اتّهم جيش الإسلام فصائل فيلق الرحمن وجبهة النصرة ولواء فجر الأمة بالبدء بالهجوم على مقراته في الغوطة الشرقية اليوم، وذلك عبر بيان أصدره قبل قليل.
وطالب الجيش عبر بيانه أصحاب المبادرات بأن يتحملوا مسؤولياتهم لحمل الطرف الآخر على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في المبادرات التي قدموها، ودعا أصحاب المبادرات أيضا للضغط على الطرف الآخر لوقف الهجوم وفك الحصار عن عناصره وفتح الطرق للجبهات وإزالة المظاهر المسلحة وعدة السعي لتقسيم الغوطة.
وأشار الجيش إلى أنه استجاب لجميع المبادرات لوقف الاقتتال في الغوطة والرجوع إلى محكمة مستقلة تفصل في النزاعات تغليبا للمصلحة العامة وحقنا للدماء وتفويتا لخطر استغلال نظام الأسد للوضع، على حد تعبيره.
وأضاف الجيش "فوجئنا فجر هذا اليوم السبت بهجوم غادر مباغت من "فيلق الرحمن وجبهة النصرة وفجر الأمة" على عدد كبير من مقراتنا ونقاطنا، وبمحاصرة عدد منها، فقامت قواتنا بالتصدي لهذا الهجوم الذي ما زالت تتعامل معه على الأرض".
والجدير بالذكر أن الاشتباكات تجددت بشكل عنيف اليوم بين الطرفين، وقام خلالها جيش الإسلام من باقتحام بلدتي مسرابا ومديرا وسيطر على جميع مقرات الطرف الأخر فيهما، وسقط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، وسط حالة خوف وترقب يعيشها المدنيون.
يعاني أكثر من 500 مدني من المحاصرين في بلدة مضايا بريف دمشق، أمراضاً عديدة بينها الربو والتهاب القصبات الحاد جراء استنشاقهم مخلفات المواد البلاستيكية التي يستخدمونها لطهو الطعام.
وحسب الهيئة الطبية في بلدة مضايا المحاصرة فإن أعداد المرضى في تزايد كبير بينها أكثر من 300 مصاب بمرض الربو وأكثر من 200 مصابين بأمراض التهاب القصبات بشكل حاد، جراء استنشاقهم لمخلفات المواد البلاستيكية والأحذية التي يستخدمونها في طهو الطعام بعد نفاذ الأخشاب التي كانوا يجمعونها من الأحراش وتعرض الشباب للقنص أو المخاطرة بأنفسهم داخل حقول الألغام لجمع اليسير منها.
وتعاني بلدة مضايا منذ أشهر طويلة حصاراً خانقاً من قبل عناصر حزب الله اللبناني وقوات الأسد، والتي تمنع دخول المحروقات والمواد الغذائية الأساسية للحياة إلا ضمن الإتفاق المبروم بين الفوعة والزبداني حيث دخلت عدة شحنات إغاثية لا تسد احتياجات الأهالي المحاصرين وعددهم بالألاف.
تستمر أزمة المياه في مدينة تلدو بسهل الحولة شمال محافظة حمص ، منذ أربعة سنوات تقريباً، بعد أن قامت قوات النظام المتمركز في حاجز مؤسسة المياه بإيقاف عمل أربعة أبار رئيسية كانت تغذي المدينة بعد سيطرتها على مبنى مؤسسة المياه جنوبي البلدة منذ العام الثاني للثورة، وتحويله لثكنة عسكرية .
و تسبب إيقاف جريان المياه إلى مدينة تلدو أزمة عارمة ، و لم ينفع وجود بئر رئيسي واحد تصلح مياهه للشرب في المناطق المحررة من المنطقة، نتيجة عدم وجود طاقة أو محروقات لضمان استمرارية عمله تلبية لاحتياجات السكان، حيث يعمل هذا البئر بالطاقة الكهربائية تارة وبمادة الديزل تارة آخرى ،و يتم تشغيله مدة 4 ساعات فقط، إلا أن الانقطاع المتكرر للكهرباء وغلاء أسعار الديزل , زاد من حدة الأزمة حيث يصل سعر لتر "مازوت" إلى 1500 ل.س للتر الواحد .
و قال أحمد المسؤول عن البئر: البئر يحتاج لتغطية حاجات الأهالي للعمل مدة تزيد عن 12 ساعة في اليوم ,لكن هذا الأمر صعب حاليا بسبب عدم توفر الدعم اللازم من المازوت من الجهات المعنية وخاصةً أن البئر يعاني من أعطال متكررة ويتم إيقافه لأيام أحياناً ريثما يتم العثور على قطع بديلة وإصلاحه في ظل عدم توفر اختصاصيين صيانة في منطقة تلدو المحاصرة .
