ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبناني، إن ستة آلاف من الثوار والمدنيين سجلوا أسماءهم للانتقال إلى منطقة إدلب، وثلاثة آلاف إلى منطقتي الرحيبة والقلمون في الداخل السوري، بعد إبدائهم رغبتهم بمغادرة جرود عرسال اللبنانية.
وأشارت الوكالة إلى أنه سيتم نقلهم على دفعتين بإشراف الجيش اللبناني والأمن العام، ومتابعة ومراقبة من المنظمات الدولية والصليب الأحمر الدولي.
وشهدت منطقة عرسال اللبنانية الحدودية وجرودها، خلال الأسبوع الماضي، معارك عسكرية بين حزب الله اللبناني من جهة والثوار من جهة أخرى، تمكن خلالها حزب الله من السيطرة على معظم الأراضي بمساندة قصف نظام الأسد.
وكان المدير العام للأمن العام اللبناني، "عباس إبراهيم"، أعلن الخميس عن التوصل إلى "اتفاق لوقف إطلاق النار مع فتح الشام في أطراف بلدة عرسال، عند الحدود الشرقية مع سوريا"، وسط رفض رئيس الحكومة اللبنانية، "سعد الحريري" وعدد من الوزراء عملية تنسيق إعادة اللاجئين السوريين في عرسال إلى الأراضي السورية مع نظام الأسد.
كشفت منظمات حقوقية سورية، استهداف الطيران الحربي لنظام الأسد والطيران الروسي، للمرافق الطبية التي تخدم أكثر من 2300 ألف شخص في محافظة إدلب، خلال شهر أبريل الماضي.
وأكد تقرير مشترك للمنظمات الحقوقية، تعرض 25 منشأة طبية في سوريا لما متوسطه هجوم واحد كل 29 ساعة، وقد وجد بشكل مستقل أن 91% منها نُفذت بواسطة نظام الأسد أو القوات الروسية معظمها في إدلب.
ولفت التقرير إلى أن نظام الأسد وروسيا كانا مسؤولين عن الهجمات على المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية التي تخدم بمجموعها 2300 ألف شخص.
وأضاف التقرير، أن عمليات القصف استمرت بشكل متتابع للمكان مع عدم إعطاء تحذيرات، وغياب أي أعمال عسكرية عدائية نشطة بالقرب من مواقع الهجوم.
نشرت وحدة الإعلام الحربي التابعة لميليشيا حزب الله اللبنانية، اليوم السبت، أن نظام الأسد والميليشيات الإيرانية الموالية، وصلوا يوم السبت إلى مشارف السخنة آخر المواقع الاستراتيجية التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة بمحافظة حمص.
واعتبر حزب الله حليف نظام الأسد، أن هذه الخطوة تعد خطوة رئيسية في هجومهم المتعدد الجبهات ضد "الجماعة المتشددة".
وذكر الإعلام الحربي لحزب الله، في وقت سابق أن حقل السخنة للغاز والمرتفعات المطلة على البلدة يقعان في مرمى نيران نظام الأسد وحلفائه.
وأفاد ناشطون محليون، يوم امس عن قرب دخول نظام الأسد وحلفائه مدينة السخنة، في ريف حمص الشرقي، التي يسيطر عليها تنظيم الدولة، منذ أيار/ مايو 2015، مؤكدين انه أصبح على مشارف جبل الربيعات القريب من مدينة السخنة الصحراوية في ريف حمص، إذ تسعى من خلال هذا المحور إلى التقدم باتجاه مدينة دير الزور، بالتوازي مع تقدمها على محورٍ آخر يسير بمحاذاة نهر الفرات في ريف الرقة الجنوبي والشرقي.
ويسعى نظام الأسد للتقدم باتجاه مدينة دير الزور لفك الحصار عن قواته المحاصرة من قبل تنظيم الدولة داخل المدينة وفي مطارها العسكري، وعزل مناطق سيطرة الثوار جنوبي البادية عن شمال ووسط البادية، ما يعني قطع الطريق أمامها إلى محافظة دير الزور التي يتوقع أن تشهد معارك عنيفة لإنهاء وجود تنظيم الدولة.
