أفشل تنظيم الدولة هجمات جديدة لقوات الأسد في محيط مطار التيفور العسكري بريف حمص الشرقي، وقتل خلال المعارك العديد من عناصر الطرفين، إذ تصبو قوات الأسد لتأمين محيط المطار، فيما يحاول تنظيم الدولة الإبقاء والحفاظ على التقدم الذي حققه مؤخرا.
فقد أعلن التنظيم عن تمكن عناصره من صد محاولة التقدم الثالثة لنظام الأسد شرق المطار، مؤكدا على أن الأخير تكبد خسائر بشرية كبيرة، إذ وصل عدد قتلاه إلى عشرين.
وتشهد المنطقة معارك محتدمة بين الطرفين منذ عدة أيام، والتي أدت لسقوط قتلى وجرحى في صفوف عناصرهما.
وكانت قوات الأسد قد أعلنت أول أمس الأحد عن تمكنها من السيطرة على عدة نقاط شرق جبل التياس "بالإضافة للجبل" الواقع إلى الشرق من مطار التيفور العسكري، ضمن العملية التي أعلنت عن بدئها السبت الفائت، إذ وصلت إلى مفرق جحار.
وفي المقابل فقد نفذ عنصر تابع للتنظيم عملية انتحارية السبت بسيارة مفخخة استهدف بها تجمعا لقوات الأسد في المنطقة، وأسفرت عن قتل وجرح عدد من العناصر.
والجدير بالذكر أن تنظيم الدولة حقق تقدما كبيرا في ريف حمص الشرقي مؤخرا، حيث سيطر على مدينة تدمر واتجه شرقا وسيطر على منطقة الدوة ووصل إلى مشارف مطار التيفور العسكري وسيطر على محيطه من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية.
شنت قوات الأسد مدعومة بعناصر الشبيحة، حملات دهم لقرى عدة بريف حماة الشمالي، قامت باعتقال العشرات من الشباب، واقتادتهم للأفرع الأمنية في المدينة، وسط حالة استياء كبيرة في الأوساط الشعبية المؤيدة إزاء هذا الفعل المتكرر.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن قوات الأسد اعتقلت 25 مدنياً في بلدة خطاب بريف حماة، بهدف التجنيد الاجباري، واقتادهم لفرع الأمن العسكري في مدينة حماة اليوم الثلاثاء، فيما لايزال مصير العديد من المعتقلين من مناطق أخرى مجهولاً حسب ما تحدثت مصادر إعلامية عدة.
وتقوم قوات الأسد بعمليات الاعتقال التي باتت شبه يومية بريف حماة والمدينة، بهدف تجنيد من هم بين الثامنة عشر وسن ال 40 ، حيث يتم اقتيادهم لمعسكرات للتدريب، قبيل زجهم على جبهات القتال باسم الدفاع الوطني او الفيلق الخامس أو عدة مسميات أخرى، نظراً لتزايد خسائر قوات الأسد البشرية في المعارك التي تشهدها جبهات القتال المتنوعة.
تستعد الفصائل السورية لاعلان تشكيلتها النهائية ، التي ستشارك بها في مفاوضات الأستانة المقررة في ٢٣ الشهر الجاري وحتى ٢٥ منه ، في الوقت الذي أكد فيه مصدر خاص لشبكة “شام” الاخبارية أن تغييرات جذرية لم تحدث حول الأسماء التي نشرتها “شام” ، يوم أمس ، إلا أن المصادر أكدت أن الجديد هو أن الفصائل التي سترسل ممثلين عنها أو التي عزفت عن الأمر قد توافقت على تشكيل الوفد و دعمه.
وكشفت بالأمس “شام” عن الوجوه الأساسية التي ستشارك في مفاوضات الاستانة ، التي تأتي ضمن الاتفاق الذي تم في أنقرة برعاية تركية روسية في 29 الشهر الفائت بين الفصائل و روسيا ، و نص على تطبيق هدنة بُدأ العمل بها في 30 الشهر ، الهدنة التي لم تتمكن من ايقاف الهجوم المتواصل على وادي بردى أو الغوطة أو وقف الطلعات الجوية على الشمال السوري و القصف المدفعي في الجنوب .