الأعطال المتكررة في البئر الوحيد الصالح للشرب وعدم توفر ورشات صيانة داخل السور المحاصر أو المناطق القريبة زادة من حدة الأزمة الراهنة التي طل أمدها وأصبحت تعد أزمة مزمنة
وبسبب الازدحام الشديد على البئر الوحيد في المدينة لا يستطيع معظم سكان المنطقة تعبئة المياه، وهذا ما يضطرهم إما لجلب المياه من الآبار العربية القديمة أو شرائها من الصهاريج المتنقلة والتي باتت مهنة رائجة في مدينة تلدو، حيث يصل سعر الألف لتر مكعب من المياه إلى 1500 ليرة سورية.
"أبو عزام وهو احد المدنيين الذين قام وعلى مدى أربعة أيام بنقل المياه بالغالونات او الصهاريج المتنقلة وذلك بسبب عدم وصول المياه إلى منزله الذي يقع وسط مدينة تلدو, قام أبو عزام بحفر بئر عربي قديم للتخفيف عن نفسه في ظل أزمة المياه .
و يشار إلى أن تلك المياه غير صالحة للشرب وحال أبو عزام لا يختلف عن حال باقي أهالي منطقة تلدو
وأما أراضي تلدو الخصبة ، لم تكن بمنأى عن أزمة المياه التي تعاني منها المدينة ، وبالأخص أن قوات النظام والتي تسيطر على سد تلدو منعت وصول المياه إلى الأراضي الزراعية ،ضمن سياسة عقابية لم يسلم منها الشجر ولا الحجر .
بدأ الطيران الحربي التابع لسلاح جو العدو الروسي و الأسد، بصب جام غضبه على المناطق التي استطاع جيش الفتح السيطرة عليها خلال اليومين الماضين في ريف حلب الجنوبي، مستخدماً أكثر الأسلحة فتكاً و تحريماً.
و بدأت طائرات العدو الروسي منذ مساء الأمس بحملة مكثفة من القصف بالصواريخ العنقودية و الفراغية ، و كذلك تلك الحاوية على مادة الفسفور، إضافة لقصف مدفعي عنيف ، والتي تأتي في اطار المحاولات من قبل القوات البرية التي يقودها الجيش الإيراني الدعم بالمليشيات الشيعية و بقايا قوات الأسد، بغية استعادة السيطرة على بلدات خان طومان والخالدية ومعراته وما خسروه خلال اليومين الماضيين بالريف الجنوبي.
و بالرغم من شدة القصف و عنفه إلا أن الثوار تمكنوا لغاية اللحظة من التصدي لجميع المحاولات وقتلوا وجرحوا العديد من عناصر الأسد، في الوقت الذي تعيش فيه ايران حالة من التخبط نتيجة فقدها عدد كبير من قواتها النظامية و من تلك الميليشيات العاملة تحت امرتها، خلال معارك خان طومان، ولم تستطع الإفصاح حتى اللحظة عن وضعها الميداني و الخسائر التي منيت بها ، و ان كان ناشطون و صحافيون إيرانيون قد تحدثوا عن وجود عشرات القتلى و الجرحى و كذلك أسرى، إلا الصورة الحقيقة لايمكن توضحها في الوقت الراهن مع التزام الجانب الرسمي الصمت، في ذات السياق أعلن ناشطون إيرانيون عن مقتل أربعة عناصر من الحرس الثوري الايراني بينهم ضابط و قيادي رفيع المستوى.
وفي حلب دوماً و لكن في ريفها الغربي هذه المرة، فألقت مروحيات الأسد براميلها المتفجرة على منازل المدنيين في بلدات خان العسل وكفرناها ومنطقة زهرة المدائن وشن الطيران الحربي غارات جوية على منطقة ريف المهندسين فيما لم ترد أنباء عن سقوط أي إصابة بين المدنيين.
و ليس ببعيد عن حلب و أريافها فقد استهدفت طائرات التحالف الدولي سيارة مفخخة في بلدة "بني يان"، الواقعة في الريف الشمالي ، كانت معدة لتفجيرها بقرات الثوار، بينما شن ذات الطيران غارة جوية على بلدة احتيملات أدت لسقوط 6 شهداء أغلبهم من الأطفال.