واستولت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، والمدعومة من الولايات المتحدة على مساحات من الأراضي شمالي نهر الفرات وتتقدم إلى الرقة التي كانت في السابق المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في سوريا.
أكد مسؤول كردي على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم السبت: إنه سيتم إجراء أول انتخابات للمجالس المحلية ومجلس تشريعي للمنطقة في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد شمال سوريا، في أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر وكانون الثاني/يناير.
وأعلنت مصادر إعلامية كردية، إن المجلس قرر تحديد يوم 22 أيلول/سبتمبر المقبل موعدا لإجراء انتخابات البلدية في النظام الفدرالي.
وأضافت المصادر أنه حدد يوم 3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل موعداً لإجراء انتخابات الإدارات المحلية، من مجالس القرى والبلدات والنواحي والمقاطعات. كما حدد المجلس يوم 19 كانون الثاني/ يناير من العام 2018 موعدًا لانتخابات الأقاليم ومؤتمر الشعوب الديمقراطي.
وكان المجلس التأسيسي للنظام الفيدرالي الديمقراطي لشمال سوريا، أعلن عن مواعيد إجراء أول انتخابات إدارية محلية وانتخابات الأقاليم.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب كردية على مساحات من الأراضي في شمال سوريا.
بدأ اليوم السبت في مدينة إسطنبول التركية اجتماعا سيستمر لمدة ثلاث أيام ضم عدداً من ممثلي الفصائل العسكرية والثورية السورية لتنسيق الجهود بما يخص الجولة القادمة من محادثات جنيف برعاية مركز الحوار الإنساني.
وحضر الاجتماع كلاً من رئيس وفد التفاوض "نصر الحريري" وخالد أبا وهادي البحرة وعز الدين سالم ووائل علوان وأحمد أبازيد والنقيب سعيد نقرش ومحمد بيرقدار والعقيد حسن حمادة وياسر فرحان و العقيد فاتح حسون والعميد أحمد بري وحسن الدغيم ومصطفى سيجري وحسام طرشة وسليم جواد وبشار الزعبي وإياد شمسي، في حين كان الحضور الأول لممثل جيش الإسلام محمد علوش في هذا النوع من الاجتماعات.
وذكرت مصادر أن الهدف من الاجتماع هو تنسيق جهود الفصائل في جولة جنيف المقبلة، بعد الخلافات الأخيرة التي وقعت ضمن الوفد في اجتماعات جنيف السابقة بالإضافة لحوار مفتوح عن واقع "المعارضة السوري" بعد سلسلة اجتماعات جنيف وأستانة.
وبخصوص اجتماع "مركز الحوار الإنساني مع مجموعة الاتصال 2" الذي يحمل عنوان "واقع المعارضة السورية في محادثات جنيف وأستانة واتفاق خفض التصعيد في الفترة ما بين ۲۹ - ۳۱ تموز من العام الجاري.
وكانت عدة صور قد نشرت عن المؤتمر الذي جمع الفصائل العسكرية بينها صورة جمعت السيد وائل علوان الناطق الرسمي باسم فيلق الرحمن والسيد محمد علوش كبير المفاوضين والناطق السياسي باسم جيش الإسلام، والتي أثارت ضجة في وسائل التواصل حيث قيل انه تم التباحث بين الطرفين على مستقبل الغوطة وهيئة تحرير الشام فيها، فيما نفاها السيد علوان لاحقا في تغريدة قال فيها "كنا في اجتماع قبل قليل لممثلي الفصائل حول آخر جولة مفاوضات في جنيف و لم نتطرق لأمر الغوطة الخاص، والاجتماع عن الشأن السياسي العام بين ممثلي جميع الفصائل، وأضاف علوان أن نشر الصورة هي "ولدنة" من ممثلي جيش الإسلام.
أما فيما يخص جدول أعمال اجتماع "مركز الحوار الإنساني مع مجموعة الاتصال 2"، فقد بدأ اليوم بجلسة تعريفية لمجموعة الاتصال 2، في تمام الساعة العاشرة، وتضمن خطة عمل لهذه المجموعة خلال الستة أشهر القادمة، وذلك لتطوير عمل المجموعة والاستماع لمقترحات ممثلي الفصائل.