مفاوضات الفصائل التي احتضنتها العاصمة التركية “أنقرة” منذ ١١ الشهر الجاري ، والتي كانت على دفعتين في الأولى ضمت شخصيات سياسية و مدنية و اعلامية إلى جانب الفصائل ، تلاها اجتماعات بين الفصائل الموقعة على اتفاق الهدنة و التي انضمت اليه لاحقاً ، و الذي كان عسيراً نتيجة اعتذار بعض الفصائل عن إرسال ممثلين عنها إلى الاستانة في حين أعدت فصائل أخرى أسماء ممثليها.
و أكدت مصادر خاصة لشبكة “شام” الاخبارية ، أن الفصائل التي لم ترغب بإرسال مندوبين عنها استندت على عدة تبريرات منها الخروقات الفجة الحاصلة في الهدنة و لا سيما وادي بردى ، مونها ما يستند إلى عدم الثقة بروسيا على اعتبار أنها دولة محتلة لسوريا .
ورغم نفي اسامة أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الفصائل المشاركة بالتحضير لمفاوضات الاستانة ، أن يكون هناك أي انقسامات في الفصائل ،في حديث سابق مع “شام” ، مشدداً على أن الوفد الذي تم تشكيله للمشاركة في المفاوضات هو وفد يمثل جميع الفصائل ، أكدت مصادر خاصة اليوم أن لاتغيير كبير حدث في التشكيلة التي نشرتها “شام” بالأمس” ، و لكن المصادر لم تؤكد دقتها تماماً أو عدم امكانية التغيير اذ أن الأمر لازال في طور المباحثات.
وقالت مصادر “شام” بالأمس ، أن الفصائل ستقوم بارسال مندوبين عنها للمشاركة في المفاوضات هي فيلق الشام ، فرقة السلطان مراد ، الجبهة الشامية ، جيش العزة ، جيش النصر ، الفرقة الاولى الساحلية ، لواء شهداء الاسلام ، تجمع فاستقم ، جيش الاسلام ، مع وجود فصائل جديدة انضمت لهذه القائمة لم نستطع حتى لحظة إعداد هذا التقرير معرفتها بشكل مؤكد .
إلى ذلك قالت وسائل اعلام موالية للأسد أن وفد النظام سيكون برئاسة مندوب الأسد للأمم المتحدة بشار الجعفري ، اضافة لعدد من الضباط في قوات الأسد و بعض الخبراء القانونيين ، حيث من المفترض أن تكون مفاوضات الاستانة مخصصة لبحث تثبيت الهدنة فقط ، مما يجعل طابعها عسكري بحت .
و سيكون الجعفري ، يوم ٢٣ الشهر الجاري ، على مواجهة جديدة مع محمد علوش رئيس المكتب السياسي لجيش الاسلام و كبير المفاوضين السابق في الهيئة العليا للمفاوضات ، و الذي تم اختياره اليوم كرئيس لوفد الفصائل المشارك في الاستانة ،حيث سبق و أن هاجم الجعفري علوش في مفاوضات جنيف في الربع الأول من العام الماضي بسبب لحيته .
و لم تتوضح بعد كيفية سير المفاوضات هل ستتم بطريقة غير مباشرة كما جرت العادة في المفاوضات السابقة التي نظمتها الأمم المتحدة أم ستتخذ شكلاً مباشر لتواصل إضفاء التميز على هذه المباحثات التي يغيب عنها السياسيون و تخصص للعسكريين فحسب .
إلى ذلك أمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ، اليوم ، أن تستجيب ادارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للدعوة التي وجههتا روسيا لها لحضور مفاوضات الاستانة.
و تحاول العاصمة الكازاخية “الاستانة” جاهدة لعب دور المدينة الهادئة التي تشكل مركزا مثاليا للحوار بين الثقافات والأديان بشكل دوري ، بعد أن فازت أستانة بلقب "مدينة من أجل السلام" في مسابقة لليونيسكو عام 99 ، و يعود اختيارها كمدينة للمفاوضات بملف غاية في التعقيد كالملف السوري إلى أنها دولة صديقة لتركيا وروسيا على حد سواء، ولعبت دوراً هاماً لرأب الصدع في العلاقات التركية الروسية بعد إسقاط الجيش التركي للمقاتلة الروسية قرب الحدود السورية في ٢٣ تشرين الثاني في عام ٢٠١٥.
