
نار الاقتتال تتصاعد ... هجوم عنيف على "مسرابا" يقلب الصورة و يحول الساحة لـ"حرب" كاملة
دخلت الأزمة في الغوطة الشرقية منعطفاً جديداً وتصعيديا بعد عشرة أيام من السجالات والاشتباكات المتقطعة، وصلت اليوم إلى حد الهجوم الفعلي، و دخول الأسلحة الثقيلة ساحة الخلاف، لتصم الآذان عن كل مبادرات و محاولات التهدئة التي وأدت فيما يبدو نهائياً.
و بدأ جيش الإسلام غجر اليوم هجوماً كبيراً على بلدة مسرابا الفاصلة بين دوما التي تعتبر المعقل الأساسي للجيش، و حرستا التي يتركز فيها أهم فصائل جيش الفسطاط، و هي في حد ذاتها تعتبر تجمع مهم لفيلق الرحمن المتحالف مع الفسطاط في قتال جيش الإسلام.
منذ ٢٨ الشهر الفائت تحولت الغوطة الشرقية إلى ساحة مشاحنات متصاعدة بشكل متواتر نتيجة تراكمات تعود لفترات طويلة، ووجدت في محاولة اغتيال أحد أبرز الشرعيين في الغوطة " خالد طفور - أبو سليمان"، و التي اتهم فيها جيش الإسلام، فيما أبدى الأخير نفياً قاطعاً لهذه الاتهامات، لتتحول تبادل الاتهامات من مسارها الطبيعي، و المتمثل باللجوء إلى القضاء و المرجعيات الشرعية ذات الاختصاص، إلى ساحات الاشتباك و المواجهة، مخلفة تقسيم الغوطة إلى قطاعات و مناطق، متوزعة السيطرة بين الفصائل المتناحرة.
و في الأخبار المنقولة من الغوطة، يؤكد ناشطون ميدانيون أن جيش الاسلام اقتحم بلدة مسرابا وسيطر على جميع مقرات جيش الفسطاط و فيلق الرحمن، بعد اشتباكات عنيفة بالتزامن مع قصف بالأسلحة الثقيلة، و أعلن أحد اعلامي جيش الإسلام بسط سيطرة الجيش على البلدة، و فتح الطرقات و إزالة الحواجز، فيما أكد الناشطون سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.
و لاشك أن المبادرات التي طرحتها العديد من الجهات الداخلية و الخارجية، ومن ماهو ذو ثقل ديني و شعبي، بائت بالفشل، بعد أن قرر الطرفان انهاء أي لغة غير لغة السلاح، في مسعى لفرض "مغالبة" بمعناها العسكري.