كما تناول الاجتماع عرض حول الجولة السابعة من محادثات جنيف وحوار مفتوح حول واقع المعارضة السورية في هذه الجولة وفي مسار جنيف بشكل عام، وذلك بحضور رئيس الوفد الدكتور نصر الحريري.
وأُكمل الحوار في تمام الساعة الثانية والنصف حول واقع المعارضة السورية في محاثات جنيف، وإيجاد الآليات اللازمة لتطوير أداء المعارضة في هذا المسار وزيادة التنسيق بين مكونات المعارضة السورية.
وفي تمام الساعة الرابعة والربع جرى نقاش مفتوح حول طبيعة العلاقة بين كل من مساري المحادثات في جنيف وأستانة ودور الفصائل العسكرية في بلورة هذه العلاقة.
وسيجري في تمام الساعة التاسعة لقاء غير رسمي بعد العشاء وجلسة نقاش مفتوح.
أما بخصوص يوم غد فسيبدأ في الساعة العاشرة صباحا عرض حول الجولة الأخيرة من محادثات أستانة ومخرجاتها والتحديات التي واجهت هذه الجولة، وذلك بحضور أعضاء من وقد أستانة ورئيس الوفد.
وسيتم بعد ذلك بحث واقع المعارضة السورية في هذا المسار والإشكاليات التي تواجهها، وإيجاد الآليات اللازمة لزيادة التنسيق بين مكونات المعارضة، على أن يتم بخث واقع اتفاق خفض التصعيد وتداعياته على ألرض في كافة أنحاء سوريا، ونقاش حول اتفاق خفض التوتر في الجنوب السوري وتداعياته على المعارضة، وإيجاد الآليات لزيادة التنسيق بين كل من الشمال والجنوب السوريين.
أما الجلسة الختامية فستكون لتقييم جدول الأعمال، وعرض مختصر لنتائج اللقاء، وأخيرا لقاء غير رسمي بعد العشاء وجلسة نقاش مفتوحة.
وفي يوم الإثنين "الأخير" سيتم عقد لقاء مع المبعوثين الدوليين لمناقشة نتائج الاجتماع وقضايا أخرى متعلقة بالثورة السورية، على أن يُكمل اللقاء مع المبعوثين الدوليين لذات الغرض، والختام سيكون باستراحة الغداء بحضور المبعوثين الدوليين ثم المغادرة.
يتقاسم المواطنون الأتراك في قضاء "أقجه قلعة" بولاية شانلي أورفة المتاخمة للحدود السورية، ثقافة مشتركة مع جيرانهم الذين لجأوا من بلدة "تل أبيض" في الجهة المقابلة للحدود.
ويصل عدد السوريين في "أقجة قلعة" نحو ضعف عدد السكان الأصليين والبالغ عددهم 40 ألفًا، فباتت المدينة تعرف بـ"مدينة الأنصار" نظرًا لرحابة الصدر التي يتمتع بها الأهالي في استضافة جيرانهم.
ويتشابه أهالي المنطقتين في العديد من النقاط، وعلى رأسها الملابس والمأكولات وأسلوب الحياة اليومية، فضلًا عن روابط القرابة الموجودة فيما بينهم منذ أعوام طويلة.
السيدة التركية هبشة غوجلو (63 عامًا)، قالت إن "هناك روابط قرابة وثيقة بين أهالي القضاء وجيرانهم السوريين في تل أبيض، إلا أن الحدود التي رُسمت قبل أعوام فرّقت بينهم".
وأشارت غوجلو لوكالة الأناضول إلى أن "أهالي المنطقتين يتشابهون في أمور كثيرة، وقبل كل شيء هم أخوة في الدين، وبالتالي فإن أبوابنا مفتوحة أمام السوريين في أيامهم الصعبة".
وأضافت أن "هناك تشابه كبير في نمط الحياة بين أهالي أقجة قلعة واللاجئين من تل أبيض، وأعتقد أن العلاقات بيننا ستكون قوية جدًا في المستقبل، حتى بعد عودتهم إلى سوريا عندما تتحسن الأوضاع".
من جهتها، قالت اللاجئة السورية سلوى نور الدين (44 عامًا)، إنها لجأت مع أسرتها إلى تركيا قبل 4 أعوام هربًا من الحرب.