يشارك أكثر من 300 شخصية سياسية ومدنية ، في مؤتمر “وطن” السنوي الخامس ، الذي يهدف لجمع منظمات سورية ودولية لمناقشة أهم الملفات ذات الاولوية والتي تسعى لتخفيض المعاناة السورية وكيفية التعامل مع التحديات المستقبلية التي تواجه العمل المدني في سوريا ومع السوريين في المهجر .
و تستضيف مدينة اسطنبول التركية هذا المؤتمر على مدى ثلاثة أيام اعتبار من يوم الخميس القادم ، وذلك برعاية وزارة الخارجية الهولندية، ووزارة الخارجية النيروجية عبر النوروك ، ورعاية فخرية من الحكومة التركية والهلال الأحمر التركي.
و سيقوم المؤتمر على دراسة انعكاسات الاحداث الحالية على العمل المدني ، و معالجة التحديات وتحديد الحلول من خلال ورش عمل تعاونية ، و دراسة تحدي اندماج السوريين في المجتمعات المضيفة ، وتعزيز التعاون والشراكة بين الجهات المختلفة ذات الصلة بالأزمة السورية، لبناء برامج متكاملة تلبي الاحتياجات المختلفة.
كما و سيتم عقد مؤتمر للمانحين على هامش المؤتمر ويعنى بانعكاسات مؤتمر القمة الانسانية على الازمة السورية ، وربط المنظمات غير الحكومية والجهات المانحة الدولية مع المنظمات الصغيرة
و يتوقع منظمي المؤتمر الخروج بتوصيات بمايتعلق بملفات أبرزها مستقبل المجتمع المدني، من حيث الاستدامة والأثر وتمكين المجمعات التربوية في إدارة العملية التعليمية في زمن الطوارئ و دمج اللاجئين السوريين، اضافة إلى تحسين مستوى التواصل بين العاملين في منظمات المجتمع المدني في سوريا و تعزيز وتطوير التنسيق بين المنظمات المحلية والدولية العاملة لسوريا وتأسيس برامج متكاملة.
ويعد المؤتمر السنوي لمنظومة وطن من أهم المؤتمرات غير الحكومية للمانحين التي تشارك فيه منظمات المجتمع المدني السورية، وطن هي منظومة مجتمع مدني متعددة المسارات تأسست في 2012 .
استهدف الطيران الحربي الروسي ليل الأمس، قرية عنيق بأجرة بريف محافظة حماة الشرقي، موقعة مجزرة مروعة بحق أطفال وأمهم، ودمار كبير في عدة مباني سكنية في المنطقة.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف بعدة غارات منازل المدنيين، خلفت مجزرة مروعة راح ضحيتها أربعة أطفال وأمهم، وجرح باقي أفراد العائلة، ودمار كبير حل بمنزلهم وعدة منازل أخرى، استغرق الأهالي ساعات عدة حتى تمكنوا من رفع الأنقاض وإخراج الضحايا.
وتتعرض بلدات ريف حماة الشرقي لقصف شبه يومي من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد، أوقعت العديد منم المجازر بحقهم، فيما تتواصل شلالات الدماء بحق المدنيين العزل في المنطقة دون أي رادع.
فرقتهم الحرب و جمعتهم الغربة ليأسسوا فرقتهم المسرحية "شام" مجموعة من الشبان و الشابات الذين لم تتجاوز أعمارهم ٢٢ عاماً ، بداية العام الماضي تجمعوا و انطلقوا بعملهم المسرحي الأول في مدينة طرابلس اللبنانية على مسرح الفنون وسط ترحيب كبير من أهالي المنطقة و السوريين الحاضرين .