أعطت روسيا بقرار صادر من قبلها أجلاً جديداً للهدنة التي أسمتها بـ"المؤقتة"، يمتد إلى ٧٢ ساعة تنتهي فجر اليوم و تشمل مناطق حلب و ريف اللاذقية.
و قال وزارة الدفاع الروسية أن قرار التمديد الذي جاء بمبادرة روسية، يهدف إلى منع التصعيد في المنطقتين.
و رحب المتحدث باسم الخارجية الاميركية جون كيربي بالإعلان الروسي وقال ان "وقف الاعمال القتالية خفض حدة العنف في حلب، والولايات المتحدة ملتزمة الحفاظ على هذه الهدنة لاطول فترة ممكنة".
واضاف كيربي "نرحب بهذا التمديد ولكن هدفنا هو الوصول الى مرحلة لا نعود نحصي فيها بالساعات ويتم فيها احترام وقف الاعمال القتالية احتراما تاما في سائر انحاء سوريا".
في الوقت الذي لم تعرف الهدنة تطبيقاً لها على الأرض اذا واصل طيران الأسد و مدفعيته، قصف المناطق المدنية، حيث قصف مخيم "كمونة" في ريف ادلب مخلفاً عشرات الشهداء و الجرحى، و كذلك بلدة الكراميل في ريف حلب الجنوبي متسبباً باستشهاد عشرة مدنيين.
دخلت الأزمة في الغوطة الشرقية منعطفاً جديداً وتصعيديا بعد عشرة أيام من السجالات والاشتباكات المتقطعة، وصلت اليوم إلى حد الهجوم الفعلي، و دخول الأسلحة الثقيلة ساحة الخلاف، لتصم الآذان عن كل مبادرات و محاولات التهدئة التي وأدت فيما يبدو نهائياً.
و بدأ جيش الإسلام غجر اليوم هجوماً كبيراً على بلدة مسرابا الفاصلة بين دوما التي تعتبر المعقل الأساسي للجيش، و حرستا التي يتركز فيها أهم فصائل جيش الفسطاط، و هي في حد ذاتها تعتبر تجمع مهم لفيلق الرحمن المتحالف مع الفسطاط في قتال جيش الإسلام.
منذ ٢٨ الشهر الفائت تحولت الغوطة الشرقية إلى ساحة مشاحنات متصاعدة بشكل متواتر نتيجة تراكمات تعود لفترات طويلة، ووجدت في محاولة اغتيال أحد أبرز الشرعيين في الغوطة " خالد طفور - أبو سليمان"، و التي اتهم فيها جيش الإسلام، فيما أبدى الأخير نفياً قاطعاً لهذه الاتهامات، لتتحول تبادل الاتهامات من مسارها الطبيعي، و المتمثل باللجوء إلى القضاء و المرجعيات الشرعية ذات الاختصاص، إلى ساحات الاشتباك و المواجهة، مخلفة تقسيم الغوطة إلى قطاعات و مناطق، متوزعة السيطرة بين الفصائل المتناحرة.
و في الأخبار المنقولة من الغوطة، يؤكد ناشطون ميدانيون أن جيش الاسلام اقتحم بلدة مسرابا وسيطر على جميع مقرات جيش الفسطاط و فيلق الرحمن، بعد اشتباكات عنيفة بالتزامن مع قصف بالأسلحة الثقيلة، و أعلن أحد اعلامي جيش الإسلام بسط سيطرة الجيش على البلدة، و فتح الطرقات و إزالة الحواجز، فيما أكد الناشطون سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.
و لاشك أن المبادرات التي طرحتها العديد من الجهات الداخلية و الخارجية، ومن ماهو ذو ثقل ديني و شعبي، بائت بالفشل، بعد أن قرر الطرفان انهاء أي لغة غير لغة السلاح، في مسعى لفرض "مغالبة" بمعناها العسكري.
قال علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي إن رأس النظام السوري خط أحمر بالنسبة إلينا، ويجب أن يستمر في منصبه.
وقال ولايتي إن الجانب الروسي لديه ذات النظرة تجاه الأسد ويصر على بقائه في منصبه، وهم لديهم قناعة بأنه ليس هنالك بديل للأسد ونظام حكمه مشيرا إلى أن الأسد لو أزيح عن الحكم، فإن الوضع في سوريا سيصبح "أكثر صعوبة وفداحة مما هو الحال عليه في ليبيا".
وعلى صعيد العلاقة التعاون الروسي الإيراني في سوريا، قال ولايتي لقد بدأنا حديثا العمل الميداني والسياسي والاستراتيجي في المنطقة، ولا زلنا في بداية الطريق وبطبيعة الحال هناك تباينات، إلا أن التعاون الذي حصل غيّر المعادلة العسكرية على الأرض في سوريا لمصلحة الطرف الإيراني الروسي وحزب الله.
أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده تجري اتصالات دائمة مع القيادة في قطر لبحث مستجدات الوضع في سوريا، مشيراً إلى أن العلاقات مع الدوحة "طيبة جداً".
جاء هذا على لسان وزير الخارجي الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره القطري، عقب لقاء جمع الرئيس الروسي بوزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في منتجع سوتشي جنوب روسيا، مساء الجمعة.
وقال لافروف: إن "بوتين أكد لوزير الخارجية القطري عزم موسكو على تعزيز التعاون مع الدوحة"، مشدداً على أن "قطر تلعب دوراً مهماً جداً في العمليات الجارية في المنطقة"، بحسب ما أفادت "روسيا اليوم".
وأوصل وزير الخارجية القطري رسالة شفهية لبوتين من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بخصوص الوضع في سوريا، تناولت تحديداً التصعيد في حلب.
أما وزير الخارجية القطري فقال إنه بحث مع بوتين سبل إنقاذ العملية السياسية في سوريا.
قال الاتحاد الأوروبي مساء الجمعة أنَّ قصف نظام الأسد مخيما للنازحين في محافظة إدلب شمال سوريا أمر “غير مقبول”، ويمثل “انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي”.
وفي بيان مشترك صدر مساء الجمعة عن الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني”، والمفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات “كريستوس ستايليانيدس”، قال الاتحاد الاوروبي إن “مثل هذه الهجمات تؤكد على الحاجة العاجلة للمفاوضات الهادفة إلى إنهاء الحرب الأهلية”.
وأضاف البيان أن الوقت حان ليتحرك المجتمع الدولي بشكل مشترك، ويُرغم الأطراف على استئناف المفاوضات.
وأشار البيان الأوروبي إلى أن “الأنباء الواردة بخصوص الهجوم، تظهر أن الناس الأكثر ضعفا، لا يزالون أول ضحايا النزاعات”، مشدداً على أن المخيمات “يجب أن لا تكون هدفا للعنف، وإنما ملجأ للحماية من النزاعات”.
وطالب البيان جميع أطرف النزاع، بحماية المدنيين، وعدم استهداف البنية التحيتة المدنية كالمدارس والمنشآت الصحية، كما أكد على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية دون شروط، إلى من هم أكثر احتياجا.
التقت صحيفة «القدس العربي» بإثنين من المقاتلين السابقين ضمن صفوف «لواء فاطميون» الذي تعبئه حكومة طهران من اللاجئين الشيعة على أراضيها، وتجيشهم للقتال إلى جانب قوات الأسد على الأراضي السورية.
وضمن أحد مخيمات اللجوء في ألمانيا يقبع كل من الشاب قدرت والشاب حيدر وهما من أصول أفغانية من أبناء الطائفة الشيعية، بانتظار الإقامة الأوروبية، بعد أن قاتلا في سوريا إلى جانب قوات الأسد.
يقول الشاب قدرت عن طريقة تجنيد الشبان المدنيين في إيران: «من يتواجد ضمن الأراضي الإيرانية من اللاجئين الأفغان، يتم تهديده بالسجن أو حتى القتل أحيانا في حال رفض الانضمام إلى صفوف الألوية والفرق والمجهزة للترحيل إلى سوريا للقتال والدفاع عن نظام الحكم».
ويتابع المقاتل السابق: «نستلم إقامة مؤقتة عند دخولنا الأراضي الإيرانية، إلا أنها تسحب من أي لاجئ في حال رفض التجنيد والقتال، وبذلك يعتبر الرافض لفكرة القتال في سوريا خارقاً للقانون السائد في البلاد، ومعرضاً للاعتقال أو التصفية بطريقة غير مباشرة، فيما يتطوع قسم من الشبان الشيعة بشكل طوعي، بهدف الحصول على المال، أو لإغراءات أخرى».
ويتم التجنيد عن طريق لجان مكلفة رسمياً من قبل حكومة طهران باللاجئين، أو عن طريق حملات «حج وعمرة» معدة لزيارة الأماكن المقدسة والمراقد الشيعية في سوريا، لتجيش هؤلاء الزوار طائفياً، وحضهم على الدفاع عن تلك المقدسات، بحسب المتحدث.