وأشارت نور الدين إلى أنها تقيم مع عائلتها في منزل عائلة تركية في أقجة قلعة "ونحن نشعر هنا وكأننا في منزلنا دون أن نرى أي تذمر أو شكوى بسببنا".
منعت إدارة الهجرة والجوازات التابعة لنظام الأسد مؤخراً، خروج المدنيين السوريين الذين يرغبون بأداء مناسك الحج والعمرة، عبر مكتب لجنة الحج العليا السورية في لبنان.
وسربت وثيقة لقرار مذيل بختم مدير الهجرة والجوازات، اللواء "ناجي تركي النمير"، بتاريخ 20 / 7 / 2017، يتحدث عن معلومات تفيد بقيام عدد من مكاتب الحج في لبنان بتأمين تأشيرات دخول للمواطنين السوريين إلى المملكة العربية السعودية عن طريق سفارتها في لبنان لتأدية فريضة الحج تحت إشراف الائتلاف المعارض.
وأوعز القرار لعدم السماح لأي مواطن سوري يحمل جواز سفر ممهور بختم الدخول للسعودية بمغادرة القطر، إلا بعد مراجعة فرع فلسطين (235).
وذكرت مصادر خاصة لـ "شام" أن المشايخ والعلماء في نظام الأسد على دراية بالأمر، وأن بعضهم حاول التوسط لدى مدير الفرع (235) إلى أنه مازال متمسكاً بالقرار الأخير.
الجدير بالذكر أن ما يقارب الـ 5000 مدني يذهبون إلى المملكة العربية السعودية من داخل مناطق النظام كل عام وبنفس الطريقة، ضمن حملات لجنة الحج العليا السورية ، حيث تشرف اللجنة العليا السورية منذ 5 سنوات على خدمة جميع السوريين من حجاج بيت الله الحرام، وقد وصل عدد المسجلين لهذا العام الى 15000 حاج سوري.
قال "أبو جابر الشيخ" القائد العام لهيئة تحرير الشام، إن ما حصل بين "أحرار وتحرير الشام" من قتال لا يرضاه صديق وهو أفضل ما يتمناه العدو، وأن الجميع "إخوة مسلمون" اجتمعوا على قضية واحدة هو قتال النظام حتى إسقاطه وإحقاق الحق ودفع الظلم.
وأضاف "الشيخ" في حديث أمام جمع من المصلين في خطبة الجمعة بالأمس في أحد المساجد بريف إدلب حصلت شبكة "شام" على تسجيل مصور لها، أن ما حصل في الآونة الأخيرة هو تضييق على كامل المحرر من الشمال حتى الجنوب، وتكالب كل أمم الدنيا على "جماعة الدولة" في المنطقة الشرقية من الموصل حتى الرقة.
أما منطقة إدلب والكلام لـ "الشيخ" فإن الفصائل باتت في كيان واحد لم يعد ينفع فيها أن تبقى الفصائل قطع متشرذمة، مرت ستة أشهر سعت تحرير الشام خلالها لضبط المحرر في قيادة واحدة من خلال التواصل مع جميع الفصائل وبكل الطرق الشرعية والسياسية للوصول لنتيجة واحدة، لكنها اعترض ذلك أن لكل فصيل مشروعة وارتباطه الذي يملي عليه ما يملي.
وأرجع "الشيخ" ما حدث في القتال الأخير مع أحرار الشام يعود لمشكلة في بلدة إبلين بجبل الزاوية بين أحرار وتحرير الشام، ثم فوجئت الهيئة أن "إخوانهم" في أحرار الشام هاجموا مواقع الهيئة في سلقين وحارم وسرمدا والدانا وغيرها.
وذكر "الشيخ" في حديثه أن الكثير من الاعتداءات حصلت من قبل "أحرار الشام" في البيوت والمقرات، وأن الهيئة أرادت أن تعيد ما أخذ منها، وبعد ذلك حصل اتفاق بين أحرار الشام وتحرير الشام لوقف القتال وخروج الأحرار من معبر باب الهوى وتسليمه لجبهة مدنية بما فيه مصلحة المسلمين عموماً والكلام لـ "الشيخ".
وأقر "الشيخ" بحصول ما أسماه الكثير من الاعتداءات من قبل "أفراد" في هيئة تحرير الشام على "الإخوة" في أحرار الشام، أرجعها لتصفية حسابات مناطقية، مع حرص الهيئة على تطويق الاشكال ووقف التعدي على حرمات المسلمين، وأن الهيئة أبلغت عناصرها أنها تقاتل مسلمين وليس كفار، منوهاً إلى أن الهيئة سترد جميع الحقوق.
كلام "الشيخ" لم يتطرق لسلسلة الاعتداءات التي قامت بها تحرير الشام على باقي الفصائل منذ بداية تشكيلها أبرزها "جيش المجاهدين" في حلب وصقور الشام في إدلب، وعدة مكونات أخرى أنهتها جبهة فتح الشام وجبهة النصرة سابقاً، كما أنه تجنب الخوض كثيراً في الاقتتال الأخير مع أحرار الشام، مكتفياً بأن الأحرار هي من بادرت وأن الهيئة ردت المظالم ودافعت عن نفسها لا أكثر.
ولم يتطرق "الشيخ" للإعداد المسبق لضرب الأحرار والذي توجس منه الأخير، والمعلومات المؤكدة عن تجهيز الهيئة لمعسكرات خاصة لعدة أشهر دربت فيها قوات "جيش النصرة" بشكل دقيق على العملية، بالتوازي مع إقناع العناصر بضرورة تملك الساحة، والخطر الذي تشكله الأحرار على مشروعهم، وأن الأحرار ستقوم بعمل ضد الهيئة فوجب استباق الأمر بعمل مباغت.
كما أن "الشيخ" لم يتطرق لفتوى “أبو اليقظان المصري” شرعي الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام لعناصر "جيش النصرة" تمنحهم الإذن بقتل كل من يقف بوجههم أثناء الهجوم الذي شُن خلال الهجوم على حركة أحرار الشام، والأرتال التي حركتها تحرير الشام في المحرر، والمدن التي حاصرتها واقتحمتها، والضحايا المدنيين الذين سقطوا بنيران الاقتتال، وأسباب برودة الجبهات وتوقف المعارك مع نظام الأسد منذ أشهر طويلة ....!؟
قال "أبو جابر الشيخ" القائد العام لهيئة تحرير الشام، إن ما حصل بين "أحرار وتحرير الشام" من قتال لا يرضاه صديق وهو أفضل ما يتمناه العدو، وأن الجميع "إخوة مسلمون" اجتمعوا على قضية واحدة هو قتال النظام حتى إسقاطه وإحقاق الحق ودفع الظلم.
وأضاف "الشيخ" في حديث أمام جمع من المصلين في خطبة الجمعة بالأمس في أحد المساجد بريف إدلب حصلت شبكة "شام" على تسجيل مصور لها، أن ما حصل في الآونة الأخيرة هو تضييق على كامل المحرر من الشمال حتى الجنوب، وتكالب كل أمم الدنيا على "جماعة الدولة" في المنطقة الشرقية من الموصل حتى الرقة.
أما منطقة إدلب والكلام لـ "الشيخ" فإن الفصائل باتت في كيان واحد لم يعد ينفع فيها أن تبقى الفصائل قطع متشرذمة، مرت ستة أشهر سعت تحرير الشام خلالها لضبط المحرر في قيادة واحدة من خلال التواصل مع جميع الفصائل وبكل الطرق الشرعية والسياسية للوصول لنتيجة واحدة، لكنها اعترض ذلك أن لكل فصيل مشروعة وارتباطه الذي يملي عليه ما يملي.
وأرجع "الشيخ" ما حدث في القتال الأخير مع أحرار الشام يعود لمشكلة في بلدة إبلين بجبل الزاوية بين أحرار وتحرير الشام، ثم فوجئت الهيئة أن "إخوانهم" في أحرار الشام هاجموا مواقع الهيئة في سلقين وحارم وسرمدا والدانا وغيرها.
وذكر "الشيخ" في حديثه أن الكثير من الاعتداءات حصلت من قبل "أحرار الشام" في البيوت والمقرات، وأن الهيئة أرادت أن تعيد ما أخذ منها، وبعد ذلك حصل اتفاق بين أحرار الشام وتحرير الشام لوقف القتال وخروج الأحرار من معبر باب الهوى وتسليمه لجبهة مدنية بما فيه مصلحة المسلمين عموماً والكلام لـ "الشيخ".
وأقر "الشيخ" بحصول ما أسماه الكثير من الاعتداءات من قبل "أفراد" في هيئة تحرير الشام على "الإخوة" في أحرار الشام، أرجعها لتصفية حسابات مناطقية، مع حرص الهيئة على تطويق الاشكال ووقف التعدي على حرمات المسلمين، وأن الهيئة أبلغت عناصرها أنها تقاتل مسلمين وليس كفار، منوهاً إلى أن الهيئة سترد جميع الحقوق.
كلام "الشيخ" لم يتطرق لسلسلة الاعتداءات التي قامت بها تحرير الشام على باقي الفصائل منذ بداية تشكيلها أبرزها "جيش المجاهدين" في حلب وصقور الشام في إدلب، وعدة مكونات أخرى أنهتها جبهة فتح الشام وجبهة النصرة سابقاً، كما أنه تجنب الخوض كثيراً في الاقتتال الأخير مع أحرار الشام، مكتفياً بأن الأحرار هي من بادرت وأن الهيئة ردت المظالم ودافعت عن نفسها لا أكثر.
ولم يتطرق "الشيخ" للإعداد المسبق لضرب الأحرار والذي توجس منه الأخير، والمعلومات المؤكدة عن تجهيز الهيئة لمعسكرات خاصة لعدة أشهر دربت فيها قوات "جيش النصرة" بشكل دقيق على العملية، بالتوازي مع إقناع العناصر بضرورة تملك الساحة، والخطر الذي تشكله الأحرار على مشروعهم، وأن الأحرار ستقوم بعمل ضد الهيئة فوجب استباق الأمر بعمل مباغت.
كما أن "الشيخ" لم يتطرق لفتوى “أبو اليقظان المصري” شرعي الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام لعناصر "جيش النصرة" تمنحهم الإذن بقتل كل من يقف بوجههم أثناء الهجوم الذي شُن خلال الهجوم على حركة أحرار الشام، والأرتال التي حركتها تحرير الشام في المحرر، والمدن التي حاصرتها واقتحمتها، والضحايا المدنيين الذين سقطوا بنيران الاقتتال، وأسباب برودة الجبهات وتوقف المعارك مع نظام الأسد منذ أشهر طويلة ....!؟
قالت مجلة فورين أفيرز الأميركية إن سياسة التهجير القسري للسكان التي اتبعها نظام الأسد ضد السكان في الحرب المستعرة في البلاد منذ سنوات تحول دون عودة البلاد إلى سابق عهدها، وتحدثت عن استراتيجية النظام ضد الأهالي السنة المتمثلة في القتل والتدمير أو التهجير.
وأضافت المجلة في مقال نشرته للكاتب طارق عثمان أنه كان هناك محاولات عدة للتوسط من أجل إحلال السلام في سوريا، وأن آخرها ما جرى على هامش قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في هامبورغ في ألمانيا أوائل الشهر الجاري.
وأوضحت أن الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين ناقشا على هامش هذه القمة اتفاقا محتملا بين بلديهما بشأن سوريا، وأضافت أن الأمل كان في أن تؤدي صفقة ثنائية بينهما إلى ضخ بعض الحياة في محادثات السلام المتعثرة في جنيف وأستانا التي استمرت على مدار العامين الماضيين.
وقالت لكن هذه المناقشة بين الزعيمين وجميع الجهود التي بُذلت مؤخرا لإنهاء الصراع في سوريا استندت إلى الافتراض الخاطئ، وهو المتمثل في أن عودة سوريا إلى هيكلها السياسي الذي كان قائما قبل الحرب من شأنه تحقيق السلام في البلاد.
وأوضحت المجلة أن الحرب قد غيرت التركيبة السكانية في سوريا بشكل جوهري، وأن عودة البلاد إلى سابق عهدها ستكون مستحيلة، وأشارت إلى أن بشار الأسد وحلفاءه نجحوا خلال السنوات الثلاث الماضية في الحد من وجود السُنة في المناطق القريبة من المراكز الحضرية الكبرى، وخاصة في دمشق والساحل.
وأضافت أن المسيحيين والعلويين -الطائفة التي ينتمي إليها الأسد- يتمتعون بحضور قوي في هذه المناطق، حيث يجري الجزء الأكبر من التجارة في البلاد، وأن سياسة النظام السوري وحلفائه لم تكن تقصد قتل السنة بقدر ما كان القصد إجبارهم على الرحيل.
وقالت إنه ليس من قبيل الصدفة أن تبقى الطرق المؤدية إلى الأردن أو لبنان آمنة على مدار السنوات الماضية، وأوضحت أن هدف الأسد كان يتمثل في إنشاء مناطق تماس جغرافية مجاورة تكون نسبة السكان من السنة فيها منخفضة وأقل مما كان عليه الوضع قبل 2011.
وأضافت أن المنطق الكامن وراء سياسة التهجير هذه يتمثل في أن الكثير من الأقليات في سوريا تقوم بدعم نظام الأسد، وذلك لأنها تعتقد أنه الوحيد القادر على حمايتهم.
وقالت إن عودة سوريا إلى النظام الذي كان سائدا قبل 2011 من شأنه أن يكون أيضا مكلفا، وذلك حيث تسيطر الأقلية على القوة الاقتصادية، الأمر الذي يؤدي إلى تفشي الفساد واستنزاف ثروات البلاد ومواردها الطبيعية، بل وإلى بقاء سوريا معتمدة بشكل دائم على دعم قوى خارجية مثل روسيا وإيران اللتين تواجهان بدورهما تحديات ومشاكل اقتصادية، وخاصة في ظل انخفاض أسعار النفط.
واستدركت المجلة بأن الأوضاع الديمغرافية التي صنعها الأسد لن تجلب له الاستقرار، وانتقدت سياسته وقالت إنها تتسم بقصر النظر.
وأوضحت أن نسبة كبيرة من السوريين من مختلف الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية تنحى باللائمة على النظام السوري جراء تسببه في قتل مئات الآلاف وتهجير الملايين. وقالت إن المشاعر العميقة من شأنها أن تغذي الغضب على نطاق واسع في سوريا لسنوات قادمة.
وأضافت أن الهوية السنية التاريخية لسوريا من شأنها أيضا أن تعيق استراتيجية الأسد، وأوضحت أنه إذا عاد ملايين اللاجئين السوريين من الأردن ولبنان إلى بلادهم، فإنهم لن يقبلوا بالهوية التاريخية الجديدة التي صنعها نظام الأسد.
وقالت إنه إذا أُريد لأي محادثات سلام أن تكون فاعلة ومؤثرة، فإنه يجب على جميع الأطراف المعنية أن تنظر بجدية إلى طبيعة التغيرات الديمغرافية التي تشهدها سوريا وأن تسعى إلى إيقافها.
وقالت إن بإمكان روسيا القيام بهذا الدور، وذلك بفعل تأثيرها على الأسد، وأضافت أنه يجب على اللاعبين الدوليين الآخرين لا سيما الولايات المتحدة وأوروبا ربط دعمها للسلام بوضع حد لهذه التغييرات الديمغرافية التي يجريها الأسد.
وقالت المجلة إن نفوذ هذه الدول يتأتى من كونها الممول الرئيس لمعظم جهود إعادة الإعمار والتنمية التي يتوقع أن تتبع أي وقف دائم لإطلاق النار في سوريا.
وقالت إنه في حال عدم التصدي لسياسات الأسد في هذا السياق، فإن الحرب قد تتوقف على المدى القصير، ولكن لن يكون الحل دائما.
وقالت إنه عاجلا أو آجلا، فإن عودة اللاجئين السوريين من الخارج إلى ديارهم، بالإضافة إلى الرغبة القوية في الانتقام من الأسد أو الضغوط الداخلية لمجموعات تشعر -وهي على حق- بأن تراثها قد تعرض للنهب، أو بمزيج من هذه العوامل مجتمعة، فإن دورة الصراع في سوريا ستتجدد وتتصاعد، الأمر الذي يجعل البلاد تنزلق إلى مستنقع حرب مدمرة جديدة أخرى.
وتحدثت المجلة بإسهاب عن تاريخ سوريا الحديثة في مرحلة ما بعد سقوط الدولة العثمانية في عشرينيات القرن الماضي، وعن هيمنة السنة في بلاد الشام أو سوريا الكبرى على المراكز الحضرية الكبرى وخاصة دمشق.
يواصل نظام الأسد خرق كافة الهدن والاتفاقيات في الغوطة الشرقية، حيث شنت قواته أمس الجمعة هجمات برية مدعومة بقصف جوي ومدفعي وصاروخي عنيف، حيث خاض الثوار اشتباكات لصد الهجمات.
فقد تمكن الثوار من التصدي لمحاولات تقدم قوات الأسد على جبهة إدارة المركبات في مدينة عربين، وهاجمت قوات الأسد جبهة بلدة الزريقية بعد تمهيد بالأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وفي سياق متصل فقد شن الطيران الحربي غارات جوية على كل من بلدات الزريقية وحوش الضواهرة وأوتايا في الغوطة الشرقية، وسط قصف مدفعي عنيف جدا على بلدة عين ترما، فيما استهدفت قوات الأسد أطراف بلدة حوش الضواهرة بصاروخ "أرض – أرض"، واستهدفت مزرعة مدينة حمورية بقذائف الهاون.
والجدير بالذكر أن قوات الأسد تحاول منذ عدة أشهر التقدم على جبهات الغوطة وحي جوبر بغية إجبار أهلها وثوارها على القبول بالاستسلام والتهجير إلى الشمال السوري، بالرغم من الخسائر الكبيرة التي منيت بها على مختلف المحاور، وذلك بعدما نجحت بفرض ذلك في أحياء تشرين والقابون وبرزة.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت أن قيادة القوات الروسية في سوريا أبرمت "بوساطة مصرية"، اتفاق "خفض تصعيد" في الغوطة الشرقية، وأوضحت أن "الاتفاق المبرم رسم حدود منطقة وقف التصعيد في الغوطة الشرقية، وحددت مواقع انتشار قوات الفصل والرقابة في الغوطة وصلاحياتها، كما رسم خطوط إيصال المساعدات الإنسانية وممرات عبور المدنيين".
سقط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين بمدينة الرقة جراء قصف جوي ومدفعي على أحياء المدينة من قبل التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، ويعتبر ذلك إضافة لسجل التحالف في ارتكاب المجازر، والذي امتلأ خلال الأيام الأخيرة، حيث تواصل الطائرات شن الغارات الجوية على مدينة الرقة ومحيطها في إطار الدعم والتغطية الجوية التي تقدمها لقوات سوريا الديمقراطية.
فقد ارتكب طيران التحالف الدولي اليوم مجزرة بحق 15 شخص مدني من عائلة واحدة بعدما شن غارات جوية على مدينة الرقة، والشهداء هم:
1-"محمد رسول الزنا" وزوجته وأولاده الخمسة.
2-"خالد رسول الزنا" وزوجته وابنه محمد.
3- "محمود محمد الزنا" وزوجته.
4-"خليل محمود الزنا" وأولاده الاثنين.
وكان ناشطون قد أكدوا يوم أمس أن 48 شهيدا وأكثر من 40 جريحاً من المدنيين العزل كانوا حصيلة القصف الجوي والمدفعي على مدينة الرقة، وسط حصار خانق تشهده المدينة.
وأول أمس استشهد 36 مدنياً، وجرح أكثر من 50 آخرين، جراء قصف جوي ومدفعي لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" والتحالف الدولي على مدينة الرقة، واستشهد يوم الثلاثاء قرابة 18 مديناً جراء قصف مماثل على أحياء المدينة، في تكرار لمشاهد سفك الدم اليومي بحق المدنيين العزل.
ومنذ بدء معركة "غضب الفرات" التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية للسيطرة على مدينة الرقة ومحيطها ارتكبت طائرات التحالف الدولي العديد من المجازر بحق المدنيين ولا سيما في مدرسة بالقرب من قرية المنصورة بريف الرقة، والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين بين شهيد وجريح.