قدمت الفرقة منذ تأسيسها 4 عروض عالجت من خلالها جانب من القضايا في المجتمع العربي عموماً و السوري بشكل خاص، كالرشوة و الواسطات و الظالم في الفروع الأمنية و غيرها من القضايا التي تعتبر شبح اسود لأغلب المواطنين و حاولت تقديم حلول خجولة لتلك المشاكل ، قدمت الفرقة عرضها الأخير بداية العام الجاري تحت عنوان التغريبة العربية سلطت فيه الضوء على واقع مخيمات السوريين و حاولت نقل همومهم ، و تجسيد أبرز المشاكل التي يعاني منها الاجئين في مخيمات الشتات فمن محسوبيات العمل الأغاثي إلى الحصار المفروض حتى واقع التدريس و الخدمات الطبية حاولت"شام" تقديم مجموعة من الحلول لتلك المشاكل .
سهيل البقاعي طالب دراسات إسلامية في سنته الثالثة ، من مدينة حمص ، هجرته ميليشيات حزب الله الارهابي من مدينته منذ أربعة أعوام، اختار العمل المسرحي ليكون وسيلته لإيصال صوته و صوت الاجئين و نقل معاناتهم و أسس الفرقة ليكون اقوى ، في حديثه عن الفرقة قال :" نتدرب يومان في الاسبوع في في مسرح داخل مدرسة سورية في طرابلس اسمها براعم الشام قدمته الأدارة بشكل مجاني كدعم معنوي للفريق ، عن الفرقة الوحيد هو إبراز نبل القضية السورية و نقل معاناة الاجئين السوريين ، من خلال تسليط الضوء على الظلم و المعاناة في المخيمات "
يحلم سهيل : " ان يغزو مسرحه يوما ما كل المناطق التي يتواجد فيها مخيمات للاجئين السوريين و غير السوريين ليتمكن و رفاقه من تجسيد معاناتهم من خلال أعمالهم المسرحية "
شهد مندو ابنت التسع اعوام ، العضو الأصغر في فرقة شام ، من أبناء مدينة القصير هجرتها قوات النظام و المليشيات المساندة لها منذ عام 2013 ، تحمل في داخلها الكثير من الهموم و كأنها كبرت قبل أوانها، متفوقة في دراستها قليلة الكلام تقول والدتها : " منذ ان خرجنا من الأراضي السورية و الطفلة تبدو عليها علامات الحزن طوال الوقت إلى أن تعرف عليها أعضاء فرقة شام و بدؤا يقحموها بالتدريبات بدأت الطفلة تخلع ثوب الحزن و بدت أكثر نشاطاً، تفاجئت بها عند ما شاهدت عملها المسرحي الأخير حيث كانت تلعب دور اليتيمة أبكتني و انا اتابعها "
بسام حلاوة مدرب الطفلة يقول :" رغم صغر سنها أصبحت شهد أيقونة لأعمالنا المسرحية ، داخل هذه الطفلة أشياء أكبر منها بكثير و لم تسطيع التعبير عنه الا من خلال خشبة المسرح ، و هذا الشيء كان يتضح في أدائها خصوصاً أمام الجماهير"
تحلم شهد ان تكمل دراستها و تصبح ممثلة مسرحية عالمية لتوصل صوتها و صوت كل المظلومين حول العالم .
يرو أعضاء فرقة شام انهم قادرين على تحمل المسؤولية و إعطاء أفضل ما لديهم ليقوموا بواجبهم باتجاه من هجروا ظلماً ليعيشوا في خيم اللجوء، و يتمنون أن يخففوا من معاناة الشعب السوري و ان يكونوا منبر لإيصال رسالتهم و صوتهم من خلال اعمالهم .
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عن سيطرتها على مساحات واسعة من ريف الرقة الشمالي والغربي في إطار معركة "غضب الفرات" والتي بدأت مرحلتها الثانية في العاشر من الشهر الماضي بغية السيطرة على مدينة الرقة وريفها وطرد تنظيم الدولة منها.
وأشارت "قسد" إلى أن عناصرها سيطروا منذ بدء المرحلة الثانية من "غضب الفرات" على مناطق واسعة تبلغ مساحتها 2480كم²، وتتضمن المساحة المذكورة 196 قرية وعشرات المزارع والتلال، بالإضافة لقلعة جعبر التاريخية الأثرية، وبذلك تصبح مساحة مجموع ما سيطرت عليه "قسد" منذ بدء المعركة بشكل عام3200 كم²، تتضمن 236 قريه والعشرات من المزارع والتلال.
وذكرت القوات الكردية أن التقدم المذكور أسفر عن حصار قواتها لمدينة الرقة من الجهتين الشمالية والغربية.
وأكدت "قسد" على أن أكثر من ستمئة من مقاتلي التنظيم قتلوا خلال المعارك، مشيرة إلى أنها سحبت جثث 115 عنصرا منهم، وأسرت 18 آخرين، بالإضافة لسيطرتها واستيلائها على أعداد كبيرة من الأسلحة والذخائر والسيارات العسكرية والمدافع.
وقالت "قسد" أن عناصرها واجهوا 40 سيارة مفخخة مشددة على تدمير قسم كبير منها قبل بلوغ هدفها، فضلا عن الاستيلاء على بعضها.
ولفتت "قسد" إلى أن 42 مقاتل من قواتها قتلوا خلال المعركة الثانية، من بينهم "بريطاني وكندي وأمريكي".
والجدير بالذكر أن عدد قتلى قوات سوريا الديمقراطية يبلغ أضعاف العدد المذكور، إذ أعلن تنظيم الدولة عن تمكن عناصره أمس الأحد من قتل حوالي 40 عنصرا من "قسد" بعد تنفيذ عنصرين تابعين له عمليتين انتحاريتين في قرية سويدية صغيرة شمال مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي.
تستعر حدة الحرب الدائرة بين قوات الأسد من جهة وعناصر تنظيم الدولة من جهة ثانية في مدينة دير الزور التي يتشارك الطرفان في السيطرة عليها وسط تفاقم معاناة آلاف المدنيين في مناطق الطرفين، فمن قصف لحصار لجوع وقتل وتشريد، تمارسه القوى المتصارعة على الأرض بحقهم، دون أن يكون لهم حول ولاقوة في رد ما يطالهم من ظلم.
ويشكل المدنيون في مدينة دير الزور في جميع الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات الأسد أو سيطرة التنظيم الحلقة الأضعف في الحرب المستعرة، فالتنظيم يحاصر من هم في احياء قوات الأسد ويقصفهم بشكل يومي بالقذائف والمدفعية، ونظام الأسد يضيق الخناق عليهم من اعتقال وتجويع وممارسات تشبيحية لعناصره بحقهم، بينما يواجه المدنيين في مناطق سيطرة تنظيم الدولة حرباً معلنة باسم "الإرهاب" فقتلهم حلال ودمائهم مستباحة من طيران الأسد وروسيا وطيران التحالف الدولي، يتشارك الجميع في قصفهم ولايأبه لأي أرقام من أعدادهم قد تسقط في كل ضربة، فهم في أرض الإرهاب، لن ينفعهم اليوم أي رحمة أو صفح.
وارتكبت الأطراف المتصارعة في دير الزور العشرات من المجازر بحق المدنيين العزل، إضافة لعمليات الاعتقال اليومية التي تطال شبابهم، وعمليات التجويع الممنهجة والحصار الدائم منذ أشهر طويلة، وما إن تبدأ جحيم الحرب حتى يبدأ عداد الضحايا المدنيين بالعمل، ففي كل يوم يسقط العديد من الضحايا المدنيين في المدينة والريف وفي كلا مناطق سيطرة الطرفين، مع تنوع القاتل والسلاح الذي يقتلون به.
ونظراً لما آلت إليه حال المدنيين واستمرار عذاباتهم أطلق ناشطون من محافظتي الرقة ودير الزور حملة لتسليط الضوء على ما تعانيه محافظات حوض الفرات " الرقة، دير الزور" من أوضاع إنسانية مأساوية، تتفاقم يومياً بعد يوم جراء استمرار النزوح والقصف الجوي الذي تتشارك فيه قوى التحالف وروسيا ونظام الأسد وتنظيم الدولة، تزامناً مع المعارك التي تدور في هذه المحافظات بين تنظيم الدولة وقوات الأسد وقوات "قسد".
وحملت الحملة اسم " #وجع_الفرات" نسبة للأوجاع والعذابات المريرة التي يعانيها المدنيون في كل المحافظتين، سواء في مناطق تنظيم الدولة أو مناطق سيطرة قوات الأسد وقوات "قسد"، والتي لاقت رواجاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشهدت تفاعل كبير بين الناشطين.