وبعد دعوات الانضمام إلى الكتائب والفيالق الطائفية، وتعبئة المقاتلين، يتم تدريب المتطوعين بشكل مبدئي ضمن معسكرات على الأراضي الإيرانية، وفي مخيمات تابعة للحرس الثوري الإيراني أو يتم فرزهم بحسب معسكرات خاصة بالفيلق الذي سيتم الحاق المتطوع به، ومن ثم يتم ترحيلهم إلى الأراضي السورية عبر رحلات جوية حصراً.
ويتحدث حيدر عن أماكن السكن المخصصة للمقاتلين الإيرانيين والأفغان والباكستان ضمن الأراضي السورية فيقول: يكون السكن المبدئي لكل مقاتل قادم من إيران في بلدة السيدة زينب بريف دمشق بشكل أساسي، أو في ضاحية البعث بالقرب من العاصمة، أو في مناطق تواجد الموالين للنظام السوري من أبناء الطائفة العلوية، فيما أكد حيدر أنه كان يخدم داخل مطار المزة العسكري الذي يعتبر رئة النظام السوري في العاصمة دمشق وريفها الغربي، والواقع على مدخل مدينة معضمية الشام.
ورفض المتحدث الكشف عن أي اسم للقيادات الإيرانية العاملة على تجنيد الشبان واللاجئين ضمن الأراضي الإيرانية، وحتى القيادات العسكرية والميدانية التي تقود الكتائب والميليشيات التي تقاتل على أرض المعركة، منوهاً إلى عدم وجود أي تواصل أو علاقة تربط المقاتل السوري بالإيراني.
وشرح المقاتل السابق قدرت عن أساليب هروب المقاتلين الأفغان من الأراضي الإيرانية، مشيراً إلى تجربته في الفرار من الحرب التي أقحمته فيها حكومة طهران قائلا: يتمكن المقاتلون الأفغان الهرب خلال إجازاتهم التي يسافرون فيها إلى إيران، أو حتى قبل التطوع والذهاب بهم إلى الأراضي السورية، عن طريق مهربين إيرانيين على الحدود الإيرانية – التركية، بتكلفة تقدر بمئة دولار أمريكي للشخص الواحد، أو في فترات الأعياد الشيعية في العراق حيث يعمل المهربون بتكلفة أقل تقدر بـ 50 دولار للفرد الواحد كأجر يتقاضاه المهرب لإدخال المقاتل إلى الأراضي التركية، ومن هناك إلى أوروبا عبر البحر، كأي لاجئ سوري هارب من جحيم الحرب.
قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، تعليقا على قصف مخيم "كمونة" للنازحين السوريين، الذي يبعد 20 كيلومترا عن الحدود التركية، إنه بات من الواضح للجميع، أن نظام الأسد يحتقر الجهود الدولية الرامية لإعادة تطبيق وقف الأعمال العدائية في سوريا.
ووصف هاموند قصف المخيم، بالمفزع، وقال في تصريح له مساء الجمعة "إن الوقت حان لكي يستخدم كل من له نفوذ على الأسد، ليقول له "كفى".
واعتبر هاموند، أن قصف المخيم أظهر إلى أي مدى يمكن أن ينحدر نظام الأسد.
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن "الغضب الشديد" إزاء الهجوم الذي استهدف مخيم "كمونة" للنازحين بالقرب من قرية سرمدا بمحافظة إدلب، شمالي سوريا، معتبراً أن الهجوم يشكل "جريمة حرب".
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، استيفان دوغريك، في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك مساء الجمعة: "في حالة التأكد من أن هذا الهجوم (الذي حصل بالأمس) كان متعمداً فإن الأمين العام يعتبره جريمة حرب".
وأضاف "موقع المخيم كان معروفاً من فترة طويلة ومن الصعب علينا التصديق بأن ما حدث كان مجرد خطأ , لقد طالب الأمين العام مراراً مجلس الأمن الدولي بضرورة إحالة العديد من تلك الحوادث إلى المحكمة الجنائية الدولية".
وتلا المتحدث الرسمي بياناً على الصحفيين ذكر فيه أن "بان كي مون غضب بشدة من الهجوم على مخيم سرمدا المؤقت للنازحين في محافظة ادلب".
وتابع: "الأمم المتحدة، جنباً إلى جنب مع الشركاء في المجال الإنساني يقومون حالياً وعلى أرض الواقع، بتقييم الاحتياجات وتعبئة جهود الاستجابة للعائلات التي فرت من المخيم خوفاً من مزيد من الهجمات".
وكرر أمين عام الأمم المتحدة في البيان دعوته لمجلس الأمن "لإرسال رسالة قوية إلى جميع الأطراف المتحاربة بأنه ستكون هناك عواقب وخيمة على الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان".