كيف تجنّد إيران المقاتلين الأجانب للقتال في سوريا
كيف تجنّد إيران المقاتلين الأجانب للقتال في سوريا
● أخبار سورية ٦ مايو ٢٠١٦

كيف تجنّد إيران المقاتلين الأجانب للقتال في سوريا

التقت صحيفة «القدس العربي» بإثنين من المقاتلين السابقين ضمن صفوف «لواء فاطميون» الذي تعبئه حكومة طهران من اللاجئين الشيعة على أراضيها، وتجيشهم للقتال إلى جانب قوات الأسد على الأراضي السورية.

وضمن أحد مخيمات اللجوء في ألمانيا يقبع كل من الشاب قدرت والشاب حيدر وهما من أصول أفغانية من أبناء الطائفة الشيعية، بانتظار الإقامة الأوروبية، بعد أن قاتلا في سوريا إلى جانب قوات الأسد.

يقول الشاب قدرت عن طريقة تجنيد الشبان المدنيين في إيران: «من يتواجد ضمن الأراضي الإيرانية من اللاجئين الأفغان، يتم تهديده بالسجن أو حتى القتل أحيانا في حال رفض الانضمام إلى صفوف الألوية والفرق والمجهزة للترحيل إلى سوريا للقتال والدفاع عن نظام الحكم».

ويتابع المقاتل السابق: «نستلم إقامة مؤقتة عند دخولنا الأراضي الإيرانية، إلا أنها تسحب من أي لاجئ في حال رفض التجنيد والقتال، وبذلك يعتبر الرافض لفكرة القتال في سوريا خارقاً للقانون السائد في البلاد، ومعرضاً للاعتقال أو التصفية بطريقة غير مباشرة، فيما يتطوع قسم من الشبان الشيعة بشكل طوعي، بهدف الحصول على المال، أو لإغراءات أخرى».

ويتم التجنيد عن طريق لجان مكلفة رسمياً من قبل حكومة طهران باللاجئين، أو عن طريق حملات «حج وعمرة» معدة لزيارة الأماكن المقدسة والمراقد الشيعية في سوريا، لتجيش هؤلاء الزوار طائفياً، وحضهم على الدفاع عن تلك المقدسات، بحسب المتحدث.

وبعد دعوات الانضمام إلى الكتائب والفيالق الطائفية، وتعبئة المقاتلين، يتم تدريب المتطوعين بشكل مبدئي ضمن معسكرات على الأراضي الإيرانية، وفي مخيمات تابعة للحرس الثوري الإيراني أو يتم فرزهم بحسب معسكرات خاصة بالفيلق الذي سيتم الحاق المتطوع به، ومن ثم يتم ترحيلهم إلى الأراضي السورية عبر رحلات جوية حصراً.

ويتحدث حيدر عن أماكن السكن المخصصة للمقاتلين الإيرانيين والأفغان والباكستان ضمن الأراضي السورية فيقول: يكون السكن المبدئي لكل مقاتل قادم من إيران في بلدة السيدة زينب بريف دمشق بشكل أساسي، أو في ضاحية البعث بالقرب من العاصمة، أو في مناطق تواجد الموالين للنظام السوري من أبناء الطائفة العلوية، فيما أكد حيدر أنه كان يخدم داخل مطار المزة العسكري الذي يعتبر رئة النظام السوري في العاصمة دمشق وريفها الغربي، والواقع على مدخل مدينة معضمية الشام.

ورفض المتحدث الكشف عن أي اسم للقيادات الإيرانية العاملة على تجنيد الشبان واللاجئين ضمن الأراضي الإيرانية، وحتى القيادات العسكرية والميدانية التي تقود الكتائب والميليشيات التي تقاتل على أرض المعركة، منوهاً إلى عدم وجود أي تواصل أو علاقة تربط المقاتل السوري بالإيراني.

وشرح المقاتل السابق قدرت عن أساليب هروب المقاتلين الأفغان من الأراضي الإيرانية، مشيراً إلى تجربته في الفرار من الحرب التي أقحمته فيها حكومة طهران قائلا: يتمكن المقاتلون الأفغان الهرب خلال إجازاتهم التي يسافرون فيها إلى إيران، أو حتى قبل التطوع والذهاب بهم إلى الأراضي السورية، عن طريق مهربين إيرانيين على الحدود الإيرانية – التركية، بتكلفة تقدر بمئة دولار أمريكي للشخص الواحد، أو في فترات الأعياد الشيعية في العراق حيث يعمل المهربون بتكلفة أقل تقدر بـ 50 دولار للفرد الواحد كأجر يتقاضاه المهرب لإدخال المقاتل إلى الأراضي التركية، ومن هناك إلى أوروبا عبر البحر، كأي لاجئ سوري هارب من جحيم الحرب.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