ودعت الحملة حسب النشطاء لعدم الاستمرار في استهداف المدنيين العزل من كل القوى في مناطق سيطرة تنظيم الدولة، بحجة عدم شموليتها في الهدنة المبرمة، حيث لاقى العشرات من المدنيين حتفهم بفعل القصف المتواصل لاسيما في الرقة ودير الزور، تزامناً مع استمرار العمليات العسكرية في المناطق الغربية والشمالية لمحافظة الرقة وفي مدينة دير الزور.
حقق تنظيم الدولة تقدما كبيرا اليوم في محيط مطار ديرالزور العسكري بعد شن هجمات واسعة على جبهات المدينة وعلى محيط مطار ديرالزور العسكري، حيث فرض حصارا على المطار وفصله عن مدينة ديرالزور بعد سيطرته على عدد كبير من النقاط الاستراتيجية.
فقد تمكن التنظيم في البداية من السيطرة على مكابس القرميد غربي مطار دير الزور العسكري وعلى كتيبة الإشارة وسرية الدفاع الجوي بمحيط حي هرابش وسرية "جنيد 113" التي تقع جنوب غرب المطار، وقتل خلالها العديد من عناصر الأسد وميليشياته.
وتمكن التنظيم خلال المعارك من تدمير دبابة وعربة شيلكا ومدفع 57 لقوات الأسد في جبل هرابش.
كما وحقق التنظيم تقدما في حي العمال، قبل أن يتمكن من مقاتلوه من السيطرة على كامل جبل العمال المشرف والمطل على مدينة ديرالزور، كما وسيطر عناصره أيضا على كتيبة الدبابات شرق معامل البلوك غرب مطار ديرالزور العسكري، واستولوا على دبابتين مع كامل ذخيرتها.
وسيطر مقاتلو التنظيم أيضا على منطقة المقبرة وكراجات البولمان جنوب غربي مدينة دير الزور.
والجدير بالذكر أن نقاط الاشتباكات شهدت اليوم قصفا عنيفا جدا من قبل الطائرات الروسية والأسدية الحربية في إطار سعيها لوقف زحف التنظيم باتجاه مدينة ديرالزور المحاصرة.
كما وأغارت الطائرات على مدينة موحسن تسببت بارتكاب مجزرة مروعة بحق المدنيين راح ضحيتها سبعة شهداء وعدد من الجرحى، بينما استهدف التنظيم الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات الأسد بمدينة ديرالزور بقذائف الهاون والمدفعية أدت لسقوط شهداء وجرحى بين المدنيين أيضا.
توفيت طفلتين وأمهما جراء احتراق كرفانتهم "بيت متنقل" التي كانوا يقطنون بها في مخيم الإيمان بريف حلب الشمالي.
وذكر ناشطون أن الطفلتين "رهف وآيسل عادل اصطيف" وأمهما رانيا توفوا بعد احتراق كرفانة كانوا بداخلها، إذ شبت النار بسبب استخدام وسائل تدفئة بدائية، علما أن الطفلة من مدينة تل رفعت التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية قبل أشهر عديدة.
والجدير بالذكر أن طفلين توفيا وأصيب والديهما بجروح جراء احتراق خيمة كانوا يسكنون بداخلها في مخيم باب السلامة بريف حلب الشمالي في الخامس والعشرين من العام الماضي، علما أن العائلة نازحة من مدينة عندان.
وأشار ناشطون حينها إلى أن الطفلين اللذان يبلغ أحدهما 3 أعوام والآخر يبلغ عامين استشهدا على الفور، فيما تم نقل الوالدين إلى المشافي التركية لتقديم الخدمات الطبية لهم.
ويعاني قاطني مخيمات الشمال السوري من ظروف إنسانية صعبة في ظل موجة البرد والمنخفض الذي يضرب المنطقة منذ أيام عديدة، حيث تساقطت خلال الأيام الماضية الثلوج على المخيمات.
وكان الآلاف من النازحين توافدوا إلى الحدود السورية التركية بعد التقدم الكبير الذي أحرزه نظام الأسد في ريف حلب الشمالي مع بداية التدخل الروسي في أواخر العام الماضي.
