاستحقاق الوطني إرادتهما الراسخة في حماية سيادة البلاد وأمنها، وإحباط المؤامرات العدوانية التي تحيكها شتى أنواع القوى المعادية والامبريالية". وأردف: "نتمنى لكم مزيداً من النجاح والتوفيق في أداء مسؤولياتكم من أجل بناء سوريا المزدهرة".
وهنأ الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الأسد، وشدد في بيان نشر على موقع الرئاسة البيلاروسية على أن فوز الأسد في الانتخابات يمثل "دليلا على الاعتراف بسمعته المطلقة كزعيم وطني يحمي بحزم بلده من التدخلات الخارجية ويكافح من أجل إحلال السلام والاستقرار في سوريا".
بالمقابل، كانت قالت وزارة الخارجية التركية إن الانتخابات التي يجريها نظام الأسد، غير شرعية ولا تعكس الإرادة الحرة للشعب، موضحة أن هذه الانتخابات أجريت في ظل ظروف غير حرة وغير عادلة وتتعارض مع نص وروح قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن التسوية السياسية للصراع السوري.
وقال المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، إن الأمم المتحدة غير مفوضة بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية الجارية في البلاد، ولفت إلى أن القرار 2254 ينص على إجراء الانتخابات وفق دستور جديد.
واعتبر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك"، أن الانتخابات الرئاسية التي يجريها النظام السوري ليست جزء من العملية السياسية المتفق عليها، وأكد أن، " الانتخابات ليست جزءا من العملية السياسية التي تم اعتمادها بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254"، الذي يدعو لإجراء الانتخابات بإشراف أممي"
وسبق أن أعلن وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، أن الانتخابات الرئاسية التي ينظمها نظام الأسد في مناطق سيطرته، "ليست انتخابات حرة ولا نزيهة". وشجب الوزراء في بيان مشترك، قرار نظام الأسد إجراء انتخابات خارج الإطار الذي وصفه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
واعتبر المجلس العربي، أن الإعلان عن فوز بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية لنظام الأسد، "يليق بالديكتاتوريات المتخلّفة"، وذلك وفق بيان أصدره المجلس، الذي يترأسه الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، والمعني بالدفاع عن قيم "الثورات العربية" وحق الشعوب في اختياراتها.
نقلت وسائل الإعلام الداعمة للنظام تصريحات صادرة عن عدد من مسؤولي نظام الأسد حيث تماثلت في حديثها عن "الديمقراطية"، وتأييد رأس النظام وسير عملية تجديد ولايته فيما أدلى كلاً من المرشحان السابقان ضمن مسرحية الانتخابات بتصريحات التهنئة والتبريكات للإرهابي بشار وفقا لما أوردته مواقع إعلامية موالية.
وقال المرشح السابق "عبد الله سلوم عبد الله"، إنه يبارك لبشار الأسد فوزه في الانتخابات، وأكد أنه سيبقى دائما "إلى جانب شعبنا وجيشنا وقيادتنا حتى تحرير كامل التراب السوري من كل المحتلين الذين دنسوا أرض الوطن، وفق تعبيره.
واعتبر "عبد الله" المرشح للانتخابات الرئاسية المزعومة أن "جميع السوريين كانوا رابحين بمجرد إنجاز الانتخابات الرئاسية التي تعتبر نصراً جديداً للشعب السوري ولسورية وكانت صرختكم مدوية في وجه أعداء سورية كما توقعناها، حسب كلامه.
وفي سياق متصل أطلق المرشح الآخر الذي كثف ظهوره المتكرر على وسائل الإعلام بما يشير إلى رغبة النظام بذلك لخلق صورة ممنهجة لكل من ينافسه، واختتم "محمود مرعي"، عشرات التصريحات بقوله إن الشعب السوري قال كلمته وانتخب رئيساً لبلاده مهنئاً باسمه وباسم المعارضة الوطنية الداخلية والخارجية وباسم الجبهة الديمقراطية السورية الإرهابي "بشار"، بفوزه.
وفي الحديث عن التصريحات المثيرة للجدل والسخرية قالت المستشارة الخاصة في القصر الرئاسي لدى النظام "بثينة شعبان"، إن الشعب السوري قد وصل إلى مرحلة تحوّل نوعي، "فتراكم الخبرة والقهر والصمود والدفاع عن الوطن أوصل الشعب السوري إلى مرحلة من الوعي"، حسب وصفها.
وذكرت أن الغرب اليوم تعلم درساً من صمود الشعب السوري، وأشارت إلى أن سبق الانتخابات بأكثر من عام ترويج من قبل البعض بأن هذه الانتخابات تتنافى مع الشرعية والدستور والقرار 2254"، وفق حديثها في مقابلة عبر تلفزيون النظام الرسمي.
واعتبرت أن قرار نظامها بإجراء ما وصفته بأنها الاستحقاق الدستوري في وقته تماماً هو بحد ذاته تحدٍّ كبير للإرادة الغربية التي ظنت أنها تستطيع ليّ ذراع الحكومة وأن تشوش عليها، حسبما ذكرت في تصريحاتها الأخيرة.
وبحسب نائب وزير الخارجية لدى نظام الأسد "بشار الجعفري"، فإن استقلالية القرار السياسية في دولنا بما في ذلك إقامة الانتخابات بموعدها الدستوري أمر يسبّب صداعاً قوياً للغربيين، حسب وصفه.
وذكر في حديثه لجوقة من الإعلاميين الداعمين للنظام "أن الغربيين لا يؤمنون بالديمقراطية الحقيقية وبالنسبة لهم فإن المرجعية الوحيدة للانتخابات هي المرجعية الغربية وبقياساتها الخاصة بأجنداتها"، وفق تعبيره.
في حين قال "مهدي دخل الله"، القيادي البعثي إن انتخاب بشار ليس لكي نرد الوفاء والعطاء وكأننا نعطيه جائزة، أو نخصه بما يريحه ويسعده الأمر في حقيقته، مخالف لهذه الصورة، زاعما عدم رغبة النظام للسلطة التي قتل وشرد واعتقل ملايين السوريين لأجلها.
و تمحورت تصريحات "مهدي" الأخيرة بهذا الشأن التي تشتهر بأنها تشبيحية ومثيرة للجدل وهو الذي صرح بأنّ "توبة المعارضين الراغبين بالعودة إلى حضن الوطن تقبل بشرط تقبيل البوط العسكري لعناصر النظام أمام وسائل الإعلام، ليتم قبول توبتهم"، حسب تعبيره في مقالة نشرتها صحيفة البعث الرسمية.
وزعم أن "عندما ننتخب بشار إنما نحمّله أمانة كبيرة ، ونضع على عاتقه ثقلاً أكبر ونحن لا نعطيه جائزة"، واعتبر أن في صندوق الاقتراع كلمة نعم تعني "تفضل سيادة الرئيس واحمل هذا الهم الكبير"، حسب وصفه.
وكان اختتم النظام السوري مسرحية الانتخابات بإعلان رئيس مجلس الشعب أو ما يعرف بـ "مجلس التصفيق" التابع له فوز المجرم والإرهابي "بشار الأسد" بحصوله على نسبة 95.1 % من عدد الأصوات، تبعها ظهوره الأول بعد إعلان تجديد ولايته الرابعة، ضمن خطابه المعهود بمهاجمة الثوار ووصفهم بـ"الثيران" بعد أن وصفهم بـ"الجرائم".
بثت معرفات تابعة لإيران رصدتها شبكة "شام" صوراً تظهر قيام جهات وميليشيات إيرانية بتنظيم المسرحية التاريخية الميدانية الكبرى (أرض الشمس) التي وصفت بغير المسبوقة وقالت إنها تجسد الإنجازات والتضحيات التي قدمها الشعب السوري، وفق تعبيرها.
وتشير المصادر ذاتها إلى أن المسرحية هي عمل ميداني تقام في الهواء الطلق، ضمن مساحة كبيرة وديكور ضخم ومؤثرات بصرية، يُخاطب الجماهير بشكلٍ تفاعلي، يَشعر الجمهور معه أنّه جزء من العرض المسرحي وغير منفصل عنه أبداً، حسب توصيفها.
وقالت إنها تسلّط الضوء على الأحداث التاريخية الهامّة التي حصلت في سوريا منذ الأزل وحتى الحاضر مع ذكر الإنجازات والتضحيات التي قدمها الشعب السوري وصولاً إلى الانتصارات الكبيرة التي حققها، متناسية دورها الأساسي في قتل وتدمير وتهجير السوريين مع تدخلها لصالح نظام الأسد.
وسبق أن نشرت صفحات موالية للميليشيات الإيرانية في مناطق سيطرة النظام قالت إنها تغطية بالصور لعزاء "حرق الخيام" خلال تجسيد معركة "كربلاء" في منطقة "السيدة زينب" بدمشق التي تعد من أبرز معاقل ميليشيات إيران في العاصمة السورية.
وأظهرت الصور وقتذاك مشاهد دخيلة على المجتمع السوري قبل دخول ميليشيات إيران وفرض نفوذها في العديد من المناطق، حيث اعتلى عدد من المشاركين في تمثيل هذه المشاهد ظهور الخيّل بملابس قديمة ضمن إحياء طقوس عنيفة جرت أمام السكان بحضور عدد من الأطفال.
وتعمل إيران على الهيمنة دينياً واقتصادياً وعسكرياً في مناطق عديدة بسوريا وسجلت ميليشياتها دوراً إجرامياً بارزاً بحق الشعب السوري خلال السنوات الماضية، ولا يزال مستمر حيث تشارك بعشرات الميليشيات في دعم نظام الأسد ضد إرادة الشعب السوري المتطلع للحرية.
يشار إلى أنّ الميليشيات الإيرانية اتخذت من المراقد والأضرحة التاريخية والدينية شماعة لتعلق عليها أسباب تدخلها الطائفي إلى جانب نظام الأسد المجرم، في وقت باتت الطقوس والممارسات الإيرانية تظهر ضمن معالم المناطق الخاضعة للنفوذ الإيراني لا سيّما دمشق العاصمة والمحافظات الشرقية من البلاد.