حملت الهيئات والفعاليات المدنية في وادي بردى بريف دمشق الغربي الفصائل العسكرية الموقعة على اتفاقية وقف إطلاق النار والتي قبلت التوجه إلى مؤتمر الأستانة، وتمثيل الائتلاف الوطني في الوفد، ومباركة الهيئة العليا للمفاوضات لهذا الوفد ومشاركتها فيه، والدول الضامنة للاتفاق "تركيا وروسيا" مسؤولية كل شهيد سقط في وادي بردى.
وقالت الفعاليات في بيانها "كنا نأمل منهم موقفا وطنيا يذكره لهم التاريخ بإعلانهم انهيار العملية السياسية و عدم توجههم إلى الأستانة بسبب عدم التزام نظام الأسد بوقف اطلاق النار و استمرار حملته العسكرية على وادي بردى مدعوما من ميليشيا حزب الله الإرهابية، إلا أنهم أهدونا طعنة في الخاصرة و قبلوا بتركنا وحدنا نواجه آلة القتل الأسدية الطائفية".
وختم البيان " و إننا نعد الأحرار من شعبنا بأننا سنبقى نقاوم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وسنعمل ما في وسعنا لنمنع ميليشيا حزب الله الإرهابية من التحكم في مصادر مياه مدينة دمشق، و ليعرف السوريون بأن التشييع سيكون مقابل الماء وبأن قرار الفصائل العسكرية بالذهاب إلى الأستانة هو ما كانت تنتظره ايران و حزب الله الإرهابي لإكمال مخططها الاستعماري في سورية".
والجدير بالذكر أن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية لم تلتزم بالهدنة التي توصلت إليها الفصائل الثورية مع الطرف الروسي برعاية تركية، حيث لا تزال تشن الهجمات البرية على قرى منطقة وادي بردى في ظل حملة قصف جوية ومدفعية عنيفة جدا، إذ تهدف الميليشيات الشيعية للسيطرة على قرية عين الفيجة ونبعها، وكان أبرز بنود الذهاب إلى الآستانة الكازاخية هو وقف القصف على كافة المناطق المحررة بما فيها وادي بردى.
وللعلم فقد ارتكبت الميليشيات الشيعية مجزرة يوم أمس في قرية ديرقانون راح ضحيتها 15 شهيد من المدنيين كانوا مختبئين في إحدى الصالات هربا من القصف.
ارتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء قصف الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة على ريف حمص الشمالي إلى ستة شهداء بينهم عنصر من الدفاع المدني، كما وتسبب القصف العشوائي بسقوط عشرات الجرحى.
ففي البداية أغارت الطائرات الحربية الأسدية والروسية على مدينة تلبيسة باستخدام الصواريخ الفراغية، ما أدى لارتقاء 3 شهداء من المدنيين، وسط غارات ضربت قريتي ديرفول وعز الدين.
وقامت قوات الأسد المتمركزة في قرية النجمة ومعسكر ملوك باستهداف أحياء مدينة تلبيسة بقذائف المدفعية والهاون، ما أدى لارتقاء 3 شهداء جدد أحدهم يعمل مسعفا بالدفاع المدني، كما وأصيب زميله بعد سقوط قذيفة على سيارة إسعاف كانوا يحاولون إسعاف الجرحى من خلالها.
وذكر ناشطون أن مدني أصيب في قرية الغنطو بعد قيام قوات الأسد المتمركزة في قرية أكراد داسنية باستهداف القرية براجمات الصواريخ، وتعرضت مدينة الرستن وقرية الفرحانية الغربية لقصف مدفعي وصاروخي أيضا.
ورد الثوار على القصف الهمجي وخروقات الهدنة باستهداف الأحياء الموالية للأسد بمدينة حمص وقرية جبورين بصواريخ الغراد، وحققوا إصابات مباشرة، إذ تسببت بسقوط جرحى في حيي الأرمن والسبيل وفي قرية جبورين.
هذا ويستمر القصف المدفعي حتى هذه اللحظة على مدن وبلدات الريف الشمالي في محافظة حمص حيثُ طالت حملة التصعيد كلاً من مدينة الرستن وقرى الغنطو والفرحانية والعامرية وديرفول.